لماذا لا تدعم جدليّة "لقد وُلدتُ هكذا" قضية حق المساواة للمثليين | د. ليزا دايموند | TEDxSaltLakeCity

قالتها ليدي غاغا، و قالها البابا، لكن هل فعلاً يولد الناس مثليون؟ تقوم ليزا دايموند، بروفيسورة في علم النفس و الدراسات الجندريّة، بتفكيك جدلية "وُلدتُ مثليّاً" و إظهار أسباب عدم دعمها حقوق المثليين بالمساواة.
ليزا دايموند هي كاتبة و بروفيسورة في علم النفس و الدراسات الجندرية في جامعة يوتاه. تقوم بدراسة تعابير الانجذابات الجنسية و الهوية الجنسية خلال حياة الفرد، و تأثيرات التجارب الحياتية المبكرة على تطوره الجنسيّ اللاحق.

البروفيسورة دايموند معروفة لأبحاثها حول الانسيابية الجنسية التي تصف قدرة الفرد على اختبار تغيّرات في مسار انجذاباته المثليّة و الغيريّة مع الوقت. هي محرِّرة مشاركة لـ"كتيّب الجنسانية و علم النفس" الصادر عن الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين، و زميلة في قسمين من أقسام الجمعية. لها أكثر من مئة مقال منشور و فصول كتابية، و دُعيَتْ لعرض بحثها في كل أنحاء العالم. تلقّتْ جوائز من أقسام "علم النفس التطوّري" و "علم نفس المثليين" التابعَين للجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين، الجمعية الأمريكية للنساء الجامعيين، الجمعية الدولية لأبحاث العلاقات، مجتمع الدراسة العلمية للهوية الجنسية و مجتمع الدراسات النفسية للمسائل الاجتماعية.

قدمت هذه المحادثة في فعالية TEDx باستخدام تنسيق مؤتمرات TED ولكن نظمها المجتمع المحلي على نحو مستقل. تعرف على المزيد بزيارة http://ted.com/tedx

صح أم خطأ:

(ضحك)

الميل الجنسي هو شيء غريزي يولد مع الإنسان

الاحتمالات أنك إن كنتَ تدعم حقوق المثليين،

أن تقول: "صح".

أوجدت الاستطلاعات

أن الأشخاص الذين يعتبرون أن الميل
الجنسي هو سمة فطرية، كلون العيون

يميلون لدعم حقوق المثليين أكثر من غيرهم

الآن، لِمَ هذا؟

عندما تسأل، يقول الناس عادةً:

"حسناً، من الخطأ أن تمارس التّمييز تجاه
أحد

لكيفية ولادتهم.

إنه كالتمييز العنصري."

هذا منطقي.

لذلك، و لسنين،

جدلية كون الشخص وُلد هكذا كانت
قد استُخدمت للتّسويق للمساواة مع المثليين

حتى أن أغنية ‘ليدي غاغا‘:"لقد وُلدتُ هكذا"

أصبحت نشيداً غير رسمي لمجتمع المثليين

لكن هناك ثلاث مشكلات مع جدلية "لقد وُلدتُ
هكذا".

الأولى: إنها ليست دقيقة علميَاً

الثانية: ليس لها ضرورة قانونية.

لكن الثالثة و الأهم:

أنها في الحقيقة ليست عادلة،

و قد حان الوقت للتّخلي عن هذه
الجدليّة عند المطالبة بالمساواة للمثليين.

الآن، شغفي لهذه المسألة

ينتج من بحثي الخاص في الميول الجنسية

منذ أكثر من عشرين سنة، بدأتُ بدراسة،

متتبّعة خلال الوقت

مائة امرأة ذات هويّات جنسيّة مختلفة.

و خلال السّنين، تفاجأتُ حقاً

ببعض التغيّرات التي مررن بها.

بعض المثليّات انتهى بهم الأمر
بعلاقات مع رجال.

بعض النساء الغيريّات انتهى
بهن الأمر بعلاقات مع نساء.

و عندما تحدث هذه الأشياء، كانت تقول لي
النساء:

إنهنّ اعتقدنَ أن بهنّ خطب ما،

بما أنّ تجاربهنّ لم تلائم
المعتقدات المعتادة

بأن الميول الجنسية ثابتة منذ الولادة.

