1 00:00:12,104 --> 00:00:14,712 حدّثنا تينيسي ويليامز فيما مضى قائلاً: 2 00:00:15,252 --> 00:00:17,881 يمرّ عليك وقتٌ حيث تنظر إلى المرآة 3 00:00:18,103 --> 00:00:21,853 وتدرك أن الذي تراه هو جُلّ ما ستصبح عليه يومًا، 4 00:00:22,799 --> 00:00:26,349 وبعدها إما أن تتقبل ذلك، أو أن تقتل نفسك، 5 00:00:26,530 --> 00:00:28,090 (ضحك) 6 00:00:28,160 --> 00:00:30,611 أو أن تتوقّف عن النظر في المرايا." 7 00:00:30,791 --> 00:00:32,711 (ضحك) 8 00:00:33,321 --> 00:00:35,811 وبالحديث عن المرايا، قال أحدهم: 9 00:00:36,107 --> 00:00:40,243 "إن أضعنا الكثير من الوقت بإمعان النّظر في مرآتنا الخلفيه، 10 00:00:40,563 --> 00:00:43,653 فإنه لا بدَّ لنا من الاصطدام بعمود إنارة ما." 11 00:00:44,651 --> 00:00:48,956 لقد أمضيت الأربع سنوات الفائتة في دراسة الأشخاص الذين ينظرون في المرايا، 12 00:00:49,189 --> 00:00:52,973 وإلى الوراء وغير ذلك في بحثهم عن الوعي الذاتي. 13 00:00:53,210 --> 00:00:56,330 أردت أن أعرف المعنى الحقيقي للوعي الذاتي، 14 00:00:56,817 --> 00:00:58,357 ما مصدره، 15 00:00:58,429 --> 00:00:59,897 ولماذا نحتاجه، 16 00:00:59,897 --> 00:01:01,894 وكيف لنا أن نحصل على المزيد منه. 17 00:01:02,259 --> 00:01:06,163 أجرى فريق البحث الخاص بي استطلاعاً كميّاً شمل آلاف الأشخاص. 18 00:01:06,622 --> 00:01:10,289 وقمنا بتحليل ما يقارب 800 دراسة علمية. 19 00:01:10,454 --> 00:01:13,824 وقد أجرينا عشرات المقابلات الشاملة 20 00:01:13,980 --> 00:01:17,972 مع أشخاص كانوا قد أحرزوا تطورات مفاجئة بما يخص وعيهم الذاتي. 21 00:01:18,509 --> 00:01:20,059 والآن، بدايةً، 22 00:01:20,059 --> 00:01:23,369 كنّا في الواقع قلقين للغاية من ألا نجد مثل هؤلاء الأشخاص 23 00:01:23,482 --> 00:01:26,456 لدرجة أننا أطلقنا عليهم اسم "أحاديات القرن ذوات الوعي الذاتي." 24 00:01:26,602 --> 00:01:27,682 (ضحك) 25 00:01:27,682 --> 00:01:28,676 صحيح. 26 00:01:28,690 --> 00:01:30,991 ولكن ولله الحمد، فقد وجدناهم بالفعل. 27 00:01:31,465 --> 00:01:33,997 لأن ما تعلمته من أحاديات القرن تلك 28 00:01:34,163 --> 00:01:36,821 قد يشكل اكتشافًا رائدًا 29 00:01:36,821 --> 00:01:40,499 يمكّننا جميعًا من إيجاد الوعي الذاتي الحقيقي. 30 00:01:40,941 --> 00:01:42,970 وهذا ما أودّ مشاركته معكم. 31 00:01:43,294 --> 00:01:48,364 اليوم، أريدكم أن تفكروا مليّاً بطريقة تفكيركم. 32 00:01:49,938 --> 00:01:51,497 أعلم أن ذلك يبدو معقداً. 33 00:01:51,504 --> 00:01:53,770 وللوصول إلى ذلك، سنحتاج أن نحطّم 34 00:01:53,770 --> 00:01:58,070 إحدى المعتقدات الأكثر شيوعاً فيما يتعلق بإيجاد الوعي الذاتي. 35 00:01:58,770 --> 00:02:00,074 ولكن يجب مراعاة الأولويات. 36 00:02:00,074 --> 00:02:02,965 ما هو هذا الشيء الذي ندعوه الوعي الذاتي على أية حال؟ 