كريس اندرسون: مرحبا. أهلاً
وسهلاً بكم في حوار TED هذا.
أول حوار ضمن سلسلة نقوم بها
بسبب التغييرات السياسية الحالية.
لا أعلم عنكم؛
ولكنني أصبحت قلقا من إنقسام
الآراء المتزايد في هذه الدولة
وفي العالم
لا أحد يستمع الى الأخر، صحيح؟
لا يستمعون أبداً.
أقصد ، أشعر اننا بحاجة لحوار من نوعٍ مختلف
حوارٍ مبني على...لا اعلم، على
المنطق ، الاستماع وعلى التفهم
على سياق أوسع
هذا ما سنحاول ان نقوم به على
الأقل في حوارات TED هذه
بدءا من اليوم.
ولا يمكننا الحصول على أي شخص هنا
قد يجعلني أكثر حماسة لبدء هذا الحوار
لدينا مفكر هنا، يفكر بطريقة لا يفكر بها
أحد غيره في الأرض، أقول هذا باختصار.
أتحدث بجدية
(يضحك يوفال نوح هراري)
اتحدث بجدية
هو يصنع التاريخ بأفكار أساسية
بطريقة تأسر أنفاسكم
البعض منكم سيتعرف على هذا
الكتاب " الوجود الإنساني"
هل قرأه أحد منكم؟
(تصفيق)
أقصد بأنني لم أستطع التوقف عن قراءته
طريقة سرده لقصة البشرية
بأفكار عظيمة تجعلك تفكر بطريقة مختلفة
انه نوعا ما مذهل.
وهنا الطبعة التابعة له،
والتي أظن انها ستنشر في
أمريكا الأسبوع المقبل.
يوفال :أجل الأسبوع المقبل
كريس:اسم الكتاب (الإنسان الخارق)
والآن، لدينا تاريخ المئة عام القادمة.
كان لدي الفرصة لقراءته.
إنه درامي للغاية،
وأود ان ذكر ان البعض يعتبره مقلقا.
يجب قراءته.
في الحقيقة لم نجد شخصً افضل لمساعدتنا
في فهم ما يحدث في العالم الآن
لذا رحبوا معي بـ(يوفال نوح هيراري)
(تصفيق)
سعيدٌ لأنضمام اصدقاءنا من
الفيسبوك ومن شبكة الأنترنت.
مرحبا، فيس بوك.
وجميعكم, بينما ابدأ انا
بتوجيه الاسئلة لـ(يوفال)
فكروا بأسئلتكم الخاصة
وليس من الضروري أن تكون
عن فضائح سياسية رائجة
بل من أجل فهم أوسع حول
السؤال الآتي: الى أين نتجه؟
هل انتم جاهزون؟ حسنا لننطلق
ها نحن هنا يا (يوفال)
في (نيويورك) وعام 2017 ، هناك رئيس جديد
والذي أطلق موجات صادمة حول العالم
ما الذي يحدث على الكوكب ؟
يوفال : أظن ان الأمر الأساسي الذي حدث
هو أننا أضعنا حكايتنا
البشر يفكرون بسرد الحكايات
ونحاول ان نفهم هذا العالم بسرد الحكايات
في العقود القليلة الماضية
أطلقنا حكاية بسيطة ومثيرة جدا
عما يحدث في العالم
والحكاية تقول أن ما يجري الآن
أن الاقتصاد سيتم عولمته
والسياسة اصبحت أكثر ليبرالية
والجمع بينهما سيحول الأرض الى نعيم
ويجب أن نستمر في عولمة الإقتصاد
وجعل النظام السياسي أكثر ليبرالية
وكل شيء سيكون رائع.
وعام 2016 كانت اللحظة
التي بدأ جزء كبير حتى في العالم الغربي
بالتوقف عن تصديق هذه القصة.
لسبب سلبي أو إيجابي، لا يهم
توقف الناس عن الإيمان بهذه القصة،
وعندما لا تملك قصة، أنت لن تفهم ما يحدث
كريس: جزء منك يؤمن بأن
القصة كانت مؤثرة جدا
وهي تعمل.
يوفا: أجل بعض الشيء.
استنادا الى بعض المقاييس
نحن الان في الوقت الأفضل
للبشرية.
واليوم ولأول مرة في التاريخ،
الكثير يموتون بسبب كثرة تناول
الطعام بدلا من قلة تناوله
والذي يعتبر إنجازا مدهش
(ضحك)
وكذلك لأول مرة بالتاريخ
الناس تموت من طول العمر
أكثر من الأمراض المعدية
وكذلك العنف في انخفاض
ولأول مرة بالتاريخ
العديد من الناس ينتحرون بدلا من
أن يقتلوا بجريمة أو عمل إرهابي
أو حتى بسبب الحروب التي تنشب بينهم
إحصائيا، أنت أسوأ عدو لنفسك
على الأقل، رغم كل هؤلاء الناس حول العالم
من المرجح انك ستنتحر من ان يقتلك احدهم
(ضحك)
والتي تعد أخبار سارة مقارنة بـ ......
(ضحك)
مقارنة بالعنف الذي شوهد بالعصور السابقة
كريس: ولكن عملية ربط العالم هذه
ولدت شعور بالتهميش لمجموعة كبيرة من الناس
ولذلك هم اظهروا ردة فعل
والان نمر بمفاجأة
تعبر طريقها عبر النظام كله
أقصد، ما الذي تفهمه مما حصل ؟
يبدو وكأن طريقة التفكير القديمة بالسياسة
الانقسام اليميني واليساري قد تم استبدالها
كيف يجب أن نفكر فيها ؟
يوفال: أجل، النموذج السياسي للقرن العشرين
حيث انقسام حزب اليمين ضد حزب اليسار
لم يعد ذو صلة أو معنى
والانقسام الحاضر الان بين العولمة والوطنية
وبين العولمة والمحلية
وترى هذا ظاهراً حول العالم مجدداً
ان هذا هو الصراع الرئيسي.
سنحتاج في العالم لنماذج
سياسية جديدة تماماً
وطرق تفكير جديدة تماماً عن السياسة.
بإختصار، ما يمكننا قوله أن
لدينا بيئة عالمية مشتركة
وكذلك اقتصاد عالمي مشترك ولكن سياسة وطنية
لكن هذا لا يمكن ان يعمل سوياً.
إنه يجعل النظام السياسي غير مؤثر
لانه ليس لدينا السيطرة على
القوى التي تشكل حياتنا
وهناك طريقتين لحل عدم التوازن هذا
إما عدم عولمة الاقتصاد وجعل الاقتصاد محلي
أو جعل النظام السياسي عالمي.
كريس: اظن ان العديد من الليبراليين هناك
لديهم رؤية سلبية للغاية
تجاه (ترامب) وإدارته
يرونه سيء للغاية
هل ترى هناك قصة اساسية او فلسفة سياسية
لعلها تصبح قابلة للفهم
كيف ستشرح هذه الفلسفة؟
هل هي مجرد فلسفة "وطنية"؟
يوفال: أظن ان الشعور الاساسي
أو الفكرة الاساسية
يدل ان هناك خلل ما في النظام السياسي
لم يعد يمد الشخص العادي بالسلطة
لم يعد يهتم حتى بأمر هذا الشخص العادي
واظن أنا هذا تشخيص صحيح عن المرض السياسي
وبالنسبة للإجابة عن اسئلتك، أنا لست متأكد
أظن أن ما نراه هو ردة فعل الإنسان الطبيعية
(إذا لم ينفع أمر ما ، لنتراجع)
وترى هذا في العالم بأسره
تقريبا لا أحد في النظام السياسي
لديه رؤية مستقبلية عن مصير البشرية
غالبا في كل مكان سترى رؤية عكسية للمستقبل:
"لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً"
وكأنها كانت عظيمة سابقاً ربما
بالخمسينات او الثمانينات
لنعود الى الماضي مجدداً
وترى روسيا، بعد مائة سنة من وفاة (لينين)
رؤية (بوتين) للمستقبل
تتمحور حول العودة الى
الإمبراطورية القيصرية
وكذلك في اسرائيل، حيث أتيت
أكثر رؤية شعبية في يومنا هذا هي
"لنبني الهيكل مجددا"
لنرجع الفي سنة الى الخلف
احيانا يفكر الناس بالماضي الذي خسرناه
واحيانا في الماضي وكأنك
فقدت طريقك في المدينة
وانت تقول حسنا لنعود للوقت
الذي أشعرني بالأمان
ونبدأ مجدداً.
لا أظن بأن هذا يمكن ان ينفع
ولكن الكثير من الناس ، هذه غريزتهم الفطرية
كريس: ولكن لم لا يمكن ان ينفع هذا ؟
"أمريكا أولا" يعد رمز جذاب
حب الوطن ايضاً يعتبر أمر نبيل نوعاً ما
تلعب دوراً في التشجيع على التعاون
لعدد كبير من الناس.
لم لا تقبل بعالم منظم من دول
تضع نفسها أولا؟
يوفال: لمدة قرون، حتى الألاف من السنوات
حب الوطن عمل جيداً.
