< Return to Video

قصيدة للغيرة.

  • 0:02 - 0:04
    عندما كنت أبلغ الثامنة،
  • 0:04 - 0:06
    التحقت فتاة جديدة بالقسم،
  • 0:06 - 0:09
    و كانت مثيرة فعلا للاهتمام،
  • 0:09 - 0:11
    كما حال أيّ فتاة جديدة.
  • 0:11 - 0:14
    لقد كان لها شعر كثيف لامع
  • 0:14 - 0:17
    و علبة أقلام رصاص صغيرة ظريفة،
  • 0:17 - 0:20
    تعرف جيدا عواصم الولايات،
  • 0:20 - 0:23
    و تجيد الهجاء.
  • 0:23 - 0:28
    أحسست بغيرة شديدة تلك السنة،
  • 0:28 - 0:31
    إلى أن خطرت لي خطة خبيثة.
  • 0:31 - 0:36
    في إحدى الأيام، بقيت إلى وقت متأخر بعد الدروس،
  • 0:36 - 0:40
    متأخر جدا، و اندسست في حمام تلك الفتاة.
  • 0:40 - 0:42
    و عندما أصبح الوقت مناسبا، خرجت من مخبئي،
  • 0:42 - 0:44
    و تسللّت إلى غرفة الدرس،
  • 0:44 - 0:48
    و أخذت كراس النتائج من مكتب الأستاذ.
  • 0:48 - 0:50
    ثمّ فعلتها.
  • 0:50 - 0:52
    لقد عبثت بنتائج عدوّتي،
  • 0:52 - 0:55
    قليلا فقط، لقد قلّلت من نتائج "حسن جدا" الخاصة بها.
  • 0:55 - 0:58
    كلّ نتائج "حسن جدا" (ضحك)
  • 0:58 - 1:02
    و هممت بإعادة الكراس إلى مكانه في الدّرج،
  • 1:02 - 1:05
    لكن مهلا، هناك زملاء آخرون بالفصل
  • 1:05 - 1:08
    لهم نتائج جيدة أيضا.
  • 1:08 - 1:11
    و في لحظة جنون مؤقّت،
  • 1:11 - 1:13
    قمت بتغيير نتائج جميع التلاميذ،
  • 1:13 - 1:14
    بطريق غير مبدعة.
  • 1:14 - 1:17
    إذ أعطيت الجميع علامات الرسوب،
  • 1:17 - 1:20
    بينما أعطيت لنفسي أحسن النتائج،
  • 1:20 - 1:23
    بما أنّني كنت هناك، تعلمون.
  • 1:23 - 1:28
    و لازلت مدهوشة ممّا ما فعلته في ذلك اليوم.
  • 1:28 - 1:31
    لم أتمكّن من فهم كيفية تفكيري في فعلة مماثلة.
  • 1:31 - 1:34
    أو لماذا أحسست بالعظمة أثناء القيام بها.
  • 1:34 - 1:35
    لقد كان شعورا رائعا.
  • 1:35 - 1:38
    لم أفهم لماذا لم يكتشف أحد فعلتي.
  • 1:38 - 1:40
    فالأمر كان مكشوفا و في غاية الوضوح.
  • 1:40 - 1:41
    لكن لم يتمّ أبدا الإيقاع بي.
  • 1:41 - 1:43
    لكن ما حيّرني أكثر كان
  • 1:43 - 1:45
    لماذا أزعجني جدّا كون
  • 1:45 - 1:47
    تلك الفتاة الصغيرة، تلك الفتاة الصغيرة جدا،
  • 1:47 - 1:49
    تجيد التهجئة جيّدا؟
  • 1:49 - 1:51
    الغيرة تحيّرني.
  • 1:51 - 1:54
    إنّها أمر غامض جداّ، لكن متفشّ جداّ.
  • 1:54 - 1:56
    نعلم أنّ الرّضع يستطيعون الاحساس بالغيرة.
