ماذا يمكننا أن نتعلم من أحلامنا؟ | ديلان سيلترمان | TEDxUMD

كل ليلة نحن نحلم. غالباً لا نتذكر هذه الأحلام أو نتجاهل محتواها. في هذه المحادثة، د. سيلترمان يعطي بعض الأدلة التي تقترح أن أحلامنا قد تكون أكثر أهمية مما نظن. فهو يبني على خبرته في مجال البحث حول الأحلام، معطياً أمثلة عديدة عما توضحه لنا الأحلام عن ذواتنا. كما أنه يشارك بضعة طرق لتحليل أحلامنا كي نستطيع فهم أنفسنا أكثر.

د. سيلترمان هو محاضر في قسم علم النفس في جامعة ماريلاند. كما أنه يقود مخبر الحلم في ماريلاند، الذي تتضمن أبحاثه المواعدة أو الانجذاب العاطفي، أنماط الأحلام، السلوكيات الجنسية والأخلاق والعبر.

قدمت هذه المحادثة في حدث TEDx باستخدام تنسيق مؤتمر TED لكن تم تنظيمه بشكل مستقل بواسطة مجتمع محلي. لمعرفة المزيد في http://ted.com/tedx

مرحباً بالجميع.

عندما يسألني الناس عن أبحاثي،

وأخبرهم بأنني أدرس الأحلام،
يطرحون أسئلة مثل:

"من أين تأتي الأحلام؟"
و"لماذا نحلم؟"

و"ما معنى أن أرى حلماً
تتساقط فيه أسناني؟"

حينها عليّ أن أصبح مفسر أحلام
متخصص لتلك الحالة،

وهذا لا بأس به،

ولكن أحد المناظير العلمية
المهيمنة حول الأحلام

هو "فرضية الاستمرارية"،

أي فكرة أننا نحلم بالأشياء
التي نخوضها فيما نحن صاحون.

فمثلاً، ليلة البارحة،
حلمت عن كرة السلة.

يمكنكم أن تخمنوا ما كنت أفعل
قبل الذهاب للنوم؟

أشاهد تصفيات دوري الNBA.

أو، كما موضح بشكل ذكي
في هذا الكرتون، فالرجل يقول:

"أعتقد أن صائد الأحلام الخاص بي
بحاجة التصفية.

فأنا أحلم كثيراً عن
استثمارات الأسهم،

تذاكر الطيران منخفضة الكلفة والمنتجات
التي تعد بتحسين أدائي الجنسيّ."

(ضحك)

لكن أبحاثي بالحقيقة تتطرق
للسؤال المعاكس تماماً:

"كيف ترتبط أحلامنا بتصرفاتنا
بعد أن نستيقظ؟"

لذا دعوني أسألكم سؤالاً.

من منكم حلم بشخصٍ يعرفه؟

حسناً.

أبقوا أيديكم مرتفعة
في حال حلمتم بذلك،

ثم كنتم مستائين من
ذلك الشخص في الحلم

بسبب شيءٍ ما فعله لكم
في ذلك الحلم،

أو في حال أحدهم كان مستاءً منكم

بسب شيءٍ فعلتموه
لهم في أحلامهم.

أبقوا إيديكم مرتفعة.
وانظروا حولكم.

هذا أيضاً تم التطرق إليه
في حلقة من مسلسل Friends

متأسف، شريحة خاطئة.

حينها كانت فيبي مستاءة من روس لسببٍ ما،

لكنها لم تستطع تحديد السبب أساساً.

استاءت منه طوال اليوم
ثم اكتشفت في نهاية الأمر

أنه بسبب شيءٍ لئيم
قاله روس لها في حلمها.

لذلك، أردتُ وزملائي
أن نحقق بالأمر.

حينها كنت أعمل على شهادة الدكتوراه
في جامعة ستوني بروك.

في دراستنا،
سألنا 61 مشاركاً

أن يراقبوا أحلامهم
كل ليلة لفترة أسبوعين.