إذاً، هذا يأخذنا الى المشكلة الأولى مع
جدلية "لقد وُلدتُ هكذا":

بأنها ليست دقيقة علميّاً.

الآن، الميول الجنسيّة تعبر عن نفسها غالباً

بوقت مبكر و بثبات.

لكن، أحياناً، لا تفعل.

و يؤلمني عندما أسمع الناس

يعبّرون عن عدم ثقتهم بالمثليين الذين
اعترفوا بميولهم بوقت متأخر من حياتهم،

مثلاً، بعد زواجٍ غيريّ.

يقول الناس أشياء كهذه:

"كيف لم يعرفوا ذلك
كل هذا الوقت؟"

"هل هم متأكدون أنهم فعلاً مثليّين؟"

(ضحك)

تخيلوا فقط شعور سماعكم لهذا من
شخص اعترفتم له بذلك للتو.

لكن الحقيقة الواضحة أن التطوّر الجندري و
الجنسي

يُظهر تنوعاً أكثر مما يمكن
لأغلب الناس إدراكه

و هذا التنوع يؤدي للتغيّر في الإنجذاب
الجنسي خلال الوقت.

الدراسات المحلية و الدولية

التي أجراها باحثون في جامعة "كورنيل"،

كليّة الصحة العامة في جامعة هارفرد،

جامعة فيرجينيا، و العديد غيرها،

تتبعَتْ جماعيّاً عشرات الآلاف من الأفراد

لخمسة، عشرة، خمسة عشرة سنة.

و احزروا ماذا؟

الانجذاب الجنسي يُظهر الكثير
من الانسيابية.

بعض الأشخاص يبدأون بالانجذاب لجنس واحد
فقط،

و مع الوقت، يجدون أنفسهم منجذبين لكلا
الجنسين، أو بالعكس.

بعض ثنائيي الميول ينتقلون

من كونهم منجذبين لجنس معين،
إلى انجذابهم أكثر للجنس الآخر

الآن، ماذا تخبرنا هذه الانسيابية

عن فطريّة الميول الجنسية؟

لا شي.

(ضحك)

لا شيء على الإطلاق.

لأنهما غير مترابطين أبداً.

هنالك، للتأكيد، دليل قويّ

على إسهام الجينات في الميول الجنسي.

لكن هذه المساهمات لا تعزّز فترة حياتك
الجنسية منذ الولادة.

ما تفعله هو أنها تدفع بتطورها نحو منحى
معيّن.

إن كانت الميول تُحَدَّد كليّاً بالجينات،

عندها إذاً، إن كان لديك توأم متطابق،

و أحدهما مثليّ،

فالآخر يكون مثليّاً مئة بالمئة
من المرّات.

لأن لديهما نفس الجينات.

لكن في الواقع، أوجدتْ استطلاعات التوائم

أنه إن كان لديك توأم متطابق جينيّاً، و كان
أحدهما مثليّ،

فالآخر يكون مثليّاً بنسبة ثلاثين إلى
أربعين بالمئة من المرات.

الآن، هذه نسبة مرتفعة جداً لكي
نعتبرها صّدفة،

لذا فهو دليل قاطع على أن جيناتك تؤثر في
تحديد ميولك الجنسية.

لكن جيناتك لا تملك الكلمة الأخيرة

في كل شعور جنسيّ سوف تختبره في حياتك.

( ضحك)

الآن، قبل أن أكمل، أريد أن
أوضح شيئاً:

حقيقة أن الميول الجنسية يمكن أن تكون
انسيابية

لا يعني أن بالإمكان معالجة المثليين نفسيا.

هذا ما يُطلَق عليه أحيانا "العلاج
التحويلي"،

و دراسة بعد دراسة أظهَرَتْ أن ذلك
غير ناجع،

و يسبّب ضرراً نفسيّاً هائلاً،

يرفع نسبة حالات الاكتئاب، القلق
و محاولات الانتحار.

لهذا فَقَدَ العلاج التحويلي مصداقيّته

بالنسبة لكل هذه المؤسسات الطبية
و النفسية الكبرى

و لهذا فكل هؤلاء من ممارسي العلاج التحويلي
السّابقين

لم يغلقوا أبوابهم وحسب،

لكنهم اعتذروا علنيّاً لمجتمع المثليين،

و وحّدوا جهودهم القانونية لحظر استخدام
العلاج التحويلي

مع الأطفال و المراهقين.

