أليسا فولكمان : من هنا بدأت قصتنا .. من هذه الاشهر الدرامية التي تلت لحظة ولادة إبننا الأول .. ديكلان لقد كانت لحظة محورية .. فقد غيرت حياتنا في عدة مناحي ولقد غيرت حياتنا بصورة لم نكن نتوقعها على الاطلاق وهذه التغيرات الغير متوقعة انعكست لاحقاً على فكرة خرجت من قبلنا نحن الاثنين .. فكرة مشروع منذ عام .. اطلقنا موقع " بابل " - بربرة - ثرثرة - انه موقع للآباء روفوس جريسكوم : انا اعتقد ان قصتنا كانت قد بدأت من قبل هذا ( أليسا فولكمان : : نعم هذا صحيح ) روفوس جريسكوم : ربما تتذكرين تلك الاوقات التي كنا مغرمين فيها تماماً أليسا فولكمان : نعم لقد كنا كذلك .. روفوس جريسكوم : لقد كنا حينها .. ندير موقعاً آخر كان يدعى موقع نيرف.كم -Nerve.com - والذي كان مختصاً ببذائة المتعلمين ! نظرياً كان الموقع .. وربما عملياً على ما اظن عبارة عن مجلة الكترونية ذكية تتحدث عن الجنس والثقافة أليسا فولكمان : ولكنه تحول الى موقع تعارف ربما ستتفهمون النكت التي كانت تقال هناك في الموقع .. نعم ان الجنس يفضي الى الاطفال اتبع التعليمات على موقع " نيرف " وسوف تنتهي حتماً في موقع " بابل " وهذا ما حدث معنا .. وربما يوماً ما سنطلق موقعاً ثالثاً عن الشيخوخة .. سوف نرى روفوس جريسكوم : بالنسبة لنا الانتقال بين حالة " نيرف " الى حالة " بابل " لم تكن فقط انتقال من مرحة لمرحلة والذي كان - الانتقال - فعلاً مستمراً ولكنه كان في الاساس متصلاً في يخص رغبتنا في التحدث بصراحة عن المواضيع التي يصعب التحدث فيما يخصها بصراحة انه يبدو لنا .. ان الناس عندما تبدأ تتدعي معرفة الاشياء فإن الناس تبدأ بالكذب وهنا يغدو الموضوع مثيراً للاهتمام .. وهذه النقطة التي ركزنا عليها وقد تفاجئنا - نحن كأباء صغار - ان هناك الكثير من الامور - تابو - " يحرم التحدث بها " العامة عادة عن " الابوة والامومة " اكثر من تلك - المحرمات - التي تخص الجنس أليسا فولكمان : نعم ان هذا صحيح .. نحن نريد ان نقول ان السنوات الاولى كانت رائعة جداً ولكنها كانت عصيبة جداً ونظن ان بعض من هذه الصعوبات كانت بسبب الاعلام الزائف فيما يتخص التربية " الابوة والامومة " (ضحك) لقد اشتركنا بمجلات كثيرة .. ولقد قمنا بالقراءة كثيراً ولكن اينما نظرنا .. كنا نرى صوراً كهذه .. وعندما كنا نقترب من مرحلة " الابوة والامومة " كنا نعتقد ان حياتنا سوف تكون مثل هذه الصورة الشمس مشرقةٌ دوماً .. والاطفال لا يبكون على الاطلاق .. وكل شيء مستقر و الجميع سعداء .. والوضع مثالي .. ولكن في الحقيقة لم يكن الوضع كذلك على الاطلاق روفوس جريسكوم : عندما قمنا بمقارنة هذه الصورة اللامعة .. فيما يخص " الابوة والامومة " التي كانت تملأ المجلات بما يحدث حقيقة في غرفة جلوسنا .. فقد وجدنا الامر يبدو هكذا .. هؤلاء هم اطفالنا الثلاثة .. وطبعاً هم لا يبكون ويصرخون طيلة الوقت .. ولكن مع وجود 3 أطفال .. انه من المنطق ان يكون هناك على الاقل واحد منهم غير منسجم مع واقعه بالصورة التي يريد - او نريد - أليسا فولكمان : يمكنكم أن تروا أين وجدنا اختلافاً ( بين الواقع والمتوقع ) لقد شعرنا ان ما نخوضه هو أبعد ما يمكن أن يكون عما كنا نتوقعه لذا قررنا .. ان نعطي الصورة الصحيحة .. للآباء والامهات ونحن نريدهم ان يستوعبوا الحقائق فيما يتعلق بالأمومة والابوة بصورة حقيقية وصادقة روفوس جريسكوم : إذا الذي نريد القيام به اليوم هو ان نتشارك معك أربعة محرّمات عن الابوة والامومة ( مسكوت عنها \لا يجوز التحدث عنها ) وحتماً يوجد اكثر من 4 أشياء لا يمكن التحدث عنها فيما يتعلق الابوة والامومة ولكن نريد ان نتشارك معكم اليوم هذه الاربعة بالذات ..