القوة الثورية للفكر المتنوع

تقول الروائية إليف شفق: "من الغوغائيين الشعبيين، سوف نتعلم الديمقراطية التي لا غنى عنها". "من العزلة، سوف نتعلم الحاجة إلى التضامن العالمي، ومن القبائل، سوف نتعلم جمال الكونية." وهي من مواطني تركيا، شهدت بشكل مباشر الدمار الذي يمكن أن يحدثه فقدان التنوع - وهي تعرف القوة الثورية للتعددية ردا على الاستبداد. في هذا الحديث الشخصي، هي تذكرنا أنه لا توجد ثنائيات، في السياسة، في المشاعر وفي هويتنا. تقول: "لا ينبغي أبدا أن يظل الصمت خائفا من التعقيد

هل يمكنك تذوق الكلمات؟

سؤال أشعلني بغتة بمفاجأته

هذا الصيف كنت أجري محادثة في مهرجان أدبي

وبعد ذلك وأنا أوقع على الكتب

جاءتني فتاة في سن المراهقة مع أصدقائها

وهذا ما سألتني اياه

قلت لها أن تجارب بعضاً من الناس تتداخل مع
حواسهم

وبالتالي يمكنهم سماع ألوان

أو رؤية أصوات

وكثير من الكتاب مفتونون بهذا الموضوع
وأنا منهم

لكنها قطعت حديثي وقالت بفارغ الصبر:
نعم أعلم كل ذلك

تسمى التصاحب الحسي تعلمناها في المدرسة

لكن أمي تقرأ كتبكِ

وتقول أن هناك الكثير من الغذاء والمكونات

ومشهد عشاء طويل في ذلك

هي تجوع في كل صفحة

لذلك أنا أفكر

كيف يمكنك أن لا تجوعي أثناء الكتابة؟

لذلك أعتقد لربما ربما أنك تستطيعين تذوق
الكلمات

هل ذلك منطقي ؟

حقيقة ذلك منطقي

لأنه منذ طفولتي

كل حرف أبجدي لديه لون مختلف

والألوان تجلب لي نكهات

على سبيل المثال اللون الأرجواني لاذع
تقريباً معطر

وأي كلمات مصاحبة للأرجواني

أتذوقها بنفس الطريقة

مثل الغروب كلمة حارة جداً

لكنني قلقتَ إذا أخبرت كل ذلك للمراهقين

قد يكون مختصر جداً

أو غريب جداً

ولم يكن هناك الوقت الكافي على كل حال

لأن الناس ينتظرون في الطابور

لذلك شعرت فجأة ما كنت أحاول نقله

أكثر تعقيداً وتفصيلا

من ما تسمحه لي الظروف بالقول

وفعلت ما أفعله عادة في مواقف مماثلة

أتلعثم اخرس أتوقف عن الكلام

اتوقف عن الكلام لأن الحقيقة معقدة

على الرغم من معرفة ذلك في قرارة نفسي

أنه لاينبغي أبداً أن نصمت خوفاً من التعقيد

لذلك أود أن أبدأ الحديث اليوم

بالإجابة التي لم أتمكن من إعطائها ذلك
اليوم

نعم أستطيع تذوق الكلمات

أحياناً ليس دائماً

والكلمات السعيدة لديها نكهة مغايرة عن
الكلمات الحزينة

أود اكتشاف كيف يكون تذوق كلمة الابداع

أو المساواة

الحب،الثورة؟

ماذا عن الوطن؟

هذه الأيام تحديداً هذه الكلمة الأخيرة
تزعجني

تترك طعماً حلواً على لساني

مثل القرفة،قليلاً من ماء الورد

والتفاح الذهبي

لكن في الأعماق هناك نكهة حادة

مثل القراص والهندباء

نكهة موطني تركيا

خليط من الحلاوة والمرارة

وأنا أقول ذلك بسبب

اعتقادي بأن هناك الكثير والكثير من الناس

في كل أنحاء العالم

لديهم مشاعر مختلطة مماثلة

عن الأراضي التي جاءوا منها.

نحن نحب أوطاننا،أليس كذلك

كيف لا؟

نشعر بالارتباط مع الناس،الثقافة،الأرض،والطعام.

وفي الوقت ذاته،

نشعر بالاحباط يشكل متزايد بالسياسة والسياسيين

أحياناَ إلى درجة اليأس أو الأذى أو الغضب.

أود الحديث عن المشاعر

والحاجة لتعزيز ذكاءنا العاطفي.

