-
السلام عليكم ورحمة الله
-
قبل أن نبدأ اجعل في نيتك -أخي وأختي-
أنك تطلب الحق وتتقرب إلى الله بتحرّي الحق
-
حيث كان بلا مواقف مسبقة
-
بداية القصة أن بعض الإخوة في رمضان الماضي
أرسلوا إليَّ يقولون:
-
"الدكتور أحمد خيري العُمري
أصدر كتاباً بعنوان
-
"لا شيء بالصدفة، العلاقة الممكنة
بين الإيمان و نظرية التطور"
-
وقد خصّص صفحات كثيرة من كتابه للرد على ما
طرحته يا دكتور إياد في حلقات (رحلة اليقين)
-
وأثنى على كتابه بعض الذين يقدمون أنفسهم
على أنهم من العلماء العرب
-
لم أهتم حقيقة لأني اعتبرت أني قد بيّنتُ
حال العُمري مع (رحلة اليقين) في مقطعين وافيين
-
فلا داعي للانشغال به أكثر من ذلك
-
ثم أرسل لي أحد الأصدقاء مقطعاً لأخ يرد فيه
على حديث العمري عن حلقة البكتيريا
-
الهاضمة للسترات من (رحلة اليقين)
-
حضرت جزءًا من الرد فاستغربت من حجم التدليس
في كلام العمري
-
ولاحظت بعدها أن عدداً من المختصين يُبدي
استغرابه من مدى حيوده عن المنهجية العلمية
-
في كتابه ككل
-
ومع ذلك آثرت إعطاء الأولوية لما ينفع
وشُغلت برمضان، أحداث الأقصى وغزة
-
التدريس الجامعي، بسلسلة "كن عزيزاً بإسلامك"
لبث روح العزة عن بصيرة في الشباب المسلم
-
بتحكيم ورقة علمية، شُغلت بالبحث العلمي
حيث نشرت من رمضان حتى الآن
-
ثلاث أوراق علمية في مجال المطاعيم والأمراض
النفسية في مجلات ذات معامل تأثير عالٍ
-
بفضل الله تعالى
-
فالوقت المتاح للرد على من يحاولون التشويش
على دعوتنا بالباطل
-
ويصحون وينامون ويكتبون المقالات
ويؤلفون الفصول في ذلك
-
الوقت المتاح قليلٌ حقيقةً
-
لكن مع ذلك يا كرام أرى من واجبي أن أدفع
عن سلسلة (رحلة اليقين) ما يُفترى عليها
-
لما أراه من بركة وتأثير لها
بفضل الله تعالى
-
وهذا رد على الإخوة الذين سيقولون يا أخي
لا تختلفوا على العلن، تفاهموا فيما بينكم
-
كفاية خلاف
بيّنتُ أني كنت قد عرضتُ على الكاتب المذكور
-
وبلطف شديد أن نتناقش يوم رأيت حلقات من
سلسلته عن الإلحاد، وما فيها من ضلال وتخبط
-
ومع ذلك، لم يتجاوب، بل راح يطعن فيما ينشره
العبد الفقير
-
فالمسألة ليست خلافاً شخصياً بين شخصين
حتى يُقال تصالحا وتفاهما، لا يا إخواننا
-
اختزال الموضوع بهذا الشكل تسطيح شديد
-
هناك توجه من مجموعة يرفعون لواء
"خرافة التطور" وغيرها من نظريات العلم الزائف
-
ويرسمون ملامح علاقة مشوهة بين العلم التجريبي
والإسلام
-
علاقة مبنية على التسليم الأعمى لكل
ما يُنسب إلى العلم
-
صواباً كان أو خطأً
ثم إعادة تفسير النصوص الشرعية
-
أو بالأصح، تحريف دلالتها، لتوافق
ما افترضوا أنه علم
-
وهؤلاء يعاودون المرة بعد المرة
الطعن في (رحلة اليقين)
-
والمنهجية المتبعة فيها
وهم أنفسهم احتفوا بكتاب العمري
-
سأبين اليوم مرة أخرى ما الذي يفعله العمري
في كتابه الذي احتفى به أصحاب هذا التوجه
-
وسنأخذ كمثال ما قاله عن حلقتي
"تجربة لينسكي والبكتيريا الهاضمة للسيترات"
-
والتي بدأت بها قصتنا
-
تعالوا نرى هذا الجهد الذي قام به العمري
وساهم في مراجعته العلمية بعده 4 من حملة
-
شهادة الدكتوراة في البيولوجيا والأحياء
الجزيئية، والهندسة الطبية
-
وقدموا لها التصويبات والمقترحات كما ذكر
العمري في مقدمة كتابه
-
ولكم بعد استعراض ما فعله في هذه الصفحات
من كتابه أن تُقدّروا
-
هل المسألة هي اختلاف وجهات نظر بين طرفين
يطلبان الحق؟
-
أم هناك منهجية علمية في مقابل هوى وجهل
واستخفاف بعقول المتابعين؟
-
وبالمناسبة، هناك فريق من إخوة وأخوات
يقومون بترجمة حلقات (رحلة اليقين)
-
وقد تم مؤخراً تشكيل فريق علمي أيضا
وعامة الفريقين من حملة شهادات الدكتوراة
-
في تخصصات مختلفة
-
وأتشرف بالعمل معهم وقد ساعدوني كثيراً
في توفير بعض المصادر العلمية
-
التي سأعرضها اليوم،
فجزاهم الله عنا خيراً كثيراً
-
ما قصة تجربة "لينسكي" والبكتيريا الهاضمة
للسيترات؟
-
شرحتها بالتفصيل في ملحق الحلقة 22 من
(رحلة اليقين)
-
كيف أن بكتيريا إيشريشيا كولاي معروف عنها
عدم القدرة على استخدام مركب السيترات للنمو
-
في وجود الأكسجين، لكن وبعد عشرات آلاف
الأجيال من هذه البكتيريا التي نمَّاها
-
"لينسكي" ورفاقه، استطاع بعضها تصنيع
البروتين الناقل، الذي يُمكِّنها من التقاط
-
السيترات في وجود الأكسجين
-
وبالتالي صارت تتغذى على السيترات
-
هذه التجربة من أكثر ما يستدل به أتباع
"خرافة التطور الصُّدَفي" على أن الطفرات العشوائية
-
تخلق بالصدفة تراكيب معقدة نافعة
-
ويقولون: بما أن هذه الصدف أنتجت بروتيناً
واحداً في البكتيريا وهو ناقل السيترات
-
فمن الممكن أن يكون تراكم الطفرات العشوائية
مع الانتخاب الطبيعي قد أنتج الكائنات الحية
-
كلها بمجموع الصدف من خلايا
بسيطة كالبكتيريا
-
وقالوا إذاً، فالتطور ما عاد تصوراً لما
حدث بالماضي، بل ها نحن نراه أمامنا
-
في تجربة "لينسكي"
-
وأن الذي مكننا من ذلك هو طول التجربة
وعدد الأجيال الكثيرة جدا من البكتيريا فيها
-
لأن هذه طبيعة التطور، يحتاج إلى أجيال
كثيرة تعطي فيها الطفرات العشوائية
-
