WEBVTT 00:00:07.655 --> 00:00:09.945 أودُّ أن أدعوكم كي تنصتوا 00:00:09.945 --> 00:00:11.768 في الدقائق المعدودة القادمة، ولكن ربما 00:00:11.768 --> 00:00:15.687 عبر طرق لم تنصتوا بها من قبل. 00:00:15.687 --> 00:00:18.269 لدينا 4 مهارات للتواصل، 00:00:18.269 --> 00:00:20.879 اثنتين من المخرجات، واثنتين من المدخلات. 00:00:20.879 --> 00:00:22.888 وإذا سألت القائمين على الأبحاث 00:00:22.888 --> 00:00:24.710 أيٌّ منها هي الأهم، 00:00:24.710 --> 00:00:26.676 سيجيب معظم الناس 00:00:26.676 --> 00:00:29.280 أنَّ الأكثر أهمية هي الإنصات. 00:00:29.280 --> 00:00:31.514 إذا سألتم بائعاً ماهراً 00:00:31.514 --> 00:00:33.680 ما هي أهم مهارات البيع أثناء الحديث، 00:00:33.680 --> 00:00:35.241 هل هي التحدّث أم الإنصات، 00:00:35.241 --> 00:00:37.607 ستكون تلك هي الإجابة التي سيعطونكم إيّاها. 00:00:37.607 --> 00:00:40.437 في الحقيقة، نمضي ما يقرب من 60% 00:00:40.437 --> 00:00:43.759 من زمن تواصلنا في الإنصات. 00:00:43.759 --> 00:00:46.713 بحسب العمل الذي نقوم به، وما نقوم به، 00:00:46.713 --> 00:00:49.205 في العائلة وهكذا. 00:00:49.205 --> 00:00:51.900 إلا أننا لا نجيده. 00:00:51.900 --> 00:00:55.184 يشكّل الاستيعاب من الإنصات 25% فقط. 00:00:55.184 --> 00:00:58.857 مما يعني أن 3 من أصل 4 كلمات موجّهة إلينا 00:00:58.857 --> 00:01:00.695 تختفي. 00:01:00.695 --> 00:01:03.545 لا أتحدّث عنكم، أو عن هذه المحادثة، 00:01:03.545 --> 00:01:06.281 ولكن بشكلٍ عام. 00:01:06.281 --> 00:01:08.356 إذاً ما هو الإنصات؟ هل فكرتكم 00:01:08.356 --> 00:01:10.610 في تعريف الإنصات؟ 00:01:10.610 --> 00:01:12.753 نعتبره أمراً مفروغا منه. 00:01:12.753 --> 00:01:17.893 أودّ أن أعرض عليكم تعريفاً أشمل لمصطلح "الإنصات". 00:01:17.893 --> 00:01:21.108 ولا أعني الإنصات لحديث أحد فحسب، 00:01:21.108 --> 00:01:24.846 بل الإنصات لما يحدث في العالم من حولكم. 00:01:24.846 --> 00:01:30.424 تعريفي للإنصات هو الوصول إلى معنى من الأصوات. 00:01:30.424 --> 00:01:32.397 جميع الأصوات من حولنا. 00:01:32.397 --> 00:01:36.137 هذه هي العملية التي سأصفها لكم الآن، 00:01:36.137 --> 00:01:39.848 وهي مكونة من 3 مراحل. 00:01:39.848 --> 00:01:42.340 المرحلة الأولى مرحلة ماديّة: 00:01:42.340 --> 00:01:45.387 تصطدم موجات الصوت بجسمك. 00:01:45.387 --> 00:01:47.879 تنصت بكامل جسمك بصورة عامة، 00:01:47.879 --> 00:01:51.117 ولكن تنتقل موجات الصوت إلى أعماق رأسك تحديداً، 00:01:51.117 --> 00:01:53.355 وتُلامس تلك الموجات الصوتية طبلة أذنك. 00:01:53.355 --> 00:01:56.131 إنه شعور حميمي للغاية: 00:01:56.131 --> 00:01:58.233 تُلمس في أعماق رأسك، 00:01:58.233 --> 00:02:00.032 في جميع الأوقات، عبر الصوت. 00:02:00.032 --> 00:02:02.325 في المرحلة الثانية، 00:02:02.325 --> 00:02:07.610 تتحوّل تلك العلاقة المادية إلى نشاط عصبيّ، 00:02:07.610 --> 00:02:09.630 أي نشاط كهربائي في الدماغ، 00:02:09.630 --> 00:02:11.761 وقد سمعنا للتو الكثير 00:02:11.761 --> 00:02:15.663 حول العجائب التي تحصل داخل جَمَاجِمنا. 00:02:15.663 --> 00:02:20.169 في المرحلة الثالثة من هذه العملية، 00:02:20.170 --> 00:02:22.599 يحدث النشاط الذهني وهو، 00:02:22.599 --> 00:02:24.774 كما أقترح، عندما تحدث عملية السمع فعليّاً. 00:02:24.774 --> 00:02:28.697 يتناول الجزءان الأوّلان من هذه العملية السمع. 