WEBVTT 00:00:12.199 --> 00:00:15.081 مرحبًا، أنا سيسيليا ماكغو. 00:00:15.081 --> 00:00:18.800 عالمة بمجال الفلك والفيزياء الفلكية هنا بجامعة ولاية بنسلفانيا، 00:00:18.800 --> 00:00:20.622 ومؤسِّس ورئيس 00:00:20.622 --> 00:00:24.082 مؤسسة بولزر (النجم المًشع) التعاونية للأبحاث بولاية بنسلفانيا. 00:00:24.082 --> 00:00:28.307 في المدرسة الثانوية، كنت محظوظة كفاية للمشاركة في اكتشاف أحد النجوم المُشعة 00:00:28.307 --> 00:00:30.386 عبر مؤسسة (بولزر) التعاونية للأبحاث. 00:00:30.386 --> 00:00:32.606 فالنجم المُشع هو نجم نيتورني شديد الكثافة 00:00:32.606 --> 00:00:35.358 يُشع إشعاعات كهرومغناطيسية ثنائية القطب. 00:00:35.879 --> 00:00:38.876 فلتتخيل نجمًا آخر أكبر بكثير من شمسنا تلك، 00:00:38.876 --> 00:00:42.985 ينفجر مُبددًا طبقاته الخارجية، مُخلِّفًا وراءه لُبًّا كثيفًا 00:00:42.985 --> 00:00:45.738 ذلك (اللُب) الذي قد يستحيل بدوره إلى نجم مُشع. 00:00:47.144 --> 00:00:49.571 لقد فتح هذا الاكتشاف بعضًا من الأبواب الموصدة أمامي 00:00:49.571 --> 00:00:51.511 مثل المساعدة في تمثيل الولايات المُتحدة 00:00:51.511 --> 00:00:54.328 في دورة الألعاب الأوليمبية العالمية لعلم الفلك في روسيا. 00:00:54.328 --> 00:01:00.067 وأيضًا في أن أغدو عالمة في علوم الفضاء والتكنولوجيا بولاية فرجينيا. 00:01:00.564 --> 00:01:02.404 أعلم تمامًا أن ما يساور أذهانكم الآن: 00:01:02.404 --> 00:01:03.654 "يالها من طالبة مُجتهدة"! 00:01:03.654 --> 00:01:05.232 "مُتيقظة وكثيرة الدراسة"! 00:01:05.232 --> 00:01:09.873 حسنًا، فلفترة طويلة، كان لدى هذه الطالبة المُجتهدة سرًا. 00:01:09.873 --> 00:01:14.320 ذلك السر الذي طالما كنت أخشاه وأشعر بالحرج حيال إخباره لأي أحد. 00:01:14.640 --> 00:01:18.181 ألا وهو أنني مُصابة بانفصام الشخصية. 00:01:18.811 --> 00:01:20.785 ولكن ماذا يعني "انفصام الشخصية"؟ 00:01:21.510 --> 00:01:26.015 من الهام التفكير فيه على أنه تشخيص أشبه بالمظلة. 00:01:26.529 --> 00:01:32.035 حيث أظهر التحالف الوطني للأمراض العقلية تلك الأعراض المختلفة المصاحبة للمرض، 00:01:32.035 --> 00:01:37.805 وعلى رأسها تأتي الهلاوس والأوهام. 00:01:38.687 --> 00:01:43.058 ولتعلم أيضًا أن الشخص قد يكون مصاب بالإنفصام 00:01:43.058 --> 00:01:46.355 دون أن يعاني من الأوهام والهلاوس. 00:01:47.097 --> 00:01:51.418 فكل شخص مصاب بالإنفصام لديه قصة فريدة تختلف تمامًا عن غيره. 00:01:51.724 --> 00:01:55.929 واليوم، أنا هنا لأتحدث عن تجربتي الشخصية معه. 00:01:57.121 --> 00:02:00.572 من المُعتقد أنني كنت مصابة بالإنفصام منذ نعومة أظافري، 00:02:00.572 --> 00:02:04.644 إلا أنه لم تتضح أعراضه أكثر إلا في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية، 00:02:04.644 --> 00:02:07.859 وما لبثت تلك الأعراض أن تتضاعف في المرحلة الجامعية. 