تفسير اصوات الثديات البحرية

بيتر تياك من " ودز هول " يتحدث عن عجائب البحار .. وعن الاصوات في الاعماق .. ضمن فريق المهمة الزرقاء في المحيط .. ويفسر كيفية استخدام الحيتان للاصوات وكيفية تواصلها مع بعضها البعض عبر مئات الاميال

شكرا جزيلا لكم .. سوف احاول ان أأخذكم

في جولة حول نغمات الاعماق

التي تصدرها الحيتان والدلافين

وبما اننا كائنات بصرية جدا

فان فهم تلك " الاصوات " صعب علينا فعلا

لذا سوف احاول ان ادمج الرسوم البيانية والاصوات

لكي استطيع ان اتواصل معكم

ولكن لنفكر ككائنات بصرية

ماذا يحدث عندما نذهب الى الغوص او الغطس ؟

ماذا نرى ؟

في الحقيقية لا يمكننا ان نرى كثيرا او بعيدا

لان نظرنا معتاد على العمل في الهواء - الفراغ -

وتحت الماء ستصبح الرؤية في مباشرة محدودة وضحلة

لذا فقد طورت الثديات البحرية

على مدى عشرات الملاين من السنين

طرقا تساعدها على التحرك .. وهي وسائل صوتية

تمكنها من استكشاف عالمها

كما تمكنها من التواصل فيما بينها

فالدلافين والحيتان تستخدم الانظمة الصوتية التي تعتمد على الصدى

وبامكانهم توليد ومضات صوتية

ومن ثم الاستماع الى ارتدادها من البحر او الاعماق لكي تحدد وجهتها

كم يمكنها سماع الصدى من الكائنات الاخرى التي تقتات عليها

لكي تحدد موقف الطعام

وتقرر ايها الانسب لها - لكي تفترسه -

وكل الثديات البحرية تستخدم الصوت لكي تتواصل فيما بينها

اذا .. فحوت البلين الكبير

يولد صوتا طويلا .. مميزا جميلاً

يمكن استخدامه في التزاوج والترويج للنفس

بين الذكور والاناث لكي يرى كل منهما الاخر

ويتزاوجا

كما ان الوالدة .. وابنها تربطهما علاقة قوية

قائمة على الاصوات لكي يبقيا على تواصل فيما بينهما

لذا فالصوت يعد من الامور الهامة جدا لحياة تلك الثديات

والشيء الاول الذي جذبني الى تلك الاصوات

التي تصدرها هذه الحيوانات البحرية

والتي كانت بعيدة جدا عن اهتماماتي

هو بحث يتحدث على ان الدلافين التي واقعة في الاسر

قادرة على تقليد صوت البشر

وقد ذكرت لكم اني ساستخدم ..

الرسوم البيانية لكي اعبر عن الاصوات

وهذا هو المثال الاول

هذا مخطط للتردد تبعا للزمن

يشبه النوتة الموسيقية

حيث تكون النغمات المرتفعة في الاعلى والمنخفضة في الاسفل

والزمن على محور السينات ( X axle )

هذه الصورة تعبر عن صوت صفارة المدرب

وهي صفارة لكي تخبر الدولفين

انه ان قام بما يطلب منه سوف يحصل على سمكة

وهي تبدو ك " تويييييت "

وهذه تعبر عن صوت الدولفين المأسور

وهو يحاول تقليد ذلك ...

الصوت الذي اصدره المدرب

تصور انك تطلق هذا الصوت امام كلبك او قطتك

ومن ثم يقوم هو برد اليه - تقليده -

سوف تفاجىء حتما ..

ان عددا قليلا من الثديات يمكنها

تقليد الاصوات

والتقليد مهم جدا للموسيقى وللغة - بالنسبة لنا كبشر -

قد يبدو الامر كأحجية . لماذا تقوم بعض الثديات - وهي قليلة - بالتقليد

لماذا تقوم بذلك ؟

لقد خصصت الوقت الكثير من عملي

محاولا فهم هذا الامر

محاولا فهم كيفية استخدام هذه الثديات هذه الالية في التعلم

وكيف يمكنها استخدام هذه الميزة التي تمكنك من تغير ما تقوله

تبعا لما تسمعه

تبعا لنظام التواصل الخاص بهم

لنبدا اذا بالحيوانات الرئيسية العليا

لقد طورت معظم الثديات انظمة نداء

فعندما - على سبيل المثال - يفترق الابن عن والدته ..