  • 1:56 - 2:00
    و الرئيسيات أيضا. و بعض الطيور أيضا عرضة لهذا الشعور.
  • 2:00 - 2:03
    نعلم أنّ الغيرة هي الدافع الأول لجرائم القتل
  • 2:03 - 2:06
    الزوجية في الولايات المتحدة الأمريكية.
  • 2:06 - 2:09
    و رغم ذلك، فلا يوجد ولو دراسة واحدة
  • 2:09 - 2:12
    تستطيع تحليل أحاسيس الوحدة و الهيجان و الألم
  • 2:12 - 2:17
    المرافقة للشعور بالغيرة.
  • 2:17 - 2:20
    لمعرفة ذلك، علينا اللجوء للخيال،
  • 2:20 - 2:22
    لأنّ الرواية هي المختبر
  • 2:22 - 2:24
    الذي قام بدراسة الغيرة
  • 2:24 - 2:26
    بكل جوانبها الممكنة.
  • 2:26 - 2:29
    في الواقع، لا أدري إن كان في الأمر مبالغة
  • 2:29 - 2:31
    لكن إن لم يكن هناك شعور الغيرة،
  • 2:31 - 2:34
    فهل سيكون للأدب وجود؟
  • 2:34 - 2:37
    إذ لن توجد هيلين الكافرة و لا الأوديسية.
  • 2:37 - 2:40
    ما من ملك غيور، و ما من "ليال عربية".
  • 2:40 - 2:43
    ما من شكسبير.
  • 2:43 - 2:46
    تختفي لوائح القراءة في المدرسة الثانوية،
  • 2:46 - 2:47
    لأنّه لن يكون هناك وجود ل"الضجيج و الغضب"،
  • 2:47 - 2:50
    ولا "غاتسبي" أو "الشمس تشرق أيضا"،
  • 2:50 - 2:54
    و رواية "السيدة بوفاري"، و "آنا كاي".
  • 2:54 - 2:56
    لن يكون هناك وجود للروائيّ بروست، و الآن
  • 2:56 - 2:58
    أعلم أنّه أصبح سائدا قول أنّ بروست
  • 2:58 - 3:00
    يمتلك كلّ الأجوبة حول كلّ شيء،
  • 3:00 - 3:02
    لكن عند الحديث عن الغيرة،
  • 3:02 - 3:05
    فهو كذلك بالفعل.
  • 3:05 - 3:09
    هذه السنة أثناء الاحتفال بمئويّة تحفته الأدبيّة "البحث عن الوقت الضائع"،
  • 3:09 - 3:13
    وهي أكبر دراسة متعبة حول الغيرة ذات الطابع الجنسيّ
  • 3:13 - 3:15
    و التنافس العاديّ، على نفس طريقتي،
  • 3:15 - 3:18
    وهو ما نأمل كلّنا الحصول عليه. (ضحك)
  • 3:18 - 3:20
    عندما نفكّر ببروست، فنحن نفكّر
  • 3:20 - 3:22
    بالتفاصيل الشعورية، أليس كذلك؟
  • 3:22 - 3:24
    نفكّر بطفل صغير يحاول النّوم.
  • 3:24 - 3:28
    نفكّر بقطعة كعك مغمّسة في كوب شاي بالخزام.
  • 3:28 - 3:30
    و نتناسى قسوة رؤياه.
  • 3:30 - 3:32
    ننسى كيف أنّه عديم الشفقة.
  • 3:32 - 3:34
    هناك كتب قالت عنها فيرجينيا وولف
  • 3:34 - 3:36
    أنّها بقسوة أمعاء القط.
  • 3:36 - 3:38
    لا أدري ما هي أمعاء القط،
  • 3:38 - 3:41
    لكن لنفترض كونها رائعة.
  • 3:41 - 3:44
    لنرى ما الذي يجعل الرواية و الغيرة، و بروست و الغيرة
  • 3:44 - 3:48
    تتماشى جيدا مع بعضها البعض.
