1
00:00:00,000 --> 00:00:03,000
أولاً، مقطع فيديو.

2
00:00:09,000 --> 00:00:12,000
نعم، إنها بيضةٌ مخلوطة.

3
00:00:13,000 --> 00:00:15,000
لكن عندما تنظرون إليها،

4
00:00:15,000 --> 00:00:17,000
أتصوّر أن شعوراَ بدأ ينتابكم

5
00:00:17,000 --> 00:00:20,000
فية شيءٌ من الإرتباك.

6
00:00:21,000 --> 00:00:24,000
لأنكم ربّما قد لاحظتم أنّ ما يحدث في واقع الأمر

7
00:00:24,000 --> 00:00:27,000
هو أنّ البيض يفصل بعضه عن بعض.

8
00:00:27,000 --> 00:00:29,000
و ستشاهدون الآن صفارَهُ و بياضَه ينفصلان.

9
00:00:29,000 --> 00:00:32,000
و هاهما الآن يُسكبان مجدّداً داخل البيضة.

10
00:00:32,000 --> 00:00:35,000
و كلّنا يعلم في صميمه

11
00:00:35,000 --> 00:00:38,000
بأن الكون لا يسير على هذاا المنوال.

12
00:00:39,000 --> 00:00:42,000
البيض المخلوط مزيجٌ عشوائيّ بشكل عصيدة، و إن كانت عصيدةً لذيذة، فهي مع ذلك غير متجانسة.

13
00:00:42,000 --> 00:00:45,000
البيض شيءٌ جميلٌ و معقّد

14
00:00:45,000 --> 00:00:47,000
يمكن له أن يكون مصدراً لأشياء أكثر تعقيداً،

15
00:00:47,000 --> 00:00:49,000
كالدّجاج مثلاً.

16
00:00:49,000 --> 00:00:51,000
و نحن نعلم في صميم قلوينا

17
00:00:51,000 --> 00:00:53,000
بأن الكون لا يسير

18
00:00:53,000 --> 00:00:55,000
من العشوائية إلى التعقيد.

19
00:00:55,000 --> 00:00:57,000
في الواقع، هذة المسألة الأولية

20
00:00:57,000 --> 00:01:00,000
تنعكس في واحدٍ من أكثر قوانين الفيزياء أساسيةً،

21
00:01:00,000 --> 00:01:03,000
القانون الثاني للديناميكا الحرارية (للثرموديناميكا) ، أو قانون الأنثروبيا.

22
00:01:03,000 --> 00:01:05,000
الذي ينصّ أساساً

23
00:01:05,000 --> 00:01:08,000
بأنّ التوجّه العامّ للكون

24
00:01:08,000 --> 00:01:10,000
هو السير من النّظام

25
00:01:10,000 --> 00:01:12,000
و البنية

26
00:01:12,000 --> 00:01:14,000
لانعدام النّظام، وانعدام البنية ــ

27
00:01:14,000 --> 00:01:16,000
و في واقع الأمر، إلى العصيدة (انعدام التجانس).

28
00:01:16,000 --> 00:01:18,000
و لهذا فإن ذاك الفيديو

29
00:01:18,000 --> 00:01:20,000
يكتسي شيئاً من الغرابة.

30
00:01:20,000 --> 00:01:22,000
و مع ذلك،

31
00:01:22,000 --> 00:01:24,000
أنظروا من حولنا.

32
00:01:24,000 --> 00:01:26,000
ما نرى من حولنا

33
00:01:26,000 --> 00:01:28,000
هو تعقيدٌ مذهل.

34
00:01:28,000 --> 00:01:31,000
يقدّر إريك باينهوكر بأنّ في مدينة نيويورك لوحدها

35
00:01:31,000 --> 00:01:35,000
يتم تبادل حوالي عشرة مليارات وحدة تسيير مخزون ( و.ت.م) ــ بمعنى سلعة مختلفة.

36
00:01:35,000 --> 00:01:38,000
هذا يعادل مئات أضعاف عدد الكائنات

37
00:01:38,000 --> 00:01:40,000
الموجودة على ظهر الأرض.

38
00:01:40,000 --> 00:01:42,000
و يتم تبادلها بواسطة كائنات

39
00:01:42,000 --> 00:01:44,000
يضاهي تعدادها سبع ميليارات فرد

40
00:01:44,000 --> 00:01:47,000
تربطهم التجارة و الأسفار و الأنترنت

41
00:01:47,000 --> 00:01:49,000
بمنظومة عالمية

42
00:01:49,000 --> 00:01:52,000
مذهلة التعقيد.

43
00:01:52,000 --> 00:01:54,000
إذاً ها هو لغزٌ كبير:

44
00:01:54,000 --> 00:01:56,000
في كونٍ

45
00:01:56,000 --> 00:01:59,000
يحكمه القانون الثاني للثرمودينامكا،

46
00:01:59,000 --> 00:02:01,000
كيف يمكن

47
00:02:01,000 --> 00:02:04,000
توليد ذاك الصنف من التعقيد الذي وصفتُه ــ

48
00:02:04,000 --> 00:02:07,000
الصنف المتمثل فيكم وفيّ

49
00:02:07,000 --> 00:02:10,000
و في قاعة المؤتمرات؟

50
00:02:10,000 --> 00:02:13,000
حسناً، يبدو و كأن الجواب هو،

51
00:02:13,000 --> 00:02:16,000
أن الكون يمكنه أن يخلق تعقيداً،

52
00:02:16,000 --> 00:02:18,000
لكن بصعوبةٍ بالغة.

