تأثير المجتمع على تحفيز النساء | أمل منتصر | TEDxYouth@Khartoum

في هذا الفيديو تحاول أمل منح القوة للشابات السودانيات عبر إظهار أنهن قادرات على تحقيق أي شيء يطمحن إليه وأن تكون أنثى ذلك لا يعتبر عائقاً.

نحن جميعًا نعيش في مجتمع يؤثر

على طريقة تفكيرنا وطريقة تصرفنا

وطريقة معاملتنا لبعضنا البعض.

وهو يؤثر على كل أنواع الأشخاص،

الكبار والصغار والرجال والنساء،

وأشخاص ينتمون إلى أعراق مختلفة

ومن ثقافات وخلفيات متنوعة.

وبينما كنت أقرأ كتابًا يتحدث
عن علم النفس الاجتماعي،

قرأت حقيقة مثيرة للاهتمام،

وهي أن كل شيء يؤثرعلى طريقة تفكيرك،

على سبيل المثال، عندما تستيقظ في الصباح

وتفتح جريدة الأخبار، وتقرأ خبرًا ما فيها،

قد يكون خبرًا عن مغني معين مثلًا،

وتسمع شيئًا عن هذا المغني،

فتحكم عليه مستخدمًا عقلك الباطن.

فتقول: "ماذا يفعل هذا المجنون؟"

"لماذا يفعل ذلك؟"

حتى بدون أن تعرف ذلك الشخص،
فقد حكمت عليه.

مثلاً، قد تقرأ عن عملية سرقة

حصلت في منطقة معينة.

فتفكر في عقلك الباطن أنك
لن تسلك ذلك الطريق،

لأنك ستُفكر:

"ربما سيحدث لي شيئًا"

إن ردة فعل الحضور حاليًا عن الذي قلته

ستؤثر على طريقة كلامي.

لذلك، إذا كانت الأمور البسيطة مثل هذا
تؤثر على طريقة تفكيرك

وطريقة تفاعلك مع الناس وطريقة تصرفك،

كيف ستفعل الأشياء الكبيرة مثل
قوانين المجتمع.

تلك الأشياء المحفورة في عقلك
منذ أن كنت طفلًا.

وهذا يقودني إلى موضوعي

وهو تأثير المجتمع على تحفيز النساء.

الأمر الذي قادني إلى هذه الفكرة...

ربما تسأل ما هو الحافز؟

الحافز هو القوة التي تدفعك لتحقيق أهدافك.

سألنا المحاضر يومًا:

"ما هي رؤيتكم؟"
"ماهي أهدافكم؟"

كان يعتقد أن الشباب

في المجتمع السوداني لا يملك الحافز.

لذا سألنا: "ما هي رؤيتكم؟"

لقد قام بسؤال ثلاث إناث وذكرًا واحدًا،

ففي كلية الهندسة المعمارية
يفوق عدد الإناث عدد الذكور.

أجاب الشاب: "أريد أن أُصبح مليونيرًا،

أريد أن أظهر في مجلة فوربز"

بالرغم من اعتقادي أنه سرق هذه الكلمات
من أغنيةٍ ما.

وقال أيضًا: "أريد أن أصبح مهندسًا
معماريًا مشهورًا."

عندما أجابت الفتيات، كانت إجاباتهن مبهمة:

"أريد الحصول على وظيفة"، سألها الأستاذ:
"في ماذا؟"، فأجابت: "لست متأكدة."

"لستُ متأكدة أين"
"لا أعرف ما هو هدفي الأساسي."

لذا سألت بعض الأشخاص ثلاثة أسئلة.

السؤال الأول: " أين ترى نفسك
بعد خمس سنوات؟"

"أين ترى نفسك بعد 10 سنوات؟"

"ما هو هدفك الأساسي؟"

سألت الإناث والذكور.

كانت إجابات الذكور حاسمة.

أريد أن أكون في أمريكا،

أريد أن أملك شركتي الخاصة في غضون 10 سنين.

وكانت إجابات الفتيات:
"أريد أن أحصل على وظيفة خلال خمس سنوات،"

"وبعد 10 سنوات أريد أن أتزوج،"

وتم تبديل الإجابات، إما أريد أن أتزوج

في غضون خمس سنوات، أو أريد أن
أحصل على وظيفة خلال 10 سنوات.

وعندما تسألهم في أي مجال يريدن العمل؟
فإن إجاباتهن غامضة أيضًا.

وبعد ذلك، فإن هدفهن الرئيسي هو:
"لست متأكدة."

لماذا؟
"لا أعرف، لست متأكدة،

ربما سيحدث شيء ما أثناء مسيرتي."

إذًا، أعتقد أن هذا يعتمد على...

بالرغم من أنني وجهت تلك الأسئلة للفتيات،

ولطلاب الجامعة، والأشخاص
الذين التحقوا بالجامعة.