00:02:09.286 --> 00:02:13.214 شَهِد شهر آذار/فبراير لعام 2014 أولى سنوات دراستي الجامعية، 00:02:13.214 --> 00:02:15.354 حيث استحالت حياتي حينها إلى أخرى غيرها 00:02:15.354 --> 00:02:18.811 عندما أخذت الأفكار الانتحارية تتراود على ذهني. 00:02:19.555 --> 00:02:20.968 قد تتساءل عن السبب؟ 00:02:20.968 --> 00:02:23.863 وذلك لأن حياتي غدت أقرب ما يكون إلى كابوس حي. 00:02:24.378 --> 00:02:30.076 لقد تم تعديل هذه الصور باستخدام تأثيرات برنامج ميكروسوفت الفنية 00:02:30.076 --> 00:02:32.896 فقط لأنها تزعجني للغاية. 00:02:36.958 --> 00:02:40.412 ففي تلك الآونة، كنت قد بدأت في الهلوسة. 00:02:40.940 --> 00:02:46.115 ورُحت أرى وأسمع وأشعر بأشياء غير موجودة. 00:02:46.766 --> 00:02:50.754 حيثما ذهبت، كان هناك مُهرج ما يتبعني دائمًا. 00:02:50.754 --> 00:02:55.859 لقد كان أشبه بذلك المُهرج في رواية "الشيء" لستيفن كنج. 00:02:55.859 --> 00:02:57.088 حيثما ذهبت، 00:02:57.088 --> 00:03:00.338 كان يلاحقني ضاحكًا، مستمرًا في إزعاجي ووخزي، 00:03:00.338 --> 00:03:02.825 لدرجة أنه كان يعضني بعض الأحيان. 00:03:03.620 --> 00:03:05.699 كما كنت أرى هلاوس لعناكب، 00:03:05.699 --> 00:03:06.947 أحيانًا عناكب صغيرة. 00:03:06.947 --> 00:03:10.320 وكانت تلك الأحيان هي الأكثر إرباكًا بالفعل 00:03:10.320 --> 00:03:12.750 لأننا في الواقع نرى تلك العناكب الصغيرة بالفعل. 00:03:12.750 --> 00:03:16.404 لذا، فقد كانت تلك اللحظات هي الوحيدة التي 00:03:16.404 --> 00:03:19.783 لم أكن أستطيع التمييز فيها بين الواقع والهلاوس. 00:03:21.065 --> 00:03:24.131 فأنا أستطيع التمييز بين الواقع والهلوسة جيدًا 00:03:24.131 --> 00:03:27.459 وأعرف أيضًا أن ذلك راجع إلى اختلال في التوازن داخل عقلي. 00:03:27.459 --> 00:03:30.325 فحتى أنني لم أعطي أي أسماء لتلك الهلاوس. 00:03:31.457 --> 00:03:34.336 كما أنني أرى هلاوس لعناكب ضخمة. 00:03:35.593 --> 00:03:38.733 يجول بخاطري الآن أحد تلك العناكب - خصوصًا. 00:03:38.733 --> 00:03:44.940 وهو عنكبوت ضخم إلى حد ما، ذا بشرة جلدية وأرجل سوداء وجسد أصفر. 00:03:45.392 --> 00:03:50.126 لم يكن يصدر أي أصوات. إلا ذلك الذي كان يصدر عند تحريك رجليه، 00:03:50.126 --> 00:03:53.881 صوتًا أشبه بضحك الأطفال الصغار. 00:03:54.261 --> 00:03:56.285 لقد كان ذلك يبعث على القلق والانزعاج. 00:03:57.288 --> 00:04:02.573 إلا أن الأمر غدا لا يُطاق عندما بدأت برؤية تلك الفتاة. 00:04:02.573 --> 00:04:06.003 وقد كانت تشبه تلك الموجودة بفيلم "الحلقة". 