1 00:00:07,476 --> 00:00:08,298 الرفض. 2 00:00:09,321 --> 00:00:12,825 هل تذكر آخر مرة شعرت فيها أنك مرفوض؟ 3 00:00:13,690 --> 00:00:16,160 هل شعرت بذلك بسبب رجلٍ لم يعاود الاتصال بك؟ 4 00:00:16,544 --> 00:00:18,487 أو والدٍ لم يكن بجوارك؟ 5 00:00:19,269 --> 00:00:21,742 هل كان السبب مدير عمل تخطاك في الترقية؟ 6 00:00:22,194 --> 00:00:25,854 أو ربما شخص في حياتك لم يظن أبدًا أنك جيد بما فيه الكفاية 7 00:00:26,097 --> 00:00:28,642 مهما فعلت لتبهره. 8 00:00:29,422 --> 00:00:31,722 كلنا نعلم أن الرفض مؤلم. 9 00:00:31,946 --> 00:00:33,172 إنه كاللذعة؛ 10 00:00:33,201 --> 00:00:35,482 يجعلنا نشعر بأننا لسنا جيدين بما فيه الكفاية. 11 00:00:35,693 --> 00:00:38,798 يجعلنا نشك في أنفسنا باستمرار و نشك في مستقبلنا. 12 00:00:39,848 --> 00:00:43,246 وأنا أؤكد لكم أن الرفض ليس بشيء يجب أن نخشاه. 13 00:00:43,306 --> 00:00:46,843 وهو بالتأكيد ليس بشيء يجب أن يجعلنا نشعر بالإحباط أوالاكتئاب، 14 00:00:47,056 --> 00:00:50,031 أو أن نعمل لساعاتٍ أكثر من احتمالنا فقط لنثبت للعالم بهذا 15 00:00:50,031 --> 00:00:53,645 أننا جديرون بالحب والاهتمام. 16 00:00:55,274 --> 00:00:57,620 في الواقع، الرفض صديقنا 17 00:00:57,981 --> 00:00:59,177 وليس عدوًا لنا. 18 00:00:59,919 --> 00:01:03,007 وسوف أشارككم طريقتين يمكننا التعامل بهما مع الرفض؛ 19 00:01:03,097 --> 00:01:05,620 كي نستفيد من تلك اللحظات المؤلمة، 20 00:01:05,722 --> 00:01:08,272 ونغيرها لتكون حافزًا أقوي للنجاح، 21 00:01:08,458 --> 00:01:11,765 ودليل إثبات على قيمتنا وتميزنا. 22 00:01:12,898 --> 00:01:17,418 الطريقة الأولى التي يمكننا من خلالها رؤية الرفض هي رؤيته على أنه إسقاط؛ 23 00:01:17,889 --> 00:01:19,959 إسقاط نفسي. 24 00:01:20,442 --> 00:01:27,065 الإسقاط النفسي هو عندما يوجّه شخص ما دون وعي مشاعرًا أو انفعالات غير مستحبة 25 00:01:27,065 --> 00:01:28,105 تجاه شخص آخر، 26 00:01:28,342 --> 00:01:32,165 بدلًا من الاعتراف أو مواجهة مشاعره غير المرغوب فيها. 27 00:01:32,811 --> 00:01:35,150 عندما نتمكن من فهم كيف أن الرفض الذي نواجهه 28 00:01:35,150 --> 00:01:39,307 قد يتعلق أكثر بالاضطراب الداخلي لشخص آخر وليس بقيمتنا الشخصية، 29 00:01:39,307 --> 00:01:41,020 سوف تتغير حياتنا. 30 00:01:41,276 --> 00:01:44,036 فبدلًا من أن نتراجع أو نفقد عزيمتنا أو نخوض كل شئ بحذر، 31 00:01:44,229 --> 00:01:47,742 سوف نمضي في الحياة بثقة وتقدير أكبر. 32 00:01:48,937 --> 00:01:52,777 واحدة من أكثر لحظات الرفض إيلامًا لي حدثت عندما كنت في الصف الثالث. 33 00:01:53,362 --> 00:01:58,059 أردتُ أن أكون مشهورًا ومحبوبًا وأن ألقي الإعجاب والاحترام. 