WEBVTT 00:00:10.304 --> 00:00:13.714 أودّ أن تتخيلوا أن قد وصلتكم رسالة من صديق، 00:00:13.714 --> 00:00:17.244 فَحْوَاها: "لن تصدق ماذا حدث للتو. 00:00:17.244 --> 00:00:19.214 أنا غاضب للغاية الآن." 00:00:19.214 --> 00:00:22.744 وبالتالي، تسأل كأي صديق مخلص عن التفاصيل، 00:00:22.744 --> 00:00:25.254 ويخبرونك عن قصة ماذا حدث لهم 00:00:25.254 --> 00:00:27.944 في الصالة الرياضية أو العمل أو في موعدهم الليلة الماضية. 00:00:27.944 --> 00:00:31.464 تنصت، وتحاول أن تفهم لِمَ هم غاضبين للغاية. 00:00:31.464 --> 00:00:35.272 وقد تنتقدهم في قرار نفسك سواء كانوا على حق أم لا في كونهم غاضبين. 00:00:35.272 --> 00:00:37.062 (ضحك) 00:00:37.062 --> 00:00:38.882 وحتى قد تقدم لهم بعض الاقتراحات. 00:00:38.882 --> 00:00:42.612 الآن، في تلك اللحظة، أنت تفعل ما عليّ أن أفعله كل يوم بشكل أساسي 00:00:42.612 --> 00:00:44.692 لأني أجري أبحاثًا عن الغضب، 00:00:44.692 --> 00:00:46.182 وبصفتي باحثًا في الغضب، 00:00:46.182 --> 00:00:48.992 أقضي جزءًا كبيرًا من حياتي المهنية- 00:00:48.992 --> 00:00:50.962 مَنْ أمازح، بل حياتي الشخصية أيضًا- 00:00:50.962 --> 00:00:52.062 (ضحك) 00:00:52.062 --> 00:00:53.952 أدرس لِمَ يغضب الناس. 00:00:53.952 --> 00:00:56.622 أدرس أنماط التفكير التي لديهم عندما يكونوا غاضبين 00:00:56.622 --> 00:00:57.962 وحتى ما يفعلوه بعد ذلك، 00:00:57.962 --> 00:01:00.352 سواء كانوا يتشاجرون أم يكسرون أشياءًا 00:01:00.352 --> 00:01:03.472 أو حتى الصراخ في أوجه الناس بالكتابة بالأحرف الكبيرة على الإنترنت. 00:01:03.472 --> 00:01:04.822 (ضحك) 00:01:04.822 --> 00:01:06.322 وكما يمكنك أن تتخيّل، 00:01:06.322 --> 00:01:08.278 عندما يعرف الناس أني باحثًا في الغضب، 00:01:08.278 --> 00:01:12.048 يودّوا أن يحدّثوني عن غضبهم ويتشاركوا معي قصص غضبهم. 00:01:12.048 --> 00:01:15.516 ليس لأنهم بحاجة إلى معالج نفسي، على الرغم من أن ذلك يحدث أحيانًا ، 00:01:15.516 --> 00:01:17.511 ولكن لأن الغضب ظاهرة عالمية بالفعل. 00:01:17.511 --> 00:01:20.642 إنه شيء ما نشعر به جميعًا، ويمكننا التعلُّق به. 00:01:20.642 --> 00:01:23.455 ومازلنا نشعر به منذ الأشهر القليلة الأولى من العمر. 00:01:23.455 --> 00:01:27.562 عندما لم نحصل على ما نريد، وصرخاتنا الاحتجاجية، 00:01:27.562 --> 00:01:31.002 مثل: "ماذا تعني، ألن تلتقط الخُشْخَيْشَة يا أبي؟ 00:01:31.002 --> 00:01:32.322 أنا أريدها." 00:01:32.322 --> 00:01:34.142 (ضحك) 00:01:34.142 --> 00:01:38.602 ونشعر به في سنوات مراهقتنا، لأن أمي يمكنها أن تشهد علي ذلك معي بالتأكيد. 