37 00:02:03,572 --> 00:02:06,251 إنه القدرة على رؤية أنفسنا بوضوح، 38 00:02:06,644 --> 00:02:10,227 وفهم هويّتنا (من نحن)، وكيف يرانا الآخرون، 39 00:02:10,375 --> 00:02:12,373 وكيف ننسجم مع العالم. 40 00:02:13,028 --> 00:02:15,274 يمنحنا الوعي الذاتي القوة. 41 00:02:16,183 --> 00:02:18,529 قد لا يعجبنا دومًا ما نراه، 42 00:02:18,529 --> 00:02:21,515 ولكن هناك ما يبعث على الراحة في معرفتنا لأنفسنا. 43 00:02:21,630 --> 00:02:23,915 وفي الواقع، هناك أعداد كبيرة من البحوث 44 00:02:23,915 --> 00:02:27,440 التي تُظهِر أن الأشخاص الذين يملكون وعيًا ذاتيًا هم أكثر إنجازًا. 45 00:02:27,849 --> 00:02:30,081 فهم يملكون علاقاتٍ أقوى، 46 00:02:30,102 --> 00:02:31,403 وهم أكثر إبداعًا، 47 00:02:31,472 --> 00:02:34,595 وأكثر ثقةً بأنفسهم ولديهم قدرة أكبر على التواصل. 48 00:02:35,258 --> 00:02:38,453 وهم أقلّ قابلية للكذب أو الخيانة أو السرقة. 49 00:02:39,144 --> 00:02:42,396 كما يُعتبرون أكثر إنجازًا في العمل وأكثر قابلية للتّرقية. 50 00:02:42,855 --> 00:02:47,790 بالإضافة إلى كونهم قياديين فعّالين ويملكون شركات أكثر ربحًا. 51 00:02:49,293 --> 00:02:53,325 في عالم يحكمه الوعي الذاتي، هناك نوعان من الأشخاص: 52 00:02:54,818 --> 00:02:57,031 أولئك الذين يعتقدون أنهم يملكون الوعي الذاتي، 53 00:02:57,031 --> 00:02:58,474 (ضحك) 54 00:02:59,651 --> 00:03:01,553 وأولئك الذين يملكونه حقاً. 55 00:03:02,667 --> 00:03:03,728 هذا صحيح. 56 00:03:03,796 --> 00:03:08,841 لقد وجد فريقي أن 95% من الناس يعتقدون أنهم يملكون الوعي الذاتي. 57 00:03:08,891 --> 00:03:10,732 (ضحك) 58 00:03:10,732 --> 00:03:15,107 ولكن الرقم الحقيقي هو أقرب إلى 10-15%. 59 00:03:16,497 --> 00:03:18,498 تعلمون ما يعني هذا، أليس كذلك؟ 60 00:03:18,498 --> 00:03:20,798 (ضحك) 61 00:03:20,798 --> 00:03:23,928 هذا يعني أنه في أحسن الفروض -في أحسن الفروض- 62 00:03:24,048 --> 00:03:27,011 80% منّا يكذبون على أنفسهم 63 00:03:27,034 --> 00:03:28,394 (ضحك) 64 00:03:28,394 --> 00:03:31,050 بخصوص إن كنّا نكذب على أنفسنا. 65 00:03:31,075 --> 00:03:32,945 (ضحك) 66 00:03:32,975 --> 00:03:34,364 مخيف إلى حدّ ما، أليس كذلك؟ 67 00:03:35,055 --> 00:03:40,405 لذا لكم أن تتخيلوا التحدي الذي واجهنا في اكتشاف من لديه الوعي الذاتي حقًا. 68 00:03:41,319 --> 00:03:43,662 ماذا تعتقدون كان قد حصل لو أنّي قلت: 69 00:03:43,662 --> 00:03:45,840 "مهلًا! ما درجة الوعي الذاتي لديك؟" 70 00:03:46,218 --> 00:03:47,114 تمامًا. 71 00:03:48,180 --> 00:03:53,182 لذا كي تكون أحاديات القرن الخاصة ببحثنا جزءًا منه، توجب عليها تجاوز أربع عقبات. 72 00:03:53,839 --> 00:03:56,285 كان عليهم أن يؤمنوا بأنهم يملكون الوعي الذاتي 73 00:03:56,285 --> 00:04:00,154 قياسًا بتقييمٍ كنّا قد طوّرناه ووثّقناه أنا وفريقي. 