ديفيد بيلو: إنه لشرف كبير لي أن أقدم الدكتور جورج بينجامين، المدير التنفيذي لجمعية الصحة العامة الأمريكية، بما لديه من خبرة عمل طويلة ومميزة، في مجال الطب والصحة العامة. رحبوا معي ترحيبًا حارًا بالدكتور جورج بينجامين. جورج بينجامين: مرحبًا ديفيد كيف حالك؟ ديفيد بيلو: بخير كيف حالك دكتور؟ GB: أنا هنا. (ضحك) DB: صامد هناك، جيد! -GB: نعم صامد هنا. DB: أود القول بأننا نعلم أن الموضوع الآن هو استئناف الحياة الطبيعية، حيث سمعنا للتو بأن ثمة محاولة، لكن من الواضح، أن الكثير من الدول استئنفت حياتها بشكل أو بآخر، وأعتقد، اعتبارًا من اليوم، جميع الولايات الـ50 بالولايات المتحدة أعيد فتحها بشكل أو بآخر. كيف نقوم بذلك بذكاء وبأمان؟ GB: نعم، نحن حقًا بحاجة لنفتح مجددًا بأمان وحذر، وهذا يعني أنّنا يجب ألّا ننسى التقيد بهذه التدابير الصحية العامة التي أخفضت المنحنى كبداية حقًا. وهذا يعني أشياءً مثل: تغطية الأنف والفم عندما تسعل أو تعطس، ارتداء الكمامة وغسل اليدين، المحافظة على المسافة الآمنة من الآخرين. والتفكير بكل شيء نقوم به، في الصباح كما تعلم قبل التوجه إلى العمل، وبينما نحن في العمل. والالتزام بالحذر كما كان الكثير منا في الشهرين الماضيين، مع دخولنا في الأشهر الثلاثة المقبلة، لأن هذه الجائحة لم تنتهي بعد. DB: صحيح. هناك احتمال موجات أخرى، كما ذكر لوري (ألون) يبدو وكأنه أمرٌ يقع على عاتقنا جميعًا أن نتولى أمر الصحة العامة كمهنة إضافية. أليس كذلك؟ GB: كما تعلم لقد كنت أتجادل كثيرًا بأن الآن يدرك الجميع حقًا ما هي الصحة العامة، بأن على الجميع معرفة أن وظيفتهم الثانية هي الصحة العامة، سواءٌ كنت تتخلص من القمامة أو تعمل في محل بقالة، أو كسائق حافلة، أو إذا كنت مثلي تعمل في مجال الصحة العامة طبيب أو ممرض، على الجميع أن يضع عباءة الصحة العامة فيما يفعلونه يوميًا. DB: ماذا تظن-- لذا نحن الآن محترفون في مجال الصحة العامة، ما الوضع الطبيعي الجديد الذي نتوقعه تزامنًا مع إعادة فتح البلدان؟ كيف سيبدو الوضع، أو كيف تأمل أن يبدو كخبير في الصحة عامة؟ GB: إذا استطعت التلويح بعصا سحرية، أعترف بوضوح أن الناس سيفعلون ما هو أكثر بكثير من أمور الصحة العامة، من حيث غسل اليدين والتفكير فيما سيفعلونه للحفاظ على السلامة عندما يخرجون للأماكن العامة. كما تعلم، لم يكن ذلك منذ وقت طويل عندما ركبت سيارتك ولم تضع حزام الأمان. اليوم نفعل ذلك، بطريقة عفوية دون أن نفكر بذلك. معظمنا لا يدخن، لأننا نعلم مدى خطورته على صحتنا. أيضًا ينظر معظمنا إلى الناحيتين قبل عبور الشارع. معظمنا كما تعلم، نفعل أشياء في منزلنا لتخفيف المخاطر. لذا بينما نمضي قُدمًا بهذا التفشي، آمل أن يعطي الناس مزيدًا من الاهتمام للأشياء التي تسبب العدوى. لذا تعلم، تنظيف وتعقيم الأشياء. والأهم من ذلك هو ألّا تأتي للعمل إذا كنت مريضًا. آمل أن يضع أرباب العمل إجازة مَرضية مدفوعة الأجر للجميع، ليتمكن الناس من البقاء في البيت. نعم، إنها كلفة إضافية، لكن أستطيع أن أخبرك ما الذي تعلمناه حاليًا أن تكلفة عدم القيام بشيءٍ كهذا هو مليارات هائلة من الدولارات. الإجازة المرضية المدفوعة رخيصةً جدًا عند القيام بالمقارنة. DB: نعم، أعتقد، أننا حسودين في الولايات المتحدة من كل البلدان التي تمتلك نظام رعاية صحية أكثر شمولية مما نمتلك. هل توافق الرأي أن هذه الكمامات هي رمز لعقلية اتخاذ الصحة العامة كمهنة ثانية؟ GB:حسناً، أنت تعلم هزالة الأمر. زملائنا في قارة آسيا كان لديهم كمامة.. أوثقافة ارتداء الكمامة لسنواتٍ عديدة. وكما تعلم، اعتبرنا دائمًا الموضوع مضحكًا. عندما سافرت للخارج، كنت دائمًا أضحك بداخلي عندما أرى العامة يرتدون الكمامات. وبالطبع، عندما بدأ هذا الوضع، كما تعلم، روّجنا لارتدائها للأشخاص المصابين فقط وكذلك الطاقم الطبي، طبعًا لأننا اعتقدنا أنهم في بيئة عالية المخاطر. لكن أظن أن ارتداء الكمامة ربما سيكون جزءً من ثقافتنا. لطالما اعتقدنا سابقًا أنها لن تصبح جزءً من ثقافتنا، لكن ربما ستصبح إلزامية الآن. وأعتقد أنا سنرى المزيد والمزيد من العامة يرتدون الكمامات في أماكن متنوعة. وأعتقد أن هذا منطقي. نعم، ارتدي كمامتك لتظهر اهتمامك بالآخرين. وأنك تمتلك نوعًا من روح الصحة العامة. إذًا بما أنّنا ذكرنا قارة آسيا، من قام بعملٍ جيد؟ بالنظر حول العالم، تجدون أنّنا كنا نقوم بنفس الشيء لفترة ونتواصل مع زملائك، من الذين قاموا بعمل جيد وماذا نتعلم من هذه الأمثلة الجيدة؟ GB: نعم، كوريا الجنوبية هي مثل يحتذى به من عدة نواحٍ. تعلم أن الصين فعليًا، في نهاية المطاف، قامت بعمل معقول بشكلٍ جيد. لكن سر كل تلك البلدان التي لديها نسبة أمراض ووفيات أقل مما لدينا، أنهم قاموا بالكثير من الاختبارات المبكرة جدًا، وتتبعوا المخالطين وقاموا بالعزل والحجر الصحي، وهو الأساس في الحفاظ على الصحة العامة. فعلوا ذلك باكرًا، وبشكلٍ مكثف، وبالمناسبة، على الرغم من ذلك إنهم يعيدون فتح مجتمعهم، وبدأوا برؤية طفرات عرضية، فيعودون لممارسات الصحة العامة الأساسية من الفحوصات والعزل وتتبع المخالطين وعندما يستطيعون يبدون الشفافية للجمهور، لأنه مهم للعامة فهم عدد الحالات، وأين يوجد المرض، إذا كنت تريد الامتثال من العامة. DB: إذاً الفحوصات وتتبع المخالطين والعزل. لايبدو ذلك مثل عملًا صعبًا كعلم الصواريخ، لاستخدم هذه المقولة القديمة المبتذلة. لماذا ذلك كان ذلك صعبًا لبعض البلدان تطبيقه؟ ما الذي يعيقنا، هل هي السجلات الطبية الالكترونية، هل هو حلية فاخرة، أم أنها فقط مجرد ثقة مفرطة، مبنية ربما على نجاحات الصحة العامة خلال الـ 100 سنة السابقة؟ GB: كما تعلم نحن مجتمع يؤمن بالحبوب. ونعتقد أن هناك حبة لكل شيء. إذا لم نستطع أن نَصِف حبوبًا، بإمكاننا أن نقوم بجراحة للعلاج. كما تعلم، أعمال وقائية. ولدينا نقص في الوقاية. لم ننجح باستثمار متين وقوي لنظام الصحة العامة. إذا نظرنا إلى الحقيقة أنه في أمريكا اليوم، يمكنك أن تعرف بسهولة ماذا يوجد على الرف في محل البقالة، يعرف الأمازون كل شيء عنك، على النقيض لا يمتلك طبيبك أدوات المعرفة هذه. من الصعب الحصول على مخطط القلب الكهربائي الخاص بك، الساعة الثالثة صباحًا، أو سجلك الطبي، أو قائمة الحساسية الخاصة بك إذا لم تستطع إخبار الطبيب مما تعاني. ونحن لم نستثمر ضمن أنظمةٍ قويةٍ بعد. أحد أهم الأمور المثيرة للاهتمام حول هذا التفشي أنه خلق بيئة نعتمد عليها الآن على التطبيب عن بعد، وقد كانت موجودة منذ عدة سنوات، ولكننا لم نكن مهتمين بذلك. لكن الآن، ربما سيكون هذا المعيار الجديد. DB: ولكن يبدو أيضًا... بشكلٍ واضحٍ جدًا، أن تلك البلدان التي تمتلك نظام رعاية صحية قوي بشكلٍ فائق، مثل تايوان، التي أحسنت صنعًا، لكن يبدو ربما أن بعض الدول التي تعتبر بأن نظام رعايتها الصحية أقل قوة، مثا غانا في أفريقيا، أبلت صنعًا حسنًا أيضًا. ماهي الوصفة السرية لتلك البلدان؟ GB: حسنًا، لا يزال الوقت مبكرًا جدًا لتعرضهم، وآمل ألّا يتعرضوا لموجةٍ لاحقةٍ فيما بعد، لا يزال هذا محتملًا، ولكن في النهاية، أعتقد أنه بقدر ما نقوم بممارسات جيدة للحفاظ على الصحة العامة، كل البلدان التي أحسنت التصرف نفذت ذلك. الآن نحن بلد كبير ومعقد. ولم نحصل على حق الاختبار للبدء به. لذا لا يجب أن نكرر الأخطاء التي اقترفناها في الأشهر الثلاثة الماضية، لأنه ما زال أمامنا عدة أشهر. وبما أننا عرفنا الآن أخطائنا، أشجع على إصلاحها في المرة القادمة. DB: يبدو هذا مذهلًا. GB: والمرة القادمة هي الغد. DB: هذا صحيح. لقد بدأت مسبقًا. أعني، كما تبدو لي تقريبًا، على سبيل التشبيه، أن بعض هذه البلدان لديها مسبقاً نوعًا من الأجسام المضادة في أجسامهم، لأنهم اختبروا مسبقًا إيبولا أوالسارس الأول هل ذلك هو الحل، التعرض المسبق لهذا النوع من أزمات الصحة العامة؟ GB: حسنًا، هذا فايروس مختلف تمامًا. ربما يكون هناك بعض الأدلة المبكرة أن الميرس والسارس هما واحد، يجعلنا نأخذ الاحتياطات المبكرة لذلك، هناك دراسات مبكرة تبحث في ذلك، ذلك ليس الحل. الوصفة السريّة هنا ممارسة جيدة للصحة العامة. هذا هو الحل السري. لا ينبغي أن نبحث عن أي شيء، أو أي خرافة، أو أي شخص لينقذنا بحبة خاصة. الحل يكمن في المثابرة والممارسة الجيدة للصحة العامة. لأنه، وبالمناسبة، انظر، هذا كان نموذجًا سيئًا، ولكنه ليس الأخير. لذا نحن بحاجة للاستعداد للمرحلة الكبيرة القادمة. نعتقد أن ما مررنا به كان سيّئًا، تخيل ما كان سيحدث لو أن إيبولا أو الميرس صُنعت كرذاذ، كما تعلم ، اختر فيلمًا تلفزيونيًا. حتى وإن كان سيئًا، نستمر في تفادي ما هو سيء فعلًا هذه المرة. نعم متلازمة الجهاز التنفسي الشرق أوسطية ليست مجرد مزحة، ويجب أن نكون شاكرين أنها لا تنتشر بسهولة، كالسارس. بالرغم من أن.. كل هذه الأمراض حيوانية المصدر، مما يعني أنها انتقلت إلينا عن طريق الحيوانات. من الواضح أن الإنسانية تقوم بالتعدي على الطبيعة بطريقة أكثر إلحاحًا نوعًا ما، سواءً كان ذلك تغير المناخ أو الذهاب إلى الغابات، ما رأيك. هل هذا هو مجرد الوضع الطبيعي الجديد، أن نتوقع مثلًا الأوبئة بشكل متكرر؟ حسنًا، إنها تحصل بشكل دوري، لذا فإنه ليس الوباء الأول، أليس كذلك؟ لقد مررنا بالعديد منها، قبل 100 عام، انفلونزا عام 1918، عدوى السارس كانت الأخطر، بالرغم أنها لم تكن بذلك السوء، السارس الأول. وبعدها جاء انفلونزا الطيور الذي اعتبر تحديًا، وانفلونزا الخنازير. ثم انتشر زيكا. لذا لا أظن، مررنا بتفشي أمراض جديدة مرات عدة. ظهور هذه الأمراض يحدث كثيرًا، وبطرقٍ عدة، لقد كنا محظوظين أننا استطعنا التعرف عليهم باكرًا وتم احتوائهم. لكننا الآن في بيئة يستطيع فيها الناس اختراع بعضها . لم يحدث هذا الآن، أفضل ما نستطيع