قصتي | إليزابيث سمارت | تيديكسXجامعة نيفادا

تعتبر قضية اختطاف إليزابيث سمارت أحد أكثر قضايا الاختطاف متابعةً على الإطلاق. في هذا المقطع، تحكي إليزابيث قصتها للحضور لتقول من خلالها لأي شخص تعرض لتجربة مريرة بأن عليه أن ينهض و يواجه المصاعب و يحاول أن يتخطاها و ألا يستسلم بسهولة.

لا أعرف آي أحد على الإطلاق حياته مثالية.

و أنا على يقين بأن كل أحد منا
يواجه صعوبات،

و تجارب مختلفة، و جميعنا نمر بتلك الحالة

التي لا نرغب فيها النهوض من السرير.

و نتمنى قضاء بقية اليوم فيه.

ولكن لدينا أيضاً خيار نتخذه

بإمكاننا اختيار البقاء في السرير،

أو النهوض منه و المضي قدماً.

حين كنت في 14 من عمري، كنت فتاة عادية.

كنت أبلغ من العمر 14 عاماً تقريباً،

أستعد بحماس للتخرج من المرحلة المتوسطة.

مازلت أذكر تلك الليلة حين أويت إلى فراشي،

في غرفتي التي أتشارك فيها السرير مع أختي.

أتذكر جيداً استيقاظي على صوت شخص،
صوت شخص غريب، يقول

"هناك سكين على رقبتك، فلا تصدري صوتاً.

انهضي و تعالي معي."

و من هذه اللحظة بدأ الكابوس
الذي امتد إلى ٨ أشهر.

أتذكر هذا الغريب وهو يأخذني
إلى أعالي الجبال التي تقع وراء بيتي،

كل هذا و السكين مايزال على رقبتي.

أعني، أنني مازلت أتذكر ذلك الطريق الطويل.

حيث وصلنا لقمة الجبل.

ثم نزلنا من الجهة الأخرى.

و حين وصلنا إلى الأسفل

و تحديداً عند بستان من الأشجار،

لم أرى فيه شيئاً ملفتاً.

ولكنه قادني إلى الدخول فيه،

مازلت أتذكر وأنا أدخل في البستان،

نظرت إلى الأعلى فوجدت الجبل قد ابتعد.

كان هناك خيمة منصوبة.

و قطع من الأقمشة على الأرض، و بين الأشجار.

و أتذكر أني رأيت حفرة عميقة خلف الخيمة،

حيث وضع فيها الحطب المغطى بالأوساخ،

ولكن أكثر ما أخافني.

هو المرأة التي ظهرت فجأة من الخيمة.

حيث أدخلتني للخيمة، و أجلستني على الدلو.

و بدأت في عمل حمام لي،

و بدلت ملابس النوم الخاصة بثياب غريبة.

كنت فتاة خجولة إلى أبعد حد،

و ماقامت به المرأة شكل صدمة هائلة

بالنسبة لي.

أتذكر أني كنت أرجوها لأقوم بالأمر بنفسي،

و أنني لست قذرة وأنني قد استحممت بالأمس،

و أن باستطاعتي تبديل ثيابي دون مساعدتها.

و أخيراً، ، بعد مرور ١٥ دقيقة تقريباً،

من الترجي و البكاء، وافقت، و أعطتني الثوب.

فارتديته، و ناولتها ملابس النوم الخاصة بي،

و خرجت من الخيمة فبقيت وحيدة بالداخل.

مازلت أتذكر بكائي المستمر،

و التفكير في ماذا حدث معي.

فقد كنت البارحة في المدرسة مع أصدقائي،

و كيف أنني عدت إلى المنزل و أنا أفكر،

في التخرج و الانتقال للمرحلة الثانوية.

كيف حدث هذا ؟

كيف انقلب عالمي رأساً على عقب ؟

ما حال أسرتي الآن ؟

هل دخل هذا الرجل إلى منزلنا مرة أخرى،

و قتل جميع آفراد أسرتي ؟

مالذي سيحدث لي ؟

سيطرت على عقلي أفكار، مثل:

سيقوم الخاطف باغتصابي و من ثم قتلي

فلا أحد ينجو من الاختطاف،

و لا أحد يعود إلى منزله.

