WEBVTT 00:00:16.405 --> 00:00:18.143 إن سألنا الناس؛ 00:00:18.734 --> 00:00:22.289 "ما هو الرمز الأكثر تعبيرًا عن الابتكار؟" 00:00:22.944 --> 00:00:25.124 فإن أكثرهم سيقول: "اللمبة". 00:00:27.032 --> 00:00:28.241 أعني أن ذلك معقول 00:00:28.241 --> 00:00:31.291 لأننا نعتبر بأن الابتكار هو مسألة ذات صلة بالتفكير. 00:00:32.056 --> 00:00:35.533 عندما تواجهنا مشكلة، فإننا نصارع في الظلام 00:00:35.933 --> 00:00:37.553 بحثًا عن الحل. 00:00:37.753 --> 00:00:40.931 ويأتي شخص ما أخيرًا بفكرة. 00:00:42.361 --> 00:00:45.753 وهذه الطريقة في تصوير الابتكار حقيقية، 00:00:45.753 --> 00:00:49.669 أو بالأحرى كانت حقيقية، لأننا كنا نعيش في عالم كان مظلمًا. 00:00:50.364 --> 00:00:53.135 حيث كانت الأفكار نادرة، والفرص قليلة. 00:00:53.444 --> 00:00:56.284 لكن عالم اليوم مختلف كثيرًا عما سبق. 00:00:56.682 --> 00:00:58.977 بل أنه كذلك: 00:01:01.774 --> 00:01:05.650 نحن نعيش في عالم حيث الأفكار ليست نادرة. 00:01:06.274 --> 00:01:08.792 نعيش في عالم مزدحم بالأفكار. 00:01:09.910 --> 00:01:12.493 نرى ذلك يوميًا عندما نطالع هواتفنا. 00:01:13.713 --> 00:01:15.161 هناك الكثير من الفرص، 00:01:15.161 --> 00:01:18.083 قد يقول لك أحدهم: "أتعلم؟ إنني مدرك بأن 00:01:18.083 --> 00:01:22.272 هناك العديد من الأفكار، لكن ما زلت أفتقد الفكرة العظيمة، 00:01:22.662 --> 00:01:24.292 تلك الفكرة التي تغير العالم." 00:01:24.292 --> 00:01:26.005 بالواقع، غالبًا ما تكون 00:01:26.005 --> 00:01:28.694 الفكرة العظيمة أمامه، لكنه لا يستطيع رؤيتها، 00:01:28.694 --> 00:01:32.054 ليس لشدة الظلام بل لأن هناك الكثير من الضوء. 00:01:33.035 --> 00:01:36.382 لماذا؟ لماذا نعيش في عالم مليء بالأفكار؟ 00:01:36.382 --> 00:01:37.553 لثلاثة أسباب. 00:01:37.553 --> 00:01:39.684 الأول: الناس، فقد ازداد عدد الأشخاص المبدعين 00:01:39.684 --> 00:01:42.502 ثانيًا: الأدوات، لدينا أدوات أفضل لنكون مبدعين 00:01:42.502 --> 00:01:46.006 ثالثًا، -وبشكل خاص-: التقنيات الرقمية. 00:01:47.144 --> 00:01:49.054 من خلال أجهزتنا الرقمية 00:01:49.054 --> 00:01:52.155 يمكننا بسهولة الوصول إلى الأفكار أينما كانت. 00:01:53.064 --> 00:01:55.344 ربما تتذكر في عام 2011 00:01:55.344 --> 00:01:58.937 الانفجار الذي حدث في منصة للنفط في خليج المكسيك 00:01:59.353 --> 00:02:04.974 وكان هذا الحادث الأكثر دراماتيكية لمنصة نفط في التاريخ. 00:02:05.154 --> 00:02:07.183 ولعدة أسابيع -ربما تتذكر- 00:02:07.183 --> 00:02:09.083 لم يتمكنوا من إيقاف التسرب. 00:02:09.083 --> 00:02:13.560 لذا اقترح الخبراء: "لمَ لا نُنشئ موقعًا إلكترونيًا 00:02:14.304 --> 00:02:17.977 ليتسنى للأشخاص اقتراح أفكار، عن إمكانية إيقاف التّسرب" 00:02:18.524 --> 00:02:21.094 أنشؤوا الموقع، وبغضون أسابيع قليلة 00:02:21.094 --> 00:02:23.994 حصلوا على أكثر من 20 ألف فكرة 00:02:24.304 --> 00:02:25.584 بشكل مجاني. 00:02:26.545 --> 00:02:28.343 وهذا النهج المتمثل في البحث عن مصادر 00:02:28.343 --> 00:02:30.855 أعني، بأنه يوجد حاليًا أكثر من 1000 موقع إلكتروني 00:02:30.855 --> 00:02:34.702 حيث يمكن لشركة ما أن تنشر مشكلة ما وتتلقى الأفكار من الناس. 