اكتشف قدراتك | يوسيلين هوفمان | TEDxYouth@ColegioAtid

الوصول إلى الشهرة ليس سهلاً، يتضمن تخطّي العوائق التي تضعها العوائق أمامنا. "يوس" تكتشف قدراتها وتدعونا لنكتشف قدراتنا. هي شخصية معروفة على "يوتيوب"، شقيقة اليوتيوبر "ديب راين شو"، قناتها الرئيسية تركّز على الكوميديا، والمشاهد الهزلية، ومدوّنات الفيديو، والمسلسلات، وقناتها الثانية تركّز على النّقد الاجتماعي. في الحقيقة، هي إحدى مدونات اليوتيوب المكسيكيات الأكثر شهرة في المكسيك.

تم إلقاء هذه المحادثة في حدث TEDx باستخدام صيغة مؤتمر TED، ولكن بتنظيمٍ مستقل من المجتمع المحلي. لمعرفة المزيد من خلال: http://ted.com/tedx

قالوا: "فكري بفكرة تتحدّث
عن تخطّي حدود إمكانيّاتك،

تخطّي العوائق في الحياة،

وكذلك تؤثر إيجابياً في العالم."

وقلتُ: "حسناً."

"حسناً، حسناً، سأفكر بالأمر."

للأسف، الموضوع ليس بسهولة أن أقف هنا
وأعطيكم نصائح بسيطة، صح؟

أوه! افعلوا هذا! نقطة انتهى.

بهذه البساطة، صحيح؟

لا أعتقد أن أي شيء خارجي سيعمل لصالحنا

لنتخطّى حدودنا فعلاً

كل شيء يأتي من الداخل.

ومن الواضح أنه على الجميع أن يتكلم
انطلاقاً من تجربته والأشياء التي عاشها.

ولذلك سأخبركم اليوم قليلاً عن نفسي.

حسناً, أظن أننا جميعا نواجه عوائق
يجب أن نجتازها

بمراحل مختلفة وعلوّ مختلف وصعوبات مختلفة

لكن، بالنسبة لي، ليس هناك عائق
يستحيل التغلب عليه.

اليوم أنظر إلى الخلف ولا أصدق ما حققته

لكن بعدها أتذكر
أنني أنا من حققتُ ذلك وأصدقه

يزعجني هذا السؤال: "كيف ترين نفسك بعد
خمس أو عشر سنوات؟"

لو سألت "يوس" منذ خمس سنين كيف ستبدو،

حسناً، لن يكون لديها فكرة بماذا ستجيبك.

فعندما كان عمري عشر سنوات كان
ال"يوتيوب" في بداية وجوده.

لذلك تستحيل الإجابة على هذا السؤال

لا أحد يمكنه أن يستبصر المستقبل

أيضا، أعتقد أن إظهار أهدافك المستقبلية
له نتائج عكسية.

لماذا؟

لأنه عليك أن تركز عليها اليوم،
في هذه اللحظة،

في حاضرك أو مستقبلك القريب جداً.

عندما نكون في عمر الثامنة عشر، يجبرنا
المجتمع كي لا نقول أنه يدعونا،

لدراسة مهنة.

وهذا شي مروّع، لأنه في عمر الثامنة عشرة
أنت غير ناضج،

لا تعرف ماذا تريد من الحياة،

تُعجَب بشخصين أو ثلاثة في نفس الوقت

ليست لديك أية فكرة.

وها أنت ذا، تنطلق في منزلق الحياة،

تدعو، تصلي،

تتمنى أنك قمت بالاختيار الأفضل

في اختيار أكثر مهنة تحبها.

نحن الذين لا نعرف ماذا سندرس،
في العادة ندرس اتصالات.

لأنه بالاتصالات ترى كل شيء ولا شيء.

إنه مضحك لأن جميع مَنْ هم مِن جيلي،

حسناً, إنهم يعملون بمهن مختلفة اليوم.

أنا صانعة محتوى.

أحد أفضل أصدقائي هو طاهٍ

صديقة أخرى تعمل في "بيميكس".

ولذا كل واحد مختلف.

