WEBVTT 00:00:14.217 --> 00:00:18.999 يمكنكم اعتباري أحد دعاة التعاطف الذاتي. 00:00:18.999 --> 00:00:23.417 أحب أن أروج لمميزات التعاطف مع الذات. 00:00:23.427 --> 00:00:27.230 كرست عشر سنوات من عملي في البحث العلمي، NOTE Paragraph 00:00:27.330 --> 00:00:30.190 لدراسة منافعه الصحية والعقلية 00:00:30.510 --> 00:00:38.379 مؤخرا أحاول أعداد برامج لمساعدة الأشخاص على تعلم كيفية زيادة تعاطفهم مع ذواتهم. 00:00:38.669 --> 00:00:42.630 الدافع وراء تعلقي الشديد بالتعاطف الذاتي، 00:00:42.820 --> 00:00:46.150 هو ملاحظتي لأثره البالغ في حياتي. 00:00:46.980 --> 00:00:51.199 تعلمت عن التعاطف الذاتي لأول مرة عام 1997، 00:00:51.199 --> 00:00:54.769 أثناء إنهائي رسالة الدكتوراه بجامعة يو سي بيركلي. 00:00:54.909 --> 00:00:57.769 وكنت أمر بوقت عصيب جدا. 00:00:57.769 --> 00:01:00.608 كنت قد خرجت لتوي من تجربة طلاق مريرة، 00:01:00.998 --> 00:01:03.590 وكنت أشعر بالكثيرمن الخزي وإدانة الذات. 00:01:04.170 --> 00:01:06.228 عانيت من ضغوط كثيرة، 00:01:06.228 --> 00:01:08.271 فهل سأتمكن من إنهاء رسالتي؟ 00:01:08.271 --> 00:01:10.654 وإن فعلت فهل سأحصل على وظيفة؟ 00:01:11.344 --> 00:01:15.945 ورأيته وقتا مناسبا لتعلم ممارسة التأمل. 00:01:15.945 --> 00:01:18.976 فانضممت لمجوعة تأمل بوذية. 00:01:19.166 --> 00:01:22.558 وفي الليلة الأولى، وخلال الدرس الأول 00:01:22.738 --> 00:01:25.899 تحدثت المحاضرة عن أهمية التعاطف 00:01:26.059 --> 00:01:29.608 ليس مع الآخرين فحسب، بل مع أنفسنا كذلك، 00:01:29.948 --> 00:01:33.940 وعن أهمية إدراج أنفسنا في دائرة من نتعاطف معهم، 00:01:34.030 --> 00:01:37.508 وأن نعامل ذواتنا بنفس اللطف والاهتمام والرعاية 00:01:37.518 --> 00:01:39.390 التي نعامل بها الأصدقاء المقربين. 00:01:39.390 --> 00:01:42.622 وكأن شيئا قد انكشف لي في تلك اللحظة. 00:01:42.682 --> 00:01:44.824 تعجبت في البداية، أحقا..! 00:01:45.204 --> 00:01:49.018 مسموح لي أن أكون لطيفة مع نفسي وأن ذلك أمر محمود! 00:01:49.208 --> 00:01:52.128 وأدركت أيضًا أن هذا هو ما كنت أحتاج إليه خصيصًا 00:01:52.128 --> 00:01:54.289 في ذلك الوقت العصيب بحياتي. 00:01:54.309 --> 00:02:00.769 ومنذ ذلك اليوم، أصبحت أتعمد أن أكون أكثر تعاطفا مع ذاتي. 00:02:00.769 --> 00:02:03.940 وكان لذلك أثر بالغ على الفور. 00:02:04.200 --> 00:02:08.540 بعد ذلك، حصلت على وظيفة وأمضيت عامين أدرس 00:02:08.620 --> 00:02:12.420 أدرس مع واحدة من أفضل الباحثين في مجال التعاطف الذاتي. 