WEBVTT 00:00:03.548 --> 00:00:13.268 الاستيلاء على الأخلاق 00:00:14.092 --> 00:00:29.347 "المؤمنون بالأديان يُعَلِّمُونا أنّ الإله سيُكافِئ البشر على أعمالهم الحسنة، لكن البشر الأحرار فكريًّا يعلمون أن مكافأة العمل الحسن لا يُمكن أن تُمنَح من قِبَل أي قوة، وإنما هي النتيجة الطبيعية للعمل الحسن." 00:00:29.347 --> 00:00:41.957 "الإنسان الحر المُوَجَّه بالذّكاء يعلم بأن مكافأته هي بطبيعة الأشياء لا في النزوة وإن كانت نزوة اللا متناهي. فهو ليس خادمًا جيدًا ومخلصًا، وإنما إنسانًا ذكيًّا وحُرًّا." - روبرت ج. إنغرسول 00:00:42.972 --> 00:00:45.702 كيف نصيغ قيمنا الأخلاقية؟ 00:00:45.702 --> 00:00:47.932 هل نُقَلِّد الأشخاص من حولنا فحسب؟ 00:00:47.932 --> 00:00:52.212 هل نحكُمُ بأن أفعالَنا حسنة لَمّا نرى آخرين يفعلونها؟ 00:00:52.212 --> 00:00:56.900 هل نستمر بالتصرف تمامًا كما تم تدريبنا لنتصرّف لمّا كُنّا أطفالًا؟ 00:00:56.900 --> 00:01:01.322 هل نسمح لقِيَمِنا أن تُقَرَّر لنا من قِبَل سُلطة خارجيّة؟ 00:01:01.322 --> 00:01:07.622 - الآباء، الزُّملاء، البروفيسورات، السياسيّون، الكهنة، الأنبياء - 00:01:07.993 --> 00:01:14.223 هل نُشكِّك بالقِيَم التي نُواجهها، ونصنع قيمنا الخاصة بنا بناءً على تقييمات نقدية؟ 00:01:14.223 --> 00:01:19.593 العديد من أعضاء الآيديولوجيات الدينية ينسبون فضل قيمهم الأخلاقية لديانتهم. 00:01:19.593 --> 00:01:23.479 لكن البعض يذهب لحد أبعد، ويُنسبون لأنفسهم الفضل نيابة عن ديانتهم، 00:01:23.479 --> 00:01:25.859 حيال القيم الأخلاقية لغير المنتسبين للديانة. 00:01:25.859 --> 00:01:29.629 ادُّعِيَ مرارًا وتكرارًا، ولا زال يُدَّعى، 00:01:29.629 --> 00:01:34.649 أن الأشخاص الذين يعيشون حياتهم بدون أي اعتقاد بآلهة أو ديانة أو ما هو فوق الطبيعة، 00:01:34.649 --> 00:01:40.518 على الرغم من ذلك قد شُكِّلَت أخلاقهم من قِبَل الأديان المُهَيمِنة في منطقتهم الجغرافية. 00:01:40.518 --> 00:01:42.206 إنه ادَّعاء مُتَوَقَّع، 00:01:42.206 --> 00:01:49.936 فالعديد من الأفراد المُتَدَيِّنين يعتبرون ديانتهم بأنها المصدر الأساسي أو حتى الحصري للأخلاق الإنسانية. 00:01:49.936 --> 00:01:53.885 بالنسبة لهم، إن بدا على غير المؤمنين أنهم يقودون حياة لائقة وأخلاقية، 00:01:53.885 --> 00:01:57.733 لا بد من أن ذلك يرجع إلى التأثير المنتشر لديانتهم. 00:01:57.733 --> 00:02:04.383 في الغرب يُدَّعى بأن الأخلاق العلمانية قد تَشَكَّلَت عبر شيء يُسَمَّى "التقليد اليهومسيحي" 00:02:04.383 --> 00:02:07.583 - هجين من اليهودية والمسيحية. 00:02:07.721 --> 00:02:13.591 لذا، هل علينا السّماح لفَضْل قيمنا الأخلاقيّة الجوهريَّة أن يُستَولى عليه بهذه الطريقة؟ 00:02:14.087 --> 00:02:18.357 هؤلاء الذين يتجاهلون التاريخ .... حتمًا سيُعيدون اختباراتهم التاريخيّة. 00:02:21.029 --> 00:02:25.289 عندما يَدَّعي الناس بأن القيم العلمانية تستعير من التقليد اليهومسيحي، 00:02:25.289 --> 00:02:32.329 المُذهِل هو قرارهم لتجاهل كل التاريخ قبل انبثاق اليهودية والمسيحية. 00:02:32.568 --> 00:02:37.148 الكائنات البشرية المُعاصِرة كانوا موجودين لأكثر من ١٠٠ ألف سنة، 00:02:37.149 --> 00:02:42.989 في الوقت الذي كانت فيه اليهودية - ديانة أقدم بكثير من المسيحية - لا زالت رضيعة. 00:02:42.989 --> 00:02:46.825 هل يُتَوَقَّع منّا قبول بأنه حتى مجيء اليهودية، 00:02:46.825 --> 00:02:51.935 لم يُطَوِّر البشر أي إدراك عن كيفية التعامل مع بعضهم البعض ليتواجدوا كمخلوقات اجتماعية؟ 00:02:51.935 --> 00:02:57.135 هل قِيَم تلك الأديان انبثقت جاهزة فجأةً في فراغٍ أخلاقي 00:02:57.135 --> 00:03:00.875 دون رجوع إلى قيم الثقافات المحليّة في ذلك الوقت؟ 00:03:00.881 --> 00:03:02.261 بالطبع لم تفعل ذلك. 00:03:02.261 --> 00:03:07.021 كلا الديانتين استعارتا من تقاليد ومبادئ اجتماعية موجودة مُسبقًا. 00:03:07.021 --> 00:03:11.417 من المفهموم أن من يدّعون أسبقية القيم اليهومسيحية 00:03:11.417 --> 00:03:15.737 سيرغبون في إيقاف البحث التاريخي عن القِيَم الأخلاقيّة عند ديانتهم. 00:03:15.737 --> 00:03:19.071 لكن لا يوجد تبرير سليم لفعل ذلك. 00:03:19.071 --> 00:03:23.541 بعض مبادئ السلوكيات الأخلاقيّة تميل للنشوء طبيعيًّا في المجموعات الاجتماعية، 00:03:23.541 --> 00:03:26.061 فقط لأنها تساعد في إبقاء المجموعة. 00:03:26.061 --> 00:03:29.001 مثلًا المبدأ الأساسي "لا تقتُل". 00:03:29.001 --> 00:03:33.871 الثقافة التي تتبنَّى مبدأ "اقتُل أكثر عدد ممكن من الناس دون تفريق" 00:03:33.871 --> 00:03:35.701 لن ينجو لفترة طويلة. 00:03:35.701 --> 00:03:43.031 عندما تأتي ديانة وتطرح قوانين تعكس تقاليدًا ومبادئًا اجتماعية موجودة مسبقًا عبر الإنسانية، 00:03:43.031 --> 00:03:45.301 مثل عدم السرقة وعدم القتل، 00:03:45.301 --> 00:03:49.641 تلك الديانة لا تملك فجأةً الحقوق الفكرية لتلك المبادئ. 