أليس للفتيات مكان في مجال البرمجة؟ افتح امكاناتك | ألينا ديوسوبوفا | TEDxAbayStWomen

تكسر ألينا في حديثها الصورة النمطية عن أن الفتيات ليس لهن مكان في مجال البرمجة وتحكي عن تجربتها الشخصية والتي حصلت عليها نتيجة لمشاركتها في المسابقة الدولية للبرمجة المُقامة خصيصاً للفتيات.

ألينا ديوسوبوفا هي مبرمجة ومُتبارية في مسابقة «Technovation Challenge» والتي تُقام فعالياتها في سان فرانسيسكو.

تم إلقاء هذه المحادثة في حدث TEDx باستخدام صيغة مؤتمر TED، ولكن بتنظيمٍ مستقل من قبل المجتمع المحلي. لمعرفة المزيد من خلال: http://ted.com/tedx

مرحباً بكم جميعا.

أنا متُبارية في نهائيات المسابقة الدولية
تحت مُسمى «Technovtion challenge»

إلي أي هدف ترمي هذه المسابقة؟

تخص المسابقة طالبات المدارس اللاتي تتراوح
أعمارهن بين العشرسنوات والثمانية عشرة سنة

مهمتها الأساسية هي إلهام

و تعليم الفتيات والسيدات
كيفية حل المشكلات الواقعية للمجتمع

وذلك بمساهمة التكنولوجيا وإعداد تطبيقات
الهاتف المحمول

شارك فى هذة المسابفة أكثر من ألف فرقة
من أربعين دولة حول العالم

وقد أنشأت فرقتنا تطبيق
والذي يسمى" الألماتي النشط"

كان من المهم بالنسبة لنا
خلق أداة منظمة

من أجل تنظيم صلة مباشرة بين السكان
وبين المجلس الأقليمى (أكيمات)

عمل هذا التطبيق عبر مخطط
تم وضعه على صفحة الإنستقرام لحكومتنا

وكان الشيء الأساسي بالنسبة إلينا
هو اتحاد سكان المدينة

وحكومتنا من أجل تحسين مشترك للمدينة

ولكن، إلى جانب هذا كله،
أنا ببساطة طالبة بالصف الأول

ومثل الجميع، أنا مُكلفة باختبارات وجلسات
ولدي معارف جديدة

وببساطة، وبشكل عام،
لديّ حياة الطلاب العادية

ولكني أعتبر أني كنت من المحظوظين
لبحثي في هذا العالم الناضج

والمُثير للاهتمام بالنسبة لي في الوقت
الحاضر والذي لم يكن كذلك سابقاً

عرفت عن هذه المسابقة عندما كنت طالبة
بالمدرسة وعندما كنت مُتخرجة

حينها، وكما الجميع،
كان لديّ امتحان مهم على الأبواب

هذة الحروف الثلاثة المُخيفة ЕНТ

كان من اللازم أن أختار تخصص وأتجهز
لدخول المعهد الدراسي العالِى

وعلى ما يبدو، أنه عند تخطي كل هذا

حينها من الممكن أن تمارس
الشيء الذى تريده حقاً

وفي الحقيقة فكل المُتخرجين يفكرون
فعلياً علي هذا النحو

فهم يعتبرون أن مجرد الأداء
الجيد للاختبارات

بمثابة شيء رئيسي
ونقطة البداية في المستقبل الباهر

فهذا يبدو شيء سخيف، وهو كذلك بالفعل

ولكن فالواقع لم يبدو شيئاً سخيفاً
تماماً في ذاك الوقت

ولكن الأهم بالنسبة لي أن أصبح متخصصة
في الاتجاه الاجتماعي للمسابقة

والحقيقة أن من كونك حالم بسيط
يمكنك أن تصبح مخترع أو شخصية عامة

وهم قليلون، ولكنك ستمكن
نفسك من جعل مجتمعك أفضل

ولذلك أدركت أنه ليس فقط التلوين الجيد

للحلقات «على نحو ممتاز» سيمكني
من الوصول إلى أي شيء أريد

أنا استطيع أن استخدم مهاراتي ومواهبي
والتي امتلكها بالفعل

حتى أتقدم في حياتي

وقبل أن أشارك فى المسابقة
طرحت على نفسي سؤال واحد:

ماذا سأخسر؟ سأضيع الوقت
وأفقد الانتباه والقوة من أجل الدراسة

ولكن بتمعن التفكير بعض الشيء
في جوهر البرنامج، أدركت أنني

أستطيع أن أحسن اللغة الإنجليزية

وأن أتعلم مهارات البرمجة ومهارات
ريادة الأعمال

وفتح أفق جديدة بالنسبة لي وببساطة بدء
العديد من المعارف الصالحة

وبعد ذلك بدا سؤالي مختلف
قليلاً عن سؤالي الآخر:

ما الشيء الذي سأتمكن
من الحصول عليه في النهاية؟

والإجابة أصبحت رائعة بشكل مُرضي

الخبرة.

فمنذ أيام المرسة كان يتم تعليمنا أن الخبرة

لا يمكن اكتسابها عندما تكون جالساً على
المكتب، دارساً للكتب أو مؤدياً للاختبارات

الخبرة هي التي تتأصل فيك مع مرور الوقت
عن طريق معاناتك

وجهودك، وتستحق أكثر بكثير من أجل اكتسابها

يشارك للعمل لدينا حالياً الشباب وفي الوقت
نفسه أصحاب الخبرات

وعند تلك اللحظة أدركت
أنني بالفعل أمارس ما أريد

وكنت أشعر بالرضا، بأن أول خبرة لدي
اكتسبتها بالتحديد من خلال العمل الجماعي

كنت فى فريق مع ثلاث فتيات

اللاتي لا يهبن من الانفتاح
على امكانات جديدة

ولا يهبن من الايمان بأنفسهن واكتشاف
موهبة الابتكار لديهن

كُنا تحت قيادة ثلاثة من الناصحين
المحترفين والحاسمين

كان هؤلاء الأساتذة لطفاء وإيجابيين ودائماً
ما كانوا مُستعدين لمساعدتك ولدعم الفتيات

الفريق بأكمله يستطيع أن يبقى لوقت متأخر
في كتابة تعليمات البرمجة وخطة العمل

ونستريح ونسترخي فقط في استراحات قصيرة

ولكن كان ذلك بالتحديد بالنسبة إلينا قيمة
عظيمة وهي قيمة العمل في فريق

وكالجميع ارتكبنا أخطاء وتعرضنا لزلات

وأمام اللحظات الأكثر أهمية
كنا حقاً على وشك الاستسلام

ولكن تحديداً بفضل دعم أساتذتنا لنا أدركنا

أن ارتكاب الأخطاء من الممكن حدوثه أحياناً
حتى أننا بحاجة إلى حدوثه

حتى تنضج فعلياً وتلقن نفسك دروساً
وتستفيد من خبرتك الحالية

لقد أدركنا أن ارتكاب الخطأ ليس فعلاً
مخيفاً على الإطلاق

وأنا أعتقد أن اهتمامنا وإيماننا بالتحديد
هم من ساهموا في وصولنا إلي النهاية

واستغرق هذا أربعة أشهر من العمل المتواصل

وفُزنا في المسابقة الإقليمية في كازاخستان
من بين إحدى عشرة فرقة

ووصلنا إلى مرحلة النصف نهائيات

وفي تلك اللحظة، عندما علمنا

أننا ذاهبون إلي سان فرانسيسكو
لحماية مشروعنا،

في قلب منطقة صناعة تكنولوجيا المعلومات،
في وادي السليكون،

حينها لم أستطع تصديق، أن هذا سيحدث معي

ولكن كونك طالبة بالمدرسة، فمن المهم
بالنسبة لكِ دعم الأقارب والمقربين والآباء

وكنت محظوظة، لأن أختي الكبرى كانت
واحدة من أساتذتي

والتي دفعتني إلي المشاركة في هذه المسابقة

ولكن، إذا تكلمنا بصراحة، فإن والدي تعاملا
في البداية مع هذا الموقف بشيء من الريبة