00:02:12.420 --> 00:02:16.359 أثناء عملي معها أدركت أن التعاطف مع الذات 00:02:16.499 --> 00:02:19.649 له فوائد كثيرة لا يوفرها تقدير الذات. 00:02:20.049 --> 00:02:24.410 حسنا، دعوني أبدأ بتعريف ما هو تقدير الذات. 00:02:25.300 --> 00:02:29.699 تقدير الذات هو تقدير شامل لقيمة الذات، 00:02:29.699 --> 00:02:34.206 تقدير "هل أنا شخص طيب أم شخص خبيث؟" 00:02:34.796 --> 00:02:40.799 ولطالما اعتقد علماء النفس أن تقدير الذات هو أبرز علامات الصحة النفسية، 00:02:40.839 --> 00:02:42.729 وهناك سبب وراء هذا الإعتقاد. 00:02:42.729 --> 00:02:46.739 أظهرت العديد من الأبحاث أنه إن كان تقديرك الذاتي متدني، 00:02:46.739 --> 00:02:50.429 وإن كنت تكره ذاتك، فسوف تكون مكتئبا ومتوترا 00:02:50.429 --> 00:02:53.660 وقد تعاني من مختلف أنواع المشكلات النفسية، 00:02:53.660 --> 00:02:56.730 وإن تفاقم الأمر فقد تفكر في الانتحار. 00:02:57.500 --> 00:03:01.639 إلا أن تقدير الذات المرتفع له مشاكله أيضًا. 00:03:01.869 --> 00:03:04.098 المشكلة ليست في تمتعك بتقدير ذات مرتفع، 00:03:04.098 --> 00:03:06.108 بل في كيفية الحصول عليه. 00:03:08.238 --> 00:03:09.779 حسنا، في الثقافة الأمريكية 00:03:09.829 --> 00:03:10.709 (ضحك) 00:03:11.419 --> 00:03:14.019 لكي يتكون لديك تقدير ذات مرتفع، 00:03:14.079 --> 00:03:18.679 يجب أن تكون مميزا وأعلى من المعدل المتوسط. 00:03:18.699 --> 00:03:23.769 حسنا، لو أخبرت أحدكم أن أداءه في العمل "متوسط" أو لو قلت "أنت أم عادية"، 00:03:23.769 --> 00:03:26.790 لو أخبرتموني لاحقا أن محاضرتي كانت عادية، 00:03:26.790 --> 00:03:28.390 فسوف يكسر ذلك قلبي، أليس كذلك؟ 00:03:28.390 --> 00:03:30.340 أن تكون عاديا ليس شيئا جيدا. 00:03:30.340 --> 00:03:32.626 البعض يعتبرها إهانة أن تكون شخصا عاديا. 00:03:32.986 --> 00:03:34.862 إذا، ما المشكلة في ذلك؟ 00:03:34.932 --> 00:03:40.342 ماذا لو كنا جميعا في مستوى يفوق المستوى المتوسط في نفس الوقت؟ 00:03:40.342 --> 00:03:44.160 ألا ترون أن هذا الإحتمال مستحيل الحدوث؟ 00:03:44.710 --> 00:03:50.420 وعندما نسعى جميعا لأن نكون فوق المتوسط نبدأ في ممارسة حيل صغيرة، 00:03:50.429 --> 00:03:54.959 نجد طرقا لنفخر بأنفسنا ونحط من شأن الآخرين، 00:03:54.959 --> 00:03:57.990 حتى نرضى عن ذواتنا إذا قارنا بيننا وبينهم. 00:03:57.990 --> 00:04:00.379 وقد يبالغ البعض في ذلك كثيرا، 00:04:00.419 --> 00:04:05.019 ربما تكونوا على علم بتفشي وباء النرجسية في هذه الثقافة. 