00:03:49.641 --> 00:03:53.967 الدين ليس هو المُبتكِر هنا، بل فقط مُقَلِّدًا. 00:03:53.967 --> 00:03:57.131 الدراسات الحيوانية تُظهِر بأن أنواع الكائنات الاجتماعية غير البشرية 00:03:57.131 --> 00:04:01.751 تُبْدي التّعاطُف، والعاطِفة، وإدراكًا للعدالة، 00:04:01.751 --> 00:04:04.893 وتلك مُكوِّنات أساسية في الأخلاقيَّات. 00:04:05.145 --> 00:04:07.885 عالم القِرَدة العُليا "فرانس دي فال" وزملاؤه 00:04:07.885 --> 00:04:12.505 وجدوا أنه عندما يُعطوا الخيار باستبدال عُملات رمزية مختلفة بمكافآت غذائية مختلفة، 00:04:12.505 --> 00:04:16.655 قردة الشمبانزي والكبوشي استبدلوا بشكل مُتكرِّر العُملات "الاجتماعية" 00:04:16.655 --> 00:04:20.145 التي تُكافئهم بالإضافة إلى شريكٍ من نوعهم، 00:04:20.145 --> 00:04:24.305 عوضًا عن العُملات "الأنانية" التي تُكافئهم وحدهم. 00:04:24.309 --> 00:04:29.399 تمت ملاحظة قردة الكبوشي تُكافئ شركاءها في مُقابِل التعاون في مهمة للحصول على الغذاء، 00:04:29.399 --> 00:04:32.759 حتى عندما يكون لهم الخيار بإبقاءه كله لهم وحدهم. 00:04:32.762 --> 00:04:35.412 تمت ملاحظتهم أيضًا يعترضون بعدوانية 00:04:35.412 --> 00:04:40.852 عندما يرون قرد كبوشي زميل يستلم مكافأة أفضل بمقابل تأدية المهمة ذاتها. 00:04:40.852 --> 00:04:45.191 بعد الشجارات، قردة الشمبانزي تُظهِر سلوكًيات تَصالُحِيَّة مُمَيّزة - 00:04:45.191 --> 00:04:50.591 مد الكف للعدو، التقبيل، المُعانقة، وتمشيط الفرو. 00:04:50.994 --> 00:04:55.014 سلوكيات عدالة أساسية تُظهر حس عدالة شديد 00:04:55.014 --> 00:04:58.554 تمَّت ملاحظتها في نِطاق من أنواع الحيوانات الاجتماعية. 00:04:58.554 --> 00:05:04.045 الاقتراح بأن الدين هو مصدر سلوكيات العدالة تلك هو سخيفٌ ببساطة. 00:05:04.045 --> 00:05:09.276 ولا يَقِلُّ سخافةً الاقتراح بأنه مصدر السلوكيات الدينية عند الإنسان. 00:05:10.108 --> 00:05:14.698 الفشل في تعريف المصطلحات المفتاحية 00:05:16.448 --> 00:05:20.548 ماذا يُفتَرَض أن يعني "التقليد اليهومسيحي" بالضبط؟ 00:05:20.548 --> 00:05:24.718 اليهودية والمسيحية تُظهِران تداخُلًا كبيرًا في تكوينهما، 00:05:24.718 --> 00:05:28.147 وتعتبران العديد من الكتب القديمة ذاتها مُقدَّسة. 00:05:28.147 --> 00:05:33.177 "التناخ" اليهودي يحتوي ٢٤ كتابًا يظهر في العهد القديم المسيحي. 00:05:33.178 --> 00:05:37.018 لكن على الرغم من اشتراك فُرعي الديانتين في العديد من الكتب القديمة، 00:05:37.018 --> 00:05:44.668 هناك اختلافات كبيرة في ترجمتها، وتفسيراتها، ومنظورها، وقيمها الأساسية. 00:05:44.668 --> 00:05:48.763 العديد من اليهود والمسيحيّين يعترضون بقوة على جمعهما ببعض. 00:05:48.763 --> 00:05:53.053 وهو يكتُبُ في سبعينيّات القرن الـ١٩م، الحَبْر "إليزير بيركوفيتز" عَلَّق: 00:05:53.053 --> 00:05:58.105 "بالنسبة إلى الحوار من منطلق لاهوتي بحت، لا شيء يمكن أن يكون أكثر عقمًا أو عبثًا." 00:05:58.105 --> 00:06:02.169 "اليهودية هي اليهودية لأنها ترفض المسيحية،" 00:06:02.169 --> 00:06:05.885 "والمسيحية هي المسيحية لأنها ترفض اليهودية." 00:06:05.885 --> 00:06:12.895 "ما يُطلَق عليه غالبًا بـ"التقليد اليهومسيحي" يتواجد فقط في الخيال المسيحي أو العلماني." 00:06:13.215 --> 00:06:19.625 "التناخ" يحتوي على توجيهات مرفوضة بصراحة من قِبَل شخص "يسوع" المسيح. 00:06:19.625 --> 00:06:25.393 و"المسيحية" تُقَدَّم مُكرَّرًا بأنها إصلاحًا لأفكار يهودية سابقة. 00:06:25.393 --> 00:06:30.957 مثلًا في "التوراة" اليهودية، "سِفر الفاييكرا" الفصل ٢٤ الآيات ١٩ إلى ٢٠، 00:06:30.957 --> 00:06:37.667 يُصَرِّح: "وَإِذَا أَحْدَثَ إِنْسَانٌ فِي قَرِيبِهِ عَيْبًا، فَكَمَا فَعَلَ كَذلِكَ يُفْعَلُ بِهِ." 00:06:37.667 --> 00:06:41.758 "كَسرٌ بِكَسرٍ، وعينٌ بِعَينٍ، وسِنٌّ بِسنٍّ ..." 00:06:41.758 --> 00:06:46.621 النظير المسيحي في كتاب العهد القديم "سِفر اللاويين" يؤكّد ذلك الأمر. 00:06:46.621 --> 00:06:50.641 هذا توجيه صريح لإرجاع الأذى. 00:06:50.641 --> 00:06:54.341 ومع ذلك، في "إنجيل متّى" الأصحاح ٥ الآيات ٣٩ إلى ٤٠، 00:06:54.341 --> 00:06:58.001 "يسوع" يُناقِض صراحةً هذا القانون، قائلًا: 00:06:58.001 --> 00:07:01.899 "سَمِعْتُم أنَّهُ قِيلَ: عينٌ بِعَينٍ وسِنٌّ بِسنٍّ." 00:07:01.899 --> 00:07:08.299 "وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: (...) مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا." 00:07:08.304 --> 00:07:15.274 هذه الآية من العهد الجديد المسيحي تُناقض "التوراة" اليهودية والعهد القديم. 