كيف تجعل دماغك يركّز | كريس بايلي | TEDxManchester

إن الأبحاث الأخيرة واضحة ومفهومة: تؤثر حالة انتباهنا على حياتنا. كيف يمكننا إذاً أن نحصر انتباهنا ونركز أكثر، أن نتشتت بشكلٍ أقل، وأن نصبح مبدعين أكثر؟ يتحدث كريس بايلي، مؤلف الكتاب الجديد "التركيز المفرط" عن كون قدرتنا على التركيز مفتاح الإبداع والإنتاجية، والسبيل إلى عيش حياةٍ مفيدة. تابعوا كريس @chris_bailey

تم مؤخراً إطلاق لقب "أكثر رجلٍ منتجٍ قد تقابله" على كريس بايلي من قبل TED. أنه واحدٌ من أفضل المؤلفين العالميين، صاحب كتابي "التنبيه المفرط" و"مشروع الإنتاج"، الذان ترجما إلى ستة عشرة لغةٍ مختلفة. يعمل كريس مع منظماتٍ حول العالم، ليساعدهم على أن يكونوا منتجين أكثر من دون أن يكون الأمر صعباً للغاية.

بتاريخ اليوم، لدى كريس مئات المقالات عن موضوع الإنتاجية، وقد تم الحديث عنه في صحفٍ مثل
New York Times, The Wall Street Journal, New York magazine, The Huffington Post, Harvard Business Review, TED, Fortune, Fast Company, and Lifehacker.

ألقيت هذه المحادثة في حدث TEDx باستخدام صيغة مؤتمر TED، ولكن بتنظيمٍ مستقل من قبل المجتمع المحلي. لمعرفة المزيد يرجى زيارة: http://ted.com/tedx

قبل عدة سنوات،

بدأت بملاحظة أمرٍ في سلوكي،

جعلني أشعر بعدم الارتياح.

وهو أنه منذ لحظة استيقاظي،
وحتى نهاية اليوم،

تكون حياتي عبارةً عن سلسلة من الشاشات.

كنت أبدأ يومي

وأنا أعبث بالشيء الذي أوقظني، هاتفي،

ومن ثم جلست في سريري
أشاهد فيديوهاتٍ عن الطبخ على (إنستاغرام)

وأنتقل بين التطبيقات المختلفة.

لكن حان الوقت بعدها للنهوض وتحضير الفطور،

وكان انتباهي مركزاً،

بالإضافة إلى العجة التي أحضرها في المقلاة،

على الآيباد الموجود بجانب الموقد.

ومن ثم حان وقت العمل،

وانتقلت إلى شاشةٍ مختلفة

التي كانت موصولةً بشاشةٍ أخرى.

وخلال كل هذا،

كانت هذه الساعة المزعجة، على معصمي،

تدق وتصدر أصواتاً تشتتني

بينما كنت أحاول الانتهاء
من العمل على بعض الأشياء.

ولكن كان هناك شيءٌ واحدُ
بين كل هذه الأجهزة المختلفة

أضاع وقتي أكثر من أي شيءٍ آخر.

هذا الشيطان الصغير: هاتفي.

بإمكاني قضاء ساعاتٍ ملتصقاً به
كل يوم.

ولهذا قررت، بأنني ولعدة أسباب،

سوف أتخلص منه لشهرٍ كامل.

كتجربة، وقلت في نفسي,

"سوف أستخدمه
لمدة ثلاثين دقيقة فقط في اليوم

على الأكثر"

وهذه هي الفترة التي يمكنني بها
أن أتصفح الخريطة

وأن أتصل بوالدتي،

هذه هي الفترة التي أستطيع فيها

أن أفعل كل ما أريد فعله،

الاستماع إلى الموسيقى،
وإلى برامج البث الإذاعي.

ومن ثم قمت بمراقبة ما سيحدث في هذا الوقت.

استغرقني الأمر أسبوعاً

حتى اعتدت على انخفاض مستوى التنبيه،

ولكن بمجرد ما اعتدت عليه،

بدأت بملاحظة أن هناك ثلاثة أشياءٍ غريبة
قد بدأت تحدث.

أولها، أن مجال انتباهي توسع.

أصبح بإمكاني التركيز على الأشياء،

ليس بسهولةٍ مطلقة،

ولكن أسهل بكثير
مما كانت قبل أن أبدأ التجربة.