00:04:05.175 --> 00:04:10.420 كنا نتابع معدلات النرجسية لدى طلاب الجامعة على مدار ال 25 عاما الماضية، 00:04:10.420 --> 00:04:13.060 وهي حاليا في أعلى مستويات سجلت لها. 00:04:13.199 --> 00:04:20.199 يرجع كثير من علماء النفس ذلك إلى انتشار مفهوم تقدير الذات في المدارس. 00:04:20.279 --> 00:04:24.523 هناك الكثير من المؤثرات الاجتماعية السيئة، 00:04:24.523 --> 00:04:30.080 التي تنبع من الحاجة للشعور بالتفوق على الآخرين حتى نرضى عن أنفسنا. 00:04:30.080 --> 00:04:34.240 لدينا أيضا وباء التنمر في ثقافتنا ومدارسنا. 00:04:34.240 --> 00:04:36.609 ما الذي يدفع الأطفال للتنمر ببعض؟ 00:04:36.609 --> 00:04:40.815 لم يلجأ الأطفال في مرحلة تكوين ذواتهم إلى التنمر بالآخرين؟ 00:04:40.851 --> 00:04:44.089 يفعلون ذلك لكي يبنوا احساسهم بتقدير الذات، 00:04:44.199 --> 00:04:49.189 ليشعروا بأننهم أقوى، وأكثر سطوة من أولئك الأطفال الذين يعمدون لإيذائهم. 00:04:49.240 --> 00:04:51.668 ولماذا يتحيز الناس لبعض الفئات؟ 00:04:51.668 --> 00:04:57.388 لماذا نعتبر جماعتنا الدينية أوالعرقية أو حزبنا السياسي أفضل من الآخرين؟ 00:04:57.488 --> 00:05:01.050 أحد الأسباب هو تعزيز شعورنا بتقدير الذات. 00:05:01.840 --> 00:05:08.359 مشكلة أخرى من مشكلات تقدير الذات، هو ارتباطه الشرطي بالنجاح. 00:05:08.409 --> 00:05:14.879 فلا نرضى عن ذواتنا إلا إذا نجحنا في مجالات الحياة ذات الأهمية بالنسبة لنا. 00:05:14.950 --> 00:05:16.709 لكن، ماذا يحث عندما نفشل؟ 00:05:16.849 --> 00:05:19.698 ونكون دون المستوى المثالي الذي حددناه؟ 00:05:19.778 --> 00:05:22.208 نشعر بالضعف ونسخط على أنفسنا. 00:05:22.788 --> 00:05:26.018 وتزداد وطأة هذا الشعور على النساء بالأخص. لأنه ... 00:05:26.187 --> 00:05:29.748 برأيكم، ماذا أظهرت الدراسات حول العالم 00:05:29.838 --> 00:05:34.658 بشأن أهم ما تركز عليه النساء كمصدر للحصول على تقدير الذات؟ 00:05:34.738 --> 00:05:35.508 (ضحك) 00:05:35.628 --> 00:05:36.368 حسنا 00:05:37.628 --> 00:05:39.998 الإجابة هي تقديرنا لمدى جاذبيتنا. 00:05:40.038 --> 00:05:42.500 والمعايير الموضوعة للنساء عالية جدا. 00:05:42.500 --> 00:05:46.460 كيف سنشعر بالجاذبية الشديدة ونحن نرى كل عارضات الأزياء هؤلاء؟ 00:05:46.520 --> 00:05:51.220 حتى عارضة الأزياء، تشعر بعد الأمان إذا ما قارنت نفسها بغيرها. صحيح؟ 00:05:51.220 --> 00:05:53.740 ومن اللطيف أن نعرف كيفية تطور هذا الأمر. 00:05:53.740 --> 00:05:57.828 في الصف الثالث يرى الصبية والفتيات أنفسهم جذابين للغاية، 00:05:57.878 --> 00:06:00.078 ويتمتعون بمستوى مرتفع من تقدير الذات. 