00:07:15.623 --> 00:07:21.973 في العهد الجديد، "يسوع" يُدافع عن ويُسامِح عن هؤلاء المَدعوِّين بالـ"الزانين" والـ"عاهرات". [إنجيل لوقا الأصحاح ٧ الآية ٤٨، إنجيل يوحنا الأصحاح ٨ الآية ١١] 00:07:21.973 --> 00:07:24.814 ويُعاتِب من يَحكُم عليهم. 00:07:24.814 --> 00:07:26.884 أمّا في"التناخ" والعهد القديم، 00:07:26.884 --> 00:07:31.654 "الزانون" والـ"عاهرات" يُحكَم عليهم بالقتل حرقًا. 00:07:31.914 --> 00:07:36.174 مرة بعد أخرى، مبادئٌ متضاربة جوهريًّا يتم الترويج لها. 00:07:36.174 --> 00:07:41.737 لذا من البداية، أي محاولة لتعبئة اليهودية والمسيحية كتآلف إيماني، 00:07:41.737 --> 00:07:43.964 ستُنْتِج هجينًا غير مُجْدٍ، 00:07:43.964 --> 00:07:46.658 مليئًا بالتناقضات الأخلاقية. 00:07:46.658 --> 00:07:48.298 لكن الأمر أسوأ من ذلك. 00:07:48.298 --> 00:07:52.418 بالإضافة إلى التَّناقُضات القِيَمِيَّة الأساسيّة بين النُّصوص اليهودية والمسيحية، 00:07:52.418 --> 00:07:58.738 توجَدُ قيمٌ مُتناقضة جوهريًّا بجوانب لا تُحصى بين المذاهب الفرعية تحت كل ديانة. 00:07:58.950 --> 00:08:03.020 بعض المسيحيِّين يعتقدون بأن قبول شخص "المسيح" الإنجيلي كمنقذ لهم، 00:08:03.020 --> 00:08:06.740 سيسمح لهم بالدخول لفردوس بعد الموت يُسمّي بـ"الجنة". 00:08:06.740 --> 00:08:10.170 مسيحيُّون آخرون يعتقدون بأن من سيدخل ولن يدخل الجنة 00:08:10.170 --> 00:08:12.130 تم تقريرة قبل الولادة، 00:08:12.130 --> 00:08:15.510 ولا شيء يفعله المرء في حياته يمكنه تغيير ذلك. 00:08:15.510 --> 00:08:17.890 بعض المسيحيّين انفصاليُّون بشدّة، 00:08:17.890 --> 00:08:23.908 مُبعدين أنفسهم مِمَّن هم خارج جماعتهم، ويُصَنِّفونهم بكلمات مثل "دُنْيَوِيُّون". 00:08:23.908 --> 00:08:28.588 مسيحيُّون آخرون يُرَوِّجون للشموليَّة وحوار ما بين الأديان. 00:08:28.742 --> 00:08:32.382 بعض اليهود يؤكدون بأن "التوراة" هي كلام إلههم. 00:08:32.382 --> 00:08:36.082 يهودٌ آخرون يرون "التوراة" بأنّه مجموعة كتابات بشرية قابلة للخطأ، 00:08:36.082 --> 00:08:39.352 مِمّا يُغَيِّر علاقتهم بتوجيهاته. 00:08:39.445 --> 00:08:41.695 هناك أيضًا تناقُضات حول الطّقوس. 00:08:41.695 --> 00:08:43.915 بعض اليهود يعتقدون بأن النساء والرجال 00:08:43.915 --> 00:08:48.375 يجب أن يُسمَح لهم بالتلاوة العلنية لصلاة ندبة تُدعى "الكادش" 00:08:48.375 --> 00:08:51.605 آخرون يعتقدون بأنها يجب أن تقتصر على الرجال. 00:08:51.605 --> 00:08:55.865 المذاهب المُفردة تلك تُرَوِّج لمبادئ مُتضاربة، 00:08:55.865 --> 00:09:00.735 لذا أن يُدَّعى بأنها تُمثِّل تقليدًا أخلاقيًّا مُوحَّدًا هو أمرٌ غير قابل للتبرير. 00:09:01.120 --> 00:09:04.680 حتى لو تجاهلنا القِيم المتناقضة بين اليهودية والمسيحية، 00:09:04.680 --> 00:09:06.660 وركزنا على أرضيتهما المشتركة، 00:09:06.660 --> 00:09:08.550 سوف نجد إشكالات. 00:09:08.550 --> 00:09:11.646 عندما ننظر إلى النصوص التي تقدسها الديانتين، 00:09:11.646 --> 00:09:15.496 نجدها تحتوي توجيهات لإعدام قائمة طويلة من الناس. 00:09:15.496 --> 00:09:21.796 بالطبع حتى المذاهب التي تُصِر بأن كتابها المُقدَّس يُجَسِّد قيمًا أخلاقيّة أبديَّة غير مُتغَيِّرة 00:09:21.796 --> 00:09:24.221 لا تُنَفِّذ تلك التوجيهات. 00:09:24.221 --> 00:09:28.501 ممّا يُظهر انقطاع واضح بين القيم الأخلاقيّة في النصوص 00:09:28.501 --> 00:09:31.561 وبين ما يفعله اليهود والمسيحيون في الواقع. 00:09:31.561 --> 00:09:35.461 بالطبع عندما يأمرنا كتابٌ مقدّس بأن نقتل المُجدِّفين، 00:09:35.461 --> 00:09:41.153 والأطفال العنيدين، وغير المؤمنين، والزانين، والأحبّاء مثليِّي الجنس، 00:09:41.153 --> 00:09:45.463 من الأفضل أن نكون منافقين ولا نُنَفِّذ تلك التوجيهات، 00:09:45.463 --> 00:09:50.403 من أن نرتكب هذا القتل فقط لنكون متناسقين أخلاقيًّا مع كتابٍ غير أخلاقي. 00:09:50.622 --> 00:09:55.672 لكن أليس الأفضل إطلاقًا عندما يُخبرك حسّك الأخلاقي بأن توجيهًا ما هو خاطئٌ، 00:09:55.672 --> 00:09:58.772 أن ترفض السُّلطة التي قدَّمَت التوجيه؟ 00:09:59.142 --> 00:10:04.402 عندما يأمرك كتاب مُقدَّسٌ مزعوم بتنفيذ إعدامات تعلم بأنها غير أخلاقية 00:10:04.402 --> 00:10:08.749 أليس الحل الأوضح هو أن تُدرك بأن الكتاب ليس مقدَّسًا إطلاقًا، 00:10:08.749 --> 00:10:12.719 وأن قِيَمَهُ ليس لها مكانٌ في أي أخلاقٍ متحَضِّرة؟ 00:10:13.115 --> 00:10:17.905 هناك انقسامٌ أساسي بين قِيَم الكُتُب المُقَدَّسة وبين القِيَم الأخلاقيَّة الحديثة 00:10:17.905 --> 00:10:20.385 فيما يتعلق بأهمية الأعمال. 00:10:20.385 --> 00:10:22.297 فيما عدا استثناءات قليلة جديرة بالذِّكر، 00:10:22.297 --> 00:10:25.007 - مثلًا عندما يتصل الأمر بالمرض أو الإكراه - 00:10:25.007 --> 00:10:27.987 نحكم بأن الأشخاص مُساءلين عن أفعالهم، 00:10:27.987 --> 00:10:31.737 ونَتَوَقَّعُ منهم قبول المسؤولية الشخصية. 