هذا مثال عن اسلوب النداء الذي تولده قردة ذات الفرو

عندما تنفصل عن ابنائها

وكما ترون لا يوجد تمايز كبير

بين هذه النداءات

ولكن الامر على العكس تماما عندما يأتي الى التصفير

الذي تصدره الدلافين لكي تبقى على اتصال فيما بينها

فكل فرد منها له نداء خاص به

ويمكنهم تعلم هذه النداءات وتوليدها

لكي يتم تصور انظمة اتصال معقدة اكثر ومميزة اكثر

لكي يتم تميز كل فرد بحسب نداءه .. او الصوت الذي يولده

ماذا عن مواصفات تلك النداءات التي تستخدمها هذه الثديات ؟

لننظر الى الام وولدها ..

في الحياة الطبيعية الام وولدها

عادة يسبحان سوية .. حتى لو كانت الام تلاحق الفرائس - الاسماك الصغيرة -

ولكن عندما ينفصلان

فيتوجب عليها ان يعودا الى بعضهما البعض

ويظهر هذا المخطط نسبة استخدام الدلافين - للتصفير -

عند الانفصال

تبعا لمسافة ذلك الانفصال

فنرى ... انه عندما يكون الانفصال اقل من 20 مترا

فان نسبة استخدام التصفير لاتتجاوز 50%

لانه في معظم الاحيان يمكنهما ان يجدا بعضهما البعض

عن طريق السباحة

ولكن عندما تزيد المسافة على 100 متر

فهم يحتاجون لاستخدام التصفير المميز لهم

لكي يستطيعا ايجاد بعضهما البعض

معظم تلك التصفيرات المميزة - والتي تشبه التوقيع الشخصي -

تكون ذات نمط ثابت ومستقر

خلال حياة الدولفين

ولكن هناك بعض الاستثناءات

فعندما يترك الدولفين والدته

فهو عادة ينضم الى ذكر آخر

ليشكل تحالفاً معه .. قد يستمر لعقود

ويشكل هذان الاثنان رابطة اجتماعية فيما بينهم

عبر الصفارات " المميزة لهم " ضمن نطاق معين

وتغدو هذه الصفارات - التي يصدرها الاثنان - متماثلة

نرى هنا على هذا الرسم البياني .. نموذج تصفير لزوجين من الدلافين

يمكننا ان نرى هنا في الاعلى التماثل

فها هي تتموج متماثلة مثل " وووب , وووب , وووب "

كما تلاحظون لها نفس التموج

بينما هذان الثنائي تصفيرتهم تشابه " وو-وت , وو-وت , وو-وت "

والذي يحدث هو

ان هؤلاء الثنائي .. يتعلمون

ان يطوروا اشارة جديدة لكي تميز هذه الرابطة الاجتماعية

انها طريقة مميزة جدا

لكي تميز هذه ...