من المؤكد انها تؤدي الى
الحروب وما الى هنالك
ولكن لا يجب علينا ان نركز
كثيرا على السلبيات
حيث لها ايضاً العديد من الايجابيات
وكذلك قدرتها على جعل عدد كبير من الناس
يهتمون ببعضهم
يتعاطفون مع بعضهم
ويجتمعون معا لانشطة ذات فائدة
اذا عدت الى الشعوب القديمة
قبل الاف من السنوات
من كانو يعيشون على النهر الاصفر في الصين
كان هناك العديد والعديد من القبائل مختلفة
وجميعهم يعتمدون على النهر للحياة والنهضة
وجميعهم كذلك عانوا من الفيضانات الموسمية
والجفاف الموسمي.
ولم تستطع اي قبيلة ان تقوم بشيء حيال ذلك
لان كل قبيلة تحكم جزء صغير جدا من النهر.
وبعدها بعد عملية طويلة ومعقدة
اتحدت القبائل معا ليكونوا الشعب الصيني
الذي حكم النهر الاصفر بأكمله.
واستطاع ان يجمع مئات آلاف البشر
لبناء السدود والقنوات وضبط معدل النهر
وليمنع أسوأ الفيضانات والجفاف
ورفع مستوى المعيشة للجميع.
وهذا تم بأماكن كثيرة حول العالم.
ولكن في القرن الواحد والعشرين
التكنولوجيا غيرت كل هذا بطريقة جوهرية.
نحن الآن نعيش مع كل البشر من انحاء العالم
على ضفاف نهر إلكتروني واحد
وليس هناك دولة واحدة يمكنها ضبط هذا النهر
نحن نعيش معاً في كوكب واحد
وهو كوكب مهدد بأفعالنا نحن
اذا لم يكن هناك تعاونا عالميا من نوع ما
فإن الوطنية لا ترقى لأن تحل مشاكل مثل ...
تغير المناخ او التخريب التقني
كريس:إذن ،هي كانت فكرة جميلة
في عالم حيث كل المشاكل والأحداث
تحصل على مستوى محلي
لكن حجتك بأن المشاكل والأحداث في هذا العصر
لم تعد محلية بل أصبحت على صعيد عالمي
يوفال: بالضبط، كل المشاكل
الكبرى في العالم اليوم
تعتبر مشاكل عالمية بالأساس
ولا يمكن حلها
الا بتعاون عالمي من نوع ما
والامر لا يقتصر على تغير المناخ
رغم انه اكثر الأمثلة وضوحا
أنا افكر اكثر نحو التخريب التقني
لو أخذت الذكاء الاصطناعي على سبيل المثال
وعلى مدى السنوات الـ 20 و 30 القادمة
سيُدفع مئات ملايين الناس خارج سوق العمل
هذه مشكلة على صعيد عالمي
هذا سيسبب اضطرابا في أقتصاد كل الدول
وبشكل مشابه، اذا فكرنا بالهندسة الحيوية
وعن تخوف الناس من إجرائها
لا أعلم، تجارب هندسية على البشر
لن تحل المشكلة اذا قامت دولة واحدة فقط
لنقل مثلاً الولايات المتحدة الأمريكية،
بتجريم هذه التجارب على البشر،
لكن تستمر الصين او كوريا الشمالية بإجرائها
لا يمكن ان تجد الولايات المتحدة الحل وحدها
وبسرعة سيزداد الضغط على الولايات
المتحدة اذا لم تقم بإجراء التجارب ايضا
لأننا نتحدث عن تكنولوجيا
خطرة وذات فائدة كبيرة
اذا كان احدهم يقوم بهذا الأمر
لا استطيع ان ابقى متخلفا عنهم
الطريقة الوحيدة لفرض قوانين ، قوانين فعالة
على أمور مثل الهندسة الحيوية
عن طريق فرض قوانين دولية.
ان كان لديك قوانين محلية فقط ،
لن يحب احد ان يتخلف عنهم.
كريس: هذا مثير للإهتمام حقا
هذا يبدو لي وكأنه مفتاح واحدٌ
على الأقل لأثارة محادثة بناءة
بين الأطراف المختلفة هنا،
لأني اعتقد ان اي شخص يمكن
ان يوافق على ان نقطة البداية
للكثير من الغضب الذي يدفعنا لحيثما
بسسب القلق المشروع من فقدان الوظيفة
العمل ذهب، طريقتنا التقليدية
في الحياة اختفت
و ليس من الغريب ان يخاف الناس من ذلك الأمر
وبوجة عام، فقد ألقوا اللوم على
العولمة والنخب العالمية،
لعمل ذلك لهم دون إذنهم،
وهذا يبدوا كأنه شكوى مشروعة.
ولكن ما أسمعك قلته هو ذلك
-- لذا السؤال الرئيسي هو:
ما هي الأسباب الحقيقية لفقدان الوظيفة
سواءً الآن أو في المستقبل؟
بقدر ما يتعلق الأمر بالعولمة،
لذا الرد الصحيح هو نعم لأغلاق الحدود
وابقاء الناس خارجاً وتغيير الأتفاقيات
التجارية وما الى هنالك.
ولكنك تقول ، اعتقد ان
أن السبب الأكبر لفقدان الوظائف
ليس ذلك على الأطلاق.
بل أنها سوف تنشأ في المسائل التكنولوجية
وليس لدينا فرصةٌ لحلها
مالم نتصرف كعالم مترابط
يوفال: نعم ، أعتقد ذلك،
لا أعلم بخصوص الحاضر ولكن بالنظر للمستقبل،
لن يكون المكسيكيين أو الصينيين
من يأخذ الوظائف
من الناس في بنسلفينيا
بل أنها الروبوتات و الخوارزميات.
لذا إلا ان كنت تفكر في بناء حائط
ضخمٍ على الحدود مع كاليفورنيا
(ضحك)
سيكون الحائط على الحدود
مع المكسيك غير فعال نهائياً
وكنت مصدوماً عندما كنت اشاهد
المناقشات قبل الأنتخابات
كنت مصدوماً بالخصوص بأن
ترمب لم يلجأ لتخويف الناس
بقوله سوف تأخذ الروبوتات وظائفكم.
الآن حتى لو لم يكن ذلك حقيقياً فلا يهم
كان يمكن أن تكون وسيلة فعالة
للغاية في تخويف الناس--
(ضحك)
وأثارة الناس:
"سوف تأخذ الروبوتات وظائفكم!"
ولا أحد يستخدم هذا الكلام.
وهذا ما جعلني خائفاً،
لأن ذلك يعني عدم أهمية ما يحدث
في الجامعات والمختبرات،
وهناك بالفعل نقاشات مكثفة حول الأمر،
لكن في النظام السياسي
السائد وبين عامة الناس،
الناس لا يدركون
انه يمكن أن يكون هناك أضطراب تكنولوجي هائل
ليس في 200 عام بل في 10، 20 أو 30 عام
ويجب ان نفعل شيئاً بخصوص ذلك الآن،
ويرجع ذلك جزئياً إلى ان معظم ما نعلمه
للأطفال اليوم في المدرسة او الجامعة
لن يكون مجدياً لسوق العمل في 2040 ، 2050
وهذا ليس أمراً لنفكر بخصوصه في عام 2040
يجب ان نفكر اليوم بما
نعلم به الشباب الصغار.
كريس: نعم، لا على الأطلاق.
لقد أعتدت أن تكتب عن لحظاتٍ في التاريخ
حيث يدخل البشر فيه عصراً جديداً بغير قصد.
القرارات أتخذت والتكنولوجيا تطورت،
وفجأة العالم يتغير،
ومن المحتمل أن يكون بشكل سيءٍ للجميع.
لذا واحد من الأمثلة التي طرحتها
في كتابك " الجنس البشري"
هو ثورة متكاملة في الزراعة،
والتي هي للشخص العادي حراثة الحقول،
انهم يأخذون حوالي اثني عشرة
ساعة من العمل المضني
بدلاً من ست ساعات في الغابة والكثير
الكثير من نمط الحياة الممتعه
(ضحك)
لذا هل نحن في تغير محتمل في الحالة هنا،
حيث نحن نسير في نومنا نوعاً ما
في المستقبل الذي لا يريده احد؟
يوفال: نعم، نوعاً ما.
خلال الثورة الزراعية،
ما حدث هو ثورة هائلة في
التكنولوجيا والأقتصاد
زادت في قوة التجمعات البشرية،
ولكن عندما نظرنا على حقيقة حياة الأفراد
حياة فئةٍ صغيرة من الناس أصبحت أفضل،
والغالبية الكبرى من الناس
اصبحت حياتهم اسوأ بكثير.
وهذا قد يحدث مجدداً في
القرن الواحد والعشرين.
لا شك بأن التكنولوجيا الحديثة
تقوي التجمعات السكانية.
لكن يمكن أن ننتهي مجدداً
مع فئةٍ صغيرة تجني كل
الفوائد، تأخذ كل الفاكهة،
والغالبية العظمى من التعداد
السكاني ستجد نفسها اسوأ
مما كانت عليه سابقاً،
وبالتأكيد اسوأ بكثير من هذه الفئة.