  • 3:48 - 3:51
    أليس من الواضح أنّ الغيرة،
  • 3:51 - 3:55
    التي تحقن دماء الشخص شغفا و حنقا،
  • 3:55 - 3:59
    هي أساس سرديّ قوي؟
  • 3:59 - 4:02
    لا أدري. أظنّها أنّها تصيب مباشرة في الصميم،
  • 4:02 - 4:04
    و لفهم ذلك دعونا نفكّر في ما يحصل
  • 4:04 - 4:06
    عندما نحسّ بالغيرة.
  • 4:06 - 4:10
    عندما نغار، نخبر أنفسنا قصّة.
  • 4:10 - 4:14
    نخبر أنفسنا قصة حول حيوات الأشخاص الآخرين،
  • 4:14 - 4:17
    و تلك القصص هي ما يشعرنا بالسوء
  • 4:17 - 4:19
    لأنّ ذلك هو الهدف من وجودها.
  • 4:19 - 4:22
    سواء أكان راوي الحكاية أو الجمهور،
  • 4:22 - 4:24
    فنحن نعلم تماما ما هي التفاصيل بالذات التي نضيفها
  • 4:24 - 4:27
    حتّى يتزايد احساسنا بالسوء. أليس كذلك؟
  • 4:27 - 4:30
    الغيرة تجعل منّا كلّنا روائيّين هاوين،
  • 4:30 - 4:32
    و هذا أمر كان بروست قد فهمه.
  • 4:32 - 4:36
    في الجزء الأول من سلسلة كتب
  • 4:36 - 4:37
    طريق سوان،
  • 4:37 - 4:39
    كان سوان، إحدى الشخصيات الرئيسية،
  • 4:39 - 4:42
    يفكّر في عشيقته بشغف،
  • 4:42 - 4:44
    و روعتها أثناء ممارسة الجنس،
  • 4:44 - 4:47
    و فجأة، بعد بعض الجمل القليلة،
  • 4:47 - 4:49
    جمل مؤلّفها بروست،
  • 4:49 - 4:51
    لذا فهي طويلة كالأنهار،
  • 4:51 - 4:53
    لكن بعد بعض الجمل،
  • 4:53 - 4:55
    ينتفض سواي مدركا،
  • 4:55 - 4:59
    "مهلا، كل ما أحبه في هذه المرأة،
  • 4:59 - 5:02
    قد يجعل أي شخص يحبها.
  • 5:02 - 5:06
    كل ما تفعله و يجعلني أتستمع،
  • 5:06 - 5:07
    قد يجعل شخصا آخر يستمتع،
  • 5:07 - 5:09
    ربما في هذه اللحظة بالذات."
  • 5:09 - 5:12
    و تلك هي القصة التي يبدأ في حكايتها لنفسه،
  • 5:12 - 5:14
    و منذ تلك اللحظة، أصبح بروست يكتب
  • 5:14 - 5:17
    أنّ كل مفاتن يراها سوان في عشيقته،
  • 5:17 - 5:20
    يقوم باضافتها إلى "مجموعة الأدوات
  • 5:20 - 5:23
    في غرفة التعذيب الخاصة به."
  • 5:23 - 5:26
    علينا أن نعترف أنّ سوان و بروست
  • 5:26 - 5:27
    كانا مشهورين بالغيرة.
  • 5:27 - 5:29
    كان أحباب بروست مجبرين على مغادرة
  • 5:29 - 5:32
    البلد إن كانوا يريدون انهاء علاقتهم به.
  • 5:32 - 5:35
    لكنك لا تحتاج لذلك الكم من الغيرة
  • 5:35 - 5:38
    حتّى تعترف أنّها متعبة فعلا. أليس كذلك؟
  • 5:38 - 5:39
    الغيرة مرهقة فعلا.
  • 5:39 - 5:43
    إنّها احساس جائع يحتاج أن يتغذّى.
  • 5:43 - 5:45
    و ما الذي تحبّه الغيرة؟
  • 5:45 - 5:48
    إنّها تحبّ المعلومة.
