وجهة نظر فنية لممارسة العلم | بوي أونجاي | TEDxChiangMai

يربط عالم الأحياء "بوي أونجاي" شغفه بالفن مع عمله في المختبر. وهو يكشف لنا عن صور رائعة لفيروسات وخلايا وبروتينات وغير ذلك باستخدام المجهر الإلكتروني ويبيّن لنا جمالها الطبيعي من خلال إضافة الألوان لتلك الصور. وهذا ما شجعه على العودة إلى شغفه بالفن والرسم. "فنان يرتدي المعطف المخبري أو عالم مجنون قد فتنه الفن"

"بوي أونجاي" الحاصل على شهادة الدكتوراه هو عالم أحياء تجريبية ومحاضر في جامعة "ماهيدول" وهو مختص في الصور الجزيئية والخلوية. تم نشر الصور التي عمل عليها في العديد من المجلات والصحف. أما خارج المخبر، "بوي" فنان أيضاً ومصمم وشاعر حيث يلهمه جمال الاكتشافات العلمية في جميع أعماله المبدعة.

قُدّم هذا الحديث ضمن حدث TEDx باستخدام تنسيق TED للمؤتمرات ولكن تم تنظيمه بشكل مستقل من قبل مجتمع محلي.
للمزيد يمكنكم زيارة: http://ted.com/tedx

لأنني مهووس بالتعلم،
سأتحدث عن العلم

قليلاً، على كل حال

إذًا، هذه الصورة هنا جميلة، وكما ترون

إنها صورة حقيقية تم رسمها من صورة حقيقية

مأخوذة من مجهر إلكتروني

إنها صورة لمُعقّد بروتيني

مسؤول عن التحكم بحركة الخلية

إذًا دعونا نري، إن أخذت قطرة ماء

فقط قطرة ماء

أُخذت هذه في الحقيقة من ترعة في "بانكوك"

قطرة واحدة فقط، ثم نضخّمها قليلاً

حيث نشاهد كائنًا رائعًا في الماء

انظروا إليه

اسمه "لاكريماريا أولور"
وهو حقًا جميل ورائع جدًا

ولكن تخيل لو كنت تركض بجانب الترعة

ورأيت النافورة حيث يخرج منها الماء

لن تريد أن تبتلّ بالماء، أليس كذلك؟

لكن على أية حال، فالعلم جميل،
إنه رائع

وإن استمررت في التكبير أكثر فأكثر،
انظر إلى هذا

أنها صورة لفيروس، ويدعى فيروس "حمى الضنك"

وهو يسبب مرضًا شديدًا

وهو في الحقيقة جميل جدًا

لقد تمت إعادة بناء هذه الصورة
الجميلة من بيانات حقيقية

مأخوذة من مجهر إلكتروني أيضًا

وهذه الصورة هنا هي لفيروس HIV
الذي يسبب مرض الإيدز

أعتقد لا أحد منا يريد أن يحمل
هذا الفيروس، أليس كذلك؟

هذه الصورة هي صورة بروتين

وهو يشكل كبسولة فوق فيروس يصيب القريدس

وقد تسبب بضرر بالغ في قطاع
تربية الأحياء المائية

كما ترون، العلم جميل، إنه رائع

إذًا اليوم، بما أننا في مدينة
"تشيانغ ماي" الجميلة

أريد أن أشارككم

كيف أصبحت مفتونًا بجمال شيء صغير كهذا

في الحقيقة، بدأت القصة عندما كنت طفلاً

في ذاك الوقت، كنت في الحقيقة ولدًا مشاغبًا

وعندما كنت في الثانوية، كنت
شغوفًا بالفن والتصميم

لدرجة أنه في كل مرة تستدير
فيها المعلمة بظهرها عنا

وتكتب على السبورة
- وأنا كنت جالسًا إلى جانب نافذة -

كنت أصمم

وأصنع شيئًا ما

أصنع طائرات ورقية

وكنا نتراهن أنا وأصحابي

"من ستحلق طائرته الورقية لمسافة أبعد؟"

وعندما تستدير المعلمة عنا،
كنا نلقي بالطائرات الورقية

وفي معظم الوقت كانت طائرتي تستدير

وتدخل للغرفة في الطابق الأسفل،
وهذا كان مؤسفًا بعض الشيء

لذا كان علي دائما أن أبادل
الطالب بوجبة

ولكن على أية حال

كان ذلك يحدث لأنني لم أكن قد وجدت شغفي

في الحقيقة، في ذاك الوقت

كنت أحاول أن أفكر ماذا أريد أن أكون

وبما أنني أكره الإبر وأكره الدم

عندما أرى إبرة أشعر بالدوار

لذا اعتقدت لفترة طويلة نوعًا ما

أنه من المقدّر لي أن أصبح مهندسًا

وفي أحد الأيام، قابلت مستشاري في الثانوية

وقد أخبرني

"كما تعلم لا يتوجب عليك أن
تدرس علم الأحياء،"