00:02:35.192 --> 00:02:38.505 إذًا، لم نعد نعيش في عالم حيث الأفكار نادرة، 00:02:38.505 --> 00:02:41.215 بل نعيش في عالم مليء بالأفكار. 00:02:41.215 --> 00:02:42.301 وهذا أمر رائع. 00:02:42.301 --> 00:02:45.454 بالطبع لا أقصد أننا نحتاج إلى تقليل عدد الأفكار. 00:02:45.454 --> 00:02:48.197 إننا بحاجة إلى الكثير من الأفكار لحل مشاكل هذا العالم. 00:02:49.183 --> 00:02:51.940 ولكن ما هي نتيجة هذا؟ 00:02:52.502 --> 00:02:53.683 نتيجة ذلك 00:02:53.683 --> 00:02:57.046 هي أن طبيعة الابتكار تتغير بشكل كبير، 00:02:57.724 --> 00:03:01.802 بطريقة ما، ما زلنا عميان، وأنت ما زلت أعمى. 00:03:02.684 --> 00:03:05.594 لكنك لست أعمى بسبب شدة الظلام 00:03:05.594 --> 00:03:07.820 وإنما بسبب وجود الكثير من الضوء. 00:03:10.943 --> 00:03:13.872 ولسوء الحظ، فإن أدوات الابتكار التي نستخدمها اليوم 00:03:14.302 --> 00:03:17.413 أُنشئت عندما كان العالم مظلمًا. 00:03:17.653 --> 00:03:21.536 فقد وُجِد التفكير التصميمي والابتكار المفتوح منذ 15 عامًا، 00:03:21.776 --> 00:03:23.534 عندما كان العالم مختلفًا. 00:03:26.364 --> 00:03:29.844 كان الهدف منها هو إيجاد المزيد من الضوء ومن الأفكار، 00:03:29.844 --> 00:03:30.865 وقد نجحت في ذلك. 00:03:30.865 --> 00:03:33.588 في الحقيقة، هناك الكثير من الأفكار في الوقت الحالي. 00:03:34.095 --> 00:03:36.049 إذًا، ما هو التالي؟ 00:03:36.604 --> 00:03:40.164 كيف يمكننا الاستفادة من هذا الكم من الأفكار 00:03:40.164 --> 00:03:43.714 وإيجاد التغيير الحقيقي، الآن في وجود هذا الضوء الكثير؟ 00:03:43.714 --> 00:03:47.196 وجدتُ في بحثي ثلاث أنماط عقلية مختلفة 00:03:47.695 --> 00:03:52.586 قد تمكننا من خلق الابتكار في عالم مليء بالأفكار. 00:03:52.586 --> 00:03:55.334 وهذه الأنماط العقلية الثلاثة الجديدة هي تمامًا عكس 00:03:55.334 --> 00:03:57.444 النمط الذي نستخدمه حتى الآن، 00:03:57.444 --> 00:03:59.275 في عالم كان مظلمًا. 00:03:59.584 --> 00:04:01.364 إذًا، دعونا في البدء 00:04:01.674 --> 00:04:03.601 نخفف الضوء، 00:04:05.456 --> 00:04:08.863 وربما يمكننا أن نضيء شمعة هنا. 00:04:15.954 --> 00:04:17.585 قبل ثلاثين عامًا، 00:04:18.465 --> 00:04:20.054 لو سألتُ أمي: 00:04:21.354 --> 00:04:23.574 "أمي، هل لدينا شمعة في المنزل؟" 00:04:26.964 --> 00:04:28.634 "أجل، لدينا واحدة. 00:04:28.634 --> 00:04:31.202 كما تعلم، في حالة انقطاع التيار الكهربائي." 00:04:31.342 --> 00:04:32.371 تعلمون، 00:04:32.905 --> 00:04:34.524 في إيطاليا في ذلك الوقت، 00:04:34.524 --> 00:04:36.455 لم يكن معوّل كثيرًا على الكهرباء. 00:04:36.455 --> 00:04:38.823 ولكن في الوقت الحاضر، هذا لا يحدث إطلاقًا 00:04:38.823 --> 00:04:40.760 وإن حدث حقًا، 00:04:41.590 --> 00:04:43.813 لدينا هواتفنا -كما تعلمون - في متناول اليد 00:04:43.813 --> 00:04:46.176 فلمَ نشتري شمعة هذه الأيام؟ 00:04:46.176 --> 00:04:49.245 هذه الصناعة كان يجب أن تختفي الآن. 00:04:50.045 --> 00:04:52.684 لا معنى لشراء الشموع هذه الأيام. 