ماذا لو عرفت الإكتئاب كمعالج وكمريض؟ | د. ديبوره سيراني | TEDxAdelphiUniversity

تتحدث المعالجة ديبوره سيراني عن تجربتها الشخصية والعملية في التعايش والشفاء من الاكتئاب.

النعالجة ديبوره سيراني يُرجع إليها كخبير في القضايا النفسية في قنوات تليفزيون وراديو وصحف ومجلات مثل: ABC News وAssociated Press وCNN وNewsday وThe New York Times
و The Chicago Tribune وScientific American Mind وaffiliate radio station programs وCBS وNPR، هذا على سبيل المثال لا الحصر.

تعمل النعالجة ديبوره سيراني في مجال الممارسة الطبية لما يزيد عن 25 عاماً وأستاذ مساعد بجامعة Adelphi لديها أبحاث عن الاكتئاب والصدمات النفسية. هي أيضا مؤلف لكتب حاصة على جوائز ”Living with Depression” و“Depression and Your Child: A Guide for Parents and Caregivers” و“Depression in Later Life".

قدمت هذه المحادثة في فعالية TEDx باستخدام تنسيق مؤتمرات TED ولكن نظمها المجتمع المحلي على نحو مستقل. تعرف على المزيد بزيارة http://ted.com/tedx

أعاني من علة نفسية.

تأخذ مني ساعات للعلاج بالمحادثة،

وأشهر كي أجد العلاج المناسب،

وسنين كي أتعلم كيف أتعايش معه بنجاح.

لقد أعدت تعريف ما أفكر فيه وأشعر به

وتعلمت نوع التجارب والأشخاص
المسموح لهم بدخول حياتي أو وضع حداََ لهم.

عمري الآن 55، وقد جئت لأقدر بنية علتي
النفسية

والحكمة النابعة من
التعايش مع هذه الصعوبات.

لكن كان هناك وقت لم أكن فيه بهذه الحكمة.

وقت عندما غلبتني علتي النفسية.

وقت عندما كنت بالتاسعة عشر من عمري،
لجأت إلى بندقية،

استعداداً لإنهاء حياتي.

كوني فتاة صغيرة، لم أكن أعلم بأني مكتئبة.

كنت فقط مرهقة وباكية معظم الوقت.

واعتقدت بأن جميع الأطفال يشعروا على
هذا النحو.

المعلمون والأصدقاء والعائلة

لم يلاحظ أحد قط أني مكتئبة.

غالباً لأن الاكتئاب لم يكن يُعتقد
أنه موجوداً بين الأطفال.

وغالباً لأنني كنت طفلة جيدة
لا أحتاج عناية كبيرة

وكنت أعلم كيف أبتسم لإخفاء الألم.

لكن اكتئابي كان يزداد سوءاً
كلما تقدم بي العمر.

الإرهاق والبكاء

تحولوا إلى تعب مستمر ويأس محدق.

في المدرسة، بدأت بتفويت دروس
لأنني كان عندي مشكلة في التركيز.

وعنما ازداد الأمر سوءاً
انقطعت كلياً عن الذهاب للمدرسة،

وجلست في غرفتي، ونمت لساعات طويلة.

أحياناً لم أكن أعرف
إذا كنا صباحاً أم مساءاً.

أو إذا كان اليوم الثلاثاء أم الخميس.

وكان التعب مجرد قمة جبل جليدي.

ما يختبيء تحت السطح

كان أفكار ومشاعر سلبية ومفزعة ومتوعدة.

حاصرني هذا كلياً.

"بندقية والدي على الجانب الأيسر
من درج الملابس"

قلت لنفسي في صباح يوم ما.

"عنما يغادر الجميع، أذهب وأحصل عليها.

ثم أذهب للبانيو،
أفتح قفل الأمان،

أتأكد أنني أغلقت الستائر للآخر"

من الصعب أحياناً أن أسمع نفسي
أقول تلك الكلمات بصوت مرتفع

لأنني محظوظة جداً أن تلك المحاولة فشلت.

حصلت على مساعدة فورية
وبدأت زيارة طبيبي النفسي

والذي أخبرني عن
العلل النفسية وتغير المزاج،

خاصة النوع الذي عانيت منه،

والذي سمي "الاكتئاب أحادي القطب"

تعلمت كيف أن قصة حياتي وجيناتي العائلية

كونت هذه العاصفة الكبيرة
من علتي النفسية لتصيبها.