كما طلبنا منهم أن يراقبوا

نشاطاتهم اليومية
مع شركائهم العاطفيين،

أي الأشخاص الأهم لهم.

في هذه الدراسة، جمعنا حوالي
850 تقرير عن الأحلام.

ومن تلك العينة، حوالي ربع الأحلام
كان يتضمن شركائهم العاطفيين

أي أن الناس يحلمون
بشركائهم العاطفيين

في حوالي 25% من الوقت.

ومن تلك الأحلام،
أقل من النصف بقليل

كان يحتوي على نوع من التفاعل الإيجابي،

وحوالي الربع كان يحتوي
بعض الصراعات.

الناس أيضاً يحلمون بأشخاصٍ آخرين،

بأحلام أسميها أحلام الخيانة،

أي أحلام ذات سلوك عاطفي خيانيّ.

دعونا نلقي نظرةً
على بعض هذه الأحلام.

سأريكم مثالين سعيدين أولاً،
بتفاعل إيجابي ضمنهما.

هذا يقول: "حلمت أنني كنت
في كرنفال مع صديقتي.

هي تحبّ تلك الاحتفالات، لذا قررنا
أن نزور واحداً في البلدة.

كنا نمرح كثيراً، ونركض
نقبل وندغدغ أحدنا الآخر.

لعبنا لعبة "ضرب الخلد"
واستمرت بالفوز عليّ

رغم أنني شعرت أني
أفوز بفارق كبير...

لكنها في النهاية،
فازت بدبّ محشوّ كبير

والذي تبين أنها أرادته
لذا سعدت لأجلها."

كم أن الأمر لطيف

(ضحك)

"هذا الحلم كان ذكرى.

كان موعدنا الأول، وكنا نشاهد
فيلم Saw II حوالي شهر تشرين الثاني.

كنت خائفة جداً من الفيلم، لدرجة
بقيت أحشر رأسي تحت كتفه

وأصرخ حينما يظهر أي مشهد دموي.

كان يضحك ويواسيني.

في منتصف الحلم،
أركيت رأسي على كتفه،

وهو لف ذراعه حولي وقبلني.

كان لطيفاً جداً معي،
وأتذكر الشعور بوخزات من الفرح.

وظللنا هكذا نعانق ونقبل بعضنا."

أوه!

(ضحك)

إذاً ما نراه في هذه الأحلام
هو الكثير من السلوكيات المتشابهة

التي يمارسها الأشخاص
مع شركائهم العاطفين

أثناء حياتهم وهم صحاة.

إذ يذهبون في مواعيد،
إلى الكرنفال، إلى السينما.

ونرى التقبيل، والسلوك العاطفي الحميمي،
وكذلك المواساة.

لو أريتكم هذه الأحلام
ضمن تقارير يومية اعتيادية،

لما استطعتم تمييز الفارق.

وهذا ما يؤكد فرضية الاستمرارية.

على أية حال، فليست كل الأحلام
إيجابية -وروداً وأشعة شمس.

سأريكم الآن بعض الأحلام السلبية،
لذا من الواجب التحذير:

لو كنتم حساسين تجاه الصراعات،
فهذه الأحلام ستكون قاسيةً قليلاً.

"تركت فتاة رسالة على
صفحة حبيبي على فيسبوك،

توضح بها أنها تحبه.

واكتشفت أنه كلّمها،
وكانا يتحدثان ويتعارفان،

رغم معرفته الواضحة
بمشاعري تجاهها.

علاوة على ذلك،
أجابها بأنه يحبها أيضاً.

بعد مضايقتي له
ليخبرني عمَّ كانا يتحدثان،

قال لي أنه اعترف بحبه لها
دون أن يعني ذلك حقاً.

حينها استأت أكثرمن ذي قبل،
وبدأت أضربه على وجهه،

وأصرخ وأبكي.
كيف سمح لنفسه أن يفعل بي هكذا.

يجيبني 'لا أعلم'
وأنا أجهش أكثر بالبكاء والصراخ.