أعتقد من المؤسف

أن هذه النظرية السياسية السائدة تدفع
بقليل من الاهتمام للمشاعر.

في كثير من الأحيان،المحللين والخبراء
ينشغلون جداَ بالبيانات والمقاييس

والتي تبدو لنسيان هذه الأشياء في الحياة

والتي يصعب قياسها

وربما من المستحيل أن تتجمع تحت النماذج
الإحصائية.

لكنني اعتقد أن هذا خطأ لسببين رئيسيين

أولاَ لأننا كائنات عاطفية

كبشر أعتقد أننا جميعاَ كذلك

لكن ثانياَ وهذا هو الجديد

أننا دخلنا مرحلة جديدة في تاريخ هذا العالم

التي قادت المشاعر الجماعية و ضللت السياسة

أكثر من ذي قبل.

ومن خلال اعلام التواصل الاجتماعي والشبكات
الاجتماعية

تتضخم هذه المشاعر اكثر من ذلك

استقطاباَ ثم تسافر إلى جميع أنحاء العالم
بسرعة كبيرة

نحن في عصر القلق والغضب

عدم الثقة،الاستياء

وأعتقد،الكثير من الخوف.

لكن هنا الأمر:

بالرغم من الكثير من أبحاث العوامل
الاقتصادية،

هناك عدد قليل من الدراسات عن العوامل
العاطفية.

لماذا نقلل من المشاعر والتصورات؟

اعتقد أنه سيكون من احد اكبر التحديات
الفكرية لدينا،

لأن أنظمة السياسة لدينا تزخر بالمشاعر.

في بلد تلو الآخر

رأينا سياسيين غير ليبراليين يستغلون هذه
المشاعر.

وبعد ضمن الأكاديميين و المثقفين

نحن لم ناخذ المشاعر على محمل الجد.

اعتقد يجب علينا ذلك.

ومثلما يتوجب علينا التركيز على عدم
المساواة الاقتصادية في جميع انحاء العالم،

نحن بحاجة إلى اعزاء المزيد من الاهتمام
للمشاعر والثغرات المعرفية حول العالم

و كيف نسد هذه الثغرات

لأنها مهمة

قبل سنوات،عندما كنت لاأزال أعيش في اسطنبول

باحثة امريكية تعمل على الكاتبات في الشرق
الأوسط

جاءت لرؤيتي.

وفي نقطة ما في المقابلة قالت:

أتفهم لماذا أنتِ ناشطة نسوية،

لأنكِ كما هومعروف تعيشين في تركيا.

وقلت لها:

لاافهم لماذا أنتِ لست ناشطة نسوية

لأنه كما هو معروف تعيشين في أمريكا.

ضحِكت.

تصفيق الحضور

وضحكت.

أخذتها محمل المزاح

ومرت تلك اللحظة.

ضحك

لكن طريقتها في تقسيم العالم إلى معسكريين
خياليين

معسكريين متعاكسيين

أزعجتني وبقيت معي.

اعتماداَ على هذه الخريطة الخيالية

أجزاء من العالم ذات دول سائلة

مثل الماء المتلاطم لم تستقر بعد.

وأجزاء أخرى من العالم تسمى بالغرب

مستقرة صلبة وآمنة

لذلك تلك الأراضي السائلة تحتاج النسوية

والنشاط وحقوق الانسان

وأولئك منا،من المؤسف بما فيه الكفاية

أن تأتي من مثل تلك الأماكن

للحفاظ على أكثر هذه القيم الأساسية

لكن كان هناك أمل

منذ انتقال التاريخ للأمام

حتى تلك الأراضي الغير مستقرة ستلحق يوما ما

وفي الوقت ذاته مواكنوا الاراضي الصلبة

يمكن أن يأخذوا راحة في مسيرة التاريخ

وفي انتصار النظام الليبرالي.

في دعم نضالات الشعوب الأخرى في أي مكان آخر

لكن هم أنفسهم لم يكن لديهم نضال

لأساسيات الديمقراطية بعد الآن،

لأنهم كانوا وراء تلك اللحظة.

أعتقد في عام 2016

هذه الجغرافية الهرمية تحطمت إلى أشلاء

لم يعد عالمنا يتبع هذا النمط الثنائي

في العقل المفكر،إذا فعلت مسبقاً

الآن نحن نعلم أن التاريخ ليس بالضرورة
أن يتقدم للأمام.

أحياناً يدور

حتى ينزلق للوراء

وتلك الأجيال ممكن أن تفعل نفس الأخطاء

التي فعلها أجدادهم.

