كيف تكتب رواية أولى حائزة على جوائز | ناثان فيلر | TEDxYouth@Bath

أو على الأقل كن أكثر سعادة أثناء المحاولة! هذا دليل ناثان لكتابة الرواية في سبع خطوات سهلة.

فاز ناثان بجائزة كوستا للكتاب في عام 2013 بروايته الأولى The Shock of the Fall. تمت ترجمتها إلى 27 لغة. عمل ناثان بدوام جزئي كممرض للصحة العقلية في بريستول، وراوي كتابه صبي يبلغ من العمر 19 عاماً مصاب بالفصام. تخرج من جامعة باث سبا في عام 2010 بدرجة الماجستير في الكتابة الإبداعية وهو الآن محاضر في الكتابة الإبداعية في الجامعة.

أُلقيت هذه المحادثة في حدث TEDx باستخدام تنسيق مؤتمر TED ولكن تم تنظيمه بشكل مستقل من قبل المجتمع المحلي. تعرف على المزيد على http://ted.com/tedx

في يوم ربيعي ممطر من عام 2009،

دخلت إلى قاعة محاضرات في جامعة بريستول

لأستمع إلى عرض تقديمي بعنوان

"النهج القائمة على الأدلة
لعلم النفس الإيجابي".

كنت في غاية الكآبة حينها.

ومن الساخر أن الاكتئاب حينها كان قوت يومي.

أمضيت السنوات الثلاث الأخيرة من حياتي

محاطاً بخزائن للملفات في مكتب ضيق

حيث ساعدت في إدارة تجارب واسعة النطاق،

مثل مقارنة فعالية
العلاجات النفسية بالتحدث،

النظر في الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب،

هذا النوع من الأشياء.

وكان عملاً جيداً ومهماً.

كانت المشكلة أنني لم أكن جيداً فيه.

كانت كفاءتي في الإحصاء مثيرة للشفقة،

كنت بطيئاً في جداول وقواعد البيانات.

ولست مبدعاً خاصةً في برنامج باور بوينت

وكما سيتضح -

احتجت مساعدة صديق لأقوم بهذا.

كان قلبي في مكان آخر،

محبوس في درجي في المنزل

مع أول 20 صفحة من رواية

كنت أنوي كتابتها منذ سنين.

لكن من أين لي بالوقت؟

ثم وبينما أنا غافل على مكتبي
في يوم ربيعي ممطر،

وصل بريد إلكتروني

يذكرنا بدعوة لحضور محاضرة في فترة الغداء.

قرأت العنوان مرة أخرى:

"النهج القائمة على الأدلة
لعلم النفس الإيجابي".

تعاني هذه الأشياء من الإسهاب العالي،

ترجمة: "كيف تكون سعيداً؟"

أمسكت معطفي.

لا تزال ملاحظاتي التي كتبتها
خلال تلك المحاضرة مثبتة على لوح الفلين،

كما نرى،

فوق مكتبي بعد خمس سنوات وتأليفي لرواية.

لا تقدم أفكاراً حول كيفية
كتابة حبكة مقنعة.

ولا تقدم شيئاً عن كتابة
حوار مقنع أو خلق الشخصيات الروائية.

ولا تقدم حكماً مبتذلة عن أهمية قص الظروف،

على الرغم من أنه يجب عليكم قطع الظروف.

لكن كتابة رواية تتطلب أكثر بكثير
من الكلمات التي نضعها على الصفحة.

إذن أقدم لكم اليوم

"كيف تكتبون أول رواية وتكون
حائزة على جوائز والأكثر مبيعاً"

أو على الأقل،
أن تكونوا أكثر سعادة أثناء المحاولة.

هذا دليل السبع خطوات.

إنه مضمون الفعالية.

(ضحك)

الخطوة الأولى: حددوا أهدافاً محددة.

الكلمة المنطوقة هنا هي "محددة."

كومة صفحاتي المخبأة بعيداً في مكتبي،

نيتي أن أصبح كاتباً في يوم من الأيام -

كانت بداية،

لكنها كانت غامضة للغاية.

لم يزعجني أنني أضع مخطوطتي جانباً

لمدة أسبوع أو شهر أو ستة أشهر في كل مرة.

ولم يجب أن يزعجني ذلك؟

سأصبح كاتباً في النهاية.

