WEBVTT 00:00:05.109 --> 00:00:08.826 ممرضة تعمل مساءً في أحد المستشفيات المزدحمة 00:00:09.231 --> 00:00:12.451 تلاحظ بأن وصفة دواء أحد المرضى 00:00:12.601 --> 00:00:14.221 تبدو مرتفعة بعض الشيء. 00:00:14.532 --> 00:00:17.414 لوهلة، تفكر بالاتصال على الطبيب في بيته 00:00:17.667 --> 00:00:19.087 للتحقق من الوصفة. 00:00:19.383 --> 00:00:20.558 فيخطر على بالها، 00:00:20.559 --> 00:00:23.405 ملاحظاته المهينة عن طريقة عملها، 00:00:23.788 --> 00:00:25.814 في آخر مرة اتصلت فيها على منزله. 00:00:26.441 --> 00:00:29.617 تحاول عندها إقناع نفسها بأن الوصفة مناسبة، 00:00:30.172 --> 00:00:32.773 فالمريض يخضع لعلاج تجريبي على أية حال، 00:00:32.783 --> 00:00:34.464 وهذا يبرر الوصفة المرتفعة، 00:00:34.913 --> 00:00:39.274 تأخذ عندها الدواء وتتوجه نحو سرير المريض. 00:00:40.234 --> 00:00:42.080 وبعيداً عن أجواء المستشفيات، 00:00:42.717 --> 00:00:46.524 طيار شاب في مهمة تدريب عسكرية 00:00:46.944 --> 00:00:51.218 يلاحظ بأن الضابط المسؤول عنه يبدو وكأنه قد اتخذ قراراً خاطئاً. 00:00:51.891 --> 00:00:53.361 فيغض الطرف عما حدث. 00:00:55.044 --> 00:00:56.524 وبعيداً عن هاتين القصتين، 00:00:56.529 --> 00:00:59.645 أحد كبار التنفيذيين الذي عُيّن للتو 00:00:59.649 --> 00:01:02.144 في إحدى الشركات الناجحة 00:01:02.144 --> 00:01:04.344 لينضم إلى فريق الإدارة العليا NOTE Paragraph 00:01:04.949 --> 00:01:08.078 لديه تحفظّات كبيرة على إحدى خطط الشركة للاستحواذ على أخرى 00:01:08.929 --> 00:01:11.393 كونه جديداً على الفريق وشعوره كغريب بينهم 00:01:11.659 --> 00:01:14.628 ووسط حماسة الجميع حول الخطة، 00:01:15.025 --> 00:01:16.803 يحتفظ برأيه لنفسه. 00:01:17.048 --> 00:01:19.532 هذه ثلاثة أمثلة على الصمت في مكان العمل 00:01:19.532 --> 00:01:21.704 عندما يكون الحديث ضرورياً. 00:01:21.982 --> 00:01:23.717 عندما يكون مفيداً. 00:01:24.117 --> 00:01:25.184 ربما تفكر الآن، 00:01:25.184 --> 00:01:27.567 "لو كنت في مكانهم، لما فعلت ذلك" 00:01:27.572 --> 00:01:29.517 ولربما أدركت، كما فعلت أنا، 00:01:29.762 --> 00:01:33.085 بأن هذا يحدث مراراً في أماكن العمل هذه الأيام. 00:01:34.585 --> 00:01:37.545 لطالما أثارت هذه المشكلة اهتمامي، 00:01:37.549 --> 00:01:39.078 لماذا تحدث؟ 00:01:39.078 --> 00:01:40.876 الموضوع بسيط في الحقيقة. 00:01:41.249 --> 00:01:44.734 لا أظن بأن أحداً يصحو من نومه صباحاً، 00:01:44.738 --> 00:01:48.438 يقفز من سريره، ولا يستطيع الانتظار للذهاب إلى عمله 00:01:48.444 --> 00:01:52.329 ليبدو متجاهلاً، غير كفؤ، متطفلاً، أو سلبياً، أليس كذلك؟ 00:01:52.329 --> 00:01:53.469 (ضحك) 00:01:53.469 --> 00:01:56.304 لا، لا بالطبع، ففي العموم، كلنا يود أن يبدو ذكياً ومفيداً 00:01:56.304 --> 00:01:58.755 وكما تعلمون، إيجابياً ومتعاوناً. 