00:01:38.602 --> 00:01:40.178 آسف يا أمي. 00:01:40.181 --> 00:01:42.131 نشعر بذلك حتى النهاية. 00:01:42.131 --> 00:01:45.681 في الحقيقة، كان الغضب معنا في بعض من أسوأ اللحظات في حياتنا. 00:01:46.391 --> 00:01:49.101 فهو جزء طبيعي ومتوقع من شعورنا بالحزن. 00:01:49.101 --> 00:01:52.311 ولكن كان معنا أيضًا في بعض من أفضل اللحظات في حياتنا، 00:01:52.311 --> 00:01:55.376 في تلك المناسبات الخاصة، مثل حفلات الزفاف والإجازات 00:01:55.376 --> 00:01:58.231 التي غالبًا ما تشوبها هذه الإحباطات اليومية- 00:01:58.231 --> 00:01:59.791 طقس سيّئ، تأجيل مواعيد السفر- 00:01:59.791 --> 00:02:01.871 الأمور التي تشعرك بالسوء في هذه اللحظة 00:02:01.871 --> 00:02:05.021 لكن فيما بعد تنسى في نهاية المطاف عندما تصبح الأمور على ما يرام. 00:02:05.666 --> 00:02:08.423 لذا، لدي الكثير من المحادثات لأشخاص يتحدثوا عن غضبهم، 00:02:08.423 --> 00:02:11.436 ومن خلال هذه المحادثات قد تعلّمت أن الكثير من الناس- 00:02:11.436 --> 00:02:13.256 وأراهن على الكثير من الناس هنا الآن- 00:02:13.256 --> 00:02:14.825 ترى الغضب كأنه مشكلة. 00:02:14.828 --> 00:02:17.257 ترى الطريق الذي يتدخّل في حياتك من خلاله، 00:02:17.257 --> 00:02:20.996 الطريق الذي يدمر العلاقات، وحتى قد يدمرها بطريقة مخيفة. 00:02:20.996 --> 00:02:24.066 و أثناء معرفتي بذلك، أرى الغضب بطريقة مختلفة قليلًا، 00:02:24.066 --> 00:02:27.186 واليوم أودُّ أن أخبركم شيئًا مهمًا عن غضبكم، 00:02:27.186 --> 00:02:31.956 ألا وهو: الغضب قوة هائلة وصحيّة في حياتكم. 00:02:31.956 --> 00:02:34.956 فمن الجيد أن تشعر به. تحتاج إلى أن تشعر به. 00:02:35.756 --> 00:02:38.076 ولكن لفهم ذلك كله، علينا أن نرجع للوراء 00:02:38.076 --> 00:02:40.386 ونتحدَّث عن لِمَ نحن غاضبين في المقام الأول. 00:02:40.386 --> 00:02:43.156 يرجع الكثير من ذلك إلى عمل باحث في الغضب 00:02:43.156 --> 00:02:47.107 يُدعى د. (جيري ديفينباشر) ، الذي كتب عن هذا الاسترجاع في عام 1996 00:02:47.620 --> 00:02:50.768 في فصل في كتاب عن كيفية التعامل مع إشكالية الغضب. 00:02:50.768 --> 00:02:54.538 بالنسبة لمعظمنا- وأراهن أن معظمكم- يشعر به بهذه البساطة مثل: 00:02:54.538 --> 00:02:58.138 أنا أغضب عندما أُسْتَفَز، أليس كذلك؟ تسمعها بلغة الأشخاص الذين يستخدمونها. 00:02:58.138 --> 00:03:02.058 يقولون: " يجعلني أصاب بالجنون عندما يقودون سياراتهم بهذا البطء." 