أشكركم جدًا على استضافتي.
اسمي أليكسا فون توبيل، وأنا شغوفة
بشكل لا يصدّق بالتمويل الشخصي.
أردت أن أبدأ حديثي معكم اليوم
عن برنامجي التلفزيوني المفضلّ
والذي سيكون بالتأكيد "الخاسر الأكبر".
أحبّ "الخاسر الأكبر" وأنا متأكدة
أنّ الكثير منكم قد شاهده.
أحبّ مشاهدته وأنا أتمرّن على
جهاز الأوربتراك.
مشاهدة كل شيء ؛ من الانغماس المجنون
بالدونات و حتى قياس الوزن الدراماتيكي.
إنه مسلٍ بشكل لا يصدق.
بالرغم من أنني أتخذ خطوة رجعية قليلًا حين
أشاهده و أتأمل:
" ياله من برنامج تلفازيّ عظيم".
أمريكا تعاني من السمنة.
وهذا البرنامج يضع المسألة في المقدمة.
ستة ملايين شخصًا يشاهدونه مساء كلّ ثلاثاء،
و كثيرًا ما كنت أتوقف و أتأمل:
"يا إلهي أرجو حقًا لو وُجد شيء
كهذا للتمويل الشخصي".
أتمنى حقًا لو كان هنالك برنامج مثل
الخاسر الأكبر للتمويل الشخصي.
ولكن للأسف فلازال المال من المحرّمات.
في أمريكا الآن، يتخذ الشخص العادي
6 إلى 10 قرارات مالية كل يوم.
هذه القرارات يمكن أن تكون في نطاق
أشياء بسيطة مثل:
هل يجدر بي أن أشتري كوبًا من القهوة؟
إلى أشياء أكبر كالذي يجب أن أفعله
بمدخرات ما بعد التقاعد الخاصة بي ؟
أظنّ أن ما هو مهمّ في هذا الشأن أن
هذه القرارات غير موجهة بالكامل.
حيث لا يُدرّس التمويل الشخصيّ حاليًا في
المدارس الثانويّة ولا في الجامعات،
أو في برامج الدارسات العليا
عبر الولايات الأمريكية.
يتعلم الناس عادة ما يتعلق بالتمويل الشخصي
بالتحدث إلى أولياء أمورهم،
والذين لم يتعلموا أبدًا و للأسف
ما يتعلق بالتمويل الشخصي بشكل رسميّ.
ما يلفت الانتباه هو أن معظم الناس
بكل بساطة يتعلمون من خلال التجربة والخطأ.
المال هو عاملٌ مهم يؤثر بنا جميعًا،
ومعظم الناس يتعلمون ما يتصل بالمال ببساطة
من خلال التجربة والخطأ.
فمن هذا المنطلق يسهل أن
نفهم أن المال حاليًا،
هو المسألة الأولى التي تشكل عامل ضغط
على الشباب.
الخبر السيء هو أن 76% في البلاد يشعرون
بفقدان السيطرة حين يتعلق الأمر بالمال.
لنتوقف لثانية، لتجد أربعة من
أصدقائك المقربين، ثلاثة منهم الآن،
يشعرون بفقدان السيطرة حين يتعلق الأمر
بتمويلهم الشخصيّ.
76% ممن في هذه الغرفة
يشعرون بفقدان السيطرة،
حين يتعلق الأمر بتمويلهم الشخصي.
وللأسف فنحن لا نفعل أي شيء لنغيّرهذا.
حاليًا قال 84% من الخريجين الجامعيين
أنهم بحاجة لمزيد من المساعدة
حين يتعلق الأمر بالتمويل الشخصي
ولكنهم لا يحصلون عليها.
ونتيجة لكل هذا، فإن61% ممن في البلاد
لا تفي الرواتب بحاجاتهم.
كما أن أكثر من 50% ممن في البلاد
ليسوا متأكدين تمامًا
كيف سيسددون فواتيرهم الشهر المقبل.
هذا أمر صاعق.
فكروا في الضغط الذي يقع على كاهل الأفراد.
لذلك غالبًا ما أسأل نفسي:
كيف وصل بنا الأمر إلى هذا الحد؟
كيف انتهى بنا الأمر إلى هذا الواقع العصيب
لكل شخص منا في هذه الغرفة؟
هو شيء لم نتعلمه أبدًا.
