هل يمكن أن يضيع الوقت؟ | ألكسندر ليتنر | TEDxVienna

يدرس ألكسندر لايتنر حالياً علوم الاتصال وإدارة الأعمال في جامعة فيينا. وهوايته أيضاً صنع الأفلام، يتمتع بخبرة 10 سنوات في إنشاء أفلام رسوم متحركة قصيرة. مع أفلامه، فاز هو وفريقه بالعديد من الجوائز كما شارك في تنظيم واستضافة المهرجانات السينمائية. بالإضافة إلى ذلك، أقام ورش عمل للأطفال والمراهقين لتعليمهم كيفية صناعة أفلام الحركة.

بعد قضاء الكثير من الوقت في نشاط هو في الأساس مجرد هواية، يطرح سؤالاً: هل هذا وقتاً ضائعاً؟ وما الذي يمكن وصفه بالضبط بـ "إضاعة الوقت" - كل نشاط غير منتج؟ ولكن في معظم الأوقات ستكون منتجاً، وبالتالي ستحقق فائدة لنفسك بطريقة معينة. سيركز الحديث على مفهوم "إضاعة الوقت" في الأنشطة التي تستغرق وقتاً طويلاً.

تم إلقاء هذه المحادثة في حدث TEDx باستخدام تنسيق مؤتمر TED ولكن تم تنظيمها بشكل مستقل من قبل المجتمع المحلي. تعرف على المزيد على https://www.ted.com/tedx

ألفان وخمسمئة وستة وأربعون.

بالمناسبة، هذه ساعات.

ألفان وخمسمئة وستة وأربعون ساعة

قضيتها في إنتاج فيديوهات
باستخدام مكعبات البلاستيك.

الآن تصوروا هذا:

إنه يوم سبت جميل،

ولا يمكن أن يكون الطقس أروع من هذا،

وجميع أصدقائك يريدون الخروج معك.

بدلاً من ذلك، قضيتَ اليوم بأكمله
جالساً بالداخل في غرفة مظلمة،

تلعب بالقليل من المكعبات البلاستيكية.

يبدأ الأمر كأنه يوم سبت واحد فقط،

لكنك تستمر،

وهكذا يمر يوم آخر، وأسبوع آخر، وشهرآخر،

وقبل أن تدرك الأمر،

تجد أنك قضيت معظم وقت فراغك
تفعل شيئاً واحداً معيناً.

بعد كل شيء، لدينا هذه السنة
ذكرى سنوية خاصة جداً، أليس كذلك؟

الذكرى السنوية العاشرة.

أعني، بدأت قبل عشرة أعوام
بصناعة أفلام البريك.

(ضحك)

[أفلام البريك]

إنها أفلام رسوم متحركة قصيرة

تم إنشاؤها باستخدام تقنية وقف الحركة

والمكعبات البلاستيكية،
ومن هنا جاءت التسمية.

إنه يتم على هذا النحو:

لديك غرض ما، تلتقط صورة له؛

تحركه قليلاً، ثم تلتقط صورة أخرى؛

تحركه مرة أخرى، ثم تلتقط صورة، وهكذا.

وينتهي بك الأمر بالآلاف من الصور،

وعندما يتم عرضهم بسرعة عالية،

يتم إنشاء وهم الحركة.

وهذا، بالطبع، عملية مستهلكة للوقت.

لذلك، ليس أمراً غريباً أن تقضي
يوم سبت مشرق بأكمله تقوم بهذا.

كنا سوياً مع أخي الأصغر توماس
وبعض الأصدقاء،

نقوم بهذا منذ فترة،

لكننا لا نمكث دائماً بالداخل
في الغرف المظلمة.

كما كنا نحضر المهرجانات السينمائية أيضاً،

وشاركنا في تنظيم بعضهم،

وفزنا بجوائز على أفلامنا الصغيرة.

أقوم الآن بتعليم الأطفال
كيفية صناعة هذه الأفلام.

أقوم بتنظيم ورش العمل لهم،

وأخبرهم أحياناً ببساطة،

"بدلاً من الخروج في يوم مشمس، ابقوا
بالداخل والعبوا بالمكعبات البلاستيكية".

