1 00:00:00,330 --> 00:00:03,181 نوع علم الأعصاب الذي أقوم به أنا و زملائي 2 00:00:03,181 --> 00:00:05,347 هو تقريبا مثل عمل خبير الأرصاد الجوية. 3 00:00:05,347 --> 00:00:08,863 نقوم دائما بمطاردة العواصف. 4 00:00:08,863 --> 00:00:13,746 نرغب في مراقبة و قياس هذه العواصف، العواصف الدّماغية. 5 00:00:13,746 --> 00:00:16,514 و كلّنا نتحدّث عنها بصفة يوميّة، 6 00:00:16,514 --> 00:00:19,964 ولكن نادرا ما تمكّننا من أن نرى أو نستمع إلى أحدها. 7 00:00:19,964 --> 00:00:21,598 لذا، أفضّل بدء هذه المحادثة 8 00:00:21,598 --> 00:00:24,580 من خلال عرض "عاصفة دماغيّة" لكم. 9 00:00:24,580 --> 00:00:28,007 في الواقع، وأثناء أوّل مرّة قمنا فيها بتسجيل أكثر من خليّة عصبيّة واحدة، 10 00:00:28,007 --> 00:00:30,230 بل 100 خليّة عصبيّة في نفس الوقت، 11 00:00:30,230 --> 00:00:32,699 تمكّننا من قيس الشّرارات الكهربائية 12 00:00:32,699 --> 00:00:35,379 الصّادرة من مئات الخلايا لنفس الحيوان، 13 00:00:35,379 --> 00:00:37,181 و هذه هي الصورة الأولى التي تحصّلنا عليها 14 00:00:37,181 --> 00:00:39,496 بعد أوّل 10 ثوان من التّسجيل. 15 00:00:39,496 --> 00:00:42,847 لقد تحصّلنا على نتف صغيرة من "فكرة"، 16 00:00:42,847 --> 00:00:45,752 و استطعنا أن نرى ذلك أمام أعيننا. 17 00:00:45,752 --> 00:00:46,764 دائما ما أقول للطّلاب 18 00:00:46,764 --> 00:00:50,870 بأنّ علماء الأعصاب يمكن تشبيههم بالفلكييّن 19 00:00:50,870 --> 00:00:52,496 لأنّنا نتعامل مع نظام 20 00:00:52,496 --> 00:00:55,413 مشابه من حيث عدد الخلايا 21 00:00:55,413 --> 00:00:58,349 لعدد المجرّات الموجودة في الكون. 22 00:00:58,349 --> 00:01:01,379 من ضمن المليارات من الخلايا العصبيّة، 23 00:01:01,379 --> 00:01:04,197 كان من الممكن تسجيل قرابة المائة منها منذ 10 سنوات، 24 00:01:04,197 --> 00:01:05,780 الآن نستطيع تسجيل ألف منها. 25 00:01:05,780 --> 00:01:11,180 نحن نأمل أن نفهم أمرا جوهريّا حول طبيعتنا البشريّة. 26 00:01:11,180 --> 00:01:13,112 لسبب بسيط وهو أنّ –إن لم تكونوا تعلمون- 27 00:01:13,112 --> 00:01:18,362 كلّ ما نستعمله لوصف طبيعتنا البشريّة، مصدره هذه العواصف الذّهنية، 28 00:01:18,362 --> 00:01:23,013 هذه العواصف التي تمرّ عبر "تلال" و "وديان" أدمغتنا 29 00:01:23,013 --> 00:01:26,898 و تشكّل ذكرياتنا، معتقداتنا، 30 00:01:26,898 --> 00:01:29,598 مشاعرنا و مشاريعنا المستقبليّة. 31 00:01:29,598 --> 00:01:31,996 كلّ ما نقوم به، 32 00:01:31,996 --> 00:01:37,063 كلّ ما قام به الإنسان، و كلّ ما سيقوم به على الإطلاق، 33 00:01:37,063 --> 00:01:42,497 كلّ هذا يتطلّب عمل مجموعات من الخلايا العصبيّة منتجة هذا النّوع من العواصف. 