34 00:01:58,373 --> 00:01:59,753 ولحسن الحظ، كنت كذلك. 35 00:02:00,263 --> 00:02:02,031 فقد كنت في صف تعليمي متقدم 36 00:02:02,031 --> 00:02:05,908 مما يعني أنني كنت واحدًا من اثنين من الطلبة السود وسط صف من الطلاب البيض. 37 00:02:06,197 --> 00:02:07,569 وهذا لم يكن بالشيء السيئ؛ 38 00:02:07,569 --> 00:02:10,004 فقد كنت معروفًا بأنني الفتي الأسود الضخم والرائع، 39 00:02:10,123 --> 00:02:11,636 وكانوا يلقبونني بالفُتوَّة. 40 00:02:11,865 --> 00:02:12,886 (ضحك) 41 00:02:13,447 --> 00:02:15,586 كنت واحدًا من أذكى الطلاب، 42 00:02:15,586 --> 00:02:17,284 واعتاد زملائي الغش مني بالاختبارات، 43 00:02:17,284 --> 00:02:18,487 وكانوا يضحكون على نكاتي، 44 00:02:18,487 --> 00:02:19,869 وكانت الحياة ممتازة. 45 00:02:20,442 --> 00:02:21,579 إلا أننى في أحد الأيام، 46 00:02:21,579 --> 00:02:24,199 عندما كنت عائدًا من استراحة الحمام إلى الصف، 47 00:02:24,232 --> 00:02:27,962 لاحظت مجموعة من التلاميذ السود ملتفين معًا ويضحكون بشكل هيستيري. 48 00:02:28,436 --> 00:02:31,863 ولأنني كنت شخصًا اجتماعيًا ذا حضور، وواثقًا بنفسي، 49 00:02:32,037 --> 00:02:34,787 قررت أن أنضم لهم وأشاركهم المزاح. 50 00:02:35,097 --> 00:02:38,549 لذا تقدمت نحو هؤلاء التلاميذ وقلت: "مرحبًا جميعًا، علام تضحكون؟" 51 00:02:39,338 --> 00:02:40,645 لم يجبني أحد. 52 00:02:41,064 --> 00:02:42,187 فقلت: 53 00:02:42,669 --> 00:02:44,717 "علام تضحكون جميعًا؟" 54 00:02:44,717 --> 00:02:46,666 وبينما كنت على وشك الانتهاء من جملتي، 55 00:02:46,666 --> 00:02:48,963 التفت واحد من الشباب في المجموعة نحوي قائلًا: 56 00:02:48,963 --> 00:02:50,908 "أنت هو المضحك، أيها الفتى الأبيض". 57 00:02:51,941 --> 00:02:53,938 وانفجر الجميع ضاحكين؛ 58 00:02:53,998 --> 00:02:58,828 أما أنا، شعرتُ بالإحراج والخجل والرفض، 59 00:02:59,396 --> 00:03:02,806 وعدت إلى الصف وعرفت بعدها أنني كنت معروفًا في المدرسة 60 00:03:02,879 --> 00:03:06,275 بالفتى الأسود الذي يتكلم ويتصرف كالأبيض. 61 00:03:07,276 --> 00:03:12,382 لقد سمحت للحظة الرفض هذه أن تقلل من ثقتي بنفسي واحترامي لذاتي. 62 00:03:12,837 --> 00:03:15,157 وبدلًا من الاحتفاء والفخر بكوني مميزًا، 63 00:03:15,157 --> 00:03:20,106 بدأت رحلة طويلة لتغيير ما كنت عليه؛ لكي أتلاءم مع ذلك المجتمع الأسود. 64 00:03:20,542 --> 00:03:22,562 أقصد أنني غيرت من طريقتي في اللبس، 65 00:03:22,572 --> 00:03:25,128 وطريقتي في الكلام، والموسيقى التى كنت أستمع إليها، 66 00:03:25,128 --> 00:03:27,267 وحتى طريقتي في الضحك غيرتها. 67 00:03:28,125 --> 00:03:31,433 بدأت أتغيب عن المدرسة وأبيع المخدرات وأتخذ قرارات مزرية، 68 00:03:31,483 --> 00:03:34,882 كل هذا لأنني أردت الحصول على استحسانهم وقبولهم. 