00:01:59.480 --> 00:02:03.435 الجيد في الموضوع٬ هو أنه سهل الحل. 00:02:03.995 --> 00:02:06.291 إن أردت ألّا تبدو متجاهلاً؟ فلا تثر الأسئلة. 00:02:06.291 --> 00:02:09.546 ألّا تبدو غير كفؤ؟ فلا تعترف بنقاط ضعفك أو أخطائك. 00:02:09.916 --> 00:02:12.333 ألّا تبدو متطفلاً؟ فلا تبادر بتقديم أفكارك. 00:02:12.333 --> 00:02:14.840 وإن أردت ألّا تبدو سلبياً، فبكل تأكيد، 00:02:14.840 --> 00:02:17.771 لا تنتقد الوضع الراهن. 00:02:18.841 --> 00:02:19.936 والآن، 00:02:20.292 --> 00:02:21.362 هذه الاستراتيجية، 00:02:21.760 --> 00:02:24.042 الجيد حول هذه الاستراتيجية الناجحة 00:02:24.042 --> 00:02:27.059 هي أنها تحميك. 00:02:27.302 --> 00:02:29.765 هذا ما يسميه علماء النفس ب"إدارة الانطباعات" 00:02:29.944 --> 00:02:33.003 وهناك الكثير من الأدلة بأننا نفعل ذلك جيداً. 00:02:33.285 --> 00:02:35.692 نحن نتعلم فعل ذلك في المدرسة الابتدائية غالباً. 00:02:35.692 --> 00:02:39.557 في الوقت الذي نصل فيه لسن العمل، تتحول لدينا إلى مجرد عادة 00:02:40.213 --> 00:02:41.895 هل أردت يوماً أن تسأل سؤالاً، 00:02:41.901 --> 00:02:44.099 فتلفّت حولك، ولم تسأله؟ 00:02:44.099 --> 00:02:45.837 فليس هناك من يسأل حولك. 00:02:45.837 --> 00:02:47.602 ربما كان عليك أن تعرف الإجابة. 00:02:47.602 --> 00:02:49.793 فتظن، "سأفهمها لاحقاً" 00:02:50.531 --> 00:02:52.024 ما أهمية هذا الموضوع إذاً؟ 00:02:52.410 --> 00:02:54.610 أهميته تكمن في أننا في كل لحظة من هذه اللحظات 00:02:54.610 --> 00:02:56.264 في كل مرةٍ تردّدنا فيها عن السؤال، 00:02:56.876 --> 00:03:00.888 أضعنا على أنفسنا وزملائنا فرصة لنتعلّم، 00:03:02.558 --> 00:03:04.228 فلا ابتكرنا، 00:03:04.578 --> 00:03:07.034 ولا أتينا بأفكارٍ جديدة. 00:03:08.235 --> 00:03:12.506 لقد انشغلنا دون أن نشعر، 00:03:12.506 --> 00:03:14.382 بإدارة انطباعات الآخرين عنّا 00:03:14.969 --> 00:03:20.372 فلم نشارك في تطوير مكان عملنا. 00:03:20.527 --> 00:03:24.394 الممرضة لم تتصل، والطيار لم يتكلم 00:03:24.491 --> 00:03:26.946 ولم يقل المدير التنفيذي شيئاً. 00:03:27.997 --> 00:03:32.213 الخبر الجيد بأن هذا الشيء ليس متفشٍ في كل بيئات العمل 00:03:32.428 --> 00:03:33.785 هناك أماكن للعمل 00:03:33.824 --> 00:03:36.499 يصحو موظفوها صباحاً، 00:03:36.519 --> 00:03:40.343 لا أقول متلهفون، ولكنهم على الأقل جاهزين 00:03:40.343 --> 00:03:42.702 ليتعلموا ولو على حساب علاقاتهم بالآخرين 00:03:42.707 --> 00:03:47.002 أسمّي مثل هذه الأماكن، بأماكن العمل التي تتمتع بالأمان النفسي 00:03:47.162 --> 00:03:49.898 وأعرّف الأمان النفسي بأنه الاعتقاد 00:03:50.252 --> 00:03:52.941 بأنه من الممكن، بل والمتوقع في الحقيقة، 00:03:53.110 --> 00:03:57.590 بأن يتم الإفصاح عن المخاوف، والأسئلة، والأفكار، والأخطاء. 