1
00:00:07,886 --> 00:00:12,246
مع انبلاج الفجر في المدينة المتنقلة 
التي تضم عشرة آلاف خيمة،

2
00:00:12,246 --> 00:00:15,971
أفاقت الملكة برقشين على إيقاع صدمة عنيفة.

3
00:00:15,971 --> 00:00:19,151
انسل خروف ضال متجاوزاً الخدم والحراس

4
00:00:19,151 --> 00:00:21,221
ودخل إلى خيمتها،

5
00:00:21,221 --> 00:00:24,991
حيث قفز إلى سريرها وثغا في أُذنها.

6
00:00:24,991 --> 00:00:28,261
بالرغم من كونها الخاتون المُبجلة 
للعشيرة الذهبية،

7
00:00:28,261 --> 00:00:30,861
مملكة ضخمة في الإمبراطورية المنغولية،

8
00:00:30,861 --> 00:00:34,211
إلًا أن برقشين تتميز بنهج عملي جدّا 
في الحُكم.

9
00:00:34,211 --> 00:00:36,131
كانت متزوجة من باتو خان،

10
00:00:36,131 --> 00:00:38,771
حفيد جنكيز خان المُخيف بشحمه ولحمه،

11
00:00:38,771 --> 00:00:40,531
منذ أن كانت في الـ15 من عمرها...

12
00:00:40,531 --> 00:00:42,781
وبينما كان زوجها خارجًا في غاراته،

13
00:00:42,781 --> 00:00:48,211
كانت هي تُسيّر مهام القطعان والعائلة 
والإمبراطورية.

14
00:00:48,211 --> 00:00:52,784
هذا يجعلها المديرة - والمحركة - 
لمدينة مكونة من الآلاف.

15
00:00:52,784 --> 00:00:57,474
مرتين سنويًا، تُحرك برقشين المدينة 
بين أرضي تخييم موسميتين.

16
00:00:57,474 --> 00:01:01,267
هذا يضمن ماء مستمراً وأرضاً خصبة في الصيف،

17
00:01:01,267 --> 00:01:04,617
والحماية من الرياح العاتية في الشتاء.

18
00:01:04,617 --> 00:01:07,787
تحتاج العملية بأكملها
إلى أسابيع من التخطيط المحكم.

19
00:01:07,787 --> 00:01:11,317
مقيمة صلة مع المخيمات الأخرى المتواجدة
في منطقتها، بالتفويض الاستراتيجي -

20
00:01:11,317 --> 00:01:15,447
والصبر بالانتقال بسرعة الحيوانات المتلكئة.

21
00:01:15,447 --> 00:01:17,475
اليوم هو يوم الانتقال،

22
00:01:17,475 --> 00:01:22,445
وسيتوجب عليها توجيه حشودها 
من السيدات والقادة والعبيد والحيوانات

23
00:01:22,445 --> 00:01:25,091
باتجاه نهر فولغا من أجل الصيف.

24
00:01:25,091 --> 00:01:27,131
بينما تخطو برقشين خارجاً،

25
00:01:27,131 --> 00:01:29,461
تجد ضجة في انتظارها -

26
00:01:29,461 --> 00:01:33,491
فزائرها غير المرغوب فيه يركض
في دوائر حول مشرفيها.

27
00:01:33,491 --> 00:01:37,491
يحاول هؤلاء تخزين ممتلكاتها
بشكل آمن في العربات.

28
00:01:37,491 --> 00:01:40,321
تأمرهم برقشين بإخضاعه للسيطرة -

29
00:01:40,321 --> 00:01:44,021
لكنها الوحيدة التي كانت سريعة
بما يكفي للحاق بالحيوان الضال.

30
00:01:44,021 --> 00:01:47,611
ومن ثم راقبت سيداتها
اللواتي يقمن بتفكيك خيمتها

31
00:01:47,611 --> 00:01:50,281
ويرفعنها لعربة خاصة بها.

32
00:01:50,281 --> 00:01:53,021
تحتاج فريقاً من عشرين ثوراً لجرها،

33
00:01:53,021 --> 00:01:57,161
ولا تثق برقشين في أي أحد سواها لقيادتها.

34
00:01:57,161 --> 00:02:01,031
ثم، تجتمع برقشين ورفيقها المكسو بالصوف
مع الحراس.

35
00:02:01,031 --> 00:02:04,971
تأمرهم بحراسة خيمة الاستقبال
الخاصة بزوجها بحذر شديد

36
00:02:04,971 --> 00:02:08,101
والعرش المتنقل خلال الرحلة.