00:04:06.665 --> 00:04:11.515 الغريب أنها كانت تستطيع استئناف الحديث مع نفسها، 00:04:11.515 --> 00:04:15.086 وكانت تعلم تمامًا ما عليها قوله ومتى تقوله كذلك 00:04:15.086 --> 00:04:18.415 لتبُث الرعب بداخلي. 00:04:18.717 --> 00:04:22.436 ولكن أسوأ ما في الأمر، أنها عادة ما كانت تحمل معها سكينًا 00:04:22.436 --> 00:04:25.582 وتطعنني به في وجهي أحيانًا. 00:04:25.582 --> 00:04:31.286 الأمر الذي جعل من اجتياز الاختبارات وإنجاز الفروض المنزلية بصورة عامة 00:04:31.286 --> 00:04:35.126 أمرًا عسيرًا للغاية ومستحيلًا عندما كنت في الجامعة حينئذ. 00:04:35.126 --> 00:04:39.551 فكثيرًا ما كنت أعجز حتى عن رؤية الأوراق أمامي 00:04:39.551 --> 00:04:42.907 بسبب كثرة الهلاوس وتواترها. 00:04:44.935 --> 00:04:48.986 في الغالب، أتجنب الحديث بصراحة تامة عن تلك الهلاوس، 00:04:48.986 --> 00:04:54.419 لأن الناس عادة ما يرمقونني بنظرات خوفٍ بعد أن أخبرهم بما أراه. 00:04:54.419 --> 00:04:58.229 ولكن في الواقع أنا لا أختلف كثيرًا عن بقيتكم هنا. 00:04:58.807 --> 00:05:03.186 فجميعنا نرى ونسمع ونشعر بأشياء عندما نحلُم. 00:05:03.186 --> 00:05:08.655 الفرق أنني لا أستطيع التخلص من كوابيسي حتى وأنا مستيقظة. 00:05:11.183 --> 00:05:17.051 فحتى الآن، وأنا أعاني من هلاوس حادة لما يزيد عن أربع أعوام، 00:05:17.615 --> 00:05:18.945 لذا، فقد كنت بارعة للغاية 00:05:18.945 --> 00:05:22.485 في التظاهر بعدم رؤية ما أراه حقًا، 00:05:22.485 --> 00:05:24.215 أو أتجاهله فحسب. 00:05:25.388 --> 00:05:30.825 ولكن هناك أشياء تثيرني، مثل رؤية اللون الأحمر الذي يزعجني بشدة. 00:05:30.825 --> 00:05:32.974 ولا أدري يا رفاق إن كنتم لاحظتم ذلك أم لا، 00:05:32.974 --> 00:05:36.123 ولكنهم غيروا السجادة التي أقف عليها الآن. 00:05:36.123 --> 00:05:38.630 لقد غيروها إلى واحدة أخرى سوداء بدلًا من تلك الحمراء. 00:05:38.630 --> 00:05:43.206 فأنا نوعًا ما أسخر من حياتي التي تشبه الكوميديا السوداء، لأن -بالطبع- 00:05:43.206 --> 00:05:47.220 الألوان الوحيدة التي تزعجني هي لونيّ الأحمر والأبيض. 00:05:47.220 --> 00:05:49.240 وما هي ألوان TED؟ 00:05:49.240 --> 00:05:50.484 (ضحك) 00:05:50.484 --> 00:05:51.974 حقًا! 00:05:51.974 --> 00:05:54.728 في الواقع، ترجع مشاكلي مع هذين اللونين 00:05:54.728 --> 00:05:58.138 إلى أنهما كانا لونيّ المُهرج: 00:05:58.138 --> 00:06:00.703 شعر أحمر وجسد أبيض. 00:06:00.703 --> 00:06:05.381 لذا فإنني أتحاشى النظر إليه لأتمكن من تجاهله فعليًا 00:06:05.381 --> 00:06:06.377 ولكننى أستطيع تحديد 00:06:06.377 --> 00:06:09.737 مكان وقوع تلك الهلاوس في رؤيتي المحيطية، 00:06:09.737 --> 00:06:13.436 هذا بسبب هذين اللونين؛ الأحمر والأبيض. 