74 00:04:01,183 --> 00:04:06,316 وباستخدام التقييم ذاته، كان على أحد الأشخاص الذين يعرفونهم جيدًا أن يؤكد ذلك. 75 00:04:07,167 --> 00:04:08,250 كان عليهم أن يؤمنوا 76 00:04:08,250 --> 00:04:11,141 أنهم قد زادوا من وعيهم الذاتي خلال حياتهم، 77 00:04:11,866 --> 00:04:14,984 وعلى الشخص الذي قام بتقييمهم أن يؤكد ذلك. 78 00:04:16,021 --> 00:04:18,254 وجدنا 50 شخصًا 79 00:04:18,725 --> 00:04:23,262 من بين المئات والمئات والمئات ممن وافقوا معاييرنا. 80 00:04:23,599 --> 00:04:29,358 كانوا أشخاصًا محترفين ورجال أعمال وفنانين وطلاب وأهالي ملازمين لبيوتهم. 81 00:04:30,112 --> 00:04:35,901 ولم نجد أية أنماط مصنّفة حسب الصناعة أو العمر أو الجنس 82 00:04:35,901 --> 00:04:38,734 أو أية خاصيّة أخرى متعلقة بإحصاءات سكانية. 83 00:04:39,899 --> 00:04:43,854 ساعدت أحاديات القرن تلك فريقي باكتشاف حقيقة مفاجئة جدًا. 84 00:04:44,771 --> 00:04:46,888 تلك المقاربة التي تستخدمونها لاختبار 85 00:04:46,888 --> 00:04:50,311 أفكاركم ومشاعركم ودوافعكم، 86 00:04:50,654 --> 00:04:52,605 تعلمون، إنّه الاستبطان. 87 00:04:52,816 --> 00:04:55,087 حسنًا، على الأرجح أنكم تقومون بذلك- 88 00:04:55,412 --> 00:04:57,355 وما من طريقة سهلة لقولها- 89 00:04:57,938 --> 00:05:00,912 على الأرجح أنكم تقومون بذلك بشكل خاطئ تماماً. 90 00:05:02,260 --> 00:05:06,380 نعم، هنالك سبب لكون القليل جدًا منّا يملك الوعي الذاتي. 91 00:05:07,339 --> 00:05:09,069 لذلك دعوني أخبركم عن الأمسية 92 00:05:09,069 --> 00:05:12,991 التي اكتشفت فيها لأول مرة الحقيقة المُرّة عن الاستبطان. 93 00:05:13,668 --> 00:05:17,469 كانت الساعة حوالي العاشرة مساءً في ليلة ربيع جميلة في كولورادو. 94 00:05:17,636 --> 00:05:18,832 وكنت في مكتبي، 95 00:05:18,832 --> 00:05:22,146 تحت تأثير الكولا الخاصة بالحمية وفوشار "سمارت فود" 96 00:05:22,166 --> 00:05:23,656 (ضحك) 97 00:05:23,896 --> 00:05:26,438 وكنت قد قمت بتحليل مجموعة من البيانات، 98 00:05:26,438 --> 00:05:30,048 والقول بأنّي كنت متفاجئة لا يتعدى أن يكون تصريحًا مكبوحًا. 99 00:05:30,530 --> 00:05:33,060 كنتُ وفريقي قد قمنا للتّوّ بدراسة بسيطة 100 00:05:33,244 --> 00:05:35,863 للنظر إلى العلاقة بين الاستبطان 101 00:05:36,189 --> 00:05:40,468 وأشياء أخرى كالسعادة والإرهاق والرضى الوظيفي. 102 00:05:41,321 --> 00:05:45,246 بشكل طبيعي، سيكون الأشخاص الذين يقومون بالتأمل الباطني أفضل حالًا. 103 00:05:45,738 --> 00:05:47,228 أما كنتم لتعتقدون ذلك؟ 104 00:05:48,712 --> 00:05:51,619 أظهرت بياناتنا العكس تمامًا. 105 00:05:52,659 --> 00:05:56,904 فقد كان الأشخاص الذين يقومون بالتّأمل الباطني أكثر إرهاقًا واكتئابًا، 106 00:05:58,068 --> 00:06:01,417 وأقلّ رضىً بوظائفهم وعلاقاتهم، 107 00:06:02,093 --> 00:06:06,736 وأقلّ تحكّمًا في حياتهم. 108 00:06:08,116 --> 00:06:10,462 لم يكن لدي أدنى فكرة عمّا كان يجري. 109 00:06:10,527 --> 00:06:12,127 وازداد الأمر سوءًا. 110 00:06:12,615 --> 00:06:17,566 فقد ازدادت تلك العواقب السلبية كلما قاموا بالمزيد من الاستبطان. 