الرابطة الاجتماعية الجديدة التي تشكلت

الآن لنأخذ خطوة الى الوراء

لنرى ما الذي يمكننا الاستفادة من هذا الامر

فيما يتعلق بحماية اسماك الدولفين

من تدخل الانسان .. والاضطراب الذي يسببه لها

اي احد ينظر الى هذه الصورة

سيرى ان الدولفين محاصر

وتصرفاته مضطربة

وان هذا موقف سيء بالنسبة له

ولكن تبين انه حتى في المواقف التي لانتوقعها .. حيث عندما يطلق قارب صفارته

وهو على بعد 200 متر

عن مجموعة دلافين

فان هذه المجموعة ستبدأ بالتصفير

وسوف تضطرب وتغير من تصرفاتها .. وسوف تتجمع فيما بينها

حتى يمر القارب وتختفي صفاراته

ومن ثم تعود المجموعة الى حالتها الطبيعية

وفي مكان مثل " ساراسوتا " في ولاية فلوريدا

فان معدل تواتر حركة السفن

التي تمر بالقرب من تجمعات الدلافين

هو سفينة كل 6 دقائق

صحيح ان الاضطراب الذي يعتريها ليس كالذي يحدث في هذه الصورة

ولكنه مازال يؤثر على المدى الطويل

على تصرف الدلافين الطبيعي

واذا نظرنا الى بيئة نقية غير مضطربة مثل شرق استراليا

والتي قام " لارس بيدر " بابحاثه هناك

والتي قارن بها بين تصرفات الدلافين وتوزيعها

قبل ان يمر قارب بقربها

وبعد ان يمر قارب .. فقد وجد ان وجود قارب واحد لا يؤثر بصورة كبيرة

ولكن عندما تم اضافة قارب آخر

قامت بعض الدلافين هناك

بترك المنطقة نهائيا

اما الذين بقوا في تلك المنطقة فان معدل تكاثرهم انخفض

مما اثر بصورة ما على اعداد الدلافين هناك

لذا فعندما نفكر في المحميات البحرية التي تستهدف الدلافين

فان هذا يعني اننا يجب

ان نكون واعين لتلك النشاطات التي يمكن ان تنشط في قرب تلك المنطقة

ويجب علينا ان ننظم كثافة

حركة القوارب السياحية التي تهدف لمشاهدة الحيتان

لكي نتجنب هذه النوعية من المشاكل

واريد ايضا ان انوه ان الصوت

لا يحترم الحدود او الحواجز

لاننا يمكننا ان نرسم خطا على الارض لكي نحميها

ولكن التلوث الكيميائي .. والتلوث الصوتي

سيعبر هذا الخط لانه يسير في الهواء

واريد الآن ان انتقل من هذه البيئة المحلية

المصغرة ..الساحلية

الى نطاق اوسع فيما يخص حيتان " البالين " الى المحيطات المفتوحة

هذه الخريطة التي ننظر اليها

تبين كيف ان عالمنا معظمه " ازرق "

ولكن اريد ان انوه ايضا الى ان المحيطات

متصلة فيما بينها اكثر مما نظن

لاحظوا كيف ان هنالك فقط حواجز صغيرة من اليابسة تمنع تنقل المياه

فيما بينها .. على عكس اليابسة والتي تفصل بحواجز مائية كبيرة

بالنسبة لي المثال الاكثر تعبيرا عن

فكرة ترابط المحيطات

هو الذي جاء من تجربة الصوت التي اجريت

حيث قام علماء المحيطات

باخذ سفينة الى جنوب المحيط الهندي

وانزلوا الى قاعه مولد اصوات

وقاموا بتشغيله

وقد انتقل ذلك الصوت نفسه

الى الغرب وتم استماعه في برمودا

وقد انتقل الى الشرق وتم سماعه في " مونيري "

انه نفس الصوت

صحيح اننا نعيش في عالم اتصال فضائي

ونستخدم الاتصلات دولية

ولكن ما يثير دهشتي اكثر من ذلك

ان المحيط الذي بقربنا يملك خصائص

تجعله ينقل الاصوات ذات التردد المنخفض

الى جميع الانحاء كالاتصال الدولي

وقد استغرق ذلك الصوت مدة 3 ساعات لكي يعبر ذلك الطريق

اي مايقارب نصف الكرة الارضية

اذكر انه في بداية السبعينات

قام " روجير بيان " وهو عالم محيطات صوتي

بنشر ورقة بحث

يشير فيها عن امكانية

تناقل الصوت عبر تلك المساحات الكبيرة

ولكن عدد قليل من علماء الأحياء صدقوا هذا

لقد تبين ايضاً ..