قوله، أنه ليس من صنع الإنسان. ربما لم يأت من تسرب من المختبر، لكن نعلم أنه عندما كنت في المدرسة، لتطوير حشرة، يجب أن تكون متطورًا جدًا. الوضع يختلف كليًا الآن. ويجب أن نحمي أنفسنا من العدوى التي تحدث بشكل طبيعي وتلك التي تحدث عن طريق البشر، بالإضافة إلى أنه لدينا نوع من مضاعفات أخرى تهددنا، كتغير المناخ مثلًا، التي تجعل وباءً كهذا أسوأ بكثير. كما تعلم، كنت أقول أن تغير المناخ كان أكبر تهديد لبقاء الإنسان قبل هذا الوباء. لكن هذا يضاهي تغير المناخ. لكن دعني أقول لك، التحدي الأكبر لدينا الآن هو وجود هذه الجائحة، التي لم نقم باحتوائها بعد، بينما ندخل موسم الأعاصير، ولدينا تغير مناخي، مما سيفاقم شدة الأعاصير التي نواجهها. لذا، كما تعلم، نحن مقبلين على صيف مميز. ينضم إلينا كريس حاملًا، على ما أظن، سؤال من المشاهدين. في الواقع، أسئلة كثيرة. الناس مهتمون جدًا بما تقوله جورج. دعونا نبدأ بالسؤال الأول من جيم يونغ: "كيف نتعامل مع الناس التي لا تؤمن بجدية هذا الوباء؟" ما عليك إلا الاستمرار بإيصال الحقيقة للناس. إحدى المعلومات عن هذا المرض تحديدًا أنه لا يستثني أحدًا. لا يعترف بالأحزاب السياسية، ولا بالمناطق الجغرافية، ولدينا الكثير من الناس، خاصةً في المجتمعات الريفية، لم يروه، لأنه لم يصل إليهم بعد، ولم يؤمنوا بوجوده. والآن العديد من تلك المجتمعات يتم تدميرها بهذا المرض، لذا علينا فقط أن ... كما تعلمان عدم إلقاء اللوم على بعضنا. من الأفضل التوجه له بالقول: " الآن بعد رؤيتنا للواقع، أن نساعد بعضنا على حل هذه المشاكل." لكن هذا سيبقى لفترة لا بأس بها، وإذا أصبح الوباء مزمنًا، أي أنه يحدث طوال الوقت على مستوى منخفض، سيختبر الجميع ذلك. CA: شكرًا. هناك سؤالًا آخر من روبرت بيركوتز. "يبدو أن هناك تجاهل ونقص في تمويل الصحة العامة، ولم نكن مستعدين لمواجهة هذا الفايروس." انظر إذا كان السؤال سيظهر هناك، أظن أنه سيظهر، ببعض السحر. "ما هي أولوياتنا الآن لمواجهة أزمة الصحة العامة المقبلة؟" GB: حسنًا، نحتاج أن نتأكد أننا جهزنا التمويل . والموارد والتدريب وفريق العمل. و بالمناسبة، الأزمة الصحية المقبلة ليست خلال عشر سنوات من الآن، وليست خلال عشرين سنة من الآن، بل هناك احتمالية تكرار الانفلونزا، التي نعلم أنها ستحدث هذا الخريف، لأنها تتكرر كل سنة، مع إما استمرار الكوفيد أو ارتفاع نسبة هذا الفيروس. وسيكون هناك طريقة لعلاج هذا المرض تشبه كثيرًا ما نقوم به الآن، وسنقوم بالتمييز بين الكوفيد والانفلونزا. لأنه لدينا لقاح للانفلونزا، لكن ليس لدينا لقاح للكوفيد بعد. نأمل بأن نحصل عليه خلال سنة. لكن لا يزال قيد التحضير. DB: لذا لنحصل على لقاحات الانفلونزا، CA: نعم، في الواقع، سأل ديفيد كولينز ذلك السؤال بالتحديد. "ما هو احتمال توفر اللقاح قبل الموجة الثانية؟" GB: كما تعلمون، أسرع لقاح قمنا بتطويره كان الحصبة، وقد استغرق أربعة سنوات. الآن، الأمور مختلفة، أليس كذلك؟ بدأنا بلقاح سارس الأول. وقد أجريت الكثير من التجارب على الحيوانات، وقد أجريت بعض التجارب المبكرة جدًا على البشر. كما تعلمون، وصلتنا بعض التصريحات بأنه أعطى نتائج إيجابية على القرود، وقرود الريسوس، وهناك بعض الدلائل على أنها ربما فعالة وآمنة في عدد ضئيل جدًا من الأشخاص. عندما أقول عدد قليل جدًا من الأشخاص، أعني حفنة من الناس. لذلك الآن نحن سنتجه للمرحلة الثانية والثالثة من المحاولات. لذا نعم ديفيد، إرفع يديك، نعم ، نعم، إنه عدد قليل جدًا من الأشخاص. وهذا يخبرنا أنه إما هؤلاء الأشخاص كانوا محظوظين جدًا، أو أنها لا تعمل، ولن نعلم حتى يتم تجربتها على آلاف الأشخاص. هناك سؤال مهم من زميل في TED. "كيف ندرب الناس فعليًا عم تعنيه الصحة العامة؟" خصوصًا بين الناس الذين لا يفكرون بالمسؤولية اتجاه غيرهم؟" GB: حسنًا، أذكّر الناس أنّه عندما تطبّق الصحة العامة على أكمل وجه لا شيء سيحدث . وطبعًا، عندما لا يحدث شيء، لا نحصل على الفضل في ذلك. لذلك السبب في أن الجميع في هذا البلد لا ينبغي عليهم غلي الماء يوميًا عند الاستيقاظ صباحًا هو الصحة العامة. السبب في أنك تنجو إذا تعرضت لحادث، كما تعلمون، أن تجد نفسك في تصادم سيارة، وأنت تضع حزام الأمان، ولديك وسادة هوائية، ولم تصاب بأذى من جراء ذلك التصادم، هو بسبب الصحة العامة. السبب في أن الهواء آمن للاستنتشاق، والطعام آمن للأكل، هو الصحة العامة. السبب وراء عدم ارتداء لأطفالك ملابس قابلة للاشتعال هو توفر ملابس مقاومة للحريق. وهذا مطلب. السبب في عدم وقوعك أثناء نزولك الدرج هو أننا فكرنا مليًا بكيفية تصميم ذلك الدرج حتى لا يتعثر الناس أثناء صعودهم أو نزولهم. هذا في الواقع تدخل الصحة العامة. إذًا البيئة المبنية، والأدوية، وكل تلك الأشياء، اللقاح، كلها تعتبر صحة عامة، وهذا ما يعنيه وجود صحة عامة، قد لا تؤمن بمدى أهميتها، لكننا لا نستطيع العيش بدونها. ربما نستطيع يومًا ما تصور نظام رعاية صحية في أمريكا والذي يملك فعليًا بعض الحوافز اتجاه موضوع السلامة العامة. سيكون ذلك لطيفًا جدًا. ديفيد، يجب أن أستمر بطرح بعض الأسئلة، إن كنت لا تمانع، لأنهم يتدفقون. هناك سؤال هنا من جاكلين أشبي. سؤال مهم لجميع الأهل. "ماهي توصياتك حول إعادة الأطفال إلى المدرسة؟" نعم، أنا أعاني من هذا، لدي تلاثة أحفاد. وما يسرني هو أن أحفادي أكثر كفاءة مني بالتقنية، وحاليًا يدرسون عن بعد. أعتقد أنه سيكون تحديًا عندما تفكر بإعادة الأطفال إلى المدرسة. سنتحتاج فعلًا لمعرفة كيف ستكون عدوى الأطفال ومدى حسن أدائهم عندما يصابون. على ما يبدو الآن، باستثناء عدد قليل جدًا من الأطفال الذين لديهم مرض نادر جدًا، أنهم سيتحملون هذا المرض بشكل جيد. لكن السؤال الأهم هو، ما هو عدد الجراثيم التي سيحملها هؤلاء الأطفال إليك؟ ولجدتهم وجدهم. لذا سيكون ذلك مهمًا. وكما تعلمون، أن محاولة إقناع أطفال ذو ثمانية أعوام بعدم التفاعل مع أصدقائهم، هو تحدٍ حقيقي. بالمناسبة، محاولة إخبارالبالغين 17 سنة بعدم التفاعل مع أصدقائهم سيكون تحديًا حقيقيًا. لهذا، علينا أن نعمل بشكل صحيح لتوعية هؤلاء الأطفال، علينا أن نكتشف كيف ننظم جداولهم. فكرة أوري للقوى العاملة ربما تكون مفهومًا مثيرًَا للاهتمام بالنسبة للمدارس، لأن الفكرة هي محاولة تخفيف أعداد الأطفال في الصفوف. بالمناسبة، كلما كانت الصفوف أصغر، سيكون التعليم أفضل على أي حال. لذا يتوجب علينا تأمين عدد كافي من المعلمين. ربما تحد هذه الخطوة من المعدل. حسنًا السؤال