111 00:06:17,671 --> 00:06:19,821 (ضحك) 112 00:06:20,111 --> 00:06:23,137 ولذلك فقد كنت في حيرةٍ إلى حدّ ما. 113 00:06:23,846 --> 00:06:27,738 في وقت لاحق من الإسبوع ذاته، انتهى بي الأمر بالعثور صدفة على دراسة عمرها 20 عاما 114 00:06:27,818 --> 00:06:31,559 بخصوص الأشخاص الأرامل الذين تأقلموا مع الحياة بدون شركائهم. 115 00:06:32,330 --> 00:06:33,653 وقد وجد الباحثون 116 00:06:33,653 --> 00:06:37,244 أن أولئك الذين يحاولون فهم معنى خسارتهم 117 00:06:37,504 --> 00:06:42,277 كانوا أكثر سعادةً، وأقلّ اكتئابًا بعد شهر واحد، 118 00:06:42,833 --> 00:06:46,226 ولكن بعد مرور سنة، أصبحوا أكثر اكتئابًا. 119 00:06:47,233 --> 00:06:51,044 فقد تركّز اهتمامهم فيما قد حصل بدلًا من المضي قدمًا. 120 00:06:51,923 --> 00:06:53,478 هل سبق لكم وأن مررتم بذلك؟ 121 00:06:53,552 --> 00:06:54,959 أنا فعلت. 122 00:06:55,599 --> 00:07:00,777 قد يوقعنا التحليل الذاتي في جحيم ذهني من صنع أيدينا. 123 00:07:02,026 --> 00:07:04,668 إذًا فقد بدأت الأمور تصبح منطقيّة أكثر. 124 00:07:05,738 --> 00:07:08,743 الآن، أيها المشجعون الأشدّاء للوعي الذاتي 125 00:07:08,746 --> 00:07:12,831 وعلى وجه الخصوص مشجعي الاستبطان من بين الحضور ربما يفكرون قائلين: 126 00:07:12,970 --> 00:07:15,745 "بالطبع، قد يكون الاستبطان مسبّباً للاكتئاب، 127 00:07:16,089 --> 00:07:17,262 إلا أنه يستحقّ العناء 128 00:07:17,286 --> 00:07:19,643 بسبب الإدراك الذي ينشأ عنه." 129 00:07:20,155 --> 00:07:21,390 وأنتم على حق. 130 00:07:21,474 --> 00:07:23,644 أنا لست هنا اليوم لأخبركم 131 00:07:23,644 --> 00:07:26,667 أن السعي وراء الوعي الذاتي هو إضاعة للوقت. 132 00:07:27,063 --> 00:07:28,140 على الإطلاق. 133 00:07:29,489 --> 00:07:34,920 أنا هنا لأخبركم بأن الطريقة التي تسعون بها وراءه ليست مجدية. 134 00:07:36,534 --> 00:07:38,605 إليكم الحقيقة المثيرة للدّهشة: 135 00:07:39,441 --> 00:07:44,971 التفكير بأنفسنا ليس مرتبطًا بمعرفتنا لأنفسنا. 136 00:07:46,965 --> 00:07:48,763 لذا ولكي نفهم ذلك 137 00:07:48,787 --> 00:07:52,162 دعونا ننظر إلى أكثر أسئلة الاستبطان شيوعًا: 138 00:07:52,227 --> 00:07:53,481 "لماذا؟" 139 00:07:53,597 --> 00:07:56,688 ربما كنا نبحث عن سبب مزاج سيىء. 140 00:07:57,029 --> 00:07:59,634 لماذا أشعر بالانزعاج الشديد بعد ذاك الشجار مع صديقي؟ 141 00:08:00,002 --> 00:08:02,061 أو لربما نثير تساؤلات حول معتقداتنا. 142 00:08:02,494 --> 00:08:04,480 لماذا لا أؤمن بعقوبة الإعدام؟ 143 00:08:05,051 --> 00:08:08,559 أو ربما كنا نحاول تفهّم نتائج سلبية 144 00:08:09,052 --> 00:08:11,317 لماذا اختنقت في ذلك الاجتماع؟ 145 00:08:11,888 --> 00:08:15,037 لسوء الحظ، عندما نسأل: "لماذا؟" 146 00:08:15,092 --> 00:08:18,117 فإنّ هذا السؤال لا يقودنا إلى الحقيقة بشأن أنفسنا. 