والتي تبينت لنا بصورة شخصية بداية .. التابو رقم واحد : لا يمكنك ان تقول ( تعترف ) انك لم تغرم بطفلك منذ اول نظرة .. انا اتذكر كأنها البارحة .. جلوسي في المستشفى .. عندما كنا في عملية الإنجاب لطفلنا الأول .. أليسا فولكمان : كنا ؟ أم كنت ؟ روفوس جريسكوم : عذراً أخطأت بضمير المتكلم .. لقد قامت أليسا متكرمةً بإنجاب طفلنا الأول (أليسا فولكمان :شكراً) وانا كنت اقف إلى جانب " متلقي الطفل " وكنت هناك اقف بأيدي مستعدة وكانت الممرضة قادمة نحوي .. وهي تحمل هذا الطفل الجميل .. وتذكرت حينها .. عندما كانت تقترب مني الكلام الذي كان يقوله لي اصدقائي " ان اللحظة التي يضعون فيها الطفل في يديك .. هي اللحظة التي تشعر فيها ان مشاعر الحب قد غمرتك تماماً وان شغف كبير جداً يعتريك تجاه إبنك اكبر من أي شغف آخر شعرت فيه في حياتك كلها " وكنت أُعد نفسي لهذه اللحظة وكان الطفل قادمٌ نحوي وانا كنت مستعد لكي ارتطم " بشاحنة العواطف " تلك لكي تغمرني تماما و تجتاحني ! وبدلاً من ذلك .. عندما وضع الطفل بين يدي .. شعرت بشيء إستثنائي - غير الحب والشغف - ان هذه الصورة تتبع عملية الولادة بثواني وكان الطفل بين يدي .. واحضرته إلى زوجتي وكما ترون أعيننا مشرقة .. وكنت مغموراً بالحب والشغف تجاه زوجتي وبإمتنان تام جداً جداً لها لاننا أنجبنا طفلاً بصحة جيدة .. وكنت في الحقيقة .. سريالياً .. اعني انني كنت أتأكد من البطاقات كل هنيهة .. متشككاً من أن هذا الطفل هو طفلنا .. كلما ذهبت الى غرف الحواضن لقد كانت تجربة خلابة بكل لحظاتها ولكن لنأتي الى الواقع .. ان ما شعرت به حينها تجاه هذا الطفل .. كان شغف كبير .. نعم .. ولكن ليس مثل الشغف الذي اشعر به نحوه الان بعد 5 سنوات .. وقد قمنا بشيء هنا .. لقد رسمنا مخططاً بيانياً .. نعم لقد قمنا بعمل احصائية .. تتحدث عن حبنا لإبننا على مدى الزمن (ضحك) ان هذه بدعة .. لانه لا يمكنك ان تقوم بعمل احصائية عن الحب وسبب ذلك انه لا يمكنك ان تحصي الحب هو اننا نظن ان الحب هو ( إما \ أو ) اما ان تكون مغرماً .. و إما أن لا تكون كذلك .. أحبك .. أو لا أحبك .. هكذا الامور .. ولكن أعتقد انه في الواقع .. الحب هو عملية مستمرة تنمو وان نظن ان الحب هو عبارة عن أحد وجهين .. اما .. او يجعلنا .. نعتقد لزوماً ان الحب ما هو .. الا التحايل .. او عدم الاكتفاء .. او هو ما تشعر به الان فحسب ! وانا اتحدث هنا بصورة واضحة عن تجربة الآباء وانا اعتقد ان الآباء جميعهم يصلون الى فكرة بعد الاشهرالاولى .. او ربما بعد السنة الاولى .. ان ردودهم العاطفية غير ملائمة للبرستيج " المتعارف عليه " العام في بعض الاحيان أليسا فولكمان : حسناً .. انا ممتنة لان روفوس تحدث عن هذا .. لانه كما ترون انه في السنوات الاولى .. كانت المخطط " منخفضاً " حيث كنت اقوم انا في معظم الاعمال والمهام المتعلقة بالطفل .. ولاننا نحب ان نمازح بعضنا البعض .. كنت اقول في سنوات أطفالي الاولى لروفوس هذا هو العم روفوس (ضحك) روفوس جريسكوم : انا عم حنون جداً .. وعطوف جداً أليسا فولكمان : نعم انا امازحه هكذا كلما عاد الى المنزل .. وانا لست متأكدة انه يستطيع ان يميز طفلنا .. من خلال مجموعة أطفال ولكي أثبت ذلك ..قمت بإختبار سأعرضه على روفوس روفوس جريسكوم : يا إلهي أليسا فولكمان : لن أحرجه كثيراً .. ولكن سوف اعطيه 3 ثوان لكي يتعرف على طفلنا روفوس جريسكوم : انه هذا ليس بعدل .. انه سؤال خادع .. انه ليس بينهم أليس كذلك ؟ أليسا فولكمان : احد ابنائنا وهو ابن 8 اسابيع موجود هنا واريد ان ارى ان كان روفوس يمكنه ان يتعرف عليه بسرعة روفوس جريسكوم : آخر صورة من الجهة اليسرى (أليسا فولكمان : لا ! ) (ضحك) روفوس جريسكوم : انه لامر قاس أليسا فولكمان : لن أضيف شيئاً آخر (ضحك) سوف انتقل الى التابو الثاني لا يمكنك التحدث عن الوحدة التي تشعرين بها ما إن تنجبي الطفل .. لقد استمتعت عندما كنت حاملاً بطفلي .. لقد احببت الامر .. لقد شعرت بالتواصل التام مع المحيط من حولي وشعرت ان الجميع كان يشاركني في حملي .. وكان الجميع يعد معي الايام حتى يوم وضعي المتوقع لقد شعرت وكأنني " مزهرية - وعاء " لمستقبل البشرية واستمر هذا الى الوقت الذي دخلت فيه الى المستشفى لكي اضع طفلي .. لقد كان امراً مبهجاً لقد أغرقت .. بالهدايا والزهور وزيارات الاصدقاء .. لقد كانت تجربة رائعة .. ولكن عندما عدت الى المنزل شعرت فجأة بالانفصال التام ... وكأن الكهرباء انطفأت وقد كانت تلك المشاعر غريبة .. لقد توقعت ان تكون الامومة صعبة .. وان اعيش ليلالي الارق يلازمني فيها .. وأن ترهقني عملية الارضاع المستمرة ولكن لم اتوقع مشاعر الانعزال والوحدة التي مررت بها وتفاجئت ان احداً لم يتحدث إلي فيما يخص المرور بهكذا مشاعر .. فإتصلت بإختي .. والتي وضعها يشابه وضعي .. كونها ام لثلاثة اطفال ... وسئلتها حينها .. لماذا لم تخبريني .. انني سوف اشعر هكذا .. انني سوف اشعر بهذا الانعزال التام ؟ وقالت لي - ولن أنسى هذا -- انه امرٌ لا يريد احد اخباره لإمرأة .. سوف تنجب للمرة الاولى روفوس جريسكوم : وطبعاً .. نحن نظن انه تحديداً ما يجب ان يقوله الناس للأمهات اللاتي سوف ينجبن لاول مرة وهذه هي احدى افكارنا الرئيسية التي نركز عليها ونحن نعتقد ان الصراحة القاسية والمخلصة هي محورية لكي تصنع من الافراد آباء مميزين ومن الصعب ان لا نجزم ان من مسببات الشعور بتلك العزلة هو عالمنا الحديث وأليسا ليست وحيدة بهذا الشعور - شعور الوحدة - فقد صرحت 58% من الامهات انهن يشعرن بالوحدة ومن هؤلاء وضحت 67% انهن اكثر ما يشعرن بالوحدة عندما يكون أطفالهن قبل الخامسة من العمر .. وربما قبل عامهم الثاني واثناء قيامنا بذلك الاستطلاع اطلعنا على كيفية تعامل باقي الثقافات مع هذه الفترة من الزمن لانه في العالم الغربي ما يزيد عن 50% منه يعيشون بعيدون عن عائلاتهم واعتقد ان هذا هو جزء من هذه المشكلة في تلك الفترة العصيبة