-
كل وردة فيها شوك, فقط من هم طيبون يموتون يافعين, البطيء والراسخ من يفوز بالسباق
-
وما تراه هو ما تفهمه
-
إلا أنه في الواقع, العديد من الأزهار لا تملك أشواكاً
-
والطيب والشرير بشكل عرضي يموتون يافعين
-
والسريع الراسخ هو من يهزم البطيء الراسخ في كل مرة
-
وما تراه ..
-
إدراكنا, أو كيف نرتب فوضى بيئاتنا الناشزة, متعلقة بل ومتحيزة لتوقعاتنا الخاصة
-
وخبراتنا ومزاجنا وحتى معاييرنا الحضارية
-
نحن جيدون جداً في خداع أنفسنا
-
تعلمنا في الدرسين السابقين كيف نرى الأشكال والألوان ونسمع الأصوات
-
ونشم ونتذوق كيميائيات العالم المخادعة
-
لكن لا تعني حواسنا الكثير دون قدرة الدماغ
على تنظيم وتفسير تلك المعلومات الى أدراك ذي معنى
-
دون الادراك, وجه أمك عبارة عن مجموعة من الأشكال
-
دون القدرة على تفسير الرائحة, لا نستطيع ان نفرق بين رائحة "التوست" من نار حارقة
-
الادراك هي العملية التي تسمح لنا بتكوين المعاني من حواسنا, لنفهم العالم من حولنا
-
انه ما يجعل الحياة مفهومة, ولكن يعني أيضاً ان ما تراه ليس بالضرورة ما تدركه
-
الادراك هو الإيمان
-
كان ذلك مذهلاً أليس كذلك ؟
-
مقلوباً, أبدو على طبيعتي, بوجه معكوس أبدو مثل وحش مخيف
-
دماغك ليس معتاداً على الأوجه المقلوبة, فهو فعلياً يبذل جهده ليربط القطع ببعضها
-
لكن يعرف تماماً كيف يبدو الوجه المعكوس, وهذا ليس هو
-
هذا مثال واحد من ألف تثبت أن دماغك يقوم بكل وظائف الادراك
-
وعيونك فقط تغذيه معلومات خام, انها معلومات مهمة لكنها ليست ما نراه حقاً
-
ما نراه يدخل ضمن نطاق مملكة العقل, ليس العين.
-
أي نوع من الطيور ترى الآن ؟ بطة أليس كذلك ؟
-
ولكن ان سألت أي نوع من الثدييات ترى ؟
-
من الممكن أنك قد فكرت بأرنب
-
الآن يجب ان ترى كلاهما يظهران ويختفيان
-
لكن من المرجح ان دماغك يريد ان يدرك صورة الشيء الذي سمعته أولاً
-
أو أي الصور المألوفة لك أكثر
-
بقولي: ثدييات أو طيور, لقد أثرتُ توقعاتك, ورأيتَ ما أردتك أن تراه
-
شيء رائع
-
توقعاتك هي عامل واحد ضمن أدوات ادراكك
-
وهي العوامل النفسية التي تحدد كيفية ادراكك لبيئتك
-
بعض الأحيان, الرؤية إيمان, لكن نظرية أدوات الادراك تعلمنا أن الإيمان يعني الرؤية
-
السياق هو عامل آخر من أدوات الادراك
-
ان تخيلت البطة مع بيضة عيد الفصح حولها, ستفكر بالأرنب على الفور
-
وهذا نوعاً ما غريب, فلا بد للبط او الأرنب ان يكون بجانب البيض
-
انه ليس الأرنب !
