-
قبل عدة سنوات قمت بإقتحام منزلي بنفسي
-
كنت قد وصلت لمنزلي للتو
-
كان الوقت منتصف الليل
في جو شتاء مونتريال القاتل
-
كنت في زيارة صديقي جيف
الذي يسكن في الطرف المقابل من البلدة
-
وكان يشير مقياس الحرارة
الموجود على الشرفة الأمامية الى درجة 40 تحت الصفر
-
ولا تزعج نفسك بالسؤال اذا كانت درجة مئوية ام فرنهايت
-
فعند هذه الدرجة يلتقيان المقياسان حيث يعتبر نفس الشيء
-
كان الجو بارداً جداً
وعندما وقفت على الشرفة الأمامية اتحسس جيوبي باحثاً
-
اكتشفت ان مفاتيحي ليسو بحوذتي
-
في الواقع كنت استطيع رؤيتهم
من النافذة على طاولة الطعام حيث تركهتم
-
حاولت فتح جميع النوافذ و الأبواب و كانت جميعها مقفلة بإحكام
-
فكرت بالاتصال لطلب المساعدة
من صانع الاقفال على الأقل كان هاتفي بحوزتي
-
و لكن نحن في منتصف الليل
قد يستغرق وصوله بعض الوقت والجو بارد
-
لم يكن باستطاعتي ان اعود لبيت صديقي جيف مجدداً لقضاء الليلة
-
لأن في الصباح الباكر لدي رحلة طيران
فكنت بحاجة لجواز سفري و حقيبتي
-
فكنت يائساً و متجمداً من البرد
-
وجدت صخرة كبيرة و كسرت بها نافذة القبو
ثم ازلت جميع شظايا الزجاج و زحفت من خلالها
-
بعد ان انتهيت وضعت قطعة من الورق المقوى فوق الفتحة
-
و قررت ان في طريقي الى المطار صباحاً
سأتصل بشخص مختص و اطلب منه اصلاح النافذة
-
سيكون مكلفاً و لكن ربما سيكون اقل كلفة
مما سيطلبه صانع الاقفال في منتصف الليل
-
لذلك اعتقد في ظل هذه الظروف كلتا الحالتين متعادلتين
-
انا عالم اعصاب متدرب و اعرف القليل عن اداء الدماغ تحت الضغط.
-
فإنه يصدر الكورتيزول مما يؤدي الى ارتفاع معدل ضربات القلب
-
وينظم مستوى الأدرينالين و يعتم تفكيرك
-
في صباح اليوم التالي عندما استيقظت بعد ساعات قليلة من النوم
-
كنت قلق حول الفتحة التي أحدثتها في النافذة
والملاحظة العقلية التي تذكرني بالاتصال بشخص لإصلاحها
-
و الطقس المتجمد و الاجتماعات التي يجب علي حضورها في اوروبا
-
و مع كل الكورتيزول الذي يصدره دماغي كان تفكيري مشتت
-
و لكنني لم الاحظ هذا لكون تفكريي غير واضح
-
و لم يكن الأمر كذلك الى ان وصلت مكتب التسجيل في المطار
-
ولاحظت ان جواز سفري لم يكن معي
-
لذلك اسرعت الى المنزل في جو الثلج و الجليد,
-
استغرق الأمر 40 دقيقة
-
احضرت جواز سفري و عدت بسرعة الى المطار
-
ولقد وصلت في الوقت المحدد
-
و لكن لقد قامو بإعطاء مقعدي لشخص اخر.
-
لذلك وضعوني بالاجزء الخلفي للطائرة. بالقرب من دورات المياه.
-
في مقعد لا ينحني نهائياً خلال رحلة تستغرق ثماني ساعات.
-
كان لدي وقت كثير للتفكير خلال هذه ساعات من دون ان انام.
-
و بدأت اتساءل, هل توجد اشياء يمككني القيام بها
-
ترتيبات يجب ان انظمها
-
التي سوف تمنع حدوث امور سيئة؟
-
او على الأقل لو حدث وقع امر سيء
-
سوف تقلص احتمالية تحول الوضع الى كارثة تماماً.
-
فبدأت التفكير حول ذلك,
-
ولكن أفكاري تتجمع الا لبعد شهر تقريباً.
-
كنت اتناول العشاء مع زميلي في العمل داني كانيمان, الحائز على جائزة نوبل
-
قد اخبرته و انا محرج نوعا ما عن قصة كسري للزجاج.
-
و كما تعلمون, نسيان جواز سفري
-
فأخبرني داني,
-
بأنه كان يتردب على شيء يدعى الإدراك المتأخر المتوقع.
