< Return to Video

شرح اعتذارية النابغة: أتاني أبيت اللعن أنك لمتني

  • 0:04 - 0:07
    بسم الله، والحمد لله، وأصلي وأسلم
  • 0:07 - 0:11
    على رسول الله ومصطفاه وبعد.
  • 0:11 - 0:16
    هذا شرح لقصيدة النابغة التي يعتذر فيها إلى النعمان
  • 0:16 - 0:18
    قال
  • 0:18 - 0:24
    أتاني أبيت اللعن أنك لمتني... وتلك التي أهتم منها وأنصب.
  • 0:24 - 0:31
    ومناسبة القصيدة أن النابغة كان ينادم النعمان ويصاحبه.
  • 0:31 - 0:37
    وقد اصطفاه النعمان لنفسه وفضله على غيره من الشعراء
  • 0:37 - 0:43
    وكانا مثلا للمتحابين يقطع بينهما الكذوب.
  • 0:43 - 0:51
    ودب الوشاة بينهما، فهرب النابغة إلى الشام إلى الغساسنة أعداءُ النعمان.
  • 0:51 - 0:56
    ومدحهم وأكرموه. عاش فيهم في عيش رغد
  • 0:56 - 0:59
    ولكنه كان يحب النعمان حبا جما
  • 0:59 - 1:03
    فرجع إلى الحيرة على خوف من النعمان
  • 1:03 - 1:07
    وتبرأ إليه من كل التهم الموجهة إليه.
  • 1:07 - 1:09
    فانظر كيف قال.
  • 1:09 - 1:11
    قال :
  • 1:11 - 1:17
    أتاني-أبيت اللعنَ- أنك لمتني وتلك التي أهتمُ منها وأنصبُ
  • 1:17 - 1:24
    فبتُ كأن العائداتِ فرشن لي هَراسا به يُعلى فراشي ويقشبُ
  • 1:24 - 1:31
    حلفتُ فلم أترك لنفسك ريبةً وليس وراء اللهِ للمرء مذهبُ
  • 1:31 - 1:39
    لئن كنتَ قد بُلغت عني خيانةً لمبْلِغُك الواشي أغشُ وأكذب
  • 1:39 - 1:41
    يقول :
  • 1:41 - 1:44
    يقول بلغني أيها الملك أنك لمتني
  • 1:44 - 1:51
    وهذه الملامة منك جعلتني ذو هم وذو تعب ونصب
  • 1:51 - 1:55
    و أتاني: أي جاءني خبر ملامتك لي وغضبك علي
  • 1:55 - 1:59
    في القرآن هل أتاك حديث موسى.
  • 1:59 - 2:04
    أبيت اللعن : هي تحية الملوك في الجاهلية
  • 2:04 - 2:09
    أي لم تأت من الأفعال ما تلعن عليه وأفعالُك كلها حميدة
  • 2:09 - 2:21
    (أهتم)أي: يصيبني الهم. (أنصب)أي يصيبني النصب، والنصب هو التعب. فإذا فرغت فانصب.
  • 2:21 - 2:25
    وقال النابغة ُ في معنى قريب في قصيدة أخرى :
  • 2:25 - 2:34
    أتاني أبيت اللعن أنك لمتني وتلك التي تستك منها المسامع
  • 2:34 - 2:36
    و (السكك) هو الصمم.
  • 2:36 - 2:38
    قال :
  • 2:38 - 2:45
    فبتُ كأن العائداتِ فرشن لي هَراساً به يُعلى فراشي ويقشبُ
  • 2:45 - 2:47
    يقول :
  • 2:47 - 2:51
    بت ليلي من خوفك أيها الملك ومن الهم والنصب
  • 2:51 - 2:57
    كأني مريض فرش له النسوة اللواتي يزرنه فراشه بالشوك
  • 2:57 - 3:00
    فهو لاينام بالليل خوفا
  • 3:00 - 3:05
    كمريض فرش فراشه بالشوك فأنى ينام؟
  • 3:05 - 3:10
    وفي المثل يقال : ليلة نابغية. أي كلها خوف.