جينات جديدة، وبالتالي تراكيب جديدة
نافعة للكائن
-
وطار بهذه التجربة كهنة الخرافة مثل
"ريتشارد دوكينز" في كتابه الذي سمّاه
-
"أعظم استعراض" ليؤكد بها أنه لا حاجة لخالق
-
وقال حرفياً أن الذي حدث معلومات جديدة
أُدخلت إلى الجينومات، دون تدخل من مصمم
-
وتحدث عنها أمثال "عدنان إبراهيم"
على أنها من أقوى الأدلة لدى الملحدين
-
على أن الصدفة تخلق فقال "هذا يحصل؟ للأسف
هذا يحصل، في هذه التجربة سوف ترون كيف حصل هذا
-
لذلك هذه التجربة من أقوى الأدلة بيد الملاحدة
وبأيدي التطوريين الملاحدة بالذات يعني
-
الذين يقولون: الصدفة تأتي بتنظيم معقد،
-
وتأتي بأشياء لا يتخيل المؤمنون أو المُألهة
أو الخلقويون أنها تحصل، تحصل
-
تحصل ورأيناها ونحن وثقناها
أنها تحصل
-
إذاً يقول لك: للأسف هذا يحصل
-
للأسف على اعتبار أن هذه ورطة لنا
-نحن المؤمنين بالخالق-
-
إذ ها هي الصدفة تخلق ولا حاجة لخالق
-
ما فعلته في حلقة "تجربة لينسكي" هو أنني
بينت من ورقة "لينسكي" نفسه
-
أن المعلومات الوراثية اللازمة لإنتاج ناقل
السيترات، يعني الجين، كان موجوداً أصلاً
-
لدى بكتيريا "إيشريشيا كولاي"
-
وأن ما حصل هو تفعيل لهذا الجين في وجود
الأكسجين
-
وبآلية بديعة ليتم إنتاج ناقل السيترات
وبالتالي لم تتكون معلومات وراثية جديدة
-
غير موجودة ابتداءً كما يدَّعي "دوكينز"
وأمثاله، لا بالصدفة ولا بغير الصدفة
-
وبينت ما معنى إنتاج ناقل السيترات من ناحية
الكيمياء الحيوية
-
وسخافة القول بإمكان حدوث ذلك بالصدفة
نظرياً
-
كأن النيوكليتيدات ال 1461 في الجين المسئول
عن انتاج ناقل السيترات اصطفت هكذا بعمى عشوائياً
-
ثم بينت بطريقة محكمة ومبسطة ما الذي حصل
بالفعل في هذه التجربة حسب "لينسكي" وفريقه أنفسهم
-
ليفهمه عامة الناس
-
وأرجو التركيز الشديد مع هذه
الدقيقة من الحلقة
-
استطاع بعضها أن ينسخ جين ناقل السيترات
-
ثم يحشره بين الجينات التي تتم قراءتها
في وجود الأكسجين
-
يعني بعد البروموتر الحساس للأكسجين
-
حشرته البكتيريا في المكان المناسب بالضبط
-
لأنها لو حشرته وسط الجين 1 أو الجين 2
مثلاً
-
فسوف تخربه وتموت البكتيريا
-
وبالتالي القارئات قرأت جين ناقل السيترات
-
وأنتجت منه نواقل السيترات
-
وبالتالي أصبحت البكتيريا قادرة على
التقاط السيترات
-
طيب، التقطته، ماذا تفعل به ؟
-
لا تخف، كل ما يلزم من إنزيمات للاستفادة
من السيتريت موجود أصلاً ف البكتيريا
-
طبعاً، نحن نقول البكتيريا نسخت الجين،
ووضعت النسخة في المكان المناسب
-
هذه العبارات المختصرة تُعبر عن عمليات
لا زال العمل جارياً على اكتشاف تفاصيلها
-
وما تم اكتشافه، أو اكتشاف شبيه به
فهو في غاية التعقيد والإحكام والروعة
-
كما درسناها في مساقات الـ BIOCHEMISTRY
المتقدمة في الدكتوراة
-
إذاً بيّنا أن ما حصل هو تكيّف من قِبل
البكتيريا
-
وتسميته بالتطور مجرد خداع
وتلاعب بالألفاظ
-
وأبطلت دعوى أتباع الخرافة الذين يحاولون
إيهامنا أن الطفرات العشوائية والصدفة
-
يمكن أن تُكسب البكتيريا جيناً جديداً
يأتي بصفة جديدة نافعة للبكتيريا
-
ثم يبنون على هذه الكذبة قصوراً من الوهم
-
أن البكتيريا قد تتحول بالصدف إلى كائن آخر
-
ثم يقومون يقفزات استنتاجية بهلوانية
ليوهمونا أن الصدف والطفرات العشوائية
-
تنتج لنا كل أنواع الكائنات الحية
بتنوعها وتناسقها
-
ما الذي حاول "العمري" أن يفعله في كلامه
عن هذه الحلقة؟
-
حاول أن يُكذِّب ما جاء فيها، وينتصر لفكرة
أن تجربة "لينسكي" دليل حي على التطور
-
لم يستخدم "العُمري" كلمة عشوائية وصدفة
في هذا الفصل من كتابه
-
فهو وأمثاله لديهم نسخهم المحورة من الخرافة
-
والتي يدَّعون أنها لا تتعارض مع الإسلام
-
وقد ناقشت بطلان العلاقة التي يحاولون
إيجادها بين الإيمان بالله و "نظرية التطور"
-
في أكثر من حلقة
-
وعليه "فالعُمري" يريد في المحصلة أن يثبت
أن البكتيريا لم يكن لديها أي أساس جيني
-
يمكنها من الاستفادة من السيترات
-
وأن ما حصل فيها كان عبارة عن طفرات
على مدى أجيال كثيرة جداً
-
أدخلت معلومات وراثية جديدة لم تكن
موجودة لديها
-
وأن ذلك بالتالي يسمى "تطوراً"
-
وأراد في سبيل ذلك أن يُكذِّب ما قلناه
في حلقة "تجربة لينسكي"
-
للعلم يا إخواني، "لينسكي" وفريقه تطوريون
يعني من أنصار الخرافة
-
وكما عودناكم في (رحلة اليقين) فنحن لا
نُؤجر عقولنا لأحد
-
بل ننظر في نتائج التجربة THE RESULTS
فإذا قامت الأدلة على صحة النتائج، نأخذها
-
ثم ننظر في الاستنتاجات conclusions
التي يبنيها الباحثون على هذه النتائج
-
فإذا استنتج الباحثون استنتاجاً مخالفاً
للأدلة، رفضنا استنتاجهم
-
مع بقاء الانتفاع بالنتيجة
-
فنحن نُفرق بين النتائج والاستنتاجات
ولا نؤجر عقولنا لأحد
-
لذلك عندما أقول لك "العمري" يحرف حتى
في كلام "لينسكي" وفريقه
-
قد ترجع لورقة "لينسكي" فتقول: لكن "لينسكي"
نفسه يقول أن تجربته دليل على التطور
-
نعم، "لينسكي" يقول ذلك، لكنه
يقوله كاستنتاج
-
وقد بينّا زيف هذا الاستنتاج في الحلقة
المخصصة عن التجربة
-