69 00:03:35,040 --> 00:03:36,088 أوتعلمون؟ 70 00:03:36,158 --> 00:03:37,231 لقد نجحت. 71 00:03:37,301 --> 00:03:41,212 فقد تقبلوني ودعموني؛ وحصلت على ثقتهم وأصبحت واحدًا منهم. 72 00:03:41,800 --> 00:03:45,069 ولكن في داخلي، كنت أعلم أنهم لم يتقبلوني أنا؛ 73 00:03:45,746 --> 00:03:48,200 وإنما تقبلوا الشخص الذي كنت أدعي كوني إياه. 74 00:03:48,438 --> 00:03:51,835 وكلما استحسنوا تلك النسخة الزائفة مني، 75 00:03:52,134 --> 00:03:55,623 كلما أحسّت ذاتي الحقيقية بالرفض طوال الوقت. 76 00:03:56,983 --> 00:04:00,919 أرأيتم؟ لم أدرك حينها أن الرفض أحيانًا ما يكون إلا إسقاط؛ 77 00:04:01,289 --> 00:04:05,361 إسقاط أحدهم لمخاوفه وانعدام استقراره على شخص آخر. 78 00:04:05,860 --> 00:04:08,897 فهؤلاء الطلاب الذين سخروا مني كانوا منعدمي الاستقرار النفسي. 79 00:04:09,043 --> 00:04:10,768 كانوا غير واثقين من أنفسهم، 80 00:04:10,768 --> 00:04:14,923 وكانوا خائفين من فعل أي شيء مختلف عما يراه أقرانهم مقبولًا. 81 00:04:15,115 --> 00:04:17,885 ولأنهم لم يكونوا يعلمون كيف يكونوا على سجيتهم الخاصة؛ 82 00:04:17,885 --> 00:04:23,315 أسقطوا مخاوفهم واضطراباتهم عليّ في صورة سخرية ونكات. 83 00:04:23,953 --> 00:04:27,340 لأن التحدث عن الآخرين بشكل سيئ 84 00:04:27,580 --> 00:04:30,563 أحيانًا ما يجعل الناس يشعرون بالرضا تجاه أنفسهم. 85 00:04:32,341 --> 00:04:36,863 لو كنت فقط قادرًا على رؤية رفضهم كإسقاط، 86 00:04:36,893 --> 00:04:39,196 لم أكن لآخذ سخرياتهم بشكل شخصي أبدًا، 87 00:04:39,288 --> 00:04:43,270 ولم أكن لأهدر سنوات حياتي محاولًا أن أنال استحسانهم وقبولهم لي. 88 00:04:43,270 --> 00:04:44,937 كنت سأبقى على ما أنا عليه حقًا، 89 00:04:44,937 --> 00:04:48,879 وكنت سأشعر بالأسف عليهم غالبًا أكثر مما شعرت بالأسف على نفسي. 90 00:04:50,407 --> 00:04:53,444 وأنا أؤمن بأن التعامل الصحيح مع الرفض 91 00:04:53,444 --> 00:04:57,595 هو أمر ضروري للقضاء على ارتفاع معدلات الإصابة بالقلق والاكتئاب 92 00:04:57,595 --> 00:05:00,279 والانتحار في أمتنا وفي العالم. 93 00:05:01,010 --> 00:05:04,779 في الحقيقة، ذكرت إحدى الدراسات في "دليل أوكسفورد للإقصاء الاجتماعي" 94 00:05:04,779 --> 00:05:09,345 أن الرفض هو سبب ونتيجة للإكتئاب. 95 00:05:10,063 --> 00:05:11,348 فكروا بالأمر. 96 00:05:11,925 --> 00:05:14,346 هل سبق لك أن شعرت بالأسى بعد أن تعرضت للرفض؟ 97 00:05:14,880 --> 00:05:17,095 ربما كان السبب هو دعوة مجموعة من زملاء عملك 98 00:05:17,095 --> 00:05:19,441 للجميع لتناوُل المشروبات بعد العمل باستثنائك. 