1 00:00:00,872 --> 00:00:02,416 أحب أن أبدأ، لو سمحتم لي، 2 00:00:02,416 --> 00:00:05,140 بقصة الحلزون بيزلي. 3 00:00:05,140 --> 00:00:08,355 في مساء 26 من أغسطس، 1928، 4 00:00:08,355 --> 00:00:10,729 استقلت ماي دونغو القطار، من غلاسكو، 5 00:00:10,729 --> 00:00:13,963 إلى بلدة بيزلي، التي تبعد سبعة أميال شرق المدينة، 6 00:00:13,963 --> 00:00:15,573 وهناك في مقهى ويلميدو، 7 00:00:15,573 --> 00:00:18,699 أخذت كأس مثلجات "سكوتس"، 8 00:00:18,699 --> 00:00:20,546 وهي مزيج من المثلجات وجعة الزنجبيل 9 00:00:20,546 --> 00:00:22,501 ابتاعها لها صديق لها. 10 00:00:22,501 --> 00:00:24,902 قُدِّمت لها جعة الزنجبيل في قارورة بنية شفافة 11 00:00:24,902 --> 00:00:28,765 تحمل علامة "د. ستيفنسون.غلين لين، بيزلي". 12 00:00:28,765 --> 00:00:30,841 احتست بعضا من المثلجات، 13 00:00:30,841 --> 00:00:32,674 لكن بينما كانت تسكب ما تبقى من جعة الزنجبيل 14 00:00:32,674 --> 00:00:34,071 في قدحها، 15 00:00:34,071 --> 00:00:36,524 طفى حلزون متحلل 16 00:00:36,524 --> 00:00:39,106 إلى سطح كأسها. 17 00:00:39,106 --> 00:00:40,650 بعد ثلاثة أيام، تم إدخالها 18 00:00:40,650 --> 00:00:42,156 إلى المستشفى الملكي في غلاسكو، 19 00:00:42,156 --> 00:00:44,214 وتم تشخيص حالتها على أنها التهاب في المعدة والأمعاء 20 00:00:44,214 --> 00:00:46,167 مع وجود صدمة. 21 00:00:46,167 --> 00:00:49,435 قضية دونغو ضد ستيفنسون التي تلت 22 00:00:49,435 --> 00:00:52,080 شكلت سابقة قضائية مهمة: 23 00:00:52,080 --> 00:00:53,811 ستيفنسون، مُصَنِّع جعة الزنجبيل، 24 00:00:53,811 --> 00:00:56,588 حُكم عليه بوجود واجب الرعاية بشكل واضح 25 00:00:56,588 --> 00:00:58,036 اتجاه" ماي دونغهو". 26 00:00:58,036 --> 00:01:00,138 حتى إن لم يكن بينهما أي عقد مبرم، 27 00:01:00,138 --> 00:01:02,955 حيث أنها لم تكن من اشترى الشراب حتى. 28 00:01:02,955 --> 00:01:05,974 أحد القضاة، لورد أتكين، وصف هذه الحالة كالتالي: 29 00:01:05,974 --> 00:01:08,884 عليك أن تتوخى الحذر لتتفادى أفعالا أو حالات سهو 30 00:01:08,884 --> 00:01:10,952 التي من الممكن أن تتوقع بشكل معقول 31 00:01:10,952 --> 00:01:14,180 أنها ستؤذي جارك. 32 00:01:14,180 --> 00:01:16,523 وبالفعل، يتساءل المرء أنه من غير واجب الرعاية، 33 00:01:16,523 --> 00:01:18,269 كم عدد الناس الذين من الممكن أن يكونوا قد عانوا 34 00:01:18,269 --> 00:01:21,993 من التهاب المعدة والأمعاء قبل أن يخلى سبيل "ستفنسون". 35 00:01:21,993 --> 00:01:23,864 أرجوكم أن تعيروا اهتمامكم إلى قصة حلزون بيزلي، 36 00:01:25,735 --> 00:01:27,607 لأنها تحمل مبدأ أساسيا. 