00:03:02.058 --> 00:03:06.088 أو " غَضِبْتُ لأنها تركت الحليب بالخارج مجددًا." 00:03:06.088 --> 00:03:08.318 أو المفضَّلة لديّ: "ليس لديّ مشكلة في الغضب؛ 00:03:08.318 --> 00:03:10.598 يحتاج الناس فقط أن يتوقّفوا عن العبث معي." 00:03:10.598 --> 00:03:12.578 (ضحك) 00:03:12.578 --> 00:03:16.778 الآن، في إطار تفاهم تلك الأنماط الاستفزازية بشكل أفضل، 00:03:16.778 --> 00:03:21.031 أسأل الكثير من الناس، بما في ذلك أصدقائي، وزملائي، وحتى عائلتي، 00:03:21.031 --> 00:03:24.452 "ما هي الأمور التي تواجهك بالفعل؟ ما الذي يُثير غضبك؟" 00:03:24.452 --> 00:03:25.940 وبالمناسبة، 00:03:25.944 --> 00:03:28.371 إحدى المميزات بصفتي باحثًا في الغضب 00:03:28.377 --> 00:03:31.925 هو أنني قضيت أكثر من عَقْد في إيجاد قائمة شاملة 00:03:31.930 --> 00:03:35.542 بجميع الأمور التي تُغضب زملائي بالفعل، أليس كذلك؟ 00:03:35.542 --> 00:03:37.512 فقط في حالة احتياجي لذلك. 00:03:37.512 --> 00:03:39.962 (ضحك) 00:03:40.945 --> 00:03:44.775 لكن إجاباتهم مذهلة لأنهم يقولون أشياءً مثل: 00:03:45.653 --> 00:03:49.543 "عندما يخسر فريقي الرياضي،" "يستفزني الناس الذين يمضغون بصوت عال." 00:03:49.990 --> 00:03:52.110 ومما يثير الدهشة أن هذا شائع، بالمناسبة. 00:03:52.110 --> 00:03:53.130 (ضحك) 00:03:53.130 --> 00:03:56.110 "الناس التي تمشي ببطء للغاية." "وذلك الأمر يخصني." 00:03:56.110 --> 00:03:59.000 وبالطبع، الطُرق الملتوية. أليس كذلك؟ الطرق الملتوية. 00:03:59.000 --> 00:04:01.240 (ضحك) 00:04:01.240 --> 00:04:04.510 يمكنني أن أخبرك بأمانة، أن ليس هناك غضب مثل غضب الطرق الملتوية. 00:04:04.510 --> 00:04:07.320 (ضحك) 00:04:07.320 --> 00:04:09.409 أحيانا تكون إجاباتهم ليست بسيطة على الإطلاق. 00:04:09.409 --> 00:04:12.889 أحيانا يتحدثون عن العنصرية، والتحيّز الجنسي والتنمُّر 00:04:12.889 --> 00:04:16.929 والتدمير البيئي، ومشاكل عالمية كبرى نواجهّا جميعًا. 00:04:17.885 --> 00:04:20.625 لكن أحيانًا، تكون إجاباتهم محددة تمامًا، 00:04:20.625 --> 00:04:22.855 وحتى قد تكون محددة بشكل غريب. 00:04:22.855 --> 00:04:25.009 "ذلك الخط المبلل على قميصك 00:04:25.009 --> 00:04:29.029 عندما تتكئ بالصدفة على طاولة الحمامات العامة." 00:04:29.029 --> 00:04:30.179 (ضحك) 00:04:30.179 --> 00:04:32.039 نعم، مقزز جدًا، أليس كذلك؟ 00:04:33.099 --> 00:04:36.479 أو "الذواكر المحمولة- ليس هناك إلا طريقتين لتوصيلهم، 00:04:36.479 --> 00:04:39.049 لذا لِمَ يستغرق مني الأمر دائمًا ثلاث محاولات؟" 