وبالإضافة إلى هذا،
عندما كنت أمضي في يومي

بالأخص عندما بدأ عقلي بالتجول قليلاً،

بدأت بالتوصل إلى أفكارٍ أكثر،

وفوق كل هذا،

كان لدي هناك مخططات ورؤى عن المستقبل.

لقد أوصلني التخلص من هاتفي
إلى هذه النتائج الثلاثة.

لماذا؟

وتوصلي لهذا الاستنتاج
قادني إلى الخوض في مسألةٍ مهمة.

ما الذي يتطلبه التركيز
حين نعيش في عالمٍ مليء بالملهيات.

ولهذا جلست في مكتبي أقرأ مئات الأبحاث.

لا أعلم إن كنتم قد شاهدتم برامج الجرائم،

حيث يقوم المحقق بحل لغز جريمة قتل.

ولديه لوحٌ من الورق المقوى،

وحبالٌ مربوطةٌ بأوراق

مربوطةٌ بدورها بملاحظات
مربوطةٌ بقصاصات الجرائد

هكذا كانت حالة مكتبي ذاك الوقت.

طرت حول العالم
لمقابلة خبراء دراسة التركيز؛

وأجريت المزيد من التجارب على نفسي

حتى وصلت إلى مرحلةٍ وجدت فيها نفسي محاطاً
بخمسةٍ وعشرين ألف كلمة من الأوراق البحثية

التي تتمحور حول هذه القضية.

كيف تؤثر التكنولوجيا
على قدرتنا على التركيز؟

أريد أن أبدأ جوابي

بالحديث عن مدى تركيزنا.

وهو كيف نركز على ما يحدث حولنا في العالم.

ومدى سيطرتنا على تركيزنا.

إن الأبحاث المتعلقة بهذا الأمر مذهلة.

تبين أنه عندما نقوم بعملٍ ما على الحاسب،

وبالأخص عندما يكون هاتفنا قريباَ،

فإننا نميل للتركيز لمدة أربعين ثانيةٍ فقط

قبل أن يتشتت انتباهنا بشيءٍ آخر،

وحين يكون تطبيق Slack مثلاً
مفتوحٌ أمامنا بينما نعمل

تقل هذه المدة إلى خمسةٍ وثلاثين ثانية.

ولكن السبب وراء هذا قد لا يكون ما نظنه،

تبعاً للأبحاث.

نظن أن المشكلة هي أن أدمغتنا مشتتة.

ولكن بعد النظر في البحوث العلمية،

توصلت إلى اعتبار ذلك كعرض
من أعراض مشكلةٍ أكبر

مشكلة أعمق بكثير
والتي هي سبب وأصل الإلهاءات.

المشكلة ليست أننا مشتتو الانتباه
بل أن أدمغتنا في حالةٍ من التنبيه المفرط.

إننا أصلاً نعشق الإلتهاء.

وتحب أدمغتنا تلك الجرعات الصغيرة

من المعلومات وتصفح وسائل التواصل الاجتماعي
وقراءة البريد الإلكتروني.

وهذه الأشياء التي نقوم بها خلال اليوم.

وهناك حتى سلوكُ تتبعه أدمغتنا
يدعى تأثير الحداثة،

وهو عندما تقوم أدمغتنا بإفراز
جرعة صغيرة من الدوبامين،

هرمون المتعة الرائع،

نفس الهرمون الذي نفرزه عندما نطلب ونأكل
بيتزا كاملة متوسطة الحجم من دومينوز،

ونفس الهرمون الذي نفرزه عندما نقيم علاقة.

تفرزه أدمغتنا عندما نقوم بتصفح الفيسبوك.

ويجري هذا الدوبامين في أدمغتنا.

وهكذا نحن لا نحب التشتت وحسب،

بل تعطينا أدمغتنا مكافأة

كلما وجدنا ما يشتت انتباهنا.

وهذا هو حال أدمغتنا اليوم.

في حالةٍ من التنبيه المفرط

نقوم فيها بالتنقل

من شيءٍ إلى آخر

أشياءٍ تجعل أدمغتنا متنبهة للغاية.

