إصلاح نظام العدالة المعطوب | روبرت بارتون | TEDxSanQuentin

قام المقتش العام في كاليفورنيا بتكوين فكرة جيدة عن الأنظمة الخَربة في السجون ولماذا هي هكذا، وذلك بعد العمل مع مئات المساجين وضحايا الجرائم وضبّاط الإصلاحيات والإداريين. فلنستمع إلى حديثه وانتعلم ما يجب علينا فعله لإصلاح هذا النظام وتحسين أنظمة السلامة العامة.

يشغل (روبرت بارتون) حالياً منصب المفتش العام في كاليفورنيا وهو مسؤل عن مراقبة قسم الإصلاحية وإعادة التأهيل في كاليفورنيا، ويتضمن ذلك الحوادث الحرجة والعلاقات الداخلية والشكاوي والرعاية الطبية واستخدام القوة، والعديد من الأمور الأخرى المطلوبة تشريعيًا. يترأس (روبرت بارتون) مجلس إدارة إصلاحية كاليفورنيا، حيث يقوم بإعداد التقارير وعمل التوصيات عن أنظمة إعاد ةالتأهيل لسجناء والمفرج عنهم بشروط. بدأ خدمته مع قسم شرطة فرينسو سنة 1984 وذلك أثناء تجهيزه لنيل شهادة البكالوريوس في علم الجرائم في (جامعة كاليفورنيا، فرينسو). تخرج من (جامعة الملك ديفيد) بشهادة الدكتوراه عام 1988. عمل بعد ذلك كمدعي في مكتب النائب العام في مقتطعة كيرن، وفي الفترة ما بين 2000-2005 أشؤف على قسم العصابات وجرائم السجون والأحداث والتهرب من المدرسة. تم تعيينه بعد ذلك كمشرف على المفتش العام المساعد سنة 2005 قبل أن يتم تعيينه في منصب المفتش العام سنة 2011. يحمل (روبيرت بارتون) شهادة صالحة مدى الحياة كمدرب مجتمعي معتمد في الشؤون القانونية.

ألقي هذا الحديث في حدث TEDx بترخيص من مؤتمر TED وبتنظيم من قبل أفراد المجتمع المحلي. لمعرفة المزيد:
http://ted.com/tedx

صباح الخير!
أنا سعيد لكوني هنا اليوم.

معظم الناس لا يملكون فكرة
عن عمل المفتش العام،

وهذا عادي.

عادة ما يخلط الناس بيني وبين النائب العام،

وأشرح، أننا في كاليفورنيا، لا نشبه بعضنا.

(ضحك)

ولكن كمفتش عام،

جزء من عملي هو الإشراف
على برامج "دائرة التصحيح."

وصلت إلى هنا بطريقة مميزة.

بدأت مهنتي في العدالة الجنائية
منذ 33 سنة كمأمور.

عملت كمأمور في كل فرصة

قبل أن أذهب إلى كلية الحقوق
وأصبح نائباً عاماً.

ولمدة 17 عاماً، كنائب عام للمقاطعة
في بلدة محافِظة للغاية.

ساهمت في دخول العديد
من الأشخاص إلى السجن.

ولكن لم يكن علي أن أكون ذكياً جداً
لأكتشف، بعد فترة من الزمن،

عندما كنت أقاضي ذات الشخص
الذي دخل إلى السجن،

وخرج، وارتكب جريمة مرة أخرى،
وذهب إلى السجن، ثم كرر ذلك،

أن نظامنا معطوب،
وأنا كنت جزءاً من هذا النظام.

فعندما سنحت لي الفرصة في 2005
للانضمام إلى مكتب النائب العام،

وأن يكون لي تأثير فعلي على "الإصلاحات"

وربما يكون لي تأثير على تغيير ما يحصل هنا،

واغتنمت تلك الفرصة.

ومنذ أربع سنوات، عُينت لأصبح المفتش العام.

فالآن أنا في مكان

تسهل رؤية الفاشلين فيه،

وسيكون أسهل لهؤلاء في النظام أن يُحبطوا.

ولكن شخصاُ احتفلنا به
هذا الأسبوع ألهمني:

"مارتن لوثر كينغ."

وعندما سُئل عن

كل الإحباطات التي عاناها، كل المعاناة،

قال، "يمكنك إما أن تلتفت للمرارة،

أو يمكنك أخذ تلك المعاناة

وتحويلها إلى قوة إبداعية
للتغيير الإيجابي."