انه رغم اننا علمنا منذ بضع عقود عن ميزة نقل الاصوات البعيدة

ان الحيتان قد طورت

عبر عشرات الملاين من السنين

طريقة لكي تستفيد من ميزات المحيط

لذا فالحيتان الزرقاء والحيتان ذات الزعانف

تصدر اصوات ذات ترددات منخفضة

يمكنها الانتقال الى مسافات كبيرة

على الرسم البياني العلوي هنا نرى

عدة تراكيب من النداءات

تم توليدها من قبل الذكور

وهي شبه الاغنية .. وتستخدم لجذب الاناث للتكاثر

وهي تشبه غناء العصافير

اما هنا في الاسفل فنرى نداءات ولدت من قبل الاناث

وهي ايضا تحمل الى مسافات طويلة

ولكن علماء الأحياء مازالوا يشككون

في فكرة التواصل بعيد المدى

قبل السبعينيات

وحتى نهاية الحرب الباردة

الذي حدث .. انه اثناء الحرب الباردة

كان لدى البحرية الامريكية .. نظام سري في ذاك الوقت

وقد تم استخدامه لتعقب الغواصات الروسية

حيث وضع ميكروفونات و مستقبلات صوت في الاعماق

متصلة الى الشواطىء

ومن ثم الى مراكز العمليات لكي يتم تحليلها

وكان يستخدم - النظام - لسماع الاصوات من كل المحيط الاطلنطي

وبعد سقوط جدار برلين .. سمحت البحرية ان يستخدم هذا النظام

من قبل محللي اصوات الحيتان

لكي يرون ان كان بالامكان الاستماع الى نداءاتهم

هذا الرسم اعد من قبل " كريستوفر كلارك "

وهو يوضح حركة حوت ازرق وحيد

وها هو يمر من برمودا

وحتى محور ميامي في الاسفل .. ومن ثم يعود

وقد تم تعقبه لمدة 43 يوما

وهو يسبح مسافة 1700 كيلومتر

او اكثر من 1000 ميل

وهذا يرينا امرين .. الاول ان النداءات يمكن

تعقبها من مئات الاميال

وان الحيتان عادة تسبح مئات الاميال

لانها حيوانات تقطن المحيطات .. وهي حيوانات كبيرة

لذا توجب عليها التواصل على المدى البعيد وهو

اكثر مما كنا نتوقع

وبعكس الحيتان الزرقاء وذات الزعانف

التي تتوزع في المحيطات الاستوائية والمعتدلة

فان الحيتان المحدبة تتجمع

فيما بينها لتكون جماعات محلية تتغذى سوية

لذا فهي تولد اصوات ذات ترددات اعلى

وهي معقدة اكثر وذات نطاق اوسع

وانتم الآن تستمعون الى تلك النغمة المعقدة

التي تولدها الحيتان المحدبة

وقد طورت تلك الحيتان ميزة ..

فعندما تكون تولد تلك النغمات تكون تستمع الى اصوات

الحيتان الاخرى

وتقوم بتعديل نغمتها تبعا لتلك الاصوات

تماما كاغاني العصافير .. والدلافين التي سبق وشرحت

هذا يعني .. ان نغمات الحيتان المحدبة

هي شكل من الثقافة الحيوانية

مثلها مثل الموسيقى لدى البشر

واعتقد ان افضل مثال مثير للاهتمام

ياتي من استراليا

حيث قام بيولوجي الساحل الشرق في استراليا

بتسجيل نغمات الحيتان المحدبة في تلك المنطقة

وتمثل المستطيلات البرتقالية هنا تلك النغمات

التي تولدها الحيتان الشرقية

وفي عام 95 كانت تلك النغمة هي النغمة السائدة هناك

ولكن في عام 96 بدا العلماء بالاستماع الى نغمات غريبة

وقد تبين ان تلك النغمات هي نغمات

حيتان الساحل الغربي

ومن ثم بدأت تلك النغمات بالانتشار حتى عام

1998

لم يعد اي من حيتان الشرق يستخدم نغمته الخاصة .. فقد اختفت تلك النغمة

فقد بدأوا باستخدام تلك النغمة الجديدة الغربية

وكانها صرعة الموسم .. اغنية الحدث

وقد طغت على النغمة القديمة

وازالتها تماما لتحل محلها

وكما ترون لم يعد هناك مستطيلات برتقالية على الرسم

لانه لم يعد احد يولد تلك النغمة

واريد ان اوضح بصورة مختصرة تاثير المحيط على تلك النداءات

انتم الان تستمعون الى تسجيل تم تسجيله بواسطة " كريس كلارك "