53
00:02:18,000 --> 00:02:20,000
في الجيوب/التجاويف

54
00:02:20,000 --> 00:02:22,000
يظهر ما يطلق عليه زميلي فريد سبير،

55
00:02:22,000 --> 00:02:24,000
إسم "الظروف المعتدلة" ــ

56
00:02:24,000 --> 00:02:26,000
لا شديدة الحرارة، و لا شديدة البرودة؛

57
00:02:26,000 --> 00:02:29,000
لكن ملائمةًً بقدرٍ يسمح بإيجاد التعقيد.

58
00:02:29,000 --> 00:02:31,000
و تظهر أموراً شيئما أكثر تعقيداً.

59
00:02:31,000 --> 00:02:33,000
وحيث كان لديك أموراً شيئما أكثر تعقيداً،

60
00:02:33,000 --> 00:02:35,000
يمكن الحصول على أموراً شيئما أكثر تعقيداً.

61
00:02:35,000 --> 00:02:38,000
و على هذا النحو يُبنى التعقيد

62
00:02:38,000 --> 00:02:40,000
مرحلةً على مرحلة.

63
00:02:40,000 --> 00:02:43,000
كلّ مرحلةٍ ساحرةٌ (بذاتها).

64
00:02:43,000 --> 00:02:46,000
لأنها تعطي انطباعاً بشئٍ جديدٍ تماماً

65
00:02:46,000 --> 00:02:49,000
يظهر تقريباً من لا مكانٍ (فراغ) في الكون.

66
00:02:49,000 --> 00:02:51,000
في التاريخ العظيم نشير إلى هذه اللحظات

67
00:02:51,000 --> 00:02:53,000
باسم العتبات الزمنية.

68
00:02:53,000 --> 00:02:55,000
وعلى كلّ عتبةٍ زمنيةٍ،

69
00:02:55,000 --> 00:02:57,000
تتعقد المجريات أكثر فأكثر.

70
00:02:57,000 --> 00:03:00,000
الأمور المعقدة تصير أكثر هشاشةً،

71
00:03:00,000 --> 00:03:02,000
أكثر عرضةً للمؤثرات،

72
00:03:02,000 --> 00:03:05,000
وتتجه الظروف الملائمة نحو الشدّة،

73
00:03:05,000 --> 00:03:07,000
و تزداد صعوبة

74
00:03:07,000 --> 00:03:09,000
خلق التعقيد.

75
00:03:09,000 --> 00:03:12,000
حسناً، نحن ككائنات في منتهى التعقيد

76
00:03:12,000 --> 00:03:15,000
بحاجةٍ شديدة لمعرفة هذه القصة

77
00:03:15,000 --> 00:03:17,000
التي تروي كيف للكون أن يخلق التعقيد،

78
00:03:17,000 --> 00:03:19,000
على الرغم من القانون الثاني (للثرموديناميكا)،

79
00:03:19,000 --> 00:03:21,000
ولما التعقيدُ

80
00:03:21,000 --> 00:03:23,000
يعني العرضةً

81
00:03:23,000 --> 00:03:25,000
و الهشاشة.

82
00:03:25,000 --> 00:03:28,000
و هذه هي القصة التي نرويها في "تاريخ عظيم".

83
00:03:28,000 --> 00:03:30,000
لكن لأجل هذا، يجب القيام بأمرٍ

84
00:03:30,000 --> 00:03:32,000
قد يبدو لأوّل وهلةٍ مستحيلا تماماً.

85
00:03:32,000 --> 00:03:36,000
يجب إلقاء نظرةٍ شاملة على تاريخ الكون كلّه.

86
00:03:37,000 --> 00:03:39,000
إذاً ، فلنقوم بذلك.

87
00:03:39,000 --> 00:03:41,000
(ضحك)

88
00:03:41,000 --> 00:03:44,000
و لنبدأ (بلف شريط الأحداث/ بالرجوع بعجلة التاريخ) نحو الخلف

89
00:03:44,000 --> 00:03:47,000
بمقدار 13,7 مليار سنةٍ

90
00:03:47,000 --> 00:03:50,000
إلى بداية الزّمن.

91
00:03:57,000 --> 00:03:59,000
من حولنا لا يوجد أيّ شيئٍ.

92
00:03:59,000 --> 00:04:03,000
و لا حتىّ الزمن.

93
00:04:03,000 --> 00:04:06,000
تصوّروا أشدّ الأشياء عتمةً و فراغاً

94
00:04:06,000 --> 00:04:08,000
ثمّ شكّلوا منه مكعباّتٍ بصورةٍ متتابعةٍ لا يُحصرعددها

95
00:04:08,000 --> 00:04:10,000
و هاهنا نتواجد الآن.

96
00:04:10,000 --> 00:04:13,000
ثمّ فجأةً،

97
00:04:13,000 --> 00:04:16,000
صاعقة / إنفجار! يظهر كوناً، كوناً تاماً.

98
00:04:16,000 --> 00:04:18,000
و ها نحن قد اجتزنا العتبة الأولى.

99
00:04:18,000 --> 00:04:20,000
الكون شديد الصِّغر؛ أصغر من الذّرة.

100
00:04:20,000 --> 00:04:22,000
حرارته غير معقولة.

101
00:04:22,000 --> 00:04:24,000
و يشتمل على كلّ ما يحتويه الكون حالياً،

102
00:04:24,000 --> 00:04:26,000
فيمكن تصوّره ينفجر،

103
00:04:26,000 --> 00:04:29,000
و يتوسّع بسرعةٍ خيالية.

104
00:04:29,000 --> 00:04:31,000
في البداية، ضبابيةٌ لا غير،

105
00:04:31,000 --> 00:04:34,000
ولكن سرعان ما تبدأ أشياءٌ متمايزة بالبروز من تلك الضّبابية.

