1 00:00:12,208 --> 00:00:13,957 لدي صديقة. 2 00:00:13,958 --> 00:00:16,567 حفظاً لخصوصيتها، سأدعوها ماريا. 3 00:00:16,867 --> 00:00:18,740 تتمتع ماريا بوظيفة رائعة. 4 00:00:18,741 --> 00:00:22,104 حيث تعمل كمصورة فوتغرافية، وهي موهوبة حقاً، 5 00:00:22,484 --> 00:00:24,651 وتسير الأمور معها على ما يرام. 6 00:00:24,981 --> 00:00:28,922 توقع عقداً تلو الآخر وتقيم معارضاً كذلك. 7 00:00:29,462 --> 00:00:32,326 السنة الماضية، حازت على عدد من الجوائز ذائعة الصيت. 8 00:00:33,386 --> 00:00:35,868 ما يعجبني فيها، هو أنه عندما تسير معها الأمور جيداً، 9 00:00:35,869 --> 00:00:38,030 فهي تعرف جيداً كيف تحتفل. 10 00:00:39,510 --> 00:00:41,770 سافرت ماريا إلى مخت لف أرجاء العالم. 11 00:00:41,771 --> 00:00:44,927 رأت بعضاً من أكثر الأماكن جمالاً في العالم. 12 00:00:45,247 --> 00:00:48,195 تحب ماريا الأكل - فهي تحب أن تأكل في مطاعم راقية، 13 00:00:48,196 --> 00:00:50,821 ولكنها أيضاً كريمة جداً. 14 00:00:51,181 --> 00:00:53,345 في كل عام، تأخذ إجازة لمدة شهر، 15 00:00:53,346 --> 00:00:57,519 وتسافر إلى بوليفيا حيث تتطوع في دار للأيتام. 16 00:00:58,054 --> 00:01:02,615 خلال العام الماضي في بوليفيا، قابلت ديف، والذي من الواضح أنه حب حياتها، 17 00:01:02,616 --> 00:01:05,140 والذي كان يعمل كمتطوع في نفس الدار. 18 00:01:05,141 --> 00:01:07,986 يبدو أنهما سعيدان جداً مع بعضهما البعض. 19 00:01:09,056 --> 00:01:12,959 لم ألتقي ماريا خلال الثلاث سنين الماضية، 20 00:01:12,960 --> 00:01:16,060 إذاً، كيف عرفت كل هذه الأشياء عنها؟ 21 00:01:17,145 --> 00:01:18,928 ربما خمنتم أن ذلك تم 22 00:01:18,929 --> 00:01:23,543 عن طريق منشوراتها المفصلة على حسابها الشخصي على وسائل التواصل الاجتماعي. 23 00:01:25,153 --> 00:01:27,624 ربما يكون لديكم أيضاً صديق مثل ماريا، 24 00:01:27,625 --> 00:01:31,211 وإن كنتم مثلي، ربما في ذلك الوقت، لربما كنتم تساءلتم، 25 00:01:31,661 --> 00:01:35,965 "لماذا هي دائمة التباهي حول حياتها المذهلة؟" 26 00:01:36,396 --> 00:01:40,507 عندما نطرح على أنفسنا ذلك السؤال، تبرز إجابتان مألوفتان. 27 00:01:40,508 --> 00:01:42,264 إحداهما، "ربما تكون منحطة، 28 00:01:42,734 --> 00:01:44,624 أو ربما تريد تذكيري أنها أكثر حظاً مني، 29 00:01:45,860 --> 00:01:47,583 لجعلي أشعر بالسوء حيال حياتي الخاصة". 30 00:01:48,278 --> 00:01:53,110 ثمة احتمال آخر أنها لا تشعر بالأمان من الأساس. 31 00:01:53,111 --> 00:01:56,782 لذلك تتباهى لأنها تبحث عن القبول الاجتماعي. 32 00:01:58,012 --> 00:02:01,061 ولكن أي كان السبب في تباهيها، 33 00:02:01,062 --> 00:02:03,330 هناك شيء واحد نشترك فيه جميعاً في العادة، 34 00:02:03,331 --> 00:02:05,523 وهو ردة فعلنا تجاه الأمر. 35 00:02:05,524 --> 00:02:08,250 عموماً، يبدو أننا ننزعج جميعاً من التباهي. 36 00:02:09,160 --> 00:02:13,531 لذا فإن السؤال المحير هو، إن كنا ننزعج جميعاً من التباهي، 37 00:02:13,532 --> 00:02:16,960 فكيف يعقل أن يكون التباهي منتشراً للغاية حولنا؟ 