كيف يمكن لميكروبات جهاز الهضم المرافقة لك منذ الولادة أن تؤثر على صحتك على المدى الطويل

لقد تحددت صحتك على المدى الطويل منذ يوم ولاتك، تقول باحثة علم الميكروبات حينا ماريا اوسيتوبا. في هذه المحادثة المذهلة، تعرض لنا كيف أن ميكروبات جهاز الهضم التي نكتسبها عند الولادة وكرضع تنعكس على الصحة في مرحلة البلوغ - وتناقش بحث عن ميكروبات جديدة قد تساعد في معالجة مشكلات كالبدانة والسكري.

الآن، أعلم أنه ممكن أن يكون سهل الاعتقاد

أن الأحياء الدقيقة سيئة،

خاصةً للرضع،

لكن في الحقيقة أثبت الأبحاث العكس.

والحقيقة قد تكون أكثر تعقيداً بقليل،

لكنها بالتأكيد طريقة أكثر متعة.

على مايبدو نحتاج كائنات دقيقة

لنبرمج لحالة صحية جيدة،

لكن ليس أي كائنات دقيقة فقط،

نحتاج المزيج الصحيح.

ننجح أفضل مع أجسام كائنات دقيقة قليلة

تأقلمنا لنتعايش معها خلال التطور.

وأتوقع أنها لن تفاجئك

لتتعلم أننا نكسب أن مزيجاً صحيحاً بالفعل
عند الولادة.

حسناً، على الأقل بعضاً منا يعلم.

الأطفال المولودون قيصرياً
والمولودون طبيعياً

ليسوا متشابهين

حين يأتون للميكروبية يبدؤن الحياة،

يوجد بعد الولادة مجريات
باكرة مختلفة لاتحصى

وظروف

تعدل طريقة تطور ميكروبات القناة الهضمية،

كالأدوية التي قد توصف للمواليد أو الأمهات،

عدد حيوانات التربية والأخوات في العائلة،

بالإضافة إلى مستوى النظافة بالمنزل،

و في هذه الحالة، يكون أفضل بالتأكيد

في حال لم يكن نظيف تماماً كل الوقت.

وأيضاً التغذية، لكلاً من الأم والرضع.

تلعب كل هذه المجريات والظروف دوراً عظيماً

في تطور هذه الكائنات الدقيقة

وله تأثيركبير على صحة الطفل طويلة الأمد.

هنا لا أتكلم عن الآثار الصحية البسيطة.

وإنما الأمور الكبيرة.

الميكروبات التي نكتسبها أو لا نكتسبها

تؤثر على أرجحية تطور أمراض كالسمنة، السكري

وحتى بعض السرطانات.

لأن العديد من مجريات مبكرة ذكرتها تواً

ولم نستطع التأثير على مثلها،

ليست محتومة،

مثلاً، اخترعت القيصرية لتحافظ على الحياة،

وهي تجرى بشكل يومي،

ومعظم الأدوية توصف لسبب منطقي،

خاصة للرضع، وهكذا.

لذلك علينا أن نتعلم

كيف نحمي صحة هؤلاء الأطفال

بعد حدوث مثل هذه الأحداث المبكرة

التي قد تشوش تطور ميكروبات قناتهم الهضمية.

أعمل كباحثة

وقائد تقني لنموذج صحة الرضع،

وسؤالاً أحاول أن أجد له حلاً
يومياً بالعمل،

ونفسه أحاول الإجابة عليه في هذه المحادثة،

هو كيف يمكننا التأكد

أن كل الأطفال لديها نفس تجربة
الصحة دائماً،

لا مشكلة كيف يلدون أو ما يواجهون
من مجريات.

يبدو كسبب نبيل، أليس كذلك؟

عظيم.

لذا دعونا نكتشف ذلك.

لنبدأ، تذكروا قلت نحتاج مزيجاً
ميكروبياً صحيحاً؟

حسناً، لنحصل على هذا المزيج حقاً،

نحتاج أن نتلقى هذه الميكروبات التي
تقطن داخل أجسادنا

بترتيب معين.