ولم تبق العلة النفسية في عائلتي فقط،

أصبحت شيء تعلمته وعرفته لحماية

ليس فقط نفسي ولكن لمن أحبهم أيضا.

العلاج النفسي لم ينقذ حياتي فقط،

غير حياتي،

كثيراً لدرجة أن قررت أن أصبح معالج نفسي

وأعالج الأشخاص الذين كان
لديهم نفس المرض الذي عانيت منه.

تجاربي الفريدة كوني طبيب وكمريض

تمدني بنظرة للأمور لا يمتلكها معظم الناس.

أعرف ما يعنيه أن تعيش بعلة نفسية.

أعرف العار الذي يأتي من
شعورك بالخيانة من عقلك وجسدك.

أعرف شعور أنك يجب أن تأخذ الدواء

والآثار الجانبية المريعة التي تأتي معه،

مثل زيادة الوزن وفقدان اللبيدو،

التعرق ليلاً ورعشة اليد،
هذا على سبيل المثال.

ولكن الطبيب النفسي
ليس بحاجة لأن يعرف عن تجربة

شعور المعاناة أو الاضطراب

ليساعد الناس

ولكن وجهة نظري، شخصياً
التعايش مع الاكتئاب،

علمني أشياء ما كنت لأتعلمها
في التدريب السريري أو الدراسة.

ماذا لو عرفت الإكتئاب كطبيب وكمريض؟

حسناً، كنت لتعرف هذه الأشياء الستة.

كطبيبة، أخبرك أنه يوجد وصمة عار

بغض النظر عما تراه أو تقرأه أو تسمعه.

التكنولوجيا والعلم
قد زودا فهم العلة النفسية،

ولكن لسوء الحظ،

لازالت عامة الناس
تخاف من يتعايش مع علة نفسية.

أعرف ما هو الشعور
بالعار والبرد والنظرة القاسية.

أخبرني صيدلي مرة، عنما ذهبت لجلب دوائي:

"لايجب أن تنسي مضاد الإكتئاب اليوم؛
يوجد قمر مكتمل هذه الليلة"

ليست وصمة العار للعلة النفسية
بين عامة الناس.

يُجد شيء يُدعى "تشخيص ظاهري"

هذا عندما يميّز خبراء الرعاية الصحية

ضد الأشخاص والأطفال والبالغين
الذين لديهم علة نفسية.

وكنتيجة، هؤلاء الأشخاص يكون
لديهم اضطراب جسدي لم يُشخص

وأنهم على وشك الموت
في عمر مبكر عن بقية الناس.

وكطبيب، لازالت
وصمة العار تمثل أحد الأوتاد

في طريق تعافي من لديه علة نفسية.

ونحتاج أن نعمل أكثر.

كطبيب، أخبرك

نحن لا نتعامل مع العلاج الشخصي
بالطريقة التي نحتاجها.

في الحقيقة، ربما يكون مصطلح
غير مألوف للكثير منكم،

خاصة اختبار الأيض الجيني.

يخبرنا البحث أنه يأخذ حتى عشر سنوات

لشخص مصاب بالاكتئاب
ليحصل على العلاج المناسب له.

غالباً يتعلق الأمر بالأدوية المناسبة.

لكن اختبار كهذا يمكن أن يأخذ سنوات وشهور

يمكن أن يتحول إلى أسبوع

لنجد العلاج المصمم جينياً
الذي سيعمل بشكل أفضل لك.

الآن، العلاج الشخصي مجال واعد.

ولكن العديد من الخبراء
ليسوا على علم بوجوده.

ويسمى "الأمية الجينية"

وهو شيء لا يستطيع كثير
من خبراء الصحة أن يجاريه

لأنه يوجد كثير من الاكتشافات الجديدة

عندما يتعلق الأمر بعلم الجينات.

لكن أنا هنا لأخبرك كطبيب

أن العلاج الشخصي واختبار الأيض الجيني

يجب أن يحدث لكل شخص يعيش بعلة نفسية.

كطبيب.

أود أن أخبرك أن أهم شيء تستطيع فعله

إذا كنت تعيش مع شخص مصاب بعلة نفسية

أو إذا كنت أنت مصاب بعلة نفسية

هو أن تلتزم بخطة العلاج.

يقول البحث أن 80%
من الأشخاص المصابين بالاكتئاب

لا يتعافوا.

وهذا يعني أنهم لا يشعروا بتحسن،

فما بالك بالشفاء والذي يعني
اختفاء أعراض الاكتئاب.

