عندما كنت رئيسا للجمعية الأمريكية لعلم النفس حاولا تدريبي على اللقاءات الإعلامية, حدث صدام بيني و الـCNN يلخص ما أنا بصدد الحديث عنه اليوم, و هو عن "الإحدى عشر سببا لتكون متفائلا". محرر مجلة الـديسكافر ذكر منهم 10 أسباب, و أنا سأعطيكم السبب الحادي عشر. إذن جاءت الـCNN إلي قائلين "أستاذ سيليجمان" هل يمكنك أن تحدثنا عن وضعية علم النفس اليوم؟ "نحب أن نستضيفك حول هذا الموضوع." قلت لهم "عظيم." و أخبرتنى المذيعة أن "هذه هى الـCNN فعلي الإجابة بحديث قصير" قلت "حسنا, كم كلمة لدي لأجيب فى حدودهم؟" قالت لي, "حسنا, كلمة واحدة" (ضحك) ثم تحولت الكاميرات تجاهي وسألتني هي "أستاذ سيليجمان ما هي وضعية علم النفس اليوم؟" "جيدة" (ضحك) "إقطع.إقطع. هذا لن يجدي. من الأفضل أن نعطيك عدد كلمات أكثر" "كم عدد الكلمات التى سأحصل عليها هذه المرة؟" "أعتقد, حسنا, كلمتين" "أستاذ سيليجمان ما هى وضعية علم النفس اليوم؟" " ليست جيدة" (ضحك) " أنظر, د.سيليجمان, نحن نرى أنك غير مرتاح حقا فى هذا الوسط. سنعطيك فعلا زمنا أطول لتجيب فيه. فى هذه المرة ثلاثة كلمات. "أستاذ سيليجمان ما هى وضعية علم النفس اليوم؟" "ليست جيدة بشكل كافي" و هذا ما سأحدثكم عنه. أريد أن أقول لماذا كان علم النفس فى حالة جيدة ولماذا ليس الان وكيف فى غضون الـ10 سنوات القادمة ربما يصبح جيدا بشكل كافي. و كتلخيص لموضوع موازي أريد أن اقول نفس الشئ على الأبحاث التقنية, و عن الترفيه والتصميم لأني أعتقد انها موضوعات متشابهة. لماذا كان علم النفس فى حالة جيدة؟ حسنا, لأكثر من 60 عاما إهتم علم النفس بنموذج المرض. و من 10 سنوات كنت على طائرة قدمت نفسى للجالس بجواري و أخبرته عما قمت به, فتحرك بعيدا عني. و لأنه قال و كان محقا فعلم النفس يبحث في ما الخطأ الذي حدث للناس "أشر إلى المجنون" و الان عندما أخبر الناس حول عملي فإنهم يقتربون مني. و الذي كان جيدا فى علم النفس بالنسبة للـ30 مليار التى أنفقت من قبل المعهد الوطنى للصحة النفسية, بالنسبة للعمل على نموذج المرض, عما يعنيه علم النفس, أن خلال الـ60 عاما الماضية لا يوجد مرضا نفسيا واحدا قابلا للعلاج.. كان الأمر برمته عبارة عن ظنون خائبة و الان يوجد 14 مرضا قابل للعلاج في الحقيقة إثنان منهم قابلين للعلاج الشئ الاخر الذى حدث هو أن العلم تطور علم الأمراض العقلية. بأننا إكتشفنا أننا يمكننا أخذ الأفكار المشوشة مثل الإكتئاب أو إدمان الكحول و قياسهما بدقة أننا يمكننا وضع تصنيف للمرض. اننا يمكننا فهم الخسارة المتكبدة من الأمراض العقلية. يمكننا أن ننظر عبر الزمن لنفس الأشخاص على سبيل المثال الأشخاص المعرضين جينيا لإنفصام الشخصية, و مدى مساهمة الجينات في مسألة الأمومة, و يمكننا عزل متغير ثالث بإجراء تجارب على الأمراض العقلية. أفضل شئ على الإطلاق هو أننا تمكنا خلال الـ50 سنة الماضية أن نبتكر علاجات طبية وأخرى نفسية, و تمكنا من قياس تلك العلاجات بشكل دقيق بفضل الإنتخاب العشوائي الذي يجعل عامل بلاسيبو بلا تأثير (بلاسيبو= العلاج بالإيهام) إخراج العوامل التي لا تساعد و الإبقاء على الأشياء التي تعمل بشكل إيجابي. وخلاصة ذلك ان علم النفس والطب النفسي