يمكنك أن تتخيلها كمسيرة استعمار.

الميكروبات المبكرة جداً التي
تستوطن أجسادنا اولاً

تغير من بيئة قناة الهضم لدى الرضع

لذلك الميكروبات التالية تكون
قادرة على المضي،

نوع منها كالغزاة الأوائل

يأتون أولاً ويقيمون البنية التحتية

للمستوطنين الآخرين ليبنوا فوقهم.

الآن، إذا ولد الأطفال قيصرياً،

المرحلة الأولى من الاستعمار تغيرت كثيراً،

لأن بدلاً من الولادة الطبيعية،
بكتيريا براز وجلد الأم،

بشكل أساسي بكتيريا الجلد تدخل القناة
الهضمية للرضيع.

وهذا التوضع الذي يوصل الاستعمار
لمختلف الطبقات،

وببساطة لأن هذا الاختلاف
عما تأقلمنا معه خلال التطور،

قد يسبب بعض المساوئ الصحية للأطفال
المولودين قيصرياً لاحقاً.

ونستطيع أن نأخذ تطور الوزن كمثال هنا.

وقد شوهد تماماً في عدة دراسات

أن تركيب الميكروبات الهضمية

مرتبطة مع الوزن

بالإضافة إلى أرجحية تطور الأمراض

كالسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.

لكن لدينا الآن بعض المؤشرات

يمكنك بالتأكيد ملاحظتها على الرضع

من عينة البراز للرضيع

بعض الميكروبات المفقودة من هؤلاء الأفراد

الذين سيتطورون لاحقاً ليكونوا بدينين
أو زائدي الوزن.

ويمكن أيضاً مشاهدة هذه الميكروبات ذاتها

قد تكون مفقودة من الأطفال المولودين
قيصرياً

أو الذين تعرضوا سابقاً لمضادات
حيوية في مراحل حياتهم الأولى.

ولأنواع لإغلاق هذه الحلقة،

وقد شوهد أيضاً في بعض الأبحاث

أن الأطفال الذين ولدوا قيصرياً

أو الذين تعرضوا سابقاً للكثير
من المضادات الحيوية في حياتهم المبكرة

أكثر احتمالية أن يكونوا بدينين أو زائدي
الوزن، حتى 50 بالمئة،

وذلك كثير.

الآن، أعلم أنكم قد تفكرون بهذه النقطة

هذا، آه لا، لدي قيصرية أو ولدت قيصرياً

أو طفلي يتناول المضادات الحيوية.

لكن أريد منكم ألا تقلقوا.

إذا فقدت هذه الميكروبات

أو فقدت لأي سبب كان،

يمكن اكتسابها لاحقاً،

لكن الطفل يحتاج فقط لمساعدة بسيطة مع هذا.

شي واحد لدينا بالطبع لبعض الوقت معروف
للمساعدة هو الرضاعة الطبيعية.

حليب الأم نوع من المعجزات:

بالإضافة إلى كونه يحتوي على مغذيات للطفل،

يحوي المغذيات للميكروبات المفيدة أيضاً.

هذا عظيم للأطفال الذين يرضعون من ثدي الأم،

لكننا نعلم أن ليس جميع الأطفال يرضعون
من ثدي الأم.

لذلك ما يجب علينا فعله لنتأكد أن هؤلاء
الأطفال الذين لايرضعون من ثدي الأم

قد يستعيدون تطور ميكروباتهم

بعد مجابهة مجريات حياتهم المبكرة المدمرة

هذا قد يدمر تطور ميكروباتهم الهضمية؟

والآن وصلنا لجزء من الحل الفعلي
لهذه المحادثة.

البحث في هذا الموضوع قد يأخذ خطوات
عديدة لاحقاً.

أولاً، من غير المفهوم أنه إذا وجدت بعض
الميكروبات المفقودة،

يمكن تناولها.