(ضحك)

لقد كان أغلب وقت فراغي
في هذه السنوات العشر

مخصصاً لجعل المكعبات البلاستيكية تتحرك.

ولن يكون بقدوري
إعادة كل هذا الوقت إلى الوراء.

لذا بدأت أسأل نفسي:

"هل كل هذا وقتاً ضائعاً؟"

أعني، كل الساعات
التي استثمرتها في هذا الأمر

كان من الممكن استخدامها في أشياء أخرى،
أليس كذلك؟

[الوقت الضائع؟]

حسناً، لا أعتقد أنه أمراً سيئاً
إذا أضعت الوقت.

عليه، إذا كنت تضيع الوقت فلا بأس بهذا،

وربما يجب أن تضيع المزيد منه.

يبدو أن بعضكم سعيداً بهذه المعلومة:

"إضاعة المزيد من الوقت، لا مشكلة.

أستطيع فعل هذا."

قد يبدو الأمر مربكاً قليلاً

لأنه، في النهاية، دائماً ما يتم إخبارنا

أن نعظم إمكانياتنا
لنعيش الحياة على أكمل وجه،

وغالباً هذا يشمل ألاَّ نضيع وقتنا.

أعني، نفضل تصفح المنصات الاجتماعية،

نفضل مشاهدة البرامج التلفزيونية
لساعات لا تحصى،

لكن في بعض الأحيان قد نلوم
أنفسنا على ذلك لاحقاً.

قد نشعر بالذنب

إذا شاهدنا عدة حلقات من برنامجنا المفضل.

يأتي هذا من حقيقة

أننا لا نعتبر هذه الأنشطة جزءاً
من أهدافنا الكبرى في الحياة،

مثل ممارسة مهنة أو تأسيس أسرة.

إنها مجرد طرق لتمضية الوقت.

لذا عندما بدأت أسأل نفسي
عمَّا إذا كنت أضيع الوقت،

أولاً، بحثت عنه في قاموس.

يتم تعريفه على أنه:
"السماح بمرور الوقت بطريقة غير منتجة".

حسناً.

يمكن أن يعني هذا بعض الأشياء.

الأول هو أنك غير منتج،

بالطبع عندما لا تفعل شيئاً، لا شيء مطلقاً:

ربما الاستلقاء على السرير،

لا تشاهد أي شيء، ولست نائماً حتى.

فقط لا تقوم بفعل أي شيء.

الطريقة الثانية للنظر إلى المصطلح:

أنت غير منتج

عندما لا تحقق شيئاً ولا تصنع شيئاً،

كأن تقوم بتصفح المنصات الاجتماعية.

وستكون الطريقة الثالثة

أنك ملتزم بنشاطات قليلة الأهمية

بدلاً من الأشياء التي تشعر
أنك يجب أن تقوم بها.

أنت في الأساس تماطل.

مثلاً،

أنا لن أعتبر تنظيف غرفتي مضيعةً للوقت،

لكنه يمكن أن يُرى على هذا النحو

إذا توجب عليَّ أن أعمل

على بحثاً مهماً للجامعة بدلاً من ذلك.

أعني، بالطبع هذا أمراً شخصياً للغاية.

ربما تعتبر تنظيف غرفتك
أكثر أهمية من بحث ما،

لكن بالنسبة لي، هذا البحث هو جزء
من هدفي الأكبر في الحياة.

إنهاء البحث،

يساعدني على إنهاء الجامعة،

الحصول على وظيفة، وهكذا.

فلماذا أريد أن أضيع الوقت

بفعل شيئاً ليس جزءاً من هذا الهدف؟

لذلك هناك طرق مختلفة لتضييع الوقت،
وكذلك بعض المكاسب أيضاً،

لكن لا يزال السؤال قائماً:

"هل يضيع الوقت هباءً؟"

[هل يضيع الوقت هباءً؟]

من الناحية الموضوعية، "لا، لا يمكن".

لا يمضي الوقت إلى أي مكان،
باستثناء للأمام.