147 00:08:18,446 --> 00:08:20,421 على العكس، فهو يقودنا بعيدًا عنها. 148 00:08:21,306 --> 00:08:23,658 وهناك العديد من الأسباب وراء ذلك، 149 00:08:24,547 --> 00:08:26,318 سأقدّم لكم اليوم اثنين منها. 150 00:08:27,567 --> 00:08:30,097 إليكم السبب الأول الذي يُحتّم علينا ألا نسأل "لماذا؟" 151 00:08:30,795 --> 00:08:32,382 لقد وجد الباحثون 152 00:08:32,386 --> 00:08:35,187 أنّه مهما حاولنا جاهدين، 153 00:08:35,187 --> 00:08:41,013 فلن يكون بإمكاننا التنقيب في أفكارنا ومشاعرنا ودوافعنا اللاواعية. 154 00:08:42,091 --> 00:08:45,426 ولأنّ الكثير يكمن في مخبأ عن إدراكنا الواعي، 155 00:08:45,904 --> 00:08:51,520 فينتهي بنا الأمر باختلاق اجابات تبدو حقيقية، إلا أنها غالبًا خاطئة جدًا. 156 00:08:52,135 --> 00:08:53,454 دعوني أعطيكم مثالًا: 157 00:08:54,050 --> 00:08:58,481 قام الأخصائيّان النفسيّان تيموثي ويلسن وريتشارد نيزبت بوضع طاولة للعب الورق 158 00:08:58,564 --> 00:09:02,610 خارج فرع متجر ماير الاقتصادي الخاص بهم في آن آربر في ولاية ميشغان. 159 00:09:03,109 --> 00:09:08,120 وعلى تلك الطاولة، قاما بوضع أربعة أزواج متشابهة من الجوارب الطويلة، 160 00:09:09,377 --> 00:09:12,445 وطلبا من المارّة أن يقوموا باختيار الزوج المفضل لديهم. 161 00:09:13,275 --> 00:09:14,590 (ضحك) 162 00:09:14,758 --> 00:09:20,071 يُظهِر البحث الخاص بالمستهلك أن الناس تميل إلى تفضيل المنتجات الموجودة على اليمين. 163 00:09:20,279 --> 00:09:21,976 وهذا ما حصل تمامًا. 164 00:09:22,350 --> 00:09:24,961 فعلى الرغم من أن كل الأزواج كانت متطابقة، 165 00:09:25,706 --> 00:09:29,395 إلا أن الناس قاموا باختيار الزوج الرابع بنسبة 4 مقابل 1. 166 00:09:31,560 --> 00:09:34,491 وعندما تم سؤالهم عن اختيارهم ذلك، 167 00:09:34,794 --> 00:09:38,532 صرحوا بكامل الثقة بأن الزوج الرابع كان أفضل من غيره. 168 00:09:39,172 --> 00:09:40,592 (ضحك) 169 00:09:41,782 --> 00:09:43,031 وحتى -إليكم هذا- 170 00:09:43,031 --> 00:09:46,933 حتى عندما قام الباحثون بإخبارهم عن تأثير مكان المنتَج، 171 00:09:47,447 --> 00:09:49,718 رفضوا تصديقهم. 172 00:09:52,247 --> 00:09:54,910 السبب الثاني وراء كون السؤال: "لماذا؟" فكرة غير صائبة 173 00:09:54,910 --> 00:09:57,977 هو أنه يقودنا بعيدًا عن طبيعتنا الحقيقية. 174 00:09:58,766 --> 00:10:01,693 فنحن نميل إلى التفكير بأدمغتنا على أنها حواسيب فائقة 175 00:10:02,011 --> 00:10:06,718 تقوم بتحليل البيانات بشكل منطقي والتوصّل إلى استنتاجات دقيقة. 176 00:10:07,508 --> 00:10:10,229 لسوء الحظ، فالحال ليس كذلك. 177 00:10:11,105 --> 00:10:15,685 دعونا نقوم بتمرين صغير يعتمد على دراسة نفسيّة تقليدية. 178 00:10:16,583 --> 00:10:19,445 لو قمت بالطلب منكم أن تقوموا بكتابة قائمة 179 00:10:19,469 --> 00:10:24,418 بكل الأسباب التي جعلت علاقاتكم العاطفية على الحال التي هي عليه، 180 00:10:25,473 --> 00:10:26,979 فماذا سيكون جوابكم؟ 