  • 3:10 - 3:16
    و (العائدات) هم النسوة اللواتي يزرن المريض ويعدنه.
  • 3:16 - 3:18
    و (الهَراس) شجر ذو شوك.
  • 3:18 - 3:20
    يقول ُ :
  • 3:20 - 3:28
    حلفتُ فلم أترك لنفسك ريبةً وليس وراء اللهِ للمرء مذهبُ
  • 3:28 - 3:37
    يحلف للملك ويقول: حلفت لك بالله حتى أزيل الشك الذي في نفسك
  • 3:37 - 3:40
    والله هو أعظم ما يقسم به المرء
  • 3:40 - 3:46
    وليس للمرء بعد أن حلف بالله أن يذهب ليحلف بغيره.
  • 3:46 - 3:51
    فالله هو الأعظم، لذا يجب أن تصدقني .
  • 3:51 - 3:55
    وأين يذهب الحالفُ بعد أن يحلفَ بالله ؟!
  • 3:55 - 4:03
    لئن كنتَ قد بُلغت عني خيانةً.... لمبْلِغُك الواشي أغشُ وأكذب
  • 4:03 - 4:05
    يقول ُ:
  • 4:05 - 4:14
    حلفتُ فلم أترك لنفسك ريبةً وليس وراء اللهِ للمرء مذهبُ
  • 4:14 - 4:17
    و (الريبة) هي: الشك
  • 4:27 - 4:31
    والجمع رِيب بكسر الراء
  • 4:31 - 4:35
    في القرآن : لا يزال بنيانـُهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم.
  • 4:35 - 4:38
    و (المرء) هو الإنسان.
  • 4:38 - 4:45
    حلفت قسم جوابه : لئن كنت قد بلغت عني وشاية
  • 4:45 - 4:48
    أو لئن كنت قد بلغت عني خيانة ً
  • 4:48 - 4:54
    وكان النابغة دائما ما يحلف ويقسم بالله للنعمان أنه بريء
  • 4:54 - 4:56
    فقال حالفا في معلقته :
  • 4:56 - 5:02
    فلا لعمرُ الذي مسّحتُ كعبته وما هريق على الأنصابِ من جسدِ
  • 5:02 - 5:08
    والمؤمنِ العائذاتِ الطيرَ تمسحُها ركبان مكة بين الغيلِ والسعدِ
  • 5:08 - 5:15
    ما قلتُ من سئٍ مما أوتيتَ به إذا فلا رفعت سوطي إلي يدي
  • 5:16 - 5:18
    ويقول أيضا :
  • 5:18 - 5:25
    حلفتُ فلم أترك لنفسك رِيبةً وهل يأثمن ذو إمّةٍ وهو طائعُ؟
  • 5:25 - 5:29
    أي حلفتُ لك فلا يبقى في نفسك شك
  • 5:29 - 5:32
    وانا ذو دين واستقامة وطاعة لك
  • 5:32 - 5:36
    أخاف أن احلف كذبا فيدركَني الإثم.
  • 5:36 - 5:38
    ويستمرُ
  • 5:38 - 5:44
    في سَوْق كلامه اعتذاراً للنعمان :
  • 5:44 - 5:51
    لئن كنتَ قد بُلغت عني خيانةً لمبْلِغُك الواشي أغشُ وأكذب
  • 5:51 - 5:53
    يقول ُ :
  • 5:53 - 5:56
    لئن بلغك الحاسدون أني قد خنتك
  • 5:56 - 6:00
    وكفرت نعمتك وخنت ودادك
  • 6:00 - 6:06
    فإن هؤلاء الوشاة النمامون ذوو غش وذوو كذب.
  • 6:06 - 6:12
    لئن كنتَ قد بُلغت عني خيانةً.... لمبْلِغُك الواشي أغشُ وأكذب
  • 6:12 - 6:18
    (الواشي) : هو النمامُ الذي يزين الكذب وينمقه.
  • 6:18 - 6:22
    و أصله من وَشْي الثوب: وهو تزيينه وتلوينه.
