سيكولوجيا الجذب | راج بيرسود | TEDxUniversityofBristol

يقول الطبيب النفسي الدكتور راج بيرسود أن الكثير من القلق الذي يصيب البشر ينتج عن العلاقات. ولكن يمكننا جميعًا أن نصبح أكثر مهارة في علاقاتنا، سواء كانوا صداقات أو علاقات رومانسية أو عملًا ومسارًا مهنيًا. بنشر المبادئ النفسية وراء الجذب، مؤلف كتاب جديد عن الحب المختل - "لا يمكن أن أخرجك من رأسي" - يشرح كيف أن تحسين مدى جاذبيتك سيؤدي أيضًا إلى فوائد أخرى عبر العديد من الجوانب في حياتك، وليس الرومانسية فقط.

أُلقيت هذه المحادثة في فعاليّة TEDx محليّة باستخدام صيغة مؤتمرات TED وبتنظيم مستقل من المجتمع المحلّي. للمزيد زوروا موقعنا: http://ted.com/tedx

ما هو القرار الوحيد
الذي ستقوم باتخاذه في حياتك

والذي سيقرر صحة عقلك
وسعادتك وراحتك مستقبلًا

أكثر من أي قرار آخر ستتخذه؟

حسنًا، القرار هو من الشخص
الذي ستختارون للزواج؟

بعبارة أخرى، الشخص الذي تختارون

للالتزام معه في علاقة أحادية طويلة الأمد.

فإذا أخطأتم في اتخاذ القرار
وانتهى بكم الحال مع الشخص الخطأ،

فسيترتب عن هذا وقوعكم في الأحزان والضغوطات

أكثر من أي قرار آخر تتخذونه في حياتكم.

في الواقع، سيكون سيئا جدًا لدرجة أنه

من الممكن أن تحصل على تذكرة موسمية
لعيادتي النفسية.

(ضحك)

الآن بيانات الاستفتاء تفيد

بأن ما يقارب %99 من سكان العالم

يرغبون في الالتزام بعلاقة
أحادية طويلة الأمد.

إنه شيء يرغب الجميع به.

لذلك اتخاذ القرار السليم مهم جدًا،
بالتأكيد.

هناك العديد من الحيثيات المختلفة
لهذا القرار والتي يمكننا مناقشتها،

يمكن أن نتحدث مثلًا،

عن كيف يمكن أن نعرف
أننا قابلنا الشخص المناسب.

ولأنه موضوع ضخم ومعقد

سنركز على جانب واحد فقط في المدة القصيرة

التي لدي لأتحدث معكم اليوم.

وذلك الجانب سيكون: كيف تجذب.

أو لصياغتها بعبارة بريطانية
أكثر تداولًا: كيف "تجر".

(ضحك)

أصبحت مهتمًا بالموضوع -كوني طبيبا نفسيا-

عندما غمرتني لحظة إلهام بعيادة.

كنت أعمل في قسم العيادات الخارجية
لمستشفى الأمراض النفسية خاصتي،

كنت أقدم استشارة لفتاة شابة مكتئبة جدًا.

وفجأة قالت وفي وسط الاستشارة:

"دكتور بيرسود، أنا لا أحتاج دواءً
للاكتئاب. أنا أحتاج خليلًا"

في تلك اللحظة، أدركت أن النجاح في العلاقات

يساعد بشكل كبير في زيادة سعادة الناس.

فلو استطعنا مساعدتهم في تحسين علاقاتهم

وكيفية إدارتها

فستتحسن صحتهم العاطفية كثيرًا.

لهذا السبب أصبحت مهتمًا بـ "علم الجذب".

الآن من المهم جدًا أن تفهموا

بأن اهتمامي بعلم الجذب

علمي وطبي وأكاديمي بحت.

وأنه ليس لدي غرض شخصي بهذا الموضوع.

وفعلاً قبل أن آتي هذا المساء لأتحدث إليكم

قالت لي زوجتي أنه من الضروري أن أتأكد

أن لا تظنوا أنني مهووس أكاديمي ما

بدأ في القراءة عن هذا العلم.

لأنك وجدت العلاقة برمتها أمرًا مربكًا.

حينما اتصل بي الناشرون لأول مرة

ليطلبوا مني كتابة أول كتاب
لي عن علم الجذب.

اتصلت بزوجتي، كنت متحمسًا جدًا.