181 00:10:27,643 --> 00:10:31,329 لنفترض أن علاقتكم رائعة بشكل عام. 182 00:10:32,309 --> 00:10:35,379 ولكن دعونا نفترض فقط أنه يوم أمس 183 00:10:35,888 --> 00:10:39,413 قد دخلتم في شجار كبير 184 00:10:39,413 --> 00:10:44,113 حول الطريقة المناسبة لتعبئة غسالة الصحون. 185 00:10:44,113 --> 00:10:45,858 (ضحك) 186 00:10:46,453 --> 00:10:47,885 وضع سيىء حقًا. 187 00:10:51,011 --> 00:10:55,813 بسبب ما يدعى ب "تأثير الحداثة"، 188 00:10:56,103 --> 00:10:58,772 سيكون لذلك تأثيرًا مبالغًا به. 189 00:10:59,511 --> 00:11:04,245 فقد تبدؤون بالتفكير بأشياء مثل: "لقد سئمت من تَعَالُمه الذكوري!" 190 00:11:04,656 --> 00:11:05,656 (ضحك) 191 00:11:05,656 --> 00:11:06,660 أو قد تفكرون، 192 00:11:06,660 --> 00:11:09,727 "لماذا بحق الجحيم يهم كيف أقوم بتعبئة غسالة الصحون؟" 193 00:11:10,574 --> 00:11:12,084 ودونما إدراك، 194 00:11:12,114 --> 00:11:15,444 تبدؤون بالاعتقاد بأن علاقتكم ليست على ما يرام. 195 00:11:15,444 --> 00:11:16,641 (ضحك) 196 00:11:16,641 --> 00:11:20,662 لقد خلق السؤال "لماذا؟" "حقائق بديلة." 197 00:11:20,662 --> 00:11:23,023 (ضحك) 198 00:11:25,601 --> 00:11:30,601 وبمرور الوقت، يقودنا هذا بعيدًا عن ذاتنا الحقيقية. 199 00:11:30,999 --> 00:11:32,913 ويؤثر على شفافية إدراكنا لذاتنا. 200 00:11:34,517 --> 00:11:36,163 لذلك فقد تتساءلون 201 00:11:36,378 --> 00:11:41,745 إذا كان سؤال "لماذا؟" يصيبنا بالاحباط والثقة الزائدة ويجعلنا على خطأ 202 00:11:42,233 --> 00:11:45,481 فعلى الأرجح أنه لن يزيد من وعينا الذاتي. 203 00:11:46,085 --> 00:11:47,183 ولكن لا تقلقلوا. 204 00:11:47,183 --> 00:11:51,368 الغاية من وجودي هنا اليوم ليست إخباركم أن تتوقفوا عن التفكير بأنفسكم. 205 00:11:51,844 --> 00:11:56,136 بل إخباركم أن تبدؤوا بالقيام بذلك بشكل مختلف قليلًا. 206 00:11:57,410 --> 00:12:01,376 إذًا، إن كان لا يجدر بنا أن نسأل "لماذا؟" فماذا علينا أن نسأل؟ 207 00:12:02,210 --> 00:12:04,698 هل تتذكرون أحاديات القرن ذوات الوعي الذاتي؟ 208 00:12:05,495 --> 00:12:09,807 عندما نظرنا إلى طريقة الاستبطان الخاصة بهم، وجدنا الجواب. 209 00:12:10,916 --> 00:12:14,444 لقد قمنا بتحليل مئات الوثائق حرفيًا، 210 00:12:14,912 --> 00:12:17,061 ووجدنا نمطًا واضحًا جدًا. 211 00:12:17,944 --> 00:12:21,885 في حين ظهرت كلمة "لماذا" أقل من 150 مرة، 212 00:12:22,386 --> 00:12:26,371 ظهرت كلمة "ماذا" أكثر من 1000 مرة. 213 00:12:26,859 --> 00:12:28,721 دعوني أعطيكم بعض الأمثلة: 214 00:12:30,492 --> 00:12:32,507 نايثان -مدير علامة تجارية- 215 00:12:32,830 --> 00:12:35,712 قيّمت رئيسته في العمل أداؤه بالسيىء. 216 00:12:36,568 --> 00:12:40,032 ولكن بدلًا من أن يسأل: "لماذا لا يستطيع أحدنا الانسجام مع الآخر؟" 217 00:12:40,485 --> 00:12:41,507 فقد سأل نفسه: 218 00:12:41,845 --> 00:12:46,028 "ماذا بوسعي أن أفعل لأثبت لها أنني الشخص الأفضل لهذا المنصب؟" 