00:02:28.697 --> 00:02:32.749 لذا دعونا ننظر إلى الجانب الذهني من تلك العملية. 00:02:32.749 --> 00:02:35.081 نستخدم بعض الحيل الجيدة كي نمنطق ما نسمعه، 00:02:35.081 --> 00:02:38.242 كي نعطي الأصوات معنى. 00:02:38.242 --> 00:02:41.895 أهم تلك الحيل إدراك الأنماط: 00:02:41.895 --> 00:02:45.738 اسمك النمط الأكثر اتساقاً وانسجاماً معك. 00:02:45.738 --> 00:02:49.160 لكن جميعنا مرّ بتجربة الوقوف في غرفة... (صوت محيطي) 00:02:49.160 --> 00:02:51.768 حيث يقام حفل ما. 00:02:51.768 --> 00:02:55.477 ونجاهد في فهم ما يقال بالتحديد، 00:02:55.477 --> 00:02:59.176 محاولين استخلاص الإشارات من الضوضاء. 00:02:59.176 --> 00:03:00.952 يزداد الأمر صعوبة مع كبر السن. 00:03:00.952 --> 00:03:03.021 يسمى تأثير حفل الكوكتيل. 00:03:03.021 --> 00:03:05.751 ولم أعد أحبذ حضور الحفلات كثيراً 00:03:05.751 --> 00:03:10.038 لأنني أجد صعوبة في الاستماع إلى ما يقال. 00:03:10.038 --> 00:03:14.546 الحيلة الثانية التي نستخدمها لاستخلاص المعنى من الصوت، 00:03:14.546 --> 00:03:16.189 هي التفريق. 00:03:16.189 --> 00:03:19.751 إذا أردت أن أشغّل لكم صوتاً (أصوات خفيفة) 00:03:19.751 --> 00:03:22.453 وأتركه لعدة دقائق، تسمى أصوات خفيفة، 00:03:22.453 --> 00:03:25.110 إنه صوت ذو نطاق ثابت مسطح. 00:03:25.110 --> 00:03:30.100 إذا تركته يعمل لعدة دقائق، ستتوقفون عن سماعه. 00:03:30.131 --> 00:03:33.579 عندما يكون الصوت مستمراً، يكتمه المخ 00:03:33.579 --> 00:03:35.474 ونصبح غير واعين به. 00:03:35.474 --> 00:03:37.980 يستخدم هذا الصوت في المكاتب في جميع أنحاء العالم 00:03:37.980 --> 00:03:42.599 للتغطية على الأصوات المزعجة ولا يدركه الناس 00:03:42.599 --> 00:03:44.714 إلا عندما يتوقف بالطبع. 00:03:44.714 --> 00:03:47.307 والحيلة الثالثة التي نستخدمها، 00:03:47.307 --> 00:03:50.072 أو النظام الثالث الذي نستخدمه لاستخلاص المعنى 00:03:50.072 --> 00:03:52.980 هي مجموعة كاملة من المرشِّحات أو الفلاتر. تلك لها أهميتها 00:03:52.980 --> 00:03:55.663 وأودّ أن أعطيكم قائمة بتلك المرشِّحات 00:03:55.663 --> 00:03:59.840 كي تكونوا على وعي بها أثناء الإنصات. 00:03:59.840 --> 00:04:04.849 يبدأ الأمر بالثقافة: منشأك يؤثر على إنصاتك. 00:04:04.849 --> 00:04:07.669 على سبيل المثال، أعشق الفنلنديين، 00:04:07.669 --> 00:04:12.176 فبينهم وبين الصمت علاقة مختلفة تماماً عن بقية الثقافات التي أعرفها. 00:04:12.176 --> 00:04:14.945 فكرتهم عن قضاء ليلة ممتعة عبارة عن زيارة منزل أحدهم، 00:04:14.945 --> 00:04:19.625 والبقاء لثلاث ساعات في صمت، ثم العودة إلى المنزل. 00:04:19.625 --> 00:04:22.650 فنلندا بلد هادئ للغاية. 00:04:22.650 --> 00:04:26.751 ثم نجد اللغة، فاللغة التي تتحدثها تغيّر من ملكة الإنصات. 00:04:26.751 --> 00:04:30.773 تلك مرشِّحات تخفّض الأصوات التي تنهال علينا 00:04:30.773 --> 00:04:34.263 وتتركنا بالقليل الذي نعيه. 00:04:34.263 --> 00:04:36.728 على سبيل المثال في أفريقيا جنوب الصحراء، 00:04:36.728 --> 00:04:40.015 تستخدم بعض اللغات التنغيم 00:04:40.015 --> 00:04:43.596 للتمييز بين الحاضر والمستقبل والماضي، 00:04:43.596 --> 00:04:46.333 وحتى للتمييز بين الصالح والطالح. 00:04:46.333 --> 00:04:51.064 ليس لديهم كلمات لتلك التعابير، فهي مجرد نبرات صوتية. 