الآن، الانتظام على خطة العلاج

ليس فقط الانتظام في حضور الجلسات

أو أخذ الدواء.

من خلال عملي، هي القضية الكبرى
التي تمنع الأشخاص من الشعور بالتحسن.

الانتظام يعني أن تأخذ الدواء كل يوم،

نفس الجرعة كل يوم وفي نفس الوقت كل يوم،

والتأكد من إعادة صرف الدواء في وقته

ولا يوجد فترات انقطاع عن العلاج.

ويعني الانتظام

ليس فقط الذهاب للجلسات العلاجية
لا أنك لست بخير.

يجب أن تذهب عندما
يكون اليوم مناسب للذهاب للشاطيء

أو حتى إذا كنت لا تريد
أو لا ترغب في الحديث.

فكرة الانتظام في أي مرض مزمن

هو مفتاح أن تكون بصحة جيدة.

في مجال العقارات،
لديهم شعار،

"الموقع الموقع الموقع"

حسناً، في مجال المرض النفسي
نحتاج أن نتحدث عن

"الانتظام الانتظام الانتظام"

الآن كمريض، غيرت وجهة نظري للنهاية،

أود أن أقول لكل شخص أن يراقب كلماته.

من فضلك لا تقل لي "ارفع معنوياتك"
أو "فقط حاول بشدة"

"كن قوياً"

أو، تعرف،
"ربما أنت مجرد كسلان قليلاً اليوم"

أنت لا تقول أبداً هذه الأشياء
لشخص مصاب بالسرطان

أو السكر أو ضمور العضلات.

الاكتئاب مرض حقيقي
له أساس عصبي حيوي.

وكما أن العلاج الكيماوي
لن يشفي مريض السرطان بجرعة واحدة

أو الانسولين
لن يعدل مستوى السكر في الدم للأبد،

الشفاء من الاكتئاب لن يتحسن

من أخذ الدواء أو حضور الجلسات.

الاكتئاب يحتاج أن يُعرف على أنه مرض حقيقي.

كمريض، أخبرك أني
أحتاج أن أعرف أسباب شعوري،

وأسألك أن تحترمهم.

لذلك إذا طلبت مني
أن أخرج معك لتناول شراب،

للاحتفال بترقيتك الأخيرة،

أو نذهب خارج المدينة، والبقاء لوقت متأخر،

وأقول "لا"

أو أواصل مشاهدة أحدث فيلم مليء بالبكاء،

إنه لا يعني أني لا أريدك أن تستمتع بوقتك.

يوجد سبب خلف قولي "لا" كثيراً.

شرب الكحول يقلل فاعلية دوائي.

البقاء ليلاً لوقت متأخر
يتعارض مع نومي المنتظم،

وأحتاج من تسع إلى عشر ساعات يومياً.

ربما تكون فقط مشاعر عارمة لي

لأشاهد فيلم حزين جداً.

لذا كمريض،

آمل أنكم تتفهموا
كم أكرس من جهد لأبقي على رعايتي الذاتية.

وكمريض، أحتاج أن تعلموا

أنه يوجد احتمالية أنه
ربما يحصل لي انتكاس خطير.

%70 من الأشخاص الذين لديهم نوبة اكتئاب

سيحدث لهم واحدة أخرى.

وتصل الاحتمالية ل 90%
إذا كنت مررت بنوبتين.

لذا أحتاج أن أعرف أنك ستعرف ماذا تفعل،
وبمن ستتصل، وأين تذهب

إذا أصبحت منتحر أو مكئب لدرجة خطيرة.

تسمى هذا الخطة الطارئة،

وفيها سنجد أسماء الدكاترة

وأسماء الصيدليات
وأسماء المستشفيات المحلية.

وإذا ذهبت بإرادتي، هذا عظيم.

ولكن إذا لم أستطع الذهاب بإرادتي،
ربما تضطر أن تكلم الشرطة، كلم 911،

وستضطر أن تتعامل معي
ربما أكون غاضباً،

أخبرك "لن أتحدث إليك أبداً مرة أخرى"

ولكن هذا لا يهم،
لأنه هكذا يكون كلام شخص مصاب بالاكتئاب.

بمجرد أن أتعافى،
سأكون ممتن لأنك اعتنيت بي.

سأكون ممتن أني على قيد الحياة.

الاكتئاب مرض خطير لكنه قابل للعلاج.

كطبيب، أخبرك أنه يوجد أمل.

وكمريض، أخبرك أنه يوجد شفاء.

شكراً لكم

(تصفيق)