219 00:12:46,412 --> 00:12:47,689 وهذا ما غيّر كل شيء. 220 00:12:48,014 --> 00:12:49,894 فاليوم، يشير الناس إلى نايثان ورئيسته 221 00:12:49,894 --> 00:12:53,466 لإثبات أنّ الشخصيات المتناقضة تمامًا بإمكانها العمل معًا. 222 00:12:54,660 --> 00:12:59,906 سارة -الرائدة في مجال التعليم- تم تشخيصها بسرطان الثدي في أواخر عقدها الرابع. 223 00:13:00,628 --> 00:13:03,187 وعندما سألت: "لماذا أنا؟" 224 00:13:03,573 --> 00:13:05,642 قالت أن ذلك جعلها تشعر وكأنه حكم بالاعدام. 225 00:13:06,433 --> 00:13:07,851 ولذلك كان سؤالها بعد ذلك: 226 00:13:08,117 --> 00:13:10,180 "ماذا يهم أكثر شيء بالنسبة لي؟" 227 00:13:10,876 --> 00:13:11,998 هذا ما ساعدها على تحديد 228 00:13:11,998 --> 00:13:15,932 كيف أرادت لحياتها أن تكون خلال الوقت الذي تبقى لها من حياتها. 229 00:13:16,710 --> 00:13:18,367 شُفيت سارة من مرضها تمامًا 230 00:13:18,418 --> 00:13:22,341 وأصبح تركيزها أكثر على علاقاتها التي تعني لها أكثر من أي شيء. 231 00:13:24,089 --> 00:13:28,543 خوسيه -متمرّس في مجال صناعة وسائل الترفيه- كان يكره عمله. 232 00:13:29,424 --> 00:13:32,157 وبدلًا من البقاء عالقًا فيه -الشيء الذي سيفعله معظمنا- 233 00:13:32,157 --> 00:13:34,743 وسؤال نفسه: "لماذا أشعر بهذا السوء؟" 234 00:13:34,743 --> 00:13:39,683 فقد كان سؤاله: "ما هي الحالات التي تجعلني أشعر بالسوء؟" 235 00:13:39,683 --> 00:13:41,667 "وما الشيء المشترك بينها؟" 236 00:13:42,364 --> 00:13:45,879 وسرعان ما أدرك أنه لن يكون سعيدًا في عمله هذا أبدًا، 237 00:13:45,973 --> 00:13:47,346 وهذا ما منحه الشجاعة 238 00:13:47,346 --> 00:13:51,695 لأن يسلك مسارًا مهنيًّا جديدًا وأكثر إنجازًا كمدير ثروات. 239 00:13:53,076 --> 00:13:54,634 هذه فقط ثلاثة أمثلة 240 00:13:54,634 --> 00:13:58,736 من بين عشرات أحاديات القرن التي كان سؤالها "ماذا؟" بدلاً من "لماذا؟" 241 00:13:59,505 --> 00:14:03,581 هل يوجد من بين الحضور من يشبه نايثان أو ساره أو خوسيه؟ 242 00:14:04,833 --> 00:14:07,432 سأضيف عليهم أحدًا: تاشا. 243 00:14:09,164 --> 00:14:12,669 في وقتٍ مضى من هذا العام، قمت باصدار كتاب عن هذا كله، 244 00:14:12,669 --> 00:14:14,713 الشيء الذي يُشعِرني بالفخر، 245 00:14:15,276 --> 00:14:17,737 ولكن في أحد الأيام، ولسببٍ مجهولٍ، 246 00:14:17,737 --> 00:14:21,260 قمت بما لا يُفترض على أي كاتب أن يفعله. 247 00:14:23,426 --> 00:14:25,409 لقد قرأت التقييمات على موقع أمازون. 248 00:14:25,429 --> 00:14:27,409 (ضحك) 249 00:14:28,707 --> 00:14:31,629 لقد كان ذلك مدمّرًا. 250 00:14:32,954 --> 00:14:38,319 وسألت نفسي: "لماذا يتصرف الناس معي بهذا اللؤم 251 00:14:39,971 --> 00:14:44,324 من أجل كتاب قضيت عليه آلاف الساعات من البحث 252 00:14:44,591 --> 00:14:47,019 وكتبته لجعل حياتهم أفضل؟" 253 00:14:47,742 --> 00:14:48,852 أليس كذلك؟ 