00:04:51.064 --> 00:04:55.548 القيم التي تتمسك بها، معتقداتك عما يدور حولك، 00:04:55.548 --> 00:04:58.880 ثم بالطبع توقعاتك، وسلوكياتك عند 00:04:58.880 --> 00:05:00.657 خوض علاقة مع أحد على سبيل المثل 00:05:00.657 --> 00:05:06.471 وبالتأكيد ستغيّر توقعاتك من عملية الإنصات لهذا الشخص. 00:05:06.471 --> 00:05:09.222 في الواقع، إنه أمر لا بد أن ننتبه إليه جيداً، 00:05:09.222 --> 00:05:14.241 لأنه مع ترسّخ توقعاتنا تجاه شخص ما، 00:05:14.241 --> 00:05:18.622 تقوى قدراتنا السمعية تجاه هذا الشخص، وتصبح راسخة. 00:05:18.622 --> 00:05:22.566 ونسلب الإذن في إحداث التغيير. 00:05:22.566 --> 00:05:27.207 لذا لا نسمع ما يقولون أو يفعلون مما يختلف عن توقعاتنا، 00:05:27.207 --> 00:05:30.420 بل نسمع فقط ما نتوقع منهم. 00:05:30.420 --> 00:05:33.532 وهو أمر لا بد أن نعيه تماماً أثناء العلاقات. 00:05:33.532 --> 00:05:35.570 عندما قابلت زوجتي الجالسة هناك، 00:05:35.570 --> 00:05:39.747 قطعت وعداً لها: "سأنصت إليكِ وكأنها المرة الأولى، 00:05:39.747 --> 00:05:43.412 كل يوم". غالباً ما أحنث بعهدي هذا، 00:05:43.412 --> 00:05:45.665 لكنه التزام جيد. 00:05:45.665 --> 00:05:47.626 أحاول أن أكون واعياً طوال الوقت 00:05:47.626 --> 00:05:50.571 وأن أعطيها إذناً بالاختلاف. 00:05:50.571 --> 00:05:54.344 كما أن نيّتك ضرورية أثناء الاستماع إلى الصوت. 00:05:54.344 --> 00:05:57.473 سأستفيض في الحديث عن هذا بعد قليل. 00:05:57.473 --> 00:06:01.204 وإذا كنتم لا تزالون تظنون أن ما تسمعونه هو بالفعل ما تفهمونه، 00:06:01.204 --> 00:06:04.379 سأعطيكم بعض الأمثلة عن التأثير عبر الوسائط، 00:06:04.379 --> 00:06:06.596 أي أن تؤثر حاسة على أخرى. 00:06:06.596 --> 00:06:09.977 إنه وهم، وهم معروف، اسمه تأثير ماكغورك، 00:06:09.977 --> 00:06:12.817 وأودّ أن أشكر الأستاذ آرنت ماسو على هذا المثال. 00:06:12.817 --> 00:06:16.300 ما أريده منكم هو أن تنظروا إلى الشاشة، 00:06:16.300 --> 00:06:18.515 وأن تخبروني بما يقوله هذا الرجل. 00:06:18.515 --> 00:06:23.121 رجل: دا دا دا دا دا دا 00:06:25.511 --> 00:06:31.352 رجل: دا دا دا دا دا دا.. ج.ت: دا دا، أليس كذلك؟ 00:06:31.352 --> 00:06:39.984 الآن أود منكم أن تغلقوا أعينكم، وتخبروني بما يقول. 00:06:39.984 --> 00:06:42.731 رجل: با با، با با، با با. 00:06:42.731 --> 00:06:43.966 ج.ت: يقول با با. 00:06:43.966 --> 00:06:46.531 الآن افتحوا أعينكم مرة أخرى وستسمعون "دا دا". 00:06:46.531 --> 00:06:50.016 لا يمكنكم مكافحة هذا التأثير. 00:06:50.016 --> 00:06:51.931 رجل: با با 00:06:51.931 --> 00:06:55.429 ج.ت: لذا فما تسمعونه لا يعني بالضرورة الحقيقة. 00:06:55.429 --> 00:06:58.157 ما هي الحقيقة؟ الحقيقة تأويلية. 00:06:58.157 --> 00:07:00.066 وذلك وهم معروف من نوع آخر، 00:07:00.066 --> 00:07:02.931 وهو ذلك الصوت - ليس وهماً، بل تأثيراً - 00:07:02.931 --> 00:07:06.245 هو ذلك الصوت الذي من شأنه أن يؤثر على بقية الحواس مثل التذوّق، 00:07:06.245 --> 00:07:10.214 وهذا بحث قام به الأستاذ تشارلز سبينس من جامعة أوكسفورد، 00:07:10.214 --> 00:07:12.098 الذي اكتشف أنك إذا وضعت سماعات على الأذن 00:07:12.098 --> 00:07:14.799 ورفعت الذبذبة إلى 5 كيلوهرتز، 00:07:14.799 --> 00:07:17.750 سيقولون لك أن المقرمشات التي يتناولونها 00:07:17.750 --> 00:07:21.465 أكثر قرمشة في فمهم بنسبة 15%، 00:07:21.465 --> 00:07:27.072 لأن صوت القرمشة ارتفع، وبالتالي زاد الإحساس بالقرمشة. 