00:04:00.327 --> 00:04:04.640 ولقد بدأت في هذا الموضوع، وبدأ اهتمامي به، بمحض الصدفة. 00:04:04.663 --> 00:04:06.304 دعوني أخبركم عمّا حدث. 00:04:06.423 --> 00:04:10.705 انضممت إلى فريق غالبيته من الأطباء والممرضات، 00:04:10.874 --> 00:04:14.591 وكانت مهمتنا هي بحث وتقييم، 00:04:14.591 --> 00:04:16.712 بشكلٍ قاطع إن أمكن، 00:04:16.712 --> 00:04:20.744 ما هو المعدل الفعلي لإعطاء الأدوية بشكل خاطئ 00:04:20.932 --> 00:04:26.030 في بعض المستشفيات التخصصية الحديثة. 00:04:26.433 --> 00:04:30.592 لذلك كانت مهمتهم هي جمع معلومات عن إعطاء الأدوية الخاطئ 00:04:30.943 --> 00:04:33.164 تلك المتعلقة بأخطاء العاملين. 00:04:33.589 --> 00:04:35.181 أما مهمتي الجزئية فكانت ببساطة، 00:04:35.181 --> 00:04:38.409 بأن أسأل هذا السؤال، ومن ثم أجيب عنه، 00:04:38.837 --> 00:04:42.499 "هل الفِرق الأفضل، أو بالأصح الفِرق في المستشفيات الأفضل، هي الأقل خطئاً؟" 00:04:42.808 --> 00:04:47.054 استخدمت استبياناً قياسياً لتقييم مدى فاعلية الفِرق 00:04:47.598 --> 00:04:52.664 ودرّبت عدداً من الممرضات لزيارة مجموعة من الأقسام في مستشفيين 00:04:53.167 --> 00:04:55.792 كل يومين تقريباً لمدة ستة أشهر. 00:04:56.008 --> 00:04:58.075 وكانت هذه هي المعلومات التي جمعناها 00:04:58.305 --> 00:05:03.270 هذه مجموعة من الأخطاء، لنسميها أخطاءً في إعطاء الأدوية 00:05:03.270 --> 00:05:05.707 والتي تم حصرها لتكون ناتجة عن أخطاء العاملين، 00:05:05.707 --> 00:05:09.861 ويتم التعبير عنها بنسبة الأخطاء إلى وحدة "ألف يوم من العناية بالمريض" 00:05:10.735 --> 00:05:14.513 وهنا يبدأ الموضوع ليصبح غريباً بعض الشيء. 00:05:14.916 --> 00:05:16.812 حصلت على المعلومات، وانتظرت بصبر، 00:05:16.817 --> 00:05:20.637 حصلت على معلومات الفِرق ومعلومات الأخطاء، 00:05:21.121 --> 00:05:22.947 وأجريت عليها نوعاً من التحليل. 00:05:23.112 --> 00:05:24.383 وماذا وجدت؟ 00:05:24.554 --> 00:05:28.100 كانت النتائج عكس توقعاتي تماماً. 00:05:28.536 --> 00:05:33.527 فكما يبدو، كانت الفِرق الأفضل، ترتكب أخطاءً أكثر، لا أقل. 00:05:34.576 --> 00:05:36.623 فمن وجهة نظر باحثةٍ شابة 00:05:36.631 --> 00:05:39.347 يهمها نشر ورقتها العلمية، كانت هذه مشكلة حقيقية 00:05:40.216 --> 00:05:42.175 بغض النظر عن بقية المشاكل، أليس كذلك؟ 00:05:43.412 --> 00:05:45.665 لقد كانت مشكلة، لا، بل كانت لغزاً. 00:05:45.665 --> 00:05:48.437 لذلك، جلست لأفكّر، ما هي الأسباب؟ 00:05:48.847 --> 00:05:52.777 فكّرت بأنها ربما الحاجة إلى التعاون بين الأطباء والممرضات. 00:05:52.781 --> 00:05:55.767 أو أنها الحاجة إلى العمل الجماعي السريع، 00:05:55.781 --> 00:05:57.785 عن الإفصاح عمّا في الخاطر، عن التدقيق. 