00:10:31.877 --> 00:10:35.731 المسيحية بالمُقابل، تطرح تلك القيمة الجوهريّة جانبًا، 00:10:35.731 --> 00:10:40.061 وتستبدلها بقبول "يسوع" بأنه الاعتبار الوحيد. 00:10:40.651 --> 00:10:44.951 في السطح، يحتوي "الإنجيل" على العديد من التوجيهات حول كيفية التصرُّف، 00:10:44.957 --> 00:10:48.797 لكن في نهاية الأمر، الأفعال لا تُحتَسَب في المسيحية. 00:10:48.797 --> 00:10:53.021 حياة مليئة بالأفعال السيئة تُمحى عبر قبول "يسوع". 00:10:53.021 --> 00:10:57.561 حياة مليئة بالأفعال الجيدة تُمحى عبر الفشل بقبوله. 00:10:57.913 --> 00:11:03.153 انقسامٌ أساسي آخر يُرى في التّبايُن بين التوجيهات الأخلاقيّة الدينية المبنية على الأوامر 00:11:03.153 --> 00:11:06.217 - التي لا تُقَدِّم أي تبرير منطقي سِوَى السُّلطة الإلهيّة، 00:11:06.217 --> 00:11:08.757 وعادةً ما تُحَرِّم التَّحَدِّي والنَّقْد - 00:11:08.757 --> 00:11:13.147 وبين الأخلاق العلمانيّة المبنية عبر منهج عقلانيّة مُستَقِلَّة، 00:11:13.147 --> 00:11:17.360 تتضمَّن نقاشات نقديَّة مُستَمِرَّة وتعليمًا. 00:11:17.360 --> 00:11:19.513 هذه الاختلافات ليست طفيفة، 00:11:19.513 --> 00:11:24.353 بل لها تَبِعات عميقة لكل علاقاتنا بالأخلاقيّات. 00:11:24.514 --> 00:11:27.814 لو سُئِلنا عن سبب كون فعلٍ ما خاطئًا أخلاقيًّا، 00:11:27.814 --> 00:11:31.194 وكل ما يمكننا قوله هو "لأن الإله قال ذلك."، 00:11:31.194 --> 00:11:34.114 أو "لأن كتابي المُقَدَّس قال ذلك."، 00:11:34.114 --> 00:11:37.634 أو "لأن ذلك ما تربَّيّْتُ للاعتقاد به." 00:11:37.634 --> 00:11:40.582 لم نُقَدِّم إجابة أخلاقيّة إطلاقًا. 00:11:40.582 --> 00:11:43.910 بل فقط قَبِلْنا ما طُلِبَ منّا قبوله من قِبَل الآخرين. 00:11:43.910 --> 00:11:47.830 إذا كُنّا نفعل ما نُؤمر بدون التوقف للتفكيرٍ، 00:11:47.830 --> 00:11:49.460 أو نُقَلِّد الجُمهور، 00:11:49.460 --> 00:11:53.670 أو ببساطة نتصرَّف انطلاقًا من خوف العقاب أو أملًا في المكافأة، 00:11:53.670 --> 00:11:57.623 نحن لا نُمارِس مسؤوليتنا الأخلاقيّة الذاتيّة. 00:11:58.227 --> 00:12:01.357 "آلان" يدَّعي بأن "السلوك س" خاطئ أخلاقيًّا، 00:12:01.357 --> 00:12:05.937 لكنه يحتجُّ بالسُّلطة الدينية أو التقاليد لتبرير موقفه. 00:12:06.238 --> 00:12:08.678 "بن" يَدَّعي بأن "السلوك س" خاطئ أخلاقيًّا، 00:12:08.678 --> 00:12:11.728 لكنّه يُبَرِّر موقفه استنادًا إلى منطقٍ سليم. 00:12:11.728 --> 00:12:14.268 ربَّما يُشاركان الرأي ذاته تجاه السلوك، 00:12:14.268 --> 00:12:19.368 لكن نظرة "بن" الأخلاقيّة لا يجب عليها دفع أي دَين اعتراف لديانة "آلان". 00:12:19.368 --> 00:12:24.972 حقيقة أن الأديان تُرَوِّج للقِيَم لا تعني بأن تلك القِيَم مُدَعَّمة بمنطقٍ سليم. 00:12:24.977 --> 00:12:28.397 في الواقِع، إنّه من خلال التطبيق الحريص للمنطق السليم 00:12:28.397 --> 00:12:32.697 يمكننا الاستمرار في فضح العديد من القِيَم الدينية المُمَجَّدة تاريخيًّا 00:12:32.697 --> 00:12:34.257 بأنّها غير أخلاقيَّة. 00:12:34.694 --> 00:12:39.384 في وسط ثروة من القصص المُنحَطَّة في الكتب المُقدّسة اليهودية والمسيحيّة 00:12:39.384 --> 00:12:43.297 هو وصفها لفظاعات تجاه الأطفال. 00:12:43.535 --> 00:12:49.055 في "سِفر العدد" التابع للعهد القديم ونظيره في التّناخ "سفر الباميدبار"، 00:12:49.055 --> 00:12:54.025 نجد النّبي "موسى" يُعطي توجيهات لقتل كل طفل ذَكَر من المَدْيَنِيّين، 00:12:54.025 --> 00:12:58.732 والإبقاء على أي أطفال إناث عذراوات كزادٍ جنسي. [سفر العدد وسفر باميدبار الأصحاح ٣١ الآيات ١٧ إلى ١٨] 00:12:58.732 --> 00:13:01.896 هذا ما نجده من النّبي المَشهور بإيصال "اللائحة العَشريَّة" 00:13:01.896 --> 00:13:08.126 - عشر وصايا إلهيَّة مزعومة تَحكُمُ السلوك والأفكار والعِبادة. - 00:13:08.509 --> 00:13:11.179 كلمات أغنية "أنهار بابل" لفرقة "ذا ميلوديانز"، 00:13:11.179 --> 00:13:13.259 والتي اشتهرت لاحقًا عبر فرقة "بوني إم"، 00:13:13.259 --> 00:13:16.979 تم اقتطافها من "سفر المزامير ١٣٧" من الإنجيل. 00:13:16.979 --> 00:13:21.459 الأغنية تُرَكِّز على أجزاء "المزامير" التي تُعَبِّر عن مشاعر الضحيّة، 00:13:21.459 --> 00:13:25.149 تحكي كيف أن اليهود حُمِلوا بعيدًا وهم أسرى من قِبَل البابليِّين، 00:13:25.149 --> 00:13:27.089 وطُلِبَ منهم أن يُغَنُّوا أغانٍ. 00:13:27.089 --> 00:13:32.229 رُبَّما ما كانت "أنهار بابل" ناجحة لو احتوت الآية التاسعة من المزامير، 00:13:32.229 --> 00:13:36.883 حيث تتلذَّذ بنوع غريب من الانتقام ضد البابليِّين. 00:13:36.883 --> 00:13:43.173 تقول: "طُوبَى لمن يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!" 