00:04:39.049 --> 00:04:41.439 (ضحك) 00:04:43.289 --> 00:04:46.949 سواء كان الأمر صغيرًا أم كبيرًا، سواء كان عامًا أو محددًا، 00:04:46.949 --> 00:04:51.399 يمكننا النظر إلى هذه الأمثلة، يمكننا أن نستنبط بعض الأمور المشتركة. 00:04:51.399 --> 00:04:55.490 نغضب في المواقف التي تكون مزعجة، التي تُشعِرَك بالظلم، 00:04:55.490 --> 00:04:58.214 حينما ينسد الطريق أمام أهدافنا، ومواقف يمكن تجنبها، 00:04:58.214 --> 00:05:00.184 والتي تجعلنا نشعر بالضعف. 00:05:00.184 --> 00:05:03.344 هذه هي وصفة عن الغضب، لكن يمكنك قول أيضًا 00:05:03.344 --> 00:05:07.494 أن الغضب يحتمل ألا يكون الشعور الوحيد الذي نَحِسُّ به في تلك المواقفـ أليس كذلك؟ 00:05:07.494 --> 00:05:09.104 الغضب لا يحدث من الفراغ. 00:05:09.104 --> 00:05:12.524 نشعر بالغضب في ذات الوقت الذي نكون فيه تعساء أو خائفين 00:05:12.524 --> 00:05:15.134 أو نشعر بمجموعة من المشاعر الأخرى. 00:05:15.134 --> 00:05:16.695 لكن هنا يكمن الأمر. 00:05:16.695 --> 00:05:19.895 هذه الاستفزازات- لا تثير غضبنا. 00:05:19.895 --> 00:05:22.135 على الأقل ليس بمفردها، ونعرف أنهم 00:05:22.135 --> 00:05:26.135 إذا كانوا كذلك، سنكون غاضبين تجاه نفس الأمور، وهذا لا يحدث. 00:05:26.135 --> 00:05:29.385 الأسباب التي تُغضِبُني تختلف عن الأسباب التي تُغْضِبَك، 00:05:29.385 --> 00:05:31.535 لذا لابد من وجود شيء آخر يحدث. 00:05:31.535 --> 00:05:32.885 ما هذا الشيء الآخر؟ 00:05:32.885 --> 00:05:38.505 نعرف ما نفعله ونشعر به في لحظة حدوث تلك الاستفزازات. 00:05:38.505 --> 00:05:42.184 نسميها حالة ما قبل الغضب. أأنت جائع، أأنت مُتعَب؟ 00:05:42.184 --> 00:05:45.644 أأنت قلق حيال أمر آخر، أو متأخر عن شيء ما؟ 00:05:45.644 --> 00:05:49.914 عندما نشعر بتلك الأمور، تلك الاستفزازات تزيد الأمر سوءًا. 00:05:50.878 --> 00:05:53.338 لكن أكثر ما يهمنا ليست الاستفزازات، 00:05:53.338 --> 00:05:55.978 وليست حالة ما قبل الغضب، بل هي: 00:05:55.978 --> 00:05:59.828 كيف نترجم تلك الاستفزازات، وكيف نفهمها في حياتنا. 00:06:00.540 --> 00:06:03.237 عندما يحدث شيء ما لنا، نقرر أولاً: 00:06:03.237 --> 00:06:09.207 أهو شيء جيد أم سيئ؛ أهو عادل أم ظالم؛ أيستحق اللوم؛ أيعاقب عليه؟ 00:06:09.207 --> 00:06:12.247 ذلك التقييم الأوّلي، هو الذي تُقيّم فيه الحدث نفسه. 00:06:12.897 --> 00:06:15.337 نقرر ماذا يعنيه في سياقات حياتنا، 00:06:15.337 --> 00:06:17.957 وبمجرد القيام بذلك، نقرر مدى سوء الأمر. 00:06:17.957 --> 00:06:20.112 وذلك التقييم الثاني. 00:06:20.112 --> 00:06:24.910 نقول: "أهذا أسوأ أمرًا حدث، أم يمكنني التعايش معه؟" 