أريد أن آخذكم في رحلة مع 1.8 مليون
خريج جامعي لهذا العام،
لأمر بكم خلال الذي يحدث بالضبط
في النهاية.
أريد أن أعرفكم على شخص
سيستعرض النموذج الأساسي،
لنستكشف نحن كيف وصلوا إلى ما وصلوا إليه.
أعرفكم على جيسيكا البالغة من العمر 22.
حيث تدرس اللغة الإنجليزية.
و ستتخرج من الجامعة هذا العام
بدينٍ دراسي يبلغ 25 ألف دولار.
و 4 آلاف هي قروض بطاقة الإئتمان،
وسينتهي بها الأمر إن كانت محظوظة،
وأكرر إن كانت محظوظة،لتعمل بعد الجامعة
وستحصل على 35 ألف دولار سنوي.
هذا يعني بأن ما ستحصل عليه للمصروف
الشخصي سيبلغ 2300 دولار تقريبًا.
سآخذكم خلال 5 قرارات ستتخذها جيسيكا،
تُدرك أن بعضها كانت قرارات سيئة،
وليست متأكدة من بعضها الآخر،
وسيساعدكم أكثر في أن تفهموا كيف
انتهى بها الأمر إلى واقع
أكثر الموجودين في أمريكا.
لذا فهي أولًا لن تملك ميزانية.
تفكر جيسيكا الآن في حياتها وتقول:
"بالكاد أحصل على مال من عملي،
لمَ عليّ أن أضع ميزانية مفصلة؟
سأكون محظوظة لو استطعت أن أدفع فواتيري".
لا تعلم هي أن التخطيط الجيد للتمويل
يوصي بأن 50% من مالها
والذي تذهب به إلى المنزل يذهب
نحو الضروريات،
30% نحو أسلوب حياتها، و20% نحو المستقبل.
هذا هو المفتاح، 20% نحو الادخار لمستقبلها.
جيسيكا ستنتقل بعد الجامعة إلى مدينة أكبر.
في البداية ستفعل ما يفعله أي خريج جامعي،
وهو الحصول على شقة.
ثم ستقوم بإنفاق 1200 دولار للإيجار.
في البداية سيكون قرارٌ بسيط
كالحصول على شقة لها
مضيعًا لفرصة للحصول
على ميزانية متوازنة.
و سيعرضها أيضًا للخطر لسنواتٍ قادمة،
ولن تملك ال20% لتذهب لمستقبلها.
و لاحقًا ستكون جيسيكا مدينة بالكثير.
ستفكر وتقول لنفسها:
"الجميع في أمريكا مديونون.
فلم علي أن أقلق كثيرًا بشأن هذا؟"
و بدلًا من دفعها، ستقوم فقط
بدفع الحد الأدنى من الدفعات.
والأسوأ أنها ستتأخر
في سداد بعض تلك الدفعات.
و هي لا تفهم حتّى ما هي درجة الإئتمان.
ولا تفهم لم هو خطيرعلى
مستقبلها التمويلي.
بعد ذلك لن تفكر في التوفير لحالات الطوارئ،
والسبب أنها بالكاد تفكر بالكيفية
التي ستدفع فيها فواتيرها.
تتساءل:
"لمَ أحتاج التوفير لحالات الطوارئ؟"
ما لا تعلمه هو أنها إن فقدت عملها غدًا
أو إن مرت بأية حالة طوارئ
فهي غير محصنة تمامًا.
و ستعتمد على دين البطاقة الإئتمانية
للحفاظ على رأسها فوق الماء.
خطأها الكبير الرابع
أنها لن تفاوض بشأن راتبها.
هي ممتنة للغاية أن لديها وظيفة،
لدرجة أنها لن تفاوض بشأن راتبها.
ستنتظر رئيسها في العمل
ليخبرها متى سيرفع مرّتبها.
لذا فبعد عدة سنوات ستجدها لاتزال
تحصل على 35 ألف دولار.
الخطأ الأكبر الأخير الذي ستقوم به جيسيكا
هو أنها لن تفكر في التقاعد وهي
في العشرين من عمرها.
وسبب ذلك أن 43 عامًا
يفصل بينها وبين التقاعد.