38 00:02:16,961 --> 00:02:18,639 كيف يعقل أن يكون سائداً هكذا؟ 39 00:02:18,640 --> 00:02:20,428 كيف يعقل أن تكون صفحاتنا الخاصة 40 00:02:20,429 --> 00:02:24,056 مسكونة بصور إجازات أصدقائنا الرائعة، 41 00:02:24,057 --> 00:02:28,772 الدخول إلى صالات الدرجة الأولى، والطعام جيد المظهر؟ 42 00:02:30,782 --> 00:02:33,376 أجرينا جورج ليونستين وجواشيم فوسغورو وأنا، 43 00:02:33,377 --> 00:02:37,574 سلسلة من التجارب لمحاولة الإجابة على هذه الأسئلة. 44 00:02:38,564 --> 00:02:41,739 في إحدى الدراسات، طلبنا من الناس أن يخبرونا بعض القصص. 45 00:02:41,740 --> 00:02:45,870 فطلبنا أن يحكوا عن حادثة في حياتهم 46 00:02:45,871 --> 00:02:49,075 حدث فيها أنكم كانوا يتباهون لشخص آخر 47 00:02:49,076 --> 00:02:51,797 أو أنهم سمعوا أحداً آخر وهو يتباهى. 48 00:02:51,798 --> 00:02:55,765 نصف المشاركين تذكروا حادثة في حياتهم حدث وأن كانوا يتباهون فيها. 49 00:02:55,766 --> 00:02:58,224 أسمينا هؤلاء المشاركين "المروجين لذاتهم،" 50 00:02:58,225 --> 00:03:01,430 مجرد طريقة أكثر أدباً لتسمية المتباهين، 51 00:03:01,431 --> 00:03:05,096 وطلبنا منهم أن يحكوا أكثر عن تفاعلهم، 52 00:03:05,097 --> 00:03:08,794 كيف حدث ذلك، ما هو موضوع النقاش، 53 00:03:08,795 --> 00:03:10,565 والأهم من ذلك، 54 00:03:10,566 --> 00:03:14,873 طلبنا منهم أن يخبرونا عن ردة فعل الشخص الذي كان يستمع لهم، 55 00:03:14,874 --> 00:03:18,424 بالتحديد، ما إذا كانوا يشعرون بمشاعر إيجابية أو سلبية. 56 00:03:18,814 --> 00:03:22,345 النصف الثاني من المشاركين والذين أسميناهم "المستقبلين،" 57 00:03:22,346 --> 00:03:24,931 طلبنا منهم بدلاً عن ذلك أن يخبرونا عن موقف 58 00:03:24,932 --> 00:03:27,871 كانوا يستمعون فيه لشخص آخر وهو يتباهى. 59 00:03:27,872 --> 00:03:31,535 أيضاً، طلب منهم أن يخبرونا عن موضوع النقاش، 60 00:03:31,536 --> 00:03:36,211 وعن ردة فعلهم والشخص الآخر في ما يتعلق بالمشاعر. 61 00:03:37,191 --> 00:03:40,871 حكى المشاركون كل أنواع القصص. 62 00:03:40,872 --> 00:03:43,183 الشيء المثير للاهتمام، أن من كانوا يتذكرون حالات 63 00:03:43,184 --> 00:03:45,890 كانوا يتباهون فيها أمام شخص آخر 64 00:03:45,891 --> 00:03:48,030 كانوا أكثر عرضةً لإخبارنا عن حالات 65 00:03:48,031 --> 00:03:51,078 كانوا يتباهون فيها بإنجازات مثل ترقية في العمل، 66 00:03:51,079 --> 00:03:54,270 أو الدخول إلى المدرسة الوسطى، أو إحراز درجة جيدة 67 00:03:54,271 --> 00:03:56,750 بينما كان المشاركون الذي طلب منهم تذكر حالات 68 00:03:56,751 --> 00:03:59,285 كانوا يستمعون فيها إلى شخص آخر وهو يتباهى 69 00:03:59,286 --> 00:04:02,733 كانوا أكثر عرضة لتذكر حالات يتباهى فيها شخص 70 00:04:02,734 --> 00:04:04,880 بقدر المال الذي يجنيه أو ما يمتلك من مال، 71 00:04:04,881 --> 00:04:08,525 أو ما يمتلك من سلطة، أو منزلة، أو بعض المواد التي يحوزها. 