00:04:54.003 --> 00:04:56.665 يشتري الناس الشموع اليوم أكثر من أي وقت مضى. 00:04:56.665 --> 00:04:58.269 إنهم يحبون الشموع. 00:04:59.032 --> 00:05:01.079 وإنفاق العائلات على الشموع هذه الأيام 00:05:01.079 --> 00:05:04.152 أعلى بكثير من إنفاقها على شراء اللمبات. 00:05:05.315 --> 00:05:07.550 ولماذا أستخدم هذا المثال؟ 00:05:08.264 --> 00:05:10.852 أستخدم هذا المثال لأنه وسيلة بسيطة للغاية 00:05:10.852 --> 00:05:14.823 لشرح ما هو وعد الابتكار في الوقت الحاضر. 00:05:15.486 --> 00:05:17.801 هناك مستويان مختلفان من الابتكار 00:05:19.175 --> 00:05:20.854 المستوى الأول هو مستوى المعنى، 00:05:20.854 --> 00:05:23.080 والمستوى الآخر هو مستوى الحلول. 00:05:24.045 --> 00:05:25.221 لذا... 00:05:25.653 --> 00:05:28.543 المعنى هو الهدف الذي نريد تحقيقه 00:05:28.543 --> 00:05:30.334 عندما نخلق الابتكار. 00:05:30.713 --> 00:05:33.415 الحل هو المنتج أو الخدمة أو العملية 00:05:33.755 --> 00:05:36.488 التي نصنعها لتحقيق هذا المعنى. 00:05:37.123 --> 00:05:40.523 المعنى هو الاتجاه، لماذا نقوم بالابتكار. 00:05:41.363 --> 00:05:43.685 الحل هو كيف نصل إلى هناك. 00:05:45.956 --> 00:05:48.945 لذلك، في عالم مزدحم بالأفكار 00:05:48.945 --> 00:05:51.252 فإن إيجاد حلول أمر سهل للغاية، 00:05:52.756 --> 00:05:55.753 ولكن إنشاء وإيجاد اتجاه جديد ذي معنى 00:05:55.753 --> 00:05:57.074 أمر أكثر تعقيدًا بكثير. 00:05:57.074 --> 00:06:00.154 وقد نجحت الشموع ليس لأنها حل أفضل. 00:06:00.154 --> 00:06:02.584 لا تضيء الشموع في الوقت الحاضر 00:06:02.584 --> 00:06:04.969 أفضل مما كانت عليه قبل 30 عامًا. 00:06:06.087 --> 00:06:09.445 لكنها مختلفة تمامًا عن الشموع التي اعتادت أمي شراءها. 00:06:09.445 --> 00:06:12.165 يشتري الناس هذه الشموع لسبب مختلف 00:06:12.165 --> 00:06:14.387 ولمعانٍ وأغراض مختلفة. 00:06:14.387 --> 00:06:16.987 يشترونها لجعل الغرفة مريحة، 00:06:17.177 --> 00:06:19.638 في الواقع، لجعل الضوء خافتًا. 00:06:21.045 --> 00:06:22.188 وبالتالي، 00:06:22.614 --> 00:06:25.644 لدينا الكثير من الحلول، ولكن كلما زادت الحلول 00:06:25.644 --> 00:06:28.554 كلما صعب علينا العثور على معنى. 00:06:30.155 --> 00:06:32.683 وبالفعل، إذا نظرنا إلى صناعة الشموع، 00:06:33.033 --> 00:06:36.815 فإن معظم الشركات التي كانت تقود هذه الصناعة في الماضي 00:06:37.005 --> 00:06:38.934 لم تعد ناجحة في الوقت الحاضر. 00:06:38.934 --> 00:06:42.144 تأسس مصنع "برايس كاندلز" في عام 1830، 00:06:42.144 --> 00:06:44.784 وكان المصنع الرائد في صناعة الشموع. 00:06:44.784 --> 00:06:50.083 أشهر إفلاسه بعام 2001، عندما كانت هذه الصناعة تزدهر. 