00:06:15.016 --> 00:06:17.328 إلا أنك لن تعرف أبدًا أنني أهلوس حقًا. 00:06:17.328 --> 00:06:20.053 فالمهرج موجود بين المستمعين اليوم 00:06:20.053 --> 00:06:21.893 ولكنكم لن تعرفوا أبدًا. 00:06:22.533 --> 00:06:25.931 بالمناسبة، من يتوق لحضور حفل توزيع الأوسكار؟ 00:06:26.310 --> 00:06:27.720 ارفعوا أيديكم! 00:06:28.670 --> 00:06:30.819 أعلم أن هذا الأمر قد يعنيكم يا رفاق! 00:06:30.819 --> 00:06:37.637 فلو كانت هناك ترشيحات لهؤلاء من يتصرفون "بشكل طبيعي" في الحياة اليومية، 00:06:38.145 --> 00:06:42.818 فلا شك أن مرضى الانفصام سيكونون ضمن المُرشحين كذلك، 00:06:42.818 --> 00:06:46.288 عندما أعلنت للمرة الأولى عن أمر إصابتي بالإنفصام، 00:06:46.288 --> 00:06:49.864 كان الأمر صادمًا للعديد من الأشخاص حتى هؤلاء الأشد قُربًا مني. 00:06:54.074 --> 00:06:57.094 فلقد استغرقني الأمر ثمانية أشهر، 00:06:57.604 --> 00:07:00.649 نعم، ثمانية أشهر بعد محاولة انتحاري 00:07:00.649 --> 00:07:04.671 إلى أن وجدت أخيرًا العلاج الذي أنا بحاجة إليه. 00:07:05.085 --> 00:07:08.111 فأنا حتى لم أُشخَص بالفصام. 00:07:08.721 --> 00:07:10.371 ولذا، 00:07:10.371 --> 00:07:14.201 ما حال بيني وبين تلقي المساعدة كانت مثل تلك المحادثات. 00:07:14.711 --> 00:07:17.535 كم أتذكر جيدًا تلك الأوقات 00:07:17.535 --> 00:07:19.685 التي كنت أحادث فيها أمي عبر الهاتف. 00:07:19.685 --> 00:07:21.065 مخبرة إياها: 00:07:21.065 --> 00:07:23.202 "أمي، أنا مريضة، 00:07:23.202 --> 00:07:25.452 أرى أشياء ليست موجودة حقًا، 00:07:25.452 --> 00:07:29.179 أنا بحاجة إلى دواء ما وبحاجة إلى الحديث مع أحد الأطباء." 00:07:29.789 --> 00:07:31.043 وبمَ أجابت؟ 00:07:31.043 --> 00:07:32.403 "لا، لا، لا، 00:07:32.873 --> 00:07:34.523 لا يُمكنكِ إخبار أي أحد عن هذا. 00:07:34.523 --> 00:07:36.303 لا يمكن أن يكون هذا تاريخنا الطبي. 00:07:36.303 --> 00:07:38.983 فكري بشقيقاتكِ، وفكري بمستقبلهن. 00:07:38.983 --> 00:07:41.349 سيعتقد الناس أنكِ مجنونة، 00:07:41.349 --> 00:07:45.058 كما سيعتقدون أنكِ خطرة ولن يوظفك أحد". 00:07:46.698 --> 00:07:48.399 لذا، فما أود أن أخبركم إياه 00:07:48.399 --> 00:07:53.623 هو "إياك وأن تدع أحدًا يُقنعك بعدم حاجتك إلى مساعدة طبية. 00:07:54.073 --> 00:07:55.513 الأمر لا يستحق هذا! 00:07:55.913 --> 00:08:00.763 فهذا خيارك وحقك أنت لا أحد آخر". 00:08:01.767 --> 00:08:06.741 فتلقّي المساعدة الطبية كان القرار الأمثل الذي اتخذته في حياتي. 