لنأخذ مثال من عدة أمثلة في جنوب الهند مثلاُ هناك طقس يدعى " جهولابيهاري " حيث تنتقل بحسبه المرأة الحامل وهي بشهرها الثامن او السابع الى بيت والدتها عبر عدة طقوس واحتفالات وتقوم بعملية الولادة في منزل والدتها ومن ثم تعود الى منزلها لاحقاً بعد عدة شهور من عملية الولادة وهذه واحدة من عدة طرق تقوم بها الثقافات الاخرى في سبيل التقليل من ذلك الشعور في تلك الفترة أليسا فولكمان : لننتقل الى التابو الثالث جرت العادة ان لا تتحدث النسوة عن عملية الإجهاض -- ولكن اليوم سوف اتحدث عن عمليتي بعد أن انجبنا ديكلان قمنا بإعادة " معايرة " توقعاتنا وقلنا اننا نريد خوض هذه التجربة مرة اخرى واعتقدنا اننا الان نعرف مالذي سوف نواجهه وبعد ان سعدنا بانني استطعت أن أحبل وعلمت لاحقاً انني بصدد انجاب طفل ذكر .. وعندما كنت في شهري الخامس .. علمنا ان طفلنا قد فارق الحياة .. وهذه هي آخر صورة له وكان كما يتضح لكم وقتاً عصيباً ومؤلماً جداً وخاصة اثناء فترة الحزن وكنت متفاجئة أنني لم أرى أي أحد .. وكنت فعلاً أريد ان " اتقوقع " على نفسي وانعزل عن العالم ولكني تعلمت كيف استطيع العودة الى محيطي .. والى مجتمعي وادركت بعدها .. لماذا شعرت بهذه الشاكلة .. لقد كنت في داخلي اشعر بشعور الخجل والاحراج .. وبصراحة شعرت أنني في بعض النواحي قد فشلت في ان اقوم بما قد خُلقت من أجله وطبعاً قد ادى ذلك بي إلى أن اشكك بقدرتي على انجاب طفل آخر وطرح في نفسي تساؤولات عن تأثير ذلك على زواجي .. وعلى نفسي أيضاً .. وعلى كوني أُنثى لذا لقد كان وقتاً عصيباً وبدأت أعمل على نفسي أكثر واستطعت أن اخرج من إنعزالي وان أبدأ بالتحدث الى الاخرين وكنت متفاجئة جداً بسبب الكم من القصص التي بدأت تقص علي .. من قبل الاشخاص الذين أتعامل معهم كل يوم والذي كنت اعمل معهم .. ومن اصدقائي ومن أفراد عائلتي الذين كنت أعرفهم منذ مدة والذين لم يخبرونني أياً من تلك القصص الخاصة بالاجهاض خاصتهم وأتذكر انني شعرت عندما بدأت كل تلك القصص بالانهيال علي .. وكأنني أصبحت فرداً من مجتمع نسوي سري وهو ما كان مطمئناً .. ومهماً على نحو سواء وانا اعتقد ان الاجهاض هو عبارة عن خسارة غير مرئية لان المجتمع لا يتواجد لكي يدعم المرأة فليس هناك عزاء ولا مأتم .. ولا طقوس على عكس ما يحدث فيما يخص الموت .. فهناك عزاء يتم فيه تقديس الحياة وهناك الكثير من دعم المجتمع المحيط .. وهو شيء لا تحظى به عملية الاجهاض روفوس جريسكوم : وهو أمرٌ سيء حتماً وهي تجربة شائعة جداً و مؤلمة جداً فمن 15% إلى 20% من النساء الحوامل يتعرضن لعملية إجهاض وقد دهشت لان هذا الرقم كبير جداً وفي استطلاع للرأي وجدنا ان 74% ممن .. خضن عملية الاجهاض .. شعرن ان ذلك كان خطأئهم نوعا ما .. وهذا امرٌ فظيع والمثير للإهتمام ان 22% قالوا انهن خبأوا خبر اجهاضهن عن أزواجهن لننتقل الى التابو الرابع : لا يمكنك ان تقول ان معدل سعادتك قد انخفض بعد ان انجبت طفلاً ان الكلام الشائع هو .. ان كل منحى من مناحي الحياة الخاصة بي قد تحسن بصورة ملحوظة منذ ان شاركت في معجزة الانجاب .. وتكوين الاسرة ! وانا لن أنسى .. أحد الايام بعد ان انجبنا ديكلان .. عندما كان ابن 9 