الأغلبية ينتهي بهم الأمر في وكالات إعلان.

عندها أتساءل:

لماذا بحق الجحيم لم يدرسوا إعلان؟

لكن حسناً، هذه قصة أخرى.

الحقيقة أنني كنت أود أن أدرس السينما

لم أستطع ذلك لأن أهلي لم يكن لديهم المال
ليدفعوا لتلك الدراسة.

لذا، بعكس شركائي في المهنة،

عرفتُ ماذا أريد.

أغلبهم لم يكن لديه فكرة

كانوا كذلك، كما أنني درست اتصالات،
لأنه... لا أعلم

أحب التواصل.

آه، حقاً؟ حسنٌ، جميل.

عرفت أنني أحب الإعلام.

من عمر صغير جداً بدأت أمتهن التلفاز.

وحلمت بأن أكون مذيعة راديو.

أحببت الأفلام.

لطالما كان واضحاً بالنسبة لي ما كنت أريده.

كان حلمي أن أكون مذيعة راديو
وأن أكون في الإعلام.

هذا ما ميّزني عن زملائي في الصف.

المشكلة هي أنه في مهنة الاتصالات،

لا يعلمونك مادة الراديو
حتى الفصول الأخيرة.

لذلك لم أكن سأقف مكتوفة الايدي

منتظرة لأرى متى كانوا سيعلّموني

ما أردت معرفته فعلاً.

ماذا فعلتُ؟

تخطيت الحد.

بذلت مجهوداً أكثر، بدأت أبحث عن عمل.

وهكذا حصلت على عملي الأول
في عمر التاسعة عشرة.

الذي هو برنامج تلفزيوني،

بالأحرى، "كان" برنامجاً تلفزيونيّاً

يُدعى "بولبو إس آه دي سي في".

في هذا العمل عرضوا علي خمس عشرة ألف
بيزو في الشهر.

كان دواماً كاملاً.

بعدها، كان علي أن أتخلّى عن دراستي.

فعلتُ ذلك.

بالطبع خمس عشرة ألف بيزو في ذلك
الوقت كانت جيدة بالنسبة لي.

لم أكسب ذلك من قبل قط.

ودفعوا لي لأكون مذيعة.

طبعاً، ليس أكثر من مذيعة.

كنت المنتجة، والشخص الذي يتفقد الإصدار،

الشخص الذي يجد المواقع، والشخص
الذي يحصل على المقابلات.

علاوة على ذلك، كان علي أن أحرر النصوص

لأن كاتب السيناريو كان صفيقاً وسيئاً جداً

لدرجة انه كان ينسخ الأشياء
من ويكيبيديا نسخ ولصق.

ويترك لي "التحرير"، بين قوسين.

لذلك، في النهاية كانت تلك صورتي،

وكان علي أن أعدل كل النصوص.

الآن إن سألتموني

إن كانت الخمس عشرة ألف بيزو
تستحق كل ما فعلته،

الحقيقية هي لا، لم تكن تستحق.

لكن كان الأمر يستحق ذلك
لأنني تعلّمت الكثير.

ولهذا يقولون إن التمرين يصنع الخبير
وليس المدرسة.

انظروا! أنا لا أقول ألا تتعلموا
مهنة و إلى آخره.

أنا اتكلم من تجربتي كيف كانت بالنسبة لي

كانت لدي سنتان ونصف من الحياة الدراسية

ودراستي استمرّت لكن في العمل.

كما أن لكل بداية نهاية.

حسناً، انتهى برنامجي.

وكنت حزينة جداً، اكتأبتُ جداً وبكيتُ.

بالنسبة لي، انتهى العالم.

طُرِدتُ، ليس لأنني أخطأت بشيء ما،

لكن لأنهم غيّروا البرامج
وقالوا لي إلى اللقاء.

إذاً، كنت فتيّة جداً
وظننتُ أن العالم كان ينتهي.

لكن, لم أكن قد تعلمتُ عندها
أن الحياة متغيّرة.