34 00:01:42,497 --> 00:01:44,980 أماّ بالنّسبة لصوت عاصفة ذهنيّة، إن كنت قد سمعته سابقا، 35 00:01:44,980 --> 00:01:48,329 فهو هكذا. 36 00:01:48,329 --> 00:01:51,475 يمكنك أن تزيد درجة ارتفاع الصّوت إن استطعت. 37 00:01:51,475 --> 00:01:57,878 يسمّي ابني ذلك ب"إعداد الفشار أثناء الاستماع إلى مذياع سيّء الضبط." 38 00:01:57,878 --> 00:01:59,363 ذلك هو الدّماغ. 39 00:01:59,363 --> 00:02:02,797 هذا ما يحدث عندما تقوم بوصل هذه العواصف الدماغيّة إلى مكبّر صوت 40 00:02:02,797 --> 00:02:05,663 و تستمع إلى مئات الخلايا الدماغيّة تعمل، 41 00:02:05,663 --> 00:02:10,285 هذا الصّوت يصدره دماغك، دماغي، و أيّ دماغ على الإطلاق. 42 00:02:10,285 --> 00:02:14,047 ما نطمح للقيام به حاليّا، نحن علماء الأعصاب 43 00:02:14,047 --> 00:02:19,397 هو الاستماع لهذه السمفونيات، سمفونيّات الدّماغ، 44 00:02:19,397 --> 00:02:22,797 ثمّ محاولة استخراج الإشارات و الرّسائل التي تحملها. 45 00:02:22,797 --> 00:02:25,648 بالتّحديد، منذ 12 سنة مضت، 46 00:02:25,648 --> 00:02:28,696 قمنا بابتكار إعداد سمّيناه "الواجهات بين دماغ-آلة" 47 00:02:28,696 --> 00:02:31,398 و هذا رسم بيانيّ يصف كيفيّة اشتغاله. 48 00:02:31,398 --> 00:02:36,964 تكمن الفكرة في جعل بعض اللاّقطات الحسيّة تستمع إلى العواصف الدّماغية، هذا الإطلاق الالكترونيّ 49 00:02:36,964 --> 00:02:40,046 ومعرفة إن كان من الممكن، وفي نفس المدّة الزمنيّة التي تستغرقها 50 00:02:40,046 --> 00:02:45,015 هذه الإشارات العصبيّة منذ مغادرتها الدّماغ إلى وقت وصولها إلى أذرع و أرجل حيوان 51 00:02:45,015 --> 00:02:47,879 - أي قرابة نصف ثانية - 52 00:02:47,879 --> 00:02:50,230 لنرى إن كان من الممكن أن نقوم بقراءة هذه الإشارات، 53 00:02:50,230 --> 00:02:53,630 استخراج الرسائل الحركيّة الموجودة فيها، 54 00:02:53,630 --> 00:02:55,902 ثمّ تحويلها إلى أوامر رقميّة 55 00:02:55,902 --> 00:02:57,788 نقوم بإرسالها إلى أداة اصطناعيّة 56 00:02:57,788 --> 00:03:03,681 التي ستنتج بالتّالي الحركة الطّوعية لذلك الدّماغ دون فارق توقيت. 57 00:03:03,681 --> 00:03:07,529 أردنا أن نرى مدى قدرتنا على ترجمة تلك الإشارة 58 00:03:07,529 --> 00:03:11,047 ثمّ نقوم بمقارنتها بطريقة قيام الجسد بذلك. 59 00:03:11,047 --> 00:03:13,913 وإذا كان من الممكن في الواقع توفّر ردود فعل، 60 00:03:13,913 --> 00:03:19,647 أي عودة إشارات حسيّة من هذا المحرّك الميكانيكي الحسابي الآلي، 61 00:03:19,647 --> 00:03:21,898 الذي هو الآن تحت سيطرة الدماغ، 62 00:03:21,898 --> 00:03:23,209 تعود إلى الدماغ، 63 00:03:23,209 --> 00:03:25,330 و معرفة كيفيّة تعامل الدّماغ مع ذلك، 64 00:03:25,330 --> 00:03:30,231 مع تلقّيه لإشارات من آلة اصطناعيّة. 65 00:03:30,231 --> 00:03:32,552 هذا تماما ما قمنا به منذ 10 سنوات. 