كريس: وهذه الفئات قد لا
تكون حتى فئاتٍ بشرية.
قد يكونون سايبورغ --
يوفال: نعم، يمكن أن تكون
الفئة معززة للبشر الخارقين
قد تكون أيضاً سايبورغ.
وقد تكون فئاتٍ غير حية بالكامل.
وقد تكون أيضاً خوارزمياتٌ غير واعية.
ما نراه الآن في العالم هو نقل السلطة
من البشر للخوارزميات.
المزيد والمزيد من القرارات
-- حول الحياة الشخصية،
حول المسائل الأقتصادية
حول المسائل السياسية --
بدأت تؤخذ فعلياً بواسطة الخوارزميات.
فإذا طلبت قرضاً من البنك،
فهنا احتمال كبير بإن يقرر مصير قرضك
بواسطة خوارزمية وليس من قبل إنسان.
والأنطباع العام هو ربما أن الجنس
البشري فقد قدرة اخذ القرار.
العالم مكان معقد فيه الكثير من البيانات،
الأشياء تتغير بسرعة،
إن الشيء (الدماغ) الذي تطوّر
في السافانا الأفريقية
منذ عشرات الألوف من السنوات
للتعامل مع بيئةٍ معينة،
بحجم معين من المعلومات والبيانات
فإنه لا يمكنه التعامل مع حقائق
القرن الواحد والعشرين،
والشيء الوحيد الذي يمكنه التعامل مع ذلك
هو خوارزميات البيانات العملاقة.
لذا ليس من العجب أن الأولوية بدأت
تتحول عنا إلى الخوارزميات.
كريس: لذا نحن هنا في مدينة نيويورك
للسلسلة الأولى من حوارات TED
مع يوفال هراري،
ولدينا بث فيسبوك مباشر
للجمهور في الخارج هناك.
ونحن مستمعون بكونك معنا اليوم.
سنبدأ بطرح بعض من اسئلتكم
واسئلة الذين معنا في الغرفة
في بضع دقائق فقط،
لذا لدينا التالي.
يوفال ، إذا كنت تريد أن تعمل حجةً
بأننا بحاجة للتخلص من الوطنية
بسبب التكنولوجيا القادمة
وأن الخطر في الطريق،
ويصنع بالغالب بواسطة ما يحدث
يجب أن يكون لدينا حوارٌ عالمي حول ذلك.
المشكلة أنه من الصعب جعل الناس
يصدقون ذلك، لا أعلم
الذكاء الاصطناعي تهديد وشيك وما الى ذلك.
الأمور أن الناس، بعض الناس على الأقل،
يهتمون أكثر لأمرها بشكل مباشر، ربما
التغير المناخي،
ربما بعض القضايا كمثل الآجئين،
الأسلحة النووية وما إلى هنالك
هل يمكنك وضع الحجة بأننا حيث نحن الآن
يجب بشكل أو بآخر أن نؤجل هذه القضايا؟
كنا نتحدث حول تغير المناخ،
لكن ترمب قال أنه لا يصدق ذلك.
لذا بطريقة ما، حجتك الأقوى،
لا تستطيع أن تستخدمها في هذه القضية.
يوفال: نعم، أعتقد بإن التغير المناخي،
للوهلة الأولى، يبدو الأمر مفاجئاً
بإن يكون هناك علاقة وثيقة
بين الوطنية والتغير المناخي.
أعني، في الغالب دائماً الناس الذين
يتجاهلون التغير المناخي هم وطنيون.
وللوهلة الأولى تفكر : لماذا؟
ما الرابط بينها؟
لماذا يكون لدينا إشتراكيون
يتجاهلون التغير المناخي؟
لكن بعد ذلك، عندما تفكر
بالأمر، يبدو واضحاً
لأن الوطنية ليس لها حل للتغير المناخي.
إن كنت تريد ان تكون وطنياً
في القرن الحادي والعشرين،
يجب أن تتجاهل المشكلة.
فإذا قبلت بحقيقة المشكلة، يجب
عليك أن تتقبل ذلك، نعم،
ما زال هناك مكان في العالم للوطنية،
ما زال هناك مكان في العالم
ليكون لك ولآئك الخاص
والألتزامات تجاه شعبك وإتجاه بلدك.
لا أظن بأن هناك شخص يفكر
فعلياً في إلغاء ذلك.
ولكن لمواجهة التغير المناخي،
نحتاج إلى ولاءٍ إضافي وإلتزامٍ إضافي
على مستوىً يتعدى الأمه.
وهذا قد لا يكون ممكناً
لأن الناس لديهم العديد من طبقات الولاء.
يمكن أن تكون مخلصاً لعائلتك
لمجتمعك
لأمتك
لذا لما لا يمكنك ان تحمل
الولاء للبشرية ككل؟
بالطبع، هناك بعض المناسبات
حيث يصبح من الصعب جداً
ماذا تضع أولاً،
لكن، أنت تعلم، الحياة صعبةٌ جداً.
تعامل معها.
(ضحك)
كريس: جيد، أريد أن احصل على
بعض الأسئلة من الجمهور هنا.
لدينا ميكرفون هنا.
يمكنكم التحدث خلاله كما والفيسبوك
يمكنه المشاركة أيضاً.
هوارد مورغان: احد الأشياء
التي تصنع فرقاً عظيماً
في هذا البلد والبلدان الأخرى
هو عدم المساواة في توزيع الدخل،
التغيير الدراماتيكي لتوزيع
الدخل في الولايات المتحده
مما كانت عليه قبل خمسون عاماً،
وحول العالم،
هل هناك أي شيء عمله
للتأثير على ذلك؟
لأنه يحصل على العديد من
الأسباب الكامنة ورائها.
يوفال: حتى الآن لم اسمع بفكرة جيدة
بما يكفي حول ما يمكن فعله لذلك
مجدداً، جزئياً لأن معظم الأفكار
تبقى في المستوى المحلي،
والمشكلة عالمية.
أعني، فكرة واحده سمعتها سابقاً جداً
وهي الدخل الأساسي العالمي.
لكن هذه هي المشكلة.
أعني، أظن أنها بداية جيدة،
ولكنا فكرة إشكالية لأن
"العالمية" ليست واضحه
وليس واضحاً ما هو "الأساس"
معظم الناس حين يتحدثون عن
الدخل الأساسي العالمي
انهم فعلياً يعنون الدخل الأساسي المحلي.
لكن المشكلة هي العالمية.
دعونا نفترض أننا لدينا ذكاء أصطناعي وطابعة
ثلاثية الأبعاد تاخذ ملايين الوظائف
في بنغلاديش،
من كل الناس الذين يصنعون قمصاني وأحذيتي.
لذا ما الذي سيحدث؟
فستقوم الحكومة الأمريكية بفرض ضرائب
على جوجل وأبل في كاليفورنيا،
واستخدام ذلك لدفع الدخل الأساسي
للعاطلين عن العمل من البنغاليين
إذا صدقت ذلك، فيمكنك أن تصدق
أن سانتا كلوز سيأتي ويحل المشكلة.
لذلك ما لم يكن لدينا عالمية
بدل الدخل المحلي الأساسي،
فإن المشاكل العميقة لن تذهب بعيداً.
كما وإن الأساس غير واضح،
لأنه ما هي الحاجات الأساسية للأنسان؟
قبل ألاف السنين، فقط الطعام
والملجأ كان كافياً.
لكن اليوم، الناس تقول أن
التعليم أمرٌ أساسي للبشر،
يجب أن تكون جزءاً من الحزمة.
لكن كم هو؟ ست سنواتٍ من التعليم؟
إثنا عشر عاماً؟ درجة الدكتوراة؟
وبشكل مشابة العناية الصحية،
دعونا نقول حتى عشرون،
ثلاثون أو أربعون عاماً
سيكون لدينا علاجات باهظة الثمن التي
يمكن أن تمتد طوال فترة عمر الأنسان
لا أعلم حتى 120 عاماً.
هل ستكون جزءاً من سلة الدخل الأساسي أم لا؟
إنها مشكلة صعبة جداً،
لأننا في عالم حيث الناس
تخسر قدرتها على العمل
الشي الوحيد الذي ستحصل
به هو الدخل الأساسي.
لذا أي جزء منه؟ صعب جداً
جداً كسؤال الأخلاقي
كريس: هناك مجموعة من الأسئلة حول
كيف يمكن للعالم تمويل ذلك جيداً
من يدفع.
لدينا سؤال هنا من الفيسبوك من ليزا لارسون:
"كيف هي الوطنية في الولايات المتحدة الآن
مقارنةً لما كانت عليه في الحرب العالمية
الأولى والحرب العالمية الثانية
في القرن الماضي؟"
يوفال: جيد، الخبر الجيد انه
فيما يتعلق بأخطار الوطنية،
فإن وضعنا الآن أفضل بكثير مما
كان عليه في القرن الماضي
في القرن الماضي وفي عام 1917
كان الأوروبيين يقتلون
بعضهم البعض بالملايين
في عام 2016، مع خروج بريطانيا
من الأتحاد الأوروبي كما أذكر
لأن شخصاً واحداً فقد حياته، حيث قتل
رجل شرطة بواسطة بعض المتطرفين.