وها أنا مكتئبة، عاطلة عن العمل
ولم أكمل دراستي،

ومعي جرو صغير جديد لأعتني به
لأن ذلك كان سهلاً بالنسبة لي.

ماذا فعلتُ؟

استجمعت نفسي، وبدأت أبحث عن أشياء.

بدأتُ أقوم بآلاف تجارب الأداء،

ومنها الآلاف الذين قاموا برفضي أيضاً.

أخذت دروساً بأشياء أحبها؛

دروس تعليق صوتي، ودروس دبلجة
ودروس تمثيل.

وأخيراً رأيت هذا على أنه فرصة
لبدء صناعة فيديوهات على منصة.

وقلتُ: حسناً، واو، هذا شيء قمتُ به من قبل،

على التلفاز، لكن، هذا سوف
يكون مسؤوليتي مئة بالمئة.

لا أحد سوف يقول: "هذا صحيح وهذا خاطئ".

"يجب أن تقولي هذا أو أن تقرئي
هذا النص من ويكيبيديا،" صحيح؟

هذا سيكون واجبي أنا.

وكان تحدّياً كبيراً لإبداعي.

لشخصيتي، لكل شيء.

قلت: "حسناً، سوف أبدأ بفعل هذا".

الحقيقة أنني كنت أفكر بأنني إن قمت بعمل
صحيح هناك،

سيأخذوني في التلفاز، سيأخذوني في الراديو،

سيأخذوني لأماكن أخرى.

ونعم، كنت محقة.

دعوني للعمل في محطات تلفزيونية مختلفة.

بدأت أعمل في مسلسل تلفزيوني
كـ"زهرة غوادالوب" وما شابه ذلك.

لم أكن أبداً داخل الزهرة، اهدؤوا.

علمت أنه لدي الجرأة. لكن
في تلك اللحظة تعلمتُ الكثير.

كان شيئاً رائعاً جداً.

ووصلتْ وظيفة أحلامي.

هذا صحيح لقد أصبحتُ مذيعة راديو.

أردت الاستفادة من هذا الصوت المثير
والأجش الذي أملكه

وكانت هذه أول وظيفة كهذه.

أول وظيفة في شركة على النمط القديم.

حيث كل شي محدود جداً، وحيث
تمضي ساعات لا نقوم بشيء

وليست ساعات ذات جودة.

وبدأت أصاب بالعديد من الصدمات العقلية.

بدأت أعاني من نوبات القلق
للمرة الأولى على الإطلاق

وقلت "واو!"

أعني لقد انهار عالمي

كيف يمكن ذلك؟

حصلت على وظيفة أحلامي، لطالما حلمت
بأن أكون مذيعة،

عملت في التلفاز،

تمت دعوتي لأقدم الألعاب الأولمبية،
والـ"سوبر بول"،

حصلت على بطولات في مسلسلات تلفزيونية،
فعلتُ كل شيء أردته،

وكنت غير سعيدة.

أصبت بنوبات قلق.

وأدركت أنه ليس دائما ما يكون الشيء
الذي تحلم به هو الشيء الذي تريده فعلاً.

وذلك شيء صعب التقبّل جداً.

لأنك تخيلت نفسك تفعل شيئاً معيّناً
طوال حياتك،

وفجأة تخرج وتقول لا.

ما الذي حدث؟ ما الذي وضع لي الحدود؟

ذلك العمل أعاقني بشكل لم يحدث من قبل.

كان صارماً بشكل لا يسمح لي بالتطور.

أتذكر جيداً جداً عندما استقلتُ

قلت لهم "شكراً"، وقلت: "آسفة لكنهم
لن يدعوني أكبر هنا".

"إنهم يعيقونني."

وثم رحلتُ، استقلتُ.

وبدأت أركز على ما يجب
عليّ التركيز عليه فعلاً.

على أشياء كانت مهمة.

بدأت أصبح حرة، وجدتُ الحرية،

حرية الإبداع، حرية الوقت،

حرية أن أفعل ما أردت.

وتلك الحرية سمحت لي أن أتطور.

تلك الحرية جعلتني أتقدم للأمام، جعلت كل
شيء يسير بسلاسة.