وإذا لاحظتم ذلك، أنه خلال
السنوات الـ 20 الماضية،

تمكنت فتيات أكثر من الالتحاق بالجامعة،

ليحصلن على إجازة،

لذا فهذا يُظهر أنه من الناحية الأكاديمية
أنهن يستطعن تحقيق ذلك.

يمكنهم حقًا الوصول
للمرحلة الجامعية

ولكن عندما تذهب لترى
القوى العاملة،

تكتشف وجود عدد أقل من الفتيات.

لأنه عندما تذهب للحصول على العمل،

في بعض أماكن العمل، يقولون لك:
"لا نريد إناثًا، نريد ذكورًا."

وقد فكرت، لماذا لا يريد
الناس تحقيق أحلامهم؟

ما المشكلة؟
لقد كان هناك عاملين.

وبرأيي فإن أحدهما هو "الصيغة."

ربما تسألني ما هي "الصيغة"؟

الصيغة هي...
الأشخاص في السودان يعتقدون

على سبيل المثال، أن المرأة تبقى في المنزل،

والرجل هو من يذهب للعمل،

والأطفال بالتأكيد يذهبون للدراسة
في المدرسة أو ما شابه.

ولكن لا يجب أن يكون الوضع كذلك.

كان لدينا جيران في إنكلترا.

كان الرجل يعمل في مجال علوم الحاسوب،
لذا فقد كان يلزم المنزل.

وكان للمرأة عمل،

وكان الأطفال بالتأكيد يذهبون للمدرسة.

إذًا، هذا ليس السيناريو الذي يجب
أن يتواجد دائمًا.

ولكن على الشخص أن يبقى منفتحًا
على السيناريوهات المختلفة.

وهناك شيء آخر،

هل شاهد أحدكم فيديو "العرس العرس"

والذي أعده فنان شاب يُدعى أمين بحيري،

وهو فنان جيد جدًا.
(تصفيق)

والأمر هو، إن لم تشاهده

"العرس العرس" تعني "زواج زواج"...

إن لم تشاهده، فهو يدور حول فتاة صغيرة

تريد أن تنجز أشياء عديدة.

ففي كل مرة تحاول تجريب شيئ ما،

على سبيل المثال، أن تصبح سيدة أعمال.

تقول لها أمها: "العرس العرس،"

فتنتقل لشيء أخر،

فتقول أمها: "العرس العرس"

وحتى عندما تتزوج،

تقول أمها: "الولادة الولادة."

إذًا، مهما كان الأمر الذي تريده،
فلن تستطيع إنجازه.

وهذا يقودني لدراسة حالة أخرى.

كان هناك دراسة تقول أن

النساء المتعلمات لا يمكنهن تحمل الأطفال.

وهي دراسة أُجريت في الثمانينيات في أمريكا،

وهي لا تقول "لن يتحملوا الأطفال"
ولكن "لا يستطيعون تحمل الأطفال"

أي أن أجسامهن لن تستطيع،
وفجأةً بعد ذلك

تمكنت إحدى النساء المتعلمات من تحمل طفل،

أعتقد أن ذلك كان غريبًا بالنسبة لهم عندها.

ولكن الأمر هو أن ذلك يُظهر لنا

أن الأشياء حولك تُخبرك أنك

لن تستطيع فعل شيء،

لن تتمكن من تحقيق أحلامك...

هناك العديد من الأمثلة حول نساء

تمكنوا من فعل الكثير.

الصورة لا تظهر هنا،

آسفة جدًا، فقد حدث شيء ما.

ولكن إحداهن هي هيلين كيلر،

والتي كانت عمياء، ولم تستطع السماع،

وكتبت إحدى أهم الروايات.

وهناك مثال آخر، وهي بيسي كولمان،

كانت أول طيار في الثلاثينيات
أو الأربعينيات من القرن الماضي

كانت سوداء البشرة وأنثى،

وعندما انقلبت الأشياء ضدها،

تمكنت من تحقيق ذلك.

وهناك أيضًا مثال آخر، هي...
(تصفيق)

ويلما رودولف، والتي كانت مصابة بالشلل
وكانت مشلولة

حتى بلغت العاشرة، وقد حاربت ذلك،

وأصبحت أول أنثى

تفوز بثلاث ميداليات ذهبية أوليمبية.
(تصفيق)

لماذا نلجأ لأمثلة أجنبية،

فهناك أمثلة محلية،

كانت فاطمة محمد إبراهيم أول امرأة

تصل للبرلمان عن طريق الانتخابات.

وكانت خالدة زاهر أول امرأة

تتمكن من أن تصبح طالبة طب وتلتحق بالجامعة.

وهناك آخرون تمكنوا من إنجاز أكثر من ذلك.

إذًا، أقصد أنه إذا كان لديك حلم

وإذا كنت تريدين تحقيقه، فبوصفك أنثى

فإن هذا لا يمنعك.
اعملي لأجل حلمك،

حتى وإن كان المجتمع ضدك،

وحتى إن أخبرك الناس أنك
لا تستطيعين،

تستطيعين إنجاز
ما تريدينه.

وشكرًا لكم.

(تصفيق)