00:05:58.540 --> 00:06:00.009 وفكّرت عندها، "ربما" 00:06:00.009 --> 00:06:02.078 في لحظة خاطفة من التجلّي 00:06:02.078 --> 00:06:05.734 "ربما لم تقم الفِرق الأفضل بأخطاءٍ أكثر، 00:06:05.833 --> 00:06:08.069 ربما كانوا أكثر قابلية لمناقشتها فقط" 00:06:08.301 --> 00:06:11.650 ماذا لو كان لدى الفرق الأفضل بيئة منفتحة 00:06:11.948 --> 00:06:14.131 تسمح لهم بالحديث 00:06:14.131 --> 00:06:16.314 بل للوصول إلى جذور هذه الأخطاء؟ 00:06:16.740 --> 00:06:20.340 حسناً، التفطّن لمثل هذا الأمر يختلف كلياً عن محاولة إثباته. 00:06:20.482 --> 00:06:21.697 فما الذي فعلته؟ 00:06:21.697 --> 00:06:27.047 أرسلت باحثاً من مساعديّ الشبان لدراسة هذه الأقسام بعناية. 00:06:27.332 --> 00:06:30.394 كان عليه ألّا يٌكوّن أي فكرة مسبقة، فلم يكن يعرف معدل الأخطاء 00:06:30.394 --> 00:06:33.065 لم يكن يعرف نتائج الفِرق في الاستبيان، 00:06:33.081 --> 00:06:35.245 بل لم يكن يعرف بفرضيّتي. 00:06:35.245 --> 00:06:37.041 وعندما سألته "ما الذي تعلّمته؟" 00:06:37.041 --> 00:06:38.466 هل تعلمون ماذا وجد؟ 00:06:38.466 --> 00:06:42.445 لقد وجد بأن هذه الأقسام، كل الثمانية، كانوا مختلفين كليّاً 00:06:42.451 --> 00:06:44.798 من ناحية كونهم مستعدين وقادرين 00:06:44.798 --> 00:06:47.185 بل كونهم قد تحدثوا فعلياً عن أخطائهم. 00:06:47.494 --> 00:06:50.823 بعضهم كان يتحدث عن أخطائه على الدوام 00:06:50.823 --> 00:06:54.487 في محاولةٍ جماعية للعمل سويّاً على إيجاد طرقٍ جديدة 00:06:54.487 --> 00:06:56.012 لتقليل الأخطاء. 00:06:56.195 --> 00:06:58.891 في وقت لاحق، أسميت هذا الموضوع "الأمان النفسي" 00:06:58.891 --> 00:07:02.149 وربما يهمّكم أن تعرفوا القاعدة التي استخدمت في تصنيف هذه القائمة، 00:07:02.149 --> 00:07:03.366 ربما يظهر في البداية 00:07:03.366 --> 00:07:06.814 بأنني حاولت ترتيب معدّل الأخطاء من الأعلى إلى الأدنى، 00:07:06.814 --> 00:07:10.584 وبأنني ضعيفة في الحساب فاختلط الأمر عليّ 00:07:10.584 --> 00:07:11.498 كلّا. 00:07:11.498 --> 00:07:13.331 لقد رُتّبت هذه القائمة 00:07:13.331 --> 00:07:18.785 نتيجة لمعدلات الانفتاح في بيئة العمل التي أجراها مساعدي 00:07:19.079 --> 00:07:22.338 وكما يتضح لكم، يبدو الترابط عالياً بالفعل. 00:07:22.338 --> 00:07:24.476 حسناً، كيف تبني الأمان النفسي؟ ماذا تفعل؟ 00:07:24.476 --> 00:07:28.305 لو كنت قائداً يقول لنفسه "حسناً، أريد الحصول على الأمان النفسي في بيئة عملي؟" 