من على بعد 0.2 ميل من الحوت المحدب

يمكنكم هنا الاستماع الى التردد الكامل .. وهو مرتفع بعض الشي

لانه مسجل من مسافة قريبة

التسجيل التالي الذي تسمعونه

تم تسجيله ايضا لنفس الحوت المحدب ولكن

من على مسافة 50 ميل

وهو واضح هنا على الرسم في الاسفل

ويمكنكم فقط الاستماع الى الترددات المنخفضة من النعمة

وانتم تستمعون للصدى

الذي انتقل عبر مسافة طويلة عبر المحيط

وهو ليس مرتفع كما السابق

والان وبعد الاستماع لاصوات الحيتان المحدبة

سوف اسمعكم اصوات الحيتان الزرقاء وقد تم تسريعه " تقليل الزمن الدوري لها "

لانها منخفضة التردد جدا

وبدون ذلك لن تستطيعوا سماعها

هذا صوت حوت ازرق من على بعد 50 ميل

نفس المسافة التي كان يبعدها الحوت المحدب

انه مرتفع .. واضح .. ويمكن سماعه بكل وضوح

وهذا صوت لنفس الحوت سجل بواسطة مستقبلات صوت

من على بعد 500 ميل

تسمعون القليل من الضجة والتي هي بسبب الحيتان الاخرى

ولكن مازال بالامكان الاستماع الى ذلك الصوت الواضح

الان لننتقل الى التفكير

في مدى تاثير الانسان على تلك الحيوانات البحرية

ان الصوت الرئيسي الذي يولد في البحار من قبل الانسان

هو صوت السفن

هذا هو صوت السفينة

ويتوجب علي ان ارفع صوتي لكي تتمكنوا من الاستماع لي

الان تخيلوا ان الحيتان تستمع لهذا من على بعد 500 ميل

وهذا قد يسبب مشكلة ان

نوعا من هذا الاصوات التي تصدرها السفن قد تحجب الحياتن

عن الاستماع لبعضها البعض

وهذا شيء نعرفه من مدة قريبة

الان هذا رسم تم اخذه من كتاب عن الاصوات تحت البحار

نرى على محور الصادات

متوسط حدة الضوضاء المنتشرة في المحيطات

تبعا للترددات - محور السينات -

ففي الترددات المنخفضة نرى هذا الخط والذي يعبر

عن الاصوات التي تاتي من نشاط الارض

وفي الاعلى هنا نجد الخطوط المختلفة

والتي تعبر عن ارتفاع الضوضاء في هذا المجال من الترددات

والتي تاتي من الرياح ومن امواج البحار

ولكن هنا في المنتصف وعلى اليمين في هذا المكان تحديدا

نجد الاصوات التي تصدرها السفن

وبالنظر الى هذا .. نرى ان

هذا المجال هو المجال الذي تستخدمه الحيتان لكي تتواصل فيما بينها

وبصورة مدهشة نجد ان مصدر الضوضاء في العالم الرئيسي

قادم من قبل السفن التي يستخدمها الانسان

الآلاف منها .. سواء القريبة منها او البعيدة

كلها سوية تتجمع فيما بينها مشكلة الضوضاء

الصورة التالية ستوضح التاثير الذي قمنا به..

تجاه الحيتان وقدرتها على التواصل فيما بينها

هنا نرى على محور الصادات ارتفاع الصوت الذي تصدره الحيتان

وكملنا ابتعدنا عن مصدر الصوت

يصبح الصوت اخف فاخف

الان في عصر ما قبل الصناعة كان من الممكن

ان يتم قياس وسماع صوت الحيتان ..