والآن نعلم أنه لايوجد شيئ من هذا القبيل

كدول صلبة مقابل دول سائلة.

في الحقيقة جميعنا نعيش في زمن سائل

تماماً كما أخبرنا زيقمونت بومان.

و بومان لديه تعريف آخر لعصرنا.

كان يقول جميعنا سنتجه للمشي على الرمال
المتحركة

وإذا كان ذلك هو الحال أعتقد،

يجب أن يعنينا نحن النساء أكثر من الرجال

لأنه عندما تنزلق المجتمعات إلى الوراء
للاستبداد

القومية أو التعصب الديني

النساء لديهن الكثير لفقدانه.

لهذا السبب هذه هي اللحظة الحيوية

ليس فقط للنشاط العالمي

لكن في رأيي الشخصي للاخوة العالمية كذلك.

تصفيق.

لكنني أود الاعتراف قليلاً قبل أن أذهب إلى
أبعد من ذلك.

إلى وقت قريب عندما أشارك في مؤتمر عالمي أو
احتفال

أكون عادة واحدة من أكثر المتحدثين كآبةً.

ضحك.

رأينا أحلامنا عن الديمقراطية و أحلامنا عن
التعايش

كيف سحقت في تركيا

في الحالتين تدريجياً وبسرعة مذهلة

خلال السنوات شعرت بالمحبطين جداً.

وفي هذه الاحتفالات هناك بعض الكتاب
الكئيبين

وكانوا قادمين من أماكن مثل مصر،نيجيريا
باكستان

بنجلاديش،الفلبين،الصين،فنزويلا وروسيا.

وكنا نبتسم لبعضنا في تعاطف

لهذه الصداقة الحميمية من محكوم.

ضحك.

ويمكن تسميتنا بوادريك(خ ا ك ن ع)

(خوف اكتئاب الكتاب النادي العالمي)

ضحك.

لكن هذه الأمور بدأت بالتغيير

وفجأة أصبح النادي الخاص بنا أكثر شعبية

وبدأ يكون لنا أعضاء جدد.

أتذكر

ضحك.

أتذكر كتاب يونانيين وشعراء انضموا أولاً
جاءوا على متن طائرة

ثم كتاب من المجر و بولندا

ثم من المثير للاهتمام كتاب من اانمسا
هولند،افرنسا

ثم من المملكة المتحدة حيث أعيش والمكان
الذي أدعوه بلدي

ومن ثم كتاب من الولايات المتحدة الأمريكية.

فجأة كان هناك الكثير منا

نشعر بالقلق حول مصيرأمتنا

و مستقبل العالم.

وربما كان هناك الكثير منا الآن

يشعر كالغرباء في بلده الأم.

ومن ثم هذا الشيء الغريب يحدث.

أولئك الذين هم منا اعتادوا على الاكتئاب
لفترة طويلة

بدانا نشعر باكتئاب أقل

فيما كان القادمون الجدد لاينتابهم هذا
الشعور بهذه الطريقة

انهم الآن أكثر كآبة.

ضحك.

اذن قد ترى كتاب من البنجلاديش أو تركيا أو
مصر

في محاولة لمواساة زملاءهم

من بريكست بريطانيا او بعد انتخابات أمريكا.

ضحك.

لكن نضع المزاح جانباً

اعتقد أن عالمنا مليئ بتحديات غير مسبوقة

و هذه تأتي من خلفيات عاطفية

لأنه في مواجهة التغير العالي السريع

الكثير من الناس ترغب في ابطاءه

ومن ثم هناك الكثير من عدم الالمام

الناس تتوق للمألوف.

وعندما تصبح الامور مربكة جداً

الكثير من الناس يسعون للبساطة.

وهذا مفترق طرق خطير جداً

لأنه تماماً عندما يدخل غوغائي الى الصورة.

الغوغائي يفهم كيف تعمل المشاعر الجماعية

و كيف أنه وغالباً هو كيف يمكنه الاستفادة
منهم.

يقول لنا أننا ننتمي إلى قبائلنا

ويخبرنا أننا أكثر أماناً لو كنا محاطين بمن
يشابهنا.

الغوغائين يأتون في كل الأحجام والأشكال.

قد يكون زعيم غريب الأطوار من حزب سياسي
متطرف

في مكان ما في أوروبا،

أو امام متطرف اسلامي امام لوعظ العقيدة
والكراهية

أو قد يكون نازية سادي أبيض خطيب لمكان
آخر.