00:08:06.741 --> 00:08:09.916 وأثق تمامًا أنني لم أكن لأكون واقفة هنا اليوم 00:08:09.916 --> 00:08:12.934 إن لم أحصل على المساعدة الطبية المناسبة.. 00:08:15.501 --> 00:08:18.454 وقد أثمر هذا القرار استشفائي الأول. 00:08:18.454 --> 00:08:24.441 حيث أنه في غضون العامين الماضيين، احتُجزت في جناح المرضى النفسيين لأربع مرات. 00:08:26.410 --> 00:08:29.720 إلا أنني ظللت متكتمة على أمر إصابتي بالانفصام 00:08:29.723 --> 00:08:34.523 حتى استشفائي الثاني، وذلك لأن الشرطة تدخلت في الأمر. 00:08:36.207 --> 00:08:41.401 ذات مساء، أدركت أنه على العودة إلى المشفى لإجراء بعض الفحوصات مجددًا، 00:08:41.804 --> 00:08:44.430 لتغيير بعض أدويتي. 00:08:45.108 --> 00:08:49.127 لذا، دخلت إلى غرفة الطوارئ. 00:08:49.127 --> 00:08:50.890 وتحدثت مع الأطباء، وكان جوابهم: 00:08:50.890 --> 00:08:54.650 "حسنًا، فلنغير هذا الدواء، يمكنك البقاء هنا هذه الليلة" 00:08:54.650 --> 00:08:56.372 كانت الأمور تسير على ما يرام. 00:08:57.292 --> 00:09:01.972 وبعد قضاء ليلة واحدة في المستشفى، 00:09:01.972 --> 00:09:05.817 عُدت إلى سكني الجامعي هنا في بوسطن، 00:09:05.817 --> 00:09:08.870 وإلى رفاق حجرتي القلقين للغاية، 00:09:08.870 --> 00:09:10.943 والذي أفهم سبب قلقهم جيدًا- 00:09:10.943 --> 00:09:14.460 فلو كنت مكانهم، لراودني نفس الشعور كذلك- 00:09:15.051 --> 00:09:18.956 ولكن وحدات الإنقاذ ومن أمكنه المساعدة أيضًا. 00:09:19.850 --> 00:09:25.046 تحدثنا وخلصنا إلى أنني بحاجة إلى الإقامة في جناح آخر للمرضى النفسيين. 00:09:25.046 --> 00:09:30.221 وكنت موافقة على الذهاب تمامًا، ولم أرفض البتة، 00:09:30.221 --> 00:09:32.291 كنت أود الذهاب حقًا. 00:09:32.941 --> 00:09:36.234 ولكن ما حدث بعد ذلك كان شيئًا لا يُغتفر. 00:09:36.739 --> 00:09:39.588 لقد جاءوا برجال الشرطة إلى غرفة سكني، 00:09:40.173 --> 00:09:43.633 وأمام جميع زملائي، دفعوني على الأرض، 00:09:43.633 --> 00:09:47.733 حاولت إقناعهم بألا يضعوني في تلك الأغلال . 00:09:48.093 --> 00:09:52.304 ومن ثم حملوني إلى عربة الشرطة 00:09:52.304 --> 00:09:53.897 الواقفة على الطريق 00:09:53.897 --> 00:09:58.727 بجوار أحد أماكن الغداء خاصتنا في منطقة ريديفاير، 00:09:58.727 --> 00:10:02.967 حيث رآني المارة من رفاقي مُكبلة بالأصفاد بينما أدخل عربة الشرطة. 00:10:03.796 --> 00:10:08.418 في هذا الوقت، عندما عُدت، أمطت اللثام عن الأمر وانفضح السر. 00:10:08.968 --> 00:10:13.220 لقد علِم الجميع بوجود خطبٍ ما، لذا لم يكن باستطاعتي سوى إخبارهم جل الحقيقة. 00:10:13.860 --> 00:10:17.389 كاشفة النقاب عن إصابتي بالإنفصام 00:10:17.389 --> 00:10:18.719 عبر مدونة، 00:10:18.719 --> 00:10:22.125 ولكني نشرت كل ما عرضته على تلك المدونة على صفحة الفيس بوك خاصتي. 