-
وهو مثال أيضاً حول كيف أن الحضارة عامل مهم من أدوات الإدراك
-
بما أن ادراكنا يتأثر بالسياق وبالتوقعات, فإنه يتأثر أيضاً بمشاعرنا ودوافعنا
-
سيقول الناس ان التلة منحدرة أكثر ان كانوا يستمعوا "لإيمو" لوحدهم
-
واذا كانوا يستمعون "لباور بوب" ويمشون مع صديق ما
-
معظم الأوقات, تقودك أدوات ادراكك الى الاستنتاج المنطقي
-
ولكن هذه الادوات قد تكون أيضاً مضللة او حتى مؤذية
-
انها الأساس في برامج "الوهم البصري" الترفيهية
-
هاتان الطاولتان على سبيل المثال نفس الحجم ولكن موضع
أرجلهم يجعلك لا تصدق ذلك الا عندما أضعهما بجانب بعضهما
-
وحيث خداع الادراك البصري قد يكون مسلياً, وهو يساعدنا أيضاً آلية عمله
-
تستقبل عقولنا كميات هائلة من المعلومات خصوصا من خلال العيون
-
وعلينا نعالج كل ذلك بسرعة تامة
-
تحويل الرموز على ورقة ما الى كلمات, وكتلاً من اللحم الى وجه صديق ما
-
نرى العمق واللون والحركة والتباين
-
وأن تكون قادراً على أن ترى شيئا من بين كومة يبدو سهلاً
-
لكننا اكتشفنا بأن هذه العملية معقدة
-
معقدة لدرجة أن لديها اسم: "إدراك النموذج"
-
خذ "علاقة خلفية الشكل" كمثال مدهش على ذلك
-
ويعني: كيف ننظم ونبسط أي مشهد ننظر
اليه الى أشياء رئيسية أو أشكال والمحيط او الخلفية
-
الوهم التقليدي "الوجوه والمزهريات" هو مثال على ذلك
-
هل هذان وجهان بخلفية بيضاء ؟ أو هل هي مزهرية بخلفية سوداء ؟
-
ان نظرت بما يكفي فسترى العلاقة بين الشيء ومحيطه تأتي وتذهب, معكوسة بشكل مستمر
-
بعض الأحيان الأبيض هو الشكل والأسود هو الخلفية
-
علاقة الشكل بالخلفية هذه دائماً موجودة
-
وينطبق هذا المبدأ أيضاً على المجالات غير المرئية ايضا
-
لنفرض أنك في حفلة ما وترتكز على الحائط, وتنظر الى من أنت معجب بها/به
-
تحاول ان تسمع دون عمد ما يتحدثون عنه
-
بينما انت تركز انتباهك, ذلك الصوت هو الشكل
-
بينما بقية الأصوات التي تتمتم عن الرياضة أو لعبة بونغ
الجعة او شيرلوك وكل شيء ليس له علاقة بذلك الشخص الجميل
-
كل ذلك يصبح الخلفية
-
الآن عقلك ميز بين الشكل من الخلفية, وعليه ان يدرك ذلك النموذج كشيء ذي معنى
-
يعني مثلاً: ذلك الشكل الضخم على الأريكة هو شخص, ولكنه ليس اي شخص
-
لكنه شخص مميز ومحدد من احلامك
-
احدى الطرق التي تعالج بها عقولنا المثير الى شيء مفهوم
-
باتباع قوانين التجميع, مثل تنظيم الأشياء من حيث محاذاتها من بعضها
-
والتوالي أو القرب
-
قانون المحاذاة يعني ببساطة أننا نميل لتجميع الأشياء المتقاربة من بعضها
-
اي بدل أن نرى مجموعة من المحتلفين كلٌ على حدا,
نقوم بربط الناس الذي يقفون بمحاذاة بعضهم البعض
-
أي أن فريق الهوكي يقف هناك وفريق النقاش هناك وهناك مجموعة المتوفقون
-
لماذا كل هؤلاء الناس في الحفلة ذاتها ؟
-
ونميل أيضاًَ لتنظيم عالمنا عن طريق التوالي (التتابع)
-
وهو ادراك الأنماط المتتابعة والمصقولة بتجاهل الأنماط الشاذة
-
وأيضاً نحب "التقارب" وليس فقط بعد الانفصال عن حبيب
-
من الناحية البصرية, نميل الى ملئ الفجوات, لنكوّن أشكالا كاملة
-
هنا مثلا نرى مثلثاً وهمياً يكسر اكتمال هذه الدوائر من جهة اليسار
-
ولكن أكمل الدوائر بإغلاقها, ولن ترى المثلث
-
"ادراك النموذج" من الواضح أنه مهم في فهم العالم, او لفهم حفلة مثيرة للاهتمام
-
لكن تخيل ان تفهم العالم دون "ادراك العمق"
-
حيث انك تنظر الى من تحبه, الصورة التي تضرب الشبكية تكون ببُعدين اثنين
-
مع ذلك بطريقة ما زلت ترى الابعاد الثلاثة لأشكالهم الجليلة
-
يمكنك أن تشكر "ادراك العمق" لديك على ذلك
-
ادراك العمق هو ما يساعدنا على تقدير بُعد جسم ما, وشكله الكامل
-
في هذه الحالة, شكل جميل بعيد عنك جداً
-