  • 6:22 - 6:26
    يقول أيضا في معنى قريب :
  • 6:26 - 6:32
    أتاك بقولٍ هلهلِ النسج كاذب ٍ ولم يأتِ بالحقِ الذي هو ناصعُ
  • 6:32 - 6:40
    أتوعدُ عبداً لم يخنك أمانة ً وتتركُ عبداً ظالماً وهو ضالعُ؟
  • 6:40 - 6:42
    أي متمادٍ في ظلمه.
  • 6:42 - 6:44
    ويقول، يحلف أيضاً له يقول :
  • 6:44 - 6:50
    ولو كفي اليمينُ بغتك خونا لأفردت اليمين من الشمال
  • 6:50 - 6:56
    أي لو خانتك يدي اليمنى لقطعتها وأفردتها عن يدي اليسرى
  • 6:56 - 6:59
    انظر إلى هذه البلاغة
  • 6:59 - 7:04
    ولو كفي اليمينُ بغتك خونا لأفردتُ اليمين من الشمال
  • 7:04 - 7:12
    لئن كنتَ قد بُلغت عني خيانةً لمبْلِغُك الواشي أغشُ وأكذب
  • 7:12 - 7:19
    وفي كل هذا يتبرأ هو للنعمان من الكذب الذي وصله - قال :
  • 7:19 - 7:26
    ولكني كنت أمراً لي جانبُ من الأرض فيه مسترادُ ومطلبُ
  • 7:26 - 7:33
    ولكني أيها الملكُ كنت رجلا أعيشُ في متسعٍ من الأرض
  • 7:33 - 7:36
    ذو مكانة عند الغساسنة في أرض الشام.
  • 7:36 - 7:40
    وكنت أترددُ عليهم وأذهبُ لهم.
  • 7:40 - 7:45
    و (جانب من الأرض) يعني أرض الشام حيث الغساسنة
  • 7:45 - 7:50
    (مستراد) اسم مكان: أي مكان أتردد فيه لطلب الرزق.
  • 7:50 - 7:56
    و راد المكان: ذهب فيه وجاء. و (مطلب)هو الشئ الذي يطلب .
  • 7:56 - 8:03
    ولكني كنت أمراً لي جانبُ من الأرض فيه مسترادُ ومطلبُ
  • 8:06 - 8:14
    ملوكُ وإخوانٌ إذا ما أتيتُهم أُحكّمُ في أموالِهم وأقربُ
  • 8:14 - 8:15
    يقول ُ
  • 8:15 - 8:19
    أن الغساسنة َ الذين فررتُ إليهم خوفاً منك
  • 8:19 - 8:21
    هو ملوك وإخوان لي،
  • 8:21 - 8:28
    إذا جئتهم يقربوني إليهم زلفى وأكون واحدا منهم
  • 8:28 - 8:33
    أتحكم وأتصرف في أموالهم، فأنفق ما أشاء.
  • 8:33 - 8:38
    وأنى أشاء، يصفهم بمكارم الأخلاق.
  • 8:38 - 8:41
    وهذا مما تمتدح به الملوك.
  • 8:41 - 8:48
    وكل هذا يعلل ويفسر للنعمان لماذا ذهب إليهم واستعصم بهم.