37 00:01:27,607 --> 00:01:30,101 في السنة الماضية، قامت جمعية "مجتمع هانسارد" الخيرية غير الحزبية 38 00:01:30,101 --> 00:01:32,007 والتي تسعى إلى تعزيز الديمقراطية البرلمانية 39 00:01:32,007 --> 00:01:35,244 وتشجع على المشاركة السياسية بشكل أكبر 40 00:01:35,244 --> 00:01:37,831 بنشر، بالموازاة مع تقريرهم السنوي 41 00:01:37,831 --> 00:01:40,704 عن المشاركة السياسية، جزء إضافيا 42 00:01:40,704 --> 00:01:43,827 مخصصا بشكل كامل للسياسة والإعلام. 43 00:01:43,827 --> 00:01:46,202 إليكم بعضا من الملاحظات المحبطة 44 00:01:46,202 --> 00:01:48,210 من هذه الدراسة. 45 00:01:48,210 --> 00:01:50,375 لا تبدو الصحف الشعبية مشجعة 46 00:01:50,375 --> 00:01:53,208 على زيادة المواطنة السياسية لقرائها، 47 00:01:53,208 --> 00:01:54,781 بالمقارنة مع أولئك الذين 48 00:01:54,781 --> 00:01:58,007 لا يقرؤون أية جرائد على الإطلاق. 49 00:01:58,007 --> 00:02:00,999 قراء الجرائد الشعبية فقط هم أكثر عرضة بالضعف للاتفاق 50 00:02:00,999 --> 00:02:02,850 مع آراء سياسية سلبية 51 00:02:02,850 --> 00:02:05,425 بالمقارنة مع أولئك الذين لا يقرؤون أية جرائد. 52 00:02:05,425 --> 00:02:07,418 هم ليسوا فقط أقل انخراطا في المجال السياسي. 53 00:02:07,418 --> 00:02:09,866 هم يستهلكون إعلاما يقوي 54 00:02:09,866 --> 00:02:11,828 تقييمهم السلبي للتحول السياسي، 55 00:02:11,828 --> 00:02:14,931 وبالتالي يساهمون في تكوين 56 00:02:14,931 --> 00:02:18,266 موقف استسلامي اتجاه الديمقراطية ودورهم فيها. 57 00:02:18,266 --> 00:02:20,426 لم يكن غريبا أن ينتهي التقرير إلى أنه 58 00:02:20,426 --> 00:02:23,616 في هذا الصدد، الصحافة، وبالأخص الجرائد الشعبية، 59 00:02:23,616 --> 00:02:25,955 لا ترتقي إلى الدور المهم 60 00:02:25,955 --> 00:02:28,591 الذي تلعبه في الديمقراطية. 61 00:02:28,591 --> 00:02:30,650 أشك الآن إن كان هناك أي أحد في هذه القاعة 62 00:02:30,650 --> 00:02:32,097 قد يعترض جديا على هذا الرأي. 63 00:02:32,097 --> 00:02:34,713 لكن إن كان رأي "هاسفارد" صحيحا، وهو في الغالب كذلك، 64 00:02:34,713 --> 00:02:36,689 فهذا يعني أن لدينا مشكلا جديا بين أيدينا، 65 00:02:36,689 --> 00:02:39,324 وهو ما أريد أن أتحدث عنه في الدقائق العشر القادمة 66 00:02:39,324 --> 00:02:41,353 وأن أركز عليه. 67 00:02:41,353 --> 00:02:43,036 منذ حادثة حلزون بيزلي، 68 00:02:43,036 --> 00:02:45,500 وخصوصا في العقد الأخير أو نحو ذلك، 69 00:02:45,500 --> 00:02:47,419 حصل تطور كبير جدا في طريقة التفكير 70 00:02:47,419 --> 00:02:49,278 حول مفهوم واجب الرعاية 71 00:02:49,278 --> 00:02:51,817 نظرا لعلاقته بمجموعة من جوانب المجتمع المدني. 