تعالوا نرى اليوم كيف حرّف "العمري" في
النتيجة نفسها ليقنعك
-
بأن استنتاج "لينسكي" كان صواباً
لا متكلّفاً في دعوى دلالتها على التطور
-
تعالوا نرى كيف ادّعى "العمري" مالم
يدّعه "لينسكي" نفسه
-
تعالوا نرى كيف استخدم "العمري" في سبيل ذلك
تقويل الطرف الآخر مالم يقله
-
وتحريف ترجمة الأوراق العلمية،
وإخفاء أهم العبارات في نتائج التجربة
-
والخلط الشديد للتلبيس على من
لا علم له بالمجال
-
حتى يعلم المتابع أن خلافنا مع "العمري"
ليس على "خرافة التطور" فحسب
-
بل على قلة الأمانة وتعمد التضليل بما يؤدي
إلى تشكيك المسلمين في دينهم
-
يقول "العمري" بعد ما اقتبس الموضع الذي
عرضناه لكم من الحلقة
-
"ملخص ما يقوله مُعد الحلقة هو أن البكتيريا
أصلاً كانت لديها القدرة على هضم السيترات
-
ولكنها لم تكن بحاجة لها لوجود جلوكوز
ثم لما نفد الجلوكوز، استطاعت البكتيريا
-
تفعيل قدرتها الكامنة على هضم السيترات
أي إنه يقول - عني يعني-
-
أي إنه يقول لم تُضف معلومات وراثية جديدة
إلى البكتيريا
-
لا توجد طفرة بالأساس"
-
وهذا بداية التدليس
-
أين قلت "لا توجد طفرة بالأساس"؟،
بل ما فعلته في الحلقة هو إثبات أن
-
ما حصل في هذه الطفرة لم يكن إضافة معلومات
وراثية جديدة
-
وأن آليتها البديعة تدل على استحالة
حصولها بالصدفة
-
يدّعي "العمري" أني قلت أن البكتيريا أصلاً
كانت لديها القدرة على هضم السيترات
-
وهو عكس ما قلته تماماً
-
"الأكسجين يُنشّط هذا البروموتر، بينما
يُثبّط هذا البروموتر،
-
يعني يمنع القارئات من قراءة جين ناقل
السيترات
-
وبالتالي لن تستطيع البكتيريا في وجود
الأكسجين أن تستفيد من السيترات"
-
وبيّنت أن البكتيريا وكما وضّح فريق "لينسكي"
كان لديها الجين اللازم لإنتاج هذا الناقل
-
لكنه غير مفعل
-
يعني لا تتم قراءته لإنتاج ناقل السيترات في
وجود الأكسجين
-
فأول ما يفعله "العمري" هو مغالطة رجل القش
-
حيث يُقوِّلني مالم أقل
ثم يرد على هذا القول
-
يعني يباطح رجل القش الذي صنعه هو
-
يتابع "العمري" فيقول: "ثلاث ملاحظات هنا؛
-
أولاً: اقتباس معد الحلقة من مقال مجلة نيتشر
يهمل السطر السابق مباشرة لهذا الاقتباس
-
السطر المذكور الذي يدّعي "العمري" أنه تم
اهماله لا يغير من فحوى الحلقة أي شيء
-
كيف استخدمه هو ليحرّف دلالة البحث؟
سنرى بعد قليل
-
يتابع "العمري" بقوله: حيث تقول الفقرة كاملة
-
AT LEAST 3 DISTINCT CLADES COEXISTED FOR
MORE THAN 10,000 GENERATIONS PRIOR TO
-
ITS EMERGENCE.
THE CIT+ TRAIT ORIGINATEED IN ONE CLADE
-
BY A TANDEM DUPLICATION THAT CAPTURED
AN AEROBICALLY EXPRESSED PROMOTOR FOR THE
-
EXPRESSION OF APREVIOUSLY SILENT
" CITRATE TRANSPORTER
-
الآن ما هي الترجمة الصحيحة لهذه الفقرة
التي اقتبسها "العمري"
-
أو الجملة التي اقتبسها من ورقة "لينسكي"
وادّعي أني أهملت بدايتها؟
-
الترجمة هي: "على الأقل 3 مجموعات مميزة
تزامنت أو تواجدت معاً لأكثر من 10.000 جيل
-
قبل ظهور هذه السمة، يعني القدرة على
استخدام السيترات
-
هذه السمة ظهرت في واحدة من هذه المجموعات
عن طريق تكرار ترادفي
-
والذي تقرصن على بروموتر ينشط بوجود الأكسجين
لتعبير ناقل للسيترات كان غير مفعل من قبل
-
إذاً فالقدرة على استخدام السيترات كانت
نتيجة لتكرار جين موجود أصلاً
-
وحشره ف المكان المناسب
-
وهذه العملية ليس فيها تصنيع أي
معلومات جينية لم تكن موجودة من قبل
-
الآن، "العمري" يريد أن يفتري على
تجربة "لينسكي" ويقوِّله مالم يقل
-
ويُكذِّب إياداً، فماذا فعل؟
حرّف الترجمة وأخفى أهم كلمة في فقرة "لينسكي"
-
فترجم الفقرة، أو الجملة كالتالي:
على الأقل 3 مجموعات مميزة نشأت
-
قبل 10.000 جيل من ظهور السمة الجديدة
لهضم السيترات
-
هذه السمة ظهرت من واحدة من هذه المجموعات
عن طريق تكرار ترادفي
-
تمكن من إنجاز ناقل يعبر عن ناقل السترات
-
"العمري" أولاً حرّف ترجمة co-existed
إلى نشأت، كأن هناك تغيراً جذريا في البكتيريا
-
وصفات ظهرت من العدم
-
بينما الترجمة الصحيحة هي
"تواجدت معا أو تزامنت"
-
فنشأت تعني أنها لم تكن موجودة سابقاً
-
بينما تواجدت معاً تعني أنها
كانت موجودة سابقاً
-
وحشر كلمة إنجاز والتي تُشعر بأن جين
ناقل السيترات جاء من الفراغ
-
مع أن كلمة إنجاز هذه ليس لها وجود
في النص الأصلي أبداً
-
ومع ذلك وضع كلمة إنجاز بين أقواس
ليدلك على أنها كلمة مفصلية
-
الكلمة في النص الأصلي هي expression
في موقع المعهد الوطني للصحة NIH
-
يُعرف ال GENE EXPRESSION على أنه:
"العملية التي يتم من خلالها استخدام
-
المعلومات المكودة في جين ما لتوجيه
تصنيع جزيء بروتيني"
-
والذي هو في حالتنا ناقل السيترات
-
إذن فالـ EXPRESSION يكون لجين موجود أصلاً
-
ولمن يود أن يفهم أكثر مبدأ الـ EXPRESSION
فقد شرحناه في حلقة "الشيفرة الوراثية المذهلة"
-
فهل يمكن أن يخبرنا "العمري" من أين جاء
بكلمة "إنجاز"؟
-
إذا كان يجهل المعنى الاصطلاحي ل expression
فحتى لغة expression لا تعني إنجاز
-
ثالثاً وأهم ما في الموضوع، أسقط العمري من