فجلست أفكر: "إن كان لهاتفي هذا التأثير
على انتباهي،

ماذا سيحدث إن قمت
بتخفيض نسبة التحفيز أكثر حتى؟"

وهذا الشعور الذي يعترينا

عندما ننتقل من حالة التنبيه العالي

إلى حالة تنبيهٍ منخفض،

له اسم،

وهذا الاسم هو "الملل"،

(ضحك)

كشعور القلق عندما يكون لديكم أسبوعٌ حافل

ومن ثم تستلقون على الأريكة ظهر يوم الأحد،
وتفكرون

"حسناً، ماذا سأفعل الآن؟"

لذا قمت بوضع إعلانٍ لزائري موقعي
الإلكتروني، وسألتهم

"ما هو أكثر شيءٍ مملٍ يمكنكم التفكير به؟

سوف أضع نفسي في حالةٍ من الملل
لمدة ساعةٍ يومياً، لشهر كامل"

ومن ثم قمت بما اقترحه لي زواري
بعض من هذه الأمور يزعجني حتى اليوم.

في اليوم الأول، قمت بقراءة الأحكام والشروط
التابعة ل iTunes لمدة ساعة.

(ضحك)

إنها في الحقيقة أقصر وقابلةٌ للقراءة
أكثر مما تظنون.

في اليوم الرابع، جلست على الهاتف أنتظر قسم
استرداد الأمتعة التابع للطيران الكندي.

الأمر سهلٌ جداً -

هذه هي الخدعة:

إن كنت تريد أن تمل،

لا تتصل بقسم الحجوزات،
بل اتصل بقسم استرداد الأمتعة

لأنك ستنتظر لساعات
هذا إن ردوا عليك.

في اليوم التاسع عشر
قمت بعد كل الأصفار

في أول 10000 خانةٍ من العدد (باي).

كم كان ذلك مزعجاً

في اليوم الرابع والعشرين،
قمت بمراقبة ساعة

وهي تمشي ثانيةً تلو الأخرى

لمدة ساعةٍ كاملة.

وقمت بسبعةٍ وعشرين نشاطاً آخر ذلك الشهر.

يا إلهي.

لا زلت أتذكرهم.

ولكن الغريب،

هو أنني لاحظت على نفسي ذات التأثير
الذي حصل معي من تجربة الهاتف الذكي.

استغرق دماغي أسبوعاً ليضبط نفسه

ليتأقلم مع حالة تنبيهٍ أقل من المعتاد،

وهذا ما قالته الأبحاث

أن دماغنا بحاجةٍ إلى ثمانية أيامٍ تقريباً

ليهدأ تماماً ويرتاح،

كأننا في عطلةٍ مثلاً.

نحن بالمناسبة نحتاج
أن تكون عطلنا أطول مما هي عليه الآن.

ولاحظت أيضاً اتساع مدى انتباهي.

أصبحت قادراً على الانتباه
أسهل بكثير من ذي قبل

ليس لأنني كنت محاطاً بملهياتٍ أقل،

بل لأن عقلي كان بحالة تنبيه أقل من المعتاد

جعلته غير راغبٍ في الملهيات
في المقام الأول.

كان الجزء الممتع هو
أنني أصبحت أنتج خططاً وأفكاراً

لم تخطر على بالي من قبل،

ويعود سبب ذلك

إلى أنه قد سنحت الفرصة لعقلي
أن يهيم ويتجول أكثر.

هناك اقتباس رائعٌ أحبه قد تعرفونه

قيل من قبل
J. R. R. Tolkien ،

"ليس كل تائهٍ ضالّ"،

وهذا يطبق بالكامل على تركيزنا،

وعلى انتباهنا.

عندما تتذكرون الأوقات التي خطرت لكم فيها
ألمع الأفكار،

ستجدون أنكم لم تكونوا تقومون بالتركيز
على شيءٍ معين.

ربما كان ذلك خلال الاستحمام صباح اليوم،

وربما في صباحٍ آخر من الماضي،

حينها سنحت الفرصة لعقولكم
بالربط بين مجموعات الأفكار

التي كانت تجوب أدمغتكم

مما أنتج الأفكار التي لم تكن قد تشكلت

لو كنتم في حالةٍ من التركيز على شيءٍ آخر،

كهواتفكم على سبيل المثال.

هذه الحالة

خصوصاً عندما نترك عقولنا تشرد عن قصد

أدعوها "التركيز المتشتت".

وأظهرت الأبحاث

أنها تدع عولنا تبتكر الأفكار وتخطط

بسبب الأمكنة التي تشرد إليها عقولنا.

هذا الأمر مذهلٌ.