كل هذه الأشياء تبدو في الوهلة الأولى غير
مترابطة.

لكنني اعتقد أنهم يغذون بعضهم

و يحتاج كل منهم الآخر.

وفي كل أنحاء العالم،

عندما ننظر كيف يتحدث الغوغائي وكيف يلهمون
الحركات

اعتقد أن لديهم جودة غير خاطئة واحدة مشتركة

هم لايحبذون وبشدة وبشدة التعددية.

هم لايستطيعون التعامل مع التعددية.

أدورنو يقول

عدم تحمل الغموض هو علامة الشخصية التسلطية.

لكنني أسأل نفسي

ماذا لو كانت نفس هذه العلامة

نفس عدم تحمل الغموض

ماذا لوكان علامة لعصرنا الحاضر الذي نعيش
فيه؟

لأنه أينما أنظر أجد فروقاً تنثر بعيداً

على برامج التلفاز لدينا متحدث ضد شيئ ما

يقع على خلاف مع موالي لشيء ما.

نعم؟ انه تقييم جيد.

وأفضل لو صرخوا على بعضهم البعض.

حتى في الأوساط الأكاديمية،حيث من المفترض
أن الفكر لدينا تغذى،

ترى عالم ملحد يتنافس بشدة مع عالم مؤمن

لكنها ليست تبادل فكري حقيقي

لأنها صراع بين يقينين.

اعتقد المعارضات الثنائية في كل مكان.

لذلك ببطء ومنهجية

حرمنا حق أن تكون معقدة.

اسطنبول،برلن،نيس،باريس،بروكسل

دكا،بغداد،برشلونة

رأينا هجوم ارهابي مرعب واحداً تلو الآخر.

وعندما تعبر عن حزنك،وعندما تتفاعل ضد
القسوة

تتلقى كل أنواع ردات الفعل

رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي

لكن احدهم مقلق جدا

فقط لأنه واسع جداً.

يقولون لماذا تشعر بالأسف تجاههم؟

لماذا أشعر بالأسف تجاههم؟

لماذا لاأشعر بالأسف تجاه المدنيين في اليمن

أو المدنيين في سوريا؟

واعتقد أن الناس الذين يكتبون مثل هذه
الرسائل

لايفهمون

أننا نستطيع أن نشعر بالأسف ونتضامن مع

ضحايا الارهاب والعنف في الشرق الأوسط
أوروبا

آسيا،في أمريكا وأيا كان وفي كل مكان

بالتساوي وعلى حد سواء.

لايبدوا عليهم فهم أننا لانملك أن نختار
واحداً من آلامنا

ومكان واحد على الآخرين.

لكنني اعتقد ماذا تفعل بنا القبلية.

تقلص عقولنا بالتأكيد

ولكنها تقلص قلوبنا أيضاً

إلى حد نصبح فيه خدر لمعاناة الغير من الناس

والحقيقة الحزينة هي أننا لم نكن دوماً كذلك

كان لدي كتاب أطفال صدر في تركيا

وعندما تم نشر الكتاب قمت بالعديد من
الأحداث

زرت العديد من المدارس الابتدائية

التي أعطتني فرصة أن أراقب الأطفال الصغار
في تركيا

ومن الجميل دائماً أن نرى حجم التعاطف
الخيال

والوقاحة لديهم.

هؤلاء الأطفال يميلوا لأن يصبحوا مواطنين
عالميين

عن القوميين في هذه السن.

ومن الرائع أن نرى عندما تسألهم

الكثير منهم يريد أن يصبح كاتب و شاعر

والفتيات بثقة كالصبيان

إذا لم يكن أكثر.

لكن عندما ذهبت للمدارس الثانوية

كل شيئ تغير.

الآن لاأحد يريد ان يصبح كاتباً بعد الآن

الآن لاأحد يريد ان يصبح روائياً بعد الآن

والفتيات أصبحن خجولات

هن حريصات،متحرسات

يترددون في الحديث في الأماكن العامة

لأننا علمناهم

العائلة،المدرسة،المجتمع

علمناهم أن يمحوا شخصياتهن

اعتقد في الشرق والغرب

فقدنا التعددية

في كلاهما في مجتمعنا وفي أنفسنا.

وبالقدوم على تركيا أعلم أن فقدان التنوع

كبير،فقدان كبير.

اليوم أصبحت بلدي الأم أكبر سجن في العالم

للصحفيين

متجاوزين حتى التسجيل الصيني الحزين.

