[ تحية ومقدمة بلغة أهل داكوتا -أحد قبائل الأمريكيين القدامى- ] مرحباً جميعاً، اسمي ألونا لفرامبويس. قبيلتي هي "سيستون ويبتون" من داكوتا وتحديداً "توناواندا سينيكا" بفرعها "أبسنتي شاوني" من عائلة ساك وفوكس من الهنود الحمر "ميني وتشوني" تعني " الماء هو الحياة" في لساني الديكوتي. ترعرت باتصال قويٍ مع المياه. خارج الاستعمال اليومي للمياه في منزلي، لعبت المياه دوراً حيوياً في مراسمنا التقليدية حيث كنا نستخدم المياه لصلواتنا المطهرة وللشفاء. وخلال فترة طفولتي، عُلّمِتُ أن الماء هو رمز الحياة تعطي المياه الحياة لكل مخلوقات الارض فإذا ما أُخذت المياه فإن حيواتنا ستذهب معها. فما الذي سيحدث إذا كان مصدر مياهنا في خطر؟ في إقليمٍ يدعى بالصخرة الشامخة في شمال داكوتا وقفت العديد من الأمم الأمريكية الأصيلة من شتى البلاد ضد مشروع مد داكوتا بأنابيب النفط. وقد هدد ذلك بجعل مصدر مياهنا ملوثاً وقاطعاً طريق أراضي أجدادنا المقدسة التي كانت موطننا لقرونٍ خلت. خطرُ تسرب النفط وانسيابه إلى أراضينا كان كتهديدٍ جليّ لأرواحنا ولسكينتنا. بتلك التعاليم التي ترعرت بها إبان طفولتي لم أكن لأستطع الوقوف ومشاهدة أنباء جراح بني جلدتي لكونهم يحاربون فقط لحماية المياه. ولذلك في شهر تشرين الثاني من 2016 ذهبت مع عائلتي للإنضمام للعديد من متظاهري المياه في شمال داكوتا كنا مسالمين، ولكنهم لم يكونوا كذلك. في أول ليلة لي في تجمع الصخرة الشامخة، ألقت وحدة مكافحة الشغب عليّ بعبوة غاز مسيلٍ للدموع. كانت القوات قد قامت ببناء حاجزٍ على جسر عبر مخيمنا مباشرة وحال صعودي الجسر، اندلعت الفوضى من حولي كيف لهذا أن يحدث؟ بعد الماضي المخيب للآمال والاضطهاد الذي تعرض له سكان أمريكا الأصليين، أنى لهذا أن يحدث في عام 2016؟ ولكنني حالما لاحظت ما حولي، أدركت الحقيقة المرّة. عندما كانت قوات مكافحة الشغب ترمينا بالرصاص المطاطي، عندما كانوا يلقون علينا بالغاز المسيل للدموع وبقنابل الفلفل الحار وحين كانوا يقذوفننا بمدافع الماء في ليالي البرد القارص أدركت بأنهم لم يكونوا يروننا كبشر، كانوا يروننا مجرد عوائق أمام أموالهم ونجاحاتهم. في مرحلة التاريخ هذه، أُعتبِر النفط مهما للغاية وثميناً أكثر حتى من أرواح شعبي. وفي خضّم هذه الفوضى، لم أكن لأعلم ماذا على فتاة في السادسة عشر من عمرها أن تفعل. لذلك فعلت الشيء الوحيد الذي أدرك أنني أتقنه أتذكر إمساكي بالطبل وغنائي من كل وجداني أغاني صلوات تناقلها أجدادي. كثيرٌ من هذه الأغاني كانت تسأل خالقنا ليرحم شعبنا ويحمينا، ويحمي عوائلنا والأجيال القادمة، ويرزقنا الصحة والعافية والسعادة أجمعين. (أغنية صلوات) (تصفيق) عندما كنت أغني هذه الأغنية، كنت أسمع صرخات المتظاهرين حولي الذين تطلق النارعليهم. كنت أراهم يتوسلون ويبكون للقليل من الماء فقط ليزيلوا رذاذ الفلفل من أعينهم. رأيت القوات حول حاجز الأسلاك الشائكة وهم يلقون عبوة غاز مسيل للدموع مباشرة تجاهنا عندما كنا نغني. في نفس الليلة، المئات من قبيلتي أٌصيبوا أصيب رجل مسن بنوبة قلبية، وتهشمت يد امرأة عن بكرة أبيها. لكن خلال كل هذا العنف كنا أشخاصاً عُزّل. لم يُسمح بتواجد سلاح واحد في المخيم. تلك الليلة غيرت حياتي. لم أتعلم فقط أن الحقيقة المرة في كون التجارة قادرةً على إساءة معاملة الآخرين بوحشية، إنما علمت أيضًا من أنا ومن لست أنا. أنا لست بإرهابية. لست بهمجية غير متحضرة. ولست بمتظاهرة ثائرة. إنني فقط أمريكية أصيلة أحمل هم حماية أرضي ودعم أناسي. ليس لأني أريد ذلك فحسب، بل إن كان الأمر عائدا إليّ لما أحببت أن نكون في هذا الحال. إنما لأنه يجب عليَّ ذلك. لأن المياه هي الحياة. هي كل حياتنا بالواقع. وهي حياتي. وأريد لعائلتي وللأجيال القادمة أن تحظى بشيء ذي بساطة وأهمية كنقاء المياه. لأقولها باختصار "ماني وتشوني" إنما الماء ثمين. والأرض ثمينة. وكذاك أرواح شعبي. "أهوما ميتاكيا سي" (تصفيق)