66 00:03:32,552 --> 00:03:35,513 بدأنا أوّلا بأحد القرود الشهيرة، أورورا 67 00:03:35,513 --> 00:03:37,981 التي أصبحت فيما بعد من بين الأشهر في هذا المجال. 68 00:03:37,981 --> 00:03:40,280 أورورا كانت تهوى ألعاب الفيديو. 69 00:03:40,280 --> 00:03:41,653 و كما ترون هنا، 70 00:03:41,653 --> 00:03:46,597 فهي تحبّ استعمال عصا التحكّم أثناء لعب ألعاب الفيديو، تماما مثلنا و مثل أطفالنا، 71 00:03:46,597 --> 00:03:51,268 وهي نموذج جيّد للرئيسيات، بل إنّها حتّى حاولت الغشّ قبل التوصّل إلى الإجابة الصحيحة. 72 00:03:51,268 --> 00:03:55,551 لذلك، وقبل أن يظهر لها الهدف الذي ينبغي عليها المرور عبره 73 00:03:55,551 --> 00:03:58,401 بالمؤشّر الذي تتحكّم فيه من خلال عصا التحكم، 74 00:03:58,401 --> 00:04:02,352 كانت أورورا تحاول إيجاد الهدف مهما يكن مكانه. 75 00:04:02,352 --> 00:04:03,821 و الدّافع الذي يجعلها تقوم بذلك، 76 00:04:03,821 --> 00:04:07,135 هو أنّها في كلّ مرّة تصيب الهدف، 77 00:04:07,135 --> 00:04:10,085 تتحصّل على قطرة عصير برتقال برازيليّ. 78 00:04:10,085 --> 00:04:13,035 صدّقني، أيّ قرد قد يفعل لك أيّ شيء 79 00:04:13,035 --> 00:04:16,135 إن كنت تمتلك عصير برتقال برازيليّ. 80 00:04:16,135 --> 00:04:18,866 في الواقع، أي نوع من الرئيسيّات قد يفعل. 81 00:04:18,866 --> 00:04:20,200 فكّر في الأمر. 82 00:04:20,200 --> 00:04:23,600 حسنا، بينما كانت أورورا تمارس هذه اللّعبة، كما رأيتم، 83 00:04:23,600 --> 00:04:26,035 و تقوم بآلاف المحاولات في اليوم الواحد 84 00:04:26,035 --> 00:04:29,918 متحصّلة على 97 بالمائة إجابات صحيحة و 350 مليلترا من العصير، 85 00:04:29,918 --> 00:04:33,317 كنّا نقوم بتسجيل النّشاط الدّماغيّ برأسها 86 00:04:33,317 --> 00:04:34,964 ثمّ نقوم بإرساله إلى ذراع آليّة 87 00:04:34,964 --> 00:04:38,835 التي نرغب في جعلها تنفّذ نفس الحركات التي تقوم بها أورورا 88 00:04:38,835 --> 00:04:42,618 لأن فكرتنا تتمثّل في تشغيل هذه الواجهة بين الدماغ و الآلة 89 00:04:42,618 --> 00:04:47,318 أي أن أورورا ستمارس اللعبة ذهنيّا، فقط عبر الفكر 90 00:04:47,318 --> 00:04:49,935 و دون أيّ تدخّل جسدي. 91 00:04:49,935 --> 00:04:52,851 العواصف الدماغية الخاصة بها قد تتمكّن من التحكّم بذراع 92 00:04:52,851 --> 00:04:55,560 التي ستقوم بدورها بتحريك المؤشّر و العبور فوق الهدف. 93 00:04:55,560 --> 00:04:58,751 الأمر الذي صدمنا جميعا، هو أنّ أورورا تمكّنت بالفعل من القيام بذلك. 94 00:04:58,751 --> 00:05:02,951 لقد قامت بلعب اللّعبة دون تحريك جسدها. 