لم يسبق لي أن رأيت نهاية سعيدة
في قصة اختطاف.

فكل ما كنا نسمعه عن قصص الاختطاف.

هو العثور على جثة المختطف سواءً
بعد أيام، أسابيع، أو أشهر.

هذا فقط ما يحدث.

وحين جلست هناك أبكي و أنا خائفة.

أتذكر و باب الخيمة يُفتح ليدخل الخاطف،

و قد بدل ملابسه الغامقة التي كان
يرتديها حين اختطفني،

بثوب يشبه الثوب الذي قمت بارتدائه،

و اقترب مني، و بدأ بالحديث.

و قد كنت وقتها مرعوبة

محاصرة بالتفكير في مخاوفي،

و مالذي حدث لي و مالذي قد يحدث مستقبلاً،

لم يكن باستطاعتي حتى التفكير بالاستماع له.

ولكن و أخيراً استطعت أن أستجمع قواي

و أحاول الإنصات لكلامه الذي بدأه بالقول

أني زوجته و مملوكة له،

و أني علي القيام بكافة واجباته كزوجة.

و أنه قد جاء الوقت لإتمام زواجنا.

لقد كبرت في منزل تقليدي.

مع أسرة متدينة.

و قد تربيت على اعتقاد

أن العلاقة الجنسية يجب أن تكون

داخل حدود الزواج فقط،

و هذا ماتربيت عليه.

و ما أنوي اتباعه دائماً.

و الآن هذا الرجل يخبرني،

أن علي إتمام الزواج معه،

و أني قد أقضي عمري في عزلة.

أعني أني لن أكون

كأي فتاة في نفس عمري تتطلع إلى المستقبل.

كان جزء في داخلي غير متأكد من معنى.

"إتمام الزواج" و الجزء الآخر يصلي و يأمل

فيه أنه ليس نفس المعنى الذي فهمته.

ولكن سرعان ما استوعبت المعنى تماماً

مازلت أتذكر نفسي و أنا أتوسل و أبكي،

و أحاول ذكر كل الأسباب التي من شأنها أن

تجعل الخاطف يقتنع بعدم أذيتي و إطلاق سراحي

لأعود لمنزلي و أسرتي.

ولكن كل مافعلته أو قلته لم يغير شيئاً.

و لن أنسى ذلك.

حيث سحبني من مكاني و وضعني على الأرض،

ثم نزع ملابسي بقوة،

و بدأ في اغتصابي.

و حين انتهى، نهض من فوقي و تركني وحيدة.

ولن أنسى ماحييت كيف شعرت في تلك اللحظات،

الصعبة و كيف كانت يائسة،

و حتى إن عثر عليّ أحدهم، ما الفائدة؟

كنت أشعر بالخزي و الاشمئزاز من نفسي.

و أنه لا طائل من إنقاذي في تلك المرحلة.

و قد غلبني النعاس و عقلي
مزدحم بتلك الأفكار،

و حين استقيظت من النوم وجدت الخاطف،

ينحني عليّ مجدداً و معه كابل معدني سميك،

و قام بلفه و تثبيته حول كاحليّ،

حتى لا أستطيع الحركة.

و في تلك اللحظة، بدأت أفكر

في كل أولئك الأطفال الذين شاهدت،

نهاية قصصهم المأساوية في نشرات الأخبار.

و لم أستطع سوى التفكير في : كم هم محظوظين.

كم هم محظوظين: تمنيت أن أكون واحدة منهم.

حيث لم يعد باستطاعة أحد أذيتهم من جديد.

ولن يمروا بكل تلك الأحاسيس التي تشعرهم

بأنهم عديمو القيمة و غير مرغوب بهم.

لا يمكن لأحد أن يفعل بهم ذلك مجدداً.

و تمنيت وقتها أنني مثلهم، وكل هذا

هو ملخص لما مررت به في ال٩ أشهر التالية.

اتخذت قراراً في وقت مبكر جداً

بأنني لن أسمح للخاطفين بالانتصار عليّ.