لذا، مهما قررت أن تفعل في يومك،

الوقت نفسه سيستمر.

إذن، بما أنه لا يمكن إضاعة الوقت نفسه،

لماذا تريد النظر إلى وقتك
كأنه مهدور على أية حال؟

أعني، أظهرت العديد من الدراسات

أنك أكثر إنتاجيةً وأكثر إبداعاً

إذا سمحت لنفسك من حين لآخر
بالتركيز على شيئاً مختلفاً

أو لا شيء على الإطلاق.

قام ديكسترهويس بدراسة عام 2004
ركزت على شيء مشابه.

راقب الأفكار الواعية واللاواعية

عند اتخاذ القرارات.

وبطريقة الاختبارات،

قدَّمَ مشاركين لديهم مشاكل في اتخاذ القرار

وبعض من الأجوبة للاختيار بينها.

وقسَّم المشاركين إلى ثلاثة مجموعات:

يجب على المجموعة الأولى
تقديم إجاباتهم فوراً؛

ويمكن للمجموعة الثانية التفكير بالمشكلة
بوعي وفعالية،

ثمَّ كان عليهم أن يقرروا.

وتم تشتيت أذهان
من هم بالمجموعة الثالثة قليلاً

بمهمة مختلفة تماماً،

ثمَّ كان عليهم أن يجيبوا.

خلصت الدراسة إلى أن الأشخاص
الذين فكروا باللاوعي،

الأشخاص الذين تشتت انتباههم قليلاً،

اتخذوا قرارات أفضل وأكثر عقلانية.

هنالك بالتأكيد طرق عديدة لتبديد الوقت،

وعلى ما يبدو بعض المكاسب أيضاً.

سيظل نشاطي المفضل هو صناعة أفلام البريك.

سوياً مع أخي توماس والأصدقاء،

توصلنا إلى أن وقتنا بصنع هذه الأفلام
أبعد ما يكون عن الضياع.

أعني، حتى لو قضينا كل هذه الساعات،

ما زلنا لا نشعر بالندم
على أي يوم سبت مشمس قضيناه بصنعها.

وفي هذه المرحلة،
أصبح هذا الأمر جزءاً من هويتي،

جزءاً مني.

قام الناس سابقاً بتسميتي السيد بريك.

(ضحك)

عليه، بالطبع، حتى لو لم يكن
لديك شيئاً للتباهي به،

مثل فيلم، منتج من وقتك الضائع،

إذا لم يكن لديك ذلك فلا بأس.

أعني، ربما تفضل تصفح المنصات الاجتماعية،

ربما تفضل الذهاب في نزهة
أو التأمل لمدة ساعة.

تقدم كل هذه الأنشطة آثاراً جانبية إيجابية،

مثل التعرف على أصدقائك عبر الإنترنت،

ربما تصبح في صحة أفضل جسدياً وعقلياً.

وعلى أقل تقدير،

ستسمح لك هذه الأنشطة أن تشعر
بالراحة والتركيز على شيء مختلف.

في بداية حديثي،

طرحت فكرة أنه من الجيد أن تضيَّع وقتك.

بالطبع،

إذا أضعت 15 ساعة يومياً،

ربما لن تكون مفيدة كإضاعة ساعة واحدة،

لكن لا توجد قاعدة ذهبية

متى أو كم من الوقت يجب أن تضيعه لتستفيد.

ربما تفكر أن تضع لنفسك

إطاراً زمنياً محدداً لتضيع وقتك بفاعلية،

وبعدها تستمر بواجباتك.

لأنه، بعد كل شيء، يظل مصطلح
إضاعة الوقت شخصياً،

وعليه، الأمر عائد إليك
حول كيف تريد أن تعرض هذا المصطلح.

لا تجعله شيئاً سلبياً
ولا تشعر بالذنب حياله.

بدلاً من ذلك، كن سعيداً بوقتك الضائع.

انظروا لكل البهجة والفوائد

التي تجلبها تلك الأنشطة إلى حياتكم.

لأن هذا

لا يعد مضيعةً للوقت على الإطلاق.

شكراً جزيلاً.

(تصفيق)