الترجمة العبارة الأكثر أهمية
-
previously silent يعني كان صامتاً
يعني كان غير مُفعّل من قبل
-
وهي العبارة المحورية التي تبين أن
جين ناقل السيترات كان موجوداً أصلاً
-
ولكنه فقط تم تفعيله بأن تضاعف
ووضع في المكان المناسب لتتم قراءته
-
ولم ينشأ من العدم كما
يحاول "العمري" أن يوهم القارئ
-
ففي المحصلة
expression of a previously silent citrate transporter
-
معناها قراءة جين ناقل السيترات الذي لم
يكن مفعلاً من قبل لإنتاج ناقل السيترات
-
ترجمها "العمري" إلى إنجاز ناقل يعبر عن
ناقل السيترات
-
وهي عبارة مضطربة غير واضحة أصلاً
-
ثلاث تحريفات ليخفي حقيقة أن جين ناقل
السيترات كان موجوداً في البكتيريا أصلا
-
ولكنه غير مفعل
-
ويوهم القارئ أن ما حصل كان إنجاز جين جديد
وأنه بالتالي هذا هو تطور نراه بأعيننا
-
وإذا كان من الممكن أن يخطئ "العمري"
دون قصد، فهل تجمعت هذه الأخطاء كلها
-
في جملة واحدة بالصدفة؟
أم أنه لا شيء بالصدفة؟
-
يتابع "العمري" بعد ترجمته المحرفة فيقول:
"بعبارة أوضح، مقدمات ما حدث لم تكن موجودة
-
في البكتيريا منذ البداية، بل ظهرت بعد
20.000 جيل، وتطورت تدريجيا خلا 10.000 جيل آخر
-
إلى أن ظهرت القابلية لهضم السترات، بينما
مقدم الحلقة يوحي لنا أن الأمر كان موجودا
-
منذ البداية، وأن كل ما في الأمر تكيفات
حدثت مع بيئة جديدة"
-
تعالوا نرى مقدمات، و 20.000 جيل،
وتطورت تدريجيا
-
مقدمات ما حدث،
أولاً في اللغة العلمية لا نقول مقدمات ومؤخرات
-
لكن "العمري" ماهر في استخدام اللغة
المائعة الزئبقية
-
ومع ذلك، فسواء قصد بمقدمات ما حدث الجين
الجين لناقل السترات أو ما يلزم من بروتينات
-
لهضم السترات بعد التقاطها، فإن هذه البكتيريا
كانت تملك مسبقاً هذا كله كما بيّنّا
-
بل وكما شرح "لينسكي" نفسه عن السلالة
الأصلية من البكتيريا التي بدأ بها تجربته
-
فما يسميه "العمري" "بعبارة أوضح" هو "كذب أوضح"
-
وكذلك هناك أوراق أخرى تبين أن جين ناقل
السترات كان موجودا أصلا ولم يتم تطوير
-
معلومات جينية جديدة،
كما في هذه الورقة في 2016
-
حيث يقول المؤلفون
no new genetic information (novel gene function) evolved
-
يعني لم يتم تطوير معلومات جينية جديدة
أو وظائف جينية فريدة
-
وكذلك وجود ما يلزم لهضم السترات بعد
التقاطها بناقل السترات
-
هو نص ما قاله "لينسكي" نفسه في ورفة أخرى
منشورة في PNAS عام 2008
-
حيث بيّن قدرتها على أيض، أو للتبسيط هضم
السترات، يعني التعامل داخل الخلية مع السترات
-
بأشكال منوعة من التعامل، ثم قال:
"THE ONLY KNOWN BARRIER TO AEROBIC GROWTH
-
ON CITRATE IS ITS ABILITY TO TRANSPORT
."CITRATE UNDER OXIC CONDITIONS
-
يعني: "الحاجز الوحيد أمام استخدام السترات
للنمو في وجود الأكسجين
-
هو عدم قدرتها -يعني البكتيريا- على
نقل السترات
-
يعني بمجرد أن تلتقط السترات،
فلديها ما يلزم لهضمها
-
ومع ذلك، يقول "العمري" بعبارة أوضح مقدمات
ما حدث لم تكن موجودة في البكتيريا منذ البداية
-
بل ظهرت بعد 20.000 جيل، وتطورت تدريجيا
خلال 10.000 جيل آخر، إلى أن ظهرت القابلية
-
لهضم السترات
-
فيضلل القارئ بإيهامه أنه لم تكن هناك أي
مقدمات تؤهل البكتيريا لاستخدام السترات
-
وأن هذه ظهرت بعد 20.000 جيل، وتطورت
تدريجياً خلال 10.000 جيل آخر
-
إلى أن ظهرت القابلية لهضم السترات،
وهذا كله كذب
-
ثم يقول: بينما مقدم الحلقة يوحي لنا أن
الأمر كان موجوداً منذ البداية
-
وأن كل ما في الأمر تكيفات حدثت
مع بيئة جديدة
-
أي أمر يا "عمري"؟ أمر هذه تعادل في لهجة
إخواننا المصريين "البتاع"
-
ويبدو أن "العمري" يُفضّل استخدام عبارات
عائمة مثل المقدمات، وأمر للتضليل
-
ومقدم الحلقة، الذي هو العبد الفقير،
لا يوحي بهذا الأمر، بل ينص عليه نصاً
-
أن الجينات موجودة من البداية، وآليات
هضم السترات موجودة من البداية، كما بيّنّا
-
فهل تحريفات "العمري" هي بالصدفة؟
أم أنه لا شيء بالصدفة؟
-
طيب، ماذا عن السطر الذي يقول "العمري"
أن "قنيبي" تعمد إهماله؟
-
والذي ترجمته "على الأقل 3 مجموعات مميزة
تزامنت قبل 10.000 جيل من ظهور السمة
-
لهضم السترات" والذي حرّف "العمري" ترجمته
إلى "نشأت"، وأضاف عليه "جديدة"
-
النقطة التي يحاول "العمري" إيهام القارئ
بها هنا أن تكون جينات نقل وهضم السترات
-
احتاج لآلاف الأجيال، لتقريبها للنموذج
التطوري المعروف
-
ولذلك قال "ظهرت بعد 20.000 جيل
وتطورت تدريجياً خلال 10.000 جيل آخر"
-
بيّنا أن "لينسكي" وفريقه أنفسهم لم يدّعوا أن
جين ناقل السترات تطور خلال عشرات آلاف الأجيال
-
بل كان موجودا من البداية
وكذلك آليات هضم السترات
-
طيب ما الذي حدث في عشرات آلاف الأجيال إذن؟
-
قال "لينسكي" ورفاقه أن هناك طفرة أو أكثر
حصلت لم يستطيعوا تحديدها
-
هيأت لعملية نسخ جين ناقل السترات
وحشره في المكان المناسب
-
لا أنها طفرات صنعت جين ناقل السترات
وجينات هضمه كما يوهم "العمري"
-
بل هيأت لعملية النسخ والحشر
-
و"لينسكي" يحاول بذلك أن يقارب النموذج