106
00:04:34,000 --> 00:04:36,000
في غضون الثانية الأولى،

107
00:04:36,000 --> 00:04:39,000
تتبعثر الطاقة متوزّعةً على قوىً متمايزة

108
00:04:39,000 --> 00:04:41,000
من بينها الكهرومغناطيسية و الجاذبية.

109
00:04:41,000 --> 00:04:44,000
و الطاقة تفعل شيئاً آخر في غاية السحر،

110
00:04:44,000 --> 00:04:47,000
إنها تتجمّد لتشكلّ المادة ــ

111
00:04:47,000 --> 00:04:49,000
الكواركات الّتي تخلُق البروتونات

112
00:04:49,000 --> 00:04:52,000
و اللِّبتونات الّتي تحتوي على الإلكترونات.

113
00:04:52,000 --> 00:04:54,000
و كلّ هذا يحصل خلال الثانية الأولى.

114
00:04:54,000 --> 00:04:59,000
و الآن نتّجه أماماً يمقدار 380,000 سنةً.

115
00:04:59,000 --> 00:05:02,000
و هذا يعادل ضعفي مدّة وجود الإنسان على ظهر هذا الكوكب.

116
00:05:02,000 --> 00:05:05,000
و الآن تظهرذراتٌ بسيطة

117
00:05:05,000 --> 00:05:08,000
من الهيدروجين و الهيليوم.

118
00:05:08,000 --> 00:05:10,000
الآن أودّ أن أتوقّف لِلَحظة،

119
00:05:10,000 --> 00:05:13,000
380,000 سنةً بعد بدءِ الكون،

120
00:05:13,000 --> 00:05:15,000
لأنّنا في الواقع نعلم الكثير

121
00:05:15,000 --> 00:05:17,000
حول الكون في هذه المرحلة.

122
00:05:17,000 --> 00:05:20,000
و فوق هذا و ذاك، نعلم بأنّه كان شديد البساطة.

123
00:05:20,000 --> 00:05:22,000
كان يتشكّل من سُحبٍ ضخمة

124
00:05:22,000 --> 00:05:24,000
من ذرّات الهيدروجين و الهيليوم،

125
00:05:24,000 --> 00:05:26,000
و لا بنية لها.

126
00:05:26,000 --> 00:05:29,000
إنّها عبارة عن عصيدةٍ كونية.

127
00:05:29,000 --> 00:05:31,000
لكن هذا ليس صحيحاً تماماً.

128
00:05:31,000 --> 00:05:33,000
دراساتٌ حديثة

129
00:05:33,000 --> 00:05:36,000
بواسطة أ قمارٍ صناعية كالمسبار ويلكيلسن (ذي المُويجات المتباينة)

130
00:05:36,000 --> 00:05:40,000
أثبتت أنّه يوجد في الواقع مجرّد فوارق طفيفة في هذه الخلفية.

131
00:05:40,000 --> 00:05:42,000
ما ترون هنا،

132
00:05:42,000 --> 00:05:45,000
المساحات الزرقاء تقلّ درجة حرارتها حوالي جزء من الألف من الدرجة

133
00:05:45,000 --> 00:05:47,000
مقارنةً مع المناطق الحمراء.

134
00:05:47,000 --> 00:05:49,000
إنّها فروقٌ طفيفة،

135
00:05:49,000 --> 00:05:51,000
لكنّها كانت كافيةً لكي يمضي الكون قُدُماً

136
00:05:51,000 --> 00:05:53,000
نحو المرحلة الموالية لبناء التعقيد.

137
00:05:53,000 --> 00:05:55,000
هكذا تجري الأمور.

138
00:05:55,000 --> 00:05:58,000
تكون قوى الجاذبية أعظم

139
00:05:58,000 --> 00:06:00,000
حيث توجد مادّةٌ أكثر.

140
00:06:00,000 --> 00:06:02,000
إذاً، حيث كان لدينا مناطقٌ تزيد كثافتها بمقدارٍ طفيف،

141
00:06:02,000 --> 00:06:04,000
تبدأ (قوى) الجاذبية برَصِّ سُحب

142
00:06:04,000 --> 00:06:06,000
ذرّات الهيدروجين و الهيليوم.

143
00:06:06,000 --> 00:06:08,000
فيمكن لنا أن نتصوّر الكون في بداية عهده و هو ينشطر

144
00:06:08,000 --> 00:06:10,000
إلى مليارات السّحب.

145
00:06:10,000 --> 00:06:12,000
يتمّ رصّ السّحب واحدةً واحدة،

146
00:06:12,000 --> 00:06:15,000
فتعظم قوى الجاذبية مع ازدياد الكثافة،

147
00:06:15,000 --> 00:06:17,000
و تبدأ الحرارة بالإرتفاع في مركز كلّ سحابة،

148
00:06:17,000 --> 00:06:19,000
و حينها، في مركز كلّ سحابة،

149
00:06:19,000 --> 00:06:22,000
تتجاوز درجة الحرارة عتبة

150
00:06:22,000 --> 00:06:24,000
10 ملايين درجة،

151
00:06:24,000 --> 00:06:26,000
تبدأ البروتونات في الإندماج،

152
00:06:26,000 --> 00:06:29,000
فيحصل إفرازٌ هائلٌ للطّاقة،

153
00:06:29,000 --> 00:06:31,000
ثمّ، إنفجار!

154
00:06:31,000 --> 00:06:33,000
حصلنا على أوّل النجوم.

155
00:06:33,000 --> 00:06:37,000
بعد حوالي 200 مليون سنة بعد الإنفجار العظيم،

156
00:06:37,000 --> 00:06:40,000
ها هي النجوم تبدأ بالظهور عبر الكون،

157
00:06:40,000 --> 00:06:42,000
مليارات منها.