شهور .. وعندما كنت جالساً على الاريكة وانا اقرأ كتاب دانيل جيلبيرت الرائع " التعثر بالسعادة " وكنت قد انتهيت من ثلثيه .. وكان هناك مخطط بياني على الطرف الايمن .. على الصفحة اليمنى .. وقد اسميناه هنا " اكثر مخطط مرعب يمكن تخيله بالنسبة للآباء والامهات الجدد " وهذا المخطط قد رسم تبعاً لأربعة دراسات مستقلة وهناك انخفاض حاد يقع هنا فيما يخص الارتياح في الحياة الزوجية .. وكما نرى توافق المخططات جميعها بهذه النقطة .. وتلك المخططات لا ترتفع مرة أخرى .. الا حينما يذهب طفلك إلى الجامعة ! لذا .. حينها كنت اجلس وانظر الى العقدين القادمين من حياتي .. وتخيلت نفسي اقود سيارتنا العائلية تجاه هوة من نقص السعادة وقد جزعنا حيال ذلك أليسا فولكمان : يمكنكم تخيل ذلك .. أعني ان الاشهر الاولى تكون صعبة للغاية .. ولكننا تجاوزناها .. ولكن هذه الدراسة صعقتنا .. وكنا نريد ان نغوص فيها اكثر .. لكي نجد " البطانة الفضية " -مثل بريطاني : لكل غيمة تحجب الشمس بطانة فضية - ( كناية عن التفاؤل عن ان الامور السيئة ستنجب اموراً جيدة لاحقاً ) روفوس جريسكوم : وكان هذا الوقت الملائم للبدء في موقع يخص الآباء و الامهات وكنا نملك صحفية رائعة ذهب وقابل كل هؤلاء العلماء الذين شاركوا في وضع تلك الدراسات الاربع ونقل لهم رسالتنا .. ( لا بد من وجود خطأ في هذه الدراسات ) لا بد وانكم أغفلتم شيئاً ما .. لا يمكن ان يكون الامر بهذا السوء ... وقد قامت " ليز ميتشيل " بعمل رائع فقد قابلت العلماء الاربع وقد قابلت دانيل جيلبرت وقد وجدنا بالفعل " بطانة فضي " وهذا هو توقعنا فيما يخص خط الاساس لمتوسط السعادة عبر حياة الانسان حتماً ان التحدث عن متوسط السعادة هو امرٌ غير صحيح .. لان متوسط السعادة .. لا يعبر عن المواقف والتجارب اللحظية التي نمر بها .. لذا نحن نعتقد انه في الحقيقة يبدو هكذا .. عندما تأخذ بعين الاعتبار المواقف والتجارب اللحظية ونحن جميعاً نتذكر طفولتنا .. كيف ان شيء صغير بسيط جداً - كما نرى ذلك على وجوه اولادنا - ذلك الشيء الصغير جداً كيف يمكنه ان يرفع سعادتهم الى عنان السماء ويجعلهم فرحين للغاية ومن ثم شيء بسيط جداً يمكنه ان يهبط بهم الى أدنى مراتب الرضى والاحباط .. وهو شيء رائع للمراقب الخارجي .. ويذكره بنفسه كيف كان من ذي قبل .. ومن ثم فأنت تكبر في هذه الحياة .. ويحدث لك ما يحدث " لذرة الليثيوم " كلما مر الزمن بك .. كلما غدوت أكثر استقراراً واعتقد ان ما يحدث في العشرينات والثلاثينات من العمر ان الانسان يتعلم كيف " يولف سعادته " ويبدأ في استيعابه كيفية القيام بهذا .. " يمكنني الذهاب الى حفل موسيقي .. وان احصل على تجربة متعة حتى الحدود القصوى .. حتى أشعر ان السعادة اجتاحت جسدي تماما .. ولكن سوف اشعر بالأسى .. لانني لن أتمكن من شرب البيرة بحكم ظروف عملي .. لذا لن أذهب .. وأنا أملك جهاز ستريو رائع في منزلي .. نعم لن أذهب " إذا متوسط سعادتك سوف يرتفع .. ولكن لن تحصل على تلك اللحظات التي تصل بها متعتك الى الحدود القصوى أليسا فولكمان : نعم .. ومن ينجب الانسان طفله الاول .. وتتعلم كيف تأقلم نفسك .. مع هذه الارتفاعات والهبوطات " في حالة السعادة " حيث