سجين عقله | شون ستفنسن |TEDxIronwoodStatePrison

هذه المحاضرة أُلقيت خلال حدث TEDx محلي، وانتجت باستقلالية عن مؤتمرات TED.
شون ستفنسن من مواليد أيار ١٩٧٩، وفقاً للتقارير الطبية كان متوقعاً أنه لن يعيش أكثر من ٢٤ ساعة بعد ولادته.
بالرغم من ذلك فقد نجى بأعجوبة. أثناء هذه المحادثة، يروي لنا عن قصته و عن ثلاث عِبر لكي نعيش حياةً بلا حدود.
طموحه يتجلى في "تخليص العالم من عدم الثقة في النفس" كما يرغب في تشجيع الناس على اكتشافهم بأنفسهم "الغاية من وجودهم".

أحاول تحرير مقال
بالمدونة خاصتي لهذه الأمسية.

وأظن أنه يبدو معقولاً جداً

أنني زُرت السجن
فعانقت ثلة من المساجين اللطفاء،

بينما هنالك دي جي يشغل بعض الموسيقى،

و رتشارد برانسن دلني
أين بإمكاني جني هروين مجاني

(ضحك)

(تصفيق)

قصة واقعية!

(ضحك)

الدرس الأول:

لا تؤمن أبداً بالتنبؤ
الذي لا يعمل على تقويتك

عند ولادتي، أخبر الأطباء والداي

بأنني سأكون في عداد الموتى
خلال ٢٤ ساعة الأولى من حياتي

بعد ٣٥ سنة، مات جميع أولئك الأطباء

(ضحك)

وها أنا ذا الطبيب الوحيد على قيد الحياة.

(ضحك)

(تصفيق)

لا تؤمن أبداً بالتنبؤ
الذي لا يعمل على تقويتك.

كم عدد التنبؤات التي
ألقيت عليك طيلة حياتك؟

إذا آمنت بالتنبؤات التي
لا تعمل على تقويتك،

سوف تذبل و تموت،

إما موتاً جسدياً أو روحانياً

تماماً كما لو كنت مجرد
هيكل يجول في الأرجاء

فقط كتابع لأي شيء بلا هدف.

ستُنعت بالعديد
من الصفات خلال حياتك،

وسوف تسمع الكثير منها.

عليك الإنصات فقط للإجابية منها.

لدي اعتقاد أفادني في حياتي،

وهو أن الجميع يعتمد
علي لكي ينجح،

حتى لو كانوا لا يدرون ذلك.

أنا لست هنا اليوم لأخبركم
بما ألمّ بي من مِحن في حياتي

لِأدّعي، أنني على دراية
بما تمرون به.

ليس لدي أدنى فكرة
عمّا يجري بحياة أيّ منكم.

لم أنشأ بنفس الأحياء
التي نشأتم بها.

لم أتربّى في كنف والديكم
ولاعشت في جسدكم.

لم أعِش التجارب
والمواقف التي عشتموها.

أستطيع أن أقول أنني
ضليع فقط في شيء وحيد،

وهو كيف أكون على سجِيّتي،
وأنا أُتقن ذلك.

(تصفيق)

لكن ذلك ليس بالأمر الهيّن.

لقد مررت بأشياء لا أتمناها
لأي واحد منكم في هذا المجلس.

تَم سحب قضبان معدنية
من نخاعي العضمي بدون تخدير،

و نزع أسناني بالرغم
من وجود التهاب بفكّي،

حيث لم أعُد قادراً
على مضغ طعامي.

كان يتوجّب علي
النهوض يومياً،

لِكي أستحم و يُُعتنى بي بدنياً
من طرف شخص آخر؛

لِحسن الحظ أن هذا الشخص أصبح
المرأة الرائعة التي تزوجت.

(تصفيق)

يَتم التحديق بي أينما ذهبت،

ولحظة مقابلة الناس لي،

وإذا لم يكونوا على دراية
بسيرتي الذاتية،

مباشرة، وبحكم غريزتهم البشرية
يقولون في أنفسهم:

"أوه، من الصعب جداً
العيش كهذا الشخص!"

إذا أشفق علي أحدهم،
فهو فقط يضيع وقته،

لأنني اخترت
أن أعيش حياة مقدِرة،

وأنا اليوم هنا لأساعدكم
على اختيار حياة مقدِرة،

ولكن سأخبركم بذلك،
لقد تحدثت لكم عن المخدرات.

هل تعلمون ما هو أسوأ مخدر
قد أصاب البشرية حتى الأن؟

الشفقة.

في اللحظة التي تُشفِق فيها
على شخص آخر

أو لحظة إشفاقك على نفسك،
فأنتَ مخدوع.

أنتَ مُحاصر تماماً في الكمون.

لا تُشفقو على أنفسكم،
لا تُشفقو على الأخرين.

أجل، أستطيع الذهاب لمنزلي،
كما لدي أشياء، معظمكم يناديها بالحرية،

ولكن سأحدثكم عن ماهية الحرية

وعن كيف اخترت أن أرى الحرية،

لأنه كما قُلت،

لا تؤمن أبداً بالتنبؤات
التي لا تعمل على تقويتك.

الدرس الثاني اليوم
هو أنك لست الحالة التي أنت بها.

لست كذلك.

أنا لست معاق!

أكيد، أنني سأستفيد من باحة
وقوف السيارات للمعاقين

(ضحك)

لكن ذلك لا يُصنّفني كرجل.