الأخير هنا من ستيفن بترانيك. الكمامات، المشورة بشأن الكمامات.. لقد أوقفت ذلك، ها نحن ذا. يبدو أن النصيحة بشأن الكمامات قد تحولت. "هل من الأفضل لمعظم الأمريكيين الذين يعيشون ويعملون في المدن ارتداء الكمامات للحد أيضًا من تلوث جزيئات الهواء التي يصادفونها يوميًا؟" GB: قد يساعد قليلًا، بالتأكيد. لكن دعني أخبرك بشيء أفضل ينبغي التوقف عن فعله. حرق الوقود. والقيام بكل تلك الأشياء المريعة التي نقوم بها لتدمير المناخ. كما تعلم، كل شخص يتحدث عن ذلك وكيف تمكنا من تحقيق هذا التقليل المذهل لغاز CO2 عندما توقفنا عن قيادة سياراتنا. يتوجب عليّ أن أخبرك، أنّ هذا أفضل دليل على أن تغير المناخ هو من صنع الإنسان. كل هؤلاء االمشككين بحقيقة تغير المناخ الذين لا يعتقدون أنه من نتاج الإنسان، لقد قمنا للتو بمظاهرة عالمية ضد ما يفعله الناس لتعزيز تغير المناخ. وكل ما نحتاجه هو التوقف والانتقال لإقتصاد بيئي. DB: هنا، هنا. CA: شكرًا جزيلًا للإجابة، سأعود في النهاية ربما مع سؤالين آخرين. شكرًا لك. DB: لذا نحن نلوح براية الكمامات. لكن أيضًا، أحد الأشياء التي أصبحت واضحة هو أن الكوفيد -19 ليس بالمستوى المتقدم كما كان متوقعًا من البعض. بعض المجتمعات يعانون مما هو أسوأ بكثير، نتائج أسوأ بكثير من غيرها. لم هذا؟ GB: نحن نتحدث بشكل رئيسي عن الأمريكيين من أصل أفريقي والمجتمعات اللاتينية التي تتأثر بشكل مختلف إذا أصيبوا بالمرض. وذلك بسبب التعرض، بالمقام الأول. معظم أعمال هؤلاء السكان على اتصال مباشر مع العامة. لذا سائقي الحافلات، وموظفو البقالة، والعاملون في مرافق رعاية طويلة الأمد، ودور الحضانة، وفي مرافق تعبئة اللحوم، ومزارع الدواجن. وهذا ما يجعلهم أكثر عرضة لانتقال المرض. القابلية. الكثير من الأمراض المزمنة. . لذا نحن نعلم أن الأمريكيين الأفارقة خصيصًا لديهم حالات متفاوتة من حالات السكري، وأمراض القلب، وأمراض الرئة، وبسبب تلك الأمراض المزمنة، وجدنا في وقت مبكر أن ذلك الفايروس أكثر ضررًا على الذين يعانون من هذه الأمراض. وهذه هي القضية الكبرى هنا. هذا ما يسبب تلك الفروقات وهذا يمثل تحديًا حقيقيًا، لأنه من نواحي متعددة، هؤلاء يمثلون شريحة كبيرة من الناس وهم موظفون أساسيون وعليهم الذهاب للعمل. DB: أنت محق. إذًا برأيك كيف يمكن أن تتدخل الصحة العامة لتحمي هذه الشريحة العاملة، هل لديك أفكار بهذا الخصوص؟ GB: بالتأكيد لدي. بدأنا باستراتيجية اختبار بناء على الأعراض. والآن بما أننا نملك ما يكفي من الاختبارات، ونحن الآن بصدد التأكد من أنها لا تستعمل فقط للاختبارات السريرية، وللأشخاص التي تبدو عليها الأعراض، بل نعطي الأولوية للأشخاص الذين هم على تماس مباشر مع العامة، وهم عمال أساسين. لذا، بالتأكيد العاملين في دور الرعاية والمستشفيات، الخ.. لكن سائقو الحافلات، وحراس الأمن، وموظفو متاجر البقالة، بحاجة لإجراء الاختبارات، وهم بحاجة لإجراء اختبارات دورية تضمن سلامتهم وسلامة عائلاتهم، ومنح الجميع الثقة بأنهم لن يصابوا ولن نسبب لهم العدوى. الذين يعملون في مصانع تعبئة اللحوم، على سبيل المثال. شهدنا المأساة الحقيقية لما يجري في تلك المعامل، لأنهم يعملون في بيئة يكون فيها العمل على تماسٍ شديد. هناك