  • 5:48 - 5:50
    الغيرة تحبّ التّفاصيل.
  • 5:50 - 5:53
    الغيرة تحبّذ الصفات الجيدة للشعر اللامع
  • 5:53 - 5:56
    و حقيبة أقلام الرصاص الظريفة.
  • 5:56 - 5:57
    الغيرة تحبّ الصور،
  • 5:57 - 6:01
    و لذلك فموقع ’انستاغرام’ ناجح. (ضحك)
  • 6:01 - 6:05
    بروست كان في الواقع يربط بين لغة العلم و الغيرة.
  • 6:05 - 6:07
    عندما يكون سوان في نوبات الغيرة،
  • 6:07 - 6:10
    و فجأة أصبح ينتبه للأصوات في الممرات،
  • 6:10 - 6:12
    و يعطي رشاو لخدام عشيقته،
  • 6:12 - 6:13
    و هو يدافع عن هذه السلوكات.
  • 6:13 - 6:15
    يقول:" اسمع، أعلم أنّك ترى أنّ هذا لا يجوز،
  • 6:15 - 6:17
    لكنه لا يختلف كثيرا عن
  • 6:17 - 6:20
    تحليل نص عتيق
  • 6:20 - 6:21
    أو النّظر إلى معلم."
  • 6:21 - 6:24
    و يقول:" إنّها أبحاث علميّة
  • 6:24 - 6:27
    ذات قيمة فكريّة حقيقيّة."
  • 6:27 - 6:29
    بروست يحاول أن يرينا أنّ الغيرة
  • 6:29 - 6:32
    تبدو كأنّها لا تطاق و تجعلنا كالمجانين،
  • 6:32 - 6:36
    لكنها في جوهرها بحث عن المعرفة،
  • 6:36 - 6:40
    بحث عن الحقيقة، الحقيقة المرّة،
  • 6:40 - 6:42
    و في الواقع، عندما يكون بروست معنيّا بالأمر،
  • 6:42 - 6:45
    كلّما كانت الحقيقة أمرّ، كلمّا كان ذلك أفضل.
  • 6:45 - 6:49
    ألم، إهانة و خسارة:
  • 6:49 - 6:52
    تلك كانت سبل الحكمة بالنّسبة لبروست.
  • 6:52 - 6:56
    كان يقول:" المرأة التي نحتاجها
  • 6:56 - 6:59
    و التي تجعلنا نتألّم، تكشف فينا
  • 6:59 - 7:03
    سلسلة من الأحاسيس أكثر عمقا و قوة
  • 7:03 - 7:07
    من ما قد يكشفه لنا رجل عبقريّ."
  • 7:07 - 7:10
    هل كلّ ما يخبرنا به هو أن نجد نساء قاسيات ؟
  • 7:10 - 7:12
    لا. أظنّ أنّه يحاول أن يقول لنا
  • 7:12 - 7:15
    الغيرة تكشف عن بواطننا لأنفسنا.
  • 7:15 - 7:18
    و هل هناك احساس آخر يقوم بالكشف عن بواطننا
  • 7:18 - 7:21
    بنفس هذه الطّريقة؟
  • 7:21 - 7:23
    هل هناك شعور آخر يكشف عن مدى عدوانيّتنا
  • 7:23 - 7:26
    و قبح طموحاتنا
  • 7:26 - 7:28
    و مدى استحقاقاتنا؟
  • 7:28 - 7:31
    هل هناك أيّ شعور آخر يعلّمنا النّظر
  • 7:31 - 7:34
    بتلك الكيفية القوية؟
  • 7:34 - 7:36
    فرويد كتب عن هذا لاحقا.
  • 7:36 - 7:39
    يوما ما، زار فرويد
  • 7:39 - 7:41
    شخص مهموم جدّا كانت تشغله
  • 7:41 - 7:43
    فكرة كون زوجته تخونه.