158
00:06:42,000 --> 00:06:45,000
و الكون الآن أشدّ إمتاعاً بكثير

159
00:06:45,000 --> 00:06:48,000
و أشدّ تعقيداّ.

160
00:06:48,000 --> 00:06:50,000
ستخلُق النّجوم الظروف المعتدلة

161
00:06:50,000 --> 00:06:53,000
المهيِّئة لتجاوز عتبتين جديدتين.

162
00:06:53,000 --> 00:06:55,000
عندما تموت النّجوم ذوات الأحجام الضخمة،

163
00:06:55,000 --> 00:06:58,000
تولّد حرارةً عاليةً لدرجة

164
00:06:58,000 --> 00:07:01,000
أن البروتونات بدأت في الإندماج في شكل تركيبات غير اعتيادية،

165
00:07:01,000 --> 00:07:04,000
لتشكّل كلّ العناصر الكيميائية في الجدول الدوري.

166
00:07:04,000 --> 00:07:07,000
إن كنتم مثلي ترتدون حَلقاً من ذهب،

167
00:07:07,000 --> 00:07:10,000
فإنّه تشكّل نتيجة انفجارٍ بالغ الضخامة (سوبر نوفا).

168
00:07:10,000 --> 00:07:13,000
فالتركيب الكيميائي للكون هو الآن أكثر تعقيداً.

169
00:07:13,000 --> 00:07:16,000
و في كونٍ أكثر تعقيداً كيميائياً،

170
00:07:16,000 --> 00:07:18,000
يمكن صنع أشياءً أكثر.

171
00:07:18,000 --> 00:07:20,000
و ما يبدأ حدوثه

172
00:07:20,000 --> 00:07:22,000
هو أنّه حول الشموس الصغيرة،

173
00:07:22,000 --> 00:07:24,000
و النجوم الصغيرة،

174
00:07:24,000 --> 00:07:26,000
تمتزج كلّ هذه العناصر و تلتّف على شكل دوامة،

175
00:07:26,000 --> 00:07:28,000
و تُسرِّع حركتَها الطاقةُ الصّادرة عن النّجم،

176
00:07:28,000 --> 00:07:31,000
فتشكّل جُسيماتٍ و ُرقيقات،

177
00:07:31,000 --> 00:07:33,000
و تُشكّل دقائقاً صغيرة من الغبار،

178
00:07:33,000 --> 00:07:35,000
تُشكّل صخوراً و أجراماً،

179
00:07:35,000 --> 00:07:38,000
و في نهاية المطاف تُشكّل كواكباً و أقماراً.

180
00:07:38,000 --> 00:07:41,000
و هكذا تشكّل نظامنا الشمسي

181
00:07:41,000 --> 00:07:44,000
أربع مليارات سنة و نصف آنفاً.

182
00:07:44,000 --> 00:07:47,000
الكواكب الصّخرية كالأرض التي نحيا عليها

183
00:07:47,000 --> 00:07:50,000
تفوق بكثيرٍ في تعقيدها النجوم

184
00:07:50,000 --> 00:07:53,000
لأنّها تشتمل على تنوّعٍ أكبر بكثير من حيث المواد.

185
00:07:53,000 --> 00:07:56,000
إذاً تخطّينا عتبةً رابعةً للتّعقيد.

186
00:07:57,000 --> 00:08:00,000
و الآن تتّجه المجريات نحو التّعقيد.

187
00:08:01,000 --> 00:08:03,000
تُضيف المرحلة الموالية كياناتٍ

188
00:08:03,000 --> 00:08:05,000
تعظم هشاشتها بشدّة

189
00:08:05,000 --> 00:08:07,000
و كذا عرضتها للمؤثّرات،

190
00:08:07,000 --> 00:08:10,000
و لكنّها بالمقابل أكثر إبداعاً

191
00:08:10,000 --> 00:08:13,000
و أكثرقدرةً على توليد تعقيدٍ إضافيٍّ.

192
00:08:13,000 --> 00:08:15,000
أنا أتكلّم، بطبيعة الحال،

193
00:08:15,000 --> 00:08:17,000
عن الأنظمة الحية.

194
00:08:17,000 --> 00:08:19,000
تُخلق الأنظمة الحية بواسطة الكيمياء.

195
00:08:19,000 --> 00:08:22,000
نحن رُزمٌ ضخمة من المواد الكيميائية.

196
00:08:23,000 --> 00:08:26,000
إذاً، الكيمياء تُهيمِن عليها القوى الكهرومغناطيسية.

197
00:08:26,000 --> 00:08:28,000
هذا يحصل على مستوياتٍ أصغر من الجاذيبة،

198
00:08:28,000 --> 00:08:30,000
و هو ما يفسّر كوني و إيّاكم

199
00:08:30,000 --> 00:08:32,000
أصغر من النجوم أو الكواكب.

200
00:08:32,000 --> 00:08:35,000
طيّب، ما هي الظّروف المثالية للكيمياء؟

201
00:08:35,000 --> 00:08:37,000
ما هي الظّروف المعتدلة؟

202
00:08:37,000 --> 00:08:39,000
حسناً، أوّلاً نحتاج إلى طاقة،

203
00:08:39,000 --> 00:08:41,000
لكن ليس بقدرٍ فائض.

204
00:08:41,000 --> 00:08:43,000
في مركزنجمٍ ما، يوجد الكثير من الطّاقة،

205
00:08:43,000 --> 00:08:46,000
لدرجة أنّ أيّما ذرّتين التحمتا ستنكسر رابطتهما مجدّداً.

206
00:08:46,000 --> 00:08:48,000
و لا بقدرٍ ناذرٍ.

