فن اللامبالاة | سارة نايت | TEDxCoconutGrove

تحذير: تحتوي المحادثة على عبارات قد تكون غير لائقة

الكاتبة سارة نايت وهي من أكثر المؤلفين مبيعاً، تشرح في حديثها تحت عنوان "فن اللامبالاة" طريقتها التي تسميها "طريقة عدم التأسف" وهي عبارة عن خطة لكي تتوقف عن إضاعة وقتك الثمين بالقيام بأشياء لا ترغب بالقيام بها.

بعد 15 سنة من العمل في دور نشر مدينة نيويورك، قررت سارة الاستقالة من عملها والعمل بشكل مستقل ومنذ ذلك الوقت حققت مقالتها "أنا استقلت من عملي وأنت أيضاً تستطيع القيام بذلك" انتشاراً واسعاً كالنار في الهشيم بالإضافة لكتابها "القوة السحرية وراء عدم الاكتراث والتي ستغير حياتك: كيف تتوقف عن إضاعة وقتك الثمين مع أشخاص لا تحبهم وتقوم بأشياء لا ترغب بالقيام بها" والذي حقق لقب الأكثر مبيعاً.

بالنسبة لسارة الهرب من حياة الشركات والانتقال إلى "رافضة للمناصب بالصدفة" استمر بانتقالها مع جوزها للاس تيرناس- جمهورية الدومينيكان. كتاب سارة الجديد تحت عنوان "استجمع قواك: كبف تتوقف عن القلق عما يتوجب عليك أن تقوم به لكي تنهي ما تحتاج للقيام به والبدء بتنفيذ ما ترغب بفعله". سارة تخرجت بشهادة بالانكليزية والأدب الأمريكي بدرجة امتياز من جامعة هارفرد.

قدمت هذه المحادثة في فعالية TEDx باستخدام تنسيق مؤتمرات TED ولكن نظمها المجتمع المحلي على نحو مستقل. تعرف على المزيد بزيارة http://ted.com/tedx

نحن نعيش في عصر الترتيب.

يملك جميعنا حكايات عن ترتيب منزله.

نفرد أمتعتنا على الأرض،

ثم نقرر ما نريد،

ونتخلص مما لا نريد

بهدف جعل حياتنا أرتب.

لكن ماذا لو استطعنا جمع كل الأشياء الأخرى

كمهامنا ومناسباتنا وعلاقاتنا الملزَمة،

والتخلص منها دون أدنى شعور بالندم؟

وبفعلتنا هذه،

نستثمر وقتنا وطاقتنا وأموالنا

على ما يجعلنا سعداء بحق.

حسنًا، أعرف كيف نفعل هذا.

إنها طريقة رائعة،

أدعوها: "فن اللامبالاة."

(هتاف) (تصفيق)

أعتذر عن طريقتي في الكلام
لأن ما سيأتي أعظم.

قبل أن أعلمكم فن اللامبالاة،

يجب أن نتعلم معنى أن نبالي بأمرٍ ما
في المقام الأول.

المبالاة هي الاهتمام، أليس كذلك؟

فعندما أقول بأني لا أبالي
بمسلسل صراع العروش،

فيكون قصدي بأنني لا أهتم
بمسلسل صراع العروش.

(ضحك)

دعونا الآن نتعمق في المعنى أكثر.

لنقل بأن صرف الاهتمام
هو صرف الوقت والطاقات والأموال.

(ضحك)

إذا لم نكن مهتمين بشيء معين،
يجب علينا التوقف عن المبالاة بأمره.

أنا لا أهتم بصراع العروش
فلا أضيّع وقتي في مشاهدته،

ولا أضيّع طاقتي
متسائلًا عن أحداث الموسم القادم،

ولا أضيّع مالي بالإنفاق على الكتب والبضائع
والأشياء الأخرى المتعلقة بقارّة ويستيروس.

لا يندرج صراع العروش تحت قائمة اهتماماتي.

(ضحك)

هل هذا منطقي؟

باتخاذ هذه القرارات المحسوبة،

ستوفر المزيد من الوقت والجهد والمال

وتصرفهم على ما تهتم به حقًا.

وأدعو هذه العملية بـ"ميزانية المبالاة."

(ضحك)

سأعود لميزانية المبالاة بعد قليل،
ولكن دعوني أولًا أخبركم القليل

عن ماهية دخول فن اللامبالاة لحياتي.

قبل عامين ونصف،

كنت أعمل كمحررة في دار للنشر في نيويورك.

لقد قضيت 15 عامًا أشق طريقي
لتسلق القمة في الشركة،

كانت لدي قائمة بالمؤلفين الأكثر مبيعًا،

وكان يحدث كل شيء كنت أعتقد
أنني لطالما أردته خلال مسيرتي.