  • 8:48 - 8:52
    وكان الغساسنة ُ يقربون الشعراء
  • 8:52 - 8:56
    وقد مدحهم سيدُنا حسان بن ثابت قبل اسلامه
  • 8:56 - 9:02
    وكان النابغةُ وعلقمةُ بن عَبَدة جالسَين عند الملك
  • 9:02 - 9:07
    عند الملك عمرو بن الحارث الغساني فأشفق الملكُ على حسان
  • 9:07 - 9:10
    أن يقولَ شعراً أمامهم فقال :
  • 9:10 - 9:16
    إن باعثٌ إليك بهديةٍ سنيةٍ ولا تقول الشعر
  • 9:16 - 9:22
    فإني أخشى عليك هذين السبعين يقصدُ النابغةَ َوعلقمة
  • 9:22 - 9:27
    إني أخشى عليك هذين إن يفضحاك، وفضيحتك فضيحتي
  • 9:27 - 9:32
    وذلك أن حسان كان يمتُ إلى الملك بصلةِ قرابة
  • 9:32 - 9:34
    قال الملك لحسان :
  • 9:34 - 9:40
    كف عن قول الشعر فإنك لا تحسن أن تقول مثل النابغة
  • 9:40 - 9:42
    قصيدة يقول فيها :
  • 9:44 - 9:50
    رقاقُ النعالِ طيبُ حُجزاتُهم يُحَيونَ بالريحان يومَ السباسب ِ
  • 9:50 - 9:57
    إذا ما غزوا بالجيشِ حلق فوقهم عصائبُ طيرِ تهتدي بعصائبِ
  • 9:57 - 10:05
    ولا عيبَ فيهم غيرَ أن سيوفَهم بهن فلولٌ من قراعِ الكتائب ِ
  • 10:05 - 10:12
    ولا يحسبونَ الخيرَ لا شرَ بعدَه ولا يحسبون الشرَ ضربة َلازب ِ
  • 10:12 - 10:16
    فأبى حسانُ إلا أن يقول الشعر
  • 10:16 - 10:20
    وكان رضي الله عنه شاعراً فحلاً واثقاً من نفسه
  • 10:20 - 10:22
    فكان مما قال:
  • 10:22 - 10:29
    لله درُ عصابةٍ نادمتُهم يوماً بجِلقَ في الزمانِ الأولِ
  • 10:29 - 10:36
    يمشونَ في الحُللِ المُضاعَفِ نسجُها مشيَ الجِمالِ إلى الجمال ِالبُزلِ
  • 10:36 - 10:43
    الضاربون الكبشَ يبرُقُ بيضُهُ ضرباً يَطِيحُ له بنانُ المَفْصِل
  • 10:43 - 10:50
    والخالطون فقيرَهم بغنِيهم والمنعمون على الضعيفِ المُرملِ
  • 10:50 - 10:57
    أولادُ جفنةَ حول قبرِ أبيهِمِ قبرِ بنِ ماريةَ الكريمِ المُفضلِ
  • 10:57 - 11:05
    يُغشوْن حتى ما تهرُ كلابُهم لا يسألون عن السوادِ المُقبلِ
  • 11:05 - 11:12
    بيضُ الوجوه ِكريمةُ أحسابُهم شمُ الأنوفِ من الطرازِ الأولِ
  • 11:12 - 11:17
    فما زال عمرو يتمايلُ سروراً ويقول : هذا وأبيك الشعر
  • 11:17 - 11:20
    هذه التي بترت المدائحَ كلها
  • 11:20 - 11:24
    فكان الغساسنة يؤون الشعراء
  • 11:24 - 11:27
    والنابغة لم يكن بِدعا من الشعراء
  • 11:27 - 11:32
    فقد ذهب وأوى أليهم خوفاً من النعمان - قال:
  • 11:32 - 11:41
    ملوكُ وإخوانٌ إذا ما أتيتُهم أُحكم في أموالهم وأقربُ
  • 11:41 - 11:49
    كفعلك في قومٍ أراك اصطنعتَهم فلم أرهم في شكرِ ذلك أذنبوا
  • 11:49 - 11:57
    فلا تتركنِّي بالوعيدِ كأنني إلى الناسِ مطلي ٌبهِ القارُ أجرب
  • 11:57 - 12:05
    والنابغة رجلٌ دبلوماسي من الطرازِ الأول، رجل سياسة
  • 12:05 - 12:07
    يعرفُ كيف يسوقُ الكلام
  • 12:07 - 12:15