99 00:05:20,505 --> 00:05:24,283 أو أشخاص لم يريدوا استثمار أموالهم لتحقيق رؤياك وأحلامك. 100 00:05:25,029 --> 00:05:28,018 تلك المواقف تجعل الناس يكرهون أنفسهم، 101 00:05:28,110 --> 00:05:31,250 ويستسلمون ويكتسبون الكثير من الوزن بسبب الأكل العاطفي 102 00:05:31,250 --> 00:05:33,020 والإفراط في مشاهدة نتفليكس. 103 00:05:33,310 --> 00:05:37,340 ولكنني تعلمت أننا لا يجب أن نسمح للرفض أن يوصلنا إلى ارتكاب هذه الأفعال الجنونية. 104 00:05:37,580 --> 00:05:41,466 فنحن بإمكاننا تعزيز لحظات رفضنا لخلق الثقة والنجاح؛ 105 00:05:41,466 --> 00:05:42,481 وقد نجحت في ذلك. 106 00:05:42,481 --> 00:05:45,452 بمجرد اكتشافي أن الرفض الذي واجهته في الصف الثالث 107 00:05:45,482 --> 00:05:48,379 كان بالفعل إسقاطًا لاضطرابات الآخرين الخاصة، 108 00:05:48,399 --> 00:05:51,010 كنت قادرًا على رؤية الجمال في اختلافي. 109 00:05:52,357 --> 00:05:55,288 وبصراحة، لقد كانوا محقين بشأني إلى حدٍ ما؛ 110 00:05:55,358 --> 00:05:58,012 فقد كنت بالفعل الفتى الأسود الذي يتحدث ويتصرف كالأبيض، 111 00:05:58,414 --> 00:05:59,906 وما زلت كذلك! 112 00:06:00,167 --> 00:06:04,418 فكَوني الفتى الأسود الذي يتحدث ويتصرف كالأبيض قد مكنني من التحدث بطلاقة، 113 00:06:04,600 --> 00:06:07,447 والعمل مع أشخاص من مختلف مجالات الحياة. 114 00:06:07,477 --> 00:06:09,484 أستطيع التحدث مع أفراد عصابة في الشارع، 115 00:06:09,514 --> 00:06:11,804 وكذلك مع مديرين تنفيذيين في غرفة مجلس الإدارة. 116 00:06:11,804 --> 00:06:14,301 أستطيع مساعدة المدمنين على التحرر من الإدمان، 117 00:06:14,371 --> 00:06:18,750 ويمكنني أيضًا توجيه نخبة من الرياضيين لمعرفة وتحديد أهدافهم بخلاف الرياضة. 118 00:06:18,750 --> 00:06:23,384 وبذلك، قد أصبح العيب الذي جعلهم يرفضونني هو ذاته المُكون الجوهري لنجاحي، 119 00:06:23,661 --> 00:06:26,099 وقد جعلني فعالًا في مساعدة الآخرين؛ 120 00:06:26,099 --> 00:06:30,649 وكل ذلك لأنني تعلمت فهم الرفض على أنه إسقاط، 121 00:06:30,928 --> 00:06:32,957 واكتشفت كيفية استغلاله لصالحي. 122 00:06:34,794 --> 00:06:39,831 الطريقة الأخرى التي يمكن أن نرى بها الرفض هى رؤيته كوسيلة حماية. 123 00:06:40,514 --> 00:06:45,668 حماية من شيء ما أو شخص ما لم يعد لوجوده في حياتنا مكان بعد الآن. 124 00:06:46,465 --> 00:06:50,781 تعلمت هذا الدرس بعد أن رفضت الحياة حلمي باللعب في اتحاد كرة القدم الأميركي. 125 00:06:51,569 --> 00:06:54,582 كنت قد التحقتُ بجامعة سنترال ميتشيجن بمنحة دراسية كاملة 126 00:06:54,582 --> 00:06:56,135 لألعب في دوري كرة القدم الأول. 127 00:06:56,509 --> 00:06:59,500 كانت الرياضة هي الطريق الذي اخترته لكي أصبح غنيًا ومشهورًا؛ 128 00:06:59,500 --> 00:07:03,904 لأتمكن من شراء منزل لوالديّ وأنتزع عائلتي من الفقر. 