لانها كانت اعلى من الضجيج البحري

وحتى على نطاق آلاف الكيلومترات

ولكن اليوم ومع ازدياد الضوضاء

القادمة من السفن

تخف فعالية التواصل بين الحيان - كما هو موضع على الرسم -

لتنخفض من آلاف الكيلومترات الى فقط 10 كيلومتر

واذا كانت هذه النداءات - الاصوات - تستخدم بين الذكور والاناث

لكي يجدا بعضهما البعض للتكاثر

يمكننا ان نعي اذا التاثير الذي نقوم به

على اعداد تلك الثديات المهددة بالانقراض

وكما اخبرتكم عن وجود نداءات معينة للتواصل

كتلك التي وضحت عندما تحدث عن الدلافين

وسوف اعرض لكم احد النداءات التي يستخدمها

حوت " الحق " لكي يبقى على اتصال مع رضيعه

وهذا هو الصوت الذي تسمعونه الان هو صوت النداء

الذي تستخدمه الام لكي تبقي صغيرها بقربها

عندما يفترقا عن بعضهما البعض

الان تخيلوا وجود سفينة بالقرب منهما

فمالذي يتوجب على الام القيام به

في حال كان صغيرها بعيد عنه .. مع وجود السفينة

سوف اشرح لكم طريقتان تستخدمها

الاولى والتي تستخدم عندما يكون هناك ضوضاء

ويكون صوت النداء منخفضاً

هو رفع توتر الصوت .. لكي يرتفع فوق الضجيج

ولكي يتحسن التواصل

وقد قامت " سوزان باركي " من ولاية بنسلفينيا بدراسة هذه الظاهرة

فقد جمعت بيانات من المحيط الاطلنطي

فهنا على الرسم نجد متوسط حدة الصوت وهي بيانات من عام 1970

ولكن وبالنظر الى بيانات مشابهة لعام 2000 نجد انها ارتفعت بصورة ملحوظة

والامر سيان لشمال الاطلنطي

على الرسم نرى معدل الصوت في الخمسينات .. وفي الالفية الثانية

فعلى مدى الخمسين عام الماضية

قمنا باضافة العديد من الضوضاء الى المحيطات

مما دفع الحيتان الى رفع حدة اصواتها

وقد اضطرت جميعها

من الانتقال من الاصوات المنخفضة الى الاصوات المرتفعة

انه تغير ملحوظ ومميز وسببه الانسان

وتصرفاته على المدى الطويل

تبعا للزمن .. وتبعا للفراغ الذي انتشرت فيه نشاطات الانسان

وقد علمنا ان الحيتان يمكنها تلافي مشكلة الضجيج

اما برفع صوتها كما فعلت عندما عرضت صوت السفينة

او بالانتظار حتى انخفاض الضوضاء

او بتعير حدة صوتها وتردده لكي يصبح اعلى من تردد الضجيج

ولكن هذا التصرف يحتاج جهدا اكبر

كما ان تغير تردد الصوت سوف يغير من الية التواصل .. ويصعب عملية تحديد المكان

اي ان هنالك فرص مفقودة للتواصل

واذا انتظر الحوت حتى تهدأ الضوضاء

فقد يفقد الاتصال اهميته

لذا يجب علينا ان نهتم

عن مدى تاثير عاداتنا ومدى الضوضاء التي نبث في المحيطات

لانه تبعا لتلك الضوضاء

فالثديات البحرية يتوجب عليها بذل جهد اكثر لكي تتواصل فيما بينها

او ان تفقد اهمية تواصلها والذي قد يكون مهما في الوقت الذي يجب حدوثه

وهذه مشكلة كبيرة ومهمة جدا

وانا سعيد لكي اقول ان هناك بعض الوعود

عن تطويرات مهمة جدا في هذا النطاق

وبالنظر الى تاثير السفن على الحيتان

وضوضاءها وشروطها

فقد قامت المنظمة الدولية لامور البحار التابعة للامم المتحدة

بتشكيل لجنة هدفها

وضع خطوط عريضة فيما يتعلق بتقليل الضوضاء الناتجة عن السفن

لكي ترشد صانعي السفن عن كيفية خفض ضوضاءها

وقد وجدت تلك اللجنة

انه وباستخدام العلم والمهارة والذكاء يمكن توليد تصميمات جديدة