00:06:52.436 --> 00:06:55.936 لكن تخيل للحظة أن تقوم بجلسة عصف ذهني 00:06:55.936 --> 00:06:57.175 وتضع الكثير من الأفكار 00:06:57.175 --> 00:06:59.997 وتبحث عن الشموع التي يمكنها أن تضيء بشكل أفضل. 00:06:59.997 --> 00:07:02.434 وكما تعلم، في الواقع، هناك العديد من الأفكار 00:07:02.434 --> 00:07:04.304 وهناك الكثير من الابتكار في الشموع: 00:07:04.304 --> 00:07:08.445 مواد مختلفة وشموع LED وشموع كهربائية أو شموع البوتان 00:07:08.445 --> 00:07:11.966 كل ما يمكنك فعله لإيجاد شموع تضيء بشكل أفضل. 00:07:11.966 --> 00:07:13.846 لكن تخيل للحظة 00:07:13.846 --> 00:07:18.905 أنه في هذا الجدار المليء بالمنشورت، هناك منشور صغير، 00:07:18.905 --> 00:07:20.213 وهناك رسم يقول: 00:07:20.213 --> 00:07:25.155 "لماذا لا نصنع شمعة حيث يقف الشمع داخل القارورة، 00:07:25.675 --> 00:07:28.175 ونضع ملصقًا كبيرًا حول الشمعة، 00:07:28.175 --> 00:07:31.386 بحيث لا تستطيع رؤية اللهب عندما تضاء؟" 00:07:32.374 --> 00:07:36.775 يقول الناس: "حسنًأ، فكرة جميلة، لكن ليس لها أي معنى." 00:07:40.795 --> 00:07:45.556 هذه شمعة بها شمع داخل قارورة وملصق كبير في المقدمة. 00:07:45.556 --> 00:07:48.005 لذلك لا يمكنك رؤية اللهب عندما تكون الشمعة مضاءة، 00:07:48.365 --> 00:07:49.714 وهذا ليس له أي معنى 00:07:49.714 --> 00:07:51.934 إذا كنت تبحث عن الشموع التي تنير، 00:07:51.934 --> 00:07:53.393 لكنها تنفع حقًا 00:07:53.393 --> 00:07:56.991 إن كنت تبحث عن شمعة تخلق جوًا لطيفًا ومريحًا. 00:07:56.991 --> 00:07:59.848 وتعد "Yankee Candle" -الشركة التي ابتكرت هذه الشمعة- 00:07:59.848 --> 00:08:01.349 المنافسة الجديدة في الصناعة، 00:08:01.349 --> 00:08:05.100 لكنها تقود هذه الصناعة الآن ليس لأن لديها حلولًا أفضل؛ 00:08:05.100 --> 00:08:08.016 بل لأنها غيّرت معنى الأشياء. 00:08:08.809 --> 00:08:12.889 إذن، طريقة التفكير الأولى هي أنه عندما نكون في عالم مزدحم، 00:08:12.889 --> 00:08:15.555 عالم مليء بالفرص والأفكار، 00:08:16.249 --> 00:08:19.020 فإن الابتكار لا يتعلق بالبحث عن حلول؛ 00:08:19.290 --> 00:08:21.691 الابتكار هو البحث عن معنى. 00:08:22.578 --> 00:08:25.136 وفي الحقيقة، هو البحث عن معنى جديد. 00:08:25.728 --> 00:08:28.399 وكيف نجد هذا المعنى الجديد؟ 00:08:29.179 --> 00:08:34.209 حسنًا، المشكلة هي أن الأساليب الحالية للابتكار... 00:08:34.479 --> 00:08:37.028 قلنا من قبل: التفكير التصميمي، والرؤية المفتوحة... 00:08:37.028 --> 00:08:40.348 تم إنشائها لمعالجة المشكلات على مستوى الحل. 00:08:40.358 --> 00:08:42.567 إنها قادرة على خلق الكثير من الحلول، 00:08:42.567 --> 00:08:45.291 لكن عندما تنقل هذه الأساليب إلى مستوى المعنى، 00:08:45.818 --> 00:08:48.272 فهي تكافح وتفشل. 00:08:48.942 --> 00:08:52.639 على سبيل المثال، تشير معظم هذه الأساليب إلى أننا عندما نقوم بالابتكار، 00:08:52.639 --> 00:08:54.923 نحتاج إلى البدء من الخارج. 00:08:55.720 --> 00:08:57.070 لذلك نحن نخرج 00:08:57.490 --> 00:08:58.710 ونلتقي بالمستخدمين 00:08:59.030 --> 00:09:00.571 ونشرك جهات خارجية، 00:09:01.070 --> 00:09:03.501 ونحتاج إلى التفكير خارج الصندوق. 00:09:03.501 --> 00:09:06.230 لذلك، يجب أن يأتي الابتكار من الخارج. 00:09:06.909 --> 00:09:10.369 ماذا يحدث إذا طبقنا هذا المبدأ على مستوى المعنى؟ 00:09:10.629 --> 00:09:14.151 قامت شركة في صناعة منظمات الحرارة، قبل بضع سنوات، 00:09:14.151 --> 00:09:15.408 بتنفيذ برنامج للابتكار. 