00:07:27.072 --> 00:07:30.050 لذا تؤثر الحواس في بعضها طوال الوقت. 00:07:30.050 --> 00:07:32.972 لكن أمامنا مشكلة. 00:07:32.972 --> 00:07:36.712 المشكلة هي أننا ببساطة لا ننصت. 00:07:36.712 --> 00:07:41.135 وأودّ أن أقترح عليكم أنها مشكلة خطيرة. 00:07:41.135 --> 00:07:43.251 هناك أسباب لتلك المشكلة، 00:07:43.251 --> 00:07:45.715 اخترعنا الكتابة منذ آلاف السنين، 00:07:45.715 --> 00:07:48.755 وقبل ذلك، إذا لم تنصت، إذا فاتك الأمر، 00:07:48.755 --> 00:07:50.931 فقد فات الأمر. 00:07:50.931 --> 00:07:53.247 الآن، إذا أردت أن تخلد إلى النوم، 00:07:53.247 --> 00:07:57.580 في هذه المحادثة، يمكنك مشاهدتها لاحقاً على قناة TEDx على يوتيوب. 00:07:57.580 --> 00:08:01.776 لم يعد امتياز الحضور والإنصات بنفس القدر من العظمة كما كان. 00:08:01.776 --> 00:08:03.136 هذا هو السبب الأول. 00:08:03.136 --> 00:08:06.313 ثانياً، أرى أن هناك جانب ثقافي أيضاً: 00:08:06.313 --> 00:08:10.241 ربما أنتم على علم بالنموذج الصيني في ازدواجية ين ويانغ، 00:08:10.241 --> 00:08:15.266 حيث يمثّل يانغ الحرارة والضوء والشمس والطاقة الذكورية 00:08:15.266 --> 00:08:17.391 وغيرها من العناصر التي تركّز على الخارج، 00:08:17.391 --> 00:08:22.406 بينما يمثّل الين الظلمة والقمر والطاقة الأنثوية والاستقبال وهو أكثر هدوءاً. 00:08:22.406 --> 00:08:26.839 حسناً، إذا استبدلت كلمات الصوت بتلك الكلمتين، 00:08:26.839 --> 00:08:29.910 أعتقد أنكم ستوافقونني الرأي أنه في ثقافتنا، 00:08:29.910 --> 00:08:35.030 نحن مولعون بالسرد أكثر من الإنصات. 00:08:35.030 --> 00:08:38.329 مما يخلق عالماً يبدو كهذا، 00:08:38.329 --> 00:08:40.890 وصوته كهذا: 00:08:40.890 --> 00:08:42.618 (أصوات أحاديث غير مفهومة) 00:08:42.618 --> 00:08:46.320 الناس يسردون ويسردون ويسردون طوال الوقت. 00:08:46.320 --> 00:08:48.205 وبالتالي فهو أمر غير مفاجئ، 00:08:48.205 --> 00:08:51.204 أن يلجأ الكثيرون إلى هذا: 00:08:51.204 --> 00:08:53.346 (سماعات أذن في صورة أثناء لعب موسيقة خفيفة) 00:08:53.346 --> 00:08:57.188 لكن هناك تأثير لذلك، تأثير اجتماعي، 00:08:57.188 --> 00:08:59.912 على طريقة تعاملنا مع بعضنا. 00:08:59.912 --> 00:09:03.960 لنأخذ مساحة عامة، تخيّلوا أي مساحة عامة كبيرة، 00:09:03.960 --> 00:09:06.447 قد تكون هذا المسرح، آمل عكس ذلك، 00:09:06.447 --> 00:09:08.408 آمل ألا يكون هناك من يرتدي سماعات الآن، 00:09:08.408 --> 00:09:12.352 لكن محطة قطار، مطار، عربة قطار، 00:09:12.352 --> 00:09:15.285 أي مساحة نكون فيها مع آخرين. 00:09:15.285 --> 00:09:18.219 نأخذ هذه المساحة، حيث قضينا وقتاً طويلاً 00:09:18.219 --> 00:09:20.317 نسمع بعضنا فيها. 00:09:20.317 --> 00:09:21.824 قد لا نتحدث إلى بعضنا، 00:09:21.824 --> 00:09:25.108 لكننا نعي بعضنا في مسامعنا. 00:09:25.108 --> 00:09:30.004 ونحوّل تلك المساحة إلى هذه. 00:09:30.004 --> 00:09:33.166 آلاف، إن لم تكن ملايين، من الفقاعات الصوتية الصغيرة. 00:09:33.166 --> 00:09:35.299 تسمى أصوات طبيعية شخصية، 00:09:35.299 --> 00:09:39.729 ولتحويل هذا الجزء من الأصوات الطبيعية والمشتركة 00:09:39.729 --> 00:09:42.810 إلى أصوات طبيعية شخصية تبعات خطيرة 00:09:42.810 --> 00:09:50.066 لأنه في هذا السيناريو، لا ننصت إلى بعضنا على الإطلاق. 00:09:50.080 --> 00:09:53.317 كما ينفد صبرنا. 