00:10:22.125 --> 00:10:25.653 وأدهشني حقًا كم الدعم الهائل الذي تلقيته عبرها. 00:10:26.111 --> 00:10:27.804 كما أنني أدركت 00:10:27.804 --> 00:10:31.104 أنني لست وحدي وأن هناك العديد مثلي يعانون من الانفصام. 00:10:31.104 --> 00:10:32.528 لقد دُهشت حقًا! 00:10:32.528 --> 00:10:38.016 كما أخبرني بعض الأصدقاء أيضًا أنهم مصابون به كذلك. 00:10:39.696 --> 00:10:44.916 الآن، أُكرس نفسي لأغدو داعية في مجال الصحة العقلية. 00:10:44.916 --> 00:10:49.393 ولن أشعر بالشفقة حيال إصابتي بهذا المرض. 00:10:49.393 --> 00:10:52.807 بل أود استغلالها كقاسم مُشترك، 00:10:52.807 --> 00:10:56.273 لمساعدة مرضى الفصام الآخرين. 00:10:56.693 --> 00:11:03.326 ولن يهدأ لي بال حتى يغدو كل مصاب بالانفصام على مستوى العالم 00:11:03.326 --> 00:11:05.910 غير خائف من قول: 00:11:05.910 --> 00:11:08.400 "أنا مصاب بالانفصام." 00:11:09.040 --> 00:11:12.436 لأنه لا بأس في ذلك على الإطلاق، 00:11:12.436 --> 00:11:13.996 وهو كذلك حقًا. 00:11:14.986 --> 00:11:21.171 لأن ثمة 1.1% من سكان العالم فوق سن ال18 00:11:21.171 --> 00:11:23.776 يعانون نوعًا ما من الانفصام. 00:11:23.776 --> 00:11:28.194 أي ما يعادل 51 مليون مريض على مستوى العالم 00:11:28.194 --> 00:11:33.724 من بينهم 2.4 مليون في الولايات المتحدة فقط 00:11:35.494 --> 00:11:37.204 إلا أن هناك مشكلة لاتزال قائمة، 00:11:38.084 --> 00:11:41.930 وهي أن هناك واحد من بين كل عشرة مصاب بالانفصام 00:11:41.930 --> 00:11:44.509 ينتحر موديًا بحياته. 00:11:45.119 --> 00:11:50.154 بالإضافة إلى أربعة آخرين من بين كل عشرة قد حاولوا الانتحار مرة على الأقل. 00:11:50.154 --> 00:11:52.580 وقد كنت واحدة منهم. 00:11:53.850 --> 00:11:58.060 قد تعتقد أن هناك مؤسسة خيرية ما 00:11:58.060 --> 00:12:03.250 تركز على دعم الطلاب الجامعيين ذوي الانفصام، 00:12:03.250 --> 00:12:08.832 ولا سيما أن الفصام تبدأ ذروته في سن مُبكرة من مرحلة البلوغ- 00:12:08.832 --> 00:12:12.488 نفس الفة العمرية لطلاب الجامعة. 00:12:13.208 --> 00:12:14.391 ولكن للأسف لا يوجد. 00:12:14.391 --> 00:12:17.994 فلا يوجد مؤسسة خيرية واحدة في الولايات المتحدة بأكملها 00:12:17.994 --> 00:12:19.704 تكترث لأمرهم وتركز عليهم. 00:12:19.704 --> 00:12:23.235 كما أن وجود مؤسسة عامة تركز على الصحة النفسية بوجه عام 00:12:23.235 --> 00:12:24.565 غير كافٍ تمامًا. 00:12:24.565 --> 00:12:27.344 لأنه حتى في مجتمع الصحة العقلية هذا، 00:12:27.344 --> 00:12:29.905 فالانفصام ينأى بنفسه بعيدًا، 00:12:30.372 --> 00:12:33.627 لأنه لا يجعل مصابيه يشعرون "بارتياح." 