37
00:02:08,101 --> 00:02:09,981
وسيعملون أيضاً كمرافقين للموكب،

38
00:02:09,981 --> 00:02:13,291
وتخبرهم كيف يحمون الطريق
وكيف يحيطون بها من أجل حمايتها -

39
00:02:13,291 --> 00:02:16,371
وكيف يحرسون الحيوانات.

40
00:02:16,371 --> 00:02:19,731
ولكن عندما تحرر الخروف 
وانطلق صوب الحقول،

41
00:02:19,731 --> 00:02:21,341
بالكاد استطاع الحراس المواكبة

42
00:02:21,341 --> 00:02:24,801
وهو يتسلل عبر الحشود 
ليقلب خيامهم رأساً على عقب.

43
00:02:24,801 --> 00:02:28,781
بسخطٍ، تتوجه برقشين للمراعي بنفسها.

44
00:02:28,781 --> 00:02:29,801
وعندما تصل هناك،

45
00:02:29,801 --> 00:02:35,161
ترى الخروف المزعج 
وهو يشق طريقه عبر القطيع.

46
00:02:35,161 --> 00:02:36,400
وعندما لحقت به،

47
00:02:36,400 --> 00:02:39,390
اختبأ بجانب نعجة، والدته.

48
00:02:39,390 --> 00:02:42,220
إنها حامل، ويبدو أنها تتألم.

49
00:02:42,220 --> 00:02:46,020
فجأة، أدركت برقشين بأن الولادة الوشيكة 
لهذه النعجة

50
00:02:46,020 --> 00:02:49,190
نُسيت وسط زحمة يوم الانتقال.

51
00:02:49,190 --> 00:02:51,140
لا وقت لإيجاد راع...

52
00:02:51,140 --> 00:02:55,150
بدلًا من ذلك، ترفع برقشين أكمامها،
وتشحّم ذراعها

53
00:02:55,150 --> 00:03:00,180
وتساعد النعجة على ولادة حملين جديدين 
كإضافة إلى الإمبراطورية.

54
00:03:00,180 --> 00:03:02,052
تاركة الحملان مع أمهم،

55
00:03:02,052 --> 00:03:04,372
تعود برقشين إلى المخيم.

56
00:03:04,372 --> 00:03:06,902
حيث وُضعت اللمسات الأخيرة على الحزم،

57
00:03:06,902 --> 00:03:09,902
وبدأت العربات بالاصطفاف.

58
00:03:09,902 --> 00:03:12,282
يبدأ هذا الموكب الواسع بالملكة

59
00:03:12,282 --> 00:03:15,762
ومئتي عربة مملوؤة بكنوزها.

60
00:03:15,762 --> 00:03:18,282
وبعدها نجد الزوجات الشابات والطاقم،

61
00:03:18,282 --> 00:03:19,722
ثم المحظيات...

62
00:03:19,722 --> 00:03:22,602
وهذا فقط مخيم برقشين.

63
00:03:22,602 --> 00:03:24,862
يأتي بعد هذا المخيم الإمبراطوري الثاني

64
00:03:24,862 --> 00:03:26,852
بقيادة زوجة كبيرة أكبر سناً،

65
00:03:26,852 --> 00:03:30,002
ومن ثم مخيمين كبيرين أخريين، 
أيضا تقودهما زوجات أخر.

66
00:03:30,002 --> 00:03:32,862
كانت برقشين تنسق معهن لأسابيع للتأكد

67
00:03:32,862 --> 00:03:35,632
من تمام الانتقال بسهولة وتنظيم الصفوف.

68
00:03:35,632 --> 00:03:38,692
ولكنهن تشكلن الجزء الملكي فقط 
من السلسلة...

69
00:03:38,692 --> 00:03:41,992
وتأتي من خلفهن المدينة المدنية بأكملها.

70
00:03:41,992 --> 00:03:45,332
والتي تشمل رجال الدين 
مع كنائس ومساجد محمولة،

71
00:03:45,332 --> 00:03:48,412
وعائلات وتجار ورعاة.

72
00:03:48,412 --> 00:03:51,821
أخيرًا، تستقر برقشين في عربتها.

73
00:03:51,821 --> 00:03:54,231
سيتطلب الأمر أسابيع للوصول إلى وجهتهم...

74
00:03:54,231 --> 00:03:55,941
ولكن على مدار الرحلة،

75
00:03:55,941 --> 00:03:58,611
ستبقي الجميع بأمان...

76
00:03:58,611 --> 00:04:01,311
ابتداءً من أطفالها الفخورين وباقي رعاياها،

77
00:04:01,311 --> 00:04:05,421
إلى الخروف الراعي في نهاية الصف.