00:06:24.910 --> 00:06:29.110 لشرح ذلك، أودّ أن تتخيّلوا أنكم تقودون إلى مكان ما. 00:06:29.190 --> 00:06:31.590 قبل أن أسهب في الحديث، عليّ أن أخبركم 00:06:31.590 --> 00:06:35.090 إن كنت عبقري شرير، وأردت أن أفتعل موقف 00:06:35.100 --> 00:06:37.050 يجعلك تغضب، 00:06:37.050 --> 00:06:38.949 سيشبه الأمر كثير القيادة. 00:06:39.920 --> 00:06:41.110 (ضحك) 00:06:41.110 --> 00:06:43.810 هذا حقيقي. أنت في طريقك إلى مكان ما، 00:06:43.860 --> 00:06:48.358 وحدث الأمر كلهـ المرور، السائقين الأخرين، بناء طرق- 00:06:48.558 --> 00:06:51.008 تشعر بانسداد الطريق أمام أهدافك. 00:06:51.008 --> 00:06:53.848 كل هذه القواعد المكتوبة وغير المكتوبة للطريق، 00:06:53.858 --> 00:06:57.098 تلك القواعد التي تُنتهك بشكل روتيني أمامك، 00:06:57.098 --> 00:06:58.718 وعادةً دون عواقب. 00:06:58.718 --> 00:07:00.608 ومن ينتهك تلك القواعد؟ 00:07:00.608 --> 00:07:03.128 أشخاص مجهولون، أشخاص لن تراهن مجددًا. 00:07:03.128 --> 00:07:06.488 تجعلهم هدف سهل للغاية لتصب عليه جام غضبك. 00:07:06.488 --> 00:07:08.118 (ضحك) 00:07:08.118 --> 00:07:11.568 نقود سيارتك الى مكان ما، وبالتالي مهدت الطريق لتصبح غاضب، 00:07:11.734 --> 00:07:16.194 والشخص الذي أمامك يقود بأقل من حد السرعة. 00:07:16.194 --> 00:07:19.964 إنه أمر محبطا لأنك لا يمكنك رؤية لِمَ يقودون ببطء شديد. 00:07:20.064 --> 00:07:21.614 أليس كذلك؟ ذلك التقييم الثاني. 00:07:21.614 --> 00:07:24.844 نظرت إلى ذلك وقلت: "أنه سيّئ، ويستحق اللوم." 00:07:24.984 --> 00:07:27.574 لكن قد تقرر أيضا أنه ليس بالأمر الهام. 00:07:27.784 --> 00:07:31.174 أنت لست في عجالة، فالأمر لا يهم. ذلك التقييم الثاني. 00:07:31.174 --> 00:07:33.394 إنك لا تغضب. 00:07:33.394 --> 00:07:37.294 لكن تخيّل أنك في طريقك إلى مقابلة عمل. 00:07:37.774 --> 00:07:40.414 ما يفعله ذلك الشخص لم يتغيّر. أليس كذلك؟ 00:07:40.414 --> 00:07:44.414 لذا، التقييم الأوّلي لم يتغيّر: لازال سيّئ، لازال يستحق اللوم. 00:07:44.414 --> 00:07:47.264 ولكن يمكن لقدرتك التعامل معها بالتأكيد 00:07:47.264 --> 00:07:50.454 لأنك فجأة، ستتأخر على تلك المقابلة للعمل. 00:07:50.594 --> 00:07:53.444 فجأة، لن تحصل على وظيفة أحلامك، 00:07:53.584 --> 00:07:56.574 التي كنت ستجني منها أكوام وأكوام من الأموال ـ أليس كذلك؟ 00:07:56.864 --> 00:07:58.054 (ضحك) 00:07:58.054 --> 00:08:00.364 شخص آخر سيحصل على وظيفة أحلامك، 00:08:00.384 --> 00:08:02.084 و ستشعر بالانكسار. 