(تصفيق)

لذا، حتى لا نسيء الفهم:

على الرغم من أن الانجذاب الجنسي
يمكن أن يتقلب لوحده

فالمحاولة القسرية لإقصاء
الإنجذاب لنفس الجنس

غير فعّالة، مؤذية، و غير أخلاقية...

نقطة انتهى.

(تصفيق)

الآن، لننتقل إلى المشكلة الثانية في جدليّة
"لقد وُلدتُ هكذا"،

أنها غير ضروريّة قانونيّاً.

أحد أسباب أننا نستخدمها باستمرار

هو لرجاء الحصول
على شرط الحماية الدستورية المتساوية،

التي تمنع التّمييز ضد الأفراد

على أساس امتلاكهم سمات معيّنة.

الآن, كيف تحدّد المحاكم ما هي السّمات
المحميّة؟

حسناً، أحد العوامل التي تأخذها المحكم بعين
الإعتبار

هو الثبات، أو رسوخ السّمة،

إن كانت حادث خلقيّ،

كالعرق أو الجنس.

هذا، أساساً، هو جدليّة "لقد وُلدتُ هكذا".

لكن الذي لا يدركه العديد من الناس

هو أن الثّبات ليس العامل الوحيد،

أو حتى العامل الأهم،

الذي يمكن أن تأخذه المحكمة بعين الاعتبار

عند تقريرها إذا ما كانت السمة،

سواء كانت ميول جنسي أو عُمر أو إعاقة،

تستحقّ الحماية من التّمييز.

و خلال العقود العديدة الماضية،

أعارتْ المحاكم اهتماماً أقل و أقلّ

لثبات الميول الجنسي،

واهتماماً أكثر فأكثر

لمكوِّن أساسي آخر لادّعاءات الحماية
المتساوية:

هو هل أن التّمييز ضد الأفراد المثليّين،
يقوم على أسس منطقيّة

أم أنها مجرّد ضغينة و كُره
غير دستوريين قديمَين؟

و هذا هو الأساس الذي كان يُكسبنا

أهم معاركنا للمساواة

من "رومر في. إيفانس" سنة 1996،

"لورنس في. تكساس" سنة 2003،

و النصرَين التاريخيّين في المحكمة العليا

للزواج المثليّ.

لذا على الرغم من أننا نصرخ باستمرار:
"لقد ولدنا هكذا!"

كانت المحاكم تقول: "لا يهمنا!"

( ضحك)

الآن، بالنسبة المشكلة الثالثة و الأهم

في جدليّة "لقد وُلدتُ هكذا":

أنها غير عادلة.

تذكروا أننا استخدمنا هذه الجدليّة
لأول مرة في الستينات و السبعينات

للرد على الناشطين ضد المثليين

الذين قالوا أن أفراد مجتمع المثليين

كانوا يختارون نمط حياة غير لائق، منحرف و
مقرف،

و لذلك نستحق المعاناة.

الآن، كان هذا منذ أكثر من خمسين سنة

عندما كان كُره المثليين شائعاً أكثر بكثير،

لذا بدا لنا حينها أنه من المستحيل لنا أن
نردّ:

"هيه, نحن لسنا مقرفين، نحن في الحقيقة
رائعون!"

(ضحك)

لذلك، بدلاً من ذلك،

قلنا: "لم نختَرْ هذا، لقد ولدنا هكذا.

لا يمكنكم معاقبتنا على شيء ليس خطأنا."

الآن، هل ترون كيف تكرِّس تلك الجدليّة

نظرية أن المثليّة هي خطأ،

أنها بطبيعتها حزينة و مؤسفة؟

كما لو أنه لدينا هذا المرض المروّع،

و نحتاج إلى التعاطف بدلاً من العقاب.

لحسن الحظ، تغيرت الأوقات،

و إن كان هنالك شيء واحد يريده الأفراد
المثليون الآن،

هو بالتأكيد ليس الشفقة.

ما نريده، ما نستحقه
هو الكرامة

الاستقلال، التقرير الذاتي.

و هذا هو أقوى نقاش لأجل المساواة.