95 00:05:02,951 --> 00:05:05,188 كلّ مسار ترى المؤشّر يمرّ منه الآن، 96 00:05:05,188 --> 00:05:08,400 هي المرّة الأولى التي تقوم فيها أورورا بذلك. 97 00:05:08,400 --> 00:05:10,184 تلك هي المرّة الأولى بالذات التي 98 00:05:10,184 --> 00:05:16,951 تحرّر فيها رغبة الدماغ من المجال الماديّ لجسم القرد 99 00:05:16,951 --> 00:05:20,651 و تتصرّف هذه الرّغبة في الخارج، في العالم الخارجيّ، 100 00:05:20,651 --> 00:05:23,617 فقط عبر التحكّم في أداة اصطناعيّة. 101 00:05:23,617 --> 00:05:28,534 و أورورا كانت تواصل اللّعب، تواصل البحث عن الهدف الصغير 102 00:05:28,534 --> 00:05:32,451 و تتحصّل على عصير البرتقال الذي تريده بشدة. 103 00:05:32,451 --> 00:05:39,152 حسنا، لقد فعلت ذلك لأنّها في ذلك الوقت حصلت على ذراع جديدة. 104 00:05:39,152 --> 00:05:42,115 الذراع الرّوبوتية التي ترونها تتحرّك هنا بعد 30 يوما، 105 00:05:42,115 --> 00:05:44,801 من الفيديو الأوّل الذي عرضته لكم، 106 00:05:44,801 --> 00:05:47,451 هي في الواقع تحت سيطرة دماغ أورورا 107 00:05:47,451 --> 00:05:50,619 وتقوم بتحربك المؤشّر حتى تصل إلى الهدف. 108 00:05:50,619 --> 00:05:54,518 بعد ذلك، أصبحت أورورا تعلم أنّ بامكانها اللّعب عبر هذه الذّراع الآلية، 109 00:05:54,518 --> 00:06:00,234 لكنّها في المقابل لم تفقد قدرتها على استعمال يديها البيولوجية للقيام بما تريد. 110 00:06:00,234 --> 00:06:04,301 باستطاعتها حكّ ظهرها، أو حكّ أحدنا أو حتّى لعب لعبة أخرى. 111 00:06:04,301 --> 00:06:05,901 بطريقة ما، 112 00:06:05,901 --> 00:06:10,017 قام دماغ أورورا بتقبّل تلك الآلة الاصطناعيّة 113 00:06:10,017 --> 00:06:12,767 كأنّها امتداد من جسمها. 114 00:06:12,767 --> 00:06:16,300 نموذج الذّات الذي كان في ذهن أورورا 115 00:06:16,300 --> 00:06:20,384 كان قد توسّع لإضافة ذراع أخرى. 116 00:06:20,384 --> 00:06:22,734 حسنا، لقد فعلنا ذلك قبل 10 سنوات. 117 00:06:22,734 --> 00:06:25,567 لنتقدّم الآن بالزمن 10 سنوات. 118 00:06:25,567 --> 00:06:30,550 في السنة الفارطة فقط توصّلنا إلى معرفة أنّنا في غنى عن أداة روبوتية. 119 00:06:30,550 --> 00:06:36,034 يمكنك بكل بساطة أن تصنع جسدا رقميا، أفاتار قرد. 120 00:06:36,034 --> 00:06:40,284 وبالامكان استعمالها إمّا كي تتواصل القردة معها، 121 00:06:40,284 --> 00:06:44,723 أو نقوم بتدريبها لتتخيّل وجودها في عالم افتراضيّ 122 00:06:44,723 --> 00:06:47,767 و الرؤية من منظور الشّخص الأول لذلك الآفاتار 123 00:06:47,767 --> 00:06:53,418 مستعملة نشاطها الدماغيّ للتحكّم في حركة أذرع أو أرجل الآفاتار. 