قلت لها:
"عزيزتي، لقد اتصل بي الناشرون للتو

وطلبوا مني

كتابة كتابهم التالي عن: كيف تجذب".

كان هناك صمت غريب، بعد ذلك قالت...

"حسنًا، لكن لماذا أنت؟"

(ضحك)

وجدت ذلك قاسيًا شيئًا ما.

السبب الآخر الذي يجعلني أظن
أن الجذب مهم جدًا

هو أنه مسؤول إلى حد كبير
عن السعادة البشرية.

يأتي الناس إلى عيادتي،

ويخبرونني عن تلك الأشياء
التي يريدونها من الحياة والعالم

والتي لم يحصلوا عليها.

وهم محبطون للغاية.

فبعضهم يريد موعدًا، وآخر يريد
سيارة فيراري بمرأبه،

وآخرون يريدون مليون جنيه في حسابهم البنكي.

دائمًا يخبرونني بما يريدون
وما لم يحصلوا عليه.

ما لا يخبرونني به

هو ما يجب أن يقدموه هم
لكي يحصلوا على ما يريدون.

أساس الحياة هو المبادلة.

بإمكانك الحصول على ما تريد في الحياة،

لكن لا بد أن تكون قادرًا على تقديم شيء

يريده العالم، وعليك أن تقدمه أولًا.

سأخبركم بسر صغير

يعلمه جميع الأشخاص المؤثرين على سطح الأرض

حدسيًا، ألا وهو:

الحياة عبارة عن جذب.

نحتاج لجذب العالم والناس فيه.

وجذب الحياة لإعطائنا الأشياء التي نريدها.

وليكون الجذب ناجحًا،

نحتاج أن نقدم للعالم العرض الأمثل.

بصفة عامة،

نحتاج أن نستمر بجذب أصدقائنا وأحبائنا كذلك

وزملاء العمل أيضًا
-ربما ليس بالمعنى الجنسي للكلمة-

لكن لا بد من جذبهم لإعطائنا ما نريد.

الآن، أعلم أن العديد منكم
سيخيب ظنهم قليلًا،

فقد جلسوا آملين أن أعطيهم
بعض النصائح الساخنة

عن كيفية الجذب

بالمعنى الجنسي الذي تحمله الكلمة؛
أي الإغواء.

حسنًا الأخبار السارة هي:

فعلًا، بعض الخطوات التي سأعطيكم
ستكون مفيدة جدًا

إذا كنتم قد جئتم وتركيزكم منصبّ

على المعنى الجنسي لكلمة الجذب؛ أي الإغواء.

أما الأخبار غير السارة فهي
أنكم إذا كنتم تنتظرون

وتركيزكم منصب على الحصول
على بعض النصائح الساخنة

عن كيفية الإغواء،

حسنًا، هذا يخبرني الكثير عنكم.

(ضحك)

الشيء الآخر الذي أود قوله قبل
أن أفصح عن هذه الخطوات

هو ما يعجبني بهم، وهو ديموقراطيتهم.

مفادهم:" أن أي شخص
بإمكانه أن يصبح جذابًا أكثر."

لا يهم شكلك الخارجي، ولا أسلوبك.

فأنا أجد أن أكثر الناس
تكون ثقتهم بنفسهم ضعيفة

عندما يتعلق الأمر بالجذب.

يظنون أنهم ليسوا جذابين.

المذهل في موضوع السيكولوجيا
الاجتماعية في الجذب

أن أي شخص بمقدوره أن يصبح جذابًا أكثر

وحقًا بعض من هذه الخطوات جد قوية

لدرجة أنها تجعلك تتفوق
حتى على الشخص الأكثر جاذبية

والشخص ذو الأسلوب المتفرد في جماعتك

وتصبح أنت الأكثر جاذبية.

الخطوة الأولى تأتي من تجربة
اجتماعية نفسية مثيرة للاهتمام.

في هذه التجربة،
الأخصائي النفسي الاجتماعي

-وهو أكاديمي يشتغل بالجامعة-

استعان ببعض الطلبة ليكونوا شركاءه بها.

يقوم بإرسالهم في موعد،

يقومون بدعوة أشخاص
ليخرجوا بموعد مع الطالب.

الشخص المدعو يظن أنه موعد عادي،

لكنه في الحقيقة تجربة اجتماعية نفسية.