أشياء أخرى هم بحاجة للقيام بها من حيث معرفة كيفية إعطائهم المسافة الآمنة عند خط التجمع، هذا سيكون مهمًا. لكن مرة أخرى، فكرة أوري ليست سيئة لنأخذها بعين الاعتبار، ونعيد التفكير في العديد من تلك الصناعات. نعم، يجب أن نأخد بعين الاعتبار أن هؤلاء الناس الذين نعتبرهم كعمال أساسين، ليسوا قرابين للتضحية. ومن الواضح، أن هذا لايقتصر فقط على الولايات المتحدة. GB: نعم، بالتأكيد. لا نلاحظ هذه الفروقات في الولايات المتحدة فقط . ولكن في دول أخرى أيضًا. ولها علاقة وثيقة بالعرق والطبقة الاجتماعية وبنوع العمل الذي تقوم به، ومهنتك التي تمارسها، وبصراحة تامة، كان علينا التفكير بذلك منذ أن رأينا البيانات الأولى التي أظهرت أن في الصين الناس التي تعاني من الأمراض المزمنة كانوا أكثر عرضة للخطر ونتج عنها عواقب صحية وخيمة، كنا سارعنا أفعالنا على الفور انظر! هذا يحدث مع كل مرض جديد يأتي إلى البلاد. لذا يبدو أن الكثير من هذا يعود للإمكانات.. إنه ليس تناقض، الصحة العامة هي مسؤوليتنا جميعًا، وعلينا تبني ذلك. برأيك، كيف تبدو البنية التحتية القوية للصحة العامة؟ كيف يبدو ذلك؟ GB: حسنًا، أنت تعلم، في كل مرة يواجه فيه مجتمعنا تهديد صحي جديد. يجب أن نكون قادرين على التعرف عليها بسرعة، واحتوائها، وفيما إذا كنا نستطيع تخفيفه، وبالتأكيد القضاء عليه إن أمكن، ثم نتخذ جميع تدابير الحماية التي لدينا من قبل. وذلك يعني امتلاك طاقم عمل جيد، وكيان صحة عامة حكومي مدرّب جيدًا، تمامًا مثل ما لدينا للشرطة والحرائق والـ EMS. هذا يعني أنهم يجب أن يحصلوا على أجر جيد، وهذا يعني أنهم يجب أن يكونوا مزودين بموارد جيدة. كما تعلم، لدينا بعض متتبعي المخالطين يستعملون الأقلام والألواح، وتحويل المعلومات لبيانات Excel. لا، نحن بحاجة لنفس النوع من التقنية القوية التي يستخدمها، كما تعلم تجار التجزئة عبر الانترنت، سواء كانت أمازون، الخ. لا نزال نبحث في بيانات مضت عليها سنتين لاتخاذ قرارات مبينة على تلك البيانات. علينا أن نكون قادرين على اتخاذ قرارات فورية. بالمناسبة، تايوان، ذكرتهم مسبقًا، أتذكر عندما كنت في تايوان أن مراقبة بيانات الأمراض المعدية، آنيًا، تأتي من نظام السجلات الطبية الالكترونية. كما تعلم، يمكننا القيام بذلك، التقنية موجودة. DB: تخيل ذلك. رائع، معلومات صحية آنية، ستصنع فرقًا كبيرًا. هل تظن أن التقنية بإمكانها المساعدة، سواء كان ذلك بالتعاون بين شركتي جوجل وآبل أو أي شركة أخرى؟ بإمكان التقنية مساعدتنا، ولكن لن تحل مكاننا . نحن أقرب ما يكون لأن نجلس ونفسح المجال للتقنية بالقيام بأعمالنا. لكن يمكن للتقنية أن تتجاوز عملنا. يمكن أن تعطينا إدراكًا للمواقف. وتعطينا معلومات آنية. وتسمح لنا بإرسال المعلومات من النقطة أ إلى النقطة ب لتحليل المعلومات. تمكننا من التفكير مرتين، لذا نقوم بكل هذا التصميم، أنها تسمح للآخرين بالتحقق من أرقامنا على الفور. لذلك تمكننا من تسريع البحث. لكن علينا الاستفادة منها، والمواصلة في استخدامها، لأن التقادم هو دائمًا الجزء السيء في التقنية. يبدو أن كريس عاد مع المزيد من الأسئلة. نعم، أظن أننا شارفنا على النهاية، ولا يزال هناك أسئلة. هناك سؤال من نيلي بات. "ما الدور الذي