00:09:53.317 --> 00:09:55.613 لا نرغب في الإنصات إلى خطابات، 00:09:55.613 --> 00:09:57.143 بل إلى مقاطع صوتية قصيرة. 00:09:57.143 --> 00:09:59.496 لا نشاهد برامج تلفزيونية، بل نقفز بين القنوات. 00:09:59.496 --> 00:10:03.068 لا نسمع ألبومات غنائية، بل وحدات موسيقية. 00:10:03.068 --> 00:10:05.007 لا نرغب في عقد حوارات، 00:10:05.007 --> 00:10:07.720 بل في التغريد أو إرسال رسائل نصية. 00:10:07.720 --> 00:10:11.990 وبهذا ينفد صبرنا تباعاً. 00:10:11.990 --> 00:10:16.020 وفي الوقت نفسه، تضعف حساسية إنصاتنا. 00:10:16.020 --> 00:10:18.729 لا بد أن تصرخ وسائل إعلامنا في وجهنا 00:10:18.729 --> 00:10:20.920 كي ننصت إليها. 00:10:20.920 --> 00:10:25.248 ويعني هذا المستوى من ضعف الحساسية أن الأمر 00:10:25.248 --> 00:10:28.771 يزداد صعوبة مع الوقت في الإنصات إلى كل ما هو صامت، 00:10:28.771 --> 00:10:34.076 وهادئ وخفيف. 00:10:34.076 --> 00:10:37.363 إننا نفقد حاسة الإنصات في العالم المعاصر. 00:10:37.363 --> 00:10:40.720 وأعتقد أن تلك رسالة ستصلكم كثيراً اليوم 00:10:40.720 --> 00:10:44.535 بطريقة أو بأخرى. كيف لنا استعادتها؟ 00:10:44.535 --> 00:10:47.202 حسناً، أودّ أن أعطيكم بعض التمارين لتأخذوها معكم، 00:10:47.202 --> 00:10:49.612 وهي أشبه بتواجدكم في صالة الألعاب الرياضية، 00:10:49.612 --> 00:10:51.703 أولها هي هذا: 00:10:51.703 --> 00:10:58.391 (صمت) 00:10:58.391 --> 00:11:02.075 الصمت نادر في العالم المعاصر. 00:11:02.075 --> 00:11:04.493 أحثّكم على السعي وراءه، 00:11:04.493 --> 00:11:09.372 وأن تمنحوا أنفسكم بضع دقائق من الصمت يومياً. 00:11:09.375 --> 00:11:11.390 فهو يعيد تعيير وضبط آذانكم، 00:11:11.390 --> 00:11:14.150 مثل التتبيلة في وجبة لذيذة. 00:11:14.150 --> 00:11:16.111 يسمح لكم بالاستماع مرة أخرى 00:11:16.111 --> 00:11:18.672 بصورة واضحة وكأنها المرة الأولى. 00:11:18.672 --> 00:11:20.172 هذا هو التمرين الأول. 00:11:20.172 --> 00:11:23.226 التمرين الثاني هو عملية أسمّيها "الخلاط"، 00:11:23.226 --> 00:11:27.084 حيث يمكنكم التوجه إلى أي بيئة عصرية مزعجة مثل هذه، 00:11:27.084 --> 00:11:28.214 (ضوضاء) 00:11:28.214 --> 00:11:30.460 هل تبدو مألوفة؟ 00:11:30.460 --> 00:11:35.081 وأن تفكروا: "كم عدد قنوات الصوت التي أسمعها؟" 00:11:35.081 --> 00:11:38.091 كم عدد مصادر الصوت المنفصلة؟ كم عدد أصوات الناس، 00:11:38.091 --> 00:11:41.374 طقطقة الكراسي، قرع الأكواب؟ 00:11:41.374 --> 00:11:44.135 يمكنكم فعل ذلك في أجواء طبيعية جميلة مثل هذه أيضاً 00:11:44.135 --> 00:11:45.818 (خرير ماء وزقزقة طيور) 00:11:45.818 --> 00:11:50.033 كم عدد أصوات الطيور التي يمكنني سماعها؟ صوت الرياح في الأشجار، 00:11:50.033 --> 00:11:52.281 كم عدد الموجات المنفصلة؟ 00:11:52.281 --> 00:11:57.381 إنه تمرين رائع لتحسين حدة السمع لديكم. 00:11:57.381 --> 00:12:00.050 التمرين الثالث هو التذوّق. 00:12:00.050 --> 00:12:02.456 مثل تذوّق هذا الرجل لكوب القهوة خاصته، 00:12:02.456 --> 00:12:05.109 حتى أكثر الأصوات اعتيادية حولنا، 00:12:05.109 --> 00:12:08.641 يمكنكم تذوقها، إذا انتبهتم إليها. 00:12:08.641 --> 00:12:11.480 هذا - (صوت محرك) - صوت مجفّف ملابسي، 00:12:11.480 --> 00:12:13.541 وقد سجّلته قبل خروجي. 