جدليّة "لقد وُلدتُ هكذا" هي أيضاً غير
عادلة

لأنها تتضمن أن أفراد مجتمع المثليين

الذين يُصنَّفون ضمن قالب نمطي ثقافي
معيّن،

و الذين كانوا حصريّاً مثليين طيلة حياتهم،

هم مستحقّون أكثر للتقبُّل و المساواة

من أحد اعترف بميوله بسن الستين،

أو مِمّن كانت ميوله انسيابية أكثر،

أو ممن كان ثنائي الميول،
بدلاً من كونه مثليّ كليّاً.

هناك في الحقيقة تاريخ طويل جدّاً و مُعيب

من تهميش و إنكار تجارب الأفراد
ثنائيّي الميول.

يتم تشويه سمعتهم أحياناً

بأنهم لا ينتمون حقّاً لمجتمع
المثليين

لأنهم أحياناً يدخلون في علاقات مع الجنس
المغاير.

الآن، هل تمازحونني؟

نحن سوف نحطم ثنائيي الميول

لامتلاكهم الجرأة على اتخاذ قرارات علاقاتهم
العاطفية بنفسهم؟

أليس هذا تماماً ما كان يحارب
من أجله مجتمع المثليين كل هذه المدة؟

(ضحك)

بالحديث عن رمي أحدهم
تحت الحافلة (تعبير يعني الخيانة)

و سوف تحتاج إلى حافلة كبيرة جداً

لأن كل هذه الدراسات على تعداد كبير من
الناس أوجدت

أنه هناك أفراداً ذوي ميول ثنائية، أكثر

من ميول مثليّة حصريّة.

و أن جدلية "وُلدت هكذا" يمكن حقاً أن يكون
لها مفعول عكسي

عندما يتعلق الأمر بثنائيي الميول.

كان هناك امرأة في دراستي

اعترفت لأهلها بميولها
عندما كان عمرها 19 عاماً،

عندما قابلت أول صديقة لها.

لقد عانوا جداً مع ذلك،

لكنهم انضموا إلى مجموعة دعم أُسَري

و أكد رئيس تلك المجموعة أن ابنتهم وُلدت
هكذا.

حسناً، بعد بضع سنوات،

انتهى بها الأمر في علاقة مع رجل،

و كانت تخبئ هذه العلاقة عن والديها.

( ضحك)

لماذا؟

قالت لي:

"لقد تقبّلوني فقط

لأنهم ظنّوا أنني لم أكن أستطع أن
أكون إلا مع نساء.

الآن أنا أخشى من أن يقولوا:

"انتظري لحظة،

كل هذا الوقت، كان باستطاعتك
أن تكوني مع رجال أيضاً؟

إن كان بإمكانك اختيار الغيرية الجنسية،
هذا ما عليكِ فعله إذاً."

لا داعي للقول أن هذا ليس تقبُّلاً.

و بالتأكيد ليس مساواة.

في النهاية، كيف و لماذا و متى
و لكم من الوقت

كان أحدهم مثليّاً

يمكن أن يكون مذهلاً لعلماء مثلي،

لكن لا يجب أن يؤثر

على حبّ و تقبُّل أهلهم لهم.

و بالتأكيد لا يجب أن يكون له تأثير على
السياسة العامة.

جميعنا نستحق التقبُّل و المساواة.

(تصفيق)

جميعنا نستحق المساواة،

سواء كنتَ مثليّاً أم مغايراً أم ثنائي
الميول أم عابراً جنسياً

أم كل ما سبق،

أم لا شيء مما سبق،

و سواء اكتشفتَ ذلك منذ عشرين سنة،
أم منذ سنة

أم اليوم خلال هذا الحديث.

(ضحك)

جيناتنا ليست هي المشكلة:

حيواتنا هي التي على المحكّ.

إما أن نكون مجتمعاً

يحمي و يدافع عن الاستقلال الجنسي لجميع
الأفراد،

أو لا نكون كذلك.

لذلك، في المرة المقبلة التي
تتحدث فيها مع صديق أو جار أو معلّم

أو طبيب أو سياسيّ أو أمّ،

و يقولون:

"انا أدعم حقوق المثليين لأنهم، كما تعلم،
وُلدوا هكذا،"

أتمنى أن تقول:

أنا أدعم حقوق المثليين بالمساواة

فقط لأن هذا هو الفعل الصحيح."

(تصفيق)

شكراً لكم.

(تصفيق)