تقول هي لماذا بحق الإله ستفكر بشأنه؟
بسبب فإنها لا تستفيد من برنامج 401ك
ولم تفتح حساب التقاعد الشخصي.
الآن أريد أن نسرّع مرور 15 عامًا.
بتطبيق السمات السلوكية نفسها
عدم تعلم المزيد عن التمويل الشخصي،
وارتكاب بعض الأخطاء
ستتزوج جيسيكا وستنجب طفلين
بعد 15 عامًا، بتطبيق النسبة السنوية
الوطنية لفوائد القروض من 15%
ستكون جيسيكا أقرب
إلى 20 ألف دولارًا من الديون.
خلال مضيّ حياتها كانت البطاقة
الائتمانية هي الإجابة.
وبالتأكيد ارتفع معدل الفائدة لديها.
إنطلاقًا من هناك، فلم يزل لديها قروض
دراسية تبلغ 10 آلاف دولار.
لذلك فإن القرار الذي اتخذته منذ
عقدين لازال يطاردها كلّ شهر.
بالإضافة إلى ذلك فدرجة الإئتمان لديها
قد انتقلت من 622 إلى أكثر من ذلك في ال500
وذلك لأنها كدست المزيد من القروض
وفوتت المزيد من دفعات تسديد ديونها..
بدأت في التفكير في التقاعد،
لكنها الآن تملك أقل من 10 آلاف دولار
في مدخرات تقاعدها المستقبليّ.
وهو في الحقيقة حال 54% ممن في أمريكا الآن.
زيادةً على ذلك فهي لم تعدّ
529 خطّة لأطفالها
لأنها لم تملك دولارات أخرى لتفكر في ذلك.
لذلك أريد أن أتوقف للحظة
لنفكر في الأثر القوميّ لذلك.
أخذتكم للتوّ خلال قصة جيسيكا
وأريد منكم أن تتوقفوا
وأريد منّا أن نضاعف ذلك إلى ألف من مليون
وإلى عشرات من الملايين
قصة جيسيكا هي قصة عشرات الملايين
من الأمريكيين
الذين يعيشون في بلدنا اليوم.
تفهمون الآن ذلك،
ونتوقف لنفكر حقًا بهذا الشأن.
هذا يساعدنا بشكل أفضل لنفهم
لماذا نحن حاليًا في بلد حيث لدينا
2.5 تريليون دولار، نعم تريليون دولارًا
في القروض الإستهلاكية.
نحن الآن في وضع حيث أصبح الحلم الأمريكي
في امتلاك منزل ليس حقيقة واقعية
حيث نفت نسبة 25% من التطبيقات
ذلك على الفور.
حيث لا يملك 31% من الأمريكيين
اليوم أية مدخرات للتقاعد
وبالتالي فإن الحلم الأمريكي في التوقف
حين تبلغ ال 65 من عمرك
عندما تصبح عظامك هشة وتستطيع أن تتقاعد
فلن يملكوا هذا كواقع، وفي النهاية
وربما أسوأ من ذلك، فالمال هو
المسبب الأول للنزاعات الزوجية
وينتهي المتزوجون المتنازعون بنسبة 30%
إلى الطلاق في نهاية المطاف
لذلك فهذا يعطيكم فكرة عما نحن عليه اليوم.
ولكن هذا لا يعطيكم الشعور بتأثير الدومينو.
لدى جيسيكا وزوجها طفلان جميلان.
هاذان الطفلان سيذهبان إلى الكلية بذات
قرض البطاقة الائتمانية
وقرض الطلاب الذي حصلت عليه جيسيكا.
ولكن ما هو أسوأ من ذلك أنهما
على الأرجح سيساعدان جيسيكا مع التقاعد
هذا الدومينو سيتساقط على مدى أجيال قادمة
وكما ترون فقد دفعت جيسيكا
الدومينو ودوامة الهبوط المالية
وهذا سيستمر على مدى أجيال،
لكن ماذا لو استطعنا التراجع عن ذلك؟
ماذا لو أخبرتكم بأنني أؤمن حقًا
بأن هنالك حلًا لكل هذا؟
أؤمن حقًا أن باستطاعتنا إلى عشرات الملايين
وفي النهاية سنستطيع أن نعود إلى جيسيكا،
وهناك حل بسيط.