72 00:02:51,817 --> 00:02:54,561 غالبا ما يظهر واجب الرعاية حين يقوم 73 00:02:54,561 --> 00:02:57,295 فرد أو مجموعة من الأشخاص بنشاط 74 00:02:57,295 --> 00:02:59,825 من المحتمل أن يجلب الأذى للآخر، 75 00:02:59,825 --> 00:03:02,539 سوا ء جسديا أو ذهنيا أو اقتصاديا. 76 00:03:02,539 --> 00:03:05,010 وهذا يركز بالأساس على نواح بديهية، 77 00:03:05,010 --> 00:03:08,052 كتجاوبنا العاطفي مع الأطفال والشباب، 78 00:03:08,052 --> 00:03:10,778 مع موظفي الخدمات وكبار السن والعجزة. 79 00:03:10,778 --> 00:03:14,971 ونادرا ما، إن لم يكن مستحيلا، ما يتسع هذا ليتضمن حججا مهمة 80 00:03:14,971 --> 00:03:19,221 حول هشاشة النظام الحكومي الحالي، 81 00:03:19,221 --> 00:03:22,730 ليشمل المفهوم الذي يعتبر فيه الصدق والدقة والنزاهة 82 00:03:22,730 --> 00:03:24,874 ركائز أساسية لبناء 83 00:03:24,874 --> 00:03:26,603 وترسيخ ديمقراطية 84 00:03:26,603 --> 00:03:29,360 واعية وتشاركية. 85 00:03:29,360 --> 00:03:30,781 وكلما فكرتم في الأمر أكثر، 86 00:03:30,781 --> 00:03:32,612 كلما بدا أكثر غرابة. 87 00:03:32,612 --> 00:03:34,074 قبل بضع سنوات، كان لي شرف 88 00:03:34,074 --> 00:03:35,828 افتتاح مدرسة جديدة 89 00:03:35,828 --> 00:03:37,399 في الشمال الشرقي لإيرلندا. 90 00:03:37,399 --> 00:03:40,938 سُمِّيَت من طرف تلاميذها باسم "أكاديمية 360". 91 00:03:40,938 --> 00:03:42,790 وقد تجولت في القاعة الأساسية لمدرستهم 92 00:03:42,790 --> 00:03:44,165 المثيرة للإعجاب، المغطاة بالزجاج 93 00:03:44,165 --> 00:03:45,983 وأمامي، وقد كُتِبَت على الحائط بشكل مزركش 94 00:03:45,983 --> 00:03:47,531 وبحروف من نار 95 00:03:47,531 --> 00:03:50,632 وصية ماركوس أوريلوس الشهيرة : 96 00:03:50,632 --> 00:03:53,487 إن لم يكن ما ستقوله صحيحا، لا تقله، 97 00:03:53,487 --> 00:03:56,570 إن لم يكن ما ستفعله صوابا، لا تفعله. 98 00:03:56,570 --> 00:03:58,558 رآني رئيس الأساتذة أمعن النظر فيها، 99 00:03:58,558 --> 00:04:01,350 فقال : "أوه هذا شعار مدرستنا". 100 00:04:01,350 --> 00:04:03,077 وفي طريق عودتي بالقطار إلى لندن، 101 00:04:03,077 --> 00:04:04,931 لم تكن تلك العبارة لتفارق تفكيري. 102 00:04:04,931 --> 00:04:07,490 فظلت أفكر وأفكر، هل تطلب فعلا من الأمر 103 00:04:07,490 --> 00:04:09,701 2000 سنة لنصل إلى معنى 104 00:04:09,701 --> 00:04:11,566 هذا المفهوم البسيط 105 00:04:11,566 --> 00:04:14,518 على أنه أقل ما يمكننا أن نتوقعه من بعضنا البعض؟ 106 00:04:14,518 --> 00:04:17,125 ألم يحن الوقت لنطور مفهوم 107 00:04:17,125 --> 00:04:18,795 واجب الرعاية 108 00:04:18,795 --> 00:04:21,221 ونوسعه ليشمل الاهتمام 109 00:04:21,221 --> 00:04:24,485 بقيمنا الديمقراطية المشتركة والمهددة بالخطر بشكل متزايد؟ 