00:12:36.877 --> 00:12:39.242 ولهذا قررت 00:12:39.242 --> 00:12:43.282 إنشاء مؤسسة خيرية تُدعى "الطلاب ذوي الانفصام"، 00:12:43.282 --> 00:12:48.525 حيث ندعم فيها الطلاب الجامعيين ونوفر لهم كافة ما يحتاجونه من مصادر، 00:12:48.525 --> 00:12:51.315 وذلك ليتسنى لهم البقاء في الجامعة والنجاح فيها، 00:12:51.315 --> 00:12:55.335 لأن الانفصام لا يعيقك عن تحقيق النجاح، إذ يمكنك الجمع بينهما. 00:12:55.337 --> 00:12:58.050 علينا تغيير هذا الشكل الذي يبدو عليه المرض، 00:12:58.050 --> 00:13:02.205 لأن ما يُعرض لنا حوله الآن غير صحيح بالمرة. 00:13:03.135 --> 00:13:07.740 لا تدع أحدًا يخبرك أنك لا تستطيع أن تعاني من مرض عقلي 00:13:07.740 --> 00:13:10.759 وتتمتع في الوقت ذاته بقوة عقلية. 00:13:10.759 --> 00:13:14.884 فأنت قوي، وشجاع، ومُحارِب. 00:13:16.104 --> 00:13:20.464 ولكن للأسف، هذه المؤسسة الخيرية جاءت متأخرة كثيرًا بالنسبة للبعض. 00:13:21.784 --> 00:13:24.800 فمنذ أن أفصحت عن إصابتي بالانفصام، 00:13:24.800 --> 00:13:27.240 طُلب مني الحضور في عدد مختلف من الفصول الدراسية 00:13:27.240 --> 00:13:28.605 هنا في جامعة ولاية بنسلفانيا 00:13:28.605 --> 00:13:32.378 والتحدث إليهم حول تجربتي معه. 00:13:33.383 --> 00:13:36.539 ومن بين تلك الفصول، كان هناك واحدًا مميزًا 00:13:37.509 --> 00:13:40.362 في مطلع الفصل الدراسي، صرحت إحدى الطالبات 00:13:40.362 --> 00:13:43.824 لأقرانها في الصف حول إصابتها بالانفصام. 00:13:43.824 --> 00:13:46.136 وقد أثنيت على شجاعتها تلك. 00:13:46.495 --> 00:13:52.431 ولكن، في الوقت الذي كنت قد جئت فيه للحديث مع الصف، 00:13:52.431 --> 00:13:55.837 كانت قد أقدمت على الانتحار. 00:13:56.747 --> 00:13:58.787 لقد تأخرنا كثيرًا عليها. 00:13:58.787 --> 00:14:00.920 لقد أتيت متأخرة للغاية. 00:14:02.840 --> 00:14:07.094 هنا، في جامعة ولاية بنسلفانيا، لا بد وأن نقدم مثالًا للعالم، 00:14:07.094 --> 00:14:09.619 لأن الأمر لا يحدث هنا في بنسلفانيا فقط، 00:14:09.619 --> 00:14:11.999 بل يحدث في العالم أجمع. 00:14:11.999 --> 00:14:14.459 ولكن، هنا في ولاية بنسلفانيا، علينا توضيح 00:14:14.459 --> 00:14:17.541 أننا هنا لأجل طلابنا، 00:14:17.541 --> 00:14:20.341 فنحن نتحدث عن الصحة العقلية، 00:14:20.341 --> 00:14:24.811 ولا نخشى الحديث عن الانفصام. 00:14:26.663 --> 00:14:29.083 فأنا سيسيليا ماكغو. 00:14:29.553 --> 00:14:31.393 مصابة بالانفصام 00:14:32.133 --> 00:14:34.833 ولستُ بوحش مُخيف. 00:14:35.237 --> 00:14:36.598 شكرًا لكم. 00:14:36.598 --> 00:14:37.939 (تصفيق) 00:14:37.939 --> 00:14:39.981 (هتاف)