00:06:00.288 --> 00:06:05.950 بعد ذلك وبالنسبة للصبية في الصف السادس يستمر شعورهم بالرضى عن شكلهم وذاتهم، 00:06:05.950 --> 00:06:10.019 والأمر نفسه في المرحلة الثانوية. 00:06:10.019 --> 00:06:15.750 أما الفتيات، فبعد الصف الثالث تتغير نظرتهن لمدى جاذبيتهن، 00:06:15.858 --> 00:06:19.818 ويالتالي يتأثر تقديرهن لذواتهن إذ ينخفض انخفاضا شديدا. 00:06:19.888 --> 00:06:22.910 يحدث ذلك من سن مبكرة جدا. 00:06:22.960 --> 00:06:25.460 إذا، كيف نتخلص من هذا السلوك المضني؟ 00:06:25.460 --> 00:06:30.148 والحاجة المستمرة للشعور بأننا أفضل من الغير حتى نشعر بالرضى عن أنفسنا. 00:06:30.308 --> 00:06:32.598 هنا يأتي دور التعاطف مع الذات. 00:06:32.638 --> 00:06:38.358 التعاطف مع الذات ليس وسيلة لتقدير ذواتنا تقديرا إيجابيا، 00:06:38.438 --> 00:06:42.559 بل وسيلة للتعامل مع أنفسنا برفق. 00:06:42.579 --> 00:06:47.978 أن نتقبل ذواتنا كما هي، بما فيها من عيوب ومميزات. 00:06:48.928 --> 00:06:54.659 وقد ذكرت في بحثي أن التعاطف مع الذات يتكون من ثلاث مكونات رئيسية. 00:06:55.899 --> 00:06:58.660 أولها، وهوالأبرز والأوضح، 00:06:58.660 --> 00:07:03.868 هو أن نعامل أنفسنا بلطف، بدلا من إصدار أحكام سلبية قاسية عليها. 00:07:04.008 --> 00:07:06.520 أن نعاملها كما نعامل صديقًا مقربًا لنا، 00:07:06.570 --> 00:07:10.700 بالتشجيع، والتفهم والتعاطف، والصبر والترفق. 00:07:11.510 --> 00:07:15.146 لكن لو توقفنا لننظر كيف نعامل أنفسنا خاصة في الأيام العصيبة، 00:07:15.206 --> 00:07:18.319 عندما يسير كل شيء على نحو خاطيء، 00:07:18.479 --> 00:07:25.009 غالبا ما نكون أكثر قسوة وغلظة في طريقة مخاطبتنا لذواتنا. 00:07:25.049 --> 00:07:28.859 نقول لأنفسنا أشياء قد لا نقولها أبدا لشخص نهتم لأمره. 00:07:28.859 --> 00:07:33.909 نقول لأنفسنا أشياء قد لا نقولها حتى لشخص لا نحبه كثيرا. 00:07:34.018 --> 00:07:36.358 أحيانا، قد نكون نحن ألد أعداء أنفسنا. 00:07:36.718 --> 00:07:39.770 بالتعاطف الذاتي يمكننا تعديل هذا التوجه. 00:07:39.790 --> 00:07:44.570 ويمكننا أن نبدأ في معاملة أنفسنا كما نعامل أصدقاءنا الأعزاء. 00:07:44.760 --> 00:07:50.318 المكون الثاني من مكونات التعاطف الذاتي هو اشتراك البشر جميعا في الإنسانية. 00:07:50.428 --> 00:07:54.308 فبينما يثير تقدير الذات تساؤلات مثل "كيف أتميزعن غيري؟" 00:07:54.319 --> 00:07:57.769 يجعلنا التعاطف الذاتي نتساءل "ما هي أوجه الشبه بيننا؟" 00:07:57.909 --> 00:08:00.389 وأحد الأشياء المشتركة بيننا وبين الأخرين 00:08:00.389 --> 00:08:01.859 هو معنى أن تكون إنساناَ. 