110 00:04:24,485 --> 00:04:26,342 في جميع الأحوال، غياب واجب الرعاية 111 00:04:26,342 --> 00:04:27,932 في العديد من المهن 112 00:04:27,932 --> 00:04:30,435 يمكن أن يوصلنا بشكل سهل جدا إلى اتهامنا بالإهمال، 113 00:04:30,435 --> 00:04:33,542 ومع وصولنا إلى هذه الحال، هل سيكون من المريح وجود فكرة 114 00:04:33,542 --> 00:04:35,843 أننا بالفعل مقصرون تجاه 115 00:04:35,843 --> 00:04:38,634 الصحة العامة لمجتمعاتنا 116 00:04:38,634 --> 00:04:41,369 والقيم الراسخة فيها؟ 117 00:04:41,369 --> 00:04:44,364 هل يمكن لأي أحد أن يقترح بصراحة، مع تقديم البراهين، 118 00:04:44,364 --> 00:04:47,620 أن الإعلام ذاته، الذي اتهمته بشكل غير مباشر جمعية "هانسارد" 119 00:04:47,620 --> 00:04:50,907 قد اتخذ الاحتياطات الكافية ليتجنب التعامل 120 00:04:50,907 --> 00:04:54,349 بطريقة كان بإمكانهم أن يتوقعوا بشكل معقول 121 00:04:54,349 --> 00:04:56,450 أنه من الممكن أن تضعف أو تلحق الضرر 122 00:04:56,450 --> 00:04:59,284 بنظامنا الديمقراطي الهش بالأساس. 123 00:04:59,284 --> 00:05:01,305 هناك من سيجادل الآن بالقول 124 00:05:01,305 --> 00:05:03,078 أن هذا سيجرنا بسهولة إلى نوع 125 00:05:03,078 --> 00:05:05,085 من الرقابة، وإن كانت رقابة ذاتية، 126 00:05:05,085 --> 00:05:07,041 لكنني لن أستمع لهذا الجدال، 127 00:05:07,041 --> 00:05:09,100 يجب أن يكون من الممكن 128 00:05:09,100 --> 00:05:11,200 الموازنة بين حرية التعبير 129 00:05:11,200 --> 00:05:14,407 والمسؤوليات الأخلاقية والاجتماعية الأوسع. 130 00:05:14,407 --> 00:05:16,258 دعوني أشرح لكم السبب من خلال مثال 131 00:05:16,258 --> 00:05:19,161 أقتبسه من تجربتي المهنية كمخرج سينمائي. 132 00:05:19,161 --> 00:05:20,968 خلال مسيرتي المهنية تلك، لم أتقبل قط 133 00:05:20,968 --> 00:05:22,595 أن يضع مخرج ما 134 00:05:22,595 --> 00:05:25,645 عمله الخاص خارج أو فوق ما يعتقد 135 00:05:25,645 --> 00:05:27,595 أو تعتقد أنها قيم محترمة 136 00:05:27,595 --> 00:05:30,944 بالنسبة لحياتهم الخاصة،أو لعائلاتهم 137 00:05:30,944 --> 00:05:34,535 أو مستقبل المجتمع الذي نعيش فيه جميعا. 138 00:05:34,535 --> 00:05:35,859 سأذهب لأبعد من هذا. 139 00:05:35,859 --> 00:05:39,153 لا يجب على أي مخرج محترم أن يحط من قيمة عمله 140 00:05:39,153 --> 00:05:41,197 لدرجة يصبح فيها أقل واقعية 141 00:05:41,197 --> 00:05:44,637 بالنسبة للعالم الذي هم بأنفسهم يتمنون العيش فيه. 142 00:05:44,637 --> 00:05:48,023 كما يبدو لي، المخرجون والصحفيون وحتى المدونون 143 00:05:48,023 --> 00:05:50,547 كلهم مدعوون إلى مواجهة التوقعات الاجتماعية 144 00:05:50,547 --> 00:05:54,302 من خلال دمج القوة المحورية لوسائطهم 145 00:05:54,302 --> 00:05:57,676 مع مهاراتهم المهنية المتَّقذة. 146 00:05:57,676 --> 00:06:00,563 بطبيعة الحال، ليس هذا تكليفا واجبا، 147 00:06:00,563 --> 00:06:03,045 لكن بالنسبة لمخرج موهوب وصحفي محترم 148 00:06:03,045 --> 00:06:06,854 أوحتى مدوَّن، فيبدو لي أنه أمر لا مفر منه على الإطلاق. 