    يقول ُ للملك يعلل له كيف ذهب إلى الغساسنة ومدحهم وترك النعمان خلفه
  • 12:15 - 12:21
    ويقول أن مدحه للغساسنة ليس سُبة فيه
  • 12:22 - 12:28
    بل هو عادة جرى عليها الشعراءُ في مدح الملوك
  • 12:36 - 12:37
    يقول :
  • 12:37 - 12:43
    كفعلك في قوم أراك اصطنعتَهم فلم أرهم في شكر ذلك أذنبوا
  • 12:44 - 12:52
    والنابغةُ رجل سياسة ، رجل دبلوماسي، رجل من الطراز الأول
  • 12:52 - 12:57
    رجلٌ اعتاد مخالطةً الملوك، انظر كيف يدلي بحجته
  • 12:57 - 13:01
    وكيف يُقنعُ النعمانَ، انظر كيف ساق الكلام
  • 13:01 - 13:08
    يقول: فعل الغساسنة بي مثل فعلك مع قوم احسنت اليهم فشكروك
  • 13:08 - 13:13
    ولست أرى ذنبا أنهم شكروك على صنيعك لهم وإحسانك إليهم
  • 13:13 - 13:19
    فأنا كذلك لم أذنب حين مدحتُ من أحسنوا إلي من الغساسنة
  • 13:19 - 13:22
    ثم قال له :
  • 13:22 - 13:29
    فلا تتركنِّي بالوعيد كأنني -يستعطفه - إلى الناس مطلي به القارُ أجربُ
  • 13:29 - 13:35
    يقول فلا تهددني فأهرب وحيدا بعيدا عن الناس
  • 13:35 - 13:39
    ولا يقدر أحدٌ من العرب أن يجيرني منك
  • 13:39 - 13:44
    ويتحاشاني كل الناس
  • 13:44 - 13:48
    يتحاشوني كجملٍ أجرب مدهونٍ بالقار
  • 13:48 - 13:52
    معزولٍ عن بقية الأبل لئلا يعديها.
  • 13:52 - 13:54
    و (الوعيد) هو التهديد
  • 13:54 - 14:00
    و(القار) هوالزفت، وهو سائلٌ أسود تطلى به الإبل وتطلى به السفن
  • 14:00 - 14:05
    ثم مدح النابغةُ النعمان َ مدحاً عجيبا
  • 14:05 - 14:06
    قال :
  • 14:07 - 14:15
    ألم تر أن الله أعطاك سُورةً ترى كلَ ملْك دونها يتذبذب
  • 14:18 - 14:22
    يقول فإن كنت مدحت الملوك ، فإنك أعزُ ملك
  • 14:22 - 14:25
    وأرفعُ ملكٍ مقاما
  • 14:25 - 14:31
    وأن الله رفع قدرَك على ملوكِ الأرض
  • 14:31 - 14:34
    وأعطاك العز والشرف
  • 14:34 - 14:38
    بحيث يتضاءلُ كل ملكٍ بحانبك
  • 14:38 - 14:42
    وكل الملوكِ لهم منزلة ٌ تحت منزلتك
  • 14:42 - 14:49
    ألم تر أن الله أعطاك سورة ترى كلَ ملْك دونها يتذبذب
  • 14:49 - 14:57
    ألم تر أن الله أعطاك سُورة ترى كلَ ملْك دونها يتذبذب
  • 14:57 - 15:00
    و(السورة) هي العز والشرف والمنزلة
  • 15:00 - 15:05
    والسينُ والراءُ والواو، أصلٌ واحد يدلُ على ارتفاع
  • 15:05 - 15:08
    ومنه أخذت سورة القرآن.
  • 15:08 - 15:14
    (يتذبذب) الذبذبة حركة فيها اضطرابٌ وعدم استقرار.
  • 15:14 - 15:19
    يقول للنعمان وقد وصفه وصفاً عجيباً في هذا البيت
  • 15:19 - 15:27
    فإنك شمسٌ والملوك كواكب ُ إذا طلَعَتْ لم يبد منهن كوكبُ
  • 15:28 - 15:32
    يشبه النعمانَ والملوكَ الآخرين تشبيهاً عجيبا
  • 15:32 - 15:39
    يقول له أنت شمسٌ في عزكَ وظهورك وغلبتك وكرمك وانتشارك
  • 15:39 - 15:41
    وهم نجوم صغيرة ضوؤها خافت.
