(الهاتف الخلوي يرن) (ضحك) أهلًا، أعتذر عن ذلك، يا رفاق. أرسل لي صديقي الفيديو الأكثر لطفا عن القطط، وكان علي نشرها عبر فيسبوك. أعني، أنتم تعلمون كيف هو الحال، صحيح؟ إنه كأنك منهمك في فعل شيء مهم، مثل العمل أو قضاء الوقت مع أولادك أو إلقاء محادثة TED. فجأة، هناك تلك ال"دينغ" التي تخبرك بأنه، "لديك رسالة جديدة." نشر أحدهم شيئًا على فيسبوك أو الانستقرام أو بنترست أو ألحق بك على تويتر، وعليك ترك أيًا ما كنت تفعله والذهاب لتفحصه، أليس كذلك؟ أعني، إنها مشكلة شائعة هذه الأيام. وقد حصل الانترنت على سمعة سيئة لهذا السبب، أليس كذلك؟ أعني، أنه يعتبر مضيعة تامة للوقت. أنه مجموعة من التفاهة، كارثة على مجتمعنا التي تجعل الجميع أقل تشويقًا، أقل ذكاءًا، أقل إبداعًا، أقل اجتماعية، أقل نشاطًا. سمعتم تلك الشكاوي، صحيح؟ إن الأطفال لا يعرفون كيفية إقامة التواصل البصري، ولا يستطيع المراهقون الانخراط بمحادثة كاملة، ولا يمكن لأحد منا أن يتهجى بعد الآن. هذا هو ما فعله الانترنت بنا، صحيح؟ حسنًا، انظروا لهذا. ربما هذه فكرة مألوفة للبعض منكم يا رفاق: نظرية أنه إذا أخذتم عدد لا حصر له من القرود وأعطيتموهم عدد لا حصر له من الآلات الكاتبة، سيصلون في النهاية إلى كتابة مجموعة من أعمال شكسبير. هل هذه فكرة مألوفة؟ حتى القرود سيتوصلون إلى شيء جيد إذا أعطي لهم الوقت الكافي للطرق على لوحة المفاتيح؟ حسنًا، زملائي القرود، الآن لدينا هذا الاعتقاد: أخيرًا أثبت الانترنت أن هذا غير صحيح. (ضحك) أجل. ولكن إليكم شيء: أنا لا أؤمن بذلك بالضرورة. ترون، أنا فولكلورية، والفولكلوريون، على عكس علماء الأدب أو مؤرخي الفن أو علماء الموسيقى، لا ننظر لانتاجية العبقريات النادرة للبشرية كالانتاجية الثقافية الوحيدة المستحقة بالاهتمام. نحن ننظر لأنواع أخرى من الانتاجات الثقافية، الانتاجات التي أعتقد أنها تشكل حالة حياتنا الرقمية تبدو أقل سوءًا. أنتم ترون، المشكلة هنا ليست في ارتباطنا جميعا بالقرود. المشكلة في الافتراضات أن الأعمال التي تم تجميعها لشكسبير هي النتائج الثقافية الوحيدة الصحيحة التي يمكن لحفنة من القرود الوصول إليها. هذا هو تأثير المؤسسات على تفكيرنا الثقافي، فكرة أن الأشياء التي تستحق الاهتمام بها هي الأشياء التي تنتجها المواهب النادرة، العقول الفريدة، العباقرة العظماء بيننا. ما يدرسه الفولكلور هو ما يمكن لبقيتنا فعله، الأشياء التي يمكن للجميع انتاجه. لذا، أنتم تعلمون، مؤكدًا، لا يمكن لجميعنا الرسم مثل فان جوخ أو مونيه، ولكن يمكننا رسم رسمة مقبولة أو نأتي ببعض الرسومات الجيدة على جدران الحمام، صحيح؟ وقد لا نستطيع الغناء مثل باربرا سترايساند أو نخطط جسر سليم هيكليًا أو شيء كهذا، ولكن تعلمون، يمكننا أن نصنع سجع لحبل القفز أو نصنع طائرة من الورق، صحيح؟ ذلك هو الجانب الثقافي الشعبي للأشياء، الأنواع الفنية، التعبيرية، الانتاج التقافي الذي يمكن للجميع الانخراط فيها. الآن، هذا ليس ما يفكر فيه معظم البشر عند التفكير في الفولكلور. معظم البشر يفكرون في أشياء مثل خياطة اللحف أو قصص السيدات العجائز أو قصص ملفقة، قصص لجوني أبلسيد أو بول بونيان، أشياء كتلك، صحيح؟ في الواقع، عندما تفكرون في الفولكلور، أنتم على الأرجح تفكرون في هؤلاء، (يعقوب) و(فيلهلم غريم)، الذين أعطونا واحدة من أشهر وأكثر المجموعات المحبوبة من الفولكلور الذي نعرفها اليوم: "حكايات خرافية من ألمانيا." وكل تلك الأشياء - نسج اللحفات و(جوني أبلسيد) وحكايات خرافية من ألمانيا - هي بالتأكيد فولكلور، ولكنهم ليسوا فولكلور بسبب قدمهم أو كونهم بلدي أو زائف. إنهم فولكلور لأنهم ثقافة الناس العاديين. أنتم ترون، الأخوان (غريم) كانا فريدين لأنهم أدركوا قيمة القصص التي لم يجد العلماء الآخرين فيها ما يستدعي الاهتمام، أو أنها تستحق توثيق أقل. علم الأخوان (غريم) أنه من أجل فهم مجموعة من