حتى استيقظت في النهاية من هذا الكابوس."

ويحي!

إذاً، لو افترضنا بأننا حلمنا
بمثل هذا الحلم،

واستيقظنا لنجد شريكنا
نائماً إلى جانبنا،

ماذا كنا لنفعل ونقول حينها؟

أيضاً، هذا يوضح كم أن فيسبوك
قد أصبح واسع الانتشار:

لدرجة أنه أصبح يؤثر في أحلامنا الآن.

دعونا نلقي نظرة على آخر.
هذا يتضمن قليلاً من الغيرة.

"في هذا الحلم، كنت صديقةً مع
صديقة حبيبي السابقة.

كنا نقضي الوقت سوياً في منزلي،
نمرح ونغني الكاريوكي.

كلما نظرت إليها،

كنت أفكر كم أنها جميلة،
ولا أحد مثلها.

ثم يأتي حبيبي.
ويطلب أن يتصور معها.

حينها شعرت بغيرة شديدة،
وأخذته بعيداً عنها

وسألته فيما لو كان يراها
أجمل مني.

كنت عصبية معه، أعلم ذلك.

لكني لم أكترث لذلك
كوني أعلم أين نحن من علاقتنا.

كان لي كل الحق أن أغار
وأتذمر بشأن ذلك.

ليلتها، تجاهلني وتجاهل سؤالي.

واجهته مجدداً،
وأخبرني أنه انزعج

من موقفي وتصرفي.

وهنا راجعت سلوكي معه،
وتساءلت فيما بالغت بردة فعلي."

هنا نلاحظ دليلاً أوضح
أن أحلاماً مثل هذا

قد تجعل شخصاً يعيد النظر في أفعاله
بعد أن يستيقظ،

وأن يعيد النظر في علاقاته الشخصية.

دعونا أيضاً نأخذ مثالاً
عن الخيانة في الأحلام.

"تعرفت مؤخراً على شاب
رائع، لطيف وحميميّ.

أعطاني كامل اهتمامه، الكثر من الهدايا،
وأراه الالتقاء بعائلتي.

حتى أنه وعدني بالزواج
يوماً ما.

وأكثر ما أذكره

أنه أخذني يوماً إلى متجر باهظ
لبيع الذهب والفضة.

عرض علي أن أشتري مجوهرات
تليق بفستانٍ جميل بلون الشمبانيا.

شعرت بسعادةٍ غامرة طوال الحلم،
لدرجة لم أرد الاستيقاظ."

من المهم أن ننوه

أن تلك المرأة على علاقة مع شخص آخر -

شخص مختلف تماماً عن ذاك الذي حلمت به.

وأيضاً مثال آخر عن أحلام الخيانة.

"كنت في حفلٍ
مع أخوتي من الأخوية

ومع مجموعة من نساء الأخوية
ممن أعرفهنّ من المدرسة.

أتذكر حينها كم اتصلت بي حبيبتي
لتطمئنّ عليّ.

ووصل بنا الأمر إلى أن تقاتلنا

لأنني رأيتها أنها لا تثق بي.

ثم أسرفت في المشروب،
وتعلقت بفتاةٍ ما.

أحضرتها معي إلى المنزل
ومارسنا الجنس حينها.

أذكر شعوري بالندم قبل أن يحصل الأمر،
لكني كنت راضياً بعده."

أعلم أن بعض تلك الأحلام تبدو وكأنها

أخذت من حلقات محذوفة
من مسلسل Jersey Shore،

(ضحك)

لكن، ما نراه فعلاً هنا

هو أنه حين يحلم الناس أحلاماً كهذه

فيها جدال أو صراع
أو حتى خيانة أو غيرة،

فإنها غالباً تتسبب بالمزيد من
الصراعات مع شركائهم في اليوم التالي.

وهذا يسيطر عليه من قبل صراع اليوم السابق.

لذا فهي ليست آلية
تستمر من يوم للآخر،

بل هناك شيء مميز بهذا الحلم.