00:07:28.722 --> 00:07:31.642 دعني أقترح عليك ثلاثة أمور بسيطة يمكنك عملها 00:07:31.642 --> 00:07:33.711 كي تجري الممرضة تلك المكالمة، 00:07:33.711 --> 00:07:35.708 وأن يتحدث الطيار دون خوف، 00:07:35.724 --> 00:07:39.972 وأن يبدي المدير التنفيذي رأيه في الاستحواذ، 00:07:40.808 --> 00:07:44.643 أولاً، صوّر العمل كتحدٍّ معرفي، 00:07:44.646 --> 00:07:46.532 لا تحدٍّ في التنفيذ، 00:07:46.532 --> 00:07:51.092 أدرك، ووضّح للجميع، بأن الطريق للمستقبل يلفّه الغموض 00:07:51.133 --> 00:07:53.468 وبأن الحاجة ماسّة إلى الترابط. 00:07:53.508 --> 00:07:56.394 ومتى توفر هذين الشرطين، نحن لم نكن هنا من قبل 00:07:56.404 --> 00:07:58.475 ولا ندري ما الذي سيحدث. 00:07:58.504 --> 00:08:02.844 لذلك فعلى الجميع أن يشاركنا بعقله وبصوته. 00:08:03.340 --> 00:08:05.822 هذا هو ما يخلق البيئة التي تتقبّل الصراحة 00:08:06.050 --> 00:08:10.305 ثانياً، اعترف بأنك قد تخطئ. 00:08:11.532 --> 00:08:13.104 فأنت تعلم بأنك لست معصوماً. 00:08:13.614 --> 00:08:15.470 قُل أموراً بسيطة كقولك، 00:08:15.470 --> 00:08:19.169 "ربما فاتني شئٌ ما، أحتاج إلى رأيك" 00:08:19.471 --> 00:08:23.076 هذا ينطبق على مرؤوسيك، كما ينطبق على بقية زملائك 00:08:23.391 --> 00:08:26.760 وهذا ما يخلق أماناً أكثر للحديث بصراحة. 00:08:26.792 --> 00:08:31.300 وثالثاً، كن محبّاً للاستطلاع، أثر الكثير من الأسئلة. 00:08:31.300 --> 00:08:34.162 فهذا ما يخلق الحاجة إلى الحديث. 00:08:34.314 --> 00:08:36.955 وكما ترون، هذه الثلاثة أمور البسيطة، قد تأخذكم بعيداً 00:08:36.955 --> 00:08:39.072 نحو خلق بيئة عمل 00:08:39.078 --> 00:08:43.123 يمكن فيها تفادي الكوارث المتوقعة 00:08:43.123 --> 00:08:45.073 في القصص التي مرّت بنا في البداية. 00:08:45.254 --> 00:08:50.499 والآن، بعد فترة من شرح وتعليم مثل هذه الأمور 00:08:50.502 --> 00:08:54.791 معظم المدراء الذين أتحدث إليهم، يصابون بشيءٍ من التوتر 00:08:55.333 --> 00:08:59.719 يقولون "أتفهّم ذلك، وأرى كيف يمكن لشيءٍ كهذا أن يساعد الناس على التعلّم 00:08:59.719 --> 00:09:02.546 أتفهّم، ولا أريد أن أسمع عن الأخطاء. 00:09:03.108 --> 00:09:06.824 ولكن، هل تقولين بأنني يجب أن أتخلى عن المطالبة بالتميّز؟ 00:09:07.188 --> 00:09:08.651 ألم يعد من الممكن 00:09:08.651 --> 00:09:11.393 أن يحمّل الناس مسؤولية تحقيق نتائج متميزة؟ 00:09:11.395 --> 00:09:13.886 أن نبقيهم تحت الضغط لتحقيق هذه النتائج؟" 00:09:14.926 --> 00:09:18.071 فأجيب "لا، في الحقيقة، لا أظن بأننا أمام مقايضة. 00:09:18.071 --> 00:09:20.472 أظن بأننا أمام أمرين مختلفين. 00:09:20.864 --> 00:09:23.107 أمران، يجب أن تفكر فيهما" 00:09:23.107 --> 00:09:25.616 واقعيّاً، عندما أتحدث عن الأمان النفسي، 00:09:25.616 --> 00:09:28.612 فأنا أتحدث عن التخفيف من الضغط على فرامل السيارة 00:09:29.367 --> 00:09:31.299 ولا أتحدث هنا... 00:09:32.669 --> 00:09:34.305 عن البنزين. 00:09:34.305 --> 00:09:36.894 فأنا لا أتحدث عن التحفيز. 