00:12:13.541 --> 00:12:18.562 إنه نغمة فالس! واحد، اثنين، ثلاثة، 00:12:18.562 --> 00:12:21.676 هذا حماسي بعض الشيء! يمكنني إضافة الموسيقى عليه. 00:12:21.676 --> 00:12:24.698 أو إليكم صوتاً منزلياً بسيطاً آخر مثل صوت غليان الإبريق. 00:12:24.698 --> 00:12:33.344 (صوت) 00:12:33.344 --> 00:12:35.180 رائع! 00:12:35.180 --> 00:12:38.975 إذاً يمكنكم تذوّق حتى أبسط الأصوات. 00:12:38.975 --> 00:12:40.803 التمرين التالي هو وضعيات الإنصات: 00:12:40.803 --> 00:12:43.388 هل فكّرتم في إمكانية اتخاذكم 00:12:43.388 --> 00:12:46.292 وضعيات معينة للإنصات خلالها؟ 00:12:46.292 --> 00:12:47.715 يمكن لهذا أن يغيّر كل شيء 00:12:47.715 --> 00:12:50.277 سأعطيكم 6 وضعيات وسأضعها 00:12:50.277 --> 00:12:51.641 في نهاية النطاق - 00:12:51.641 --> 00:12:54.254 إنه أمر اعتباطي، فهناك العديد من وضعيات الإنصات، 00:12:54.254 --> 00:12:56.506 وأحثّكم على استكشاف ما يخصّكم - 00:12:56.506 --> 00:12:58.693 حسناً، إليكم الوضعيات الستة، 00:12:58.693 --> 00:13:01.868 الأولى هي الإنصات الواعي. 00:13:01.868 --> 00:13:05.402 تستخدم هذه الوضعية كثيراً في المهن التي تقدم العناية والرعاية. 00:13:05.402 --> 00:13:08.792 ما سمعتك تقول هو - ما قلته هو - 00:13:08.792 --> 00:13:10.840 أي سمعتك تقول كذا. 00:13:10.840 --> 00:13:15.125 يسمح ذلك للمتحدّث بالشعور أنه مسموع. 00:13:15.125 --> 00:13:19.700 وتستخدم في التعليم والعلاج والاستشارات وغيرها. 00:13:19.700 --> 00:13:22.859 وضعية مؤثرة للغاية في تربية الأطفال. 00:13:22.859 --> 00:13:25.997 الثانية: الإنصات السلبي أو الخامل. الجانب الآخر من هذا السلّم، 00:13:25.997 --> 00:13:29.866 مثل جلوس معلّم روحاني عند ضفة نهر 00:13:29.866 --> 00:13:31.627 وهو ينصت إلى المياه. 00:13:31.627 --> 00:13:35.670 لا يوجد تفسير، ولا يوجد أي نشاط ذهني على الإطلاق، 00:13:35.670 --> 00:13:38.451 مجرد تلقٍّ. 00:13:38.451 --> 00:13:40.258 إليكم وضعيين أخرتين. 00:13:40.258 --> 00:13:41.819 الإنصات النقدي. 00:13:41.819 --> 00:13:45.222 وهو ما نقوم به أنا وأنتم أغلب الوقت. 00:13:45.222 --> 00:13:46.593 هل هذا خطأ أو صواب؟ 00:13:46.593 --> 00:13:48.154 هل أوافق أم أعترض؟ 00:13:48.154 --> 00:13:51.083 ربما تقومون بذلك الآن. 00:13:51.083 --> 00:13:53.030 إنه شكل تفسيري للغاية من أشكال الإنصات 00:13:53.030 --> 00:13:56.174 وهو مؤثر في أغلب المواقف العصرية، 00:13:56.174 --> 00:13:57.787 خاصةً في الأعمال، 00:13:57.787 --> 00:14:00.158 إنه شكل هام للغاية من أشكال الإنصات. 00:14:00.158 --> 00:14:03.003 لكن من الأفضل القيام به بصورة واعية. 00:14:03.003 --> 00:14:05.013 على الجانب الآخر من السلّم، 00:14:05.013 --> 00:14:07.205 نجد الإنصات التعاطفي: 00:14:07.205 --> 00:14:08.905 أي أن تكون مع شخص، 00:14:08.905 --> 00:14:10.958 وتذهب معه إلى جزيرته، 00:14:10.958 --> 00:14:13.329 وتفهم وجهة نظره، 00:14:13.329 --> 00:14:15.336 ليس فقط أن تشعره أنه مسموع، 00:14:15.336 --> 00:14:18.600 بل تدعه يشعر أنه مفهوم. 00:14:18.600 --> 00:14:20.799 الإنصات التعاطفي. 00:14:20.799 --> 00:14:22.667 والنوعان الآخران اللذان سأشرحهما لكم 00:14:22.667 --> 00:14:25.199 ذوَيْ نمط جندري بعض الشيء، 00:14:25.199 --> 00:14:27.736 إلا أن الأبحاث أكّدت 00:14:27.736 --> 00:14:30.907 أن الرجال والنساء ينصتون بطريقة مختلفة. 00:14:30.907 --> 00:14:34.380 يميل الرجال إلى الإنصات بطريقة أسمّيها الطريقة الاختزالية. 