التطوري المعروف
-
أن هناك طفرات عشوائية تحتاج عشرات
آلاف الأجيال
-
ومع ذلك، ففي هذا البحث المنشور سنة 2016
أعاد باحثون تجربة "لينسكي" مع تعديل في ظروفها
-
فوجدوا أن بكتيريا E-COLI بدأت بتفعيل الجين
الناقل للسترات خلال 12 إلى 100 جيل فقط
-
ولم تحتج إلى عشرات آلاف الأجيال لتفعيل
هذه الخاصية الموجودة سلفاً
-
ماذا يعني ذلك؟
يعني أن الذي حدث في تجربة "لينسكي"
-
IS REPRODUCIBLE يعني قابل للإعادة
ولا يحتاج طفرات عشوائية تحصل بالصدف
-
عبر أزمان طويلة
-
ويعني أيضا أن ندرة العملية التي قامت بها
البكتيريا وحاجتها لعشرات آلاف الأجيال
-
في تجربة "لينسكي" كانت نتيجة لظروف التجربة
وليس حدثاً تطوريا فريداً
-
وأنه لم تضف معلومات جينية جديدة
-
ومع هذا كله، سمّى الباحثون هذه العملية
بالتطور السريع RAPID EVOLUTION
-
كل شيء لازم تُحشر فيه في النهاية كلمة
EVOLUTION
-
كما بيّنّا في حلقة
"كل الطرق تؤدي إلى الخرافة"
-
وبعض الباحثين يفعل ذلك ليُقبل نشر ورقته
في المجلات العلمية التطورية
-
حتى لو لم يكن مقتنعاً بخرافة التطور
-
حتى لو تسامحنا مع "العمري" وقلنا أنه لم
يتطّلع على هذا البحث
-
فيكفي تدليسه على ورقة "لينسكي" بدعوى أنه
لم يكن هناك أي مقدمات
-
لا جين ناقل للسترات، ولا آليات هضمه
-
ولاحظوا إخواني بالمناسبة، كيف أن بعض
المثقفين العرب يطلعون علينا بتجربة من
-
التجارب الغربية على أنها الحق المبين، وما
أثبته العلم الحديث، بل ويزورون فيها ويحرفون
-
مع أن هذه التجربة نفسها حتى لو أخذتها كما
هي دون تحريف، قابلة للصواب والخطأ
-
وقد يأتي ما يناقضها، وهم مع ذلك يريدون أن
نتأول القرآن والسنة بحسب نسخهم المزورة
-
من هذه التجارب القابلة للنقض
-
كل هذا كان عن الاعتراض الأول "للعمري" على
حلقة (رحلة اليقين) عن تجربة "لينسكي"
-
يتابع "العمري" فيقول:
"ثانياً: إذا كان الأمر أيضا كما يقول
-
فلماذا لم يحدث مع العينات الباقية التي
استمرت بالتكاثر والتضاعف ضمن ظروفها
-
دون أن تصل إلى هضم السترات، ولم تصل حتى
بعد أكثر من 70.000 جيل؟"
-
والظاهر أنه يقصد: إذا كان الأمر كما يقول
"إياد" تكيفا بآليات بديعة، لا تطورا ناتجا
-
عن طفرات عشوائية، فلماذا لم يحصل
مع باقي عينات البكتيريا؟
-
هذا السؤال يا إخواني لا يسأله من عنده
أبجديات علم الأحياء الدقيقة
-
الطفرات التكيفية لا تحصل لكل خلايا
البكتيريا عند تعرضها لظرف يستحث الطفرات
-
فمعروف أننا عندما نعرّض بكتيريا لمضاد
حيوي مثلا، فإن بعضها ينتج صفات
-
المقاومة له، وليس كلها
-
يتابع "العمري" باعتراض ثالث على حلقتنا
ويبلغ هنا قمة الكوميديا
-
فيقول: "ثالثا: في حلقة أخرى بعنوان التشابه
الجيني دليل لصالح نظرية التطور أم عليها
-
سيقوم مقدم الحلقة بوصف بعض العمليات التي
تحدث في الجينوم، والتي تؤدي إلى تمايز
-
خلية عن أخرى في جسم الإنسان
-
مثل خلية العظم، وخلية الأمعاء
أكرر تمايز نوع عن آخر
-
برغم تشابه ال DNA تماما في الخليتين
-
ويذكر من ضمن هذه العمليات النسخ واللصق
والتجميع التي تحدث للجينوم
-
وتؤدي إلى هذا التمايز، وهذا بالضبط هو
الذي حدث مع تجربة "لينسكي"
-
تجمع جينان مع بعضهما وأنتجا جينا جديدا
أضاف معلومات وراثية جديدة
-
وبقيت المعلومات السابقة دون أن تمس
لماذا اعتبره مثالا على نشوء نوع آخر
-
من الخلايا في حلقة أخرى، واعتبره مجرد
تأقلم في هذه الحلقة؟"
-
"العمري" هنا إما أنه يجهل أبجديات الأحياء
أو أنه يتعمد استغفال القراء لأبعد حد
-
فهو أولا يستخدم أسلوب بما أن الشمس تطلع
من المشرق فإن عصير التفاح
-
هو نتيجة خلط الماء بالزيت
-
أو ما يسمى في علم الأمراض النفسية
WORD SALAD سَلَطَة الكلمات
-
فكلامي عن التشابه بل التطابق الجيني لخلايا
الإنسان الواحد لا علاقة له أبدا بتجربة لينسكي
-
في الحلقة التي يشير إليها "العمري" كنت
أتحدث عن عملية ALTERNATIVE SPLICING
-
القطع التبادلي، وهي عملية خاصة بال mRNA
messenger RNA
-
لا تؤثر على المادة الوراثية DNA
وتحدث بشكل كبير في خلايا الإنسان
-
لتنتج أنواعا مختلفة من البروتينات من جين
واحد، كما فصّلت
-
هذه العملية نادرة في الخلايا البكتيرية لأن
ال INTRONS فيها نادرة
-
أما ما حدث في البكتيريا في تجربة "لينسكي"
فهو TANDEM DUPLICATION
-
مضاعفة تسلسل جيني على مستوى ال DNA
-
والذي أدى إلى تفعيل جين كان صامتاً لإنتاج
نوع واحد من البروتين تحت ظروف مختلفة
-
إذن، فال ALTERNATIVE SPLICING هي عملية على
مستوى ال RNA لإنتاج أنواع مختلفة
-
من البروتينات من جين واحد في خلايا
الإنسان وحقيقيات النواة
-
بينما ال TANDEM DUPLICATION في تجربة "لينسكي"
كانت على مستوى ال DNA لإنتاج نوع واحد
-
من البروتين في خلايا البكتيريا،
والتي تسمى وهمية النواة
-
عمليتان مختلفتان تماماً تحدثان على مستويين
مختلفين تماما،
-
في نوعين مختلفين تماما من الخلايا
وبنتيجتين مختلفتين تماما
-
ما الرابط العجيب بحيث يقول "العمري":
وهذا بالضبط هو الذي حدث؟
-
يقول هناك نسخ ولصق وتجميع، نعم.