أحب التفكير بأن الكثير منا
في هذا النظام يريد فعل ذلك.

وسمعنا قصة بعد قصة اليوم

حول أشخاص يفعلون ذلك.

وهذا ما أريد التحدث عنه اليوم: التحويل.

في الكثير من الأوقات، نسمع كلمات،
نظن أننا نعرف ما تعنيه،

ولكن أحياناً، نحتاج إلى أمثلة
لتجعلنا نفهم المعنى الحقيقي.

التحويل في نظام العدالة الجنائية

لا يمكن أن يأخذ مكاناً مع المدانين.

نحن نسمع قصصاً عظيمة اليوم
عن أشخاص يغيرون أنفسهم.

ولكن أيضاً يجب أن يكون بعض منا
في النظام والمجتمع في الغالب.

وأنا مُتشجع أن هذا يحصل.

العديد منكم في هذه الغرفة جزء من حصول ذلك.

وهذا مشجع.

ولكن نحتاج إلى أن نكمله،

لأن التحويل لا يحصل بين ليلة وضحاها،

إنه عملية.

التعريف هو:

"أن تخضع لتغيير أو تحويل قيد الاستخدام

أو وظيفة، أو هدف، أو طبيعة وجود."

ويلزمنا تغيير طريقة استخدام سجوننا،

وطريقة عمل سجوننا

لكي يكون الناس أفضل عندما يخرجون
من السجن وليس أسوأ.

سأكون أول شخص أخبركم أنه...

سيكون من السذاجة التفكير
بأنه سيكون مفيداً للجميع.

ولكن حتماً هناك العديد
من الأشخاص في الخارج

سينجح معهم.

إنها مشكلة سلامة عامة،
سمعنا عنها من متحدثين آخرين.

لذا، ما أطلب من الناس فعله

عندما نتكلم عن نظام العدالة الإجرامية

هو إدراك أننا نكرر الشيء ذاته

بنفس الطريقة، ونتوقع نتائج مختلفة.

(ضحك)

(الجمهور) ذلك جنون.

هذا جنون.

وأنا متعب من كوني
جزءاً من هذه العملية المجنونة.

أريد رؤية تغيير.

لكي يحصل ذلك،

نحتاج إلى معرفة ما
هي أهدافنا الأربعة الحالية،

والثقل الموضوع عليها من قبل نظامنا.

درست العدالة الجنائية لمدة عشر سنين
في المرحلة الجامعية،

واليوم للأسف،

الهدف من العدالة الجنائية في هذا الترتيب:

العقاب، والضبط، والردع، وإعادة التأهيل.

وللأسف، نحن كمجتمع نثبت هذه الطريقة،

لكن هذا قصير النظر:

وصدقوني، لقد تحدثت
إلى الكثير من المُدانين،

والمئات من الضحايا، والمئات من الأشخاص
في قوات تطبيق القانون،

وكلنا سنقول لك أن هذا قصير النظر.

العقاب، كما سمعنا من قبل،

هو ليس حلاً طويل الأمد.

نعم، يجب أن يكون هناك عواقب للجريمة،

نعم، العقاب يجب أن يناسب الجريمة،
لكن الأشخاص يجب أن يسمح لهم بالتغيُّر.

وإذا تغيروا، وكما سمعنا سابقاً،
يسددون هذا الدين للمجتمع-

يجب أن يكون مرحباً بعودتهم إلى المجتمع.

لذلك، العقاب وحده لا يمكن أن يكون الجواب.

يجب أن يكون هناك إعادة تأهيل تتماشى معه.

وبصراحة، لو نجح الردع،

لما كان هناك أشخاص في السجون.

لم يقل أحد من المدانين
الذين تكلمت معهم حتى الآن:

"لقد فكرت بعواقب أفعالي

قبل أن أرتكب جريمتي."

(ضحك)

هل هناك نسبة صغيرة
كالتي سمعناها -بعض منهم اليوم-

في اليوم الذي دخلوا السجن قالوا:
"أنا لا أريد العودة أبداً؟"

طبعا، لكن هذا ليس سهلاً،

لأن التغيير عملية.

الفرص يجب أن تتغلب على العقبات.

والهدف الثالث من السَّجن

-ضبط المسجونين- هو في الحقيقة كذبة

نعم، نحن أزلنا الأشخاص من الشوارع حالياً،

لكن كما سمعنا، أكثر من 90%
سوف يخرجون إلى الشوارع مجدداً.