72 00:04:09,225 --> 00:04:11,151 ولكن كانت أكثر النتائج إثارة للاهتمام 73 00:04:11,152 --> 00:04:13,650 أنه بغض النظر عن نوعية القصص، 74 00:04:14,001 --> 00:04:17,524 قلل المروجين لذواتهم بصورة منهجية 75 00:04:17,526 --> 00:04:22,148 من مقدار ما يعانيه المستقبلون من مشاعر سلبية. 76 00:04:22,149 --> 00:04:27,039 عرفوا أن ربع المستقبلين كانوا يشعرون بشعور سيء 77 00:04:27,040 --> 00:04:28,753 بينما كانوا يتباهون، 78 00:04:28,754 --> 00:04:34,539 في الواقع، أكثر من ثلاث أرباع المستقبلين أبلغوا أنهم كانوا يشعرون بشعور سيء 79 00:04:34,540 --> 00:04:36,993 بينما هم يستمعون للآخرين وهم يتباهون. 80 00:04:37,433 --> 00:04:40,411 كان هذا حقيقياً أيضاً عندما نظرنا إلى المشاعر الإيجابية. 81 00:04:40,981 --> 00:04:44,034 بالغ المروجون لذواتهم بصورة منهجية 82 00:04:44,035 --> 00:04:48,405 من مقدار ما كان يشعر به المستقبلون من مشاعر إيجابية في الواقع. 83 00:04:49,245 --> 00:04:53,161 تنعكس هاتان النتيجتان باكتشاف آخر مثير للاهتمام جداً، 84 00:04:53,162 --> 00:04:56,437 وهو أن المروجين لذواتهم، بينما هم يتباهون، 85 00:04:56,438 --> 00:04:59,374 كانوا يشعرون بمشاعر إيجابية، 86 00:04:59,375 --> 00:05:02,568 ولاحظت ذلك نسبة ضئيلة جداً من المستقبلين، 87 00:05:02,569 --> 00:05:04,273 كما ترون من الجدول. 88 00:05:05,233 --> 00:05:08,898 كان المروجون لذواتهم يعرضون مشاعرهم الإيجابية 89 00:05:08,899 --> 00:05:10,789 أمام مستمعيهم. 90 00:05:11,349 --> 00:05:14,242 مما جعلهم يبالغون في القدر 91 00:05:14,243 --> 00:05:16,631 الذي كانوا من خلاله يشاركون مشاعرهم الإيجابية 92 00:05:16,632 --> 00:05:18,272 وقللوا من قدر 93 00:05:18,273 --> 00:05:20,673 مشاركتهم لمشاعرهم السلبية. 94 00:05:21,593 --> 00:05:23,274 قمنا بتكرار هذه الدراسة 95 00:05:23,275 --> 00:05:26,379 محاولين التعمق قليلاً في ردود الفعل العاطفية 96 00:05:26,380 --> 00:05:31,410 التي شعر بها المروجون لذواتهم والمستقبلين في خِضَم هذه التفاعلات المتباهية. 97 00:05:31,411 --> 00:05:35,989 ما وجدناه أن المروجين لذواتهم بالغوا جداً في تقدير 98 00:05:35,990 --> 00:05:37,921 القدر الذي شعر فيه المستمعون لهم 99 00:05:37,922 --> 00:05:41,675 بالسعادة والفخر تجاههم وهم يتباهون. 100 00:05:41,676 --> 00:05:44,855 وفي نفس الوقت، قللوا جداً من قدر 101 00:05:44,856 --> 00:05:47,198 انزعاجهم الناتج عن تباهيهم. 102 00:05:47,808 --> 00:05:50,588 لذلك نعتقد أن هذه كانت نتيجة مثيرة للاهتمام حقاً، 103 00:05:50,589 --> 00:05:51,788 ولقد أرجعناها 104 00:05:51,789 --> 00:05:55,196 لظاهرة نفسية تدعى فجوة التعاطف. 105 00:05:56,051 --> 00:05:59,020 على حسب فجوة التعاطف، إذا ما كنا نشعر بسعادة بالغة 106 00:05:59,021 --> 00:06:03,549 فإن يصبح من الصعب جداً بالنسبة لنا أن نتخيل معنى أن تكون غير ذلك، 107 00:06:03,550 --> 00:06:05,407 ويكون الأمر أكثر صعوبة 108 00:06:05,408 --> 00:06:09,037 تخيل ماهية العواطف السلبية. 