هذا ما يقوم به "العمري" بالضبط
-
قص ولصق وتجميع وترقيع وتزييف وضحك
على الناس واستغفال لهم
-
ثم ليزيد البيان يقول: تجمع جينان مع بعضهما
وأنتجا جينا جديدا. وهذا كذب
-
ليس في العملية كلها جين جديد
-
يقول: أضاف معلومات وراثية جديدة.
وهذا أيضا كذب
-
ثم يقول "العمري": لماذا اعتبره مثالا على
نشوء نوع آخر من الخلايا في حلقة أخرى
-
واعتبره مجرد تأقلم في هذه الحلقة؟
-
فيوهمك أن ما حدث في بكتيريا E-COLI
هو نشوء نوع آخر من البكتيريا بفضل التطور المزعوم
-
وهذا أيضا كذب
لم يظهر نوع جديد من البكتيريا
-
وخلية الإنسان بعد ال ALTERNATIVE SPLICING
بقيت خلية إنسان
-
وبكتيريا ال E-COLI بعد ال TANDEM DUPLICATION
بقيت بكتيريا ال E-COLI
-
وأنا أتساءل حقيقة؛ هل بالفعل "العمري"
لا يفرق بين التطور من نوع لآخر
-
وتنوع خلايا الجسم الواحد؟
-
وبين الخلايا ومكوناتها على كل مستوى؟
فلا يفرق بين ما يحدث في خلية الإنسان
-
وما يحدث في خلية البكتيريا؟
ولا يفرق بين ال DNA وال RNA ؟
-
ولا يفرق بين ال TANDEM DUPLICATION
وال ALTERNATIVE SPLICING ؟
-
بلاش السطر الأخير الذي يحتاج متخصصين
-
باقي المعلومات أخذناها في سنة أولى
جامعة في البيولوجي
-
بل وفي المدرسة بدءا من صف تاسع ابتدائي
-
ونعيدها في مساقات الميكروبيولوجي
وفي البيوكيمستري
-
ثم في كل المساقات المترتبة عليها في الجامعة
-
تصور بعد هذا كله لما يقول "العمري"
عن حلقة (رحلة اليقين) عن التجربة
-
"في الأساس لم كل هذا التشنج، ولم العداء
لتجربة علمية ووصفها بكل تلك الأوصاف
-
التي توحي للمتلقي أنه سيفقد إيمانه
لو خاض تجربة علمية؟"
-
لا معلش، هذا كذب فج
عدائي ليس للتجربة العلمية،
-
بل هو للافتراء على التجربة وسوء توظيفها
وتحريف دلالتها لتضليل الناس
-
والذي يمارسه "العمري" و "دوكينز"
و "عدنان إبراهيم" وأمثالهم
-
وإلا فقد بينت أنها دليل على عظمة الخالق
وقلت في الحلقة:
-
"ما تم اكتشافه أو اكتشاف شبيه به فهو
في غاية التعقيد والإحكام والروعة
-
كما درسناها في مساقات البيوكيمستري
المتقدمة في الدكتوراة"
-
"تكيف مذهل يدل على خالق لا حد لعظمته"
-
"إذن، فهذه قصة تجربة "لينسكي" ونسأل الله
أن ييسر لنا الوقوف معها مطولا
-
في محطة أخرى لما فيها من دلائل عظيمة
على قدرة الخالق سبحانه وتعالى"
-
عدائي هو للكذب على العلم وتحريفه
فأنا أعشق مادة الأحياء منذ سنة أولى جامعة
-
وكنت الأول على كل طلاب جامعة العلوم
والتكنولوجيا الأردنية بفضل الله تعالى
-
طلاب الطب والصيدلة والأحياء وكافة الفروع
التي تأخذ هذه المادة
-
وحزنت لما نزل معدلي من 100% في بيولوجي 1
إلى 99% في بيولوجي 2
-
وجادلت الدكتور لأقنعه بصحة جوابي
لكنه لم يقتنع
-
على قدر محبتي لهذه العلوم، أشمئز من
تزويرها، والعبث بها وتحريف دلالتها
-
يستغرب "العمري" لماذا أستخدم عبارات
"دجالي الخرافة" و "كهنة الخرافة"
-
بماذا أصف من يفعلون فعله هذا هو و "دوكينز"
و "عدنان إبراهيم"
-
يتضايق البعض من الوضوح في كلامنا عن هؤلاء
-
حتى وإن كان المزوِّر لطيفا في أسلوبه،
منتقيا للكلمات في افترائه على الآخرين
-
لا تلومونا إذا كنا صريحين مواجهين
حين نُبين كذبه وافترائه
-
ولنا أن نسأل؛ إذا كان "العمري" يدافع عن
نظرية علمية لا عن خرافة
-
فلماذا يحتاج كل هذا القدر من التزوير،
والكذب، والتحريف، واستغفال الناس لينتصر لها؟
-
لماذا مراكمة الظلمات بهذا الشكل
لحجب الحقيقة؟
-
"ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد
يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور"
-
ويدّعي "العمري" بعد ذلك كله أن صاحب
(رحلة اليقين) يتلاعب ليوحي لقرائه غير الحقيقة
-
والله ما أرى أكثر انطباقا على ذلك من
"إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت"
-
"العمري" وضع أسماء دكاترة وشهاداتهم
كمراجعين للكتاب
-
وأنا أسأل هؤلاء، هل قرأتم الكتاب بالفعل؟؟
-
إذا قرأتموه، ألم تطّلعوا على كل
هذا الجهل والتزوير؟
-
فإن كنتم قرأتموه وانطلى عليكم فتلك مصيبة
-
ويعني أنكم لا تعرفون أبجديات العلوم الحيوية
-
مع أن شهادات الدكتوراة التي تحملونها
هي في العلوم الحيوية
-
فاستروا على أنفسكم
-
وإن كنتم رضيتم بوضع أسمائكم كمراجعين
للكتاب مع أنكم لم تقرأوه، فالمصيبة أعظم
-
لأنكم تمدحون كتاب الشخص دون معرفة محتواه
مناصرة له على عمى
-
وهذا ليس من الأمانة العلمية
-
يقول "العمري": رغم كل حديث مقدم الحلقة
عن مقاصد التجربة من إنكار الخالق
-
فإنا "ريتشارد لينسكي" يتحدث عن العلاقة بين
الدين والعلم، وكيف أن لكل منهما مجاله
-
الذي لا يجب أن يتداخل
أو يتعارض مع الآخر".