فقط شخصاً واحداً.
أعني، إذا كان خروج بريطانيا من
الأتحاد الأوروبي حول إستقلاليتها
فهذا هو اكثر حروب الأستقلال
سلماً في تاريخ البشرية
ولنقول أن إسكوتلندا ستختار
ان تبتعد عن المملكة المتحدة
بعد خروجها من الأتحاد الأوروبي.
فلو كنا في القرن الثامن عشر،
وأرادت إسكوتلندا-- وأراد الإسكتلنديين
ذلك العديد من المرات--
للأنفصال عن سيطرة لندن،
فإن رد فعل الحكومة في لندن
سيكون بإرسال جيش للشمال
لحرق أدنبره وذبح قبائل المناطق المرتفعة.
توقعي أنه في عام 2018 سيصوت
الأسكتلنديين للاستقلال
فإن حكومة لندن لن تقوم
بإرسال أي جيش للشمال
لأحراق أدنبره.
القليل جداً من الناس على إستعداد
لأن يَقتلوا أو أن يُقتلوا
لإستقلال البريطانيين أو الإسكتلنديين.
لذا فلكل الحديث عن إرتفاع الشعور الوطني
وبالعودة إلى ثلاثينيات القرن العشرين
للقرن التاسع عشر، في الغرب على الأقل،
فإن قوة شعور الوطنية أصغر بكثير
مما كان عليه في القرن الماضي.
كريس: على الرغم من أن القليل من الناس
الآن قلقون، أنت تسمع القلق العام
حول ما إذا كان ذلك سيتحول،
فأنه سيؤدي إلى إندلاع العنف
في الولايات المتحدة
بناءً على كيف يمكن للأمور أن تتغير.
هل يجب أن نقلق حيال ذلك
أو أنك تعتقد بأن الأشياء قد تغيرت؟
يوفال: لا، يجب أن نقلق
يجب أن نقلق من أمرين إثنين
الأول، لا تكن هستيرياً
نحن لم نعد إلى الحرب العالمية الأولى بعد
لكن بالمقابل، لا تكن قنوعاً
لقد وصلنا من عام 1917 إلى عام 2017
ليس ببعض المعجزات السماوية،
ولكن ببساطة بقراراتنا البشرية
وإذا بدأنا الآن بإتخاذ القرارات الخاطئة،
فمن الممكن أن نعود إلى
حالة مماثلة لعام 1917
في القليل من السنوات.
أحد الأشياء التي أعلمها كمؤرخ
أنك يجب أن لا تقلل من قيمة الغباء البشري.
(ضحك)
إنها واحدة من أقوى القوى في التاريخ،
الغباء البشري و العنف البشري.
البشر يقومون ببعض الأمور
الجنونية لأسباب غير واضحة
لكن مجدداً وفي نفس الوقت
واحدة أخرى من القوى القوية جداً في
التاريخ البشري هي الحكمة البشرية
ولدينا كلاهما.
كريس: لدينا هنا عالم النفس
الأخلاقي جوناثان هيدت
والذي أظن أن لديه سؤالا.
جوناثان هيدت: شكراً، يوفال.
لذا يبدو أنك أحد المعجبين بالحكم العالمي،
ولكن عندما تنظر لخريطة العالم
من خلال الشفافية الدولية،
والتي تصنف مستويات الفساد
في المؤسسات السياسية
انها بحر من اللون الأحمر مع القليل
من اللون الأصفر هنا وهناك
لأولائك الذين لديهم مؤسساتٍ جيدة.
لذا اذا حصلنا على حكومة عالمية
ما الذي يجعلك تعتقد انها ستنتهي
إلى شيء شبيه بالدنمارك
أكثر من أن تكون مثل
روسيا أو الهنداروس
و هل هناك أي بدائل أخرى؟
كما فعلنا مع إنبعاثات الفلور-كلور-كربون؟
هناك طرق لحل المشاكل المناخية
بواسطة الحكومة المحلية.
كيف ستبدو الحكومة العالمية
ولماذا تظن أن ذلك قد ينجح؟
يوفال: جيد، لست أعلم كيف ستبدو تلك الحكومة
لا أحد لديه حتى الآن نموذج لذلك.
السبب الرئيسي وراء حاجتنا لها
هو أن العديد من هذه القضايا
هي حالات خسارة- خسارة
عندما يكون لديك حالات
فوز-فوز كما في التجارة
كلا الجانبين منتفع من الأتفاقية التجارية،
ثم هذا أمر يمكنك إستنباطه
من دون بعض أنواع الحكومة العالمية
كل الحكومات المحلية سترغب في فعل ذلك
ولكن عندما تكون الحالة خسارة-خسارة
مثل التغير المناخي،
سيكون أصعب بكثير
دون بعض الشمولية والسلطة الحقيقية.
الآن، كيف نصل إلى هناك وكيف ستبدو؟
لا أعلم
وبالتأكيد ليس هناك سبب واضح
للأعتقاد بأنها ستكون أشبه للدنمارك
أو أنها ستكون ديموقراطية.
في الغالب لن تكون.
ليس لدينا نموذج فعّال
للحكومة العالمية.
لذا قد تكون أشبه بالصين القديمة
منها من الدنمارك الحديثة
ولكن لا يزال، نظراً للخطر الذي نواجهه
إعتقادي انه من الحتمي إيجاد
شكل من القدرة الحقيقية
لأجبارهم على إتخاذ قرارات
صعبة على المستوى العالمي
أهم بكثير من أي شيء آخر تقريباً.
كريس: لدينا سؤال من فيسبوك هنا،
ومن ثم سيكون المايكرفون مع أندريو.
لذا، كات هيبرون من الفيسبوك
تكلمنا من فيل:
" كيف يمكن للدول المتقدمة إدارة
ملايين المهاجرين من المناخ؟"
يوفال: لا أعلم.
كريس: هذه هي إجابتك، (تضحك كات)
يوفال: وأيضاً لا أعتقد أنهم يعلموا كيف.
انهم فقط سيتجاهلوا المشكلة، ربما.
كريس: لكن الهجرات، في الغالب
هي مثال آخر لمشكلةٍ
من الصعب حلها على المستوى الدولي.
إحدى الدول قد تغلق أبوابها،
ولكن ربما ذلك يخزن فقط المشاكل للمستقبل.
يوفال: نعم، أعني، إنها قضية أخرى جيدة
خاصةً لأنه من السهل جداً
أن تهاجر اليوم
مما كن عليه الأمر في العصور
الوسطى أو في العصور القديمة.
كريس: يوفال، هناك إعتقاد بين
العديد من الكنولوجيين بالتحديد
بإن الأعتبارات السياسية هي شيء من المبالغة
حيث أن القادة االسياسيين
ليس لديهم التأثير الكبير
في العالم،
أن المحدد الحقيقي للبشرية في
هذه النقطة هو بواسطة العلم،
بواسطة الأختراع، وبواسطة الشركات
بواسطة أشياء عديدة غير القادة السياسيين،
وفعلياً ان ذلك صعبٌ جداً
على القادة لفعل الكثير،
لذا نحن هنا فعلياً نقلق من لا شيء .
يوفال: جيد، أولاً علينا أن نؤكد
أن الحقيقة بأن القادة السياسيين لديهم
القدرة على عمل الخير أمر محدود،
لكن قدرتهم على عمل السوء أمر غير محدود.
هناك إختلال أساسي هنا.
حيث أن ما زال بأمكانك الضغط
على الزر وتفجير الجميع.
لديك تلك القدرة.
لكن إن أردت على سبيل المثال،
أن تقلل عدم المساواة
فهذا صعبٌ جداً جداً.
لكن لبدء حرب،
ما زال بإمكانك فعل ذلك ببساطة.
لذا لدينا اليوم عدم توازن
مدمج في النظام السياسي
وهو أمرٌ محبطٌ للغاية،
حيث أنك لا تستطيع فعل الكثير من الخير لكن
ما زال لديك القدرة على فعل الكثير من السوء
وهذا ما زال يصنع إعتباراً
كبيراً جداً للنظام السياسي
كريس: لذا بينما تنظر إلى ما يحدث اليوم،
وترتدي قبعتك التاريخية،
هل تنظر إلى الوراء في التاريخ في لحظاتٍ
عندما كان كل شيءٍ يسير على ما يرام
وقائد بمفرده أخذ العالم وبلده للوراء؟
يوفال: هناك عدد قليل جداً من الأمثلة،
ولكن يجب التأكيد بإنه
لم يكن يوماً قائداً بمفرده
أقصد، شخصٌ ما وضعه هناك
وشخصٌ ما سمح له بإن يستمر هناك.
لذا إنه فعلياً ليس خطأ شخصٍ واحد.
هناك العديد من الناس خلف كل شخصٍ مثله.