المشكلة عندما تكون أهدافنا غير محددة
هو أنه من السهل للغاية

إقناع أنفسنا أننا حققنا أهدافنا

في حين أننا لم نفعل.

ثم في الطرف الآخر من الرحلة،

قد يكون من الصعب أن نتذوّق حقاً
تحقيق أهداف غير محددة بوضوح

لأنه ليس واضحاً كثيراً
عندما نحقق هذه الأهداف.

لذا، إليكم ما فعلته.

لقد استبدلت عبارة "أريد أن أصبح كاتباً"،

شيء ما زلت لست متأكداً من تحقيقه،

بعبارة "سأكتب شيئاً اليوم".

هذا محدد جداً، أليس كذلك؟

في اليوم الأول، في نوبة من الإيجابية،

كتبت صفحة.

في اليوم التالي، حذفت تلك الصفحة.

(ضحك)

لكنني كتبت فقرة أيضاً.

حذفت تلك الفقرة أيضاً.

في نهاية الأسبوع الأول،

لقد كتبت 2000 كلمة
لن تشكل روايتي أبداً.

لكنني كتبت أيضاً السطر الأول.

كان ينتظر هناك.

الخطوة الثانية: تأكدوا
أن أهدافكم قابلة للتحقيق.

كلما تقدمت بكتابة روايتي،

كلما عرفت بيقين أكبر
شخصيتي الأساسية

وكيف ستنكشف قصتها،

أضع لنفسي أهدافاً أصعب:

"سأصلح اليوم هذه المسألة
المزعجة للتسلسل الزمني"،

"سأنهي هذا الأسبوع الفصل الرابع"،

"سأرسل الأسبوع المقبل عينة
من كتاباتي إلى وكيل أدبي".

استُبدلت رغبتي الغامضة
في أن أصبح روائياً أو كاتباً

بأهداف واضحة ومحددة للغاية.

وشعرت بشعور رائع
لأنه كان بالإمكان تحقيقهم.

في كثير من الأحيان في الحياة،
تضع لأنفسنا أهدافاً غير قابلة للتحقيق،

ثم نشعر بالسوء حقاً من أنفسنا لفشلنا.

وضع العديد من الكتاب لأنفسهم
هدفاً محدداً بعدد الكلمات.

وجربت هذا أيضاً.

قد يكون مفيداً لبعض الناس.

قلت إنني بحاجة لأن أكتب 1000 كلمة باليوم.

وهذا ليس كثيراً،
لكن ما زلت أتقدم بصعوبة في ذلك.

لذا وضعت لنفسي هدفاً
يمكن تحقيقه بدلاً من ذلك.

قلت لنفسي: "هل تعلم؟

لا يهم حقاً إذا كان
كل ما أكتبه هو 10 كلمات.

لا يهم حقاً إذا قمت بحذف 50 كلمة.

ما علي فعله هو قضاء الوقت
على جهاز الكمبيوتر الخاص بي، أحاول -

لكثير من الوقت".

لم أستطع ترك وظيفتي،

لكن يمكنني قضاء ساعتين كل مساء،

يمكنني قضاء خمس ساعات
في عطلة نهاية الأسبوع.

وقد نجح هذا أيضاً لبعض الوقت،

وتقدمت في كتابة الرواية.

لكن يمكن أن تكون الكتابة صعبة
ووحيدة ومثبطة للهمم.

كنت قد أرسلت عينة من عملي إلى وكيل،

ثم وصل خطاب الرفض.

أخذت ذلك اليوم إجازة.

بالطبع أخذت ذلك اليوم إجازة.

أخذت الأسبوع إجازة.

لقد توقفت.

الخطوة الثالثة: كونوا مستعدين للفشل.

أعني يبدو واضحاً، أليس كذلك؟

لكن بوسعنا جميعاً أن نستمر
بتذكير من وقت إلى آخر،

ويسعدني أن هذه الملاحظات
لا تزال مثبتةً فوق مكتبي.

الأمر المهم هو أن نرى الفشل
على طول الطريق على ما هو عليه الآن.

إنها عقبات في رحلة أطول،
لكنها ليست نهاية الطريق.

لا أعتقد أنه يمكن أن يكون هناك شخص حياً،

لكنني بالتأكيد لا أعتقد
أنه يمكن أن يكون هناك كاتب حياً

لم يواجه نوعاً مشابهاً
من الفشل في حياته المهنية.