ولكنني كنت تعيسة للغاية.

تعيسة لدرجة أنني وجدت صعوبة
في النهوض كل صباح،

تعيسة لدرجة أنني استصعبتُ
تلك الـ45 دقيقة في مترو أنفاق نيويورك،

ولدرجة أنني وجدت صعوبة
في إمضاء ثماني إلى عشر ساعات

ومن ثم العودة للمنزل وإعادة الأمر ذاته.

لهذا استقلت.

وكان اتخاذ ذاك القرار صعبًا للغاية.

شربت الكثير من النبيذ الأحمر
وذرفت الكثير من الدموع.

ولكن لم يجلب لي هذا
إلا التغيير الملحوظ في حياتي.

بمجرد أن أبعدت نفسي
عن ثقافة وأسلوب حياة العمل

الذي جعلني تعيسة للغاية،

أصبحت قادرة على صب وقتي وجهدي
على ما أهتم به حقًا،

بما في ذلك العمل ولكن بطريقة مختلفة،

وانتقلت في النهاية من بروكلين
إلى جزيرة استوائية.

توقفت عن المبالاة بالعمل
في شركة وارتداء السراويل

والتنقل لمدة طويلة في مترو الأنفاق.

وبدأت بالاهتمام بالعمل لنفسي
مرتدية البكيني

وأتمشى على الشاطئ.

قلت لكم طرأ تغيير على حياتي.

(ضحك)

ولكن لم تحدث أي من تلك التغييرات
بسبب ترتيبي لشقتي.

حدثت لأنني صفيتُ ذهني.

دعوني أشرح لكم.

تخيل أن عقلك حظيرة،

وبداخلها كل ما يُمتعك،

وبداخلها كل ما يزعجك أيضًا.

هناك إمكانية لحياة سعيدة،

ولكن عليك أن تتخلص من الشياء المزعجة
لتخلي مساحة للأشياء الممتعة.

هذا هو التخلص من الفوضى الذهنية،
وهو أمر سحري.

فعلت هذا دون قصد عندما استقلتُ من عملي،
وكان الأمر رائعًا

لدرجة أنني ابتكرتُ طريقة من أجلكم
لتقوموا بالأمر عن قصد.

أدعوها: "طريقة عدم التأسف."

تُنفّذ بخطوتين.

الخطوة الأولى: حدد ما لا تبالي لأمره.

الخطوة الثانية: لا تبالي لأمر هذه الأشياء.

(ضحك)

الأمر بسيط، أليس كذلك؟

لكن أعرف ما تفكرون به:

يبدو الأمر كطريقة لأكون لئيمًا.

(ضحك)

لا بأس، يُقال لي هذا على الدوام.

ولكن هنا يأتي دور "عدم التأسف."

طريقتي بالامبالاة مؤدبة وصادقة.

لهذا ليس عليك الشعور بالذنب.

أنت تتصرف بأقوم سلوك وليس عليك الاعتذار.

لأنك لستَ آسِفًا من الداخل.

ولستَ لئيمًا.

إذًا كيف تنجح طريقة عدم الشعور بالأسف؟

حسنًا إذًا لنقل بأنك تحب مسلسل صراع العروش

وقد دُعيتَ إلى حفلة عشاء مساء الأحد

والوقت يتعارض مع مشاهدة مسلسلك المفضل.

وتشعر بالأسف لرفضك الدعوة،

ولكنك تعشق صراع العروش،

ولا تريد تسجيل الحلقة ومشاهدتها لاحقًا
بسبب المُفسدين.

حسنًا، تملك الكثير من الوقت والجهد
والمال فقط في ليلة الأحد.

إذًا اسأل ميزانية المبالاة خاصتك.

(ضحك)

حدد ما الذي يجلب لك السعادة أكثر

وخصص مبالاتك حسب ما اخترت.

(ضحك)

أقول لكم هذا،

إذا أجبت في الوقت المناسب:

"شكرًا ولكنني لا أستطيع تلبية دعوتك،"

فإنك لم تفعل شيئًا خاطئًا.

لقد كنتَ صادقًا ومهذبًا
ولا يوجد ما تأسف عليه.

هذا ليس كل شيء.

(ضحك)

يمكنك تطبيق طريقة عدم التأسف على كل شيء،

على مهامك ومناسباتك وحتى الأشخاص من حولك.

عليك البدء بإعداد قائمة
بكل ما يسبب فوضى في حظيرتك العقلية،

كل ما يُفرض على وقتك وطاقتك وأموالك،

والاهتمام الذي يُفرض عليك إبداءه.

لإبقائها قابلة للإدارة، أُرتبها حسب الفئة.