00:09:15.408 --> 00:09:17.672 أرادوا ابتكار منظمات الحرارة. 00:09:17.672 --> 00:09:19.151 لذلك طبقوا هذه الطريقة. 00:09:19.151 --> 00:09:23.811 لقد بدؤوا من الآخرين، والتقوا بالمستخدمين وأشركوا الغرباء، 00:09:23.811 --> 00:09:26.632 وأجروا جلسات العصف الذهني وكان لديهم الكثير من الأفكار، 00:09:26.632 --> 00:09:30.850 وكانت معظم هذه الأفكار حول ما أسميناه منظمات الحرارة 00:09:31.000 --> 00:09:32.211 القابلة للبرمجة. 00:09:32.211 --> 00:09:35.072 وهي منظمات يمكنك من خلالها ضبط الساعات 00:09:35.342 --> 00:09:39.051 والأوقات التي تريد أن ترتفع درجة الحرارة فيها أو تنخفض. 00:09:39.051 --> 00:09:40.865 كانت معظم هذه الأفكار هي توفير 00:09:40.865 --> 00:09:42.045 المزيد من الميزات للناس، 00:09:42.045 --> 00:09:44.161 حتى يتمكنوا من برمجة الحرارة بشكل أفضل 00:09:44.161 --> 00:09:46.358 والتحكم في درجة الحرارة بشكل أفضل. 00:09:47.542 --> 00:09:49.780 ولكن من بين تلك الأفكار، كانت هناك فكرة جديدة، 00:09:49.780 --> 00:09:52.450 والتي هي "ترموستات التعلّم". 00:09:52.450 --> 00:09:56.356 "ترموستات التعلم" هي منظمات حرارة لا يمكنك برمجتها. 00:09:57.022 --> 00:10:01.691 بل إنها تبرمج نفسها من خلال تعلم عادات أسرتك: 00:10:01.691 --> 00:10:03.652 عندما تعود إلى المنزل وعندما تغادر 00:10:03.652 --> 00:10:07.903 وببطء وبشكل تدريجي، على مدار أيام، تقوم بضبط البرنامج بنفسها. 00:10:08.443 --> 00:10:10.130 أعني، لم تكن فكرة أفضل 00:10:10.130 --> 00:10:13.619 فمنظم الحرارة هذا لم يكن دقيقًا مثل الآخر. 00:10:13.619 --> 00:10:15.450 فلا يمكنك برمجته تمامًا. 00:10:15.450 --> 00:10:17.097 لكنه كان معنى جديد. 00:10:17.097 --> 00:10:21.649 إنه مخصص للأشخاص الذين لا يريدون قضاء وقتهم في برمجة منظم الحرارة. 00:10:21.649 --> 00:10:23.736 بل يريدون أن ينسوا أمره. 00:10:23.976 --> 00:10:26.791 يريدون أن يقوم منظم الحرارة بعملهم. 00:10:27.130 --> 00:10:29.999 لم يكن الأمر دقيقًا، لكنهم حاولوا. 00:10:29.999 --> 00:10:33.248 لقد بنوا نماذج أولية مختلفة -المنظم الحراري الآخر وغيرها-... 00:10:33.248 --> 00:10:36.132 وقاموا بعرضها للمستخدمين، وهذا ما وجدوه 00:10:38.099 --> 00:10:42.129 هذا ما وجدوه حول "ترموستات التعلم"، 00:10:42.129 --> 00:10:45.680 "وجدنا أن المستهلكين يفضلون التحكم في منظمات الحرارة، 00:10:45.870 --> 00:10:49.141 بدلاً من التحكم فيها من خلال ترموستات" 00:10:51.230 --> 00:10:53.844 لذلك، رفضوا الفكرة وتركوها. 00:10:55.340 --> 00:10:56.841 بعد بضع سنوات، 00:10:57.311 --> 00:11:00.088 غادر مديران سابقان لشركة "Apple" الشركة 00:11:00.088 --> 00:11:04.085 وأنشآ شركة في مجال صناعة منظمات الحرارة. 00:11:05.201 --> 00:11:08.660 ولم يقوما بكل هذا التحليل، لم ينتقلا من الخارج، 00:11:08.660 --> 00:11:12.592 لم يقوما بعصف ذهني، ودعوة الآخرين، ومقابلة المستخدمين 00:11:12.592 --> 00:11:14.658 لقد بدآ من أنفسهم، 00:11:14.922 --> 00:11:16.996 وانطلقا من رؤية واحدة، 00:11:17.520 --> 00:11:20.263 وفهمهم لما يمكن أن يكون ذا معنى للناس. 