124 00:06:53,418 --> 00:06:56,184 ما قمنا به أساسا هو تدريب الحيوانات 125 00:06:56,184 --> 00:06:59,234 و تعليمها كيفيّة التحكّم بالرموز الرقمية 126 00:06:59,234 --> 00:07:03,133 واكتشاف الأشياء الموجودة في العالم الافتراضيّ. 127 00:07:03,133 --> 00:07:05,434 وهذه الأشياء تكون متشابهة بصريا 128 00:07:05,434 --> 00:07:09,317 لكن عند مرور الآفاتار فوق سطحها، 129 00:07:09,317 --> 00:07:15,717 فهي تقوم بارسال إشارات كهربائية تتماشى مع المملس الدقيق للشئ 130 00:07:15,717 --> 00:07:19,733 و تتّجه هذه الإشارات مباشرة نحو دماغ القرد، 131 00:07:19,733 --> 00:07:24,785 لتعلمه أنّ الأفاتار يقوم باللّمس. 132 00:07:24,785 --> 00:07:29,550 و في غضون أربعة أسابيع فقط، تعلّم الدّماغ كيفيّة استيعاب هذا الاحساس الجديد 133 00:07:29,550 --> 00:07:35,984 و اكتسب مسارا حسّيا جديدا، كحاسّة جديدة. 134 00:07:35,984 --> 00:07:38,400 والآن فأنت تقوم بالفعل بتحرير الدماغ 135 00:07:38,400 --> 00:07:42,784 لأنّك تسمح له بارسال أوامر حركيّة لتحريك الآفاتار. 136 00:07:42,784 --> 00:07:47,784 وردّات الفعل الصادرة عن الآفاتار يتمّ استيعابها مباشرة من قبل الدماغ 137 00:07:47,784 --> 00:07:50,217 دون وساطة الجلد. 138 00:07:50,217 --> 00:07:52,751 إذا، أنتم هنا ترون تصميم المهمّة. 139 00:07:52,751 --> 00:07:57,001 سترون حيوانا يقوم بلمس هذه الأهداف الثلاثة 140 00:07:57,001 --> 00:08:01,350 و عليه اختيار واحدة منها فقط، لأنّها هي التي تحمل المكافأة، 141 00:08:01,350 --> 00:08:03,217 عصير البرتقال الذي يرغب في الحصول عليه. 142 00:08:03,217 --> 00:08:08,850 وعليه أن يقوم بهذا الاختيار عن طريق اللّمس غير المباشر، مستعملا ذراعا افتراضيّة، ذراعا غير موجودة في الواقع. 143 00:08:08,850 --> 00:08:10,850 وهذا تماما ما حصل. 144 00:08:10,850 --> 00:08:14,285 هذا تحرير كلّي للدّماغ 145 00:08:14,285 --> 00:08:18,567 من القيود الجسدية و من المحرّك أثناء مهمّة الإدراك الحسيّ. 146 00:08:18,567 --> 00:08:22,734 يقوم الحيوان بالسيطرة على الآفاتار ليلمس الأهداف. 147 00:08:22,734 --> 00:08:28,385 و يحسّ بالملمس من خلال تلقّي إشارات كهربائية مباشرة إلى دماغه. 148 00:08:28,385 --> 00:08:32,268 فيقوم الدماغ باتّخاذ قرار إن كان الملمس مرتبطا بالمكافأة. 149 00:08:32,268 --> 00:08:36,100 العناوين التوضيحيّة التي ترونها الآن في الشريط هي غير مرئيّة للقرد. 