خلال الـ60 عاما الماضية, يستطيعا حقا ان يدعيا أننا نستطيع أن نجعل البؤساء اقل بؤسا. و أعتقد أن ذلك رائع . انا فخور بذلك. لكن الشئ الذي لم يكن جيدا هو تبعات ذلك وهم ثلاثة عواقب. الأول أخلاقيا.. الأخصائييون النفسيون و الأطباء النفسييون أصبحوا أخصائيين فى علم الأمراض و تحليل الضحية و نظرتنا للطبيعة البشرية أنه لو كنت فى أزمة فهذا معناه أنه ليس لك دخل =(سقطت عليك الحجارة من السماء). و نسينا ان الناس قاموا بالإختيار و إتخاذ القرارات. و نسينا مسؤولياتهم و التي كانت التكلفة الأولى. العاقبة الثانية أننا أهملناكم أنتم كبشر. أهملنا فى تحسين الحياة الطبيعية. نسينا مهمة أن نجعل حياة الناس العادية اسعد نسبيا, أكثر رضاءا و إنتاجية, و أصبح كلمات كـ "عبقرى" أو "موهوب جدا" كلمات قذرة. لم يعمل أحد على ذلك. و المشكلة الثالثة لنموذج المرض هي, في حالة إستعجالنا لعمل شئ للشخص المضطرب نفسيا, في حالة إستعجالنا لعمل شئ يعالج الخلل لم يخطر ببالنا أن ننمي قدرتنا على "التدخل"= نموذج التركيز على الوضعية المرغوبة فى المستقبل. لجعل الناس أسعد بواسطة "تدخلات" إيجابية. و هذا لم يكن جيدا. و هذا ما دعا أناس مثل نانسى إيتكوف و دان جيلبرت و مايك سكيزينتمالي و أنا معهم للعمل على ما أطلق عليه علم النفس الإيجابى, و الذى يهدف لثلاثة أشياء. أولا أن علم النفس يجب أن يكون معنياً بالقوة البشرية والضعف البشرى بنفس القدر. يجب أن يهتم ببناء القوة كنفس إهتمامه برأب الصدع. يجب ان يكون متشوقا بأفضل الأشياء فى الحياة , و يكون مهتما بنفس القدر بجعل حياة الناس العادية راضية أن يهتم بالعبقرية و رعاية النوابغ. لذلك خلال الـ10 سنوات الماضية و الأمل للمستقبل رأينا بداياته في علم النفس الإيجابى: علماً يجعل الحياة جديرة بأن نعيشها. و تحول الأمر لنستطيع قياس أشكال مختلفة من السعادة. و أي أحد منكم و بالمجان يستطيع أن يذهب لذلك الموقع الإليكترونى و يقيس سعادته بكافة الإختبارت. يمكنك أن تسأل كيف تتراكم لديك العواطف الإيجابية و المعاني, و تدفقها تجاه -حرفيا- عشرات الآلاف من البشر؟ لقد أوجدنا الدليل العكسي لتشخيص الأمراض العقلية: تصنيف لنقاط القوة والفضائل التي يتميز بها الإناث و الذكور على بعضهما البعض, و كيفية تعريف تلك النقاط و تشخيصها, ما الذي ينشئها في الأساس و ما الذي يعترض طريقها. و وجدنا أننا نستطيع إيجاد السبب في تكوّن الأوضاع النفسية الإيجابية, العلاقة بين نشاط فصّي المخ الأيسر والأيمن كسبب للسعادة. لقد قضيت حياتي اعمل على علاج أناس محطمون نفسيا لأقصى درجة, و طرحت هذا السؤال , كيف يختلف هؤلاء المحطمون نفسيا عن بقية الناس؟ و بدأت منذ ستة اعوام أتساءل عن السعداء لاقصى درجة, و كيف يختلفون عنا؟ و تحول الأمر لطريق واحد. إنهم ليسوا الأكثر تدينا و ليسوا الأكثر صحة بدنيا, أموالهم ليست أكثر, و أشكالهم ليست أفضل, ليست لديهم مناسبات سارة أكثر من مناسباتهم السيئة. يختلفون بطريقة واحدة فقط: و هى أنهم إجتماعيون لأبعد حد. لا يعقدون منتديات في صباح يوم السبت. (ضحك) لا يقضون أوقاتا بمفردهم. كل واحد منهم لديه علاقة عاطفية و كلا منهم لديه عدد عريض من الأصدقاء. و لكن توخوا الحذر هنا فهذه ليست إلا بيانات علائقية , و لا تسبب إحداها الأخرى, سعداء على طريقة هوليوود التي سأخبركم عنها: سعادة الإثارة والقهقهة و المتعة. و سأقترح عليكم ما لا يكفي في غضون دقيقة. و جدنا أنه في إمكاننا فحص التدخلات النفسية خلال القرون, من بودا إلى توني روبينز. حوالي 120 نمط مقترح للتدخل النفسي و التي يزعم انها تجعل الناس سعداء. و وجدنا أنه في إمكاننا تسجيل تلك الأنماط في دليل للمستخدمين, و أجرينا فى الواقع تجارب عشوائية لندرس الكفاءة والفعالية للأنماط التي -في الواقع- تجعل الناس أكثر سعادة على المدى البعيد؟ في الدقائق التالية سأخبركم ببعض النتائج التي توصلنا إليها. لكن المحصلة النهائية التى أردت أن يحظى بها علم النفس, بالإضافة إلى مهمته لعلاج المعتلين ذهنيا, بالإضافة لمهمته لجعل البؤساء أقل بؤسا, هي الإجابة على: هل في وسع علم النفس أن أن يجعل الناس أكثر سعادة؟ و لطرح هذا السؤال -خاصة وأن السعادة كلمة لا أستخدمها كثيرا - فإضطررنا لتفتيت السؤال ليسهل الإجابة عليه. و أنا أعتقد أن هناك ثلاثة أنواع مختلفة .. و أقول عليهم مختلفين بسبب الأنماط التي تتسبب فيهم, و في الإمكان الحصول على نوع بدلا من الآخر.. من الأنواع الثلاثة المختلفة للحياة السعيدة. النوع الأول من الحياة السعيدة هو الحياة السارة. و هي نوع من الحياة تحظى خلاله بعدد أوفر من العواطف الإيجابية على قدر إستطاعتك, و من المهارات ما يساعدك على مضاعفة تلك العواطف. النوع الثاني هو حياة الإرتباط: حياة العمل و تربية الأولاد و حياتك العاطفية و وقت فراغك, و كأن الوقت يتمهل من أجلك كما كان يقول أرسطو. و النوع الثالث هو الحياة ذات المعنى. و أحب أن أخبركم ولو قليلا عن تلك الأنواع و ما نعرفه عنهم. الحياة السارة وهو النوع الأول و هي ببساطة أفضل ما يمكنك الحصول عليه, فيها تحصل على ما تستطيع من المتع, و عواطف إيجابية على قدر إستطاعتك و تعلم المهارات و خلق لنفسك العقلية التي تمكنك من التمتع ومضاعفة تلك العواطف و التي تمتد لتملأ اوقاتك و اماكن تواجدك. و لكن الحياة السارة لديها ثلاثة معوقات, و لهذا السبب علم النفس لا يعد علما للسعادة و لا يكترث بها, العائق الأول هو أنه وضح أن الحياة السارة, خبرتك بالعواطف الإيجابية قابلة للتوريث, حوالي 50% منها و لكنها عصية على التعديل و هذه حقيقة. لذلك الطرق التي نعرفها أنا و ماثيو ريكارد و أخرون تتعلق بزيادة قدر العواطف الإيجابية فى حياتك بنحو 15 لـ 20 %, تحصل على قدر أوفر منها. العائق الثاني أن العواطف الإيجابية يُعتاد عليها و يعتاد عليها بسرعة كبيرة. فتلك العواطف اشبه بآيس الكريم الفانيللا, متعتك به كبيرة فى أول لعقة؛ و لكن مع اللعقة السادسة تتبخر هذه المتعة. و كما قلت فهي ليست طيعة. و هذا يقودنا إلى النوع الثاني من الحياة السعيدة. و يجب ان أخبركم عن صديقى لين إذا أردت أن أوضح لكم أن علم النفس الإيجابى أكثر من مجرد عواطف إيجابية, و أكثر من مجرد دراسة لما نتمتع به. في إثنتين من ثلاثة مناطق فى حياة لين و هو فى الـ30 من عمره, كان لين ناجحا بشكل هائل. المنطقة الأولى كانت حياته. عندما كان فى الـ20 من عمره كان