109 00:06:09,038 --> 00:06:12,424 لذلك أساسً، فإن كلا الجانبين في تفاعلاتنا، 110 00:06:12,425 --> 00:06:14,268 المروجين لذواتهم والمستقبلين، 111 00:06:14,269 --> 00:06:16,924 يواجهون صعوبة في التعرف على كيف سيشعرون 112 00:06:16,925 --> 00:06:19,202 في حال تم تبديل الأدوار. 113 00:06:21,332 --> 00:06:25,479 إذا كان الناس يسيئون معايرة الأمر حينما يتعلق الأمر بالتعرف على 114 00:06:25,480 --> 00:06:28,934 ردة فعل الآخرين العاطفية تجاه ترويجهم لذواتهم، 115 00:06:28,935 --> 00:06:32,040 ربما أيضاً يسيئون معايرة الأمر حينما يتعلق بمحاولة التعرف على 116 00:06:32,041 --> 00:06:35,475 كيف يؤثر تباهيهم على تقييم الآخرين لهم. 117 00:06:35,476 --> 00:06:37,966 لذلك أجرينا تجربة أخرى. 118 00:06:38,466 --> 00:06:40,944 إذا ما كنت مشاركاً في هذه التجربة، 119 00:06:40,945 --> 00:06:44,651 سنطلب منك أن تكتب بعض الأشياء عن نفسك، 120 00:06:44,652 --> 00:06:46,454 كي تقدم نفسك للآخرين. 121 00:06:46,455 --> 00:06:49,243 يجب عليك أن تكتب خمسة أشياء لتخلق ملفاً شخصياً، 122 00:06:49,244 --> 00:06:50,430 مشابهاً لما نفعله 123 00:06:50,431 --> 00:06:53,753 في مواقع التواصل الاجتماعي أو مواقع المواعدة، 124 00:06:53,754 --> 00:06:56,448 وكان للمشاركين مطلق الحرية في كتابة ما أرادوا. 125 00:06:56,449 --> 00:06:59,352 كان بإمكانهم الكتابة عن عملهم أو تعليمهم 126 00:06:59,353 --> 00:07:02,234 أو كيف يبدون أو شخصياتهم أو هواياتهم أو اهتماماتهم - 127 00:07:02,235 --> 00:07:03,831 أي شيء أرادوه فعلياً. 128 00:07:03,832 --> 00:07:07,812 ولكن نصف المشاركين فقط أعطيناهم توجيهات إضافية. 129 00:07:08,222 --> 00:07:10,540 أخبرناهم أن يكتبوا بطريقة 130 00:07:10,541 --> 00:07:14,104 من الممكن أن تعظِّم من رغبة الآخرين في مقابلتهم. 131 00:07:15,379 --> 00:07:18,572 ما أن انتهوا من كتابة ملفاتهم، 132 00:07:18,573 --> 00:07:21,486 طلبنا أيضاً من المشاركين أن يتنبئوا 133 00:07:21,487 --> 00:07:25,675 كيف ظنوا أن الآخرين سيحبونهم، 134 00:07:25,676 --> 00:07:28,276 ومدى رغبتهم في ملاقاتهم. 135 00:07:28,277 --> 00:07:29,675 ثم أخذنا هذه الملفات، 136 00:07:29,676 --> 00:07:32,822 وأعطيناها لعينة واسعة من المشاركين الآخرين، 137 00:07:32,823 --> 00:07:34,546 مختلفين عن أولئك الذين كتبوها، 138 00:07:34,547 --> 00:07:36,545 وطلبنا من هؤلاء المشاركين الآخرين 139 00:07:36,546 --> 00:07:40,243 إخبارنا عن مدى إعجابهم بكتاب الملفات 140 00:07:40,244 --> 00:07:42,918 ومقدار رغبتهم في ملاقاتهم. 141 00:07:42,919 --> 00:07:46,540 كان لدينا أيضاً عينة أخرى حيث طلبنا الإشارة 142 00:07:46,541 --> 00:07:50,228 إلى مدى تباهي الكتاب في ملفاتهم، 143 00:07:50,229 --> 00:07:51,516 حسب رأيهم. 144 00:07:52,599 --> 00:07:55,469 حينما ألقينا نظرة على النتائج، رأينا في أول الأمر، 145 00:07:55,470 --> 00:07:59,266 أن المشاركين لم تكن لديهم فكرة عن كيفية تقييم المشاركين لهم. 146 00:07:59,267 --> 00:08:02,717 عندما نقارن التنبؤ للقدر الذي يودون أن ينالوا به الإعجاب 147 00:08:02,718 --> 00:08:07,075 والإعجاب الحقيقي الآتي من قراء الملفات، 148 00:08:07,076 --> 00:08:09,195 كانت العلاقة المتبادلة صفر أساسً. 