-
كان شيء لقد تعلمه من عالم النفس غاري كلين.
-
الذي قد كتب عنه منذ بضعة اعوام سابقة.
-
و الذي يدعى ايضاً بما قبل الوفاة.
-
تعلمون جميعكم الآن ماذا يعني "بعد الوفاة"
-
فكلما كان هناك كادثة
-
يحضر فريق من الخبراء يحاولون اكتشاف الخطأ الذي حصل, أليس كذلك؟
-
حسناً, في مرحلة ما قبل الوفاة, شرح داني,
-
يمكنك النظر الى ما هو امامك محاولاً ان تستنتج الأمور السيئة المحتمل وقوعها.
-
ثم تسعى لمعرفة مالذي يمكنك القيام به,
-
لمنع تلك الأشياء من الحدوث او لتقليص الضرر
-
لهذا, ما اريد ان احدثكم عنه اليوم
-
هو بعض من الأمور الذي يمكن ان نفعلها في مرحلة ما قبل الوفاة.
-
بعضها واضح, و البعض منها ليس واضحاً تماماً
-
سأبدأ بالأمور الواضحة.
-
حول المنزل, قم بتعيين مكان مخصص للأشياء التي تفقد بسهولة
-
و هذا يبدو منطقياً, و هو كذلك.
-
ولكن هناك الكثير من العلوم لدعم هذه النظرية.
-
بناءً على طريقة عمل الذاكرة المكانية لدينا.
-
يوجد منطقة في المخ تعرف بالحصين
-
التي تطور على مر عشرات الآلاف من السنين
-
لتتبع مواقع الأشياء المهمة.
-
أين يوجد البئر, و أين السمك يمكن ان يتواجد,
-
و مكان تواجد الأشجار المثمرة
-
و أين تعيش القبائل المسالمة و المعادية.
-
الحصين هو جزء من الدماغ
-
الذي يتسع لدى سائقين سيارة الأجرة في لندن.
-
و انه الجزء الذي يساعد السناجب ايضاً في ايجاد الجوز.
-
و اذا كنتم تتسائلون, هناك من اجرى تجربة بالفعل
-
حيث قاموا بتعطيل حاسة الشم لدى السناجب.
-
و لازال بإمكانهم ايجاد الجوز الخاص بهم.
-
لم يعتمدوا على حاسة الشم بل استخدموا الحصين.
-
هذه الآلية المتطورة بشكل رائع للعثور على الأشياء.
-
ولكنها تعتبر نافعة فقط للأشياء التي لا تتحرك كثيراً و ليس للأشياء التي تتحرك هنا و هناك.
-
ولهذا السبب تفقد مفاتيح السيارة و النظارات الخاصة بالقرأة و جوازات السفر.
-
لذلك في المنزل, قم بتعيين مكان مخصص لمفاتيح السيارة.
-
قم بتثبيت خطاف عند الباب او ربما آنية مزخرفة.
-
لجوازك سفرك, او ردج معين لنظارات القرأة.
-
او طاولة معينة
-
اذا عينت مكان وكنت كثير الشك فيه
-
ستجد اشياك بمكانها عندما تبحث عنها
-
ماذا عن السفر ؟
-
كم بأخذ صورة على هاتفك الجوال لبطاقات ائتمانك,
-
و لرخصة القيادة و جوازك سفرك
-
وأرسله الى بريدك الإلكتروني
-
فإذا فقدت هذه الأشياء او سرقت منك, يمكنك تسهيل عملية ابدالها.
-
هذه من بعض البديهيات
-
تذكروا, عندما تكونون تحت الضغط, يقوم الدماغ بإفراز هرمون الكورتيزول.
-
و الكورتيزول سام, سيؤثر على تفكيرك بشكل سلبي.
-
لهذا, جزء من ممارسة ما قبل الحدث
-
هو ان تدرك ان عند الضغط لن تكون في احسن حالاتك.
-
و يجب عليك ان تضع الترتيبات اللازمة في مكانها .
-
وعلى الأغلب ان ليس هناك وضع يسبب القلق,
-
اكثر من مواجهتك لقرارات طبية يجب عليك اتخاذهاز
-
و في مرحلة ما, سيتعرض كل احد منا لمثل هذا الموقف.
-
حيث يتوجب علينا اتخاذ قرارات في غاية الأهمية.
-
بشأن الرعاية الطبية التي تخصنا او تخص من نحبهم.
-
لمساعدتهم باتخاذ قرار ما
-
و هذا ما اريد ان اتحدث عنه.
-
سوف اتحدث عن حالة طبية معينة.