كريس: هل يمكننا الحصول على الميكروفون
هنا، أرجوكم، لأندريو؟
أندريو سولومون: لقد تحدث كثيراً
عن العالمية مقابل الوطنية،
ولكن على نحو متزايد، يبدو لي،
الوضع العامي في أيدي مجموعاتٍ فردية.
ننظر إلى الناس في الولايات
المتحده الأمريكية
الذين تم تجنيدهم من قبل تنظيم داعش
وننظر إلى المجموعات الأخرى التي تشكلت
للخروج من نطاق الوطنية
ولكنها لا تزال تمثل سلطاتٍ هامه.
كيف يمكن أن تندمج مع النظام،
وكيف يمكن لمجموعةٍ منفصلةٍ
من الهويات بإن تكون متماسكة
تحت كلاً من القيادة الوطنية
أو القيادة العالمية؟
يوفال: حسناً، المشكلة لمثل
إنقسام الهويات هذا
هي مشكلةٌ من الوطنية أيضاً.
الوطنية تؤمن في الفرد والهوية المتجانسة،
وحصرياً أو على الأقل إصدارات أكثر تطرفاً
تؤمن في الولاء الحصري لهوية واحدة.
وبالتالي، فإن الوطنية لديها
العديد من المشاكل
مع أشخاصٍ يرغبون في تقسيم هوياتهم
بين العديد من المجموعات.
لذا إنها ليست مشكلة للرؤية العالمية.
وأظن مجدداً بأن التاريخ يعرض لنا
أنه لا ينبغي لنا بالضرورة التفكير في
مثل هذه المصطلحات الحصرية.
إذا فكرت بأن هناك هوية
واحدة فقط للشخص الواحد
" أنا فقط س، هذا هو، لا أستطيع أن أكون
اشياء متعدده، أستطيع أن أكون فقط ذلك"
هذه هي البداية للمشكلة.
لديك الديانات، ولديك الأمم
التي تتطلب في بعض الأحيان الولاء الحصري.
ولكن هذا ليس الخيار الوحيد.
هناك العديد من الديانات والعديد من الأمم
وهذا يمكنك من الحصول على
هويات متعدد في نفس الوقت.
كريس: لكن هناك تفسير واحد
لما حدث العام الماضي
حيث أن مجموعة من الناس قد ضجرت
من ما يمكن تسميه، إذا احببت
من النخب الليبرالية، بسبب
الحاجة إلى مصطلح افضل،
ما ازعج العديد والعديد من الهويات
المختلفة وازعج شعورهم،
"لكن ماذا عن هويتي؟ أصبحت
مُهمَلاً بالكامل هنا.
وبالمناسبة، كنت أعتقد بأنني الأغلبية؟
وهذا فعلياً أوقد شعلة الكثير من الغضب.
يوفال: نعم. الهوية دائماً مسببة للمشاكل
لأن الهوية هي تستند دائماً على قصصٍ وهمية
والتي عاجلاً أو آجلاً تصطدم بالواقع.
غالباً كل الهويات،
أقصد، ليست على مستوى
المجتمع الأساسي
لمجموعة قليلة من دزينات الناس،
والقائمة على قصة وهمية.
هم لا يمثلون الحقيقة،
ولا الواقع.
إنها مجرد قصةٍ ان الناس يخترعون
ويخبرون الآخرون
ويبدأوا بالتصديق.
وهكذا كل الهويات غير مستقرة بالكامل.
انها ليست حقيقة حيوية.
أحياناً الوطنيات على سبيل المثال،
فكر بأن الأمة هي كيان بيولوجي.
مصنوعٌ من الدمج بين التربة والدماء،
يصنع الأمة.
لكن هذا فقط قصة وهمية.
كريس: التربة والدماء تصنع
شيئاً من الفوضى اللزجة
(ضحك)
يوفال: إنها تفعل، كما أنها تعبث بعقلك
عندما تفكر كثيراً بأني ما أنا
إلا مزيج من التربة والدماء
إذا نظرتم بمنظور بيولوجي،
فمن الواضح أنه ليس هناك ولا حتى
واحدةً من الأمم الموجودة اليوم
كانت موجودة قبل 5000 عام.
الجنس البشري هو حيوان إجتماعي،
وهذا شيءٌ مؤكد.
ولكن لملايين السنوات،
الجنس البشري وأسلافنا البشر
عاشوا في مجتمعاتٍ صغيرة
مكونةٍ من دزيناتٍ قليلة من الأفراد.
كل شخصٍ يعرف الآخر.
بينما تتصور الأمم الحديثة مجتمعاتها،
بمعنى أنني لا أعلم كل هؤلاء الناس.
لقد أتيت من أمة صغيرةٍ حرفياً، اسرائيل،
وحيث هناك ثمانية ملايين من الإسرائيليين،
الذين لم أقابلهم بعد.
ولن أقابل معظمهم أبداً.
انهم موجودون أساسياً هنا.
كريس: لكن من حيث الهوية،
المجموعة هذه التي تشعر بأنها
مهملة وربما نُزِع عمله منه،
أقصد، في "الأنسان الخارق"
انت تتحدث فعلياً عن هذه المجموعة
بإتجاهٍ واحدٍ متوسع،
بإن هناك العديد من الناس
الذين سينزع عملهم منهم
بواسطة التكنولوجيا ببعض
الطرق التي قد تنتهي بنهايةٍ
كبيرة جداً... أعتقد يمكن
تسميتها "فئةٌ عديمة النفع"
فئةٌ حيث تقليدياً
كما يتم عرضها الأقتصاد،
هؤلاء ليس لديهم إستخدام
يوفال: نعم.
كريس: ما مدى إحتمالية حدوث ذلك؟
هل ذلك اشياءٌ اخرى يجب أن نقلق منها ؟
و هل يمكن معالجتها بأي شكل من الأشكال؟
يوفال: يجب أن نفكر بذلك
بطريقةٍ حذرةٍ جداً.
أقصد، لا أحد يعلم حقيقةً
ماهية سوق العمل
في عام 2040، 2050.
هناك إحتمالية بأن العديد من
الوظائف الجديدة ستظهر،
لكن هذا ليس مؤكداً.
وحتى لو ظهرت وظائف جديدة،
فليس من الضرورة أن يكون سهلاً
لسائق شاحنةٍ يبلغ من
العمر خمسين عاماً
أصبح غير موظف بواسطة مركبةٍ ذاتية القيادة،
لن يكون من السهل لسائق
الشاحنة العاطل عن العمل
ليعيد إكتشاف نفسه أو نفسها
كمصممٍ للعوالم الأفتراضية.
سابقاً، إذا نظرت إلى مسار
الثورة الصناعية،
عندما يُستبدل البشر بالآلات
في نوعٍ واحدٍ من العمل،
فالحل عادةً يأتي من الأعمال
ذات المهارة المنخفضة
في خطوط التجارة الجديدة.
لذا أنت لا تحتاج أي من العمال الزراعيين،
لذا الناس يتوجهون للعمل في
الوظائف منخفضة المهارة،
وعندما يُؤخذ هذا بالمزيد
والمزيد من الآلات،
ينتقل الناس للوظائف قليلة المهارة،
الآن، عندما بقول الناس أنه سيكون
هناك وظائف جديدةٍ في المستقبل،
حيث يستطيع البشر القيام بالأمر
أفضل من الذكاء الأصطناعي
وحيث يستطيع البشر العمل
أفضل من الذكاء الأصطناعي،
فأنهم سيفكرون عادةً بالأعمال
ذات المهارة العالية،
مثل مهندسو البرمجيات حيث
تصمم العوالم الأفتراضية.
الآن، لا يمكنني أن أرى كيف لمحاسبٍ
عاطلٍ عن العمل من وال-مارت
يعيد أكتشاف نفسه أو نفسها في عمر
الخمسين كمصصمٍ للعوالم الأفتراضية
كما أني لا أرى بالتأكيد
كيف يمكن للملايين من عمال النسيج
البنغاليين العاطلين عن العمل
سيكونون قادرين على فعل ذلك.
أقصد، إذا كانوا سيفعلون ذلك،
نحتاج أن نبدأ بتعليم البنغاليين اليوم
كيف يصبحوا مهندسو برمجيات،
ونحن لا نفعل ذلك.
لذا ماذا سيفعلون خلال عشرين عاماً؟
كريس: لذا هذا يبدو وكأنك
تسلط الضوء على سؤالٍ
والذي كان يتسلل إلي في
الأشهر القليلة الماضية
وهو غالباً سؤال صعب لطرحه امام الناس،
لكن إن كان هناك أي عقل لديه بعض الحكمة
يمكن عرضه عليك، ربما يكون عقلك،
لذا سأطرح عليك السؤال:
ما هي غاية البشر؟
يوفال: كما نعلم حتى الآن، ليس لشيء.
(ضحك)
أقصد، ليس هناك دراما كونية عظيمة،
بعض الخطط الكونية العظيمة،
التي لدينا دورٌ فيها.
ونحتاج وحسب لأكتشاف
ماهية دورنا
ومن ثم عمل الأفضل من قدرتنا.
