منذ أن تخصصت بالهندسة الزراعية
بدأ يسألني الجميع إن كانت الهندسة الزراعية
اختصاصاً مناسباً لفتاة
وعن طبيعة العمل الذي أنوي أن أقوم به
وعندما بدأت بالعمل في المحمية
بدؤوا يسألوني عن طبيعة عملنا هناك
ما نقوم به ليس مجرد مهنة
فسوى تحب ما تقوم به وتبرع في هذا المجال
أو لن نستطيع المثابرة
لأنّ عملنا لا يقتصر على التواجد في مكتب
من الساعة 8 إلى الساعة 4
حيث يمكنك المغادرة بعد انتهاء دوام العمل
واغلاق هاتفك
هذا لا ينطبق على طبيعة عملنا
فلا يمكن مقارنتها بكتابة تقرير
ثم العودة إلى الحياة الطبيعية
لو لم أحب وأشعر بشغف تجاه المحمية
والعمل الذي أقوم به، لما وصلت إلى ما أنا عليه
سنصل الآن إلى الموقع الذي نسميه "سلمى"
نسمي كل موقع بحسب اسم الممول الخاص به
فموقع سلمى يشير إلى مشروع سلمى
وصلنا إلى سلمى
عندما قلنا إننا نوسّع البقع الخضراء
في المحمية، هذا ما قصدناه
نحن لا نتدخل في المسائل
التي تحصل داخل المحمية
نحن نعمل فقط ضمن المنطقة
العازلة الخاصة بنا
يوماّ ما، سنرى أن موقع سلمى أصبح
مثل غابة المحمية التي تقع أمامنا
عندما تنظر إلى هذه الغابة
وهذه المحمية من هنا
لن تستطيع أن تجد الكلمات للتعبير عنها،
وستشعر باندهاش
أفرح عندما يرافقني شخص يعتقد
أنه آتٍ إلى مكان خال من الشجر
ويلتفت إلى هذا المنظر
ويفرح
فرحه يسعدني
سمينا هذه المحمية "الفصل الخامس"
لأنّ لديها ميزة إضافية
عن الفصول الأربعة التي نعرفها
لها فصل خامس بحد ذاته
أعمل في المحمية
لكن في الوقت نفسه، بالرغم من أنني
قريبة من الطبيعة ومن الأرض ومن الشجر
أواجه تحديات العمل كلها
لأنّ لا شيء يأتي بالسهل
عليك أن تعمل بجد لتصل لكل أهدافك
المحمية كنز وطني، وعلينا العمل جميعاً
للمحافظة عليها
لأنّ حماية هذه الثروة الطبيعية ومناظرها
وكل ما تحتويه هو واجب وطني وانساني
يجب أن يشعر كل شخص منا
بالانتماء إلى هذه الطبيعة