  • 15:41 - 15:44
    وإذا طلعت الشمسُ غابت النجوم
  • 15:44 - 15:52
    فإنك شمس والملوك كواكبُ إذا طلَعَتْ لم يبد منهن كوكب
  • 15:55 - 15:58
    ويقول له، يعظه موعظة حسنة
  • 15:58 - 16:01
    وهذا البيت قد سارت به الركبان
  • 16:01 - 16:08
    ولستَ بمستبقٍ أخا لا تــَلّمُهُ على شَعثٍ. أي الرجال المهذب؟
  • 16:08 - 16:14
    فهذا بيت مشهورٌ فيه حكمة سارت مسيرَ الشمس
  • 16:14 - 16:16
    يقول له
  • 16:16 - 16:21
    إذا عاقبت أخوانك على خطأ ارتكبوه لم يبق لك أخٌ قط
  • 16:21 - 16:24
    وبقيت وحدك ليس حولك أحد
  • 16:24 - 16:30
    فيجب أن تعفو وتغفر وتتغاضي عن أخطاء الذين تحبهم
  • 16:30 - 16:34
    وتأخذ بأيديهم إذا سقطوا وأخطأوا
  • 16:34 - 16:38
    وتصلحَ أحوالهم وتجمعَ ما تفرق من أمرهم.
  • 16:38 - 16:44
    فالخطأ والزللُ والنقصُ طبيعة في البشر
  • 16:44 - 16:48
    . فأيُ الناسِ مبرأ من العيوب؟ أي الرجال المهذبُ ؟! لا أحد
  • 16:48 - 16:52
    وبهذا ألزم النابغةُ النعمانَ أن يعفو عنه
  • 16:52 - 17:02
    (الشَعْثُ) انتشارُ الأمر وتفرقه. يقال لم الله شعثه :
  • 17:02 - 17:08
    أي جمعَ ما تفرق منه.و (المهذب) هو النقيُ من العيوب.
  • 17:08 - 17:16
    ولستَ بمستبقٍ أخا لا تــَلّمُهُ على شعثٍ. أي الرجال المهذب؟
  • 17:16 - 17:19
    ثم يختم بقوله :
  • 17:19 - 17:27
    فإن أكُ مظلوما فعبد ظلمتَه وإن تك ذا عتبى فمثلك يُعتِبُ
  • 17:27 - 17:33
    ينهي قصيدته ويقول : فإن كنتُ مظلوماً أيها الملكُ
  • 17:33 - 17:37
    فما أنا إلا عبدٌ احتملَ ظلمَ سيده ومولاه
  • 17:37 - 17:40
    وإن كنت تريدُ أن ترضى على من أغضبك
  • 17:40 - 17:46
    فأنت أهلٌ لذلك ، فأنت أهلٌ لأن ترضى وأنت أهلٌ لأن تعفو
  • 17:46 - 17:48
    و(العتبى) هي الرضى والعفو عن الذنب.
  • 17:48 - 17:50
    يقول له :
  • 17:52 - 18:00
    ألم تر أن الله أعطاك سُورة ترى كلَ ملْك دونها يتذبذب
  • 18:00 - 18:08
    فإنك شمسٌ والملوك كواكبُ إذا طلَعَتْ لم يبد منهن كوكب
  • 18:08 - 18:14
    ولستَ بمستبقٍ أخا لا تــَلّمُهُ على شعثٍ. أي الرجال المهذب؟
  • 18:15 - 18:22
    فإن أكُ مظلوماً فعبدٌ ظلمتَه وإن تك ذا عتبى فمثلك يُعتِبُ
  • 18:22 - 18:28
    هذا والله تعالى أعلمُ بالصواب، وإليه سبحانه المرجعُ والمآب
  • 18:28 - 18:34
    وهو على كل شئ قدير، وبعباده لطيفٌ خبير
  • 18:34 - 18:38
    والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
Title:
شرح اعتذارية النابغة: أتاني أبيت اللعن أنك لمتني
Description:

شرح اعتذارية النابغة: أتاني أبيت اللعن أنك لمتني وتلك التي أهتم منها وأنصب
شرحتها شرحا موجزا، أسأل الله أن يجعل عملي خالصا لوجه

more » « less
Video Language:
Arabic
Duration:
18:59

Arabic subtitles

Revisions