إنه جزئياً فطري, حتى ان معظم الرضع يملكونه
-
ونحن قادرين على ادراك العمق من خلال نماذج بصرية ثنائية العين واحادية العين
-
نموذج ثنائية العين: كما يدل الاسم, يتطلب استخدامك لعينيك الاثنتين
-
لأن عينيك تبعدان عن بعضها 2.5 انش, تستقبل الشبكية صورة مختلفة قليلاً في كل عين
-
مثل: كاميرا رقم 1 وكاميرا رقم 2
-
لذا عندما تنظر بكلتا عينيك, يقارن دماغك الصورتين ليقوم بتقدير المسافة
-
كلما كان الجسم قريباً, كلما كان الفرق بين الصورتين أكبر
-
وهو معروف أيضاً "بالتباين الشبكي"
-
من السهل ان ترى التباين الشبكي, فقط ارفع اصبعيك وانظر من خلالهم
-
وفجأة لديك أربع أصابع بدل اثنين
-
لأن صور العين اليمنى تختلف عن اليسرى قليلاً
-
التباين الشبكي لا يساعدنا كثيراً في تقدير المسافات البعيدة
-
لهذا نستخدم نماذج أحادية العين لتساعدنا على تقدير المدى ومسافة جسم ما
-
هذه الأشياء مثل: الحجم والارتفاع النسبيان,
والمنظور الخطي, والتراكيب المنحدرة, والتوضيع البيني
-
الحجم النسبي يسمح لك بأن تحدد ان من انت
معجب به لا يحمل كلب التشيواوا الصغير على كتفه
-
ولكن هناك تشيواوا كبير خلفهم في مؤخرة الغرفة
-
في غياب التشيواوا او الاجسام مثله, تستطيع تقدير المسافات عن طريق منظورك الخطي
-
ان قمت برسم شيء ما في حصة الفن, تلاحظ بأن
الخطوط الموازية تظهر وكأنها تتقاطع عندك التحرك عن بعد
-
تماماً مثل الأرضية المبلطة
-
كلما زادت حدة زاوية القرب وكلما اقتربت الخطوط مع بعضها, كلما بدت المسافة أبعد
-
وان نظرت الى حجم جبل ما, او الى رسومات "بوب روس"
-
ستفهم بأن التركيب المنحدر هو النموذج
الذي يجعلك ترى القمة الاولى مركبة ومليئة بالصخور
-
لكن ان تتبعت عيناك القمة كلما اقتربت ستجد أنها اصبحت أقل تفصيلاً
-
وأخيراً, التوضيع البيني أو "نموذج التشابك" يخبرنا بأنه عندما يقوم جسم ما
-
مثل هذا الأحمق هنا, يحول دون النظر الى شيء ما
, او من انت معجب به, فندركه على أنه أقرب
-
وفي هذه الحالة, مزعج حقاً
-
كل تلك النماذج الادراكية يمكن تمثيلها في صورة ثابتة
-
لكن طبعاً تتضمن الحياة الكثير من الحركات, على الأقل ان كانت تفعلها بالشكل الصحيح
-
نحن نستعمل ادراك الحركة لنستدل بها على سرعة واتجاه جسم ما متحرك
-
يقيس دماغك الحركة بناء على فكرة ان الاجسام المنقبضة تتراجع
-
وان الاجسام المكبرة تقترب
-
في الواقع, من السهل خداغ دماغك عندما يتعلق الامر بالحركة
-
مثلا: يبدو ان الاجسام الكبيرة تتحرك أبطأ من الاجسام الصغيرة المتحركة بنفس السرعة
-
بالإضافة الى تنظيم الأشياء بالنموذج والعمق والحركة
-
يتطلب ادراكنا بالعالم أيضاً "التجانس"
-
أو كما يسميها علماء النفس: "الثبات"
-
الثبات الادراكي هو ما يسمح لنا بالاستمرار بالتعرف على الاجسام بغض النظر عن المسافة
-
او الزاوية او الحركة او الاضاءة, ولو انه قد يظهر
لتغيير اللون والحجم والشكل والوضوح, حسب الظروف
-
نحن نعرف كيف هو شكل "التشيواوا" بغض النظر كان مثل هذا او هذا او هذا.
-
بالنهاية, الادراك لا يتعلق فقط بالوهم البصري,
بل يتعلق بكيفية فهمك للعالم وموقعك فيه جسدياً ومادياً
-
تستقبل أعضاءك الحسية معلومات خام,
بحيث انها تفكك الى اجزاء صغيرة من المعلومات
-
ومن ثم يعاد تجميعها في دماغك, حتى تشكّل نموذجك الخاص من العالم
-
انه مثل أن حواسك تقوم بتجميع قطع من "الليجو"
ويستطيع دماغك بنائها او اعادة بناء ما يدركه
-
حفلة ما, شخص معجب به, بطة, او كلب التشيواوا
-
بكلمات أخرى: دماغك يوجه ادراكك
-
وان وجهت ادراكك بالشكل الصحيح في هذا الدرس
-
تعلمت ما هي أدوات ادراكك, وكيف يعمل النموذج الادراكي,
والعديد من النماذج البصري التي تؤثر على ادراك العمق لديك
-
ترجمة: أحمد شحادة