207
00:08:48,000 --> 00:08:50,000
في المجال بين المجرّات، يوجد قليلٌ جدّاً من الطاقة

208
00:08:50,000 --> 00:08:53,000
حيث أنّه لا يمكن للذرّات أن تلتحم.

209
00:08:53,000 --> 00:08:55,000
المطلوب هو القدرالملائم؛ لا غير.

210
00:08:55,000 --> 00:08:57,000
و الكواكب، كما يبدو،في الموقع الملائم

211
00:08:57,000 --> 00:09:00,000
لأنها قريبةٌ من النّجوم، لكن من دون إفراط.

212
00:09:00,000 --> 00:09:03,000
نحتاج أيضاً إلى تنوّعٍ كبيرٍ في العناصر الكيميائية،

213
00:09:03,000 --> 00:09:06,000
و نحتاج سائلا كالماء.ً

214
00:09:06,000 --> 00:09:08,000
لما؟

215
00:09:08,000 --> 00:09:11,000
حسناً، في الغازات، تمرّ الذّرات جنباً إلى جنبٍ بسرعةٍ بالغة

216
00:09:11,000 --> 00:09:13,000
حتىّ أنّه لا يمكن لها أن تتشابك.

217
00:09:13,000 --> 00:09:15,000
في الأجسام الصّلبة،

218
00:09:15,000 --> 00:09:18,000
الذّرات ملتصقةٌ ببعضها البعض فلا تستطيع الحركة.

219
00:09:18,000 --> 00:09:20,000
في السّوائل،

220
00:09:20,000 --> 00:09:22,000
يمكنها أن تجول و تضُمّ بعضها البعض

221
00:09:22,000 --> 00:09:25,000
فترتبط لتشكّل الجزيئات.

222
00:09:25,000 --> 00:09:28,000
إذاً، أين توجد ظروفٌ معتدلةٌ كهذه؟

223
00:09:28,000 --> 00:09:30,000
حسناً، الكواكب تتوّفر عليها،

224
00:09:30,000 --> 00:09:32,000
و كوكبنا الأرضي في بداية عهده

225
00:09:32,000 --> 00:09:34,000
كاد يكون مثاليا.ً

226
00:09:34,000 --> 00:09:36,000
كان يبعد بمسافةٍ ملائمةٍ عن نجومه

227
00:09:36,000 --> 00:09:39,000
يحيث تَوفّر على محيطاتٍ شاسعة من المياه.

228
00:09:39,000 --> 00:09:41,000
و في أعماق تلك المحيطات

229
00:09:41,000 --> 00:09:43,000
عبر الصّدوع الموجودة على مستوى القشرة الأرضية،

230
00:09:43,000 --> 00:09:46,000
هناك حرارةٌ تنبعث من جوف الأرض،

231
00:09:46,000 --> 00:09:48,000
كما أنّ هناك تنوّعٌ كبير في العناصر،

232
00:09:48,000 --> 00:09:50,000
إذاً، على مستوى تلك الفتحات في أعماق المحيطات،

233
00:09:50,000 --> 00:09:53,000
بدأت تفاعلاتٌ كيميائية مذهلة بالحدوث،

234
00:09:53,000 --> 00:09:56,000
و انضمّت الذرّات لبعضها البعض بكلّ أنواع التركيبات غيرالنّمطية.

235
00:09:57,000 --> 00:09:59,000
لكن الحياة طبعاً تتعدى

236
00:09:59,000 --> 00:10:01,000
مجرّد الكيمياء غيرالنّمطية.

237
00:10:01,000 --> 00:10:03,000
كيف يمكن إضفاء شيءٍ من الإستقرار

238
00:10:03,000 --> 00:10:05,000
على تلك الجزيئات الضخمة

239
00:10:05,000 --> 00:10:08,000
التّي تبدو عليها الحيوية؟

240
00:10:08,000 --> 00:10:10,000
حسناً، هنا تحديداً ينضاف للحياة

241
00:10:10,000 --> 00:10:13,000
شيءٌ جديدٌ تماماً.

242
00:10:13,000 --> 00:10:15,000
لا نضفي استقراراً على العيّنة؛

243
00:10:15,000 --> 00:10:17,000
بل نضفي الإستقرارعلى القالب،

244
00:10:17,000 --> 00:10:19,000
الشيء الذي ينقل المعلومات،

245
00:10:19,000 --> 00:10:21,000
مع السّماح للقالب باستنساخ نفسه.

246
00:10:21,000 --> 00:10:23,000
و الحمض النّووي، طبعاً،

247
00:10:23,000 --> 00:10:25,000
هو تلك الجزيئة الجميلة

248
00:10:25,000 --> 00:10:27,000
التي تحتوي على المعلومات.

249
00:10:27,000 --> 00:10:30,000
ربّما أنتم على اطّلاعٍ بذلك الشّريط اللّولبي المزدوج للحمض النّووي.

250
00:10:30,000 --> 00:10:32,000
كلّ سلسلةٍ تتضمّن معلوماتٍ.

251
00:10:32,000 --> 00:10:34,000
فالحمض النّووي يحتوي على معلوماتٍ

252
00:10:34,000 --> 00:10:37,000
حول كيفية إيجاد الأنظمة الحية.

253
00:10:37,000 --> 00:10:39,000
و الحمض النّووي يستنسخ نفسه أيضاً.

254
00:10:39,000 --> 00:10:41,000
فهو يستنسخ نفسه

255
00:10:41,000 --> 00:10:43,000
و تتفرّق القوالب عبر المحيطات.

256
00:10:43,000 --> 00:10:45,000
و هكذا تنتشر المعلومات.

257
00:10:45,000 --> 00:10:48,000
لاحظوا أنّ المعلومات أصبحت جزءاً من تاريخنا.