00:11:20.423 --> 00:11:21.682 وقد رأيا أنه 00:11:21.992 --> 00:11:24.954 بالنسبة للأشخاص، فإنه ذو معنى أكبر، -عند وجودهم في المنزل- 00:11:24.954 --> 00:11:26.553 قضاء بعض الوقت مع أسرهم، 00:11:26.553 --> 00:11:30.119 بدلًا من قضاء الوقت بجانب منظم الحرارة وبرمجة الأشياء. 00:11:31.841 --> 00:11:34.529 لقد فعلوا ذلك، وأنشآ شركة تدعى "Nest"، 00:11:34.529 --> 00:11:37.116 وأطلقا أول "ترموستات تعلم"، 00:11:37.992 --> 00:11:39.796 وأحبه الناس. 00:11:41.400 --> 00:11:42.855 ماذا يعني ذلك؟ 00:11:42.855 --> 00:11:45.971 هذا يعني عندما نبدأ من الحل، عندما نبحث عن حل، 00:11:46.271 --> 00:11:50.163 من الجيد أن نذهب للخارج والبحث عن مدخلات من الآخرين. 00:11:50.163 --> 00:11:54.448 وعندما نبحث عن معنى جديد، يجب أن يأتي المعنى الجديد من أنفسنا. 00:11:54.448 --> 00:11:56.500 يجب أن يتحرك الابتكار في الاتجاه المعاكس؛ 00:11:56.500 --> 00:11:59.461 ليس من الخارج للداخل، بل من الداخل إلى الخارج. 00:12:00.980 --> 00:12:05.076 وهذا معقول تمامًا لأنه يعني أن الحل يمكن أن يأتي من الآخرين، 00:12:05.216 --> 00:12:06.771 لكن المعنى، الاتجاه... 00:12:06.771 --> 00:12:08.821 أعني، لا يمكننا أن نسأل شخص ما الاتجاه، 00:12:08.821 --> 00:12:10.608 يجب أن يأتي الاتجاه منا، 00:12:10.608 --> 00:12:13.492 لأنني أقصد، في الخطأ الأول، 00:12:13.492 --> 00:12:14.613 المشكلة الأولى 00:12:14.613 --> 00:12:17.302 - وعندما تقوم بالابتكار، هناك العديد من المشكلات- 00:12:17.302 --> 00:12:19.409 إذا كنت لا تؤمن به حقًا، فإنك ستتوقف. 00:12:19.952 --> 00:12:22.899 إذا كنت لا تؤمن به حقًا، فلن يحبه الناس أبدًا. 00:12:23.541 --> 00:12:26.791 أعني بطريقة ما أن القيام بالابتكار في عالم مليء بالأفكار 00:12:26.791 --> 00:12:28.423 يشبه تقديم الهدايا. 00:12:29.050 --> 00:12:32.278 ما هو نمط التفكير لديك عند تقديم هدية؟ 00:12:32.842 --> 00:12:36.341 المشكلة ليست هي الحل، يمكنك شراء ما تريد. 00:12:36.811 --> 00:12:38.740 أعني، يمكنك شراء كل شيء... 00:12:39.800 --> 00:12:42.551 هدية عيد الميلاد لصديقتك أو صديقك. 00:12:43.011 --> 00:12:44.442 الحل ليس مشكلة. 00:12:44.442 --> 00:12:46.689 المشكلة هي: هل هي ذات معنى؟ 00:12:47.539 --> 00:12:49.092 ولا يمكنك أن تسألها. 00:12:49.092 --> 00:12:52.646 أقصد أنه يمكنك الاتصال بها، "مرحبًا، عزيزتي. ماذا تريدين في عيد الميلاد؟" 00:12:53.041 --> 00:12:56.277 أقصد، إنها ستأخذها، لكنها لن تحبها أبدًا. 00:12:57.224 --> 00:12:58.610 ولا يمكنك أن تسأل الآخرين، 00:12:58.610 --> 00:13:02.552 "كما تعلم، هل يمكنك إعطائي فكرة عن هدية لصديقتي؟" 00:13:03.662 --> 00:13:04.683 بحقّك! 00:13:04.683 --> 00:13:07.960 إنها ستشعر بذلك، وستشتمه، بأن الهدية ليست منك. 00:13:08.070 --> 00:13:12.032 الهدية التي يحبها الشخص هي شيء يأتي منك، 00:13:12.032 --> 00:13:16.137 يأتي من تفسيرك الخاص لما هو أكثر أهمية بالنسبة لها. 00:13:16.627 --> 00:13:19.613 إنها قدرتك على توسيع إمكانياتها. 00:13:20.965 --> 00:13:23.871 لذلك، عندما تنقل الابتكار إلى مستوى أعلى، 00:13:23.871 --> 00:13:25.542 في عالم مليء بالأفكار، 00:13:25.542 --> 00:13:27.540 يتحرك الابتكار في الاتجاه المعاكس، 00:13:27.540 --> 00:13:28.740 من الداخل إلى الخارج. 