اتضح أنه عندما نسمح لانتباهنا
بأخذ قسطٍ من الراحة،

فإنه يذهب إلى ثلاثة أماكن رئيسية:

إلى الماضي والحاضر،

والمستقبل.

ولكننا نفكر بالماضي أقل مما نظن،

حوالي 12% من الوقت فقط،

وعلى الأغلب نحن نتذكر أفكاراً
عندما نقوم برحل التفكير تلك.

ولكن الحاضر،
الذي هو مكانٌ مثمرٌ أكثر للتجوال -

نجول في التفكير به 28% من الوقت.

ويتجسد هذا
بأمرٍ كبساطة كتابة بريدٍ إلكتروني

حين لا نجد الطريقة التي نريد أن نكتب بها

لأن الأمر حساسٌ للغاية،
وربما يتعلق بالسياسة،

فعندها نقوم من مكاننا ونمشي إلى غرفةٍ أخرى
ومنها إلى أخرى، إلى المكتب،

وعندها يخطر على بالنا الحل

لأن أدمغتنا استطاعت أن ترى

وتفكر بالمشكلة من زوايا أخرى.

لكن الأمر هو:

أن عقولنا تجول لتفكر بالمستقبل

أكثر مما تفكر بالماضي والحاضر مجتمعين.

كلما تشرد عقولنا،
نفكر بالمستقبل بنسبة 48% من الوقت.

لهذا نحن نخطط لكامل يومنا،
عندما نأخذ الدش الصباحي،

على الرغم من أن يومنا لم يبدأ بعد.

هذا ما يدعى بالتأثير المرتقب

وهو ما يحدث عندما تتوه عقولنا.

إن كنتم جيدين في الرياضيات ستعرفون،

أو يجب أن أقول علم الرياضيات -

لا نقولها هكذا في كندا -

أن تلك الأرقام لا تصل إلى 100.

وذلك لأنه خلال الوقت المتبقي،
تكون عقولنا فارغة، صامتة،

أو أنها لا تحوي بداخلها فكرة تتعلق بالوقت.

مهما كان الشيء الذي يجعل عقولكم تتوه،

أمراً بسيطاً مثلاً

لا يستهلك الكثير من انتباهكم.

الأمر خاصتي

ليس مرتبطاً بالضرورة بسني وجنسي،

إنه الحياكة.

الحياكة هي واحدةٌ من هواياتي المفضلة:

أنا أحيك في الطائرة، وفي القطار،
وفي الفندق.

كنت أقوم بالحياكة في غرفتي في الفندق
قبل أن آتي إلى هنا اليوم.

لأنها تساعدني على الاسترخاء
وتهدئة أعصابي.

تخطر لي الكثير من الأفكار عندما أحيك،
ولهذا أحتفظ بدفتر قريبٍ مني.

مهما كان الأمر بالنسبة لكم

أخذ دشٍ طويلٍ مثلاً،
أو الاستحمام في الحوض،

أو أن تستبدلوا الدش بالاستحمام في الحوض

حتى لا تغمروا أنفسكم وحسب،
بل أفكاركم أيضاً.

قد يكون الأمر بسيطاً.

إن كنتم في العمل تمشون من غرفةٍ إلى أخرى
داخل المكتب -

تغييرٌ بسيطٌ جداً -

إن لم تستخدموا هواتفكم خلال تلك النزهة،

ستشرد عقولكم إلى الاجتماع القادم،

أو إلى الاتصال الهاتفي الذي أنهيتموه للتو،

سوف تتوه عقولكم إلى الأفكار التائهة،

مما سيجعلكم أكثر إبداعاً.

قد يكون الأمر ببساطة الانتظار في طابور

مجرد الانتظار في الطابور.

أو الحصول على تدليك.

أي شيءٍ يدع أدمغتكم -

أنا أحب هذه الصورة كثيراً -

(ضحك)

أي شيءٍ تحبون القيام به.

إليكم نصيحتي:

اطلبوا من مدلكتكم أن تدعكم
تمسكون بمفكرةٍ خلال جلسة التدليك

لأن الأفكار تأتي على الدوام،
وأنتم دائماً تفكرون بأشياء،

لذا اكتبوها

حتى تستطيعوا أن تنفذوها لاحقاً.

ولكنني أعتقد أنه بعد غوصنا
في عمق الأبحاث،

يجب علينا أن نقوم بنقلتين نوعيتين

فيما يتعلق بكيفية فهمنا للانتباه.