129 00:07:04,575 --> 00:07:10,677 أخبرني الكثير من المدربين واللاعبين أنه بفضل طولي وسرعتي ولياقتي البدنية، 130 00:07:10,677 --> 00:07:14,336 لم يكن هناك شك في أنني سألعب يومًا ما في اتحاد كرة القدم الأميركي. 131 00:07:15,203 --> 00:07:19,203 لسوء الحظ، تمزق جزء من ظهري في عامي الأول، 132 00:07:19,203 --> 00:07:22,386 وأنهت هذه الإصابة مسيرتي الجامعية. 133 00:07:22,731 --> 00:07:26,215 رفضت الحياة كل العمل الشاق الذي بذلته. 134 00:07:27,097 --> 00:07:31,406 بدلًا من النظر إلى إصابتي الرياضية على أنها حماية من مسار وظيفي 135 00:07:31,406 --> 00:07:32,808 لم يكن الأفضل بالنسبة لي؛ 136 00:07:32,808 --> 00:07:34,050 أخذت الأمر بشكل شخصي. 137 00:07:34,215 --> 00:07:36,668 شعرت وكأن الحياة كرهتني وبصقت على وجهي. 138 00:07:36,713 --> 00:07:39,009 شعرت أن الكون كله يحتقرني 139 00:07:39,009 --> 00:07:42,664 وأن قيمتي تكاد تكون لا شيء تقريبًا، من دون الرياضة التي أحببتها 140 00:07:42,664 --> 00:07:45,846 أو الاهتمام الذي حصلت عليه من كوني رياضيًا. 141 00:07:46,404 --> 00:07:47,876 وبدلًا من أن أتخلي عن الرياضة، 142 00:07:48,209 --> 00:07:52,167 قمت بشيء فظيع كمحاولة لإبقاء أحلامي الرياضية على قيد الحياة. 143 00:07:52,998 --> 00:07:54,746 لقد وقعت على إعفاء من المسئولية، 144 00:07:55,005 --> 00:07:59,270 وأعدت تأهيل جسدي لألعب مرة أخرى في دوري كرة القدم للمحترفين. 145 00:08:00,285 --> 00:08:06,276 عرضت جسدي لإدمان المخدرات والألم وليالٍ بلا نوم طوال عامين؛ 146 00:08:06,955 --> 00:08:09,375 لأنني لم أستطع مواجهة الحياة بشروطها. 147 00:08:10,125 --> 00:08:12,526 وبغض النظر عن كمية المسكنات التي تناولتها، 148 00:08:12,566 --> 00:08:14,961 أو عدد حقن الإبيديورال المخدرة التي أخذتها في ظهري، 149 00:08:15,031 --> 00:08:18,622 لم أتمكن من تجاهل حقيقة أن مسيرتي انتهت، 150 00:08:19,230 --> 00:08:22,176 ولم يُجدِ أي شئ فعلته لتجنُّب ذلك الرفض. 151 00:08:23,020 --> 00:08:25,112 كنت خائفًا جدًا من مواجهة الرفض؛ 152 00:08:25,212 --> 00:08:28,590 لأنني شعرت أن معني ذلك هو أنه لا قيمة لي ولا مستقبل. 153 00:08:29,349 --> 00:08:31,670 اكتشفت أنه منذ أن رفضتني الحياة تمامًا 154 00:08:31,670 --> 00:08:34,936 ورفضت كل العمل الشاق الذي بذلته لأصبح رياضيًا محترفًا، 155 00:08:34,936 --> 00:08:39,365 أننى لم أخفق فقط، بل وأصبحت فاشلًا. 156 00:08:40,594 --> 00:08:45,888 وقادني اعتقادي هذا بأنني فاشل إلى واحدة من أحلك فترات الاكتئاب في حياتي. 157 00:08:46,640 --> 00:08:48,162 أصبحت ذا ميول انتحارية؛ 158 00:08:48,392 --> 00:08:55,011 لأنني اعتقدت أن إنهاء حياتي سيكون أفضل من أن أتعرض للحظات رفض أخرى مؤلمة. 