-
وهذا كذب، فأنا لم أقل أن مقاصد التجربة
كانت إنكار الخالق
-
كأنهم أجروها حتى ينكروا الخالق
-
ولا قلت أصلا أن "لينسكي" ينكر الخالق
"لينسكي" وغيره لا يجدون مشكلة في أن يقول
-
نحن لا ننكر الخالق بالضرورة، ولكن هذا
لا يعني أن هناك من قصد خلق الكائنات
-
وهذا الفصام الذي ينقله "العمري" عن "لينسكي"
وكأنه شيء مقبول
-
هو ما نبطله في حلقات (رحلة اليقين)
-
بعدما رأينا ماذا حدث في التجربة، لنا أن
نفهم كيف يضلل "العمري" قرائه حين يقول
-
"اعتُبر هذا - يعني الذي حدث في التجربة-
بمثابة خطوة أولى محتملة نحو التطور الكبروي
-
أي أن تقود هذه الصفة الجديدة إلى المزيد من
التغيرات التي تقود بدورها إلى ظهور نوع جديد
-
التجربة مهمة جدا؛ لأنها قدمت نظرة من الداخل
على ما يحدث في التطور
-
وعدّلت من بعض التصورات السابقة عن وصول
التطور إلى نهاية عندما تتوازن البيئة مع
-
الكائنات فيها، ولكن هذه التجربة قدمت ما
يفيد أن التطور يستمر.
-
ما الذي يزعج مقدم الحلقة في هذه التجربة
حتى يشن عليها هذا الهجوم؟
-
نتائجها المباشرة طبعا، هنا لم يعد التطور
تفسيرا لظواهر مشاهدة، بل أصبح نتيجة مخبرية
-
مشاهدة بشكل مباشر."
-
انظر إلى غسيل الدماغ، هذه التجربة تطور،
تطور، تطور، ومشاهد بشكل مباشر
-
كذب في وصف ما حدث في التجربة، ثم بعد الكذب
استنتاج أن هذا الذي حدث يعني إمكانية تحول
-
البكتيريا لنوع آخر بمزيد من الطفرات
وبالتالي التطور الكبروي -على حد تعبيرهم-
-
يعني التحول إلى كائن آخر غير البكتيريا
-
إلى ما نراه من أشكال الكائنات، ويقول لك
هذا التطور أصبح نتيجة مخبرية مشاهدة
-
بشكل مباشر
-
يشبه تلاعبات "العمري" في كتابه
"ليطمئن عقلي"
-
حيث ختم عن "نظرية التطور" وأدلتها بقوله
"ولعله من نافذة القول
-
أنه لا يمكن لأي نظرية علمية أن تكون بديلة
لنظرية التطور دون أن تأخذها أولا على محمل
-
الجد التام، والدراسة العلمية المكثفة، خصوصا
خصوصا، أن سجل الأحافير الذي تستخدمه
-
نظرية التطور يضم ملايين الأحافير، إن لم
يكن المليارات منها".
-
جملة مصاغة بطريقة توهم أن هناك الملايين
أو المليارات من الأدلة على "خرافة التطور" من الأحافير
-
سجل الأحافير الذي تستخدمه "نظرية التطور"
-
بعيدا عن المبالغة الشديدة في الأرقام
فهذا السجل مليء بأحافير لهياكل بشرية
-
وحيوانية، مثيلة للمخلوقات المعروفة
الموجودة حاليا
-
ولم يدّعي ولا حتى كبار مروّجي الخرافة
الغربيين
-
أن هذه الأحافير المماثلة لهياكل البشر
وهياكل الحيوانات دليل على التطور
-
وإنما هم يستدلون بأحافير محدودة
أريناكم مرارا بالتفصيل العلمي
-
ومن أوراقهم ما يُكذّب دلالتها على التطور
-
ويستغرب "العمري" بعد ذلك عندما أستخدم
وصف "دجاجلة وكهنة العلم الزائف"
-
مجموع ما قال "العمري" في حديثه عن
حلقتنا من (رحلة اليقين)
-
بعيدا عن مقدماته ونصوص من حلقاتي
يعادل حوالي الصفحتين أو الثلاثة أو الأربعة
-
على أعلى تقدير
-
فيها هذا اللف والدوران والخداع
-
لكم أن تتصوروا ما فعله في كتابه هذا المؤلف
من 520 ورقة
-
احتجنا جهدا لبيان التزوير والتلاعب
بالألفاظ في هذه الصفحات القليلة
-
فلكم أن تتصوروا كيف سأمضي عمري كله إذن
في الرد عليه وعلى كل من يهاجم (رحلة اليقين)
-
بتزوير وكذب مماثل، ممن يطالبني بعض
الإخوة بالرد عليهم
-
في مقابل الاستماتة في تكذيب حلقات (رحلة
اليقين)، التي اهتدى بها الكثيرون بفضل الله
-
نجد "العمري" يستميت في الدفاع عن كبير
كهنة الإلحاد "ريتشارد دوكينز"
-
في بعض المواضع، وإن ناقضه في مواضع أخرى
-
كنا بيّنّا في حلقة "عنزة ولو طارت" كيف
أُحرج "دوكينز" من سؤال أعطنا مثالاً واحداً
-
على طفرة جاءت بصفة جديدة مفيدة.