الأولى هي أننا نظن أننا
نحتاج للاندماج بشكل أكبر

هناك الكثير من الضجة حول "النشاط".

أنا ضد النشاط.

أنا من أكثر الناس الذين قد تقابلوهم كسلاً.

أعتقد أن هذا هو ما يمنحني الكثير من
الأفكار التي يمكنني كتابتها والحديث عنها

نحن لا نحتاج للاندماج أكثر.

نحن نقوم بما فيه الكفاية، بل أكثر من ذلك.

نحن نقوم بالكثير من الأشياء
لدرجة أن عقولنا لم تعد تشرد بما يكفي.

وهذا أمرٌ محزن.

لأن ذلك هو الوقت الذي
تخطر فيه لنا أفضل الأفكار والمخططات.

نحن بحاجة إلى المزيد من المساحة.

إن قمنا بالنظر إلى ما يسمح للسيارات
بالمرور من الطريق السريع.

ما يسمح للسيارات بالعبور هو ليس السرعة
التي تتحرك بها السيارات،

على عكس ما نظن،

بل إن مقدار المساحة الموجودة بين السيارات

هو ما يسمح لهم بالعبور.

عملنا وحياتنا يتحركان بالطريقة ذاتها.

والنقلة الثانية هي:

أننا نعتقد أن الالتهاء هو عدو التركيز.

ولكن هذا ليس صحيحاً.

بل هو عرضٌ لسبب
عدم قدرتنا على التركيز،

وذلك لأن أدمغتنا
في حالةٍ من التنبيه المفرط.

لدي تحدٍ لكم.

تحدٍ مدته أسبوعان،

ولكن من شأنه أن يجعل عقولكم
في حالة تنبيهٍ أقل.

ثم لاحظوا

ماذا سيحصل لانتباهكم؟

كم فكرةً ستخطر على بالكم؟

وكيف سيتغير تركيزكم؟

كم خطةً ستضعون؟

ولهذا، قوموا بجعل أدمغتكم أقل تنبيهاً
لمدة أسبوعين.

هناك العديد من البرامج
على هواتفنا وأجهزتنا

تسهل علينا تقليص المدة
التي نضيع بها الوقت على الأجهزة.

استخدموا إحدى هذه الميزات،

ليس من أجل أن تعرفوا أكثر
عن كيفية تمضيتكم لوقتكم

بل حتى تعرفوا أيضاً كيف
يمكنكم إهدار وقتٍ أقل حتى تفكروا أكثر.

قوموا بعمل طقوس انقطاعٍ عن العالم كل مساء.

من أحد طقوسي اليومية المفضلة:

أنني انقطع عن شبكة الإنترنت بشكلٍ كامل

من السعة الثامنة مساءً إلى الثامنة صباحاً.

لديّ أنا وخطيبتي طقسٌ آخر
من طقوس الانفصال عن الشبكة،

ننقطع عن التكنولوجيا كل أحد،

حتى يمكننا أن ننقطع عن العالم الرقمي

ونتصل مع العالم الفيزيائي،
العالم الحقيقي المحيط بنا

قوموا بإعادة استكشاف الملل -
ليس عليكم فعل هذا لساعة.

وأرجوكم لا تتصلوا بالطيران الكندي،
إنه عذابٌ بحت.

ولكن قوموا بإعادة استكشاف الملل،
لبضع دقائق فقط.

استلقوا على الأريكة،
إلى أين تذهب أدمغتكم؟

وبعثروا انتباهكم.

ستجدون أشياءً مفيدةً بشكلٍ كبير

في تلك الحالة المتنبهة.

وإن كان هناك شيءٌ واحدٌ صحيح

من كل ما درسته في عالم التركيز،

هو أن حالة انتباهنا تحدد حالة حياتنا.

إن كنا مشتتي الانتباه في كل لحظة،

ستبدأ هذه اللحظات
من الالتهاء والتنبيه المفرط

بالتجمع والتكتل

حتى تشكل حياةً يملؤها التشتت والإرهاق،

كما لو أنها لا تحمل هدفاً محدداً.

ولكن عندما نصبح أقل تنبيهاً
عندما نجعل عقولنا أكثر هدوءاً،

سوف نحصد الثمار على شكل إنتاجيةٍ أكبر
وتركيز وإبداع أكثر،

ونحصل بالإضافة على حياةٍ أفضل.

شكراً جزيلاً لكم.

(تصفيق)