149 00:08:09,196 --> 00:08:13,516 لذلك لم يكن لدى المشاركين فكرة إذا ما كان الآخرون سيعجبون بملفاتهم أم لا، 150 00:08:13,517 --> 00:08:16,991 وكان نفس الأمر صائباً في ما يتعلق بالرغبة في لقائهم. 151 00:08:16,992 --> 00:08:18,864 ولكن النتيجة الثانية المثيرة للاهتمام 152 00:08:18,865 --> 00:08:21,149 كانت أن المشاركين الذين طُلب منهم 153 00:08:21,150 --> 00:08:24,620 أن يكتبوا بطريقة ستجعل الإعجاب بهم يزيد 154 00:08:24,621 --> 00:08:26,315 كانوا أكثر تباهياً. 155 00:08:26,316 --> 00:08:29,339 في نفس الوقت، أتت هذه الجهود بنتائج عكسية. 156 00:08:29,820 --> 00:08:32,599 لم يكن الناس أكثر اهتمامًا بمقابلتهم، 157 00:08:32,600 --> 00:08:35,035 وفي الواقع كانوا أقل اعجابًا بهم 158 00:08:35,037 --> 00:08:37,894 بالمقارنة مع المشاركين الذين لم يكرسوا تلك الجهود. 159 00:08:38,304 --> 00:08:40,283 لذلك اعتقدنا أن هذه نتيجة صادمة، 160 00:08:40,284 --> 00:08:42,979 وكنَّا نتساءل، "كيف يُعقل ذلك؟ 161 00:08:42,980 --> 00:08:45,117 لماذا من غير الواضح للجميع 162 00:08:45,118 --> 00:08:47,998 أن للتباهي هذه العواقب السلبية؟" 163 00:08:48,668 --> 00:08:52,273 واعتقدنا مجدداً أن الإجابة تكمن في فجوة التعاطف. 164 00:08:52,274 --> 00:08:56,056 نميل إلى إسقاط مشاعرنا على مستمعينا، 165 00:08:56,057 --> 00:08:58,195 وحينما نكون متحمسين تجاه شيء، 166 00:08:58,196 --> 00:09:02,277 إنجاز أو ترقية غير متوقعة أو أن نكون في مكان جميل، 167 00:09:02,278 --> 00:09:06,113 نكون مثل الأطفال الصغار ونتوقع من الآخرين مشاركتنا حماسنا، 168 00:09:06,114 --> 00:09:07,727 وفي نفس الوقت، لا نرى 169 00:09:07,728 --> 00:09:12,138 أن الآخرين ربما لا يشعرون بنفس قدر سعادتنا حيال الأشياء الجميلة التي حدثت لنا 170 00:09:12,703 --> 00:09:15,339 هذه النتائج مثيرة للاهتمام على نحو خاص 171 00:09:15,340 --> 00:09:19,042 في عصر نحن فيه أكثر ارتباطاً مع بعضنا البعض. 172 00:09:19,352 --> 00:09:23,197 أولاً، بينما يزيد عدد الاتصالات بيننا، 173 00:09:23,198 --> 00:09:26,968 نميل إلى الشعور وكأننا نتحدث إلى جمهور. 174 00:09:26,969 --> 00:09:28,980 هذا ما ندعوه "البث،" 175 00:09:28,981 --> 00:09:34,127 حينما نبث، نميل إلى مشاركة محتوى ترويجي عن الذات بقدر أكبر. 176 00:09:35,057 --> 00:09:37,803 في نفس الوقت، رغم أننا متصلون على نحو أكبر بكثير، 177 00:09:37,804 --> 00:09:39,725 فإن ذلك لا يعني بالضرورة 178 00:09:39,726 --> 00:09:43,292 أن المسافة النفسية بيننا تقصر. 179 00:09:43,293 --> 00:09:45,459 في الواقع، ربما هي في تزايد، 180 00:09:45,640 --> 00:09:48,398 وربما يفاقم هذا من فجوة التعاطف. 