عندما يحلم الناس بأحلام الخيانة،

بأنهم يخونون شريكهم،
أو يرتبطون بأحد آخر،

فإنم غالباً سيشعرون بحبّ
وقرب أقل في اليوم التالي.

وماذا عن الأحلام الجنسية؟

في حال تساءلتم، فلدينا بعضها.
سأريكم مثالين الآن.

"أظن أن كتابة حلمي هذا
سيكون محرجاً،

لكني سأحاول وصفه.

كان حلماً جنسياً حلمت به أني
أمارس الجنس مع حبيبي.

وبشكل غريب، كنا في حمامي،
عند طرف المغسلة.

كنت سعيدةً ومتحمسة في الحلم،

وبناءً على نظرته،
بدا أنه متحمسٌ أيضاً."

إذاً هذا حلم جنسيّ إيجابي لدرجةٍ ما.

ولكن هنا لدينا حلم جامح قليلاً.

"كنت امارس الجنس مع حبيبتي،

لكن حبيبتي السابقة ظلت
تحاول الاتصال بي.

أجبتها، وأخبرتها أن
تتركني وتمضي في حياتها.

عدت إلى حبيبتي،

وبدأنا بممارسة الجنس العنيف
المشابه لكتاب كاما سوترا.

سألتني مراراً لم بدوت غاضباً،

وأخبرتها أن صديقتي السابقة
لم تتوقف عن مضايقتي.

حينها أخذت هاتفي، واتصلت بها،
وبدأتا تبادل الشتائم.

كنا حينها عاريان تماماً، أغلقت الخطّ،

وعدنا إلى السرير، نتضاجع.

ثم استيقظت."

الأحلام الجنسية ترتبط
بسلوكيات اليوم التالي،

لكنها تعتمد بشكل أساسي على
جودة العلاقة.

فلو كانت العلاقة جيدة،
والجميع سعيد،

حينها يكون الحلم الجنسيّ

مرتبطاً بالحب والحميمية والقرب
أكثر في اليوم التالي.

لكن، إن كانت العلاقة سيئة
ولم يكونا راضيين،

حينها سيكون الحلم الجنسيّ أقل
حباً وقرباً في اليوم التالي.

دعوني أتوقف هنا،
ونتأمل قليلاً

لأنني على يقين أن بعضكم يفكر،

"حسناً الأحلام حقاً ترتبط بسلوكيات
اليوم التالي، ولكن لماذا؟

لماذا لها تلك الصلة؟
ولم الأحلام لها مثل هذا التأثير؟"

الجواب ببساطة أننا لا نعلم بعد.

الأحلام هي أحد الألغاز العلمية
الكبيرة والتي لم نحلها بعد.

هناك العديد من النظريات المختلفة
التي قد تشرح ما يحصل حقاً.

اقترح باتريك ماكنمارا إحدى النظريات

أن الأحلام تتطور لتسهل
الروابط الاجتماعية،

ولا سيما بين الأهل وأطفالهم
وبين الشركاء العاطفيين،

ونحن فعلاً نرى دليلاً صغيراً
على ذلك هنا،

خصوصاً الأحلام الجنسية التي
ترتبط بالحب والحميمية أكثر.

ولكن ماذا عن أحلام الصراعات،
التي تقترح العكس تماماً،

بأنها حتى تؤذي الروابط الاجتماعية؟

هناك أيضاً نظرية أخرى،
قد توضح الأمر

والتي تنصّ

على أن الأحلام تتطور لتساعدنا
على حل مشاكلنا،

وذلك كي نرى المشاكل الصعبة
من منظور جديد

وبهذا قد نصل لاستنتاجات
أو حتى إلى حلول

لم نكن لنستطع التوصل إليها،

أي لنتأقلم مع الحالات
الصعبة عاطفياً.

دعوني أريكم بضعة أمثلة
من دراسات مختلفة

قد تدعم هذه النظرية.

لخّصت ديدر باريت العديد
من هذه الأبحاث

في مقال كتبته
في "العلم الجديد حول الأحلام."