يعمل فى التجارة. عندما بلغ الـ25 أصبح مليونيرا و رئيس شركة تجارية متعددة الأنشاطة. ثانيا, على جانب اللعب: لأين يعتبر بطل قومى فى لعبة البريدج = لعبة ورقية. الحب هو المنطقة الثالثة من حياته و هو يعتبر فاشلا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. و السبب فى ذلك أن لين كان متبلد المشاعر. (ضحك) لين إنطوائي. عندما يواعد نساءا امريكيات فإنهم يقلن له, "صحبتك غير ممتعة. تفتقر للمشاعر الإيجابية, فلتغرب عن وجهى." و لين غنيا بما يكفى ليتحمل أجر محلل نفسي من الطراز الأول, و الذى حاول خلال 5 سنوات كاملة أن يجد العقدة الجنسية و التي بطريقة ما حالت بينه وبين الشعور بعواطف إيجابية. و لكن تبيّن أنها لم تكن عقدة جنسية. تبيّن ان لين نشأ فى جزيرة لونج بنيو يورك لعب وشاهد كرة القدم, و لعب البريدج... يأخذ لين أقل من 5% مما نطلق عليه التعبير العاطفي الإيجابي. السؤال هو: هل لين غير سعيد؟ أريد ان اقول لا. على عكس ما يخبرنا به علم النفس عن الأقل من 50% للتعبير العاطفي الإيجابي للبشر, أعتقد أن لين من أسعد البشر الذين أعرفهم. فليس من الممكن أن يحتجزهم جحيم التعاسة و هذا لأن لين -مثل معظمكم- قادرا بشكل كبير على المضي قدما. فعندما يتجول فى البورصة الأمريكية فى الـ9:30 صباحا, فالزمن يصبح فى صالحه.. وحتى جرس الإغلاق. عندما يلقي بأول ورقة حتى إنتهاء عشرة ايام من التنافس, الزمن يكون فى صالح لين. و هذا تماما ما كان يتحدث عنه مايك سكيزنتيمالي عن المضي قدما بشكل مستمر كسبب هام للسعادة. فالسعادة لها ثلاثة مواد أولية: تشعر انها تحدث. و هي فكرة و أيضا شعور. و لكن مايك أخبركم أمس أنه أثناء تقدمك فأنت لا تشعر بأي شئ. عندما تستمع للموسيقى فالزمن يتوقف. و يصبح لديك تركيزا فائقا. و هذه تماما الصفة الأهم لما نطلق عليه بالحياة الجيدة. و نحن نعتقد ان هناك وصفة لها, و هو معرفة ما هي نقاط قوتك. و مرة اخرى هناك إختبارا صالحاً يساعدك في معرفة ما هي أهم 5 نقاط لقوتك ثم كيف تشكل حياتك لتستفيد منها إستفادة قصوى. تعيد تشكيل حياتك العاطفية وعملك العابك و صداقتك و طريقة تربيتك لأولادك. مجرد مثال: كانت هناك فتاة أعمل على حالتها..كانت تعمل فى لف المنتجات لدى محلات جيروناديز. كانت تكره وظيفتها. نجحت في الإلتحاق بالجامعة. و كانت نقطة قوتها هى الذكاء الإجتماعى, لذلك فقد أعادت تصميم كونها تعمل في لف المنتجات إلى عكس ما قد يعنيه هذا بالنسبة لها أصبحت تمثل لكل عميل الجانب البراق من تعاملاته اليومية. الآن تبدو كأنها فشلت. و لكن ما قامت به هو أنها إستخدمت نقاط قوتها و شكلت تلك القوى لتستخدمها في العمل على قدر ما تستطيع. الذي تحصل عليه من ذلك ليس الإبتسام. فهي ليست في جمال الممثلة الأمريكية ديبى رينولدز. لا تقهقه كثيرا. الذي تحصل عليه هو قدر أكبر من الإستغراق. إذن فهذا هو الطريق الثاني. الطريق الأول هو العاطفة الإيجابية. الطريق الثاني هو طريق السعادة. و الطريق الثالث هو المعنى. و معنى الحياة هو أجلّ نوع من أنواع السعادة, تقليديا. و المعنى من تلك الجهة يتألف من -- و هو شديد التطابق مع السعادة, يتألف من معرفتك لأقصى قواك, و إستخدامهم لتنتمي و تخدم شيئا أكبر منك. لقد ذكرت تلك الثلاثة أنواع من الحياة, السعيدة, و الجيدة, و الحياة ذات المعنى, و الناس يعملون بهمة للإجابة على السؤال, هل هناك اشياء يمكنها عمل تغيير نهائي لتلك الأنواع الثلاثة؟ و الإجابة تبدو أنها نعم. و سأعطيكم عينات مما توصلنا إليه. و تم العمل على نحو شديد الدقة. بنفس الكيفية التى نختبر بها العقاقير لنرى ما العقار النافع من بينها. لذلك نقوم بفحص عشوائى, نتحكم بعامل بلاسيبو (عامل الإيحاء) و دراسات طويلة المدى على مختلف التدخلات. للحصول على عينة من تلك التدخلات التي نجد أن لها تأثيرا, عندما نعلم الناس الحياة السعيدة, بمعنى كيف يحصلون على قدر أكبر من السعادة في حياتهم, واحدة من المهام المسندة إليك ستكون ,..أن تأخذ مهاراتك الذهنية و قدراتك على التذوق و نطلب منك التخطيط ليوم سعيد. السبت الذي يليه , حدد يوما وخطط أن يصبح سعيدا, و إستخدم مهاراتك الذهنية ورهافة حسك لتحسين قدر ما يسرك فى ذلك اليوم. و يمكننا بتلك الطريقة أن نبيّن أن الحياة السعيدة قد تحسنت. زيارة إمتنان. أريد منكم جميعا أن تقوموا بهذا معي الآن لو تسمحوا لي. أغلقوا اعينكم. أريد منكم ان تتذكروا شخصا قام بعمل شديد الأهمية و غير حياتك إلى إتجاه افضل, شخصا على الأرجح أنك لم تشكره ابدا. هذا الشخص لابد ان يكون على قيد الحياة , حسناً؟ الآن , حسنا, يمكنكم فتح أعينكم. أتمنى أنكم جميعا نجحتم في تذكر هذا الشخص. مهمتك عندما تقوموا بزيارة الإمتنان هذه أن تكتبوا فقرة من 300 كلمة كشهادة لهذا الشخص, أن تتصل به ولو كان فى ولاية فينكس , و تسأله لو في إمكانك ان تزوره, لا تخبره بالسبب, و انت على بابه, إقرأ له ما كتبته عنه -- كل شخص يبكي عندما يحدث هذا الأمر-- الذي يحدث هو أنه عندما نختبر الناس بعد أسبوع أو شهر أو ثلاثة أشهر, نجدهم انهم أكثر سعداة و أقل إكتئابا. مثال آخر و هو موعد غرامي للقوة و فيه نحضر زوجين و نحدد نقاط قوتهم على مقياس إختبار القوى, و نصمم أمسية يستخدم فيها كلا منهما نقاط قوته, و نجد هذا من عوامل تقوية العلاقة. و المرح مقابل الإحسان. و لكن قلبك يخفق بشدة عندما تكون فى مجموعة كهذه, عندما يحول العديد منكم حياته إلى العمل الخيري حسنا, طلابي و الناس الذين اعمل معهم لم يكتشفوا هذا, ففي الواقع نجعل الناس يقومون بعمل للغير و عملا مرحا, و نقابل هذا بذاك. و الذي تكتشفه أنه بقيامك بعمل مرح, يتناقص الأثر و تعود لما كنت عليه. و عندما تقوم بعمل خيري فإنه يدوم و يستمر. و هكذا فتلك أمثلة للتدخلات الإيجابية. الشئ التالي والأخير الذي احب أن أخبركم به هو أننا مهتمون بدرجة رضاء الناس عن حياتهم, و هو ما تسعى إليه فى حقيقة الأمر. و هو أيضا هدفنا على تنوعها. و نحن نسأل السؤال كعنصر مشترك بين ثلاثة أنواع مختلفة من الحياة, كم قدر الرضاء الذي تشعر به عن حياتك؟ لذلك نسأل-- و نحن قمنا بذلك 15 مرة بإشراك آالاف من البشر-- لأي مدى يساهم السعي وراء السعادة, و وراء العواطف الإيجابية, و الحياة السعيدة, و الإرتباط, و الإستفادة من حياتك, و تكوين المعنى, في رضاءك عن حياتك؟ و نتائجنا فاجأتنا, كانت على عكس ما إعتقدنا. تبيّن لنا أن السعي وراء السعادة -تقريبا - لا يساهم في درجة الرضاء عن الحياة. بل البحث عن المعنى كان هو الأقوى. و الإرتباط أيضا في منتهى القوة. عندما لا يهم إلا السعادة, تكون لو كان لديك كلا من الإرتباط و المعنى, فالسعادة تكون كالزبد المخفوق مع الكرز. بمعنى آخر: الحياة الكاملة, الكل أكبر من مجموع أجزائه لو كان لديك الثلاثة اجزاء على النقيض إذا لم يكن لديك ايا من الثلاثة, الحياة الخاوية, سيكون الكل اقل من مجموع الأجزاء. و الذي نسأله الآن هو: هل نفس العلاقة و الصحة البدنية و نسبة إنتشار المرض, كم من العمر ستعيش بنفس درجة الإنتاجية, و تتبع نفس العلاقة؟ و التي هي التعاون, هل الإنتاجية دلالة العاطفة الإيجابية, و الإرتباط و المعنى؟ هل الصحة دلالة على الإرتباط الجيد بالسعادة , و معنى الحياة؟ و هناك سببا ليجعلك تفكر أن الإجابة على هذين السؤالين هي : نعم. لذلك أخبرنى كريس أن المحاضر السابق كانت لديه الفرصة ليدمج ما سمعه, و هذا أمرا مذهلا بالنسبة لي. فلم يسبق لى أبدا التواجد فى تجمع كهذا. لم أرى محاضرين يقومون بأشياء غير تقليدية بهذا القدر, و الذي كان واحدا من الأشياء المميزة. و لكني وجدت أن مشكلات علم النفس تبدو أنها تتناظر مع مشكلات التقنية و الترفيه و التصميم على النحو التالي. كلنا نعرف أن التقنية و الترفيه و التصميم استخدموا و يمكن إستخدامهم في اغراض تدميرية. و كلنا نعرف ايضا ان التقنية و الترفيه و التصميم يمكن إستخدامهم في علاج المآسى. و بالمناسبة, الفارق بين علاج المآساة و بناء السعادة هو فارق في غاية الأهمية. إعتقدت من 30 سنة عندما اصبحت معالجا نفسيا, أنني لو كنت جيدا بما فيه الكفاية لجعل إنسانا يتخلص من إكتآبه, و توتره و غضبه أنني بذلك أجعله سعيدا. و لم أتمكن من ذلك. إكتشفت أن أفضل ما يمكنك الوصول إليه هو مستوى الصفر. فقد كانت حياتهم خاوية. تبين ان مهارات السعادة و الحياة السعيدة, و مهارات الإرتباط و تكوين و الشعور بالمعنى, أمورا تختلف تماما عن معالجة المآسى. و نفس الشئ لا زال يحكم التقنية و الترفيه و التصميم, أعتقد أن تلك الأمور الثلاثة في إمكانها أن تكون محركات لعالمنا لزيادة العواطف الإيجابية, و السعادة, و هذا بالضبط ما أستخدموا من أجله. و لكن وقتما تجزئ السعادة على طريقتي, ليس فقط إلى العواطف الإيجابية --فهذا ليس كافيا أبدا-- هناك مسار للحياة , و هناك معنى لتلك الحياة. كما علمنا من لورالي, التصميم, و أعتقد أن الترفيه و التقنية, يمكنها أن تستخدم لزيادة المعنى و الإرتباط في الحياة أيضا. إذن المحصلة من كل هذا , الـ11 سببا للتفاؤل, بالإضافة إلى (مصعد الفضاء) هو أنه بـ التقنية و التصميم و الترفيه أعتقد, أننا يمكننا في الواقع زيادة قدر حمولة السعادة البشرية على هذا الكوكب. و لو كانت التقنية في العقد القادم يمكنها زيادة الحياة السعيدة, الحياة الجيدة و المفعمة بالمعنى , سيكون ذلك جيدا بشكل كافي. لو عالم الترفيه في وسعه التسلية ليزيد العواطف الإيجابية, و السعادة والمعنى ..سيكون ذلك جيدا بشكل كافي. لو في وسع التصميم أن يزيد من العواطف الإيجابية, السعادة, و الشعور التدفق و المعنى, ما نقوم به سويا سيجعلنا جيدين بشكل كافي. أشكركم. (تصفيق)