149 00:06:06,865 --> 00:06:09,464 علينا دائما أن نتذكر أن مفهومنا 150 00:06:09,464 --> 00:06:12,355 للحرية الفردية، وشريكتها، الحرية الإبداعية، 151 00:06:12,355 --> 00:06:14,150 هو جديد نسبيا 152 00:06:14,150 --> 00:06:16,412 في تاريخ الأفكار الغربية، 153 00:06:16,412 --> 00:06:18,330 ولهذا السبب، فغالبا ما تُبخَس قيمتها 154 00:06:18,330 --> 00:06:20,693 وبسرعة يمكن إضعاف قوتها. 155 00:06:20,693 --> 00:06:22,920 إنها كنز يمكن فقده بسرعة، 156 00:06:22,920 --> 00:06:24,683 فإن ضاع، أو تم التنازل عنه، 157 00:06:24,683 --> 00:06:28,000 سيكون من الصعب للغاية استعادته. 158 00:06:28,000 --> 00:06:29,525 يجب أن يكون خط دفاعنا الأول 159 00:06:29,525 --> 00:06:31,876 هو قيمنا ومعاييرنا نحن، 160 00:06:31,876 --> 00:06:35,615 وليست تلك التي فُرِضت علينا من طرف الرقابة أو التشريعات، 161 00:06:35,615 --> 00:06:37,438 معاييرنا ونزاهتنا نحن. 162 00:06:37,438 --> 00:06:39,432 نزاهتنا التي نتحلى بها حين نتعامل 163 00:06:39,432 --> 00:06:40,980 مع زملائنا 164 00:06:40,980 --> 00:06:44,605 ومعاييرنا التي نتعامل بها داخل المجتمع. 165 00:06:44,605 --> 00:06:46,075 وهذه المعايير الخاصة بنا 166 00:06:46,075 --> 00:06:49,340 عليها أن تكون جزءا من المخطط الاجتماعي المستدام. 167 00:06:49,340 --> 00:06:51,453 فهي تشكل جزءا من المسؤولية الجماعية، 168 00:06:51,453 --> 00:06:53,583 مسؤولية الفنان أو الصحفي 169 00:06:53,583 --> 00:06:55,957 أن يتعامل مع العالم كما هو، 170 00:06:55,957 --> 00:06:58,406 وعلى هذا،في المقابل، أن يتماشى يدا بيد 171 00:06:58,406 --> 00:07:00,824 مع مسؤولية أولئك الذين يسيِّرون المجتمع 172 00:07:00,824 --> 00:07:02,901 لكي يواجهوا ذلك العالم، 173 00:07:02,901 --> 00:07:05,261 ولا يغتروا بتقييم أسباب 174 00:07:05,276 --> 00:07:07,853 أمراضه بشكل خاطئ. 175 00:07:07,853 --> 00:07:10,499 إلا أنه، كما أصبح يبدو واضحا بشكل ملفت 176 00:07:10,499 --> 00:07:12,567 خلال السنوات القليلة الماضية، 177 00:07:12,567 --> 00:07:14,601 كيف تم إلغاء هذه المسؤولية بشكل كيبر جدا 178 00:07:14,601 --> 00:07:17,644 من طرف قطاع عريض من وسائل الإعلام. 