هذه هي القصة لكل الديانات
والأيدولوجيات وما إلى هنالك،
لكن كعالم، أفضل ما يمكنني
قوله أن هذا غير صحيح.
ليس هناك دراما عالمية لدور الجنس البشري.
لذا...
كريس: سوف أدفع الأمر للخلف لدقيقةٍ وحسب،
فقط لكتابك الخاص،
لأنك في كتابك " الأنسان الخارق"
لقد طرحت واحد من أكثر الحسابات
المفهومة والمتماسكة
حول الشعور، وحول الوعي،
وهذا النوع الفريد من المهارات البشرية.
أنت تشير إلى أنه مختلفٌ عن الذكاء،
الذكاء الذي نبنيه في الآلات،
وهناك فعلياً الكثير من الغموض حوله.
كيف تستطيع أن تكون متأكداً بأن ليس له هدف
عندما لا نفهم حتى ما هو
هذا الشيء الحساس؟
أقصد، بتفكيرك الخاص ليس هناك فرصة
حيث ماهية غاية البشر هي بأن
يكونوا الأشياء العالمية الحساسة،
ليكونوا مركز المرح والحب والسعادة والأمل؟
وربما يمكننا بناء آلاتٍ تساعدنا
فعلياً في تضخيم ذلك،
حتى وإن لم يصبحوا حساسين بأنفسهم؟
هل هذا جنون؟
لقد وجدت نفسي آمل ذلك، بقراءة كتابك.
يوفال: حسناً، أنا بالتأكيد اعتقد بإن
أكثر سؤالٍ مشوق في العلم اليوم
هو السؤال عن الوعي والعقل.
أصبحنا افضل وأفضل في فهم الدماغ
والذكاء،
ولكننا أصبحنا أفضل بكثير
في فهم العقل والأدراك.
الناس غالباً ما يخلطون الذكاء والوعي،
خاصةً في أماكن مثل سيليكون فالي،
وهو أمر مفهوم، لأنها في البشر، تعمل سويةً.
أقصد، الذكاء بشكل أساسي
هو القدرة على حل المشاكل.
الوعي هو القدرة على الشعور بالأشياء،
للشعور بالمرح والحزن والملل
والألم وما إلى هنالك.
في الجنس البشري كما وفي كل الثدييات
الأخرى... انه ليس أمر فريدٌ للبشر...
في كل الثدييات والطيور وفي
بعض الحيوانات الأخرى،
الذكاء والوعي يعملان سويةً.
نحن عادةً ما نحل المشاكل بالشعور بالأشياء.
لذا فأننا نميل إلى الخلط بينها
لكنها اشياء مختلفة.
ماذا يحدث اليوم في أماكن مثل سيليكون فالي
هو أننا نصنع ذكاءً اصطناعياً
لكن ليس وعياً اصطناعياً.
هناك تطور مذهل في ذكاء الحاسوب
في السنوات الخمسين الماضية،
وتحديداً صفر من التطور في وعي الحاسوب،
وليس هناك أي مؤشر بأن
الحواسيب ستصبح واعيةً
في أي وقتٍ قريب.
لذا أول كل ذلك، إذا كان
هناك دورٌ كوني للوعي،
فهو ليس فريداً للجنس البشري.
الأبقار واعية، الخنازير واعية،
الشمبانزي واعي، الدجاج واعي،
لذا إذا ذهبت في ذلك الأتجاه،
فأولاً نحتاج لأن نوسع آفاقنا
وتذكر بوضوح بأننا لسنا الموجودات
الوحيدة الحساسة على الأرض،
وعندما يأتي الأمر للأحساس...
وعندما يأتي الأمر للذكاء
هناك سبب جيدٌ للتفكير
نحن أكثر ذكاءً من معظم الحزمة.
لكن عندما يأتي الأمر للشعور،
لنقل أن البشر أكثر عاطفيةً من الحيتان،
وأكثر عاطفيةً من قرد البابون
وأكثر عاطفيةً من القطط،
أنى لا أرى أي دليل على ذلك.
لذا أول خطوةٍ هي، أنت تذهب
في ذلك الأتجاه، توسع.
وثم السؤال الثاني عن ماهية غايته،
أود أن أعكس ذلك
و أود أن أقول أني لا أعتقد
بأن الأحساس هو لأي شيء.
أعتقد بأنه ليس مهماً أن
نجد دورنا في العالم.
الشيء المهم حقاً هو تحرير
أنفسنا من المعاناة.
ما الذي يميز الكائنات الحساسة
في مقابل الروبوتات، الحجارة،
أو أي شيء آخر،
ان تلك المخلوقات تعاني، يمكنها أن تعاني،
وما الذي يجب عليهم التركيز عليه
هو عدم إيجاد مكانهم في بعض
الدراما الكونية الغامضة.
يجب عليهم التركيز على فهم ماهية المعاناة،
ما الذي يسببها وكيف يمكن التحرر منها.
كريس: أنا أعلم ان هذه قضية كبيرة
لك وكان ذلك بليغاً جداً.
سنحصل على عاصفة من
الأسئلة من الجمهور هنا
وربما من الفيسبوك أيضاً
وربما من التعليقات كذلك.
لذا دعونا نسرع بذلك.
هناك واحدٌ هناك.
أبق يدك مرفوعةً عالياً خلفك
إذا كنت تريد المايكروفون،
وسنعيده إليك.
سؤال: في عملك، تحدثت كثيراً
عن القصص الخيالية
التي يجب أن نقبلها كحقيقة،
ونعيش حيواتنا بواسطتها،
كأفراد، نعلم ذلك،
كيف تؤثر القصص التي تختار
أن تعيشها على حياتك،
وهل تخلطهم مع الحقيقة، كمثلنا جميعاً؟
يوفال: سأحاول أن لا أفعل ذلك
أقصد، بالنسبة لي، ربما السؤال الأهم،
سواءً كعالم وكشخص،
هو كيف تحكي الفرق بين الخيال والحقيقة،
لأن الحقيقة هناك.
لا أقول أن كل شيءٍ خيالي.
انه وحسب صعبٌ جداً للجنس
البشري أن يحكي الفرق
بين الخيال والحقيقة،
وتصبح أكثر وأكثر صعوبةً مع تقدم التاريخ،
لأن الخيالات التي نصنعها...
وطنياتٍ وآلهه وأموال وشركات...
إنهم يتحكمون بالعالم اليوم.
لذا أن تفكر وحسب،
"أوه، هذا مجرد كيانات
خيالية نقوم بأختراعها"
هو أمرٌ صعب.
لكن الحقيقة هناك.
بالنسبة لي الأفضل...
هناك العديد من الأختبارات
لتحكي لك الفرق بين الحقيقة والخيال.
أبسطها، وأفضلها التي يمكن قولها بإختصار،
إنه إختبار المعاناة.
إذا إستطاع أن يعاني، فهو حقيقي.
إن لم يستطع أن يعاني، فهو ليس حقيقي
الأمة لا يمكن أن تعاني.
وهذا واضح جداً.
حتى وإن خسرت الأمة حرباً،
لنقول، "ألمانيا عانت من الخسارة
في الحرب العالمية الأولى"
إنها إستعاره.
ألمانيا لا تستطيع أن تعاني.
ألمانيا ليس لها عقل.
ألمانيا ليست واعية.
الألمان يمكن أن يعانوا،
نعم لكن ألمانيا لا تستطيع
وبشكل مشابه، عندما يفلس بنك،
فلا يستطيع البنك أن يعاني.
عندما يفقد الدولار قيمته،
فالدولار لا يعاني.
الناس يستطيعون أن يعانوا،
الحيوانات تستطيع أن تعاني
هذا حقيقي.
لذا أود أن ابدأ، إذا كنت
حقاً تريد أن ترى الحقيقة،
أود الذهاب عبر باب المعاناة.
إذا كنت حقاً تفهم ما هي المعاناة،
هذا سيعطيك أيضاً المفتاح
لفهم ماهية الحقيقة.
كريس: هناك سؤال من الفيسبوك
له علاقة مع ذلك،
من شخصٍ من حول العالم
بلغةٍ لا أستطيع قراءتها.
يوفال: اوه، إنها عبرية
كريس: عبرية. ها انت ذا.
(ضحك)
هل يمكنك قراءة الأسم؟
يوفال:أور لوترباخ غورين.
كريس: حسناً، شكراً لكتابتك.
السؤال هو: عصر ما بعد الحقيقة
يمثل فعلياً عصراً جديداً بالكامل
أو مجرد ذروة أو لحظةٍ أخرى بطرق لا تنتهي؟
يوفال: شخصياً،لا أربط بين
هذه الفكرة وما بعد الحقيقة
رد فعل الأساسي كمؤرخ هو:
إذا كان هذا هو عصر ما بعد الحقيقة،
متى بحق الجحيم كان عصر الحقيقة؟
كريس: صحيح
(ضحك)
يوفال: هل كان في الثمانينات، الخمسينات
أو في العصور الوسطى؟
أعني، كنا نعيش دائماً في عصر،
بشكل ما، ما بعد الحقيقة.