تلعبه الحدائق وممرات المشاة ومناطق اللعب المفتوحة في تحقيق أكبر لأهداف الصحة العامة؟" كما تعلم، المساحات الخضراء أمر ضروري للغاية، والمقدرة على الخروج والمشي وممارسة الرياضة، بالإضافة لوجود الأرصفة التي تسهل المشي، وركوب الدراجة، وخضراء يمكن للجميع الاستفادة منها، إنها جيدة لصحتنا العقلية والجسدية. ودائمًا أخبر الناس، كما تعلمون، إنها مكان رائع للذهاب إليه عندما تفقد أعصابك. CA: طبعًا. لدينا سؤال مجهول الاسم. بالرغم أنه كان من الممكن أن يذكر اسمه، لأننا جميعًا أصدقاء هنا عندما نقول أو نفعل. ربما شخص ما... على أية حال. دعونا نرى لكنه سؤال جيد. "هناك الكثير ممن يشككون بما يقوله الخبراء، ما الذي وجدته فعالًا في جعل الحقائق المشبوهة بشكل كبير أقل شبهة وأكثر ثقة؟" GB: قول الحقيقة. إذا قمت بخطأ، اعترف به وصححه على الفور. كن منسجمًا. ولا تقل أشياء غير موثوقة. وفي كثير من الأحيان يحدث ذلك. كما تعلم تحدثنا عن أحد هذه الأشياء المهمة مسبقًا في نقاش الكمامة. كانت الحكمة التقليدية هي جعل الناس يرتدون الكمامة في حال العدوى، أو أنك في بيئة رعاية صحية حيث يوجد خطر عال لانتقال المرض. ثم قلنا، لا، من الأفضل أن يرتدي الجميع الكمامة. لأننا تعلمنا في النهاية، وأصبحنا أكثر تيقنًا، بحقيقة الانتشار بدون أعراض. ولكننا لم نطبقها بشكل جيد. قلنا، لا، لا، علينا تغيير قرارتنا، باستطاعة الجميع ارتدائها، بعد إخبار الناس بعدم ارتدائها. ولم نشرح الأسباب لهم بما فيه الكفاية. لذلك فقدنا الثقة. لذا علينا القيام بعمل أفضل حيال ذلك وينبغي لقادتنا أن يكونوا أكثر حذرًا فيما يقولون عندما يكون هناك ناقوس للخطر. بالمناسبة، ارتكبت خطًأ، قلت أشياء خاطئة على التلفاز. لأنني لم أكن على حق، وحاولت جاهدًا تصحيحها بأسرع ما يمكن. جميعنا يقوم بذلك، لكن عليك أن تكون قويًا بما فيه الكفاية وأن تمتلك شخصية قوية لتعترف بأخطائك ومن ثم تصحيحها. لأنك في نهاية المطاف، عندما تفقد الثقة، تفقد كل شيء. حسنًا، إذا صح القول، فإن الطريقة التي تتعامل بها الآن، أعني بالنسبة لي، هي أسلوب تواصل يولد الثقة. لا أدري ما الوصفة السحرية التي تتبعها، لكن الاستماع لك مقنع جدًا. شكرًا جزيلًا لذلك. ديفيد، هل لديك تساؤلات أخيرة؟ GB: لقد قمت بالعديد من الأخطاء، نعم، لا، لقد كانت بالفعل متعة حقيقية أن تنضم إلينا، وشكرًا على ذلك. فقط سؤال أخير لو سمحت. لقد كنت تفعل ذلك منذ فترة، ما الذي يعطيك الأمل للمضي بذلك؟ GB: دعني أخبرك شيئًا. الشيء الوحيد الذي يعطيني الأمل هو عندما أرى الناس يهتمون بأصدقائهم وأفراد عائلاتهم. أعني، حفلات الميلاد بوساطة السيارة. رأيت ذلك في الأخبار اليوم. الناس الذين يتصلون بأصدقائهم. تواصل معي أشخاص لم أتحدث إليهم منذ سنوات، الذين يتصلون فقط ليقولوا، "لم أتحدث إليك منذ زمن، هل أنت بخير؟" لذا افعلوا المزيد من ذلك والثقة التي نتبادلها، والحب الذي أظهرناه، كان مذهلًا للغاية، فهذا ما يعطيني الأمل. DB: ستنتصر الإنسانية في النهاية. GB: نعم. حسنًا ، شكرًا جزيلًا دكتور بينجامين، لانضمامك إلينا اليوم ولمشاركتنا مواعظك. GB: سررت بوجودي هنا. CA: نعم، شكرًا لك. GB: دمتم بأمان يا رفاق. وعائلاتكم أيضًا. شكرًا لك أنت أيضًا.