179 00:07:17,644 --> 00:07:19,584 وكنيتجة لهذا، في العالم الغربي كله، 180 00:07:19,584 --> 00:07:22,883 تشكل السياسات التبسيطية التي يطرحها أطراف النزاع 181 00:07:22,883 --> 00:07:25,268 وجاذبيتها الكبيرة لطبقة المحبَطين، 182 00:07:25,268 --> 00:07:26,657 من كبار السن، 183 00:07:26,657 --> 00:07:28,865 إلى جانب اللامبالاة والهوس بالتفاهة 184 00:07:28,865 --> 00:07:30,763 التي تطبع على الأقل بعضا من الشباب، 185 00:07:30,763 --> 00:07:32,821 كل هذه الأمورمعا، وأخرى مشابهة 186 00:07:32,821 --> 00:07:34,902 من الانحرافات المعاصرة 187 00:07:34,902 --> 00:07:36,949 تهدد بمحو الحياة 188 00:07:36,949 --> 00:07:40,523 من أي مشاركة أو حوار فعّال وواع، 189 00:07:40,523 --> 00:07:43,050 وهنا أركز على كلمة "فعّال". 190 00:07:43,050 --> 00:07:45,327 قد يجادل أكبر مناصري الحرية، 191 00:07:45,327 --> 00:07:48,321 أن قضية دونغهو وستفنسون كان لا بد أن تغادر أروقة المحاكم، 192 00:07:48,321 --> 00:07:50,439 وأن ستفنسون كان ليخرج في نهاية المطاف من عالم الأعمال، 193 00:07:50,439 --> 00:07:53,856 إن استمر في بيع جعة الزنجبيل مع وجود حلزونات بها. 194 00:07:53,856 --> 00:07:57,270 لكن غالبيتنا،كما أعتقد، يتفق مع فكرة وجود دور صغير 195 00:07:57,270 --> 00:08:00,348 للدولة في تعزيز مفهوم واجب الرعاية، 196 00:08:00,348 --> 00:08:03,020 والكلمة الأساسية لوصف هذا الدور هي "معقول". 197 00:08:03,020 --> 00:08:06,600 على القضاة أن يسألوا : هل أعاروا الأمر اهتماما معقولا 198 00:08:06,600 --> 00:08:08,015 وهل كان بإمكانهم أن يتوقعوا بشكل معقول 199 00:08:08,015 --> 00:08:10,213 نتائج قراراتهم؟ 200 00:08:10,213 --> 00:08:13,195 بعيدا عن معنى تجاوز سلطة الدولة، 201 00:08:13,195 --> 00:08:16,720 لكن ذلك الاختبار للفكر السليم للعقلانية: 202 00:08:16,720 --> 00:08:19,379 هذا ما أود أن نطبقه على من يعملون في الإعلام 203 00:08:19,379 --> 00:08:21,650 الذين، في جميع الأحوال، يضعون النبرة والمحتوى 204 00:08:21,650 --> 00:08:24,967 في معظم أحاديثنا الديمقراطية. 205 00:08:24,967 --> 00:08:27,687 الديمقراطية، لكي تعمل، تحتاج 206 00:08:27,687 --> 00:08:30,635 إلى رجال ونساء عقلانيين يأخذون وقتهم لكي يفهموا ويناقشوا 207 00:08:30,635 --> 00:08:32,967 مواضيع صعبة، وفي بعض الأحيان معقدة، 208 00:08:32,967 --> 00:08:35,260 ويقومون بهذا في جو يناضل 209 00:08:35,260 --> 00:08:37,659 من أجل هذا النوع من الفهم الذي يؤدي، 210 00:08:37,659 --> 00:08:39,726 إن لم يكن للاتفاق، فعلى الأقل 211 00:08:39,726 --> 00:08:42,092 إلى توافق بناء وعملي. 212 00:08:42,092 --> 00:08:44,450 السياسة عبارة عن اختيارات، 213 00:08:44,450 --> 00:08:48,441 وضمن هذه الاختيارات، فالسياسة عبارة عن أولويات. 214 00:08:48,441 --> 00:08:50,979 يتعلق الأمر بمصالحة الأفضليات المتناقضة، 215 00:08:50,979 --> 00:08:56,195 أينما ووقتما وجدت مبنية على أساس واقعي. 