150 00:08:36,100 --> 00:08:38,584 و على فكرة، فالقردة لا تستطيع قراءة اللّغة الانقليزية بأي حال من الأحوال، 151 00:08:38,584 --> 00:08:43,800 العناوين التوضيحيّة موجودة فقط لتريكم أنّ الهدف الصحيح يكون في مكان مختلف كلّ مرّة. 152 00:08:43,800 --> 00:08:47,734 و رغم ذلك، فهي قادرة على تمييزها من خلال ملمسها، 153 00:08:47,734 --> 00:08:50,951 و تستطبع أن تضغط عليها و تحدّدها. 154 00:08:50,951 --> 00:08:53,633 فعندما نلقي نظرة على أدمغة هذه الحيوانات، 155 00:08:53,633 --> 00:08:57,300 في اللّوحة بالأعلى ترون تجمّعا ل125 خلية محاذية لبعضها البعض 156 00:08:57,300 --> 00:09:01,501 تكشف لنا النّشاط الدّماغي الذي يحدث، العواصف الكهربائية، 157 00:09:01,501 --> 00:09:03,568 لهذه العيّنة من الخلايا العصبية بالدّماغ 158 00:09:03,568 --> 00:09:05,684 أثناء استعمال الحيوان لعصا التّحكم. 159 00:09:05,684 --> 00:09:08,284 و هذه صورة يعرفها كلّ عالم فيزيولوجيا عصبيّة. 160 00:09:08,284 --> 00:09:13,467 المحاذاة الأساسيّة تبيّن أن هذه الخلايا تقوم بالتّشفير نحو كلّ الاتجاهات الممكنة. 161 00:09:13,467 --> 00:09:19,150 الصورة في الأسفل تكشف ما يحدث عندما توقّف الجسم عن الحركة 162 00:09:19,150 --> 00:09:25,284 و يبدأ الحيوان في التحكّم بأداة روبوتية أو آفاتار رقميّ. 163 00:09:25,284 --> 00:09:28,350 ما إن قمنا بأعداد حواسيبنا، 164 00:09:28,350 --> 00:09:34,168 تغيّر النّشاط الدماغيّ ليبدأ في تمثيل هذه الآداة الجديدة 165 00:09:34,168 --> 00:09:39,418 و كأنّها هي أيضا جزء من أجزاء الجسم. 166 00:09:39,418 --> 00:09:44,133 و الدّماغ يقوم باستيعاب ذلك أيضا، بأسرع ما تمكّننا من قياسه. 167 00:09:44,133 --> 00:09:47,751 ممّا يقترح لنا أنّ احساسنا بالذّات 168 00:09:47,751 --> 00:09:51,901 لا ينتهي عند نهاية آخر طبقة من النّسيج الظهاري بأجسامنا، 169 00:09:51,901 --> 00:09:57,619 بل عند نهاية آخر طبقة من الالكترونات من الأداة التي تتلقّى الأوامر من أدمغتنا. 170 00:09:57,619 --> 00:10:02,383 آلاتنا الموسيقيّة، سيّاراتنا، درّاجاتنا، كرة القدم الخّاصة بنا، ملابسنا 171 00:10:02,383 --> 00:10:09,234 تصبح كلّها مدمجة في هذا النّظام الديناميكي المدهش الذي يسمّى الدماغ. 172 00:10:09,234 --> 00:10:10,933 إلى أيّ مدى يمكننا الوصول؟ 173 00:10:10,933 --> 00:10:15,151 حسنا، في إحدى التّجارب التي قمنا بها منذ سنوات قليلة، 174 00:10:15,151 --> 00:10:17,633 جعلنا حيوانا يجري في آلة للركض، 175 00:10:17,633 --> 00:10:19,900 بجامعة دوك بالسّاحل الشرقيّ للولايات المتّحدة الأمريكيّة، 176 00:10:19,900 --> 00:10:22,600 منتجا النّشاط العصبيّ الضّروريّ للحركة. 177 00:10:22,600 --> 00:10:26,691 ثمّ استعننا بأداة روبوتيّة، روبوت مشابه للبشر، 178 00:10:26,691 --> 00:10:29,085 بكيوطو بمختبرات المعهد الدّولي لبحوث الاتصالات السلكية واللاسلكية المتقدمة باليابان 179 00:10:29,085 --> 00:10:35,179 هذا الروبوت كان يحلم طيلة حياته بأن يتحكّم به دماغ، 180 00:10:35,179 --> 00:10:38,452 دماغ بشريّ أو دماغ فرد ينتمي إلى الرّئيسيّات. 181 