00:14:34.380 --> 00:14:37.161 أي الإنصات لغاية. 00:14:37.161 --> 00:14:40.211 هناك مقصد لحديث قائم بين رجلين، 00:14:40.211 --> 00:14:41.911 يقول له: "أواجه هذه المشكلة"، 00:14:41.911 --> 00:14:43.334 يقول: "هناك حلّ"، "شكراً!" 00:14:43.334 --> 00:14:47.402 هذا حوار ذكوري. (ضحك) 00:14:47.402 --> 00:14:49.155 أما النساء 00:14:49.155 --> 00:14:52.300 فيميلون إلى الاستمتاع بالرحلة، 00:14:52.300 --> 00:14:55.637 فالمقصد لا يهم كثيراً. 00:14:55.637 --> 00:14:58.206 إنه التواجد مع الآخر - انظروا إلى التواصل البصري هناك. 00:14:58.206 --> 00:15:01.495 الرجال مبرمجون وراثياً في الصيد، 00:15:01.495 --> 00:15:04.334 أن ينظروا إلى الأفق أثناء حديثهم مع بعضهم. 00:15:04.349 --> 00:15:05.987 لا ننظر إلى بعضنا كثيراً. 00:15:05.987 --> 00:15:10.024 أما النساء، فتجد الكثير من التواصل البصري بينهن، والإنصات الممتد. 00:15:10.025 --> 00:15:13.001 الأمر الذي يخلق خلافات في العلاقات. 00:15:13.001 --> 00:15:15.041 إذا لم تكن مدركاً لها، 00:15:15.041 --> 00:15:18.932 أن يدرك الرجال أن النساء ينصتن بتمدد، 00:15:18.932 --> 00:15:20.032 سيشعرون أنهم منفصلون، 00:15:20.032 --> 00:15:23.185 إذا قلت: "نعم، ما المقصد من هذا؟" 00:15:23.185 --> 00:15:26.364 أما النساء، فقد لا يفهمن 00:15:26.364 --> 00:15:28.793 أن الرجال يودّون العثور على الحل سريعاً. 00:15:28.793 --> 00:15:31.384 تلك ليست وقاحة، بل هي الطريقة التي ننصت بها. 00:15:31.384 --> 00:15:32.706 مرة أخرى، إذا كنت واعياً، 00:15:32.706 --> 00:15:34.821 يمكنك اتباع وضعيات إنصات مختلفة، 00:15:34.821 --> 00:15:37.330 وهو أمر مؤثر للغاية. 00:15:37.336 --> 00:15:39.887 دعوني أعطيكم اسماً مختصراً صغيراً 00:15:39.887 --> 00:15:43.570 يمكنكم استخدامه عند الإنصات إلى حديث الآخرين: 00:15:43.570 --> 00:15:46.931 يمكن تطبيق هذا الاسم في أي علاقة، 00:15:46.931 --> 00:15:50.707 وأحدها يمكن تطبيقه عليكم جميعاً: 00:15:50.707 --> 00:15:52.514 العديد منها، ربما. 00:15:52.514 --> 00:15:56.666 الاسم المختصر الذي يمكنكم استخدامه هو راسا. 00:15:56.666 --> 00:15:59.911 راسا كلمة سانسكريتية معناها، "عصير". 00:15:59.911 --> 00:16:02.227 تستخدم أيضاً في المسرح الهندي 00:16:02.227 --> 00:16:04.661 للتعبير عن حالة عاطفية. 00:16:04.661 --> 00:16:06.958 إذا فهو اسم ملائم إلى حد ما. 00:16:06.958 --> 00:16:13.908 راسا: تعني التلقّي، أي 00:16:13.908 --> 00:16:17.762 التواصل البصري مع الشخص الذي تتحدّث إليه. 00:16:17.790 --> 00:16:19.828 أن تبدو مهتماً، 00:16:19.828 --> 00:16:23.542 أن تميل إلى الأمام قليلاً، وأن تنصت. 00:16:23.542 --> 00:16:25.215 أن تقدّر. 00:16:25.215 --> 00:16:28.506 تعني الأصوات الصغيرة مثل، "أمم. أوه". 00:16:28.506 --> 00:16:29.667 ضرورية عبر الهاتف. 00:16:29.667 --> 00:16:31.628 أنا سيء جداً فيها، 00:16:31.628 --> 00:16:33.497 في المكالمات الهاتفية، غالباً ما يقول 00:16:33.497 --> 00:16:35.423 الناس إلى: "هل ما زلت على الخط؟" 00:16:35.423 --> 00:16:37.569 (ضحك) 00:16:37.569 --> 00:16:38.684 ضرورية للغاية. 00:16:38.684 --> 00:16:40.784 أمم، حقاً! أوه! 00:16:40.784 --> 00:16:42.637 تساعد الشخص. 00:16:42.637 --> 00:16:46.237 التلخيص: كلمة "حسناً" ضرورية عند الإنصات. 