00:13:28.740 --> 00:13:30.442 إنه يأتي من فهمك 00:13:30.442 --> 00:13:33.116 لما يمكن أن يكون أكثر فائدة للناس، 00:13:33.792 --> 00:13:35.704 وما يمكن أن يحبّه الناس. 00:13:36.442 --> 00:13:38.331 حسنًا، هذه مجرد البداية. 00:13:39.271 --> 00:13:44.691 ولكن بعد ذلك، نحن بحاجة إلى آلية أخرى لتحقيق التوازن بذلك. 00:13:45.262 --> 00:13:48.861 لأنه لا يعني أن الناس سوف يحبون كل ما نحب. 00:13:48.861 --> 00:13:51.453 أعني، إذا لم نحبها، فلن يحبها أبدًا، 00:13:51.663 --> 00:13:54.561 لكن هذا لا يعني أننا إذا أحببناها، فإن الناس سيحبونها. 00:13:54.561 --> 00:13:56.092 لذلك نحن بحاجة إلى شيء آخر هناك. 00:13:56.092 --> 00:13:59.613 نحن بحاجة إلى نمط عقلي ثالث هنا، لتحقيق الموازنة. 00:13:59.963 --> 00:14:01.575 ولفهم هذا النمط، 00:14:01.575 --> 00:14:04.781 دعونا نعود إلى مثال الشركة. 00:14:04.781 --> 00:14:07.533 لقد جربوا "ترموستات التعلم"، ولكنهم رفضوه. 00:14:07.533 --> 00:14:09.555 أقصد، كانت الفكرة أمامهم. 00:14:10.152 --> 00:14:11.581 لكنهم قالوا لا. لماذا؟ 00:14:11.581 --> 00:14:14.791 دعونا ننظر بإمعان في منصب هذا الشخص. 00:14:14.791 --> 00:14:15.910 ما هو دوره؟ 00:14:15.910 --> 00:14:19.805 إنه رئيس قسم الرقابة البيئية والاحتراق. 00:14:20.802 --> 00:14:23.068 أعني "التحكم". 00:14:23.922 --> 00:14:25.483 إذا كان دورك هو رئيس 00:14:25.483 --> 00:14:28.202 قسم الرقابة البيئية والاحتراق، 00:14:28.202 --> 00:14:30.757 فعليك تخمين الكلمة التي تكون أكثر حساسية في ذلك. 00:14:32.882 --> 00:14:34.221 "التحكّم". 00:14:34.897 --> 00:14:36.500 وهذه هي النقطة، 00:14:36.500 --> 00:14:40.218 أننا في عالم مليء بالأفكار، نستخدم المرشحات لتصفية المعلومات، 00:14:40.218 --> 00:14:42.078 ونميل إلى رؤية ما نريد رؤيته. 00:14:42.078 --> 00:14:45.158 بالطبع، نحن بحاجة إلى أن نبدأ منا، وليس هناك طريقة أخرى، 00:14:45.158 --> 00:14:46.889 ولكن إذا بدأنا منا، 00:14:46.889 --> 00:14:50.218 فعلينا أن نتأكد من أننا لا نرى فقط ما نريد رؤيته، 00:14:50.218 --> 00:14:52.549 وأننا لا نستمر في نفس الاتجاه. 00:14:52.549 --> 00:14:55.735 بمعنى آخر، نحن بحاجة إلى النقد. 00:14:58.168 --> 00:15:01.321 في عالم مليء بالأفكار، لا نحتاج إلى المزيد من الأفكار. 00:15:01.651 --> 00:15:05.526 نحن بحاجة إلى علاج الأفكار التي نستخدمها لتفسير الحياة. 00:15:06.777 --> 00:15:08.778 والنقد لا يقصد به أن يكون سلبيًا. 00:15:08.778 --> 00:15:10.489 بل يعني الذهاب أبعد 00:15:11.019 --> 00:15:13.011 والبدء برؤية الأشياء بطريقة مختلفة 00:15:13.011 --> 00:15:15.643 والتحوّل ببطء شديد لاتجاه جديد. 00:15:16.759 --> 00:15:17.709 كيف؟ 00:15:18.089 --> 00:15:22.087 لنعود إلى قصة مؤسسَي "Nest". 00:15:22.989 --> 00:15:25.918 لقد أخبرتكم أنهم لم يقوموا بأي عصف ذهني أو تحليل للمستخدم. 00:15:25.918 --> 00:15:28.960 لقد بدؤوا من رؤية ما لديهم، شيء آمنوا به. 00:15:28.960 --> 00:15:30.039 وكيف بدأت؟ 