00:08:02.084 --> 00:08:03.794 وستكون معدمًا. 00:08:03.794 --> 00:08:06.934 وقد تتوقف الآن أيضًا، وتنظر حولك، وتنتقل لتعيش مع والديك. 00:08:06.934 --> 00:08:09.004 (ضحك) 00:08:09.004 --> 00:08:11.454 لِمَ؟ بسبب ذلك الشخص الذي يتواجد أمامي. 00:08:11.454 --> 00:08:13.984 تنسى ذلك؛ هذا ليس شخصًا. هذا وحش. 00:08:13.984 --> 00:08:15.124 (ضحك) 00:08:15.124 --> 00:08:18.934 وهذا الوحش يتواجد هنا ليدمر حياتك. 00:08:18.934 --> 00:08:20.174 (ضحك) 00:08:20.174 --> 00:08:24.174 الآن، يستمر ذلك التفكير، وهذا يسمى بالخوف الكارثي، 00:08:24.174 --> 00:08:26.734 الذي من خلاله نفعل أسوأ ما في الأمور. 00:08:26.734 --> 00:08:28.684 وهو يعتبر أحد أنماط التفكير الأوّلي 00:08:28.684 --> 00:08:31.064 الذي نعرف أنه مرتبط بالغضب المزمن. 00:08:31.064 --> 00:08:33.184 لكن هناك اثنان آخران. 00:08:33.254 --> 00:08:34.844 إحداث سوء عزو. 00:08:34.854 --> 00:08:37.944 يميل الغاضبون إلى إلقاء اللوم على الأمور التي لا تمت للأمر بصلة، 00:08:37.944 --> 00:08:41.154 ليس فقط على الناس، بل الأشياء الجامدة أيضا. 00:08:41.154 --> 00:08:42.894 إذا اعتقدت أن الأمر يبدو سخيفًا، 00:08:42.894 --> 00:08:45.184 فكّر في آخر مرة فقدت مفاتيح سيارتك، 00:08:45.184 --> 00:08:47.694 وقلت: "أين ذهبت مفاتيح السيارة تلك؟" 00:08:47.694 --> 00:08:49.644 لأنك تعرف أنها هربت من تلقاء نفسها. 00:08:49.696 --> 00:08:52.806 (ضحك) 00:08:52.806 --> 00:08:56.846 يميلون إلى التعميم المبالغ فيه. يستخدمون كلمات مثل دائما، أبداً، كل مرة. 00:08:56.846 --> 00:08:59.846 "هذا دائما ما يحدث لي." "لم أحظ يوم بما أريد." 00:08:59.846 --> 00:09:03.026 أو "أنا أكره كل إشارة حمراء في الطريق اليوم." 00:09:03.026 --> 00:09:06.316 (حالة المطالبة)- يضعوا احتياجاتهم قبل احتياجات الآخرين. 00:09:06.316 --> 00:09:08.606 "أنا لا أهتم لِمَ هذا الشخص يقود ببطء. 00:09:08.606 --> 00:09:12.583 يحتاجوا إلى أن يتحركوا أو يتنحوا جانبًا لكي أجري هذه المقابلة للعمل. " 00:09:12.593 --> 00:09:15.385 وفي النهاية، التسميات المثيرة. 00:09:15.385 --> 00:09:18.081 ينعتون الناس بالحمقى، والأغبياء، والوحوش، 00:09:18.081 --> 00:09:21.411 تم إبلاغي بمجموعة كاملة من الأمور لعدم التفوُّه بها في محادثات TED. 00:09:21.425 --> 00:09:23.525 (ضحك) 00:09:24.065 --> 00:09:27.155 لمدة طويلة، الإخصائيون النفسيون أشاروا إلى هذا 00:09:27.155 --> 00:09:30.415 بصفتها تشوُّهات معرفية أو حتى معتقدًا غير منطقي، 00:09:30.415 --> 00:09:33.645 نعم، أحيانا يكونوا غير منطقيين. 