-
لكن هذا يبدو كوثيقة لجميع حالات اتخاذ القرارات الطبية.
-
و بالفعل ايضاً, لحالات اتخاذ قرارات مالية او اجتماعية.
-
اي نوع من القرارات التي يجب عليك اتخاذه
-
الذي يمكن ان يستفيد من التقييم العقلاني للحقائق
-
لذلك, افترض انك ذهبت الى طبيبك و قال لك:
-
" لقد حصلت للتو على نتائج التحليل الخاص بك و يظر ارتفاع في نسبة الكوليسترول"
-
انكم تعرفن ان الكوليسترول المرتفع,
-
مرتبط بزيادة خطر التعرض الى امراض القلب و الأوعية الدموية.
-
الأزمة القلبية, السكتة الدماغية
-
و بالتالي تعتقد ان,
-
ارتفاع نسبة الكوليسترول ليس بالأمر الجيد.
-
و لذلك يقول الطبيب " اود ان اصف لك دواء الذي سيساعدك في على خفض مستوى الكوليسترول,
-
و هو "الستاتين".
-
و على الأغلب قد سمعتوا بالستاتين من قبل
-
تعرفون انها من اكثر الأدوية التي يتم استخدامها في العالم اليوم.
-
و ربما تعرفون اشخاص يستخدمون هذا الدواء
-
و بذلك تفكر, "نعم, اعطني ستاتين"
-
و لكن هناك سؤال يجب ان تطرحة في هذه النقطة.
-
الأحصائية التي ييجب ان تسأل عنها.
-
التي يتجنب معظم الأطباء الحديث عنها
-
و شركات الأدوية تتجنب الحديث عنها اكثر.
-
انها للعدد الذي ينبغي معالجته.
-
والآن, ماذا نعني بذلك؟
-
انه عدد الأشخاص الذين احتجو لهذا الدواء.
-
او الخضوع لعمليه جراحية, او ايّ اجراء طبي.
-
قبل مساعدة شخص واحد.
-
و ستتسأل عن ماهية هذه الاحصائية ؟
-
الرقم من المفروض ان تكون النتيجة واحد.
-
لن يقوم الطبيب بوصف اي دواء ان لم يكون مفيداً لي.
-
ولكن في الواقع, لا تتبع الممارسات الطبية هذه الطريقة.
-
و هذا ليس خطأ الطبيب,
-
اذا كان خطأ شخص ما,
سيكون خطأ العلماء مثلي
-
لم نكتشف الآليات المناسبة بدرجة كافية.
-
و لكن قدّرت شركة كلاسيكو كلاين,
-
ان 90 بالمئة من هذه الأدوية لها مفعول على 30-50 بالمئة من الأشخاص.
-
لذلك العدد المطلوب علاجه بالستاتين, الذي يوصف خلال نطاق واسع,
-
كم تعتقدون ان يكون؟
-
كم عدد الأشخاص الذين يتوجب عليهم تناوله قبل مساعددة شخص واحد؟
-
300 شخص
-
هذا وفقاً لأبحاث
-
التي قام بها الباحثان جيرومغروبمن و باميلا هارتزباند
-
و اثبته موقع Bloomberg.com بشكل مستقل
-
تحققت من الأرقام بنفسي.
-
يجب على 300 شخص ان يتعاطو الأدوية لمدة سنة
-
قبل أزمة قلبية واحدة, او سكتة دماغة او اي اثر ضار اخر.
-
و الآن على الأغلب انتم تفكرون,
-
"حسناً فرصة واحد من اصل 300 لخفض الكوليسترول لدي, و لم لا يا دكتور؟ اعطني الروشيتة في كل حال".
-
و لكن, عند هذه النقطة يجب ان تسأل عن احصائية اخرى.
-
و هي " اخبرني عن الأعراض الجانبية", أليس كذلك ؟
-
بالنسبة الى هذا الدواء, تظهر الآثار الجانبية على خمسة بالمئة من المرضى
-
و التي تتضمن امور رهيبة,
-
وهن يصيب العضلات, و ألم في المفاصل, و ألم في الجهاز العصبي
-
و ستنتابك فكرة, "حمسة بالمئة, ليس من المرجح ان يحدث لي هذا
-
رغم ذلك سوف اخذ الدواء".
-
لكن تمهل قليلاً
-
تذكر انك تحت الضغط انت لا تفكر بوضوح,لذلك يجب عليك التفكيرفي هذا الأمر مسبقاً.
-
لذا لا يتوجب عليك ان تنغمس في سلسلة من الأفكار في الحال.
-
300 شخص يأخذون العقار, صح؟ ولكن شخص واحد قد انتفع.