وهذه كذبة أيضاً

لأنه، إذا كان لشخص ما عقلية إجرامية،

وأنا أعرف أن هناك رجال في هذه الغرفة
سوف يوافقونني الرأي،

كل ما نفعله

هو تغيير مجتمع ضحاياهم
عندما تضعهم (المجرمين) في السجن.

هم يجرمون بحق زملائهم والطاقم،

وإذا كان لديهم اتصالات مع الخارج،

فإنهم يتابعون عملهم الإجرامي.

لذلك فالسَجن لا ينجح أيضاً.

إذا العقاب ليس الحل في ذاته،

إذا كان الردع لا يعمل،
والسجن هو حل قصير الأمد،

هذا يتركنا مع إعادة التأهيل.

وهذا هو الشيء الوحيد،

إذا جعلناه حقيقةً،
سنحصل على فائدة طويلة الأمد

للمجتمع بشكل عام.

فماذا يتطلب ذلك؟

حسناً، قلت لكم

أن الفرص يجب أن تتغلب على العقبات،

وهذه عملية متكاملة.

ولقد سمعنا العديد من القصص الجيدة،

وأريد أن أخبركم أمراً آخر
عن شاب صغير اسمه (ميغيل).

و(ميغيل) سيكون أول شخص
يخبركم أنه كان محتالاً،

كما سمعنا وصفه سابقاً.

قضى شبابه

يبيع المخدرات ويعمل مع العصابات،
وفي النهاية، انتهى به المطاف في السجن.

وحتى حينما دخل السجن كان محتالاً،

ولكنه ليس بطريقة جيدة كرائد أعمال

وقد تابع ليكتشف

طرقاً لتهريب الأشياء إلى السجن
وخداع الطاقم وما إلى هنالك.

ووضع نفسه في مخيم رجال إطفاء

ليس لأنه يريد أن يتعلم كيف يصبح رجل إطفاء

بل لأنه اعتقد أنها ستكون أفضل طريقة

لتهريب الدخان وبيعه.

وعندما أصبح في مخيم رجال الإطفاء،
حصل شيء ما.

قام بالتدرب،

وقام بتدريبات بناء روح العمل الجماعي

مع زملائه في الفريق

لأنهم كانوا يعملون على آلية كبيرة،
وعلى بعد قليل عن الهاوية،

يجب عليك أن تثق بالشخص الذي بجانبك.

وأُرسلوا إلى حريق في كارولاينا الجنوبية

في منطقة (بوواي).

وقيل لهم، "يجب عليكم
أن تبنوا حاجزاً للنيران

لأن هذا القسم الفرعي في خطر،
لأن ألسنة اللهب قادمة تجاهه

لقد أخلينا المنازل."

وقضى الناس 20 ساعة
على خط نيران يقومون بإنشاء حاجز.

وفي تلك الليلة اقنربت النيران،

وشاهدوا الحاجز يحجزها وتراجعت النيران.

أمضوا بقية النهار يطفئون
بقعاً صغيرة متفرقة.

وبعدها في الصباح التالي،

خلال مشيهم في الطريق ذي الممرين

كانت قوات النظام ترافق الناس
الذين تم إخلاؤهم أثناء عودتهم إلى منازلهم،

حدث شيء ما.

توقفت السيارات، وخرجت العائلات
وبدؤوا بالتصفيق.

ووجد "ميغيل" نفسه يبكي،
وفي البداية لم يستطع فهم ذلك.

لكن كانت تلك هي اللحظة
التي أضاءت الأنوار في داخله.

في تلك اللحظة، شيء بداخله قال:

"أستطيع أن أكون أكثر مما أنا الآن."

وسمعنا تلك القصص طوال اليوم.

لأن التغيير هو عملية.

إنها تبدأ من الشخص ذاته،

تحمل المسؤولية الشخصية وقرر التغيير.

عندما قام بذلك،

ما يحصل عندما تشغل أنوار منزلك

ولا يكون لديك مصباح؟

لا شيء، إنه الظلام.

يجب أن يكون هنالك مسار لهذه القوة،

يجب أن يكون هنالك مكان
لهذه القوة الإيجابية لكي تذهب إليه.

حسناً، ما فعله،
هو أنه عاد إلى مخيم رجال الإطفاء،

وإلى جميع زملائه الآخرين
الذين لقبهم بالفاشلين

لإضاعة وقتهم الفارغ على أشياء
مثل التعليم والبرامج

وانضم إليهم.

هذا كان مصباحه، كان هذا مساره

من أجل هذه الطاقة الإيجابية.