00:13:43.532 --> 00:13:48.432 بعض المدافعين ادّعوا بأن كلمة "أطفالك" لا تعني أطفالًا حرفيًّا، 00:13:48.432 --> 00:13:53.552 وإنما تُستَعمَل فقط - مثل عبارة "بني إسرائيل" - للإشارة لأهل بابل. 00:13:53.816 --> 00:13:57.696 لكن "سفر إشعيا" الأصحاح ١٣ الآية ١٦ تُحاكي الفقرة من المزامير، 00:13:57.696 --> 00:14:00.606 وبوضوح تشير حرفيًّا إلى الأطفال. 00:14:00.935 --> 00:14:04.935 وهو يكتب في القرن الـ١٧م في شرحه للإنجيل بأكمله، 00:14:04.935 --> 00:14:07.235 المعمداني "جون جيل" عَلَّقَ بأنه: 00:14:07.235 --> 00:14:12.085 "... رغم أنه يبدو عيّنة من الوحشية، إلا أنه ثأرٌ عادلٌ ..." 00:14:12.085 --> 00:14:18.078 ادَّعى بأنه "لم يكن مرغوبًا بروح الانتقام، بل من أجل مجد العدالة الإلهيّة." 00:14:18.415 --> 00:14:23.355 تمجيد قتل الأطفال ليس قيمة تُشَكِّل أخلاقياتنا اليوم. 00:14:24.168 --> 00:14:28.658 الأناجيل اليهودية والمسيحية تحتوي على كميات شاسعة من الرسائل، 00:14:28.658 --> 00:14:31.446 من قصص عاطفية ورقيقة للغاية، 00:14:31.446 --> 00:14:35.086 إلى أخبار يسيل منها اللعاب تجاه أكثر القساوات وَضاعَةً. 00:14:35.086 --> 00:14:38.176 لدينا "البريء والجميل"، ولدينا "الاستمتاع بالوحشية". 00:14:38.176 --> 00:14:42.916 لكن حتى بعض الأمور "البريئة والجميلة" ليست كذلك عندما تُفحَص عن قرب. 00:14:42.916 --> 00:14:47.352 كمسيحي سابق، تَعَلَّمت بأن أرى "يسوع" كتجسيد للحب، 00:14:47.352 --> 00:14:52.662 لكن الحقيقة هي أن "يسوع" لم يحترم علاقات الحب التي لا تتضمنه. 00:14:52.662 --> 00:14:58.592 مُعلنًا بِغيرَة: "مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَوْ أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي،" 00:14:58.592 --> 00:15:03.542 " وَمَنْ أَحَبَّ ابْنًا أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي." [إنجيل متّى الأصحاح ١٠ الآية ٣٧] 00:15:03.542 --> 00:15:05.510 طريقة الحب تحت الطلب هذه 00:15:05.510 --> 00:15:08.710 تظهر أيضًا في أمر "يسوع" بأن نُحب أعداءنا، 00:15:08.710 --> 00:15:11.320 وأوامر لا تُحْصى بأن نُحِب "يهوه"، 00:15:11.320 --> 00:15:15.310 مُوَظِّفًا دوافِعَ وتَهديدات لتحقيق الإذعان. 00:15:15.456 --> 00:15:20.306 فكرة أمر الناس بالحب تُنكِر طبيعة الحُب الاستقلاليّة. 00:15:20.574 --> 00:15:24.074 مَن اليوم سيقبل بأن يُؤمَر بِمن يجب أن يُحب؟ 00:15:24.454 --> 00:15:27.574 بالحديث عن العلاقات، مصطلح "التَّعَلُّق العاطِفي" 00:15:27.574 --> 00:15:31.094 يُشير إلى العلاقات التي يَعْتَمِدُ بها شريكٌ على الآخر 00:15:31.094 --> 00:15:35.104 كمصدر خارجي لتَقدير الذات، والقَبول، والهويّة، 00:15:35.104 --> 00:15:38.774 عِوَضًا عن مقدرته على تنمية هذه الخِصال في نفسه. 00:15:38.774 --> 00:15:43.434 "التَّعَلُّقُ العاطِفي" معروف بأنه نموذَجُ علاقةٍ مُختَلٌّ للغاية، 00:15:43.693 --> 00:15:48.043 لكنّه النّموذج النّهائي للعلاقات في النّصوص المقدّسة اليهودية والمسيحية. 00:15:48.043 --> 00:15:50.983 حيث يتحوَّل إلى "التّعلُّق العاطِفي الإلهي". 00:15:51.333 --> 00:15:54.403 هنا مُجدَّدًا، عِوضًا عن كونها تُزرَع من الدّاخل، 00:15:54.403 --> 00:15:59.723 تقدير الذات، والقَبول، والهويّة تُطلَب من مصدرٍ خارجي، 00:15:59.723 --> 00:16:01.533 وهذه المرة هُو "إله"، 00:16:01.533 --> 00:16:06.403 تاركًا العديد من الأتباع عرضةً لكل أنواع الإساءة والتّلاعُب. 00:16:06.795 --> 00:16:11.235 عقيدة العذاب الأبدي المُرَوَّج لها من قِبَل المسيحية هي غير أخلاقيّة بِعُمق، 00:16:11.235 --> 00:16:16.942 وتُمَثِّل أكثر لاتناسُقٍ مُتَطَرِّفٍ بين الانتهاك والعقوبة. 00:16:16.942 --> 00:16:19.942 عبر استبعاد الخَلاص أو إعادة التأهيل 00:16:19.942 --> 00:16:24.102 لا يُشَكِّل أكثر من ساديّة أبديّة مجّانيّة. 00:16:24.382 --> 00:16:27.782 عقيدة "الفِداء النّيابي" الأساسيّة المسيحية 00:16:27.782 --> 00:16:31.102 تقترح بأن التضحية بشخص يُزعَم أنه بريء 00:16:31.102 --> 00:16:34.022 يمكنها أن تُكَفِّر عن خطايا الآخرين. 00:16:34.212 --> 00:16:36.512 المفكّرون العلمانيّون قد استنكروا هذا التّصَوُّر 00:16:36.512 --> 00:16:40.622 بأنه انحرافٌ بليغ عن المسؤولية الأخلاقية. 