كريس: لكن دعني أعود إلى ذلك،
لأني أعتقد أن ما يتحدث عنه الناس
هو حيث كان لدينا عالمٌ فيه
عدد أقل من المنافذ الصحفية،
حيث من التقاليد، التأكد من صحة الأشياء.
إذ ادرج في ميثاق هذه المنظمات
أن الحقيقة مهمة.
لذا إن كنت تؤمن بالحقيقة،
فإن ما تكتبه هو معلومات.
هناك إيمان بأن المعلومات يجب أن
تتصل بالحقيقة بطريقةٍ حقيقية،
فإذا كتبت عنواناً، كان ذلك
محاولة جدية لجلب الأنتباه
لعرض شيء حدث فعلياً.
والناس دائماً لا يتلقون ذلك بشكل صحيح.
لكن أعتقد بأن القلق الذي لديك الآن هو
ان النظام التكنولوجي قوي جداً
حيث، لمدة من الزمن على الأقل،
يضخم على نطاق واسع أي شيء
بدون أي انتباه لما هو متصل بالواقع،
فقط لما هو متصلٌ بالنقرات والأهتمام،
ويمكن القول أن ذلك سام.
وهو قلق مبرر، أليس كذلك؟
يوفال: نعم، إنه كذلك، اعني،
التكنولوجيا تتغير،
وأصبح الآن من السهل الآن نشر
كلاً من الحقيقة والخيال والباطل.
انها تذهب في كلا الأتجاهين.
كما أنه من الأسهل أن تنشر الحقيقة
مما كان عليه في السابق.
لكني لا أعتقد أن هناك
أي شيءٍ أساسيٍ جديدٍ
حول هذا النشرللخيال والأخطاء.
ليس هناك شيء... لا أعلم عنه...
جوزيف غوبلز، لا يعلم
عن كل هذه الفكرة من وهمية
الأخبار وما بعد الحقيقة.
قال قوله المشهور بأنك
إن كررت الكذبة بما يكفي،
فسيعتقد الناس بأنها الحقيقة،
وكلما كانت الكذبة أكبر، كانت أفضل.
لأن الناس لا يرغبون حتى التفكير
بإن كبيراً جداً يمكن أن يكون كذبة.
أعتقد بإن الأخبار الكاذبة كانت
بيننا منذ الآف السنوات.
فكر فقط في الأنجيل.
(ضحك)
كريس: لكن هناك قلق
بأن الأخبار الوهمية ترتبط
بالأنظمة الأستبدادية،
وعندما ترى إرتفاعاً في الأخبار الوهمية
فهذا هو مؤشر الخطر وقد يكون
هناك أوقات مظلمة قادمة.
يوفال: نعم، أقصد، الأستخدام المفرط
للأخبار الوهمية هو علامة مزعجة.
لكني لا أقول أن ذلك سيء، أقول
وحسب أنها ليست جديدة.
كريس: هناك الكثير من الأهتمام
بهذا السؤال على الفيسبوك
عن الحكومة العالمية مقابل الوطنية.
سؤال هنا من قبل دينيس:
"كيف يمكن جعل الناس، الحكومات،
ليتخلوا عن السلطة؟
هل هذا... هل هذا... في
الحقيقة، النص كبير جداً
لا أستطيع أن اقرأ السؤال كاملاً.
لكن هل هذا ضروري؟
هل سنحاج إلى حربٍ لنصل إلى هناك؟
آسف فيل... لقد أفسدت سؤالك
ولكني ألوم النص هنا.
يوفال: خيارٌ واحد الذي يتحدث عنه الناس
هو أن الكوارث فقط تستطيع
أن تهز الجنس البشري
وتفتح الطريق لنظامٍ حقيقيٍ
من الحكومة العالمية،
وهم يقولون إننا لا نستطيع
ان نفعل ذلك قبل الكارثة،
لكننا بحاجة لأن نبدأ في وضع الأساسات
حيث أنه عندما تضرب الكارثة،
يمكننا التصرف بسرعة.
لكن الناس ليس لديهم التحفيز لفعل شيء مشابه
قبل أن تضرب الكارثة.
شيءٌ آخر أود التأكيد عليه
هو أن أي شخص مهتمٍ بالحكومة العالمية
يجب أن يجعل الأمر واضحاً جداً جدأً
أنه لا يجب تبديل أو إلغاء الهويات
المحلية والمجتمعات المحلية،
وأنما يجب أن تأتيان كلاهما كمثل...
يجب أن تكون جزءاً من حزمة واحدة.
كريس: أريد ان أسمع المزيد عن ذلك،
لأن عبارة "الحوكمة العالمية"
هي تقريباً مثال للشر في
عقلية الكثير من البشر
على إتجاه اليمين الآن.
إنه وحسب يبدو مخيف،
محكوم، ممتد وقد تخذلهم،
ولذا العالميين، الحوكمة العالمية...
لا، إذهب بعيداً!
والكثيرون ينظرون إلى الانتخابات
وكأنها نهاية المطاف
ولأي أحد يصدق بذلك.
لذا كيف نغير القصة
لذا لا يبدو ذلك مخيفاً جداً ومتحكماً به؟
بناء المزيد على هذه الفكرة
من كونها متوافقة
مع الهويات المحليه، المجتمعات المحلية.
يوفال: نعم أعتقد اننا يجب أن نبدأ مجدداً
مع الحقائق البيولوجية
للجنس البشري.
والبيولوجيا تخبرنا أمرين عن الجنس البشري
وهو أمر وثيق الصلة لهذه القضية:
الأول أننا مستقلون بالكامل
من النظام البيئي المحيط بنا،
وأننا اليوم نتحدث عن نظام عالمي.
لا نستطيع الهرب منه.
وفي نفس الوقت، تخبرنا البيولوجيا
عن الجنس البشري
بأننا حيواناتٌ إجتماعيةٍ،
ولكننا اجتماعيين على المستوى المحلي.
إنها وحسب حقيقة بسيطة عن البشرية
بأننا لا نستطيع أن يكون لنا ألفةً حميمية
مع أكثر من حوالي 150 شخصاً.
حجم الفرق الطبيعية،
المجتمع الطبيعي للجنس البشري،
لا يزيد عن 150 فرداً،
وكل شيء يتجاوز ذلك هو في الحقيقة
قائمٌ على جميع أنواع القصص الخيالية
و المؤسسات واسعة النطاق،
وأعتقد أننا يمكننا إيجاد طريق،
مجدداً، قائمٌ على الفهم البيولوجي لجنسنا،
لنسج الأثنين معاً
ولنفهم أن اليوم في القرن الواحد والعشرين،
نحتاج إلا كلاً من المستوى
العالمي والمجتمع المحلي.
وأود حتى أن أذهب أبعد من ذلك
وأقول إنه يبدأ بالجسد نفسه.
الشعور بأن الناس اليوم
لديهم الغربة والوحدة
وعدم إيجاد مكانهم في العالم،
وأعتقد أن المشكلة الأساسية
ليست الرأسمالية العالمية.
المشكلة الأساسية أنه خلال
المئة سنةٍ الماضية،
الناس أصبحوا بعيدين عن أجسادهم،
أبعدوا أنفسهم عن أجسادهم.
وكصياد يجمع الجوائز أو حتى كفلاح،
للنجاة، تحتاج لأن تبقى بأتصال وثيق
مع جسدك ومع كل حواسك،
في كل لحظة.
إذا ذهبت للغابة للبحث عن الفطر
ولم تنتبه لما تسمع،
لما تشتم، لما تتذوق،
فأنت ميت لا محاله.
لذا يجب أن تكون متصلاً جداً.
في المئة سنة الماضية، فقد الناس قدرتهم
ليكونوا على إتصال مع أجسادهم وحواسهم،
ليسمعوا، ليشتموا، ليشعروا.
إهتمام أكبر وأكبر يذهب للشاشات،
لما يحدث في أماكن أخرى ،
في زمن آخر.
هذا، أعتقد، أنه السبب العميق
للشعور بالغربة والوحدة وما إلى هنالك،
وهكذا جزءٌ من الحل
هو ليس بإعادة بعض الكتلة الوطنية،
لكن أيضاً إعادة الأرتباط بأجسامنا الخاصة،
وإن عدنا في إتصال مع أجسادنا،
ستشعر أيضاً أكثر بكثير أنك
في المنزل في هذا العالم.
كريس: جيد، بناءً على كيف تسير الأمور،
ربما نعود جميعنا للغابة قريباً.
سنأخذ سؤالاً واحداً من الغرفة هنا
وآخر من الفيسبوك.
أما أدي-داكو: مرحباً. أنا من غانا،
غرب أفريقيا، وسؤالي هو:
أتعجب كيف قدمت وبررت
فكرة الحوكمة العالمية
لبلدان تعتبر تاريخياً محرومةً
بواسطة تأثير العالمية،
وأيضاً، إذا كنت تتكلم عن الحوكمة العالمية،
يبدو لي ذلك وكأنها
فكرة غربية للغاية
لما تجب "العالمية" ان يبدو شكلها.