  • 7:43 - 7:45
    و قال فرويد أنّ هناك أمرا غريبا بشأن هذا الشخص،
  • 7:45 - 7:48
    لأنّه لم يكن ينتبه لما كانت زوجته تفعله.
  • 7:48 - 7:50
    لأنّها كانت بريئة، الكلّ يعلم ذلك.
  • 7:50 - 7:51
    الرّجل كان فقط يشكّ
  • 7:51 - 7:53
    دون أيّ سبب واضح.
  • 7:53 - 7:56
    لكنه كان يبحث عن الأمور التي تقوم بها زوجته
  • 7:56 - 7:58
    لا إراديّا، سلوكات لا واعية.
  • 7:58 - 8:01
    إنّها تبتسم بصفة مبالغ فيها هنا،
  • 8:01 - 8:04
    أم أنّها مرّت بجانب رجل آخر هناك؟
  • 8:04 - 8:07
    فرويد يقول أنّ الرّجل كان قد تحوّل إلى
  • 8:07 - 8:11
    خادم للاوعي زوجته.
  • 8:11 - 8:13
    القصة ممتعة في هذه النقطة.
  • 8:13 - 8:16
    القصّة جيّدة في وصف كيف أنّ الغيرة
  • 8:16 - 8:19
    تدفعنا للنّظر بشدّة لكن دون دقّة.
  • 8:19 - 8:24
    في الواقع، كلّما كنّا أكثر غيرة،
  • 8:24 - 8:26
    كلّما أصبحنا نعيش أكثر في الخيال.
  • 8:26 - 8:29
    و أظنّ أنّ ذلك هو ما يجعل الغيرة
  • 8:29 - 8:32
    تحسنا على القيام بأفعال عدوانيّة
  • 8:32 - 8:34
    أو غير قانونيّة.
  • 8:34 - 8:36
    الغيرة تدفعنا للتّصرف بطرق
  • 8:36 - 8:38
    إبداعيّة.
  • 8:38 - 8:41
    الآن أنا أفكّر بنفسي عندما كنت في الثّامنة،
  • 8:41 - 8:45
    لكن أيضا بالقصة التي سمعتها في الأخبار.
  • 8:45 - 8:49
    امرأة تبلغ الـ 52 من ولاية ميشيغان
  • 8:49 - 8:52
    قامت بانشاء حساب فايسبوك مزيّف
  • 8:52 - 8:55
    و أرسلت من خلاله رسائل سيئة و دنيئة
  • 8:55 - 9:00
    لنفسها لمدة سنة.
  • 9:00 - 9:02
    مدّة سنة، سنة كاملة.
  • 9:02 - 9:04
    و كانت تحاول الإيقاع
  • 9:04 - 9:06
    بحبيبة صديقها السّابق،
  • 9:06 - 9:09
    و عليّ أن أعترف أنّني منذ سمعت بهذا،
  • 9:09 - 9:11
    أثار الأمر اعجابي.
  • 9:11 - 9:13
    (ضحك)
  • 9:13 - 9:15
    ما أقصده هو، لنكن واقعيّين،
  • 9:15 - 9:20
    وإن لم يكن في محله, يال الابداع الهائل، أليس كذلك؟
  • 9:20 - 9:22
    هذا أمر مأخوذ من رواية،
  • 9:22 - 9:25
    من إحدى روايات باتريشيا هايسميث.
  • 9:25 - 9:28
    هايسميث هي من إحدى الروائيات المفضلين لي.
  • 9:28 - 9:32
    إنّها امرأة في غاية الذّكاء و الغرابة أيضا من الروائيات الأمريكيات.
  • 9:32 - 9:34
    وهي مؤلفة ’غرباء على القطار’
  • 9:34 - 9:36
    و ’السيد ريبلي المبدع’،
  • 9:36 - 9:39
    وهي كتب تتحدّث كلّها عن الغيرة،
  • 9:39 - 9:41
    تلخبط عقولنا،
  • 9:41 - 9:44
    و ما إن نحبس داخل قوقعتها، في ممكلة الغيرة،
  • 9:44 - 9:49
    فإنّ الغشاء الذي يفصل بين ما يحصل الآن و ما قد يحصل في المستقبل
  • 9:49 - 9:52
    قد يتمزّق في وهلة.