خطاب رفض -

حسناً، هذا عائق.

ثلاث رسائل رفض -

حسناً، هذه ثلاث عوائق.

ماذا عن 30 رسالة رفض؟

أود أن أقترح عليكم أنه إذا حصلتم
على 30 رسالة رفض لروايتكم،

هناك فرصة لأن تكون روايتكم ليست جيدة.

لكن لا يعني ذلك أنكم لستم جيدين.

مهما بلغ استثمارنا في كتاباتنا،

فهو دائماً استثمار غير كامل.

وإضافة إلى ذلك، أنتم لا تحاولون
أن تكونوا كتَّاباً، أتذكرون؟

أنتم تحاولون كتابة هذه الرواية المحددة.

إذا لم ينجح الأمر،
لم لا تحاولون كتابة واحدة أخرى؟

أول ظهور لي،

الكتاب الذي حصل
على قدر كبير من الاهتمام والثناء،

لم تكن أول رواية كتبتها.

كانت فقط الرواية الأولى التي نًشرت لي.

كتبت قبل سنوات كتاباً للأطفال.

كانت فيه دودة ناطقة.

حصلت تلك الرواية على كم هائل من الرفض.

لم تكن جميعها رفضاً آلياً.

كان بعضها كذلك،

لكن استغرق بعض الناشرين

وقتاً في الكتابة إليّ
ببضع كلمات من التشجيع

ليخبروني أنه هناك شيء ما
حول الأسلوب قد أحبوه.

قيل لي إنني لست سيئاً.

تقدم خطاب الرفض لظهوري
الثاني إلى أبعد من ذلك.

قيل لي: "هذا جيد".

"هذا ليس ما نبحث عنه، لكنه جيد".

الخطوة الرابعة: أسسوا تأكيداتكم في الواقع.

الجيد ليس عظيماً، لكن الجيد جيد.

وقد يكون الجيد جيداً بما يكفي.

أعتقد أنه من المهم أن نمنح أنفسنا
حديثاً حماسياً من وقت لآخر،

بضع كلمات من التشجيع.

على العموم الكتابة هي تجربة فردية،

وقد يمضي وقت طويل
قبل أن نسمع المديح من أي شخص آخر.

لكن الشيء المهم

أن نبني الثناء الذي نمنحه لأنفسنا
على الحقائق.

إذا أخبرتم أنفسكم أنكم أكثر
رواة القصص في العالم شهرةً،

سيكون لديكم طريق طويل جداً للإخفاق.

لكن تلك الجملة التي كتبتها في ذلك اليوم.

عندما التقطت تلك الجملة في اللحظة المحددة

أدرك بطل روايتك الحقيقة.

كان هذا حقاً جيداً للغاية.

هذا من شأنه أن ينهض بأي رواية.

أنتم بحاجة لتذوق تلك اللحظات.

قد يكون عبؤكم الخاص تحمل هموم الكتابة،

ولكنه أيضاً امتيازكم الفريد

أن تكونوا في المقدمة للاستمتاع بما تصنعوه.

الخطوة الخامسة: كونوا مرنين
في كيفية الوصول إلى هناك.

بعد مائة صفحة، اصطدمت بحائط.

كتابة رواية هي مهمة ضخمة،

ونتعلم الكثير عن أنفسنا على طول الطريق.

جالساً على مكتبي،
حتى مع المحادثات الحماسية الخاصة،

لم يعد ينجح هذا الأمر معي.

لذلك، غيرت الطريقة.

سجلت في دورة الكتابة الإبداعية،
ماجستير في الكتابة الإبداعية،

هنا في باث.

لم أخطط للقيام بذلك من البداية،
لكن هذا لا يهم.

ما يهم هو أهدافكم المحددة القابلة للتحقيق.

شرعت في كتابة هذه الرواية،
لا القيام بذلك دون مساعدة.

وبالنسبة لي كان الذهاب لدورة الكتابة
الإبداعية مفيداً للغاية.

لكن لذلك تحدياته الخاصة أيضاً.

عندما نشارك عملنا مع الكثير من الناس،

من السهل جداً أن تتأذى
في رياح النصائح المتضاربة.

وبالتالي،

الخطوة السادسة: تحملوا المسؤولية.