هذه دراسة من ويليام ديمينت،
نشرت في أوائل السبعينات.

حيث أعطى 500 طالب محرضاً دماغياً

وطلب منهم أن يفكروا به لمدة
15 دقيقة قد أن يخلدوا للنوم.

كم منكم يعلم بشأن هذا
المحرض الدماغي من قبل؟

"حيث إن الحروف O, T, T, F, F تشكل
بداية متتالية لا نهائية.

وعلينا إيجاد قاعدة بسيطة لتحديد
أحد أو كل الحروف اللاحقة.

وفقاً لقاعدتكم، ما هما الحرفان التاليان؟"

من بين ال500 طالب

كان هناك 87 حلم بخصوص
هذا المحرض الدماغي،

وحتى أن بعضهم حلوا المسألة.

مثال على تلك الأحلام ما يلي.

"كنت أمشي في صالة
عرض للأعمال الفنية.

وبدأت بعدّ اللوحات:
واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة،

لكن حين وصولي للسادسة والسابعة،

لاحظت أن اللوحتين قد مزقتا من إطاريهما.

حينها نظرت للإطارين الفارغين...

وفجأة علمت أن الفراغين السادس والسابع

كانا الحل لهذه المسألة.

إذ أن الحروف O, T, T, F, F
تمثل الأرقام من واحد إلى خمسة

ورقمي ستة وسبعة هما التاليان
في هذه المتتالية

وبالتالي الحرفان التاليان
هما S و S."

وهنا لدينا دراسة أخرى،
قام بها إيرين وامزلي وبوب ستيكغولد

في مختبرهما في كلية الطب في هارفارد
قسم أبحاث النوم.

حيث أعطيا المشاركين في التجرية
هذه المتاهة،

ودرباهم عليها، ثم فحصا قدرتهم
على تخطيها بعد خمس ساعات.

حيث سمحا لبعض المشاركين
أن يناموا خلال تلك الفترة.

لاحظا أن النوم قد حسن من أدائهم فعلاً،

لكن ليس كأولئك الذين قالوا
أنهم قد حلموا بشأن المتاهة.

أي أن الحلم بالمتاهة

قد حسن من ادائهم
عند إعادة التجربة

مقارنة بأولئك الذين
لم يحلموا مطلقاً بها.

الأمر يبدو وكأن الأحلام
تسمح لعقولنا

أن تختبر عدة حلول
بطريقة مبدعة،

وثم حين نستيقظ، نجد أن لدينا شيئاً
لنعمل به لم نكن نملكه من ذي قبل.

وهنا بعض الابحاث الأخرى
قامت بها روزاليند كارترايت

تظهر لنا وضع النساء

اللواتي يعانين من الاكتئاب
بعد خوضهنّ الطلاق.

إذ أنهن يكنّ أقل اكتئاباً

وبصحة نفسية أفضل
في زياراتهم اللاحقة،

في حال حلمن بشركائهن السابقين،
أي بأزواجهنّ.

وهذا قد يبدو منافٍ للمنطق
فلربما تفكرون

"كيف يمكنني أن أتجاوز أحدهم
فيما أنا أحلم به؟"

تطلق روزاليند كارترايت على هذه الأحلام
"الأحلام المجدية":

أي أن هؤلاء الأشخاص الذين حلموا
بما يشغل بالهم

كانوا أفضل حالاً، حتى لو كان
مضمون حلمهم سلبياً.

مثال آخر على هذه الحالة.

المدخنون السابقون الذين قد حاولوا
ترك التدخين كانوا أقل عرضةً للنكس،

أي أقل عرضة للعودة للتدخين
فيما لو حلموا بشأن التدخين.

أيضاً، نلاحظ نفس الدليل

أن الأحلام تساعدنا على تخطي
المسائل الصعبة عاطفياً

وعلى تأقلم وحل المشكلات بطرق
لم نكن لنستطع حلها دون الأحلام.

وبالتالي نرى أن الأحلام لديها مثل قدرة
عجائبية على شفائنا.