  • 9:52 - 9:54
    لنأخذ مثال طوم ريبلي، أشهر شخصياتها.
  • 9:54 - 9:57
    يتحوّل طوم من رغبتك أو
  • 9:57 - 10:00
    رغبة ما تمتلكه
  • 10:00 - 10:03
    إلى انتحال شخصيتك و امتلاك ما كنت تملكه،
  • 10:03 - 10:04
    و بينما أنت أسفل ألواح الأرضية،
  • 10:04 - 10:06
    فهو يجيب عندما ينادى اسمك،
  • 10:06 - 10:08
    يرتدي خواتمك،
  • 10:08 - 10:10
    يفرغ حسابك البنكيّ.
  • 10:10 - 10:11
    هذا إحدى الأساليب.
  • 10:11 - 10:15
    لكن ماذا نفعل؟ لا يمكننا القيام بنفس ما يقوم به طوم ريبلي.
  • 10:15 - 10:17
    لا أستطيع أن أعطي كل البشر علامات رسوب،
  • 10:17 - 10:20
    رغم أنّني أرغب في ذلك.
  • 10:20 - 10:24
    الأمر يثير الشفقة، لأنّنا نعيش في أوقات الغيرة.
  • 10:24 - 10:26
    نحن نعيش في عصر الغيرة.
  • 10:26 - 10:28
    كلّنا مواطنون صالحون للشبكات الاجتماعية،
  • 10:28 - 10:32
    حيث العملة المتداولة هي الغيرة، أليس كذلك؟
  • 10:32 - 10:36
    هل ترينا الرواية طريق التخلص منها؟ لا أظنّ ذلك.
  • 10:36 - 10:40
    لذلك دعونا نقوم بما تقوم به الشخصيات كلّما تجد نفسها غير متأكّدة،
  • 10:40 - 10:42
    عندما يواجههم لغز ما.
  • 10:42 - 10:44
    لنذهب إلى 221ب شارع بايكر
  • 10:44 - 10:46
    و نسأل شيرلوك هولمز.
  • 10:46 - 10:49
    عندما يفكّر النّاس في هولمز،
  • 10:49 - 10:52
    يفكّرون في عدّوه، البروفيسور موريارتي،
  • 10:52 - 10:54
    العقل المدبّر الاجراميّ.
  • 10:54 - 10:56
    لكنني كنت أفضّل المفتّش ليستراد،
  • 10:56 - 10:59
    وهو الشخص ذو الوجه الشبيه بوجه الفأر
  • 10:59 - 11:01
    والذي هو دائما بحاجة يائسة لهولمز،
  • 11:01 - 11:03
    يحتاج إلى عبقريّته، لكنه يمقته.
  • 11:03 - 11:05
    يبدو الأمر مألوفا جدّا لي.
  • 11:05 - 11:09
    يحتاج ليستراد مساعدة هولمز لكنه يمقته،
  • 11:09 - 11:13
    و يغتاظ منه بمرارة طيلة التّحقيق في اللغز.
  • 11:13 - 11:16
    لكن ما إن يعملا معا، شيء ما يتغيّر،
  • 11:16 - 11:20
    و أخيرا و في ’مغامرة النّبوليين الستّة’،
  • 11:20 - 11:23
    بعد أنّ وجد هولمز الحلّ و أدهش به الجميع،
  • 11:23 - 11:27
    التفت ليستراد إليه قائلا:
  • 11:27 - 11:31
    "نحن لسنا غيورين منك، سيد هولمز.
  • 11:31 - 11:35
    نحن فخورون بك."