وهكذا، عندما حصل على هذا المسار،

بدأ يفعل شيئاً لم يظن أنه سيفعله.

وهو الوصول إلى عائلته في الخارج

التي خسرها، معيداً بناء
تلك العلاقات الاجتماعية.

وقريباً، احزروا ماذا؟
هو سيحصل على إطلاق سراح مشروط.

أخبرني أنه كان خائفاً بسبب
"هل سيقبلني المجتمع؟

هل سيصدقون أنني تغيرت؟
ماذا سأفعل عندما أخرج من هنا؟"

لأن التغيير عملية،
ولا يحصل في ليلة وضحاها.

يجب أن يكون لديك هذا الإلهام للتغير،
لتطلق تلك الطاقة.

يجب أن يكون لديك مسار
لتلك الطاقة الإيجابية.

وأريد أن أقول إننا سنصل إلى هناك،
نحن لسنا قريبين مما نستطيع أن نكون:

لكل شخص في برنامج،
هناك 50 على قائمة الانتظار.

لكن سنصل إلى هناك.

ونحن نتحرك في ذلك الاتجاه، وهذا إيجابي.

يجب أن يكون لدينا
المزيد من المصاببح خارجاً،

والمزيد من المسارات
ليحصل التغيير الإيجابي.

ومن ثم أُطلق سراحه
وهذا ما قال إنه سيحصل...

لقد كان أحد الأشخاص
-وسمعنا قصته اليوم أيضاَ-

آمنا به عنما بدأ يضعف

لأنه سيكون هنالك أوقات عندما يضعف الأشخاص.

ماذا يحصل للأضواء عندما تثور عاصفة ما؟

ستومض باضطراب، وفي بعض الأحيان ستتنطفئ.

وبعد ذلك من هناك؟

آملا، (بي وآي إم بي)
أو أياً كانت شركتك الخدمية

لإصلاح الأضواء، أليس كذلك؟

حسنا، نحن كمجتمع،

والعائلات هناك والناس هناك

يجب أن نكون قادرين
على تقبل رؤية المدانين،

ربما يتعثرون، لكن يبقون مع ذلك ناجحين.

لأنه خلاف ذلك،
لدينا نظام، امتلكناه لسنوات،

حيث نعتقد أن عملنا

هو محاولة معرفة كيفية منع مساعدة الناس

بدلا من إبقائهم خارجا بنجاح.

وهذا يجب أن يتغير

لأن الفرص يجب أن تتغلب على العوائق.

وهكذا، الذين في النظام ويؤمنون بهذا

يحاولون جعل ذلك يتحقق.

وأعلم أن هناك أناسًا في النظام

يحاولون جعله يتحقق لأنفسهم

خرج (ميغيل)، وأصبح ناجحاً الآن.

لأنه كان قادراً على إشعال ذلك الضوء.

كان قادراً على إيجاد طريقة
لاستخدامها، هذه الطاقة الإيجابية.

ولديه طريق ليكمل، لجعل الشركات تعمل،

ودفع فواتير الشركة ليمكنها الاستمرار.

لأن ما يحدث، مرة أخرى،
إذا أضأت تلك الأضواء

ولديك مصابيح، لكن الشركات ليست هناك؟

ينطفئ ضوءك.

لذلك فالتحول عملية،

الفرص يجب أن تتغلب على العوائق

وأريد أن أختم بشيء

آمل أن يلقى صدى لديكم.

وهو مثال للتحول.

هو قصة كلاسيكية لشخص

كانت العوائق أكثر من الفرص في حياته

لم يتقبله المجتمع، لجأ إلى طرق إجرامية،

تطلب الأمر دقيقة واحدة، واستيعاباً واحداً،
-وفي هذه الحالة طفلة صغيرة-

لجعل هذا الشخص يتغير.

وأكثر من ذلك،
تطلب الأمر مجتمعاً مستعداً لقبوله

بعد مروره بالتغيير.

أعتقد أنكم تعرفون ذلك.

(يبدأ الفيديو) (مقطع من مسلسل "غرينش")

(ضحك)

"وقلب غرينش الصغير،
نمى ثلاثة أضعاف ذلك اليوم،

ثم، ظهر المعنى الحقيقي للكريسماس،

ووجد غرينش قوة عشرة أبراج، بل أكثر.

(الفيديو ينتهي)

(ضحك)

إذا غرينش

(تصفيق)

إذا كان يمكن لغرينش أن يختبر التغيير،

فهنالك أمل لنا كلنا.

شكراً.

(تصفيق)