ان الذي اريد ان اتحدث عنه فعليا هو المشاكل الكبرى في هذا العالم ولن اقوم بالحديث كما يتحدث " المهوسون البيئيون " واعتقد ان هذا خيار جيدٌ أيضاً "ضحك " ولكني سأقوم بالتحدث عن ماهية هذه المشاكل الكبيرة التي تواجه عالمنا ويجب ان اطلب منكم ,قبل أن أبدأ , لابد أن أسأل كل واحد منكم شخصياً أن تجدوا قلماً وورقة لإنني سأقوم بطلب المساعدة منكم في هذا الخصوص لذا احضروا ورقة وقلم . نحن نعلم جميعاً أن هنالك الكثير من المشاكل في هذا العالم . وسوف اعرض عليكم بعضاً منها هناك مثلاً 800 مليون جائع حول العالم وهنالك مليار شخص يعيشون بدون مياه شرب نظيفة وملياران نسمة بدون خدمات صرف صحي . وعدة ملاين آخرين يعانون من نقص المناعة المكتسبة " الايدز " . والقائمة تكبر تكبر . ويقدر ان هنالك مليارا شخص سيعانون بسبب التغير المناخي .. وهكذا . فإن هنالك الكثير , من المشكلات في العالم الخارجي . وفي عالم مثالي , سوف نقوم بحلها جميعاً , ولكننا لا نفعل ذلك . فعلياً نحن لا نحل كل هذه المشاكل . وعلى ذلك فانه , يجب ان نسأل أنفسنا سؤالا -- بحكم اننا مقيدون بقيود مالية -- نستطيع أن نقول , انه في حال عدم قدرتنا على حل جميع هذه المشاكل فما هي المشكلة الاولى التي يجب ان نبدا في حلها اولاً ؟ وهذا هو السؤال الذي ارغب بطرحه عليكم . أنه في حال كنا نملك , 50 مليار دولار الان فكيف سنصرفها في الأربعة أعوام القادمة لكي نفيد العالم من حولنا , فأين سنصرفها وعلى ماذا ؟ لقد حددت سابقاً 10 مشكلات كبيرة تواجه عالمنا , وسوف أقراها بشكل مختصر عليكم وهي .. تغير المناخ ، الأمراض المعدية ، الصراعات ، التعليم الأزمات الإقتصادية , الفساد الحكومي والاقتصادي سوء التغذية والجوع ، هجرة السكان الصرف الصحي , نقص المياه , الإعانات المالية والحواجز التجارية أعتقد ان هذه هي بصورة عامة تشمل أكبر مشكلات العالم المحيطة بنا والسؤال الواضح هنا هو ماهي أهم المشكلات فيما سبق ؟ وفي أي منها علينا البدء في محاولة حلها ؟ ولكن هذا الطرح خاطىء . وكانت هذه هي المشكلة الحقيقة التي طرحناها في دافوس في شهر يناير . لانه بالطبع , هناك مشكلة أن نجعل الناس تركز على المشاكل . بسبب أننا لا نستطيع حلها . حتماً المشكلة الاكبر في هذا العالم هو إننا " فانون " وسنموت يوما ما ولانملك التقنية اللازمة لحل ذلك , صحيح ؟ لذا فالنقطة التي احاول الوصول اليها هي ليست تصنيف المشاكل بحسب اهميتها انما تصنيف حلول لتلك المشاكل . وهذا من شأنه -- بالطبع ذلك سيزيد الامر تعقيداً . فلحل مشكلة التغير المناخي سيكون الجواب لنجعل العالم مثل " كيوتو " مدينة في اليابان ولحل مشكلة الامراض المعدية سيكون الجواب هو مراكز صحية أو توزيع " ناموسيات " وبالنسبة للصراعات , سيكون الجواب هو قوات الامم المتحدة لحفظ السلام وهكذا .. والذي اريده منكم الآن هو أن تحاولوا , خلال 30 ثانية -- وأنا أعلم إنها منطقياً مهمة مستحيلة - ان تكتبوا على الورقة ما الذي تعتقدون أنه من أهم الأولويات . وأيضاً -- أن ذلك , بالطبع , برغم شيطانية الامر -- ماهي الامور التي يجب أن لا نفعلها , على الاقل أولاً . ماهي المشكلة التي يجب ان تكون في آخر قائمة الاولويات ؟ من فضلكم , فقط 30 ثانية , يمكنكم التحدث للجالس بقربكم , وحاولوا تحديد ماهي الاولويات القصوى وماهي تلك الاقل اهمية والتي يجب ان نعتبرها أهم مشاكل تحتاج حلول في عالمنا هذا . الجزء العجيب في هذه المرحلة -- وبالطبع , أنا اقصد , أود أن -- أنا املك فقط 18 دقيقة , وقد اعطيتكم منها قسماً جيدا من وقتي , أليس كذلك ؟ اريدكم ان تنخرطوا معي , لكي تدركوا ماهية هذه الالية , وهذا بالتحديد ما قمنا به . وأنا اشجعكم بشدة على هذا , وانا متاكد انه يمكننا ان نتناقش في هذا لاحقاً , لنفكر سوياً كيف حددنا هذه الأولويات ؟ طبعا , عليك ان تسأل نفسك أولا , لماذا هذه القائمة ليست موجودة فعلياً على أرض الواقع ؟ والسبب الوحيد هو ان الاولويات شيء غير مريح عادة . لا أحد يريد أن يفعل ذلك . بالطبع , كل منظمة تريد أن تكون في قمة القائمة . ولكنها في نفس الوقت تكره ألا تكون علي قمة القائمة . وطالما أن هنالك مشاكل كثيرة لا تحتل المرتبة الأولي في القائمة وانه لايوجد سوى منظمة واحدة ستتربع علي القائمة , فإنه من المنطقي جدا ألا نفعل قائمة كالتي نتحدث عنها . فنحن مثلا نملك منظمة الامم المتحدة منذ 60 عاما , ولكننا رغم ذلك لم نقم بعمل قائمة حقيقة للمشاكل الكبري التي نريد ان نغيرها في هذا العالم , ولم نحدد , أي من تلك الأشياء علينا ان نقوم به في البداية ؟ ولكن هذا لا يعني إنه لا يوجد هنالك تصنيف للامور حولنا -- لان أي قرار iهو تصنيف في حد ذاته , بالطبع نحن مازلنا نصنف . إذا تم ذلك فقط -- وهذا ليس جيد بما يكفي فيما لو قمنا فعلياً بتحديد تلك الأولويات , وقمنا بمناقشتها والتحدث عنها . لذا فأنا أقترح اننا نتصور إنه لدينا , منذ وقت طويل , مشكلة عندما كان عندنا قائمة بها خيارات . هنالك الكثير جدا , لما يمكن القيام به , ولكن لم يكن لدينا التكلفة , ولا حتى القياسات المطلوبه لها لم يكن لدينا أي فكرة عنهما . اي تخيل انك في مطعم ولديك قائمة طعام كبيرة ولكنكم لا تعلمون تكلفة أي من الوجبات الموجودة بها . حيث يمكنك ان تطلب البيتزا لانها موجودة في القائمة ولكنك لا تعرف تكلفتها فقد تكون دولارا واحد , وقد تكون 1,000 دولار . وإنها قد تكون من الحجم العائلي . او انها مجرد شريحة واحدة فقط , أليس كذلك ؟ جميعنا يريد معرفة هذه الاشياء " التكلفة والحجم " وهذا ما كان يحاول مؤتمر كوبنهاجن ان يقوم به وهو تسعير هذه القضايا . وفي الاساس هذا كل ما حاول اجتماع كوبنهاجن القيام به . فقد قام باستقدام أهم 30 إقتصادي في العالم , 3 من كل مجال . فكان لدينا مثلا افضل 3 محليلن اقتصادين ليكتبوا عن التغير المناخي . وليحددوا مالذي يمكن القيام به ؟ وماهو تكلفة هذا العمل ؟ وماهي عوائده والفوائد التي ستؤل إليه ؟ وهكذا ايضا في مجال الامراض المعدية . ثلاثة من أهم الخبراء ليحددوا لنا , ما الذي يجب القيام به ؟ وما هي تكلفة هذا العمل ؟ وكيفية علاج المشكلة , وما هي فوائدة وعوائده ؟ وهكذا ... ثم جعلنا بعض أفضل الاقتصادين في العالم , ثمان منهم على وجه التحديد , يتضمنهم ثلاث حازوا على جائزة نوبل , إلتقوا في كوبنهاجن في مايو من عام 2004 . واطلقنا عليهم إسم فريق الأحلام . وقد قررت جامعة كامبريج ان تطلق عليهم فريق ريال مدريد الاقتصادي . وكان صدى الاسم جيدا في اوروبا , إلا أنه لم يلقى هذا الإستحسان هنا . وماقام به هذا الفريق تحديدا هو الخروج بقائمة اولويات . ثم ستسألون , لماذا الإقتصادين ؟ وأنا بالطبع , سعيد جداً لأنكم سألتم هذا السؤال - (ضحك) - لإنه سؤال مهمٌ جداً . الفكرة , بالطبع , إنه إذا أردت أن تعرف شيئاً عن الملاريا , فتسأل خبيراً في الملاريا . واذا اردت ان تعرف شيئاُ عن المناخ , ستسأل خبيرا به . ولكن ان أردت ان تعلم أي من الأمرين عليك ان تعالج اولاً , فانه لا يمكنك أن تسأل أياً منهم , لأنه ليس عملهم . وهذا ما يقوم به الاقتصاديون . فهم يحددون الاولويات . فهم بصورة غير محببه للمعظم , ما الذي يجب الإهتمام به أولا , وما الذي يجب تأجيله للقيام به لاحقاً ؟ وها هي القائمة , التي خرجوا بها والتي اريد ان اشارككم فيها . طبعا , يمكنكم ايضا الإطلاع عليها بالعنوان الالكتروني , وسوف نتحدث عنها اكثر لاحقا بمرور الوقت في هذا اليوم . لقد قاموا فعليا بالخروج بقائمة حيث قالوا هنالك عدة مشاريع خاسرة -- في الاساس , مشاريع .. إذ إستثمرت بها دولارا واحداً , تخرج منها بأقل منه . وهنالك مشاريع متوازنة , هنالك مشاريع مربحة واخرى مربحة جدا . وطبعا , تلك المربحة جدا هي التي يجب ان نبدأ بها . وسوف أبدأ لكم من أسفل القائمة لكي ننتهي مع المشاريع الرابحة جداً . وكانت هذه هي المشاريع خاسرة بوجهة نظرهم . وكما ترون فان التغير المناخي في ذيل القائمة . وهذا قد يسيء للعديد من الاشخاص وهو أحد الامور التي تدفع الناس لعدم الوثوق بالرجوع مرة أخري , أيضا . وسوف أتحدث عن هذا , لأنه أمرٌ مثير فعلا للفضول . لماذا جاء التغير المناخي هنا تحديدا ؟ وسوف أحاول أن أعود إلى هذا لاحقا أيضا لإنه غالبا أحد الامور التي سنختلف في ترتيبها تبعا للقائمة التي قمتم بكتابتها سابقا . ان ما جعلهم قول ان جعل العالم كمدينة كايوتو -- او عمل أفضل من مدينة كيوتو -- هو أمر خاسر ببساطة بسبب إنه طريقة غير فعالة . إنهم لايقولون إن التغير المناخي غير حادث فعلياً . ولا إنه ليس مشكلة كبيرة أيضاً . ولكنهم يقولون انه ما يمكن القيام به حيال ذلك هو أمر صغير نسبيا , بالنسبة لتكلفة المشكلة . ما أوضحوه لنا , معظم النماذج الاقتصادية أجمعت , انه في حال اعتماد حل كايوتو , إذا وافق الجميع , فإن التكلفة ستكون مايقارب 150 مليار دولار في السنة . وهذا مبلغ كبيرٌ جداً انه في الحقيقة يقارب ضعفين الى ثلاثة أضعاف المبالغ المخصصة للتنمية العالمية والتي تصرف عادة للعالم الثالث كل عام . لن يؤثر إلا علي عمل جيد قليل جداً . وتقول النماذج المحاكية للمشكلة ان هذا المبلغ سيوقف مشكلة الاحتباس الحراري لمدة ستة اعوام منذ عام 2100 اي سيستطيع الشخص الذي يعيش في بنغلادش ان يتجنب غمر اراضيه 6 اعوام اخرى والذي هو امر جيد ولكنه ليس جيدا بما فيه الكفاية والفكرة التي احاول ان اوصلها لكم هي , إننا سننفق في هذه الحالة مبلغ كبير جدا مقارنة مع الانجاز المتوقع . ويمكننا ان ندرك كبر هذا الرقم عندما نعلم , أن الأمم المتحدة تقدر فقط نصف هذا المبلغ , اي ما يقارب 75 مليار دولار سنويا , لحل معظم المشاكل الكبيرة في العالم . حيث يمكن لهذا المبلغ ان يقدم الماء النظيف , الصرف الصحي الجيد والخدمات الصحية الاساسية بالاضافة الى تعليم كل فرد على هذا الكوكب . لذا يمكننا ان نسأل أنفسنا , مرة اخرى هل نريد أن ننفق ضعف هذا المبلغ لعمل القليل من الإنجاز الجيد ؟ ام ان نصرف فقط نصفه لكي نقوم بحزمة كبيرة من الانجازات الكبيرة ؟ ولهذا غدا مشروع حل مشكلة المناخ مشروعا خاسرا . وهذا لايعني اننا لن نقوم باصلاح هذه المشكلة , لو توفرت الموارد الكافية . ولكننا نقول انه حاليا ليس ضمن الاولويات القصوى تبعا للتقيم الاقتصادي . والمشاريع العادلة - ولن أعلق على كل هذه -- لكن مشكلة الامراض المعدية , الخدمات الصحية المناسبة -- جعلتها , بسيطة , نعم , حجم الخدمات الصحية الأساسية هي شيء عظيم . هذا سيقدم خدمة كبيرة جدا ولكنه ايضا مكلف جدا . ومرة اخرى فان هذا يخبرنا إنه فور بدايتنا بالتفكير بطرفي هذه المعادلة . واذا نظرنا الى المشاريع الناجحة , سنجد ان مشاريع المياه والصرف الصحي ستظهر في القائمة وصحيح ان الماء والصرف الصحي مهم جدا , ولكنه يتطلب الكثير من البنية التحتية . لذا ارغب بان اعرض عليكم اول اربع اولويات تم تحديدها والتي يجب ان نبدا بمعالجتها على الفور فعندما نتحدث عن كيفية التعامل مع المشكلات في العالم . فان مشكلة الملاريا تحتل المركز الرابع -- فالتعامل مع الملاريا . والتي تصيب ما يقارب 2 مليون شخص كل سنة . والتي قد تصل تكلفتها الى واحد بالمائة من الناتج المحلي كل عام من الدول المصابة بها . ولكن اذا قمنا باستثمار 13 مليار دولار في الاربع السنوات القادمة , فان معدل الاصابة بها سينخفض الى النصف . وسنقوم بانقاذ نصف مليون شخص من الموت , والاهم من ذلك اننا سنتجنب ما يقارب مليار شخص من الاصابة بها سنويا . والذي سوف يزيد من قدراتهم على التعامل مع المشاكل الاخرى التي لابد من التعامل معها تحيط بهم . وطبعا , على المدى الطويل التعامل مع مشكلة الاحتباس الحراري . اما المركز الثالث فهو للتجارة الحرة . ويشير هذا النموذج الذي أمامكم