-
5 بالمئة يعانون من أثار جانبية و هذا يعادل 15 شخصاً
-
انت أكثر عرضة للأذى بما يقارب 15 مرة من قبل هذا العقار.
-
من ان تلقى نفع منه.
-
الآن, انا لا اقول اذا كان عليك اتخاذ الستاتين ام لا.
ما اعنيه هو انه يجب ان تجري هذه المحادثة مع طبيبك.
-
أخلاقيات الطب تفرض ذلك.
-
فهي جزء من مبدأ الموافقة عن العلم
-
لديك الحق ببالوحصول على معلومات كهذه,
-
لتبدأ بالمحادثة حوال ما اذا كنت تريد ان تغامر بذلك ام لا.
-
و الآن, قد يتبادل في ذهنك, انني قد اتيت بهذا الرقم من الفراغ لأصدمك,
-
و لكن في الواقع يعتبر نموذجياُ الى حدما, حيث يحتاج هذا العدد الى علاج.
-
للعمليتا الجراحية التي اجريت على قطاع عريض من الرجال الذين تخطى عمرهم 50 عام
-
الذين استئصلوا البروستات بسبب السرطان, كان الرقم الذي يحتاج للعلاج 49
-
هذا صحيح, تم اجراء 49 عملية جراحية على كل شخص تمت مساعدته.
-
وظهرت الآثار الجانبية في هذه الحالة على 50 بالمئة من المرضى و تشمل الضعف الجنسي و ضعف الانتصاب و سلس البول ز شرخ بالمستقيم
-
و سلس البراز,
-
و اذا كنت محظوظاً و كنت احداً من ال50 بالمئة الذين اصيب بهذا فهم سيبقون على قي الحياة لعام او أكثر
-
وبالتالي, فإن فكرة ما قبل الحدث هو التفكير مسبقاً في الأسئلة التي يمكنك طرحها والتي ستدفع بالمحادثة الى مستوى اعلى.
-
لست مضطراً للتفكير في كل هذة الأسئلة في ذلك الوقت
-
كما ستود التفكير بأشياء من قبيل نوعية الحياة لأن لديك الخيار في غالب الأحيان
-
هل اريد حياة قصيرة خالية من الألم ام حياة طويلة مليئة بالألم حتى النهاية؟
-
هناك اشياء يتوجب عليك الحديث عنها و التفكير فيها الآن مع عائلتك و أحبائك .
-
قد تغير رأيك في لحظة الإنفعال, و لكن على الأقل قد مارست هذا النوع من التفكير
-
تذكر, ان ادمتنا تفرز الكورتيزول عندما نكون في حالة توتر
-
و احدى الأمور التي تحدث في تلك اللحظة هو توقف مجموعة من الأنظمة.
-
هناك سبب تطوري لهذا, عندما تكون وجهاً لوجه مع حيوان مفترس لست بحاجة الى جهازك الهضمي او الرغبة الجنسية اوالجهاز المناعي
-
لأن اذ لم يقوم جسمك بعملية التمثيل الغذائي على هذه الأشياء ولا تتجاوب بسرعة مع الأمر,
-
قد تصبح غذاء لأسد و حينها لا يهم اي من هذه الأشياء
-
للأسف, أحد الأشياء التي قد تتبدد اثناء أوقات الضغط
-
هي التفكير العقلاني و المنطقي.
-
كما اثبت داني كانمن و زملائه.
-
لذلك يجب ان ندرب انفسنا على التفكير المسبق
-
لمثل هذه المواقف
-
اعتقد ان النقطة الأهم هنا هي الاعتراف بأن كل واح منا لديه عيب
-
كلنا سنتعرض للفشل بين الحيين و الآخر
-
تكمن الفكرة في التفكير مبكراً في ما هي هذه الإخفاقات.
-
لتضع ترتيباتك في مكانها لتساعدك في تقليل الضرر.
-
او لتمنع الأمور السيئة من الحدوث في الأصل
-
نعود الى تلك اليلة المثلجة في مونتيريال, عندما عدت الى رحلتي
-
قام المتعهد بالبناء بتركيب مجموعة من الأقفال بجانب الباب, مع مفتاح الباب الأمامي و سهل ان تتذكر الأرقام
-
و يجب ان اعترف انه لا يزال لدي الأكوام من البريد التم لم اقم بفرزها بعد.
-
و أكوام من الرسائل البريد الالكتروني التي لم اطلع عليها
-
لذا انا غير منظم تماماَ, لكن ارى التنظيم كعمليه تدريجية و سأصل لذلك.
-
شكرأ جزيلاً