وكيف سكت "دوكينز" وبُهت
-
فيدافع "العمري" عن "دوكبنز" ويقول:
-
"ما يقوله دوكينز عن الواقعة إنه اكتشف عند
هذا السؤال أنه يحاور أعداء كنسيين لنظرية التطور
-
وهو أمر كان يحاول تجنبه، وأن ثواني سكوته
الإحدى عشر كانت وهو يفكر أن يكمل الحوار
-
أو يطرده من منزله".
شوف التبرير
-
ويدافع "العمري" بقوله: "الفيديو لُعب
بإعداداته بشكل واضح
-
وقد شرح دوكينز المسألة كلها في
أكثر من موقع"
-
ما مصدر "العمري" لهذه المعلومات؟
-
مقال "كشف الخداع الخلقوي" المنشور في مجلة
SKEPTIC الإلحادية
-
ومقال لـ"ريتشارد دوكينز"نفسه في موقع
AUSTRALIAN SKEPTICS الإلحادي
-
وما دام قالها "ريتشارد دوكينز" فقد صدق
-
وما دامت قالتها مقالات كشف الخداع الخلقوي
والمجلات الإلحادية، فقد صدقت
-
نعمت المصادر يا "عمري"
-
هذا في التبرير لموقف "دوكينز" صاحب كتاب
"وهم الإله"
-
"دوكينز" عرّاب الإلحاد الذي ألحد بتضليله
كثير من الناس
-
"دوكينز" الذي بيّنّا في (رحلة اليقين)
نماذج من خداعه واستغفاله للناس
-
واستخدام العلم الزائف في تكفيرهم
-
الظريف في الموضوع أن "العمري" يذكر
ضمن نمط (رحلة اليقين) في التعامل
-
مع "نظرية التطور"
"نقل حرفي -يعني من طرفي-
-
(أحيانا) من مواقع دينية مسيحية معادية
لنظرية التطور،
-
دون محاولة التحقق مما يُنقل،
أو من المنطق المصاحب للنقل".
-
وأنا أتحدى "العمري" أن يأتي بمثال واحد على
ذلك في (رحلة اليقين) من أولها لآخرها
-
هذا الذي يسميه نمطا متكررا، فليأت عليه
بمثال واحد
-
بينما تراه في الحقيقة ينقل حرفيا من مواقع
الملحدين، وكأن كلامهم حقائق
-
أي مجال تركه لنا "العمري" لنتعذر له
أو نحسن الظن به وهو يفعل هذا كله؟
-
يفعل كل شيء؛ يزور، يكذب، يفتري، يحرف
الترجمة، يستشهد بمواقع الملحدين
-
وكل ذلك ليهاجم سلسلة هدى الله
بها خلقا كثيرا
-
وفي المقابل، يُلمّع صورة "دارون"
وكاهن الإلحاد "دوكينز"
-
يستميت "العمري" في الدفاع عن "دارون" ويؤكد
في كتابه أن "دارون" لم يقل بتطور الكائنات
-
بالصدفة، مع أني رددت عليه بشواهد من مواطن
عديدة من كتاب "دارون" في حلقة خاصة
-
ومع ذلك يصر "العمري" على تبرئة "دارون"
ويصنع نسخته الخاصة من "نظرية التطور"
-
ليدافع عنها ويتّّهم "إياد" بصناعة نسخته
الخاصة للهجوم عليها
-
يعنون "العمري" كتابه بـ "لا شيء بالصدفة"
-
ثم لما جاءت نتيجة تجربة "لينسكي" مبرهنة
لهذا العنوان
-
نراه يخفي هذه النتيجة التي تُبيّن بالفعل
أنه لا شيء بالصدفة
-
ويحاول إيهام القراء بمثل ما يوهمه دجاجلة
الصدفة كـ "ريتشارد دوكينز"
-
من أن القدرة على هضم السترات
نشأت من لا شيء، وبلا مقدمات
-
ويستخدم في ذلك التدليس، والتزوير
-
وقد بيّنت كيف كان "عدنان إبراهيم" يبدأ
حلقاته بالبسملة، والصلاة والسلام على رسول الله
-
والدعاء وتحية الإسلام، ثم كيف قادت حلقاته
إلى الإلحاد الصريح
-
أو على الأقل ازدراء الإسلام في
شريحة كبيرة من متبعيه
-
ختاما يا كرام، أمضى فريق "لينسكي"
عقودا وهم ينمون بكتيريا الـ E-COLI
-
ونما منها لربما التريليونات
-
وإلى الآن وصل عدد أجيالها أكثر من
70.000 جيل
-
ومع ذلك لم تستطع الصدفة
والطفرات العشوائية المفترضة
-
إنتاج بكتيريا من نوع آخر
-
ولم تضف مادة وراثية جديدة
-
وبقيت الـ E-COLI إي كولاي
-
فهل هذا هو أفضل ما يملكه أتباع الخرافة
من أدلة؟
-
بل هل هذه التجربة دليل لـ "خرافة التطور"
أم ضدها؟
-
كلمة أخيرة للإخوة والأخوات الشباب
-
يعزُّ عليَّ الخوض في هذه المواضيع لأني
أعلم أن كثيرا منكم يحس بالتيه وخيبة الأمل
-
عندما يرى الخلاف بين من كان يحسبهم على خير
-
لكن هذا قَدَر الله
أن يبقى في الأرض حق وباطل
-
ومن رحمته تعالى أن يجعل لمن يتقيه
فرقانا يفرق به بين الحق والباطل
-
قال تعالى: "يأيها الذين آمنوا إن تتقوا
الله يجعل لكم فرقاناً"
-
فاتقوا الله فيما تعلمون
ليُبَصِّركم فيما التبس عليكم
-
وتعلقوا يا كرام بحبل الله
-
اقرأوا كتاب الله الذي يبصَّركم
بأحوال الناس إذ يقول في صنف منهم
-
"يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون
إلا أنفسهم وما يشعرون"
-
ويقول فيهم:
-
"وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا
إنما نحن مصلحون *
-
ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون"
-
تمسكوا بفهم أسلافنا الأتقياء الأنقياء ولا
يغرنكم من يحقّرون فهمهم بدعوى العلم والتنوير
-
"وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا
أنؤمن كما آمن السفهاء
-
ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون"
-
وادعوا الله تعالى بما علّمنا رسوله ﷺ
"اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل
-
فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة
-
أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون
-
اهدني لما اختُلف فيه من الحق بإذنك
-
إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم"
-
والسلام عليكم ورحمة الله