159 00:08:56,447 --> 00:09:00,984 ولهذا كنت أبتلع زجاجات كاملة من الدواء على أمل ألا أستيقظ في اليوم التالي. 160 00:09:01,825 --> 00:09:04,285 كنت أثمل وأتناول مجموعة من المخدرات 161 00:09:04,285 --> 00:09:07,809 وأركب السيارة وأقودها على أمل أن ينتهي كل شيء بحادث سيارة. 162 00:09:08,498 --> 00:09:11,183 وساء الأمر لدرجة أنني جربت الإضراب عن الطعام، 163 00:09:11,183 --> 00:09:15,423 وتقلَّص وزني من 275 رطلاً إلى 219 رطلًا في أربعة أسابيع. 164 00:09:16,715 --> 00:09:19,758 كل ذلك لأنني لم أدرك كيفية التعامل مع الرفض. 165 00:09:21,287 --> 00:09:25,818 قادتني كل محاولات الانتحار تلك إلى وحدة الطب النفسي في ديترويت في ولاية ميتشيجن. 166 00:09:26,471 --> 00:09:32,595 وهناك مررتُ بتجربة غيرت حياتي ووهبتني الأمل والغاية، 167 00:09:32,619 --> 00:09:36,215 وساعدتني في تصديق أن الرفض الذي مررت به 168 00:09:36,535 --> 00:09:40,429 ربما كان حماية لي من مستقبل لم يكُن مناسبًا لي. 169 00:09:40,894 --> 00:09:47,543 وربما كانت في انتظاري مهنة وحياة أخرى أفضل بكثير مما تخيلت. 170 00:09:48,492 --> 00:09:51,035 لذلك أمضيت السنوات القليلة التالية أطلع على كل شيء 171 00:09:51,035 --> 00:09:53,038 قد يساعدني على إيجاد الهدف والمعنى لحياتي. 172 00:09:53,038 --> 00:09:57,990 قرأت الكتب، وأخذت دورات عبر الإنترنت، أجريت مقابلات مع ناس وصليتُ ومارست التأمل؛ 173 00:09:57,990 --> 00:10:00,109 وكذلك شاهدت العديد من محادثات TEDx. 174 00:10:00,109 --> 00:10:01,565 (ضحك) 175 00:10:01,885 --> 00:10:05,064 وبدأت بتنمية بعض المهارات واكتشاف اهتمامات جديدة. 176 00:10:05,064 --> 00:10:05,945 أوتعلمون ماذا حدث؟ 177 00:10:05,945 --> 00:10:11,913 بمرور الوقت، بنيتُ حياة أحببتها بل واستمتعت بها أكثر من حياتي كرياضي. 178 00:10:12,608 --> 00:10:17,776 ولم أكن لأتمكن من ذلك؛ لو لم ترفضني الحياة تمامًا، 179 00:10:17,776 --> 00:10:22,164 أو بمعنى أصح، تحميني من أن أكون رياضيًا محترفًا. 180 00:10:23,386 --> 00:10:26,759 وأنا مؤمن بأن العالم يحتاج إلى تغيير نفس المنظور 181 00:10:26,759 --> 00:10:29,635 الذي كان لدي عندما كنت في وحدة الطب النفسي. 182 00:10:29,755 --> 00:10:34,877 بدلًا من أخذ الرفض بمعني أننا أقل قيمة أو أن مستقبلنا غير مؤكد، 183 00:10:34,967 --> 00:10:40,910 يجب علينا أن نراه كحماية من شيء أو شخص ما لم يعُد وجوده في حياتنا مفيدًا لنا. 184 00:10:45,755 --> 00:10:53,680 تخيلوا ما سيحدث إذا توقفنا عن رؤية الرفض كـقوة سلبية مهينة، 185 00:10:55,097 --> 00:11:02,686 وبدأنا برؤيته على أنه أداة تطور ضرورية وحافز لتحقيق نجاحات ضخمة. 186 00:11:04,294 --> 00:11:07,906 عندما أتطلع إلى الأشخاص الناجحين في الحياة الذين يملأني الإعجاب بهم، 187 00:11:07,906 --> 00:11:11,248 لا يسعني إلا أن أرى كيف تغلبوا على الرفض الذي واجهوه. 