تقلل من الضوضاء بنسبة 90%

وانه في حال تم عزل وتحيد

محركات السفينة عن هيكل السفينة

يمكننا تقليل الضوضاء بنسبة 99%

لذا فالقضية الان متعلقة بالتكلفة والمواصفات الفنية

واذا وضع ذلك الفريق تلك المواصفات الفنية

وقامت الشركات المصنعة للسفن باعتمادها

يمكننا ان نرى انعكاسا واضحا على

تلك المشكلة الموجودة

ولكن هنالك مشكلة اخرى واضحة هنا في هذه الصورة

وهي مشكلة الارتطام

في الصورة يتوضح حوت كاد ان يسحق

بواسطة سفينة شحن .. ه هو تفادى الارتطام

ولكن الارتطام هو مشكلة خطيرة

تهدد الحيتان .. فهنالك من الحيتان المعرضة للانقراض واحد يموت كل عام بسبب الارتطام

وهي مشكلة يتوجب علينا العمل على خفضها

وسوف اشرح طريقتين واعدتين لذلك

الاولى تاتي من خليج " فندي "

هنا على الرسم هذه الخطوط السوداء توضح مسارات سفن الشحن

من والى خليج " فندي "

والمنطقة الملونة

توضح حدة خطر الارتطام مع حيتان " الحق "

لان السفن تعبر هذه المنطقة

وقد تبين لاحقا ان هذه الخطوط

تقطع منطقة غذاء كبيرة للحيتان في فترة الصيف

مما يجعل احتمال الارتطام كبيرا

لذا قام علماء الأحياء

والذين يرفضون ان يرد لهم طلب

بالذهاب الى المنظمة الدولية لامور البحار التابعة للامم المتحدة

ونوهوا اليهم

" الا يمكن تحريك هذه الخطوط ؟ فهي مجرد خطوط سير يمكن تبديلها

الا يمكن تغير مسارها بحيث

يتم تقليل خطر الارتطام ؟

وقد استجابت "المنظمة الدولية لامور البحار التابعة للامم المتحدة" بصورة مباشرة

وقد غدت هذه هي الخطوط الجديدة

واصبحت السفن تسير عليها

وكما ترون فان المسارات الجديدة قللت خطر الارتطام

وهذا تصرف بناء حقاً

ويمكننا ان نكون مبدعون ايضا في التفكير

بطرق اخرى لتقليل تلك المخاطر

فعلى سبيل المثال هنالك تصرف فردي من قبل

شركة شحن بحرية

وقد شرعت بذلك بسبب اهتمامات تلك الشركة

بالابنية الخضراء .. وانبعاثات الغازات .. والاحتباس الحراري

لقد نظرت شركة " مايرسك لاين " الى منافسيها

ورات ان الجميع يتصرف على قاعدة " الزمن هو المال "

فجميع الشركات تتسارع في الوصول الى الموانىء ولكن معظمها

تتوقف هناك حتى استكمال الاجراءات

والذي حدث ان شركة "مايرسك لاين " قررت ابطاء تحرك سفنها

بنسبة 50%

مما ساعد على اقلال استغلال الوقود بنسبة 30%

ووفر لها هذا مالا

وفي نفس الوقت عاد هذا التصرف على الحيتان بفائدة كبيرة

حيث ان السرعات الاقل تعني ضوضاء اقل

كما تعني التقليل من خطر الارتطام

ولكي اختم حديثي .. اريد ان انوه

ان الحيتان تعيش في بيئة

صوتية رائعة

تطورت عبر عشرات الملاين من السنوات

لكي تستخدمها بصورة تفيدها

ويجب علينا ان نتنبه ونتيقظ

للنشاطات التي نقوم بها والتي تكون غالبا

غير متعمدة .. وكيفية التقليل من اخطارها

بحيث تؤدي تلك النشاطات ما يتطلب منها

وبنفس الوقت نتصرف بحنكة وذكاء لكي

نجد الحلول لكي نخفف من المشاكل التي تنتج عنها

واتمنى ان تكون هذه الامثلة

قد وضحت بعضا من الطرق التي يمكن استخدامها

بالاضافة الى المحميات البحرية التي يجب استحداثها

لكي نستطيع ان نبقي المحيط آمنا .. ونظيفا للحيتان . .لكي تستطيع التواصل فيما بينها

شكرا جزيلا لكم

(تصفيق)