يمكننا أن نأخذها قبل أن تدخل إلى العالم
وقبل أن يدخل كذلك طلابنا الجامعيون
ويمكننا
أن نتوقف ونعلمهم 5 مبادئ.
يمكننا أن نساعدهم على تجنب
الوقوع في هذه الأخطاء
وأن نجعلهم يدركون لمَ يُعد
وجود ميزانية أمرا حساسا
وتعلم مبادئ العيش بما يُناسب
مواردهم المالية
مساعدتهم في أن يفهموا أن القرض ليس الإجابة
وأن تسديده بانتظام هو أمر مهم للغاية
حيث صُمم ليهزمك
مساعدتهم في أن يفهموا أن حساب التوفير
لحالات الطوارئ هو أمر ملح للغاية
فإن حدث أي شيء ستستطيع أن تنام في الليل
ولهذا السبب هو موجود،
مساعدتهم في أن يفهموا أن عليهم
التفاوض بشأن راتبهم طوال الطريق
وأن صوتهم سيكون الأعلى دائمًا
وختامًا، أن التقاعد أمرٌ يتحتّم عليهم
أن يفكروا فيه وهم في العشرين.
رأيت رسمًا بيانيًا منذ سنوات عديدة.
هو مبدأ بسيط، هو أن الفائدة تتضاعف
الشخص الذي يبدأ في المساهمة في تقاعده
في عشريناته مُقابل من يفعل في أربعيناته
وكلاهما يُسهم بذات المبلغ
هذا رسم بياني قويّ حقًا ومهمّ للغاية،
ودائمًا ما أتساءل ماذا لو
استطعنا أن نُشيعه بين الناس؟
لذلك أريد أن أعود إلى جيسيكا المُتعلّمة.
لنقل أننا قمنا حقًا بتعليمها
كل تلك الحقائق المُطلقة للإمكانات
في سنوات لاحقة ستكون في وضع
حيث يمكن لها أن تفتتح المقهى
الذي حلمت به دائمًا.
تملك الآن وزوجها منزلًا لأنهما
كانا يعرفان درجة الإئتمان
علموا أن عليهم ألا يفوتوا دفع فواتيرهم،
وعلموا أن عليهم الحفاظ عليها في حد 700.
يتطلعان إلى تقاعدهما
استغلّا فائدة كل هذه الأشياء
حين كانوا في العشرين
وقامت الفائدة المتضاعفة بسحرها
ولعلّ الأفضل حتى الآن أن
لدى أطفالها 529 خطّة.
سيذهبان إلى الكلية وسيكون
لديهما مكان أفضل بكثير
عما كانت عليه جيسيكا قبل عقود.
هذه هي جيسيكا الّتي تملك إمكانات عظيمة
أتمنى لو لم يكن ذلك صحيحًا،
لكن المال هو مثل شريان الحياة
إن كنت تحب شخصًا ما
فيمكنك السفر حول العالم لتراه،
وإن كنت مريضًا، فستريد أن تدفع
أفضل مبلغ من المال لتحصل على أفضل الأطباء.
سيؤثر المال في كل يوم
من حياتنا إلى يوم مماتنا
وكنت أتمنى لو لم يكن هذا صحيحًا،
لكنها الحقيقة.
أتطلع إلى مستقبل يمكننا فيه أن نتوقف
ونأخذ جميع الناس قبل أن يدخلوا إلى العالم
ونعلمهم هذه المبادئ التمويلية الأساسية.
أننا نستطيع إطلاق إمكاناتهم
لينتهي بهم الأمر وهم يعيشون
حياة ذات تمويل قويّ
ويشعروا بشعور جيد تجاه المال،
ويكون لديها في النهاية
أثر رائع على توازننا كأفراد
وعلي أمتنا ككل.
ولكن الأمر الأهم هو أنها ستتقلص
لعدة أجيال قادمة.
حين أفكر بالمال أفكر في أنه
ليس من الضروري أن أكون غنية.
هذا لا يتعلق بالغنى، فهو يتعلق
بأن تستطيع أن تعيش حياة غنيّة.
أريد هذا لي.
أريد هذا لجيسيكا.
أريد هذا لمئات الملايين الأمريكيين
الذين يستحقونه.
شكرًا لكم.
(تصفيق)