"لأنك لن تحتاجها في البرنامج
الدراسي للهندسة"

لذا كنت متحمسًا جدًا

كنت كسولاً، وكنت متحمسًا للعودة للمنزل

وأخبرت والدتي

"أمي، لا أريد أن أدرس علم الأحياء"

"سيكون عديم الفائدة بالنسبة لي
عندما أدخل كلية الهندسة"

وقد نظرت إلي أمي وقالت: "عمّ تتحدث؟"

وأخبرتني:

"بوي، أنت لم تدرس علم الأحياء قط"

"كيف تعلم إذًا أنك لا تحبه"

وقد تبيّن لاحقًا أن أفضل أداء لي
في المدرسة كان في علم الأحياء

وبدأت أحبه أكثر فأكثر

وفي نقطة ما، تغير هدف حياتي

فأنا الآن عالم أحياء شغوف بعملي

أليس كذلك؟ كل ما رأيتموه
يبيّن شغفي أليس كذلك؟

أو يمكنكم أن تطلقوا عليّ مصطلح مهووس
بالتعلم، ولكن على أية حال

أنا عالم أحياء شغوف

ولكن أود أن أقول ملاحظة، أنا لم أعد أرمي
الطائرات الورقية من النافذة

لأنه يوجد في غرفتي مكيّف

على أية حال، لقد تجاوزت الأمر بعض الشيء

وكملاحظة أخرى للأجيال الأصغر

إذا كان هناك شيء لم تجربه من قبل، جربه

ربما ستجدون شيئًا ما مثلي

فأنا وجدت موهبتي، موهبتي الخفية

والتي لم أكن لأعثر عليها لو أنني لم أجربها

لذا كونوا منفتحين، وجربوا
شيئًا جديدًا، جربوه

إذًا لقد تابعت طريق العلم

وعندما كنت في برنامج الدكتوراه
كنت أحاول أن أفكك

بنية بروتينية تدعي سم BT

هذه هي البنية البروتينية التي فككتها

إنها بالفعل رائعة أليس كذلك؟
ولكنها لا تخبرك بالكثير حقًا

ولكنها تخبر العالِم بالكثير
من الأشياء عن البروتين

إن نظرتم إلى هذه الصورة هنا،
إنها تبيّن كيف يشكل السم

هيكلاً عندما يقتل خلايا الحشرات

إذًا يُستخدم هذا السم كثيرًا

في عدد من الصناعات وفي القطاع الزراعي،

وتحديدًا للتحكم بالآفات الحشرية

وعامل انتقال عدوى الأمراض

وهي ليست جميلة فحسب، بل تزودنا بالعديد
من المعلومات المثيرة للاهتمام

والتي يمكننا أن نستخدمها
لتحسين مجتمعنا أيضًا

والشيء التالي الذي كنت أعمل عليه

كان بعد أن انتقلت إلى "بيركلي"

وفي "بيركلي" كنت قد وجدت شيئًا

أكثر إثارة للاهتمام بقليل،

كنت أنظر إلى هذا الشيء

لقد توقف الفيديو، على أية حال لا بأس بهذا

أنتم غالبًا تعرفونه أليس كذلك؟

ما هي تلك الأشياء؟
إنها حيوانات منوية

ويمكنكم أن تروا

أنهم يتحركون بأسلوب فريد جدًا

إنهم يلتفتون برؤوسهم مرارًا وتكرارًا
دون أن يصابوا بالدوار

أليس كذلك؟ هذا رائع

ولقد كنت متحمس جدًا لهذا

فأنا أريد أن أعرف، كيف
تتحرك الحيوانات المنوية؟

وكنت أنظر إلى المعقّد الموجود
إلى جانب الرأس

والذي يتحكم في بدء انحناء الحيوان المنوي

وفي كل مرة أتحدث فيها عن هذا العمل

ينظر إلي الناس دائما بطريقة غريبة

وكما تعلمون، فإن أكثر سؤال أتلقّاه

ليس علميًا جدًا، فهم يسألونني

"لمن هذه الحيوانات المنوية؟"

أليس كذلك؟ لكن لا تقلقوا
فهي ليست لي

إنها لبقرة سعيدة من كاليفورنيا

في الحقيقة، لثور سعيد من كاليفورنيا

أليس كذلك؟ حسنًا

هذه رسمة ثلاثية الأبعاد للقطعة
الواصلة في الحيوان المنوي

وقد تم استخدامها كغلاف لمجلة تدعى

"Biology of Reproduction"
"علوم التكاثر"