  • 11:35 - 11:37
    و قال أنّ ما من أحد من الشرطة البريطانيّة
  • 11:37 - 11:40
    لا يريد مصافحة شيرلوك هولمز.
  • 11:40 - 11:42
    إنّها إحدى المرات النّادرة التي نرى فيها هولمز يتأثّر عاطفيّا،
  • 11:42 - 11:44
    وجدت أنّ الأمر كان عاطفيّا بالفعل،
  • 11:44 - 11:47
    ذلك الموقف الصّغير، لكنه غامض أيضا، أليس كذلك؟
  • 11:47 - 11:49
    يبدو كأنّه يتعامل مع الغيرة
  • 11:49 - 11:52
    كأّنّه مسألة هندسيّة و ليست عاطفيّة.
  • 11:52 - 11:55
    في البداية كان هولمز في الجهة المقابلة لـ ليستراد،
  • 11:55 - 11:57
    ثمّ أصبحا معا في نفس الجانب.
  • 11:57 - 11:59
    و أصبح ليستراد فجأة يسمح
  • 11:59 - 12:02
    لنفسه بالاعجاب بمن كان يمقته.
  • 12:02 - 12:04
    لكن هل يمكن أن يكون الأمر بهذه السّهولة؟
  • 12:04 - 12:06
    ماذا لو كانت الغيرة بالفعل مسألة هندسيّة،
  • 12:06 - 12:10
    فقط مشكلة في الجانب الذي نضع أنفسنا فيه،
  • 12:10 - 12:12
    في علاقتنا بالغير؟
  • 12:12 - 12:14
    ربّما حينها لن نحتاج لكره
  • 12:14 - 12:16
    نجاح شخص ما.
  • 12:16 - 12:20
    يمكن أن نقف معهم في نفس الخطّ.
  • 12:20 - 12:22
    لكنني أحبّ الأحداث المفاجئة.
  • 12:22 - 12:24
    إذن و في انتظار حصول ذلك
  • 12:24 - 12:27
    دعونا نتذكّر أنّ لدينا في الخيال عزاءً.
  • 12:27 - 12:29
    الخيال وحده يبسّط الغيرة.
  • 12:29 - 12:31
    الخيال وحده يروّض الغيرة،
  • 12:31 - 12:33
    يدعوها للجلوس إلى الطّاولة.
  • 12:33 - 12:35
    و انظروا للأشخاص الذين جمعتهم:
  • 12:35 - 12:39
    ليستراد اللّطيف، طوم ريبلي المرعب،
  • 12:39 - 12:44
    سوان المجنون و مارسال بروست نفسه.
  • 12:44 - 12:46
    إنّها مجموعة ممتازة من الأشخاص.
  • 12:46 - 12:47
    شكرا لكم.
  • 12:47 - 12:52
    (تصفيق)
Title:
قصيدة للغيرة.
Speaker:
بارول سيهجال
Description:

ما هي الغيرة؟ ما الذي يدفعها، و لما نحبّها في السر؟ ما من دراسة تمكّنت من فهم "شعور الوحدة، و الألم" -- باستثناء الأدب الخيالي حسب رأي بارول سيهجال.
أثناء تأملها الفصيح، طافت بارول بين صفحات أدبية لترينا كيف أنّ الغيرة ليست مختلفة تماما عن البحث عن المعرفة.

more » « less
Video Language:
English
Team:
closed TED
Project:
TEDTalks
Duration:
13:11
Ayman Mahmoud approved Arabic subtitles for An ode to envy
Ayman Mahmoud accepted Arabic subtitles for An ode to envy
Ayman Mahmoud edited Arabic subtitles for An ode to envy
Ayman Mahmoud edited Arabic subtitles for An ode to envy
Mira Kraïmia edited Arabic subtitles for An ode to envy
Mira Kraïmia edited Arabic subtitles for An ode to envy
Mira Kraïmia edited Arabic subtitles for An ode to envy
Mira Kraïmia edited Arabic subtitles for An ode to envy
Show all

Arabic subtitles

Revisions