البشر، تحتاجون للنظر إلى الانتاجات الثقافية التي ينخرط فيها الجميع، ليس مجرد قلة مختارة. ولكن لننتقل إلى المستوى التالي. تخيلوا، للحظة، كل الفولكلور الذي لم يجمعه الأخوان (غريم): كل النكات السخيفة التي بالتأكيد عرفها جميع من في ألمانيا في أوائل القرن 1800. كل الأساطير والإشاعات التي تم نشرها عند احتساء البيرة وأكل المقانق، وكل المصطلحات العامية غير المفهومة والألفاظ البذيئة التي عرفها كل مراهق ألماني ويمكنه استخدامها بشكل ممتاز. ما مقدار فهمنا للثقافة الألمانية بشكل أفضل في ذلك الوقت إذا كان لدينا كل ذلك موثق أيضًا؟ هذا يعود بنا مجددًا للإنترنت. وصف الإنترنت بأنه "أكبر أرشبف فولكلوري لا إرادي في العالم." جميع نكاتنا السخيفة؛ جميع إشاعاتنا وأساطيرنا حول السياسيين والمشاهير والشركات؛ جميع مصطلحاتنا العامية غير المفهومة تتم مشاركتها الآن في مكانٍ ما حيث أن مجرد نشرها يحولها إلى بيانات ثقافية موثوقة. هذا غير مسبوق. لأول مرة في التاريخ، نحن نحافظ على ثقافتنا الشعبية بكل ما تتمتع به من فنون، حكمتها، رؤيتها، توضيحاتها دون الإتصال وكذلك خلال الاتصال المباشر، والتعليقات الاجتماعية كما نخلقها ونشاركها. (ضحك) هل أنتم قادرون على أخذ صورة لبورومير، تضع عليه بعض النصوص ونشره على الفيسبوك؟ ذلك يهم. ذلك أداء ثقافي صائب. صنع "ميم" للإنترنت أو حتى مجرد مشاركة واحدة على وسائل التواصل الاجتماعي يشارك في توثيق والحفاظ على الثقافة الشعبية المعاصرة. إذا أردنا معرفة كيف يمكن للناس، ليس الوسط الإعلامي، ليس القادة السياسيين، ليس المؤلفون المشهورين وصناع الأفلام، ولكن الناس يشعرون بشيء، يمكننا النظر إلى إبداعاتنا الثقافية المشتركة لفهم شعورنا حيالها. أحد ما يتذكر ذلك الفتى؟ اسمه الملازم (جون بايك)، ظهر على الأخبار في عام 2011 عندما التقطته الكاميرا يرش الفلفل على مجموعة من طلاب جامعة "يو سي ديفيس" كانوا يتظاهرون بشكل سلمي. يعرف على الإنترنت باسم "الشرطي الذي يرش الفلفل [على كل شيء] ." وهو موضوع العديد من الفنون الشعبية المعاصرة. بعضها مضحك، وبعضها جاد، كل ذلك مؤثر. الآن، إذا أردنا فهم تلك اللحظة المحددة من التاريخ بشكل أفضل، من المؤكد أننا سنعود ونقرأ الصحف والمجلات التي نشرت في ذلك الوقت. قد نذهب ونشاهد الحلقات السابقة من الأخبار المسائية والبرامج اليومية، ولكن يمكننا أيضًا النظر لبعضنا البعض لرؤية ما الذي كنا نقوله، ما الذي رأيناه مهم، ما الذي رأيناه جديرًا بالتمرير للآخرين. الآن، بطبيعة الحال ليست كل الثقافات على الإنترنت جدية. صحيح؟ هناك العديد من الأشياء السخيفة والتافهة وغير المهمة على الإنترنت تلك الأيام. ولكن علينا أن نتذكر أولًا، هذا ليس جديًدا، وثانيا، هذا ليس بالشيء الفريد على الإنترنت. لطالما كان هناك ثقافات سخيفة، تافهة، غير مهمة، وفكاهية في العالم، ولطالما وقفنا لكسب فهم أفضل عن أنفسنا إذا انتبهنا لها. أنتم ترون، الفولكلور لا يمرر بلا سبب. إذا لم تكن المزحة أو القصة أو الميم تقول شيئًا، إذا لم تكن مؤثرة أو إيضاحية أو ذات صلة أو على الأقل مضحكة، لن تظل تنتشر. لذاك إذا ظل شيء ينتشر، إذا هو يحكي شيئًا ما. إذا في المرة القادمة إذا خسرتم ساعة في تصفح الإنترنت، لا تشعروا بالسوء. هل ستشعرون بالسوء إذا خسرتم ساعة في التجول في المتحف؟ على الأرجح لا. وأنا لا أقول أنه لا ينبغي عليكم قضاء الوقت في المتاحف أيضًا، ولكن لا تتركوا أنفسكم تقعون في الفخ في الظن بأن الثقافة الوحيدة الجديرة بالاهتمام هي الثقافة العالية. إذا نظرنا إلى ما يوثقه الإنترنت، ما يحافظ عليه، وما الذي يخبرنا عن أنفسنا، إذاً فهذا وقت قد أُمضي بشكل جيد. لذا قبل أن أذهب، على الأرجح ينبغي لنا أن نوثق تلك اللحظة كذلك، صحيح؟ هل أنتم جاهزون للحصول على صورة شخصية جماعية؟ (ضحك) حسنًا. قولوا "تشيز." ابتسموا. (الجماهير) "تشيز." (ضحك) شكرًا. (تصفيق)