وقد تم تضمينها مؤخرًا في أحد الكتب

ومن المثير للإعجاب كيف أن بنية هذا المعقّد

تساعد في حركة الحيوانات المنوية

أليس كذلك؟ إنه أمر مهم بالنسبة
للعالِم ليكون على غلاف مجلة

لذا، يكرمني أصدقائي دائمًا

ويقدمونني بمودّة لجميع الفتيات
اللواتي أقابلهن في الحفلات

ويقولون: "إنه ذكي جدًا، وخبير
بالحيوانات المنوية"

وظننا أن هذا الأمر رائع، وقد كنت
في سان فرانسيسكو

وكانت الفتيات دائمًا ينظرن
إلي بطريقة غريبة

ولكن لاحظت عندما فكرت بالموضوع مجددًا،
أن ذلك لم يكن رائعًا جدًا، أليس كذلك؟

على أية حال، إلى جانب انشغالي بالعلم،
فأنا أحب الفن والتصميم أيضًا

لقد مارست وجربت طرقًا مختلفة

للكتابة وممارسة الفن والشعر بشكل مبدع

وبالفعل، كنت أكتب لمجلة علمية

وأحاول أن أجعل العلم أكثر إثارة
للاهتمام بالنسبة للناس

لذا، يسألني كثير من الناس

كيف يمكنني أن أُجيد أمور
الفن والشعر والعلم؟

لأن تلك الأمور تتطلب مجموعات
مختلفة من المهارات

وتستخدم أجزاءًا مختلفة من الدماغ

لذا عندما يسألني الناس ذلك، أنظر إليهم

ولا أدري بماذا أجيبهم

ولكن بالنسبة لي، لأكون صريحًا معكم،
الإجابة الحقيقية بالنسبة لي

أن الصلة الوحيدة الموجودة

بين كل تلك التخصصات، الفن والعلم والشعر

هي الحب

فأنا أحب ما أقوم به جدًا،
وأستمتع بكل لحظة منه

وهذا شيء أريد أن أخبركم به، وهو إن
كنتم تحبون فعلاً ما تقومون به

وتؤمنون أنه بإمكانكم القيام به،
فانطلقوا إليه

وسوف تتمكنون من القيام به بدون أية مشاكل

كونوا واثقين بأنفسكم وكونوا شغوفين

في الحقيقة كنت أفكر بأن أترك
العمل في أمور العلم

للقيام بأمور الفن لفترة طويلة

ولكن العلم جميل جدًا، لا يمكنني تركه

أليس كذلك؟

على كل حال من المثير أن تجمع
بأكثر من نشاط في الوقت ذاته

ولكن لا نعلم حقًا، أليس كذلك؟

على أية حال في الحقيقة

إن العلم والفن والشعر وكل شيء

أصبحوا الآن ينصهرون جميعًا
في اختصاص واحد كبير

فلم تعد تلك الأمور منفصلة
عن بعضها بعد الآن

ولكن المشكلة الأساسية تكمن
في المنهج الدراسي

فإن المناهج التعليمية التي لدينا الآن

مجزّأة إلى حد كبير

فالطالب الموجود ضمن البرنامج
الرياضي أو العلمي في الثانوية

لا يعير الفنون اهتمامًا كبيرًا،
بل يكاد يكون اهتمامه بها معدومًا

وكذلك الأمر في مواد أخرى

وأما الطالب الخاضع لبرنامج أدبي
أو فني فلا يملك فكرة عن العلوم

وهذا المنهج الدراسي المجزّأ
يلحق الضرر بمجتمعنا

فالآن، كل الاختصاصات تنصهر ببعضها
لتشكل اختصاصًا متنوعًا كبيرًا

نحتاج إلى أحد ليساعدنا في
توحيد قوانا نوعًا ما

وإلى ناس متعددي الاختصاصات ليبذلوا جهودهم

ويساعدوا في تثقيف عامة الناس

لكي لا ينجرفوا وراء خرافات بقية الناس

لن نتمكن أبدًا من إنشاء مجتمع
ناجح وعلمي ويستند للمعرفة

إن واصلنا العمل بشكل منفرد

على أية حال، نحن ما نحن عليه

ولا يهم ذلك حقًا

فالأمر المهم الوحيد هو أننا ما نحن عليه

لا يهم ما هي مهنتنا

وإذا كنا كما آمنا أننا سنكون

سيكون بمقدورنا فعل أي شيء،
إن واصلنا المحاولة بفعله

لذا يمكنكم أن تنظروا إلي على أنني
فنان يرتدي المعطف المخبري

أو يمكنكم أن تنظروا إلى كعالِم
مجنون مفتون بالفن

ولكنني هنا لأنني أحب ما أفعل،
ولأنني أريد أن أشارككم ذلك

إذًا بإبداعنا

وبأفكارنا، وبتعاوننا

يمكننا أن نساعد بعضنا لنجعل المجتمع أفضل

حيث نملك وعي علمي أكثر، أليس كذلك؟

شكرًا

(تصفيق)