258
00:10:48,000 --> 00:10:50,000
و مع هذا و ذاك فالجمال الحقيقي للحمض النّووي

259
00:10:50,000 --> 00:10:52,000
يكمن في عدم كماله.

260
00:10:52,000 --> 00:10:54,000
فبما أنّه يستنسخ نفسه،

261
00:10:54,000 --> 00:10:56,000
مرّةً كلّ مليار سلسلة،

262
00:10:56,000 --> 00:10:58,000
فهناك ميلٌ للخطأ.

263
00:10:58,000 --> 00:11:00,000
و ما يعنيه هذا

264
00:11:00,000 --> 00:11:03,000
أنّ الحمض النّووي، في واقع الأمر يتعلّم.

265
00:11:03,000 --> 00:11:05,000
فهوّ يراكم طرقاّ جديدةً لصنع أنظمةٍ حيّة

266
00:11:05,000 --> 00:11:07,000
لأنّ بعضاً من هذه الأخطاء يعمل.

267
00:11:07,000 --> 00:11:09,000
فالحمض النّووي يتعلّم

268
00:11:09,000 --> 00:11:12,000
و هو يبني تنوّعاً و تعقيداً أكبراً.

269
00:11:12,000 --> 00:11:15,000
و هذا ما يتجلّى حدوثه عبر الأربع مليارات سنةٍ الماضية.

270
00:11:15,000 --> 00:11:17,000
خلال معظم هذة الفترة من الحياة على الأرض،

271
00:11:17,000 --> 00:11:19,000
كانت الأنظمة الحية بسيطةً نسبيّاً ــ

272
00:11:19,000 --> 00:11:21,000
خلايا أحادية.

273
00:11:21,000 --> 00:11:23,000
لكنّها كانت على تنّوعٍ كبير،

274
00:11:23,000 --> 00:11:25,000
و كان باطنها شديد التّعقيد.

275
00:11:25,000 --> 00:11:28,000
ثمّ منذ 600 أو 800 مليون سنة مضت،

276
00:11:28,000 --> 00:11:30,000
ظهرت أنظمةٌ متعدّدة الخلايا.

277
00:11:30,000 --> 00:11:32,000
ظهرت الفطريات، ظهرت السّمَك،

278
00:11:32,000 --> 00:11:34,000
ظهرت النّباتات

279
00:11:34,000 --> 00:11:37,000
ظهرت البرمائيات، ظهرت الزّواحف،

280
00:11:37,000 --> 00:11:40,000
ثمّ بعد ذلك، بطبيعة الحال، ظهرت الدّيناصورات.

281
00:11:40,000 --> 00:11:44,000
و من حينٍ لآخر تحدث كوارث.

282
00:11:44,000 --> 00:11:46,000
منذ 65 مليون سنة مضت،

283
00:11:46,000 --> 00:11:48,000
سقط جرمٌ سماويٌّ على الأرض

284
00:11:48,000 --> 00:11:50,000
على مقربةٍ من شبه جزيرة يوكاتان،

285
00:11:50,000 --> 00:11:53,000
محدثاً بذلك ظروفاً تكافئ تلك التي يخلّفها انفجارٌ نوويٌّ،

286
00:11:53,000 --> 00:11:55,000
فمُسحت الدّيناصورات من على وجه الأرض.

287
00:11:55,000 --> 00:11:59,000
تلك أخبارٌ في غاية السّوء بالنّسبة للدّيناصورات.

288
00:11:59,000 --> 00:12:02,000
لكنها أخبارٌ عظيمةٌ بالنّسبة لأجدادنا من الثّدييات

289
00:12:02,000 --> 00:12:04,000
التّي ازدهرت

290
00:12:04,000 --> 00:12:07,000
في الجيوب التي خلّفتها الدّيناصورات.

291
00:12:07,000 --> 00:12:09,000
و نحن، الكائنات البشرية

292
00:12:09,000 --> 00:12:12,000
جزءٌ من هذا النّبض التّطوري المبدِع

293
00:12:12,000 --> 00:12:15,000
الذي بدأ 65 مليون سنةٍ من قبل

294
00:12:15,000 --> 00:12:17,000
مع سقوط جرمٍ سماويّ.

295
00:12:18,000 --> 00:12:21,000
ظهر البشر منذ حوالي 200,000 سنة.

296
00:12:21,000 --> 00:12:23,000
و أعتقد أنّنا نُعتبر

297
00:12:23,000 --> 00:12:25,000
عتبةً في هذا التّاريخ العظيم.

298
00:12:25,000 --> 00:12:27,000
دعوني أوّضح لماذا

299
00:12:27,000 --> 00:12:30,000
لقد رأينا سابقاَ كيف أنّ الحمض النّوويّ يتعلّم بعبارةٍ ما،

300
00:12:30,000 --> 00:12:32,000
و هو يراكم المعلومات.

301
00:12:32,000 --> 00:12:34,000
لكنّه جدّ بطيئٍ.

302
00:12:34,000 --> 00:12:36,000
يراكم الحمض النّوويّ المعلومات

303
00:12:36,000 --> 00:12:38,000
عبر أخطاءٍ عشوائيةٍ

304
00:12:38,000 --> 00:12:41,000
قد يحصل أنّ بعضها تعمل.

305
00:12:41,000 --> 00:12:43,000
لكنّ الحمض النّووي ولَّد في الواقع طريقةً أسرع للتّعلّم؛

306
00:12:43,000 --> 00:12:46,000
أنتج أنظمةً تحتوي على دماغ،

307
00:12:46,000 --> 00:12:49,000
و تلك الأنظمة تستطيع أن تتعلّم آنيّاً.

308
00:12:49,000 --> 00:12:52,000
تُراكم المعلومات، تتعلّم.