و لن أدعهم يسلبون حياتي مني.

و كنت سأفعل ما بوسعي لكي أنجوا،

حتى لو كان ذلك يعني التعايش،

و النجاة لمدة ٣٠ سنة قادمة،

و المرور بهذا النوع من الإيذاء كل يوم.

و الحمدلله أنها لم تكن ٣٠ سنة، بل ٩ أشهر.

لن أنسى ماحييت تلك اللحظة التي رأيت فيها

والدي لآول مرة بعد أن انقذتني الشرطة.

و لن أنسى الشعور بأنه و بالرغم مما حدث لي،

كل الأمور ستكون على مايرام ولن يتمكن أحد

من إيذائي كما فعل هذان الخاطفان.

لا شعور يضاهي الإحساس بوجود من يحبك.

في اليوم التالي لعودتي، قدمت لي أمي نصيحة،

أود مشاركتها معكم،

لأنه و كما قلت، جميعنا مررنا بتجارب،

و قصص من شأنها منعنا من النهوض من السرير.

قالت لي أمي:

"إليزابيث، مافعله بك هذا الرجل كان فظيعاً،

و لا يمكن للكلمات أن تعبر عن مدى شره.

لقد سرق ٩ آشهر من حياتك
والتي لا يمكنك استرجاعها.

أفضل عقاب له هو أن تكوني سعيدة.

و تمضي قدماً في حياتك، لأن الشعور بالأسف

على نفسك و التمسك بالماضي،

سيكون بمثابة السماح لهم
بالمزيد من السيطرة،

على حياتك و بالتالي سرقة ماتبقى منها.

فلا تسمحي لذلك بالحصول.

فقد لا تتحقق العدالة و لا تحصلي على تعويض،

فلايعني ذلك أن يحظوا
بثانية واحدة من حياتك.

حاولت اتباع نصيحة أمي منذ ذلك الحين،

ما زال الطريق طويلاً حتى اتبعها تماماً،

لكن أين تلك الفتاة المثالية
في اتباع نصائح أمها؟

(ضحك)

ما أعلمه على وجه اليقين أن لكل منا خيار.

و أننا كل ماواجهنا تجربة، لدينا الخيار في

الاستسلام أو في القتال و المضي قدماً.

و كما تمكنت من الخروج للعالم
و مشاركة قصتي،

و التحدث مع الأخرين و تعلم الكثير.

توصلت إلى مرحلة في حياتي حيث أستطيع القول

بالرغم من أنني لا أتمنى بالتأكيد،

حصول ذلك لي أو للآخرين،

إلا أني ممتنة لما حصل،

لأنه علمني الكثير و غير نظرتي للحياة،

و جعلني أشعر بمزيد من التعاطف مع الناجين.

أنا ممتنة لأني تمكنت من صنع فرق.

و ممتنة أنني أستطيع التحدث في العلن،
وخصوصاً لضحايا الاعتداء الجنسي

الذين لم يتمكنوا من الحديث عما حصل.

إنه لأمرٌ صادم و مخيف أن تتحدث و تقول:

" أحدهم اعتدى عليّ جنسياً، و آذاني

وسرق مني شيئاً لن أتمكن من استرجاعه أبداً"

ولكن عليّ أن أخبركم شيئاً، من المهم

أن تتقدم للأمام و تشارك قصتك مع الآخرين،

حتى لو كان ذلك على نطاق صغير،

و لكن على الأقل لتنفيذ القانون،

حتى نتمكن من إيقاف أولئك الناس

من استغلال الآخرين.

ذلك الأمر في غاية الأهمية.

لذا من واجبي أن اشجع كل واحد منكم.

عندما تواجه تجربة،
لا تستسلم؛ لا الاستسلام.

امضِ قُدماً، لأنك لا تعلم مالذي يمكنك

عمله من خلال هذه التجربة،

و لا تعلم عدد الأشخاص
الذي يمكنك ملامسة أوجاعهم.

أنا جد ممتنة لتواجدي معكم اليوم.

شكراً جزيلاً.

(تصفيق)