و أنا أؤمن أن ماحدث هناك في تركيا

من الممكن أن يحدث في أي مكان

حتى من الممكن أن يحدث هنا.

اذن كما كانت الدول الصلبة وهم

الهويات الفردية أيضاً وهم

لأننا نملك تعددية أصوات في دواخلنا.

الشاعر الفارسي الايراني حافظ

يقول: أنت تحمل في روحك كل عنصر ضروري

لتقلب وجودك إلى متعة،

كل ماعليك فعله هو ان تمزج هذه المكونات.

واعتقد بامكاننا المزج.

أنا اسطنبولية

لكن أنا أيضاً مرتبطة مع البلقان

بحر إيجه،البحر الأبيض المتوسط

الشرق الأوسط،المشرق العربي

أنا أوروبية الولادة،بالاختيار

بالقيم التي أحملها.

أصبحت لندنية خلال السنوات

أود أن أفكر في نفسي كروح عالمية كمواطنة
عالمية

بدوية وحكواتي متجول.

لدي عدة صلات كما يفعل جميعنا.

وعدة صلات تعني قصص متعددة.

ككتاب دائماً مانطارد القصص بالطبع

لكن اعتقد نحن مهتمين بالصمت

الأشياء التي لانستطيع التحدث عنها

المحرمات السياسية،المحرمات الثقافية

ونحن أيضاً مهتمين بصمتنا.

لقد كنت دائماً صريحة جداً وأكتب كثيراً

عن حقوق الأقليات،حقوق المرأة

حقوق المثليين.

لكن كنت أفكر في الحديث عن تيد

أدركت حقيقة واحدة

لم أمتلك الشجاعة أبداً لأقول في مكان عام

أنني مثلية (أميل للجنسين)

لأنني أخاف من القذف

و وصمة العار والسخرية

والكراهية التي تتبعها بالتأكيد.

ولكن بالطبع لاينبغي أبداً للمرء أن يبقى
صامتاً

خوفاً من التعقيد.

تصفيق.

وأيضاً أنا لست غريبة عن القلق

وأيضاً أتحدث هنا عن قوة المشاعر

أعرف قوة المشاعر

اكتشفتها خلال الوقت

أن المشاعر ليس لها حدود.

هل تعلم؟لديهم حد.

تأتي لحظة

كنقطة تحول أو عتبة

عندما تتعب من شعور الخوف

عندما تتعب من شعور القلق

واعتقد ليس الافراد فقط

لكن ربما أيضاً تمتلك الدول نقاط تحولها.

وحتى أقوى من مشاعري

هو وعيي

انه ليس فقط نوعية الجنس(ذكر-أنثى)،ليس فقط
الهوية

لكن الحياة نفسها سائلة.

يريدون تقسيمنا إلى قبائل

لكننا على تواصل عبر الحدود.

يتحدثون عن يقين

لكننا نعلم أن الحياة مليئة بالخيال

ومليئة بالغموض.

يرغبون بالتحريض على الثنائيات

لكننا أكثر دقة من ذلك.

اذن ماذا نفعل؟

اعتقد نحتاج للرجوع إلى الأساسيات

الرجوع إلى الألوان الأبجدية.

الشاعر اللبناني خليل جبران يقول

تعلمت الصمت من الثرثارة

والتحمل من التعصب

واللطافة من القسوة.

اعتقد أنه شعار كبير لعصرنا.

لذلك من الغوغائيين الشعبيين سنتعلم

عن الديمقراطية التي لاغنى عنها.

ومن الانعزاليين سنتعلم الاحتياجية للتضامن
العالمي.

ومن القبلية سنتعلم جمال الكونية

وجمال التنوع.

في ختامي أود أن أترككم مع كلمة واحدة،أو
مذاق واحد.

كلمة(يورت) في التركية تعني الوطن الأم

تعني الوطن.

ولكن من المثير هذه الكلمة أيضاً تعني

الخيمة التي تستخدم من قبل القبائل البدوية.

وأحب هذا الجمع لأنه يجعلني أفكر

ان الأوطان لاتحتاج إلى أن تكون متجذرة في
مكان واحد.

ممكن أن تكون محمولة.

من الممكن أن نأخذها معنا إلى كل مكان.

واعتقد للكتاب لرواة القصص

في نهاية اليوم

هناك وطن رئيسي واحد

يسمى (وطن القصة).

ونكهة تلك الكلمة

هي نكهة أو (طعم) الحرية

شكراً لكم.

تصفيق.