وكما يقول بوب ستيكغولد،

"عندما تنام،
فدماغك يحلل نفسه

يبقي المعلومات المهمة
ويتخلص من البقية."

قد تسمح الأحلام أيضاً
لشرارة المواهب أن تنطلق.

إذ أحد أعظم الاكتشافات التي عرفها البشر
كانت نتيجة الأحلام.

مثلاً الجدول الدوري للعناصر،

الذي درسه معظمكم في الثانوية
في حصص الكيمياء.

ديميتري ميندلييف
حلم حقاً بالجدول الدوري.

حلم بأن العناصر قد ظهرت أمامه حينها

ونظمت نفسها وفقاً لكتلتها الذرية.

حين استيقظ ورسم ذلك،

وأصبح ما نعرفه بالجدول الدوري للعناصر.

بول مكارتني أيضاً يقال بأنه
قد حلم بأغنية "Yesterday".

أتعرفون تلك الأغنية؟
♫ البارحة ...

حسناً، لن أغني.

لكنها حقاً حلم بالأغنية،
وعندما استيقظ، ذهب إلى البيانو الخاص به،

وقال لنفسه: "يا له من لحن رائع!
دعني أنظمه وأكتبه."

ثم أوجد النوطات،
التي أصبحت لاحقاً

واحدة من أجمل الأغاني
في عصرنا هذا.

حقاً، لربما من غير المنصف

أن معظمنا لن يحلم بمثل تلك
الأحلام العميقة ذات المعنى

والتي تقودنا إلى مثل تلك الرؤى.

ولا أعتقد أنه لأننا
لسنا قادرين على ذلك.

بل لأنه معظم الوقت

نحن لا نعير أحلامنا أي اهتمام.

لا نأخذ أحلامنا على محمل الجد.

أغلب الناس يظنون أن الأحلام
محض هراء وخيالات بلا معنى.

أي نستيقظ ونتجاهلها تماماً،

ونمضي يومنا
وكأننا لم نحلم حتى.

لديّ اقتباس رائع
من فيلمي المفضل،

والذي اسمه Waking Life لريتشارد لينكليتر:

"معظم الناس إما يمشون بأحلامهم خلال يقظتهم

أو أنهم يمشون بيقظتهم
خلال أحلامهم.

وبكلتا الحالتين، فلن يستفيدوا
من الأمر بأي شيء."

لو سألتكم الآن أن تخبروني

فيما كنتم تحلمون في هذه اللحظة بالذات،

سيجيبني معظمكم:
"بالطبع لا، فأنا وضوحاً صاحٍ."

ولكن دعوني أجيبكم:
"كيف تتيقنون من ذلك؟"

كيف تعلمون أننا لسنا بحلمٍ الآن؟

فمعظمكم لا يعرف الفارق.

هل بإمكانكم أن تؤكدوا متى تحلمون

أم أن استيقاظكم هو ما
يعلمكم بأنكم كنتم تحلمون؟

هل تفهمون حقاً ما كان يجري؟

لذا دعوني أختم

بأنه إن أردنا الخروج بنتيجة
لمنازلنا من هذا الحديث، ستكون:

تستحق الأحلام أن نعطيها من وقتنا.

فهي جزء مهم من حياتكم،
وتستحق أن نعيرها اهتماماً.

فهي تمثل خزاناً مليئاً
بالمعلومات والرؤى

التي يمكنكم معرفتها عن نفسكم،

عن علاقاتكم، عملكم،
وعن صحتكم النفسية.

لذا ابدؤوا الليلة،
احتفظوا بمذكرةٍ لأحلامكم.

ضعوا ورقة وقلماً
إلى جانب سريركم،

وعندما تستيقظون،

اكتبوا أياً ما قد خطر على بالكم
فيما أنتم نائمون.

قد تتفاجؤون بما قد تجدون.

ولربما أحلامكم تحاول أن تخبركم
شيئاً مهماً جداً.

حسناً، شكراً لكم.

(تصفيق)