00:16:41.071 --> 00:16:46.731 المولود في القرن ال١٧م، "توماس بين"، أحد الآباء المؤسسين للولايات المتّحدة، 00:16:46.731 --> 00:16:52.221 قد عَلَّقَ: "إن كُنتُ أُدين لشخصٍ بالمال ولا أستطيع أن أدفع له، ويُهَدِّد بزَجّي في السّجن، 00:16:52.221 --> 00:16:55.941 "يُمكِن لشخصٍ آخر أن يأخذ الدين على عاتِقِه، وأن يدفعه عوضًا عنّي." 00:16:55.941 --> 00:17:00.711 "لكن إذا اقترفتُ جريمة، كُل ظروف القَضِيَّة تتغيَّر." 00:17:00.711 --> 00:17:07.027 "العدالة الأخلاقيّة لا يمكنها أخذ البريء مكان المُذنِب حتّى ولو قَدَّمَ البريء نفسه." 00:17:07.027 --> 00:17:11.933 "اعتقاد أن تفعل العدالة ذلك هو هدمُ مبدأ وجودها" 00:17:11.933 --> 00:17:14.193 "وهو الشيء ذاته." 00:17:14.193 --> 00:17:18.830 "لن تكون عدالة حينها، بل انتقامٌ عشوائي." 00:17:20.790 --> 00:17:25.620 أخذُ فضلٍ غير مُستَحَقٍّ 00:17:25.859 --> 00:17:31.289 في كتابه "الإله خَلَقَ الإنسانيّة: الأساس المسيحي للقيم العلمانية" 00:17:31.289 --> 00:17:36.388 "ثيو هوبسون" يطمح لأن يُعطي المسيحيّةَ الفضلَ للتفكير الأخلاقي الحديث. 00:17:36.474 --> 00:17:41.934 يُحاجِج: "الإنسانيّة العلمانيّة نشأت ببطءٍ شديد بداخل الثقافة المسيحية." 00:17:41.934 --> 00:17:48.894 "ما يعني أن المبادئ الإنسانيّة الحديثة للحرِّيَّة والمُساواة مُتَجَذِّرة في المسيحيّة." 00:17:49.134 --> 00:17:54.394 لو أن تَقدير الذَّات نشأ ببطء شديد بداخل عائلة مسيئة، 00:17:54.394 --> 00:17:58.151 هل تقدير الذات هذا مُتَجَذِّرٌ في الإساءة؟ 00:17:58.528 --> 00:18:04.308 لو أن العلم نَشَأ ببطء شديد بداخل ثقافة ترفض العلم من أجل الخُرافة، 00:18:04.308 --> 00:18:07.348 هل العلم هُنا مُتَجَذِّرٌ في الخُرافة؟ 00:18:08.310 --> 00:18:13.050 أحيانًا القيم تنشأ كمحاولة لزعزعة البشر نحو الحُرِّيَّة 00:18:13.050 --> 00:18:16.140 من التأثير الرَّجعي للثقافة المُحيطة، 00:18:16.140 --> 00:18:19.860 وتَنشأ على الرَّغم من أقصى الجُهود من الثقافة المُحيطة 00:18:19.860 --> 00:18:22.320 من أجل خنقها وقمعها. 00:18:22.807 --> 00:18:27.777 "هوبسون" يُصَرِّح: "في منتصف القرن العشرين، المِثال الأعلى للحقوق الإنسانيّة العالميّة" 00:18:27.777 --> 00:18:31.177 "تم إطلاقه من قِبَل غالبية مسيحيّة من المُفكِّرين ورِجال الدّولة." 00:18:31.417 --> 00:18:35.287 سلسلة من المقاهي يُمكِنُ إطلاقها من قِبَل غالبية من المُفكِّرين المسيحيّين، 00:18:35.287 --> 00:18:37.797 ذلك لا يعني بأن القهوة لها جُذور مسيحيّة. 00:18:37.797 --> 00:18:40.077 المسيحيّون يفعلون أمور عديدة، 00:18:40.077 --> 00:18:44.407 - جيدة، وسيئة، وما بينها - لا تمت بصلة لديانتهم. 00:18:44.570 --> 00:18:48.430 ليس كافٍ أن تقول بأن شيئًا فُعِلَ من قِبَل مسيحيّين. 00:18:48.430 --> 00:18:50.620 كي نُعطي المسيحيّة الفَضْل، 00:18:50.620 --> 00:18:55.850 يجب أن تَشرح طريقًا آيديولوجيًّا سليمًا للمسيحيّة ذاتها. 00:18:56.020 --> 00:19:00.430 وعندما نبحث عن ذلك الطريق، نجد المشكلة التي ذُكِرَت سابقًا. 00:19:00.720 --> 00:19:04.720 الطريق ينقسم تكرارًا إلى اتجاهات متناقضة. 00:19:04.891 --> 00:19:07.321 هذا يُساعِد في تفسير لماذا -تاريخيًّا- 00:19:07.321 --> 00:19:10.781 غالبًا ما نرى المسيحيّين على كلا الجانبين من نِزاعٍ ما. 00:19:10.781 --> 00:19:15.351 في منتصف القرن ال١٩م، حول موضوع العبوديّة في الولايات المتحدة، 00:19:15.351 --> 00:19:18.871 كان هنالك مسيحيّين يُطالبون بإلغائها، ومسيحيّين يدعمونها. 00:19:19.076 --> 00:19:22.636 الديانة التي تُعلَن بأنها مصدر حقوق الإنسان العالميّة 00:19:22.636 --> 00:19:26.956 يجب أن تُدين بشكل غير مُبهم حيازة البشر كممتلكات. 00:19:27.257 --> 00:19:28.947 لكنها لا تفعل ذلك. 00:19:28.947 --> 00:19:33.977 عوضًا عن ذلك، النصوص المُقدّسة المسيحيّة واليهودية تؤيد العبوديّة بوضوح. 00:19:33.977 --> 00:19:37.807 وحتّى تقترح مجموعة من القوانين لتنظيمها. [سفر اللاويين الأصحاح ٢٥ الآيات ٤٥-٤٦ كتاب "الفاييكرا" الفصل ٢٥ الآية ٤٦] 00:19:38.105 --> 00:19:42.295 الديانة التي تؤيد كُل شيء، لا تؤيّد أي شيء. 00:19:42.828 --> 00:19:49.548 "هوبسون" كتَب: "المسيحيّة أدّت إلى عولمة إخلاقيّة أكثر تطوُّرًا من نفسها" 00:19:49.548 --> 00:19:54.408 "لأن العولمة الأخلاقيّة العلمانيّة باستطاعتها أن تكون أكثر عولمةً" 00:19:54.408 --> 00:20:00.318 "حيث أنّها تتغاضى عن الاختلاف في الدّين بجزمها بالوحدة الإنسانيّة." 00:20:00.635 --> 00:20:05.225 "هوبسون" يُحاول إنساب فضل نشوء الأخلاق العلمانية للمسيحيّة، 00:20:05.225 --> 00:20:09.819 بينما يعترف بأن الأخلاق العلمانية - بتغاضيها عن الاختلافات الدِّينيّة - 00:20:09.819 --> 00:20:13.678 تُمَثِّل منظورًا أخلاقيًّا أكثر تطوُّرًا من المسيحيّة، 00:20:13.678 --> 00:20:19.028 التي تعاليمها تستبعد وتُدين تِكرارًا هؤلاء الذين بكل إخلاص 00:20:19.028 --> 00:20:23.559 لا يرون أي منطق أو أدلة سليمة للاعتقادات فوق الطبيعيّة. [الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس الأصحاح ٦ الآية ١٤] 00:20:23.971 --> 00:20:28.621 فضل التطوُّرات الأخلاقيّة العلمانيّة يرجع إلى المفكرين العلمانيّين، 00:20:28.621 --> 00:20:30.381 ليس إلى المسيحيّة. 00:20:30.696 --> 00:20:35.136 مصطلح "العلمانيّة" يُعرَّف خطأً بشكل شائع بأنه إلحاديًّا، 00:20:35.136 --> 00:20:39.276 لكنّ المُفكّرين العلمانيّىن يُمكن أن يكونوا لا دينيّين أو دينيّين. 00:20:39.452 --> 00:20:44.062 التّفكير العلماني فقط يعني أن الشّخص لا يُدْخِل الإيمان الدّيني في القضيّة، 00:20:44.062 --> 00:20:50.121 ولهذا السبب - في تلك القضايا - الفضل يعود للمُفَكِّر لا لأي إيمان. 