00:16:46.237 --> 00:16:50.475 حسناً - هذا - حسناً، سمعت أن - حسناً - 00:16:50.475 --> 00:16:52.099 تلخيص ما سمعته للتو، 00:16:52.099 --> 00:16:54.908 ثم طرح الأسئلة: ماذا نفعل بعد ذلك؟ 00:16:54.908 --> 00:16:56.484 حسناً ما معنى ذلك؟ 00:16:56.484 --> 00:16:57.721 حسناً ما سيحدث بعد ذلك؟ 00:16:57.721 --> 00:16:59.921 تدعو للمشاركة! راسا. 00:16:59.921 --> 00:17:02.999 إنها طريقة جيدة جداً للإنصات إلى الجميع. 00:17:02.999 --> 00:17:05.514 أود أن أنهي، لكن للمرة الأخيرة، 00:17:05.514 --> 00:17:08.290 تلك كانت ظاهرة الإنصات. 00:17:08.290 --> 00:17:10.650 إنها عملية، وكيفية التحسّن فيها. 00:17:10.650 --> 00:17:13.345 أودّ فقط أن أفتح باباً صغيراً لكم 00:17:13.345 --> 00:17:17.096 كي تفكّروا في وجود الإنصات. 00:17:17.112 --> 00:17:19.243 كيف سيكون الأمر إذا كان هناك - 00:17:19.243 --> 00:17:21.119 إنصات، 00:17:21.119 --> 00:17:23.481 ليس المصدر، 00:17:23.481 --> 00:17:25.493 وليس المستمع، 00:17:25.493 --> 00:17:27.901 بل ذلك الشيء بيننا 00:17:27.901 --> 00:17:29.927 وهو الإنصات. 00:17:31.395 --> 00:17:32.525 فكروا في هذا: 00:17:32.525 --> 00:17:39.013 الإنصات هو ما يضعنا في المكان والزمان. 00:17:39.028 --> 00:17:41.525 تنصتون إلى هذه الغرفة بالكامل طوال الوقت، 00:17:41.525 --> 00:17:43.103 تلك الأصوات الدقيقة حولكم 00:17:43.103 --> 00:17:48.169 تضعكم ضمن مجموعة كبيرة من الأشخاص في مساحة كبيرة. 00:17:48.169 --> 00:17:50.457 وتقومون بهذا طوال اليوم وكل يوم. 00:17:50.457 --> 00:17:52.539 يضعكم في المكان. 00:17:52.539 --> 00:17:54.469 وفي الزمان أيضاً. 00:17:54.469 --> 00:17:57.341 لأن أي صوت مزود بزمان راسخ فيه. 00:17:57.341 --> 00:17:59.808 لا يوجد ما يسمى بلحظية الصوت. 00:17:59.808 --> 00:18:01.891 الصوت الفوري لا يعني شيئاً. 00:18:01.891 --> 00:18:06.327 الصوت مكانه في الزمان دوماً، والزمان ضمن الصوت دوماً. 00:18:06.327 --> 00:18:08.534 الفيلسوف الفرنسي جون لوك نانسي 00:18:08.534 --> 00:18:12.061 قال أن حدة الصوت تعني الزمان والمعنى. 00:18:12.061 --> 00:18:18.194 قال هيرمان هيس أن الموسيقى هي الزمان عندما يصبح محسوساً في جمالياته. 00:18:18.209 --> 00:18:21.595 إذاً إذا كان الإنصات يضعنا في الزمان والمكان، 00:18:21.595 --> 00:18:24.443 فالإنصات هو كيفية استحضار الكون، 00:18:24.443 --> 00:18:26.834 كيفية استحضار العالم المادي، 00:18:26.834 --> 00:18:29.518 ولا بد أن أذكر العالم الغيبي 00:18:29.518 --> 00:18:33.671 لأن الناس يميلون إلى سماع الله أكثر من رؤيته، 00:18:33.671 --> 00:18:35.873 ومهما كان المسار الروحاني الذي تسير عليه، 00:18:35.873 --> 00:18:38.619 الإنصات والتأمل والصلاة 00:18:38.619 --> 00:18:44.801 عناصر مهمة للغاية لهذا التواصل. 00:18:44.801 --> 00:18:47.021 الصوت حياتي، شغفي، عملي. 00:18:47.021 --> 00:18:49.412 أعيش لأنصت. لا أطلب منكم فعل ذلك، 00:18:49.412 --> 00:18:51.673 لكن أظن أنه يإمكاني عكس الأمر 00:18:51.673 --> 00:18:57.126 واقتراح ضرورة أن ننصت كي نعيش. 00:18:57.126 --> 00:18:58.887 كي نعيش حياةً متكاملة، 00:18:58.887 --> 00:19:02.591 وكي نعي هذا العالم المذهل من حولنا 00:19:02.591 --> 00:19:07.169 والأهم من ذلك كله، كي نتواصل مع بعضنا. 00:19:07.169 --> 00:19:08.562 أنصتوا من أجل العيش، 00:19:08.562 --> 00:19:10.886 وأشكركم على الإنصات إلي اليوم. 00:19:10.886 --> 00:19:17.610 (تصفيق)