في هذه الأيام،
نستمع للموسيقي طوال الوقت.
فهى تساعدنا على الاستيقاظ،
تحفزنا خلال ممارسة التمارين الرياضية،
وتؤنسنا في مواصلاتنا.
لا يهم نوع الموسيقى،
فالموسيقى في حد ذاتها لديها القدرة
على التأثير على مزاجنا وأجسادنا
بطرق مختلفة.
فنحن نحرك رؤوسنا، ونتمايل، ونرقص.
وتجعلنا نشعر بالقشعريرة،
وتبكينا أحيانًا.
تنشط الموسيقى كل منطقة بالدماغ
التي تم تحديدها إلى الآن.
لا يوجد منطقة بالدماغ توصلنا إليها
لا تؤثر الموسيقي بها بطريقة ما.
ولكن ما وراء كل هذا؟
ماذا تفعل بنا الموسيقى؟
أجريتُ سلسلة من الاختبارات لاكتشاف ذلك
صُممت لقياس الاستجابة للموسيقى.
قابلتُ بعض الأطفال الذين
قد تتغير أدمغتهم حقًا
بفضل تلك الساعات من التدريب والأداء.
تحدثتُ مع معالج يستخدم الموسيقى؛
لمساعدة عضوة الكونغرس السابقة،
جابرييلا جيفوردز
على الكلام مرة أخرى،
وأخذتُ لمحة داخل دماغ
فنان الذي حصل على جائزة جرامي مرتين،
أثناء لعبه.
... كل هذا لمعرفة كيف تؤثر الموسيقى بنا.
لذا ماذا يحدث حينما نستمع إلى الموسيقى؟
لقد زرنا معهد الدماغ والإبداع،
حيثما فُحصتْ دماغي
لاكتشاف ماهية الأمر.
سأدخل جهاز التصوير
بالرنين المغناطيسي الوظيفي هذا.
أنبوب صغير سيحيط بي.
وبذلك سنحصل على قراءة أساسية لدماغي.
عندئذ سوف استمع إلى الموسيقى،
وسنرى استجابة دماغي لها.
فقط أغمض عينيك، واسترخ،
وحاول أنّ تنغمس
في الموسيقى قدر المستطاع، حسنًا؟
وهذا ما وجدناه.
هذه صور مقطعية لدماغي.
تشير المناطق الحمراء إلى ارتفاع
فوق المتوسط لنشاط الدماغ
والزرقاء أقل من المتوسط.
كما يبدو، هناك نشاط أحمر
في جميع أنحاء دماغي،
وليس منطقة محددة بعينها.
منذ 25 عامًا،
كانت الفكرة أنّ اللغة تتركز
في الجانب الأيسر من الدماغ.
والموسيقى في الجانب الأيمن من الدماغ.
ولكن الآن لدينا معدات ذات جودة أفضل،
ودقة أعلى، وتصوير عصبي وتجارب أفضل-
لقد اكتشفنا أنّ الأمر ليس صحيحًا تمامًا.
كيف يتجلى هذا في مناطق مختلفة من الدماغ؟
عندما تدخل الموسيقى
وتنطلق لمناطق أخرى من الدماغ،
تتوقف عند وحدات معالجة متخصصة
في القشرة السمعية.
إنها تتبع الصوت والنغمة والايقاع
والجرس، وأشياء أخرى من هذا القبيل.
تُنشط منطقة القشرة البصرية
حينما تقرأ نوتة موسيقية كموسيقار
أو تشاهد الموسيقى.
ومنطقة القشرة الحركية
عند الخبط برجليك،
فرقعة أصابعك، أو التصفيق بيديك.
والمخيخ الذي يتوسط الاستجابات العاطفية.
ويجعلك نظام الذاكرة في الحصين
أنّ تعثر على مقطع مألوف لك
في مكان ما في بنوك ذاكرتك.
تسير الموسيقي في كلا نصفي الدماغ
الأيسر والأيمن،
الأمامي والخلفي،
الداخلي والخارجي.
ماذا عن دماغ الموسيقار؟
إنّ عزف قطعة موسيقية يشمل
العديد من الأشياء:
أنظمة الدماغ الخاصة بالحركة، والتوقيت،
والذاكرة، والسمع.
يحدث العديد من أنشطة الدماغ.
إنه أمر قوي جدًا أنّ تلعب موسيقى.
أنا أليكس جاكوب روبرسون.
أنا ناثون جلين روبرسون.
سألنا الموسيقين ذي 11 عامًا
عن ماذا يحدث داخل أدمغتهم
عند لعب الموسيقى.
بعض الأشياء الهامة مثل
الوضعية الصحيحة حسبما أعتقد،
الحصول على النغمة الصحيحة،
المترابطة أو المتقطعة.
بالنسبة للكمان
تحتاج أنّ تضع يدك في المكان الصحيح،
وأنّ تكون في تناغم،
ويجب أنّ يكون لديك ليس فقط
التجويد الصحيح،
ولكن الصوت الصحيح أيضًا.
وأنّ يكون لديك اهتزاز صوتي قوي شيء أساسي.
يوجد العديد من الأشياء لتفكر بها.