طلب الأخصائي من الطالب،

-الشريك في هذه التجربة-

أن يوافق -طوال الموعد-

على كل ما يقوله الطرف الآخر.

وفي نهاية الموعد،

سيزال الحجاب
عن التجربة الاجتماعية النفسية،

وسيحصلون على التقييم

-كم كانت درجة جاذبية هذا الطالب-

وفقًا لكيف تصرفوا أثناء الموعد.

في الحالة الأولى للتجربة، خرج الطالب

ووافق الطرف الآخر الرأي في كل ما قاله.

وحصلوا على نتيجة بالنهاية.

حيث وجدوا أن الناس جذابون
في هذه الحالة بشكل معتدل.

في الحالة الثانية من التجربة،

خرج الطالب في موعد

وقام بمخالفة الطرف
الآخر الرأي في كل ما قاله.

فكانت أجوبته تقريبًا كالتالي:
"هذا المطعم يعجبني.

جميل جدًا، ما رأيك؟"
فيرد الطالب:"لا، إنه لا يعجبني."

(ضحك)

تقول: "هذا السمك لذيذ، ألا تظن ذلك؟"

فيرد: "لا، لا يعجبني"

فكانت النتيجة كالمتوقع،
فإذا أمضيتم الموعد بأكمله

تخالفون الطرف الآخر في كل شيء قاله

فلن يجدك جذابًا على الإطلاق.

كل شيء واضح حتى الآن.

الآن، في الحالة الثالثة من التجربة
أصبحت الأمور أكثر أهمية.

في هذه التجربة، خرج الطالب

مكلفًا بقضاء النصف الأول من الموعد

يخالف كل شيء يقوله الطرف الآخر

ويبدأ في النصف الثاني من الموعد بالموافقة.

وبشكل رائع،

وُجد أكثر جاذبية في هذه الحالة.

لماذا حدث هذا؟

هناك بعض النظريات النفسية المعقدة

التي تفسر ما حصل. لذا سأدخل في صلب الموضوع

وسأخبركم بما أظنها النظرية الأكثر أهمية.

واضح أن الطرف الآخر في الموعد

لم يدر أن هناك مكيدة
تلاعبية مكيافيلية تحاك

والتي وفقها كنتم تنتظرون
أن تصل الساعة وقتًا محددًا

لتغيروا طريقتكم حينها.

ما بدا له فيكم

أنكم كنتم صعبي المراس
في النصف الأول من الموعد،

وبعدها بدأ إعجابكم به.

فيظن أنه قد كان له أثر عليكم.

وبالتالي يظن أنكم أعجبتم به.

وهناك شيء غامض حول إحداث أثر

يجعله جذابًا جدًا.

هناك الكثير من المعارضات لهذه التجربة.

دائمًا ما يقول الناس:

"هذا فعلًا جذاب، لكنك تمارس ألاعيبًا.

لماذا لا نكون على سجيتنا فقط؟"

حسنًا، يمكنكم أن تبقوا
على سجيتكم إذا أردتم

لكن دعوني أخبركم

بأن هناك العديد من الناس بالخارج

يمارسون لعبة الحياة

وهم فعلًا يلعبونها بكل جد.

ونتيجة لذلك، هم ناجحون بشكل كبير.

فهم جيدون جدًا في مقابلات العمل،

وجيدون جدًا كذلك، كسياسيين في الانتخابات.

إذًا، إذا لم تكونوا ستلعبون
لعبة الحياة، فلا بأس.

ولكن اعلموا أنكم قد تواجهون متاعب

إذا كان الجميع يلعبون لعبة الحياة.

الفكرة المهمة الأخرى هنا

أننا يمكن أن نقسم العلاقات
إلى ثلاث مراحل أساسية:

الانتباه والاهتمام والاستمرارية.

تدخل حانة، وتندهش
حين ترى شخصًا جذابًا جدًا.

لقد نال انتباهك.

ولنأمل أنك نلت انتباهه.

فتذهب للتحدث معه، والتعرف عليه،

وها قد دخلت مرحلة الاهتمام.

حينها، وبعد أيام قليلة أو أسابيع،

قد تنتقلون للمرحلة التالية: الاستمرارية.

والتي هي عبارة عن التزام طويل الأمد.

الآن، النقطة الأساسية في هذه الفكرة

أنها تتطلب مهارات متنوعة
بحسب المرحلة الجارية.