كان من المهم بالنسبة لهم
أن أنهي مدرستي بشكل جيد

حتى أستطيع أن أستقر في حياتي
وأشق طريقي فيها

ولكن مع نمو اهتمامي، نمت ثقة والدي في

ثقتهم بأنني أقوم بفعل ما أريده
وأن هذا حقاً يلزمني

حينها، بالنسبة لي شخصياً،
كان هذا الدعم مهم

لأن كان لدي الكثير من المهام لأنجزها
في فترة واحدة

هم يعلمون أنني كنت أريد أن أصبح مبرمجة
حينما كنت في الصف الأول

كنت مولعة بالبرمجة منذ فترة كبيرة
قبل المسابقة

لأنه كان من المثير بالنسبة لي معرفة

كيف سوف تبدو البرمجة في العالم الاحترافي

وحينها كثيراً ما سمعت أن عمل البرمجة
هو بالأحرى عمل ذكوري

وأنه عمل شاق كثيراً،
والفتاة ليس لها مكان فيه

وبترسخ هذا الرأي في الخلفية،
لم أستطع التخلص منه نهائياً

ولكن غير أن هذه المسابقة

هي تجربة لتطوير
تطبيقات الهاتف المحمول، أوضحت

أن هذا بالفعل ما أريد أن أمارسه

أصبح بامكاني أن أدمج بين مهارات المُبرمج
وصاحب العمل والمُصمم للإعلانات

حتى أنه بالفعل راق لي شغل تلك المشروعات

كانت البرمجة بالنسبة لي،
وبالطبع بشكل عام من حيث المبدأ

تعتبر مجموعة من الخوارزميات
من أجل حل أياً من المهام

ولكن بعد ذلك أدركت أنه من الممكن إظهار
نفسي في مجالات مختلفة

واستخدام مهاراتي وهواياتي وحذاقاتي

حتى أمضي قدماً في الحياة

كنا بحاجة في هذا المشروع إلى تعلم كيفية
إظهار أنفسنا بطريقة صحيحة

وايصال فكرنا وإن أمكن إيجاد
الأشخاص المُهتمين بذلك

وحينها، عند التحدث أمام الجمهور،
تمكنا من التغلب على رهبة الوقوف على المسرح

والخوف من أن نكون ناسيين أو غير مسموعين

وقد أدركت عندما كنت في طريقي إلى أمريكا،
أن هذا الإيمان كان بالفعل لدينا

الإيمان بمشروعنا

وهذا لم يكن يانصيب أم ثروة، كما قيل لنا
خلال الاختبار الوطني الموحد

ولكن هذا ما قُمنا به بأيدينا

ذاك العمل، الذي عرفنا فيه كل منفذ
وكل تفصيلة

وعندما كنا هناك، فى سان فرانسيسكو،
سرعان ما لاحظت هذا الاختلاف

أنا لا أتحدث عن الاختلاف في البنية التحتية
والاتصالات والثقافة الخاصة ببلادنا

أتحدث عن الاختلاف في كيفية معاملة الناس
للفتيات العاملات في تكنولوجيا المعلومات

تعرفنا هناك إلى مشاركات ومنظمات

وقد التقطت فوراً هذه الطاقة
والمودة واليقين

والتنظيم الذي ينبعث منهم

كل فرقة تأتي إلى هنا حتى تعرض مشروعها

وتُبرهن على أهميته أمام العالم كله

هؤلاء الفتيات من جميع أركان الأرض،
من أفريقيا وكندا وأمريكا

والمكسيك والهند ومولدوفا والكثير
من البلاد الأخرى

وقد اجتازوا هذا بإخلاص
ودعموا بعضهم البعض

وكان أكثر شيء مُسبب للرضا الحالي
في هذا الموضوع

هو كوني جزء من كل شيء يحدث

وكذلك اكتسبنا خبرة مهمة جداً، حينما رأينا

كيف يتم تشييد مثل تلك المواقع الضخمة كموقع
تويتر وميكروسفت والفيسبوك

تعرفنا إلى سيدات ممن يعملون هناك

هؤلاء السيدات استطعن الجمع
بين الوظيفة والعائلة وهواياتهم