بدأت أركّز على فيديوهاتي وأشيائي.

بدأ الناس يُعجَبون بهم.

سارتْ الأمور ونَمَوتُ تدريجيّاً

كل شي كان يتطور، كل شي كان جميلاً.

من الواضح أن التركيز على قدراتي،

لأنه لنتذكر أن الذي يريد الكثير
لا يحظى بشيء

كما في الاتصالات.

هنالك أشخاص يقولون فجأة: "لا، أريد أن أفعل
هذا وهذا.."

نعم، لكن انتظر، صحيح؟
يجب أن تركز قليلاً

ليس هناك طريقة أفضل من مراقبة النفس

لكن بموضوعية، أليس كذلك؟

لأنه من السهل التكلم عن إنجازاتك
لكن عليك أن تكون موضوعياً.

علينا أن نخرج من هذا الجسد ونراقب أنفسنا،

ونقول:"حسناً، ما الذي أكون نافعا به؟
ما الذي أجيد فعله؟"

في حالتي، حسنٌ، لقد لاحظت أنني كنت جيدة
جداً في الأداء،

لم أكن خجولة أمام الكاميرا،
كنت نشيطة جداً،

شعرت بأنني كنت منتجة

بدأتُ أرى إمكاناتي،

وركزتُ عليها و طورتها.

لأنه أحياناً هناك أشخاص يطورون
الأفكار في رأسهم

أعرف الكثير ممن يقولون: "أريد أن أكون
ممثلاً، أريد أن أكون ممثلة"

لكن لم يخبرهم أحد كم تمثيلهم سيىء، يمثلون
بشكل سيىء جداً

بل الأسوأ أن لا أحد يخبرهم
ولذلك لا يلاحظون ذلك بنفسهم

هم وحدهم لا يمكنهم ملاحظة أنفسهم

والقول:" حسناً، أنا لا أجيد ذلك، ليست
لدي تلك الموهبة".

لذلك، من المهم جدا أن تكتشف إمكاناتك

اكتشف إمكاناتك وركز عليها.

غير آبه بالسيطرة على كل شيء

ولا تريد أن تكون شخصاً مهووساً:

"أنا قلت أنني أريد أن أكون ممثلة ولذا
سوف أُصبحُ ممثلة".

نعم لكن هل لديك تلك الموهبة فعلاً؟

لا يهم ما الموهبة التي تملكها؛ يمكن
أن يكون غناؤك جميلاً جداً،

يمكن أن يكون تمثيلك رائعاً،

لكن إن لم تتمرن، لن يجدي الأمر نفعاً.

اختبروا نفسكم، هذا ما جئت لقوله اليوم.

اختبروا أنفسكم، الذين تفكرون به
والذي تحلمون به،

حسناً ها هو ذا، افعله جربه

أردت أن أكون مذيعة، جرّبتُ، بحثتُ عن الأمر
حلمتُ به وفعلته.

لاحقاً، أدركت أن ذلك لم يكن ما أردته،

وأن ذلك لم يكن في الحقيقة نافعاً معي.

لكنني فعلتُهُ.

إذاً، العمل في الحاضر، في اللحظة الحاضرة،

أن تعطي أفضل ما لديك كل يوم،

أن تفعل الأشياء بأذكى طريقة ممكنة،

أن تعلم إن كان حيث تزرع بذورك،

سيجعلها تُثمر.

وأيضاً أن تكون ذكيّاً كفاية

لتعلم إن كان ذلك يعيقك.

وأن تعلم أن تتخلى عن أمر ما، و تتبع
المسار الذي يجعلك تسير بيسر وتتطور

كأن الامور تسير بانسيابية.

حياتك تتطور وليس عليك أن تقلق حول
المستقبل اليوم.

لا يهم كيف ستبدو خلال خمس أو عشر سنوات،

لأن ما يهم حقاً هو اليوم

وبما أنك تخطيت حدودك
أو ما ظننت بأنها حدودك.

لذا تذكّر،

إن فعلتَ الأشياء جيداً اليوم،
ما سيأتي غداً سيكون أفضل.

شكراً

(تصفيق)