00:09:33.645 --> 00:09:35.335 ربما حتى معظم الوقت. 00:09:35.335 --> 00:09:38.795 لكن أحيانًا هذه المعتقدات تكون منطقية تمامًا. 00:09:38.795 --> 00:09:40.625 هناك ظلم في العالم. 00:09:40.625 --> 00:09:42.415 هناك أشخاص قاسية، وأنانية، 00:09:42.415 --> 00:09:46.205 فلا بأس أن نكون غاضبين حينما نعامل معاملة سيئة، 00:09:46.219 --> 00:09:50.029 من حقنا أن نكون غاضبين عند معاملتنا معاملة سيئة. 00:09:50.029 --> 00:09:54.061 إذا كان هناك أمرًا أودُّ أن تتذكَّروه اليوم من حديثي هو: 00:09:54.061 --> 00:09:57.731 غضبك يوجد بداخلك كمشاعر 00:09:57.731 --> 00:10:02.183 لأنها تقدم أسلافك، سواء كانوا من البشر أم من غير البشر، 00:10:02.340 --> 00:10:05.590 في ميزة تطوُّرية. 00:10:05.590 --> 00:10:10.306 بمجرد أن ينبهك خوفك للخطر، فإن الغضب ينبهك بوجود ظلم. 00:10:10.306 --> 00:10:12.846 إنها إحدى الطرق التي يتواصل بها عقلك معك 00:10:12.846 --> 00:10:15.146 أنه قد طفح كيلك. 00:10:15.146 --> 00:10:18.606 والأكثر من ذلك، إنه يحفزَّك للتصدي للظلم. 00:10:18.616 --> 00:10:21.866 فكّر لمدة ثانية بآخر مرة أصبحت فيها غاضبًا للغاية. 00:10:21.866 --> 00:10:24.996 ازدادت ضربات قلبك، وارتفع تنفسك، 00:10:24.996 --> 00:10:26.225 وبدأت تتصبَب عرقًا. 00:10:26.225 --> 00:10:29.676 ذلك الجهاز العصبي السمبتاوي، أو جهاز القتال أو الهروب، 00:10:29.676 --> 00:10:34.006 يساهم في تقديم لك الطاقة التي تحتاجها لترد. 00:10:34.006 --> 00:10:35.826 وهذا مجرد الأمور التي تلاحظها. 00:10:35.826 --> 00:10:40.546 وفي نفس الوقت، جهازك الهضمي يتباطأ لكي يمكنه حفظ الطاقة. 00:10:40.546 --> 00:10:42.426 لذلك يصبح فمك جاف. 00:10:42.426 --> 00:10:46.426 وتتوسع أوعيتك الدموية لكي يصل الدم إلى أطرافك. 00:10:46.426 --> 00:10:47.946 لذلك يصبح وجهك أحمر. 00:10:47.946 --> 00:10:51.506 كل هذا جزء من نمط معقّد لتجارب فسيولوجية 00:10:51.506 --> 00:10:54.646 تتواجد اليوم لأنها ساعدت أسلافك 00:10:55.481 --> 00:10:59.381 في التعامل مع قوى الطبيعة القاسية وغير المتسامحة. 00:10:59.381 --> 00:11:02.701 تكمن المشكلة فيما فعله أسلافك 00:11:02.701 --> 00:11:05.221 للتعامل مع غضبهم، بالعراك البدني، 00:11:05.221 --> 00:11:07.361 لم يُعدّوا أشخاصًا عقلانيين أو ملائمين. 00:11:07.361 --> 00:11:11.121 لا يمكنك ولا ينبغي عليك استخدام مضرب في كل مرة يتم استفزازك. 00:11:11.121 --> 00:11:14.140 (ضحك) 00:11:14.140 --> 00:11:15.950 ولكن إليك الأخبار السارة. 