بعد كل ذلك مازالت المرأة
في بلدنا تلعب على الأكثر

دور ربة المنزل والزوجة والأم
وهذا ليس شيئاً سيئاً

ولكن أنا أعتقد أن ليست كل المسؤولات تستطيع
الشعور بالارتياح في العمل لدينا

دون التعرض لهذا الرأي أو تلك الأسئلة، كما
يُقال، الزواج أو شيء من هذا القبيل

عندما رأيت هؤلاء النساء، أدركت، أنهن لا
يهبن من رأي المجتمع فيهن

هم لا يهابون من تطوير ذاتهم
لأنهم يريدون هذا

فمن المريح بالنسبة إليهم أن يصبحون كما
يريدون أن يكونوا في واقع الأمر

وقد فكرت مؤخراً كي أصبح كذلك

يلزمني أن أكون واثقة من نفسي كثيراً، أحتاج
أن أضحي وأخاطر باستمرار

وأن أكون في حالة توتر باستمرار

ولكني أدركت أن الشيء الوحيد الذي يحتاج
إلى المخاطرة و التضحية

هو رأي المجتمع

للخروج من منطقة الراحة وتطوير ذاتي

وعوضاً عن ذلك التطوير من ذاك المجتمع،
الذي تعيش به

بالنسبة لي كانت هذه تجربة عظيمة

أدركت مدى أهمية الدعم

وساعدتنى خاصةً فى الجمع بين دراستي
وهذا المشروع

حصلت على منحة إلى كلية الهندسة

والوضع الذي أشهده الآن،
يجعلني مُحبطة بعض الشيء

لأن لدينا يتم التدريس
لعدد قليل جداً من الفتيات

ولكن فعلياً، جميعهن لا يؤمنّ بأنفسهن

وإذا سألت واحدةً منهن،
لما جئتِ لتكوني مُبرمجة

ولما خاصةً في كلية الهندسة

وفعلياً جميعهن يقولن جملة واحدة فقط:
« لأنني حاصلة على المنحة»

هن لا يؤمن بأنفسهن، لا يؤمنّ بأنهن هنا،
لأنهن يستحقين هذا

ولكن في الحقيقة، هن يدرسن في كلية الهندسة

و حصلن على المنحة الحكومية،
ولا تتحدث عن

كم أنهن طموحات وموهوبات في واقع الأمر؟

حتي أن أساتذتنا، إن لم يكن جميعهم

يعتبرون أن عملية البرمجة من أجل الشباب

هم يأكدون أن الشباب يؤدونها بصورة أبسط
وأسرع وأسهل

أما بالنسبة للفتيات فهن بحاجة إلى التمعن
ببساطة فيمن سيتزوج هنا

وهذا مُضحك ومؤسف في الوقت نفسه، لكنه كذلك

وقد أدركت، أن هذا الخوف وعدم الثقة بالنفس
والخوف من الاستنكار

بالأخص ما يعييق الفتيات
من فتح امكانتهن

وكيف يمكن لهم أن يصبحوا موهوبات وجديرات
وهن لم يكن هكذا

وحينها أدركت كذلك أن أكثر شيء صعب
بالنسبة لي هنا

هو ببساطة القيام بالخطوة الأولى

الشيء الأكثر صعوبة هو البداية

و إذا بدأت، حينها يسير كل شيء
كما ينبغي له أن يسير:

لن تبدو الأخطاء كتلك الفواجع

وببساطة سوف تتلقي المتعة من هذة التجربة

وبالرغم من أنني حقاً لن أستطيع أن أشارك

فى مشروع مرة أخرى
فهي كانت أول و آخر فرصة لي

مازالت الأبواب الجديدة مفتوحة لنا

أدركت مدى أهمية التوجيه
في حياة الإنسان والفتيات

مدى أهمية إظهار فكرة أنها من الممكن
أن تكون منفتحة وحرة

جريئة وواثقة وفي نفس الوقت
تكون أنثى وصديقة مُقربة

هذا ما فعله معنا أساتذتنا

فهم أوضحوا لنا كيف من الممكن
التخلص من مخاوفنا

وكيف من الممكن أن نصبح
واثقين من أنفسنا ومتحررين

شكراً لهم على فعلهم ذلك

(تصفيق)