إنه في حال استطعنا ان نحرر التجارة , و بالأخص أن نوقف الدعم للسلع في الولايات المتحدة واوروبا , فاننا سوف نقوم بإستثاره الاقتصاد العالمي ككل الى رقم كبير جدا يقدر ب 2,400 مليار دولار سنويا , نصفه سيعود للعالم الثالث . مجدداً , تكمن الأهمية هنا إنه يمكننا رفع ما يقارب 2-3 مئة مليون شخص من الفقر المدقع , بصورة سريعة , أي خلال فترة من سنتين الى خمس سنوات . وهذا سيكون افضل ثالث شيء يمكننا القيام به . أما أفضل ثاني شيء يمكننا القيام به هو التركيز على سوء التغذية . ليس فقط سوء التغذية بصورة عامة , إنما أيضا بطريقة رخيصة للتعامل مع سوء التغذية , المسمي , بنقص الإحتياجات الأساسية في الغذاء . أساسا , إن نصف العالم تقريبا يعاني من نقص في الحديد , الزنك , اليود و فيتامين أ . واذا قمنا باستثمار 12 مليار دولار , فان هذا سيؤثر تاثيرا بالغا على المشكلة ويحلها . لذا فهذا هو ثان افضل شيء يمكن القيام به . اما أفضل شيء يجب التدخل به هو التركيز على الايدز . واذا قمنا باستثمار ما يقارب 27 مليار دولار خلال الثمان السنوات القادمة فاننا سوف نحمي ما يقارب 28 مليون من الاصابة بالايدز ومرة اخرى فان هذا ينوه الى القول الى ان هنالك طريقتين للتعامل مع الايدز . الاولى هي العلاج , الثانية هي الوقاية . وفي عالم مثالي يمكننا القيام بالامرين سويا . ولكن في عالم لا يقوم بالامرين على الاطلاق , او يقوم باحدها بفعالية منخفضة , فيجب علينا ان نختار طريقة واحدة للتدخل للحد من هذه المشكلة أولا . وعلى اعتبار أن العلاج أكثر تكلفة بكثير من الوقاية . فان اللجنة أوصت بان الانجاز الاكبر سيكون بالاستثمار بالوقاية اي ان المبلغ الذي سوف نصرفه , علي العلاج نستطيع أن نعمل أكثر منه بكثير بمقدار المتغير س , ولكنه سوف يفيد 10 مرات هذا المتغير س في حال صرف على الوقاية . لذا ثانية , فالتركيز على الوقاية بدلا من العلاج , هو البداية . ان هذا ما عرضته يجعلنا نفكر باولوياتنا الشخصية . اريد من كل فرد منكم ان يقوم بالنظر الى قائمة اولوياته ويقول , هل ما كتبتموه صحيح ؟ ام انه قريب قليلا مما عرض عليكم هنا ؟ طبعا ان التغير المناخي هو احد أهم هذه الاشياء ثانياً . أجد الكثير منكم يجد أنه , من الخطأ أن نسير بهذا الترتيب . ويقولون يجب علينا التعامل مع التغير المناخي , إذا لم يكن لسبب آخر , على الاقل لإنه مشكلة كبيرة جدا . ولكننا بالطبع لايمكن ان نتعامل مع جميع المشاكل . حيث ان عالمنا مليء بالمشاكل الكثيرة والذي اريده ان اؤكد عليه , انه في حال ركزنا على المشاكل , هي المشاكل التي تحتاج فعلا ان نركز عليها . والتي يمكن ان ننجز بها كثيرا جدا بدلا من تلك التي لايمكننا القيام بالكثير حيالها وانا اظن فعلا ان توما شيلنغ وهو احد المشاركين في فريق الاحلام , إنه نظمها جيداً جدا . احد الاشياء التي نسيها الكثير وهي انه خلال 100 عام , عندما نظن ان تأثير