مثلًا، كل ما يتعلق بالعمل ضمن فئة،

وربما تحوي قائمتك على خمسة أمور مثل
الاجتماعات الإلزامية والمكالمات الجماعية

وجمعية زملائك الخيرية الأشبه بالماراثون

وحفلة توديع لزميل لا تطيقه

والقيام بعملك.

(ضحك)

حالما تنتهي من تصنيف كل هذه الأشياء
نهائيًا، تبدأ بتطبيق طريقة عدم التأسف.

الخطوة الأولى: حدد ما يزعجك.

حدد الأشياء الثانوية التي لا تهتم لأمرها.

الخطوة الثانية: توقف عن إهدار
وقتك وطاقتك وأموالك

على هذه الأشياء.

ومن ثم اشطبها من قائمتك بخط أسود عريض.

سيشعرك هذا بتحسن، صدقوني.

(ضحك)

ما أحاول قوله هو أنه سيتوجب عليك
النهوض كل يوم للذهاب للعمل.

وقد تضطر إلى حضور
بعض الاجتماعات الإلزامية.

ولكن لا يجب عليك حضور حفلة توديع

لزميل لا تطيقه حتى.

ولكن إن كنت لا تزال تجد صعوبة
في عدم المبالاة،

أقترح عليكم أن تتخيلوا.

تخيل شعورك في تلك الحفلة:

هل تشعر بالانزعاج أم المرح؟

(ضحك)

ربما يكون يومًا متعبًا وقدماك تؤلمانك،

وربما لا تحب الاختلاط
بزملاء عملك في المكتب،

ناهيك عن قذارة الحانة.

(ضحك)

أنت حقًا لا تحب أباريق كورز لايت الدافئة.

فما الذي يتوجب عليك فعله؟

لا تلبي الدعوة بالطبع.

ما الذي يجعلك تدفع اهتمامك أو مالك
لحضور تلك الحفلة؟

سأخبرك.

أنت تفعل ذلك لأنك تشعر
بأنك ملزم وتشعر بالذنب.

لأنك تنزعج من رفضك.

حتى قبل أن تحاول.

إن معظم الناس

توافق دون تفكير.

وينتهي بهم الأمر بإهدار
الوقت والجهد والمال

على أمسية مزعجة وغير مسلية البتة.

وستهدر وقتًا ومالًا وطاقةً أكثر
للتجهيز لحضور الحفلة قبل أسبوع.

والأكثر من ذلك هي محاولتك ابتكار طرق
للتخلص من التزامك،

والقلق من اعتقادهم بأنك مقيت
لرفضك الدعوة في اللحظة الأخيرة.

وبصراحة؟

إذا رفضتَ الدعوة في اللحظة الأخيرة،

وعدم رغبتك في الحضور في المقام الأول،

دليل على أنك مقيت بالفعل.

ويجب أن تشعر بالأسف لذلك.

(ضحك)

فبدلًا من ذلك، خذ نفسًا،

وتخيل الأمر برمته،

وقل بطريقة بسيطة ومهذبة:
"لا شكرًا، لا أستطيع الحضور."

وهكذا تتوقف عن إهدار وقت لا تملكه،

مع أناس لا تطيقهم،

وتفعل ما لا تريد فعله.

وستكون أقل انشغالًا وإرهاقًا وانزعاجًا.

وستوفر الكثير من الوقت والمال والطاقة،

وستملك الوقت لتتساءل عن سبب ذهابك المستمر
إلى حفلات حمامات الأطفال قبل عشر سنوات.

(ضحك)

لكن احذروا.

لا تستقيلوا من عملكم
وتهربوا لجزيرة استوائية كما فعلت أنا.

يمكنك إجراء تغيير هائل ومتحرر وهادف

من خلال تنظيف حظيرة عقلك وحسب
وابتكار ميزانية اهتمام،

والتفكير بها على الدوام.

ليس عليك تنظيم ساحة بيع.

عليك أن تقول: "لا، شكرًا."

أو: "لا أملك الوقت."

أو: "لا أستطيع تحمله."

أو يمكنك حتى أن تقول: "لا أريد ذلك."

لن ينتهي العالم.

إنها حقيقتك الصادقة والمهذبة.

لا مبالاة ولا أسف.

إن سحر تغيير الحياة أمام أعيننا.

ولأكون صريحة،
يتطلب تنظيف المنزل أسبوعًا فقط.

ومن ثم يبقى نظيفًا لأسبوع أو اثنين.

لكن التخلص من الفوضى الذهنية؟

ولكن تعلمك الرفض ووضع الحدود
ومنحك مبالاة أقل؟

سيبقى أثره للأبد.

شكرًا لكم.

(هتاف) (تصفيق)