216 00:08:56,195 --> 00:08:58,666 ولكن إن كانت الوقائع نفسها مشوهة، 217 00:08:58,666 --> 00:09:02,389 فإن من المرجح ألا تخلق القرارات سوى صراع أعمق، 218 00:09:02,389 --> 00:09:04,276 مع كل تلك الضغوط والتوترات الاجتماعية 219 00:09:04,276 --> 00:09:06,492 التي ستتلوها لا محالة. 220 00:09:06,492 --> 00:09:08,439 على الإعلام أن يقرر: 221 00:09:08,439 --> 00:09:11,613 هل يرى الإعلاميون دورهم في تأجيج الناس 222 00:09:11,613 --> 00:09:13,943 أم في إخبارهم؟ 223 00:09:13,943 --> 00:09:16,805 لأن الأمر في نهاية المطاف، هو مزيج 224 00:09:16,805 --> 00:09:19,296 من الثقة والريادة. 225 00:09:19,296 --> 00:09:21,873 يصادف هذا الأسبوع الذكرى الخمسين، لإلقاء الرئيس جون.ف. كينيدي 226 00:09:21,873 --> 00:09:23,479 لخطابين تاريخيين، 227 00:09:23,479 --> 00:09:26,976 الأول عن نزع السلاح، والثاني عن الحقوق المدنية 228 00:09:26,976 --> 00:09:29,078 أدى الأول بشكل فوري 229 00:09:29,078 --> 00:09:30,816 إلى توقيع معاهدة حظر التجارب النووية، 230 00:09:30,816 --> 00:09:33,724 والثاني إلى إنشاء قانون الحقوق المدنية لسنة 1964، 231 00:09:33,724 --> 00:09:37,264 واللذان شكلا معا قفزتين نوعيتين نحو الأمام. 232 00:09:37,314 --> 00:09:39,390 الديمقراطية، المسيرة بشكل جيد، والواعية بشكل جيد، 233 00:09:39,390 --> 00:09:41,205 يمكن أن تصل إلى نتائج عظيمة، 234 00:09:41,205 --> 00:09:43,618 لكن هناك شرط مسبق. 235 00:09:43,881 --> 00:09:47,191 علينا أن نثق أن من يصنعون تلك القرارات، 236 00:09:47,191 --> 00:09:49,662 يعملون من أجل تحقيق أفضل المصالح، ليس لأنفسهم 237 00:09:49,662 --> 00:09:51,423 بل لجميع الناس. 238 00:09:51,423 --> 00:09:54,492 نحتاج إلى خيارات قائمة على الوقائع، 239 00:09:54,502 --> 00:09:55,742 موضوعة بوضوح، 240 00:09:55,742 --> 00:09:57,141 وليس إلى تلك الشركات القليلة 241 00:09:57,141 --> 00:09:59,239 التي من المحتمل أن تكون متلاعبة 242 00:09:59,239 --> 00:10:01,596 والتي تسعى باستمرار وراء مخططاتها الضيقة، 243 00:10:01,603 --> 00:10:04,033 بل نحتاج إلى معلومة دقيقة، غير متحيزة 244 00:10:04,033 --> 00:10:06,412 يمكن أن نصنع من خلالها رأينا الخاص. 245 00:10:06,412 --> 00:10:08,298 إذا أردنا أن نوفر حياة محترمة ومرضية 246 00:10:08,298 --> 00:10:10,602 لأولادنا وأحفادنا، 247 00:10:10,613 --> 00:10:13,720 علينا أن نتمرن إلى أقصى حد ممكن 248 00:10:13,730 --> 00:10:15,440 على واجب الرعاية ذاك، من أجل 249 00:10:15,442 --> 00:10:18,332 ديمقراطية حيوية ومستدامة 250 00:10:18,339 --> 00:10:20,422 شكرا جزيلا على إنصاتكم. 251 00:10:20,422 --> 00:10:20,672 (تصفيق)