00:11:15.950 --> 00:11:17.470 لديك القدرة لفعل شيء ما. 00:11:17.470 --> 00:11:19.820 لم يتمكن أسلافك من غير البشر فعله، 00:11:19.820 --> 00:11:23.430 وهي القدرة على تنظيم مشاعرك. 00:11:23.430 --> 00:11:26.570 حتى عندما تودُّ أن تطلق العنان لغضبك، يمكنك أن تكبح نفسك، 00:11:26.630 --> 00:11:30.557 يمكنك تحويل الغضب إلى أمر أكثر إنتاجية. 00:11:30.557 --> 00:11:34.959 غالباً حينما نتحدّث عن الغضب، نتحدث عن كيفية كبح أنفسنا من الشعور بالغضب. 00:11:34.959 --> 00:11:39.849 نطلب من الناس الهدوء والاسترخاء؛ وحتى نطلب منهم نسيان الأمر. 00:11:39.849 --> 00:11:45.076 كل ذلك يفترض أن الغضب أمر سيّئ، ومن الخطأ الشعور به. 00:11:45.076 --> 00:11:47.976 ولكن على العكس، أودُّ أن أفكر في الغضب كدافع. 00:11:47.976 --> 00:11:51.116 بنفس الطريقة التي يدفعك ظمأك لشرب الماء، 00:11:51.116 --> 00:11:54.116 نفسك الطريقة التي يدفعك جوعك لتناول الطعام، 00:11:54.116 --> 00:11:57.406 يدفعك غضبك للتصدي للظلم. 00:11:57.416 --> 00:12:02.361 لأنه ليس عليك التفكير مليّا لمعرفة الأمور التي يجب علينا الغضب عليها. 00:12:02.361 --> 00:12:04.231 عندما نعود لنقطة البداية، 00:12:04.231 --> 00:12:08.191 نعم، بعض هذه الأمور تكون سخيفة ولا تستحق الغضب نحوها، 00:12:08.191 --> 00:12:11.191 ولكن العنصريّة، والتحيّز الجنسي والتنمُّر، والتدمير البيئي- 00:12:11.191 --> 00:12:13.511 هذه الأمور حقيقية، ومريعة، 00:12:13.511 --> 00:12:16.901 والسبيل الوحيد لإصلاحهم هي أن تغضب أولاً، 00:12:16.901 --> 00:12:20.441 وبعد ذلك تحوِّل غضبك إلى مقاومة. 00:12:20.441 --> 00:12:24.651 ليس عليك أن تقاوم بأعمال عدائية أو عنيفة. 00:12:24.651 --> 00:12:27.781 هناك سبُل لا تحصى للتعبير عن غضبك. 00:12:27.781 --> 00:12:30.691 يمكنك الاحتجاج؛ وذلك بكتابة رسائل لمحرّري الصحف؛ 00:12:30.691 --> 00:12:33.376 يمكنك التبرّع والتطوُّع في سبيل القضية. 00:12:33.376 --> 00:12:36.071 يمكنك ابتكار فنًا أو تأليف أعمال أدبية؛ 00:12:36.071 --> 00:12:38.064 يمكنك كتابة الشعر وتأليف الموسيقى. 00:12:38.064 --> 00:12:40.522 يمكنك خلق مجتمعًا يهتم ببعضهم البعض 00:12:40.522 --> 00:12:43.622 ولا يسمح بحدوث تلك الفظائع. 00:12:43.692 --> 00:12:46.542 لذا في المرة القادمة عندما تشعر بالغضب، 00:12:46.542 --> 00:12:48.572 بدلًا من أن تكبحه، 00:12:48.572 --> 00:12:51.112 آمل إلى أن تنصت إلى ما يخبرك به ذلك الغضب، 00:12:51.112 --> 00:12:55.072 وبعد ذلك تُحوُّله إلى أمر أكثر إيجابية وإنتاجية. 00:12:55.072 --> 00:12:56.801 شكرًا لكم. 00:12:56.801 --> 00:13:01.335 (تصفيق)