00:09:36.894 --> 00:09:38.711 هناك الكثير مما يمكن قوله عن التحفيز، 00:09:38.711 --> 00:09:41.660 فهو مهم جداً، ومن المهم فهمه. 00:09:41.660 --> 00:09:45.181 ولكني أقول، بأنه من المهم أيضاً أن نعطي الناس مساحةً من الحرية، 00:09:45.332 --> 00:09:48.798 أن نحثّهم على المشاركة، وألّا يخافوا من بعضهم البعض. 00:09:48.798 --> 00:09:50.666 فإن لم تقم بأيٍّ من الأمرين 00:09:50.666 --> 00:09:53.675 فهذه هي منطقة اللامبالاة، وهذا شيءٌ محزن، فلنتحدث عن شيءٍ آخر 00:09:53.675 --> 00:09:58.015 وإن كنت تعمل على الأمان النفسي فقط، فنعم، بالطبع، من الممكن 00:09:58.589 --> 00:10:01.970 بأنك تخلق بيئة من الراحة٬ ليس فيها الكثير من الإنتاجية 00:10:03.682 --> 00:10:05.940 ولكن، هذه المنطقة التي تثير قلقي حقاً 00:10:05.940 --> 00:10:08.991 وأتمنى أن تثير قلق الكثير من المدراء كذلك. 00:10:09.186 --> 00:10:15.530 فإن كنت دائماً ما تتحدث عن مسؤولية موظفيك عن التميّز فقط 00:10:15.542 --> 00:10:18.680 ولم تكن تعمل على خلق بيئةٍ لا يخشون فيها الحديث إلى بعضهم البعض 00:10:18.684 --> 00:10:20.561 فهم في منطقة القلق. 00:10:20.564 --> 00:10:23.855 كانت الممرضة في هذه المنطقة، والطيار الشاب كذلك، 00:10:23.863 --> 00:10:26.260 حتى المدير التنفيذي كان في ذات المكان، 00:10:26.260 --> 00:10:28.220 ومن الخطر التواجد في مكانٍ كهذا. 00:10:28.220 --> 00:10:30.002 وبالطبع، أين أريدكم أن تتواجدوا؟ 00:10:30.002 --> 00:10:34.346 أريدكم منكم التواجد في منطقة التعلّم. 00:10:34.672 --> 00:10:37.425 ودعوني أقول هنا، في حال لم يكن هذا واضحاً حتى الآن، 00:10:38.075 --> 00:10:41.973 بأن هذه هي ذات منطقة الأداء المميّز 00:10:41.983 --> 00:10:45.682 متى كان هناك غموض في المستقبل، وهناك حاجة للعمل الجماعي. 00:10:45.692 --> 00:10:48.762 فإن لم يكن المستقبل غامضاً، ولا حاجة هناك للعمل الجماعي، فحسناً 00:10:48.762 --> 00:10:50.549 أنت لا تحتاج إلى الأمان النفسي. 00:10:50.551 --> 00:10:53.057 من الجيد أن يكون متوفراً، ولكنه ليس ضرورياَ. 00:10:53.064 --> 00:10:56.244 ولكن إذا كان لديك غموض في المستقبل، وحاجةً إلى العمل الجماعي 00:10:56.254 --> 00:10:59.623 فإنه لا مفر من أن يكون لديك أمانٌ نفسي. 00:10:59.921 --> 00:11:03.647 لذلك في أماكن العمل، بكل ما فيها من تعقيد وتداخلات، 00:11:03.895 --> 00:11:06.652 لن يتغير أيّ من هذا في المستقبل القريب. 00:11:06.904 --> 00:11:10.297 نحتاج الناس أن يأتوا بكامل عدّتهم، 00:11:10.517 --> 00:11:12.227 ليواجهوا تحديات وظائفهم، 00:11:12.489 --> 00:11:16.978 وأتمنى منكم مساعدتي في خلق هذه النوعية من بيئات العمل 00:11:17.436 --> 00:11:22.432 حيث يتعلّم الناس ويبذلون كل ما لديهم. 00:11:22.652 --> 00:11:23.680 شكراً لكم. 00:11:23.680 --> 00:11:25.606 (تصفيق)