254 00:14:49,015 --> 00:14:51,829 وقعت في دوّامةٍ من بغض الذات. 255 00:14:52,076 --> 00:14:54,829 وقد كانت صراحةً واحدة من أسوأ فترات حياتي. 256 00:14:55,777 --> 00:14:57,530 مرّ أسبوعان، 257 00:14:57,867 --> 00:14:59,575 وأدركت فجأة 258 00:14:59,575 --> 00:15:01,884 أنه ربما يجدر بي أن أقوم أنا بنصح نفسي. 259 00:15:01,920 --> 00:15:04,170 (ضحك) 260 00:15:05,489 --> 00:15:07,159 لذلك فقد جربت سؤالًا مختلفًا. 261 00:15:07,159 --> 00:15:09,787 ألا وهو: "ماذا بشأن كل هؤلاء الأشخاص 262 00:15:10,235 --> 00:15:14,478 الذين أخبروني بأن كتابي قد ساعدهم على تغيير حياتهم." 263 00:15:15,202 --> 00:15:16,825 لقد اختلفت النتيجة تمامًا. 264 00:15:17,123 --> 00:15:19,617 لذا فكلّا، حتى أنا لم أكن أقوم بالأمر على وجه صحيح. 265 00:15:21,175 --> 00:15:23,178 عالمنا ليس عالمًا سهلًا، أليس كذلك؟ 266 00:15:24,460 --> 00:15:25,424 على الإطلاق. 267 00:15:25,460 --> 00:15:26,550 (ضحك) 268 00:15:26,550 --> 00:15:28,526 هي تعلم ذلك، كلنا نعلم ذلك. 269 00:15:30,477 --> 00:15:33,640 ولكنني رأيت الكثير من الدلائل 270 00:15:33,778 --> 00:15:36,716 على أن الوعي الذاتي يمنحنا فرصة أكبر 271 00:15:36,716 --> 00:15:41,171 لإيجاد السعادة والنجاح في هذا العالم الجنوني. 272 00:15:41,897 --> 00:15:45,724 ولكي نبدأ، علينا فقط أن نغير كلمة واحدة بسيطة: 273 00:15:46,668 --> 00:15:48,936 أن نغير "لماذا؟" إلى "ماذا؟." 274 00:15:49,759 --> 00:15:53,306 سؤال "لماذا" يجعلنا عالقين في النظر إلى الخلف. 275 00:15:54,169 --> 00:15:57,524 أما سؤال "ماذا؟" يدفعنا للأمام باتجاه مستقبلنا. 276 00:15:59,409 --> 00:16:04,268 ولكوننا كائنات بشرية، فإننا نملك نعمة القدرة على فهم ذاتنا، 277 00:16:04,863 --> 00:16:09,041 وعلى معرفة ما نريد تقديمه ونوع الحياة التي نريد أن نعيشها. 278 00:16:10,016 --> 00:16:14,064 تذكّروا أن أحاديات القرن الخاصة ببحثنا لم يكن بينها أي عامل مشترك 279 00:16:14,404 --> 00:16:17,591 غير الإيمان بأهمية الوعي الذاتي 280 00:16:17,591 --> 00:16:20,298 والالتزام اليومي بتطويره. 281 00:16:20,746 --> 00:16:22,834 هذا يعني أنّه بمقدورنا جميعًا أن نكون مثلهم. 282 00:16:25,193 --> 00:16:28,228 فالبحث عن الوعي الذاتي لا يتوقف أبدًا. 283 00:16:28,423 --> 00:16:29,531 والحياة تستمر. 284 00:16:30,212 --> 00:16:33,569 والقرار يعود لنا في أن نختار أن نتعلم وننضج 285 00:16:33,630 --> 00:16:37,643 من أخطائنا ومآسينا وحتى من نجاحاتنا. 286 00:16:40,518 --> 00:16:44,763 من أحد أفضل المقولات التي سمعتها بهذا الشأن على الإطلاق مقولة لرومي، 287 00:16:45,291 --> 00:16:51,850 يقول بها: "البارحة كنت ذكيًّا، لذلك أردت تغيير العالم. 288 00:16:52,936 --> 00:16:57,109 أما اليوم فأنا حكيم، لذلك أقوم بتغيير نفسي." 289 00:16:57,993 --> 00:16:59,506 شكرًا جزيلًا لكم. 290 00:16:59,506 --> 00:17:01,604 (تصفيق)