00:20:50.260 --> 00:20:56.330 يُواصل لِيقول: "المسيحية يجب أن تُؤكِّد الإنسانيّة العلمانيّة كآيديولوجيّة عامّة،" 00:20:56.330 --> 00:20:59.870 "لكن أيضًا تقول بأنها ليست كافية." 00:20:59.870 --> 00:21:04.640 "إنّها محدودة على الصّعيد العامّي العَمَلي؛ سطح الحياة،" 00:21:04.640 --> 00:21:07.940 "لا تُقَدِّم أي بيان قويٍّ عن معنى الحياة وغايتها،" 00:21:07.940 --> 00:21:11.280 "بل تنجذب نحو هَزِّ كتفٍ تَهَرُّبِيٍّ." 00:21:11.765 --> 00:21:16.564 الإنسانيّة العلمانيّة لا يتوجَّبُ عليها بيان معنى أو غاية الحياة، 00:21:16.564 --> 00:21:21.354 العديد من المفكرين العلمانيين لا يتّفقون بأن للحياة أي معنى أو غاية جوهرية، 00:21:21.354 --> 00:21:27.827 لذا عدم تقديم بيان لتلك الأمور لا يُمثِّل نقصًا، أو تَهَرُّبًا، 00:21:27.827 --> 00:21:29.477 بل عدم اتّفاق. 00:21:29.814 --> 00:21:33.884 لو أن "هوبسون" يرغب في ادّعاء أن الحياة لها معنى أو غاية، 00:21:33.884 --> 00:21:37.864 فالعبء يقع عليه لتقديم دعمٍ سليمٍ لادّعائه. 00:21:37.864 --> 00:21:43.764 إنْ لم يستطع تَحَمُّل العبء، فموقفُه هُو الذي يُساوي هزةَ كتفٍ تَهَرُّبيّة. 00:21:44.065 --> 00:21:50.255 "هوبسون" يُصَرِّح: "المُثُل الإنسانيّة ليست طبيعيّة، ولا يُمكن استنتاجها عقلانيًّا؛" 00:21:50.255 --> 00:21:54.435 "إنها تقاليدٌ ثقافية مُعقدة، تشكَّلَت عبر قرونٍ." 00:21:54.435 --> 00:21:58.211 "والمُكَوِّن الأساسي في هذا التّشكُّل كان قصة الإله" 00:21:58.211 --> 00:22:02.441 "وهو يأخذ جانب - بل ويتَقَمَّصُ - الضحيّة العاجِزَة." 00:22:02.741 --> 00:22:06.611 الإنسانيّة هي عن التّرويج لرفاهيّة البشر، 00:22:06.611 --> 00:22:12.991 والمُثُل الإنسانيّة يمكن أن تكون خليطًا من المُتَعَلَّم والطّبيعي. 00:22:13.379 --> 00:22:18.309 كما أشرتُ سابقًا، يمكننا رؤية العناصر الأساسيّة للتّعاطُف والمساواة 00:22:18.309 --> 00:22:20.779 في السلوكيّات الاجتماعيّة للحيوانات، 00:22:20.779 --> 00:22:23.379 ولا يوجد سبب للاعتقاد بأن البشر وحدهم 00:22:23.379 --> 00:22:27.719 يحتاجون لأن يتم إدخال هذه العناصر ذاتها يدويًّا بشكل سحري 00:22:27.719 --> 00:22:29.979 عبر وسائل فوق طبيعيّة. 00:22:30.069 --> 00:22:34.239 بالطّبع، المُثُل تحتاج أحيانًا بعض التّعليم، 00:22:34.239 --> 00:22:38.469 غالبًا من أجل التَّغَلُّب على تقاليدٍ دينيّة مُتَشَكِّلة عبر قرون. 00:22:38.469 --> 00:22:44.889 تقاليدٌ قد أدانت، وأخضَعَت، وأعدَمَت أعدادًا لا تُتَصَوَّر من النّاس 00:22:44.889 --> 00:22:50.890 بناءً على الجَهل، والخرافة، وإعلانات النصوص الدّينيّة الأخلاقيّة الزّائفة، 00:22:50.890 --> 00:22:54.850 مثل الأناجيل اليهوديّة والمسيحيّة، التي تَضَعُ عقوبات إعدام 00:22:54.850 --> 00:22:57.560 لنطاقٍ هائل من الممارسات غير المُضِرَّة، 00:22:57.560 --> 00:23:01.340 بما فيها التقاط العصا في اليوم الخاطئ من الأسبوع. 00:23:01.700 --> 00:23:05.120 جزء من سبب إمكانيّة إدانة العديد من الممارسات غير المُضِرَّة 00:23:05.120 --> 00:23:08.140 هو المصطلح الدّيني المَشكوك "الخطيئة"، 00:23:08.140 --> 00:23:11.210 الذي ليس له نظير دقيق علماني. 00:23:11.330 --> 00:23:15.160 مع "الخطيئة"، نرى اختراع فئة غامضة 00:23:15.160 --> 00:23:18.080 قد تَشمَل أي سلوك أو فكرة 00:23:18.080 --> 00:23:22.250 بناءً على أنّها تُمَثِّل انتهاكًا ضد إلهٍ أو آلهة ما، 00:23:22.250 --> 00:23:25.510 دون الحاجة إلى تقديم أي أدلّة على وقوع ضرر. 00:23:25.647 --> 00:23:30.957 إنه عندما نُطَبِّق الاستدلال المنطقي - عوضًا عن الإعلانات الأخلاقيّة الدوغمائية - 00:23:30.957 --> 00:23:34.267 نتمكَّن من تَجَنُّب كل هذه الوحشيّة الخُرافيّة، 00:23:34.267 --> 00:23:37.847 ورؤية تلك المُمارسات غير المُضِرَّة على حقيقتها. 00:23:38.064 --> 00:23:42.764 كمسيحيٍّ سابق، لسنوات قد ظننتُ خطأً بأن "يسوع" كان ضحيّة، 00:23:42.764 --> 00:23:47.533 أصبحتُ تائهًا في الدراما والمشاعر حول قصة الصَّلب، 00:23:47.533 --> 00:23:53.543 وانغَمَرت في حس الذَّنْب المؤلم الذي أُعطيتُه من قِبَل مُلقِّنِيَّ. 