إنه نموذج سيكولوجي اجتماعي مهم جدًا

من حيث الإحاطة وفهم

العلاقات التجارية والصداقات
وطبعًا العلاقات الغرامية.

حتى وإن أردتم غض الطرف
عن هذه المراحل الثلاث وعن هذا النموذج،

فإنه يبقى حقًا نموذجًا فعالًا.

جميعنا نعرف أشخاصًا نظن أنهم

أشخاص رائعون ونتساءل:
"لماذا لا يزالون وحيدين؟"

حسنًا، ربما هم جيدون جدًا
في المحافظة على علاقة،

عكس إثارة الانتباه أو الاهتمام.

لذا فالنموذج يساعد كثيرًا في تشخيص المشاكل

حين نتحدث عن الجذب.

نقطة أخرى أود التطرق إليها هي:
إذا انتهى بكم الأمر

ملتزمين في علاقة طويلة الأمد
وما زلتم مستمرين

إذا كانت علاقتكم ستنجح وتبقى
لمدة 40 أو 50 عامًا

فأعتقد أن عليكم إعادة خوض المراحل الثلاث:
الانتباه والاهتمام والاستمرارية.

ستقومون بإعادة خوضها بشكل دائم

في علاقة طويلة الأمد؛

شد انتباه شريككم مجددًا.

إثارة اهتمامه بك مجددًا.

والخوض في هذه المراحل مجددًا يعني أن
الحياة والالتزام في العلاقات طويلة الأمد

عبارة عن جذب طويل الأمد.

الحياة عبارة عن جذب.

حتى الزيجات طويلة الأمد عبارة عن جذب دائم.

ونموذج الانتباه والاهتمام والاستمرارية

يساعد حقًا في فهم هذا.

ربما الخبير الأمثل الدالّ
على فاعلية هذا النموذج

كان كازانوفا.

ليس فقط لأنه كان عبقريًا
في شد الانتباه وإثارة الاهتمام،

ولكن لأنه كان سيئًا جدًا في الاستمرارية.

كازانوفا شخصية واقعية.
عاش في القرن الثامن عشر بالبندقية

كان مغامرًا ومن النبلاء ويقال إنه -ربما-

أعظم رجل جذاب للنساء عبر التاريخ.

وكان يملك المعلومة التي أود إطلاعكم عليها

من منبع سر الجذب.

العديد من الناس يظنون

أن كازانوفا كان يدخل حانة
بالبندقية في القرن الثامن عشر،

يرى فتاة جذابة، فيجذبها له، هكذا ببساطة.

لكن في الحقيقة، هذا ليس صحيحًا.

فقد كان يدخل حانة ويرى امرأة جذابة،

ولكن يقضي شهورًا عديدة يتودد إليها،

كما كانت طقوس التودد في تلك الحقبة.
كل هذا قبل أن ينجح أخيرًا في جذبها.

وبالمناسبة، هناك درس مهم جدًا لنا جميعًا.

إذا ذهبتم الليلة للحانة
وقمتم بجذب شخص ببساطة،

فأخشى أن أخبركم أن هذا ليس جذبًا حقًا.

الجذب هو حين تقابل شخصًا

ليس مهتمًا بك أو مهتم بعض الشيء،

وتحول ذاك الاهتمام إلى رغبة جامحة.

هذا جذب.

ومشكلة العالم الحديث
والمواقع الإلكترونية وتيندر والتطبيقات

هي أنها نوع من التخلص
من فكرة الجذب بأكملها،

وأننا نفقد مهارة الجذب بجانب
الآثار الاجتماعية المشؤومة الأخرى،

برأيي.

القصة تحكي أن كازانوفا دخل حانة في ليلة

ورأى امرأة فائقة الجمال، كانت ممثلة
ذات شكل جذاب للغاية،

فوقع في حبها في الحال، واشتدت رغبته بها.

بالإضافة لشكلها المذهل، لدى الممثلة

صفة مثيرة للاهتمام.

لديها إعاقة في النطق، لثغة.

لا تستطيع نطق الكلمات
التي بها حرف الراء بشكل صحيح.

العديد منكم يعرفون المقدم التلفزي
المشهور هنا ببريطانيا

جوناثان روس والملقب بـ"ووسي".

والذي يعاني من نفس الإعاقة في النطق.

لا يمكنه نطق الكلمات
التي بها حرف الراء بشكل صحيح.