التغير الحراري سيكون هو الاكبر علينا سيكون الناس في وقتها اكثر ثروة . تبعا لاكثر التصورات تشائما فان الامم المتحدة تتوقع ان يكون الشخص المتوسط المعدل في العالم النامي عام 2100 اكثر ثروة مما نحن عليه الان . ومن المحتمل جداً , مايقارب من ضعفين الى اربعة اضعاف ما نحن عليه الان . وطبعا سنكون نحن ايضا اكثر ثروة مما نحن الآن . ولكن الفكرة هنا انه عندما نتحدث عن انقاذ البشرية , أو مساعدة الناس في بنجلادش مثلا عام 2100 , فنحن لم نتحدث عن فقراء بنجلادش . بل نحن نتحدث عن الشخص المتوسط الغني في هولندا . لذا فان الواقعية هنا تطرح سؤالا , هل نريد فعلا أن نصرف الكثير من الاموال لمساعدة القليل , خلال المئة العالم القادمة لمساعدة الهولندي المتوسط الغني ؟ ام اننا نريد فعلا أن نساعد الفقراء الحقيقين , الان , في بنجلاديش , من هو فعلياً يحتاج مساعدتنا ؟ ومن هو الذي سنستطيع ان نساعده , باقل تكلفة ممكنة ؟ وكما قال شيلنج تخيل نفسك شخصا غنيا -- كما ستكون -- غني من الصين او من بوليفيا او من الكونغو عام 2100 بإعادة النظر إلى عام 2005 , ألن تقول , " كم هو غريب اهتمامهم الكبير بنا فقد ساعدونا قليلا في مشكلة الاحتباس الحراري , واهتموا بجدي بسيطاً إلي حد ما وبجدي الاكبر , الذي كانوا يستطيعون أن يساعدوه أكثر من ذلك , لذا برايكم من يحتاج المساعدة اكثر ؟ " وأنا أعتقد أن ذلك يخبرنا فعلا لماذا يجب علينا تصنيف أولولياتنا بصورة صحيحة . حتى لو لم تكن موافقة لتصوراتنا عن ترتيب اهمية هذه المشاكل . وبالطبع , التي سببها أساساَ أن قضايا مثل الاحتباس الحراري له صور جيدة . فكلنا شاهدنا في فيلم "اليوم الذي يلي الغد" -- كان فلما رائعا , اليس كذلك ؟ كان فيلما رائعا في التصوير لدرجة اني ارغب بمشاهدته , صحيح , ولكن لا أعتقد ان المخرج رونالد إيمريش يستخدم براد بت في فلمه المقبل بطلاً وهو يحفر قنوات صرف صحي في تنزانيا او ما الى ذلك - ضحك - فهذه القضية ليست لهدف عمل فلما جيدا . لذا ومن عدة اوجه , فاني ارى ان منتدي كوبنهاجن وكل ما جرى من حوارات حول الاولويات كانت دفاعا عن تلك المشكلات المملة . وسيجعلنا موقنين ان ندرك أن حل هذه الامور ليس هدفها ان نشعر بالراحة , وليس هدفها جلب ضجة اعلامية كبيرة , بل ان هدفها بالفعل القيام بالتغير في مكانه الصحيح بفاعلية كبيرة والاعتراضات الاخرى , التي اظن إنها مهمة ويجب قولها هي انني او نحن بصورة ما دائما ما نختار بصورة خاطئة . صحيح , انه يجب علينا ان نحل جيمع هذه المشاكل , ففي عالم مثالي -- سأوافقكم الرأي بالتأكيد . فانا اظن إنه لابد من الإهتمام بكل شيء , لكننا لا نفعل . في عام 1970 , قرر العالم المتقدم ان يصرف ضعف ما ننوي صرفه نحن , الان , أكثر من عام 1970على العالم النامي . ومنذ ذلك الحين ومساعداتنا خفضت الى النصف . اي إنه يبدو إننا لسنا على الطريق الصحيح لحل جميع هذه المشاكل مرة واحدة . وعلى جانب اخر , سيقول البعض ماذا عن حرب العراق ؟ فقد صرفنا هناك ما يقارب 100 مليار دولار . لماذا لم نصرف هذه الاموال في خدمة عالمنا ؟ وانا معكم في ذلك . واذا استطاع احدكم ان يتحدث مع جورج بوش بهذا الخصوص فهذا جيد ولكن المهم هنا ان ما يجب قوله انه في حال حصلنا على 100 مليار دولار اخرى , فانه يجب علينا ان نحرص على ان تصرف بافضل طريقة ممكنة " اليس كذلك " ؟ وتكمن القضية الاساسية هنا ان نعود الى انفسنا ونفكر جيدا بالاولويات الاهم والاصح . ولكن اريد ان اطرح باختصار , هل هذه القائمة صحيحة فعلا ؟ انتم تعلمون , اننا قمنا باستشارة أفضل الاقتصادين , في الغالب ستنتهون بسؤال رجالا كبارا في السن من البيض الامريكين . وهم ليسو بالضرورة - كما تعلمون - ليس لهم افضل وجهة نظر يمكن ان ينظروا بها للعالم . لذا فقد قمنا بدعوة 80 شابا من مختلف انحاء العالم لمناقشة وحل نفس المشكلة . وكان هنالك شرطين للقبول الاول انهم يدرسون في الجامعة , والثاني انهم يتحدثون الانجليزية بطلاقة . وكان معظمهم من البلدان النامية . قد حصل الجميع على نفس المعطيات ولكنهم كان بامكانهم ان ينظروا للامر من وجهات نظر اخرى وهكذا ما قاموا به بالفعل , فقد خرجوا بقائمتهم الخاصة بهم . والمفاجىء انها كانت مشابهة جدا للتي لدينا -- فقد كان سوء التغذية والملاريا في القمة والتغير المناخي في أسفل القائمة . وقد قمنا بهذا الامر مرات كثيرة . لطلاب جامعات مختلفة و في مؤتمرات من جهات متعددة . وكانوا جميعا يخرجون بنفس القائمة تقريبا . وهذا يعطيني املا كبيرا للقول انني اؤمن اننا على الطريق السليم قيما يخص التفكير باولوياتنا . وفيما يخص تحديداً ما هو الأهم في العالم ؟ وطبعا اكرر انه في عالم مثالي سنقوم بحل كل شيء ولكن ان لم يكن بامكاننا القيام بهذا , علينا ان نفكر بماذا يجب ان نبدا اولا ؟ وانا ارى اجتماع كوبنهاجن هو تقدم . انجزناه في عام 2004 , واتمنى ان يقوم بجذب العديد من الاشخاص , للمؤتمر القادم عام 2008 والذي يليه عام 2012 لرسم خارطة الطريق الصحيحة للعالم . ولنبدأ ايضا بالتفكير للأولويات السياسية . ولنفكر بالقول " هيا نعمل لا بتلك الاشياء التي ستكلف كثيرا وتنتج قليلا , ولا بتلك الاشياء التي لا نعلم بعد مالذي يجب فعله حيالها , بل هيا لنعمل تلك الاشياء التي ان قمنا بها أثرنا تاثيرا رائعا على العالم بها بكلفة منخفضة وفي الوقت الحالي ." وفي نهاية الامر يمكنك ان تختلف مع هذه الطريقة التي قمنا بها بتحديد هذه الاولويات , ولكننا لابد من أن نكون صادقين وبنزاهه عندما نقول , انه في حال قمت بشيء ما فانك ستهمل القيام بشيء اخر حتما . واذا غدونا نقلق بشدة على بعض الأمور , فسينتهي بنا الامر بان لا نقلق على شيء اخر غيره . لذا في الختام اتمنى ان يساعدنا هذا في تحديد اولوياتنا المثالية , وان يجعلنا نفكر كيف يمكننا افادة العالم بصورة مثلى من حولنا وشكرا لكم