لذا كيف نقدم ونبرر فكرة العالمية
مقابل الوطنية
للناس في بلدان مثل غانا
ونيجيريا والتوغو
وبلدان أخرى مثل ذلك؟
يوفال: أود أن أبدا بالقول
أن التاريخ غير عادل،
ويجب علينا أن ندرك ذلك.
العديد من البلدان التي عانت أكثر
من العالمية في المئتي سنةً الماضية
والأمبريالية والتصنيع
وتحديداً البلدان التي من
المحتمل أن تعاني أكثر
من الموجة التالية.
ويجب أن نكون واضحين جداً حول ذلك.
اذا كان لدينا حوكمة عالمية،
واذا عانينا من التغير المناخي،
من الأضطرابات التكنولوجية،
المعاناة الأسوأ لن تكون في
الولايات المتحدة الأمريكية.
المعاناة الأسوأ ستكون في غانا، ستكون
في السودان، ستكون في سوريا،
ستكون في بنغلاديش، ستكون
في أماكن مثل هذه.
لذا اعتقد ان هذه البلدان
لديها حافز أكبر
لعمل شيء عن الموجة
التالية من الأضطرابات،
سواء كانت بيئية او
حتى تكنولوجية.
مجدداً، إذا فكرت في
الأضطرابات المناخية،
لذا إذا كان الذكاء الأصطناعي والطابعات
ثلاثية الأبعاد والروبوتات ستأخذ الوظائف
من مليارات الناس،
أنا اقل قلقاً عن السويديين
من الناس في غانا أو في بنغلاديش.
وهكذا لأن التاريخ ليس عادلاً
ونتائج الكارثة
لن تُشرك بالتساوي بين كل الناس،
كالعادة، الأغنياء ستكون
لديهم القدرة على الفرار
من اسوأ عواقب التغير المناخي
بطريقة حيث الفقراء لن
يكونوا قادرين على ذلك.
كريس: ولدينا هنا سؤال رائع من
كاميرون تيلور على الفيسبوك:
" في نهاية كتابك الأنسان"
قلت بأننا يجب أن نطرح السؤال،
"ماذا نريد لنريد؟"
جيد ماذا تعتقد أننا يجب
أن نريد لنريد؟
يوفال: أعتقد اننا يجب ان
نريد لنريد لمعرفة الحقيقة،
لفهم الواقع.
غالباً ما نريده هو تغيير الواقع،
ليتلآئم مع رغباتنا،
ومع أمانينا،
وأعتقد اننا يجب أن نرغب
أولاً في فهم ذلك.
إذا نظرت الى فترة طويلة
من مسارالتاريخ،
ما تراه لآلاف السنوات
نحن البشر إستطعنا التحكم
بالعالم خارج حدودنا
ونحاول تشكيله ليلآئم رغباتنا.
وأستطعنا التحكم بالحيوانات الأخرى،
بالأنهار، وبالغابات،
وإعادة تشكيلها بالكامل،
ما يسبب دماراً حيوياً
دون جعل أنفسنا راضين.
لذا الخطوة التالية هي
أن ننقل نظرتنا للداخل،
ونقول جيد، السيطرة على العالم حولنا
لا تجعلنا رآضين.
دعونا نحاول على السيطرة
على العالم داخلنا.
هذا هو المشروع الحقيقي الكبير
للعلم والتكنولوجيا والصناعة
في القرن الحادي والعشرين...
لمحاولة السيطرة على العالم داخلنا،
لتعلم كيف لمهندس ومجموعات
الأنتاج والأدمغة والعقول.
هذه ستكون المنتجات الرئيسية
لأقتصاد القرن الحادي والعشرين.
عندما يفكر الناس في المستقبل،
فبالعادة يفكرون في مصطلحات،
" آوه، ارغب في أن أتحكم بجسدي وعقلي."
وأعتقد أن ذلك خطرٌ جداً.
إذا تعلمنا أي شيء عن تاريخنا الماضي،
سيكون هذا نعم، لقد إكتسبنا
القدرة على المعالجة،
ولكن لأننا لا نفهم حقاً التعقيد
للنظام البيئي،
فأننا الآن نواجه إنهيار بيئي.
و إذا حاولنا الآن إعادة
هندسة العالم داخلنا
بدون فهم حقيقي له،
خاصةً بدون فهم تعقيدات نظامنا العقلي،
فربما نسبب نوعاً من الكارثة
الحيوية الداخلية،
وسنواجه نوعاً من
الأنهيار العقلي داخلنا.
كريس: ضع جميع القطع سويةً هنا...
السياسة الحالية، التكنولوجيا القادمة،
مخاوف مثل ذلك الذي وضحته للتو...
أقصد، يبدو ذلك لي
وكأنك في مكان مظلم
عندما تفكر في المستقبل.
إنك قلق حوله.
هل هذا صحيح؟
وإذا كان هناك سبب واحد للأمل،
كيف ستعرض ذلك؟
يوفال: أركز أنا على الأحتمالية الأخطر
جزئياً لان هذا هو مثل وظيفتي أو مسؤوليتي
كمؤرخ وناقد إجتماعي.
أعني، الصناعة تركز بشكل
رئيسي على الجوانب الأيجابية،
لذا إنها الوظيفة للمؤرخ
والفيلسوف وعالم الأجتماع
لتوضيح الأحتمالية الأخطر
لكل تلك التكنولوجيا الحديثة،
لا أعتقد أن أي من ذلك محتوم.
التكنولوجبا لم تكن يوماً حتمية.
نستطيع أن نستخدم التكنولوجيا تفسها
لصنع أنواع مختلفة جداً من المجتمعات.
إذا نظرت للقرن العشرين،
لذا، التكنولوجيا للثورة الصناعية،
القطارات والكهرباء وكل ذلك
يمكن أن يستخدم لصنع دكتاتورية شيوعية
أو نظام فاشي أو ديموقراطية ليبرالية.
القطارات لا تخبرنا ماذا نفعل بها.
بشكل مشابه، الآن، الذكاء الأصطناعي
والهندسة الوراثية وكل ذلك...
فإنها لا تحدد مسبقاً نتيجة واحدة.
البشرية يمكن أن ترفع التحدي،
والمثال الأفضل الذي لدينا
عن رفع البشرية للتحدي
في التكنولوجيا الحديثة
هي الأسلحة النووية.
في نهاية الأربعينات والخمسينات
من القرن العشرين،
العديد من الناس كانوا مقتنعين
أنه عاجلاً أم آجلاً فأن الحرب
الباردة ستنتهي بكارثة نووية،
تدمر الحضارة البشرية.
وهذا لم يحدث.
في الحقيقة، الأسلحة النووية
دفعت البشر حول العالم
لتغيير الطريقة التي يديرون
فيها سياستهم الدولية
لتقليل العنف.
والعديد من البلدان أخرجت الحرب بشكل أساسي
من أدواتهم السياسية.
لم يعودوا يحاولوا أن يتابعوا
مصالحهم في الحرب.
ليس كل البلدان فعلت ذلك، لكن
العديد من البلدان عليها ذلك
وهذا ربما السبب الأهم
وراء التناقص الكبير في العنف
الدولي منذ عام 1945،
واليوم، كما قلت، عدد أكبر
من الناس يقومون بالأنتحار
أكبر من الذين يقتلون في الحرب.
لذا هذا، أعتقد، يعطينا مثالاً جيداً
حيث أن أكثر تكنولوجيا مرعبة،
فالبشر يستطيعون رفع التحدي
وفعلياً بعض الخير يمكن أن يأتي منه.
المسكلة هي أننا لدينا
هامش قليل جداً للخطأ
إذا لم نفعلها بشكل صحيح،
فربما لن نمتلك خيار
آخر لأعادة التجربة.
كريس: هذه كانت ملاحظة قويةً جداً،
والتي أعتقد أننا يجب أن
نستخلص هذا كنتيجة
قبل أن أختتم، اريد وحسب أن
أقول شيئاً واحداً للناس هنا
ولمجتمع TED العالمي الذي يشاهد بثنا
المباشر، أو أي شخص يشاهد بثنا المباشر:
ساعدنا في هذه الحوارات.
أن كنت تؤمن، كما نفعل،
بحيث تحتاج لأيجاد نوع آخر من الحوارات،
الآن أكثرمن أي وقتٍ سابق،
ساعدنا لنفعل ذلك.
لنصل للناس الآخرين،
حاول واعمل حوارات مع أناسٍ تختلف معهم،
إفهمهم،
واجمع القطع معاً،
وساعدنا في إكتشاف كيف يمكن
أن نأخذ هذه الحوارات للأمام
وبذلك نستطيع عمل مساهمةٍ حقيقية
لما يحدث في العالم الآن.
أعتقد أن كل شخص يشعر بالحياة أكثر،
أكثر أهتماماً، أكثر إنخراطاً
مع سياسة اللحظة.
يبدو أن الرهانات علينا مرتفعة جداً،
لذا ساعدنا لنستجيب لها بشكل حكيم جداً.
يوفال هراري، شكراً لك.
(تصفيق)