309
00:12:52,000 --> 00:12:54,000
المُحزن في الأمر هو،

310
00:12:54,000 --> 00:12:57,000
أنّها عندما تموت، تموت المعلومات معها.

311
00:12:57,000 --> 00:12:59,000
إذاً، ما يجعل من البشر مختلفين

312
00:12:59,000 --> 00:13:01,000
هو اللغة البشرية.

313
00:13:01,000 --> 00:13:03,000
نحن نتمتّع بنعمة اللّغة، بمنظومة تواصلٍ،

314
00:13:03,000 --> 00:13:06,000
هي بقدرٍ من الفعالية و الدّقة

315
00:13:06,000 --> 00:13:09,000
حتّى أنّنا نستطيع أن نُشرك (الغير) بما تعلّمناه بدرجةٍ عاليةٍ من الدّقة

316
00:13:09,000 --> 00:13:12,000
لكي تتراكم في الذّاكرة الجماعية.

317
00:13:12,000 --> 00:13:14,000
و هذا يعني

318
00:13:14,000 --> 00:13:17,000
أنّ بإمكانها أن تُعمّر بعد وفاة الأفراد الّذين تعلّموا تلك المعلومات،

319
00:13:17,000 --> 00:13:21,000
و يمكنها أن تتراكم جيلاً عقب جيلٍ.

320
00:13:21,000 --> 00:13:23,000
و لهذا كََسُلالةِ كائناتٍ، نحن نتمتّع بإبداعٍ هائلٍ

321
00:13:23,000 --> 00:13:25,000
و بفعاليةٍ كبيرةٍ،

322
00:13:25,000 --> 00:13:27,000
و لهذا لدينا تاريخ.

323
00:13:27,000 --> 00:13:30,000
يبدو أنّنا الكائنات الوحيدة، خلال أربع مليارات سنةٍ،

324
00:13:30,000 --> 00:13:32,000
التي تتمتّع بهذه الموهبة.

325
00:13:32,000 --> 00:13:34,000
أسمّي هذه القدرة

326
00:13:34,000 --> 00:13:36,000
بالتّعلّم الجماعيّ.

327
00:13:36,000 --> 00:13:38,000
هو ما يجعلنا مختلفين.

328
00:13:38,000 --> 00:13:40,000
يمكن رؤيته وهو يحدث

329
00:13:40,000 --> 00:13:42,000
في المراحل الأولى من التّاريخ البشري.

330
00:13:42,000 --> 00:13:44,000
تطوّرْنا ككائناتٍ

331
00:13:44,000 --> 00:13:46,000
في الأراضي السّافانا الإفريقية،

332
00:13:46,000 --> 00:13:49,000
لكن من ثمّ ترون بشراً يهاجرون نحو أوساطٍ جديدةٍ ـــ

333
00:13:49,000 --> 00:13:51,000
نحو الصّحارى، نحو الغابات،

334
00:13:51,000 --> 00:13:53,000
نحو سهول التَّندرة السّيبيرية خلال العصر الجليدي ــ

335
00:13:53,000 --> 00:13:55,000
أوساطٌ قاسيّةٌ، قاسيّة ــ

336
00:13:55,000 --> 00:13:57,000
نحو الأمريكتين، نحو أستراليا.

337
00:13:57,000 --> 00:13:59,000
كلّ هجرةٍ اشتملت على تعلّمٍ

338
00:13:59,000 --> 00:14:02,000
تعلّم طرقٍ جديدةٍ لاستكشاف الوسط،

339
00:14:02,000 --> 00:14:04,000
طرقٌٍ جديدةٌ للتعامل مع المحيط.

340
00:14:04,000 --> 00:14:06,000
ثمّ منذ 10,000 سنة،

341
00:14:06,000 --> 00:14:08,000
مستغلّين تحوّلاً طارئاً في الطّقس الأرضي،

342
00:14:08,000 --> 00:14:10,000
مع نهاية العصر الجليدي الأخير،

343
00:14:10,000 --> 00:14:13,000
تعلّم البشر الزراعة.

344
00:14:13,000 --> 00:14:15,000
كانت الزراعة كمنجمٍ للطاقة.

345
00:14:15,000 --> 00:14:17,000
و باستغلال هذه الطاقة،

346
00:14:17,000 --> 00:14:19,000
تضاعف أعداد البشرية.

347
00:14:19,000 --> 00:14:21,000
صارت المجتمعات البشرية أوسع و أكثر كثافة،

348
00:14:21,000 --> 00:14:23,000
و أكثر أواصراً.

349
00:14:23,000 --> 00:14:27,000
ثمّ منذ أزيد من 500 سنةٍ مضت،

350
00:14:27,000 --> 00:14:29,000
بدأ البشر بالإرتباط على أرجاء المعمورة

351
00:14:29,000 --> 00:14:31,000
عبر الإبحار، عبر القطارات،

352
00:14:31,000 --> 00:14:34,000
عبر التليغراف، عبر الإنترنت،

353
00:14:34,000 --> 00:14:36,000
حتى صرنا اليوم و كأنّنا نشكّل

354
00:14:36,000 --> 00:14:38,000
دماغاّ عالميّاً واحداّ

355
00:14:38,000 --> 00:14:40,000
تعداد أفراده ما يقرب السبع مليارات.

356
00:14:40,000 --> 00:14:45,000
و هذا الدّماغ يتعلّم بسرعة الضوء.

357
00:14:45,000 --> 00:14:47,000
و خلال فترة 200 سنةٍ مضت، حصل شيئٌ آخر:

358
00:14:47,000 --> 00:14:49,000
عثرنا على منجمٍ آخرٍ للطاقة

359
00:14:49,000 --> 00:14:51,000
يتمثّل في الطاقة الأُحفورية.