كذلك هي تعاني من هذه الإعاقة في النطق.

وبدون أن يتكلم مع الممثلة،

عاد كازانوفا أدراجه

إلى المنزل وقام بشيء غامض.

لقد أمضى الثلاثة أيام التالية يؤلف مسرحية.

وهذه المسرحية تتميز بخاصية محددة.

لا تحتوي على أي كلمة بها حرف الراء.

عاد للحانة بعد ثلاثة أيام

وقدم المسرحية للممثلة،

وبذلك نجح في جذبها.

ها هو ذا سؤالي لكم:

ما كان بإمكان كازانوفا أن يفعل.

كان بإمكانه القول:

"ليس باستطاعتي إغفال الإعاقة
الطفيفة التي لديك في النطق.

إليك التالي،

سأدفع عنك دروس حسن الإلقاء
والمعالجات المقومة للنطق."

لا أحد ينكر أن معالجة مقومة للنطق

-منطقيًا- ستساعد الممثلة المسكينة أكثر

من مسرحية خالية من حرف الراء.

ولكن، فكرة المسرحية عبارة عن حركة جذابة.

المسرحية هي الجذابة، لماذا هي كذلك؟

حسنًا، لنقرأ ما بين الأسطر.

ما تقولونه حقًا حينما تقدمون
لشخص علاجًا تقويميًا للنطق،

ما تقولونه هو:

"أنت تعاني من خلل يحتاج التقويم.

بعد أن يصحح، عندها سأدخل في علاقة معك."

هذه ليست رسالة جذابة جدًا.

لكن احزروا ماذا.

إنها شبيهة بما نقوله لكثير من الأشخاص
في معظم الأوقات.

بماذا توحي المسرحية الخالية من حرف الراء؟

توحي بالتالي:" لا تغيري شيئًا.
أنت مثالية كما أنت الآن.

ومهمتي أن أساعد العالم ليتعرف
على المثالية التي أرى."

هذه رسالة جذابة.

الشيء الثاني الذي يميز المسرحية

أنها مخصصة للممثلة

لتعرف أن كازانوفا مهتم بها
هي على وجه الخصوص.

كثير من الرجال الخارجين إلى موعد،
يدخلون بسرعة لمحطة وقود،

لأنهم خرجوا في آخر لحظة،

يشترون أزهارًا من المحطة،

ويقدمون زهور المحطة لرفيقاتهم في الموعد
كلفتة طيبة.

لكن يشعرون بالحيرة حينما يرون
أن الفتاة لم تحرك ساكنًا

بعد تقديمه زهور المحطة لها.

أرأيتم؟ لايمكنكم الدخول إلى محطة وقود
وشراء مسرحية

ليس بها حرف الراء من على الرف.

الممثلة تعرف أن كازانوفا
كان مهتمًا بها وحدها.

هذا محدد.

ولكن ها هي النقطة الأخيرة والرسالة الأهم

من حيث سيكولوجيا الجذب.

فما قام به كازانوفا بنبوغ

هو أنه -وإليكم العبارة المفتاح
التي عليكم تذكرها-:

لبى الحاجة التي لم تكن قد لبيت من قبل.

للممثلة حاجة لم تتم تلبيتها، ألا وهي
الأدوار التي ليس بها حرف الراء.

فشخّص كازانوفا الحاجة التي لم تتم تلبيتها،

ولباها بطريقة تامة أكثر من أي وقت مضى.

إذا اكتشفتم الاحتياجات
التي لم تتم تلبيتها لشخص

ولبيتموها بطريقة غير مسبوقة

فستكونون قد نجحتم في جذبه.

إذًا مهمتكم عبارة عن هجوم ثنائي.

عليكم اكتشاف الاحتياجات
التي لم تتم تلبيتها،

وبعد ذلك عليكم تلبيتها بطريقة غير مسبوقة.

أستطيع الإحساس حالًا
بأن لديكم الكثير من الأسئلة.

كيف نكتشف الاحتياجات التي لم تتم تلبيتها؟
كيف نلبيها؟

وأعتذر فقد نفد مني الوقت،

لذا لن تكون لي الإمكانية
لأجيب عن هذه التساؤلات.

لكن...هل ترككم متشوقين للمزيد

نوع من الجذب؟

شكرًا جزيلًا لكم.

(تصفيقات)