تدعي الميكروبات المفيدة، عند تناولها،
البروبيوتك،

وتم تذوق البروبيوتك

في عدة دراسات سريرية خلال السنوات.

وأيضا عند الرضع، مع تأثيرات عظيمة،

كالتقليل من الإكزيما لاحقاً في حياتهم.

الآن، ثورة ثانية قد تحققت

عندما تحولت عيون الباحثين
إلى الرضاعة الطبيعية.

هذا منطقي، كما ذكرت،

من المعروف أن الرضاعة الطبيعية قادرة
على دعم التطور الصحي

لميكروبات جهاز الهضم.

توجد هذه الجزيئات في حليب الأم

التي وجدت في 1930

تدعى سكاكرالحليب الأحادية البشرية،

لكن وظيفتها المتبقية معجزة

لعدة عقود وعقود بعد اكتشافها الأولي.

كانت محيرة بالفعل للباحثين،

كتواجدها بوفرة في حليب البشر.

يوجد فعلياً المجموعة الثالثة الضخمة
من المواد الصلبة،

لكن لايمكن للإنسان أن يهضمها،
ولا حتى الرضع.

لذا كيف يمكن للأمهات تركيب شيء
ما كحليب الثدي،

تستخدم مصادرها لصنع شيء ما هناك

لا يمكن للرضيع أن يستعمله؟

أحياناً الطبيعة لا تعمل بهذه الطريقة.

حقاً؟

لذلك إنه وحي تماماً عندما نفهم أخيراً

ما هو دور هذه الجزيئات،

وهذا أيضاً لتغذية الميكروبات بانتقائية
والتي تكون مفيدة للرضع،

وهذه الطريقة للتأثير على صحة الرضيع.

يوجد أكثر من مئة من مختلف تركيبات HMO،

وفي هذه الأيام لدينا القدرة على تركيب
مثلها في المخبر،

وتمكننا من تخزينها

مع البروبيونات للأطفال والرضع

الذين لا يحصلون عليها من حليب الأم

ليخزنوا ميكروباتهم

بعد مواجهة أحداث حياة مبكرة مدمرة.

وهذا هو الحل.

كباحثة. علي أن أقول هذه النقطة

أن البحث في هذا المجال مازال قائم

والكثير من العمل المتبقي للقيام به.

هذه الجملة المفضلة لنا نحن الباحثون.

لكننا نأخذ خطوات للأمام لنفهم أفضل وأفضل

أي المفاتيح يفقد الميكروبات في عدة مواقع

وما هي HMO التي علينا تخزينها مع
أي بروبيوتك

لتساعد في استعادة ميكربات هذا الطفل خاصة
في هذه الحالة بالذات.

ما أتمنى أن تتذكروا من هذه المحادثة

هو نعم، الأطفال المولودون طبيعياّ ويرضعون
من ثدي الأم لديهم ميكروبات

قد تطورت لتتلاءم معهم،

لكن في الحالات غير الممكنة،

هذا يعني تقليل الآثار الصحية السلبية.

أخيراً، أتمنى أن تتخيلوا العالم للحظة،

العالم الذي سيكون فيه نظام عناية صحي

عندما تأخذ طفلك لتختبر العناية الصحية،

سيتحكمون بشكل روتيني بتطور ميكروبات الطفل،

وأي مدمرات قد تلاحظ،

منتج مخصص لاستعادة الميكروبات

سيتم وصفه.

أقصد، كم هو رائع،

إذا كانت بداية أي مرض مزمن نادرة تماماُ

بسبب استباقية نظام العناية الصحية؟

تستطيع أن تتخيل هذا العالم؟

هل تعتقد أن هذا النوع من المستقبل ممكن؟

نعم.

أصدق هذا المسقبل وأريد أن أساهم

في كشف هذا المستقبل،

مستقبل به كل طفل لديه
نقطة بداية حياة متشابهة

تم برمجتها للصحة على مدى الحياة.

شكراً.

(تصفيق)