بالعودة إلى USC
يدرس الباحثون الأطفال الذين يلعبون
الموسيقى في الخمس أعوام الماضية
ليروا كيف تؤثر على تطورهم.
من الطبيعي أنّ تتوهج مناطق تعدد المهام
في أدمغتهم،
ولكنهم وجدوا نتائج أخرى أيضًا.
افاد التدريب على الموسيقى لمدة خمس سنين
في المهارات الإدراكية وعمليات صنع القرار.
وله فوائد في السلوك الاجتماعي المتضامن،
ووجدنا تغيرات في بنية الدماغ.
هل سمعت هذا؟
تغير في بنية الدماغ!
وجدوا أنّ أدمغة الأطفال الذين
درسوا الموسيقى.
لها روابط أقوى
بين نصفي الدماغ الأيمن والأيسر،
وهذا يجعلهم أقوى
وقادرين على حل المشكلات بابداع.
عندئذ توجد المشاعر.
عندما تسمع مقطوعة كهذا...
يُسهل فهم لماذا تلعب المشاعر
دورًا كبيرًا في الموسيقى.
هذه الأغنية بواسطة كامي سانت سان
تُعرف بموسيقى البجعة المحتضرة في البالية،
بينما قد تحفز الباليرينات على الرقص،
ولكنها تثير ردود أفعال مختلفة لدى الآخرين.
البعض يشعر بالقشعريرة.
هذا الشعور الغريب بالوخز
عندما تسمع موسيقى رائعة وتلمسك جيدًا
يسمى هذا الشعور بالفريسون،
ولا يشعر به الجميع.
ولكن على ما يبدو أنني أشعر به.
والآن سنجعلك تستمع لبعض الموسيقى،
إذا شعرت بالقشعريرة،
أريدك أنّ تضغط على زر المسافة لتوثيق
بداية لحظة الاستمتاع.
قام مات ساكس، طالب دكتوراه
في جامعة كاليفورنيا الجنوبية
بتوصيلي بأجهزة لقياس ردودي النفسية.
لذا عندما أشعر بهذا التواصل العاطفي
الذي له مظهر مادي،
سنرى ماذا يفعل جسدي حقًا.
بالظبط.
حسنًا، كيف شعرتُ؟
كان... كان هناك الكثير من الاستجابات.
حصلنا على كل منها.
ختامةً، حينما كنتُ ألعب التشيلو،
مما قد يكون له علاقة بسبب تأثري
بهذه الأغنية على وجه الخصوص.
شعر جميل!
اتضح أنّ العقل يعمل هنا أيضًا.
قمنا بدراسة الاختلاف بين هذا المسار
الذي يربط بين مناطق السمع،
والتي تعد بجانب مناطق العواطف،
أنّ الرابط الفعلي بين
كلا المنطقتين هو الأقوى؛
لوجود ألياف في هذه المنطقة لأولئك
الذين يشعروا بالقشعريرة.
وهذا يعني أنّ أدمغة البعض لديها اتصال أقوى
بين ما تسمعه وما تشعر به.
تلعب الموسيقى ذاتها دورًا
بالفريسون، بالإثارة.
يستخدم ساكس موسيقى متنوعة في محاضراته؛
ليرى أي من طلابه سيشعر بالإثارة.
سأقول" أرفع يديك إذا أصبتُ
بالقشعريرة،" وسأشغل
مقطوعة كلاسيكية
إذ ربما نصف الطلاب يشعرون بها.
ثم قام بتشغيل هذه المقطوعة...
جيمي شيلتر، فرقة رولينج ستون.
هل شاهدت فيلم ' 20 قدمًا
من النجوم' من قبل؟
-الفيلم الوثائقي عن مغنيين الدعم؟
-أجل
هناك جزء في الفيلم حيث يعزلون الأصوات
من أغنية 'جيمي شيلتر'
عندما أشغلها، 90 في المية من الناس
تُصاب بالقشعريرة،
بغض النظر عن المكان الذي أذهب إليه.
على أخبارك أنّ حديثي
جعلني أفكر بها،
وشعرتُ بهذا الشعور الضئيل خلف عنقي،
ولكن لماذا يحدث هذا؟
تبدو النغمات العالية كصرخة،
وهذا أمر مهم بشكل طبيعي لنا؛
لأنه يمكننا من التركيز
لمعرفة ما يحدث،
ومن ثم الهروب أو المواجهة،
أنّ نفعل ما يتعين علينا فعله.
كيف يتجلى هذا كمتعة؟
حسنًا، هذا بسبب أنّ القشرة الأمامية،
أكثر جزء تفكييرًا وعقلانية
في الدماغ، تتدخل؛
لذا تدرك سريعًا،
بعد أنّ تمر برد فعل الفزع السريع هذا،
أنّه لا يوجد أي تهديد حقيقي
في هذه المقطوعة،
وأنك في مكان آمن مرتديًا سماعات الأذن،
ومن خلال هذا التقييم المُعاد،
نميل للتفكير في ظهور ردود فعل المتعة.
إينما تجد أنّ الموسيقى ممتعة،
تُصاب بالقشعريرة،
أو بالطبع تشمئز من الموسيقى،
بالطبع يمكنها أنّ تؤثر
بشكل كبير على الدماغ.