00:15:30.039 --> 00:15:33.548 لقد غادرا "آبل" واجتمعا في أحد المطاعم، وهذه هي القصة. 00:15:33.548 --> 00:15:38.238 "توني، أريد أن أُنشئ شركة. وأريد أن أُنشئها معك." 00:15:38.238 --> 00:15:40.129 "هاه، ماذا تريد أن تفعل؟" 00:15:40.649 --> 00:15:43.118 "أريد أن أبني شركة منازل ذكية" 00:15:43.678 --> 00:15:45.074 "يا لك من أحمق." 00:15:45.444 --> 00:15:47.720 لا يبدو ذلك جلسة عصف ذهني. 00:15:48.870 --> 00:15:52.737 "لا أحد يريد شراء منزل ذكي، فالبيوت الذكية للمهووسين". 00:15:52.877 --> 00:15:56.591 أعني، ربما يمكنك أن تكون أكثر اعتدالًا عند انتقادك للناس، 00:15:56.591 --> 00:15:57.659 ولكن على أي حال، 00:15:57.659 --> 00:16:01.355 فإن النقطة المهمة هي أن (توني فاضل) لم يرفض أفكار (مات روجرز). 00:16:02.231 --> 00:16:03.380 لقد آمن بها. 00:16:03.380 --> 00:16:04.839 في الواقع، تحركا أبعد، 00:16:04.839 --> 00:16:07.834 وانتقلا نحو اتجاه جديد. 00:16:08.094 --> 00:16:11.499 عدا ذلك، قد أنشآ منظمات حرارية أخرى قابلة للبرمجة. 00:16:11.999 --> 00:16:15.357 لذلك، هذا هو جوهر ما يعنيه القيام بالابتكار. 00:16:15.357 --> 00:16:17.164 في عالم مكتظ. 00:16:17.659 --> 00:16:19.816 هذا يعني أننا بحاجة إلى أن نبدأ من أنفسنا، 00:16:19.816 --> 00:16:21.509 وليس هناك طريقة أخرى... 00:16:21.929 --> 00:16:24.832 من فهمنا لكيفية تغيّر العالم. 00:16:25.012 --> 00:16:28.108 من فهمنا لما يمكن أن يكون أكثر فائدة للناس. 00:16:28.108 --> 00:16:29.372 إنها هديتنا. 00:16:29.988 --> 00:16:31.917 لكن هذه مجرد بداية. 00:16:32.451 --> 00:16:34.072 هذه هدية غير مغلفة 00:16:34.072 --> 00:16:36.540 يلزم مزجها مع هدية شخص آخر. 00:16:37.190 --> 00:16:39.061 ومن هو هذا الشخص الآخر؟ 00:16:39.061 --> 00:16:41.560 شخص لديه اثنين من الخصائص. 00:16:41.560 --> 00:16:44.531 شخص لديه هدية أخرى، تختلف عن الهدية التي لدينا، 00:16:44.531 --> 00:16:46.280 يؤمن بشيء مختلف، 00:16:46.280 --> 00:16:48.887 ولكن من يؤمن بنا كشخص. 00:16:49.260 --> 00:16:52.401 وهذا الصدام بين مختلف الهدايا والدعم المتبادل 00:16:52.401 --> 00:16:56.107 يجعلنا ببطء تدريجي نتحول إلى اتجاه جديد. 00:16:56.868 --> 00:17:01.908 لذا، فإن الابتكار في عالم مليء بالأفكار ليس مسألة أدوات أو عمليات. 00:17:01.908 --> 00:17:03.579 بل مسألة أشخاص. 00:17:03.999 --> 00:17:06.620 إنه مسألة التزاوج بين الشركاء المتصارعين المناسبين. 00:17:06.620 --> 00:17:07.931 إنه كما في الملاكمة. 00:17:08.171 --> 00:17:10.050 ما هو شريك الملاكمة؟ 00:17:10.050 --> 00:17:13.829 هو شخص ينضم إليك في رحلتك، 00:17:15.019 --> 00:17:16.638 ويؤمن بك، 00:17:16.638 --> 00:17:20.699 ولكن بعد ذلك، يتصارع معك ويتحداك، 00:17:21.079 --> 00:17:22.712 ليس لأنه يريد قتلك، 00:17:22.712 --> 00:17:25.299 ولكن لأنه يريد أن يجعل هديتك أقوى. 00:17:26.161 --> 00:17:27.972 هذه هي النقطة. 00:17:27.972 --> 00:17:31.091 في عالم مليء بالأفكار، لا تبحث عن الأفكار؛ 00:17:31.091 --> 00:17:32.311 ابحث عن الناس. 00:17:32.311 --> 00:17:33.521 شكرًا لكم. 00:17:33.521 --> 00:17:34.914 (تصفيق)