188 00:11:12,326 --> 00:11:14,994 ويجعلني ذلك أتساءل عما إذا كانوا سيصبحون ما هم عليه الآن 189 00:11:14,994 --> 00:11:17,684 لو لم يكونوا قد تعلموا كيفية الاستفادة من لحظات الرفض. 190 00:11:19,596 --> 00:11:23,096 وأتساءل عما إذا كان مارتن لوثر كينج الأصغر سيكون قائدًا عظيمًا 191 00:11:23,096 --> 00:11:27,226 لو لم يكن الأمر متعلقًا بالرفض الذي تعرض له بسبب رسالته ومهمته. 192 00:11:29,131 --> 00:11:31,703 وأتساءل عما إذا كان سيملأ مايكل جوردان الحماس والطاقة 193 00:11:31,703 --> 00:11:34,599 لأن يصبح واحدًا من أعظم لاعبي كرة السلة علي مر التاريخ، 194 00:11:34,599 --> 00:11:38,382 لو لم يكن الأمر يتعلق برفض مدربه له في المدرسة الثانوية. 195 00:11:39,296 --> 00:11:42,800 وأتساءل عما إذا كانت شركة آبل ستكون إحدى أضخم شركات التقنية في العالم 196 00:11:42,800 --> 00:11:46,562 لو لم يتعرض ستيف جوبز للرفض من شركته. 197 00:11:48,346 --> 00:11:49,842 والأمر الأكثر أهمية، 198 00:11:50,664 --> 00:11:52,776 أتساءل عما ستكون عليه حياتك 199 00:11:52,962 --> 00:11:55,289 إذا رجعت للحظات الرفض الخاصة بك، 200 00:11:56,022 --> 00:11:59,847 وبدلًا من أن تبكي، وتغضب، أو تشعر بالمرارة، 201 00:11:59,987 --> 00:12:01,732 قررت تحليل تلك اللحظات، 202 00:12:02,395 --> 00:12:07,085 وأعدت تفسيرها على أنها حماية أو إسقاط. 203 00:12:08,170 --> 00:12:12,719 وأتساءل عما إذا كنت دفنت تحت آلامك وظروفك المؤسفة 204 00:12:12,963 --> 00:12:15,862 كنزًا يمكنك الاستفادة منه. 205 00:12:16,917 --> 00:12:21,250 وأتساءل عما إذا كنت ستعثر على مفاتيح من شأنها أن تفتح لك مسارات جديدة في الحياة 206 00:12:21,423 --> 00:12:25,039 تفوق ما يمكنك التفكير فيه أو تخيله بكثير. 207 00:12:27,651 --> 00:12:30,560 وأتساءل عما إذا كانت المرحلة القادمة من نجاحك 208 00:12:31,138 --> 00:12:35,521 عالقة أسفل أكثر لحظات رفضك المؤلمة. 209 00:12:38,848 --> 00:12:43,471 لقد بدأت بسؤالك متى كانت آخر مرة تعرضت فيها للرفض؟ 210 00:12:43,861 --> 00:12:45,397 هل كان سببها مديرك؟ 211 00:12:45,747 --> 00:12:47,648 شريكك السابق؟ أحد الوالدين؟ 212 00:12:47,648 --> 00:12:50,488 صديق؟ أو فقط حظ عثر؟ 213 00:12:51,886 --> 00:12:53,400 وسوف أختم بسؤالك: 214 00:12:54,126 --> 00:12:57,652 ما الذي ستفعله بشأن ذلك؟ 215 00:12:58,634 --> 00:12:59,629 شكرًا. 216 00:12:59,629 --> 00:13:00,674 لقد كنتم رائعين. 217 00:13:00,674 --> 00:13:02,353 (تصفيق) 218 00:13:02,353 --> 00:13:04,670 (هتاف)