00:23:53.543 --> 00:23:57.223 الذين قالوا لي بأن "يسوع" قد صُلِبَ من أجلي. 00:23:57.223 --> 00:24:00.853 عندما شققت نفقًا وخرجت من تلقيني لاحقًا، 00:24:00.853 --> 00:24:05.263 أدركتُ بأن شخصيّة "يسوع" لم تكن ضحيّة أبدًا. 00:24:05.263 --> 00:24:08.363 إن كان "يسوع" هو "يهوه" في صورة بشرية، 00:24:08.363 --> 00:24:11.583 إذًا "يهوه" اختار بِحُرِّيَّتِه أن يخضع للصَّلب، 00:24:11.583 --> 00:24:14.753 طبقًا لخطّته المُتَعَمَّدة. 00:24:14.924 --> 00:24:17.684 كانت لديه القُدرة في فِعل ما يريد. 00:24:17.684 --> 00:24:20.814 لم يكن هنالك إكراهًا، ولا ضرورة. 00:24:21.004 --> 00:24:26.544 في المُقابِل، الضّحايا الحقيقيّون لا يملكون الخيار ولا السّيطرة حول مواقفهم. 00:24:27.175 --> 00:24:30.015 كونها مُمارسة اختياريّة كُلّيًّا، 00:24:30.015 --> 00:24:36.525 قصّة الصّلب لا تُشَكِّل أكثر من مُغازلة إلهيّة مع السادية المازوخيّة. 00:24:36.698 --> 00:24:42.038 وصف "يسوع" بالضحيّة هو إهانة جسيمة تجاه الضّحايا الحقيقيّين. 00:24:42.977 --> 00:24:49.087 ادّعاء أن الأشخاص الذين يعيشون حياتهم بدون أي اعتقاد بآلهة أو ديانة أو ما هو فوق الطبيعة، 00:24:49.087 --> 00:24:53.394 تم تَشكيل أخلاقهم عبر التقاليد أو القِيَم اليهومسيحيّة، 00:24:53.394 --> 00:24:55.904 يمكن تفكيكه على أسس عديدة. 00:24:56.094 --> 00:25:01.804 مفهوم "التقاليد والقِيَم اليهومسيحيّة" ذاته مُحاط بالإشكالات. 00:25:02.055 --> 00:25:07.695 ليس فقط أن العديد من اليهود والمسيحيّين يرفضون بشدّة الدّمج غير اللائق بين آيديولوجيتهما، 00:25:07.695 --> 00:25:15.761 بل أن قِيَمَهُما وقِيَم كُل طائفة في ديانتهما تُظهِر تناقُضات وعدم توافق بليغان. 00:25:16.028 --> 00:25:19.098 الحالات المُفردة من التشابه مع القِيَم العلمانية 00:25:19.098 --> 00:25:23.168 لا تعني أن القِيَم العلمانية قد استعارت من تلك الدّينيّة. 00:25:23.168 --> 00:25:26.078 القِيَم العلمانية يمكن اشتقاقها بشكل مُستَقِل، 00:25:26.078 --> 00:25:29.138 دون الرّجوع إلى أي نص ديني مقدّس، 00:25:29.259 --> 00:25:35.619 الدّراسات الحيوانية التي تُظهِر التّعاطُف، والعدالة، والعاطِفة، والتّصالُح الأساسيّين 00:25:35.619 --> 00:25:39.249 أيضًا تنفي فكرة أن الأديان هي مصدر قِيَمنا، 00:25:39.249 --> 00:25:45.679 كما يفعل المثل وُجود مبادِئ عادلة مُشابهة في ثقافات بشريّة مُستَقِلّة حول الأرض. 00:25:46.023 --> 00:25:49.813 القِيَم العلمانيّة الأخلاقيّة يمكن أن تَتَطَوَّر من خلال النّقاش النّقدي 00:25:49.813 --> 00:25:53.163 ممّا يسمح بتعديل المَسار عندما تُكتَشَف الأخطاء. 00:25:53.383 --> 00:25:57.883 الحُكم الأخلاقي يعتمد على تقييمٍ دقيق للمعلومات المُتَعَلِّقة، 00:25:57.883 --> 00:26:02.063 لذا مبدأ "التأقلُم في ضوء المعلومات الجديدة" 00:26:02.063 --> 00:26:05.393 - عوضًا عن التَمَسُّك دوغمائيًّا بأفكار ضالّة - 00:26:05.393 --> 00:26:07.713 هو قيمَة مُهمَّة بذاته. 00:26:07.979 --> 00:26:10.109 في المقابل، القيم الدّينيّة، 00:26:10.109 --> 00:26:14.348 المُقَدَّمة بأنّها أبديّة، وغير مُتَغَيِّرة، ومثاليّة، 00:26:14.348 --> 00:26:16.318 لا يمكنها الاعتراف بأية أخطاء، 00:26:16.318 --> 00:26:19.828 ممّا يُجبِر الأتباع على اختراع دفاعات ملتوية 00:26:19.828 --> 00:26:23.298 لمحاولة عَذر ما لا يُعذَر. 00:26:23.562 --> 00:26:30.672 تاريخيًّا، اليهوديّة والمسيحيّة قد روّجتا ونفَّذَتا قِيمًا نصّيّة 00:26:30.672 --> 00:26:33.152 يجدها معظمنا مقيتة اليوم. 00:26:33.352 --> 00:26:36.488 التّفكير العلماني قد قَدَّم إبصارات أخلاقيّة، 00:26:36.488 --> 00:26:39.638 وفَضَح الأضرار في قيم تلك الأديان، 00:26:39.638 --> 00:26:43.778 مما حث الأتباع على إعادة تقييم مواقفهم الأخلاقيّة من نطاق من القضايا، 00:26:43.778 --> 00:26:49.938 وفتَحَ الطريق لجميعنا كي نتطوّر فوق النُّظُم الأخلاقيّة الدّينيّة الحصريّة، 00:26:49.938 --> 00:26:56.568 ونستمر في تَطوير قيم إنسانيّة احتوائيّة ذات صلة ومتماسكة. 00:26:56.752 --> 00:27:00.392 المُفَكّرون العلمانيّون لم يستعيروا رأسَ مالٍ أخلاقيٍّ 00:27:00.392 --> 00:27:04.632 من الهَجين المُتَفَكِّك "اليهومسيحيّة". 00:27:04.824 --> 00:27:08.434 لسنا مَديونين للـ"يهومسيحيّة" بِدَينٍ أخلاقي، 00:27:08.434 --> 00:27:11.624 ولا يتوجَّب علينا تَحَمُّل أي مُحاولة باسمها 00:27:11.624 --> 00:27:14.234 للاستيلاء على الأخلاق. 00:27:14.483 --> 00:27:28.913 "الأخلاق ليست امتيازًا مسيحيًّا ولا مُحَمَّديًّا. الأخلاق بشريّة، ولا تنتمي إلى أي حزب، ولا تعتمد في أساسها على ما هو فوق الطّبيعة، ولا أي كتاب، ولا أي عقيدة. الأخلاق هي ذاتها أساسٌ." - روبرت ج. إنغرسول 00:27:29.671 --> 00:27:33.581 Arabic Captions by: TranquilOblivion