غير قادر؟

لطالما عاملني الأخرون
ونظرو إلي على أنني غير قادر.

فارتقيت للأعلى لأبرهن للناس

أن الإعاقة الوحيدة
هي رفضنا للتّأقلم.

يجب عليك التأقلم
في أي وسط توضع فيه،

حتى لو كان السجن.

وكيف يكون التأقلم؟
أظن أنه مثل الإحتفال.

لأنك عندما تُلاقي أناساً
يحتفلون بحياتهم،

فإنك ترغب أن تكون
حولهم، والتعلم منهم،

ترغب في التعامل معهم،
وترغب في توظيفهم.

أُنظر، إذا أردت ألا يراك
الأخرون كسجين أو مُدان

عند خروجك من هنا،
أو حتى وأنت هنا،

فهناك سلوك،

وهو أن تؤمن بأن لك
إضافة لصالح البشرية،

مهما تكن حالتك الراهنة،
لقبك، أو مكانتك.

لأنه إذا آمنت بأنني غير قادر،
سوف أذبل، و سأصبح خجول،

سأصبح غير واثق، وخائف،
سأتصرف كأنني أحتاج للمساعدة.

لن يعترض باقي البشر على ذلك،

لكنني اخترت شيئاً آخر،

اخترت أن أكون قوياً,
اخترت أن أكون قائداً،

اخترت أن أقول كلاماً
يلهم هذا العالم،

سأخبركم لماذا جئتُ لهذا العالم.

و آمل أن يلهمكم ذلك على معرفة
المغزى في مجيئكم لهذا العالم.

جئتُ لهذا العالم لأُخلصه
من عدم الثقة في النفس.

لأنه عند إحساس أحدهم بعدم الثقة،
فإنه يتصرف بغباء.

عند إحساسنا أننا لسنا كفاية،

فإننا نلاحق تأييد الأخرين،
والأشياء الخارجية

لتخبرنا بأننا كفاية.

شكراً لكم.

(تصفيق)

أنتم كفاية.

سأخبركم بأنني تعهدت
كوني معالج نفسي

بأن أحب كل إنسان
مهما كانت خلفيته.

لأنه عند سبري في الأعماق،

أدركت بأن كل إنسان
يسعى فقط ليكون محبوباً،

رغم كونه قاسياً,
رغم كونه خائفاً,

رغم كونه شريراً.

إن استطعت التقرب منهم،
و فهم ما يجول في خاطرهم،

سيُفصحون لك على نيّتهم.

يرغبون فقط بأن يكونوا محبوبين.

أتعلمون ممّن يرغبون
أن يكونوا محبوبين أكثر؟

ليست أمهاتهم، ولا أبائهم،
أو مأمور السجن المسؤول عنهم.

لا أحد من هؤلاء.

يرغبون حين النظر في المرآة
أن يكونوا راضين عن أنفسهم.

و إذا استطعت الوصول لذلك،
فإنك تسير في الطريق الصحيح.

(تصفيق)

لكن إيّاك أن تُشفق على نفسك.

عند إشفاقك على نفسك،
سوف تذبل.

لكن هنالك تناقض في إحساسك
بالشفقة على نفسك،

إنه العكس تماماً، ما أسميه
مضايقة نفسك بنفسك،

هزيمة نفسك، كونك
عدو نفسك لتقول لنفسك،

بأن كل تلك التنبؤات،
و تلك الآراء السلبية

حقيقية و صحيحة،
و بأنك فاشل.

ولن تستطيع بلوغ أي شيء.

مضايقتك لنفسك
هي أسوء ما يمكنك فعله.

لن تستطيع تحمل إشفاقك على نفسك،
و لن تستطيع تحمل مضايقتك لنفسك،

عليك أن تحب نفسك،

لأن آخر درس أود
مشاركته معكم اليوم

هو أنني سأعرفكم ما هو السجن الحقيقي،

ليس ما هو محاط بأعمدة و أسلاك،
أو سياجات كهربائية،

السجن الحقيقي ليس به حراس،

السجن الحقيقي يوجد هنا.

و كل منا له سجنه الخاص،

لدى كل منا عقل يثرثر،
غالباً لا يكفّ عن الثرثرة.

هل تعرفون أين هو خلاصُكم،
ليس خارج هذه الجدران.

لقد قابلت العديد من الأشخاص
في قمة النجاح و الشهرة،

لكنهم مساجين،

لأنهم مساجين عقلهم،

يضايقون أنفسهم،
يشفقون على أنفسهم.

الحرية الحقيقية
هي أن تتجاهل ذلك العقل.

ما علمتني إياه زوجتي
هو أن تثق بقلبك.

وفي سبيل ترويض هذا الشيء النابض

الذي ليس فقط لضخ
الدم لأطراف الجسم.

ما الذي حقاً يفعله؟

يُرسل احتمالات عاطفية،
خيارات محتملة لا حصر لها

تتعلق بتصرفاتنا،
بحياتنا، و بسلوكاتنا.

عندما تحب نفسك،

سواءً كنت نائماً على سرير
بسجن، أو سرير بقصر،

سواءً بطنك ممتلئة بالطعام،

أو أنك لا تدري متى
تحين وجبتك التالية،

عندما تحب نفسك،

عندما تصبح ملماً
بخبايا مشاعرك،

حينها فقط ستصبح حراً طليقاً.

أحبكم كلّكم، وأتمنى لكل
واحد منكم الحرية خارج هذه الجدران.

بارك الله فيكم.

(تصفيق)