00:10:38,452 --> 00:10:43,050 ما حدث هنا هو أنّ النّشاط الدّماغي الذي قام بتوليد الحركات عند القرد 182 00:10:43,050 --> 00:10:46,517 تمّ نقله إلى الروبوت باليابان، جاعلا إيّاه يمشي 183 00:10:46,517 --> 00:10:50,584 بينما تمّ نقل التّسجيل المباشر لحركة الروبوت إلى جامعة دوك، 184 00:10:50,584 --> 00:10:55,817 حتّى يرى القرد أمامه رجلي الآليّ وهي تمشي. 185 00:10:55,817 --> 00:10:59,884 لكي تنال مكافأته، لكن ليس لما كان جسده يقوم به، 186 00:10:59,884 --> 00:11:04,845 بل على كلّ خطوة يخطوها الروبوت في الجزء الآخر من الكوكب 187 00:11:04,845 --> 00:11:07,454 الذي يتمّ التحكّم به عبر نشاط دماغ القرد. 188 00:11:07,454 --> 00:11:14,572 الأمر المثير للسخريّة هو أنّ هذه الرّحلة حول الكوكب استغرقت 20 ملّي ثانية أقلّ من 189 00:11:14,572 --> 00:11:18,722 الوقت الذي يستغرقه النّشاط العصبيّ عند خروجه من رأس القرد 190 00:11:18,722 --> 00:11:22,592 إلى أن يصل إلى إحدى عضلاته. 191 00:11:22,592 --> 00:11:28,622 ذلك القرد كان يقوم بتحريك روبوت أكبر منه حجما ب6 مرّات، موجود في الجزء الآخر من الأرض. 192 00:11:28,622 --> 00:11:35,022 هذه إحدى التّجارب التي تمكّن فيها روبوت من المشي بشكل ذاتيّ. 193 00:11:35,022 --> 00:11:40,289 هذا هو CB1 محقّقا حلمه في اليابان 194 00:11:40,289 --> 00:11:43,989 تحت سيطرة نشاط دماغ إحدى الرّئيسيّات. 195 00:11:43,989 --> 00:11:45,978 إذا، إلى أين تقودنا هذه التّجارب؟ 196 00:11:45,978 --> 00:11:48,321 ما الذي ستفيدنا فيه هذه الأبحاث، 197 00:11:48,321 --> 00:11:53,989 علاوة على كونها تمدّنا بمزيد المعلومات حول هذا الكون الديناميكيّ الذي نمتلكه بين أذنينا؟ 198 00:11:53,989 --> 00:11:58,822 تكمن فكرتنا في استغلال كلّ هذه المعرفو و التكنولوجيا 199 00:11:58,822 --> 00:12:04,306 لمحاولة مساعدة واحدة من أكثر الأمراض العصبيّة انتشارا في العالم. 200 00:12:04,306 --> 00:12:08,889 ملايين من لنّاس فقدت القدرة على ترجمة هذه العواصف ادّماغيّة 201 00:12:08,889 --> 00:12:11,005 إلى حركات. 202 00:12:11,005 --> 00:12:16,239 رغم أنّ أدمغتهم لازالت تنتج هذه الأنشطة الدّماغية و تمدّ الجسم بالشيفرة الحركة، 203 00:12:16,239 --> 00:12:21,406 إلاّ أنّهم لا يستطيعون العبور بسبب الحاجز الذي سبّبته آفة على مستوى النّخاع الشوكيّ. 204 00:12:21,406 --> 00:12:23,856 إذا، فإنّنا نأمل في تجاوز هذا الحاجز، 205 00:12:23,856 --> 00:12:27,888 من خلال صنع واجهات دماغ-آلة تتمكّن من قراءة إشارات الدّماغ، 206 00:12:27,888 --> 00:12:31,938 شحذ ذهنيّ واسع النّطاق، يوجد بها الرّغبة في التّحرك مجدّدا، 207 00:12:31,938 --> 00:12:35,907 سنتجاوز حاجز الآفة عبر استعمال الهندسة الحسابية الدقيقة 208 00:12:35,907 --> 00:12:43,021 و إرسالها إلى جسد جديد، جسد كامل يسمّى بالهيكل الخارجيّ، 209 00:12:43,021 --> 00:12:48,588 سترة روبوتيّة كاملة ستصبح بمثابة أجساد هؤلاء المصابين. 