181 00:09:48,399 --> 00:09:52,365 مما يجعل الأمر أكثر صعوبة على المروج عن ذاته من معرفة 182 00:09:52,366 --> 00:09:54,951 ما يمكن أن تكون عليه ردود فعل المستمعين له، 183 00:09:54,952 --> 00:09:56,149 وفي نفس الوقت، 184 00:09:56,150 --> 00:09:59,460 تقليل احتمالية أن يكون للمتلقي أي رغبة 185 00:09:59,461 --> 00:10:03,164 في مشاركة المروج عن ذاته في مشاعره الإيجابية. 186 00:10:03,424 --> 00:10:07,825 والشيء الثالث الذي لاحظته مؤًخراً نسبياً 187 00:10:07,826 --> 00:10:11,365 أن الشركات بدأت في فعل شيء غريب حقاً، 188 00:10:11,366 --> 00:10:14,775 ألا وهو تشجيع المستهلكين على التباهي بمنتجاتهم. 189 00:10:14,976 --> 00:10:17,933 بالأمس، رأيت رسالة من خطوط طيران 190 00:10:17,934 --> 00:10:20,623 تدعو ركابها دائمين السفر 191 00:10:20,624 --> 00:10:23,551 على نشر صور لكروت سفرهم المتكررة، 192 00:10:23,552 --> 00:10:26,505 مستخدمين وسم "وسم التباهي". 193 00:10:26,506 --> 00:10:29,705 لذا فهم يدعوهم للتباهي بمنزلتهم أمام الآخرين. 194 00:10:29,706 --> 00:10:30,930 فكرت أن ذلك كان 195 00:10:30,931 --> 00:10:36,815 تغييراً جديداً مثير للاهتمام حقاً في التسويق على وسائل التواصل الاجتماعي. 196 00:10:37,285 --> 00:10:39,963 إذاً، ماذا نستطيع أن نفعل لتقليل هذه المشاكل، 197 00:10:39,964 --> 00:10:44,027 لنجعل تفاعلنا الاجتماعي وخصوصًا على الإنترنت أفضل بعض الشيء؟ 198 00:10:44,434 --> 00:10:49,736 أعتقد أن بعض الأفعال الصغيرة ربما تساعدنا في تحسين الوضع، 199 00:10:49,737 --> 00:10:53,540 وهي تشمل محاولة تقليل الفجوة العاطفية. 200 00:10:53,760 --> 00:10:56,778 لذلك، إذا ما كنت تشعر بالرغبة في مشاركة شيء ما 201 00:10:56,779 --> 00:10:59,921 لجمهور ما أو لأصدقائك على الإنترنت، 202 00:10:59,922 --> 00:11:01,332 مجرد فعل شيء بسيط 203 00:11:01,333 --> 00:11:04,022 مثل وضع أنفسنا مكان الآخرين المتلقين في نهاية السلسلة 204 00:11:04,023 --> 00:11:06,212 ومحاولة معرفة ما هي احتمالية 205 00:11:06,213 --> 00:11:09,720 أنهم سيكونون سعيدين لمعرفة أخبارنا الجيدة، 206 00:11:09,721 --> 00:11:11,906 أو أنهم سينزعجون بالأحرى، 207 00:11:11,907 --> 00:11:14,124 ربما يحد ذلك من رغبتنا في المشاركة، 208 00:11:14,125 --> 00:11:18,065 أو يجعلنا نشارك الأشياء فقط مع الأشخاص الذين سيهتمون حقاً. 209 00:11:18,670 --> 00:11:21,949 فعل آخر بسيط يمكن فعله 210 00:11:21,950 --> 00:11:25,288 إشراك الأشخاص المتلقين في نهاية السلسلة. 211 00:11:25,289 --> 00:11:28,857 لذا عندما نقرأ التباهي المفرط لشخص آخر، 212 00:11:29,317 --> 00:11:36,097 ربما يمكننا تعزيز التسامح لدينا وإدراك أنهم يتباهون 213 00:11:36,558 --> 00:11:41,283 مؤمنين أننا نشارك بصدق عواطفهم الإيجابية وحماسهم. 214 00:11:41,728 --> 00:11:42,966 هذه أفعال بسيطة، 215 00:11:42,967 --> 00:11:47,267 لكني أعتقد أنها ستقطع شوطاً كبيراً في تقليل الفجوة العاطفية. 216 00:11:47,278 --> 00:11:50,845 بينما نحن نسير تجاه عالم أكثر تواصلاً بكثير، 217 00:11:50,846 --> 00:11:55,249 ربما تحسن كثيرًا من جودة تفاعلاتنا الاجتماعية. 218 00:11:55,839 --> 00:11:57,033 شكرًا لكم. 219 00:11:57,034 --> 00:11:58,631 (تصفيق)