هذه روايتكم.

إذا نُشرت، سيكون اسمكم على الغلاف.

لا يمكنكم تأليف كتاب حسب اللجنة.

هذا لا يعني أننا يجب أن نتجاهل النصيحة،
بل على العكس.

لنقل: أنكم تكتبون فصلاً
وتشاركونه مع 10 أصدقاء،

وكل 10 منهم عادوا إليكم وقالوا:

"مشهد كعكة المرينغ، غير ناجح".

أعتقد أنها ستكون فكرة جيدة
أن تعيد النظر في مشهد كعكة المرينغ.

لكن إذا قال واحد منهم فقط
أن مشهد كعكة المرينغ غير ناجح،

حسناً، رأيكم مهم أيضاً.

إذا كان القارئ قادراً على فهم كامل
ما كنت قد حاولت تحقيقه

ويمكنه أن يخبرك لماذا لم تحققه،

ستكون هذه نصيحة مفيدة حقاً.

إذا لم يكن يفضل كعكة المرينغ

ولكنك تفعل،

عليكم أن تتحمل المسؤولية
وتحتفظ بكعكة المرينغ اللذيذة.

الخطوة الأخيرة هي التركيز
على ما تتحكمون فيه.

هناك طريقة واحدة للنشر
وهي الحصول على وكيل أدبي.

بهذه هي الطريقة يستمر كثير من الناس
بأن يكون لهم كتاب على الرفوف.

وإذا كنتم ترغبون في الحصول على وكيل أدبي

بإمكانكم التأكد من اختيار وكيل

يقبل استلام نوعكم الأدبي.

يمكنكم إلقاء نظرة على معاييرهم للتقديم،
ويمكنكم الالتزام بها بدقة.

هذه هي الأشياء التي تتحكمون فيها.

ما لا تتحكمون فيه

هو ما إذا اختار الوكيل أن يمثلكم.

إذا اختار الوكيل أن يمثلكم،

ما لا تتحكمون فيه
هو ما إذا تم نشر أعمالكم أم لا.

إذا تم النشر،

ما لا تتحكمون فيه
هو كيف سيبدو غلاف الرواية،

ما لا تتحكمون فيه
هو ما إذا كانت ستتم مراجعة الرواية.

إذا تمت مراجعتها، فلا تتحكمون
في ما إذا كانت هذه المراجعات ستكون مواتية.

لا تتحكمون في المتاجر التي ستخزنها،

لا تتحكمون قي ما إذا كانت هناك
أي متاجر ستخزنها،

لا تتحكمون في كم شخص سيشتريها،

ولا تتحكمون في كيف سيحصلون عليها.

لذا، لا تفكروا مرة أخرى
في كتابة رواية لتصبح الأكثر مبيعاً،

ولا تفكروا في كتابة رواية
لتصبح حائزة على جوائز.

ركزوا بدلاً من ذلك على ما تتحكمون فيه.

فكروا في الجملة التالية،

وربما تسيرون في الاتجاه الصحيح.

بعد خمس سنوات من يوم الربيع الممطر ذاك،

روايتي على الرفوف وقد لقيت ترحيباً جيداً.

لقد تم استقبالها بشكل أفضل
من الدودة الناطقة.

لكن لا يعني أن هذا كله كان سهلاً.

ما زلت أحتفظ بهذه الملاحظات

معلقةً على لوحة التثبيت فوق مكتبي،

وأرجع إليهم كثيراً.

وربما ينبغي علي الرجوع إليهم
في كثير من الأحيان

لأن الكتابة صعبة للغاية
وغالباً ما أتعثر.

وكونك كاتباً،
أعتقد أن هذا عمل قيد التقدم دائماً.

طُلب مني كتابة محادثة TED هذه
وآتي وأتحدث إليكم اليوم.

ولم أعرف حقاً من أين أبدأ أو ما أردت قوله.

لذا وضعت لنفسي هدفاً محدداً
قابلاً للتحقيق،

وهو قضاء ساعة على لوحة المفاتيح.

أتمنى لكم كل النجاح برواياتكم الأولى،

إذا أردتم كتابة رواية أولى.

أو في الواقع، أتمنى لكم
كل نجاح مهما كانت أهدافكم

والأهم من ذلك بكثير، كل السعادة.

شكراً جزيلاً.

(تصفيق)