تمثل الارتفاعات .. خطوات طفلك الاولى .. ابتسامته الاولى .. والكلمات الاولى التي قرأها طفلكم اما الانخفاضات .. فهي ان تكون في المنزل بين السادسة والسابعة من كل مساء ( موعد النوم ) ولكنك تتأقلم نوعا ما .. مع فقدان سيطرتك على الامور بصورة رائعة ونحن نعتقد ان هذا يعطي المعنى التام لحياتنا وهو شيء يثلج الصدر حقاً روفوس جريسكوم : حسناً تبعا لذلك .. فنحن نربح السعادة المتوسطة .. الشعور بالامان والاطمئنان وذلك الشعور الثابت من الرضا بدلاً عن تلك اللحظات التي نصل بها الى حافة حدود السعادة ولكن أين يضعنا كل هذا - نحن - مع عائلتنا المكونة من 3 أطفال في خضم كل ما سبق ذكره ؟ هنالك عاملٌ آخر في قضيتنا .. لقد كسرنا " تابو " آخر .. في حياتنا .. وهذا التابو " إضافي " أليسا فولكمان : التابو الاضافي خاص بنا .. نريد ان نضيفه .. وهو القول انه لا يجب العمل سويةً ( الاب والام ) خاصة مع وجود 3 أطفال ولكننا نفعل ذلك روفوس جريسكوم : وكان لدينا تحفظات فيما يخص هذا الامر في البداية فالجميع يعلم انه لا يجب ان تعمل مع شريكك في الحقيقة عندما بدأنا حملة جمع رأس المال لتأسيس موقع " بابل " قال لنا أصحاب رؤوس الاموال " نحن لا نستثمر في الشركات التي أُسست من قبل زوج و زوجة .. لانها ذات مؤشر آخر على فشل المشروع .. انها فكرة سيئة .. لا تقوموا بها " ولكن بالطبع قمنا بها .. لقد جمعنا المال اللازم لذلك .. وكنا فرحين جداً لاننا قمنا بذلك .. لانه في هذه المرحلة من الحياة يملك الانسان القدرة الامثل على استغلال الحياة وان كنت شغوفاً بما تريد ان تقوم به حقاً - ونحن كذلك - وان كنت شغوفاً تماما بعلاقتك مع شريكك - ونحن كذلك - فسوف تنجح في الامرين .. وهذه هي الطريقة التي نقوم بها والسؤال الاخير الذين نريد ان نطرحه .. هل يمكننا ان نحني خط السعادة ذاك الى الاعلى ؟ انه لامر رائع ان نملك تلك اللحظات التي نصل بها الى حدود السعادة القصوى .. ولكنا لحظات سريعة جداً وماذا عن خط السعادة المتوسطة .. هل يمكننا ان نرفعه قليلاً ؟ أليسا فولكمان : ونحن نشعر ان تلك السعادة التي نتحدث عنها هي نتاج الدخول في مرحلة الابوة والامومة .. وأي علاقة طويلة الامد بتوقعات خاطئة .. هي مؤذية وان كنت تملك التوقعات الصحيحة .. واستطعت ان تستسقي تلك التوقعات بصورة صالحة فاننا نعتقد ان تلك العلاقة سوف تكون مرضية تماما ..وستثلج الصدر روفوس جريسكوم : وهذا ما نعتقد انه المشكلة .. الرئيسية فيما يخص الابوة والامومة عندما يصل الابوين اليها .. ففي حالتنا لقد واجهنا شيئاً مشابها .. لحزم الامتعة للذهاب الى اوروبا .. والتحمس الشديد فيما يخص هذا .. ولكن ما ان خرجنا من الطائرة حتى وجدنا انفسنا في " نيبال " و رحلات نيبال هي في الحقيقة تجربة رائعة إن كنت طبعاً قد حزمت أمتعتك من أجل ذلك وان كنت تعلم مالذي سوف تواجه او سوف تصادفه هناك .. لذا فكرة اليوم ليست هي فحسب .. ان نكون صريحين من اجل الصراحة ذاتها بل اننا نظن ان كوننا واقعين وصريحين فيما يخص هذه التجارب لكي نستعد لها هو ما يمكنه بصورة ما ان يحني متوسط سعادة الاباء والامهات الى الاعلى قليلاً أليسا فولكمان و روفوس جريسكوم : شكراً لكم (تصفيق)