360
00:14:51,000 --> 00:14:54,000
إذاً الطاقة الأحفورية والتّعلّم الجماعيّ معاً

361
00:14:54,000 --> 00:14:56,000
يفسّران التعقيد المذهل

362
00:14:56,000 --> 00:14:58,000
الذي نشهده من حولنا.

363
00:15:01,000 --> 00:15:04,000
إذاً، ها نحن

364
00:15:04,000 --> 00:15:06,000
مجدّداً في قاعة المؤتمرات.

365
00:15:06,000 --> 00:15:08,000
لقد مضينا في رحلةٍ، رحلةٌ عادت بنا إلى الوراء

366
00:15:08,000 --> 00:15:11,000
13.7 مليار سنةٍ إلى الوراء.

367
00:15:11,000 --> 00:15:14,000
أتمنّى أن تشاطروا رأيي بأنها قصّةٌ كبيرة.

368
00:15:14,000 --> 00:15:16,000
و هي قصّة فيها البشر

369
00:15:16,000 --> 00:15:19,000
يلعبون دوراً مذهلاً و خلاّقاً.

370
00:15:19,000 --> 00:15:22,000
لكنّها تنطوي على إشارات تحذيرٍ.

371
00:15:22,000 --> 00:15:26,000
التّعلّم الجماعيّ عبارةٌ عن قوةٍ جدّ جبّارة،

372
00:15:26,000 --> 00:15:28,000
وليس من الواضح

373
00:15:28,000 --> 00:15:31,000
أنّنا، معشر البشر مسؤولون عنها.

374
00:15:31,000 --> 00:15:34,000
أتذكرأنّني كصبيٍّ ترعرع في إنجلترا،

375
00:15:34,000 --> 00:15:37,000
عايش أزمة الصّواريخ الكوبية.

376
00:15:37,000 --> 00:15:39,000
لعدّة أيام،

377
00:15:39,000 --> 00:15:41,000
كلّ الكائنات الحيّة على وجه الأرض

378
00:15:41,000 --> 00:15:44,000
كانت على وشك الدّمار.

379
00:15:44,000 --> 00:15:47,000
و نفس الأسلحة لا تزال هنا،

380
00:15:47,000 --> 00:15:49,000
و لا تزال جاهزةً للإستعمال.

381
00:15:49,000 --> 00:15:51,000
إذا تفادينا هذا الفخ،

382
00:15:51,000 --> 00:15:53,000
فلا يزال أُخرٌ في انتظارنا.

383
00:15:53,000 --> 00:15:56,000
نحن نحرق الطاقة الأحفورية بنسقٍ يوحي

384
00:15:56,000 --> 00:15:59,000
بأنّنا نُعرِّض الظروف المعتدلة للإختلال

385
00:15:59,000 --> 00:16:01,000
و هي التي سمحت للحضارة البشرية

386
00:16:01,000 --> 00:16:05,000
بالإزدهارطوال 10,000 سنةٍ مضت.

387
00:16:05,000 --> 00:16:07,000
إذاً ما يمكن أن يفعله التّاريخ العظيم

388
00:16:07,000 --> 00:16:10,000
هو أن يرينا طبيعة التّعقيد و الهشاشة التي نتّصف بها

389
00:16:10,000 --> 00:16:12,000
و المخاطر التي تواجهنا،

390
00:16:12,000 --> 00:16:15,000
كما أنّه قد يرينا

391
00:16:15,000 --> 00:16:17,000
قوّتنا بالتّعلم الجماعي.

392
00:16:17,000 --> 00:16:20,000
و الآن، و أخيراً،

393
00:16:20,000 --> 00:16:24,000
هذا ما أطمح إليه.

394
00:16:24,000 --> 00:16:27,000
أطمح إلى أنّ حفيدي دانيال

395
00:16:27,000 --> 00:16:29,000
و أصدقائه و جيله،

396
00:16:29,000 --> 00:16:31,000
عبر العالم،

397
00:16:31,000 --> 00:16:34,000
جميعاً يطّلعون على التّاريخ العظيم،

398
00:16:34,000 --> 00:16:36,000
و يتعرفون عليه جيّداً

399
00:16:36,000 --> 00:16:38,000
حيث يفهمون

400
00:16:38,000 --> 00:16:40,000
كلاً من التّحدّيات التي تواجهنا

401
00:16:40,000 --> 00:16:43,000
و الفرص التي تنتظرنا.

402
00:16:43,000 --> 00:16:45,000
و لهذا فإنّ فريقاً منّا

403
00:16:45,000 --> 00:16:47,000
يُعدّ برنامجاً تعليميّاً مجّانيّاً متّصلاً بالكمبيوتر

404
00:16:47,000 --> 00:16:49,000
حول التّاريخ العظيم

405
00:16:49,000 --> 00:16:51,000
لطلاب الصّف الثّانوي عبر العالم.

406
00:16:51,000 --> 00:16:54,000
نعتقد بأنّ التّاريخ العظيم

407
00:16:54,000 --> 00:16:57,000
سيكون لهم أدآةً فكريةً حيويةً،

408
00:16:57,000 --> 00:17:00,000
حيث أنّ دانيال و جيله

409
00:17:00,000 --> 00:17:02,000
يواجهون التّحدّيات الجبارة

410
00:17:02,000 --> 00:17:04,000
و أيضاً الفرص الهائلة

411
00:17:04,000 --> 00:17:07,000
المقبلة أمامهم على مشارف هذه العتبة الزّمنية

412
00:17:07,000 --> 00:17:11,000
في تاريخ كوكبنا الجميل.

413
00:17:11,000 --> 00:17:13,000
أشكركم على انتباهكم.

414
00:17:13,000 --> 00:17:18,000
(تصفيق)