210 00:12:48,588 --> 00:12:52,714 و يمكنكم أن تروا هذه الصّورة التي أنتجها هذه الجمعيّة. 211 00:12:52,714 --> 00:12:56,773 هذه الجمعيّة الغير هادفة للرّبح اسمها مشروع المشي مجدّدا ( the Walk Again Project) 212 00:12:56,773 --> 00:12:59,556 تضمّ مجموعة من العلماء من أوروبا، 213 00:12:59,556 --> 00:13:01,421 من هنا، الولايات المتّحدة الأمريكيّة، و بالبرازيل 214 00:13:01,421 --> 00:13:05,938 يعملون معا لصناعة هذا الجسم الجديد، 215 00:13:05,938 --> 00:13:09,272 جسد نعتقد أنّه من خلال عمله عبر نفس هذه الآليّات، 216 00:13:09,272 --> 00:13:15,074 سيمكّن أورورا و قردة أخرى من استعمال هذه الآلات فقط عبر واجهات بين الدماغ و الآلة 217 00:13:15,074 --> 00:13:20,704 و ستسمح لنا بانتاج و ادماج هذه الآلات و استعمالها في حياتنا اليوميّة. 218 00:13:20,704 --> 00:13:24,388 نأمل أن تسمح نفس هذه الآلية للمصابين، 219 00:13:24,388 --> 00:13:28,156 ليس فقط مجرّد تخيّل الحركات التي يرغبون في القيام بها 220 00:13:28,156 --> 00:13:31,363 و ترجمتها إلى حركات يقوم بها هذا الجسد الجديد، 221 00:13:31,363 --> 00:13:38,121 لكن أن يتمّ استيعاب هذا الهيكل كأيّ جزء من أجسامهم يتحكّم به الدّماغ. 222 00:13:38,121 --> 00:13:41,972 قيل لي منذ 10 سنوات 223 00:13:41,972 --> 00:13:47,038 أنّ هذا لن يحصل أبدا، أنّه أمر مستحيل. 224 00:13:47,038 --> 00:13:49,489 كلّ ما أستطيع قوله كعالم هو 225 00:13:49,489 --> 00:13:52,475 أنّني ترعرعت جنوب البرازيل في منتصف السّتينات 226 00:13:52,475 --> 00:13:57,523 مشاهدا بعض "المخبولين" الذين كانوا يقولون أنّهم سيصعدون إلى القمر. 227 00:13:57,523 --> 00:13:58,984 و عند بلوغي الخامسة من العمر، 228 00:13:58,984 --> 00:14:03,224 لم أفهم لما لم تستعن الناسا بالكابتن كيرك وسبوك للقيام بهذه المهمة؛ 229 00:14:03,224 --> 00:14:05,656 ففي النّهاية، كنت أعتبرهما بارعين جدّا (ضحك) 230 00:14:05,656 --> 00:14:09,106 و مجرّد رؤية ذلك في صغري 231 00:14:09,106 --> 00:14:12,091 جعلني أؤمن بأنّ، وكما كان جدّتي دائما تقول، 232 00:14:12,091 --> 00:14:13,936 "الغير ممكن هو أمر ممكن 233 00:14:13,936 --> 00:14:17,840 لكن لم يكن هناك شخص بذل جهدا كافيا لتحقيقه." 234 00:14:17,840 --> 00:14:21,639 قيل لي أنّه من المستحيل أن أجعل شخصا يمشي، 235 00:14:21,639 --> 00:14:24,890 لكن أظنّ أنّني سأعمل بنصيحة جدّتي. 236 00:14:24,890 --> 00:14:26,340 شكرا لكم. 237 00:14:26,340 --> 00:14:34,369 (تصفيق)