00:08:01.959 --> 00:08:04.475 أن تكون إنسانا يعني أن تكون غير كامل. 00:08:04.665 --> 00:08:07.061 جميعنا، كل من في الأرض، 00:08:07.231 --> 00:08:11.309 نحن بشر لسنا بكاملين وحياتنا ليست كاملة. 00:08:11.499 --> 00:08:15.095 هذا هو الشيء المشترك بين البشر جميعا. 00:08:15.385 --> 00:08:19.039 إلا أن ما يحدث، أحيانا، وبدون وعي منا عندما نلاحظ شيئا عن أنفسنا، 00:08:19.039 --> 00:08:22.619 أننا لم نحقق هدف ما مثلا، أو أننا نعاني في الحياة، 00:08:22.619 --> 00:08:25.580 نشعر بأن "خطأ ما حدث هنا." 00:08:25.580 --> 00:08:28.130 "ليس هذا طبيعيا." "لا تجري الأمور هكذا" 00:08:28.240 --> 00:08:31.068 "لا يجب أن أفشل في تحقيق أهدافي" 00:08:31.218 --> 00:08:37.078 ذلك الشعور بأنك لست كالآخرين وبأنك منفصل عنهم، 00:08:37.078 --> 00:08:39.898 هو أكثرالمشاعر إيذاءً للنفس. 00:08:40.278 --> 00:08:45.289 ونحن نزيد الأمر صعوبة، عندما نظن بأننا فقط من يعاني ويشعر بالنقص. 00:08:45.340 --> 00:08:50.420 بينما الحقيقة هي أن ذلك تحديدا هو ما يربطنا بالآخرين. 00:08:50.830 --> 00:08:54.920 وثالث مكونات التعاطف مع الذات هو الوعي. 00:08:55.060 --> 00:09:00.620 الوعي يعني التواجد مع المتاح في اللحظة الحالية. 00:09:00.720 --> 00:09:06.740 ونحتاج أن نتعلم كيف نتوجه، ونعترف، ونصدق ونقبل بحقيقة أننا نعاني. 00:09:06.899 --> 00:09:10.060 حتى يتسنى لنا أن نتعاطف مع ذواتنا. 00:09:10.380 --> 00:09:15.239 أحيانا كثيرة لا نكون واعين بمعاناتنا، 00:09:15.299 --> 00:09:19.860 خاصة عندما يكون سببها نقدنا اللاذع لذواتنا. 00:09:20.060 --> 00:09:22.300 فننجرف وراء نقد الذات، 00:09:22.300 --> 00:09:29.410 وننساق وراء أنفسنا عندما تخبرنا بغضب "أنت مخطيء، كان عليك أن تفعل أفضل من هذا." 00:09:29.499 --> 00:09:33.199 ولا نلحظ أبدا، قدر الألم الهائل الذي نصيب به أنفسنا. 00:09:33.279 --> 00:09:37.319 وإن لم نلحظ ما نفعله بأنفسنا بسبب النقد اللاذع، 00:09:37.359 --> 00:09:40.379 فلن نستطيع منح أنفسنا التعاطف الذي تحتاجه. 00:09:40.580 --> 00:09:46.440 قد تسألون "لم نفعل ذلك بأنفسنا؟" نعرف أن نقد الذات مؤلم، لكن لم نقوم به؟ 00:09:46.529 --> 00:09:50.399 كشفت الأبحاث أسبابًا عديدة وراء نقدنا لذواتنا. 00:09:50.479 --> 00:09:52.349 لكن السبب الأول هو... 00:09:52.409 --> 00:09:57.509 الاعتقاد بأننا نحتاج نقد الذات لكي نحفز أنفسنا، 00:09:57.538 --> 00:10:02.919 وبأنه إن ترفقنا كثيرا بأنفسنا، فسنصبح متساهلين مع أنفسنا وكسالى. 00:10:03.149 --> 00:10:04.149 حسنا، 00:10:04.149 --> 00:10:08.819 السؤال إذا هو: هل هذا صحيح؟ 00:10:09.409 --> 00:10:12.459 في الحقيقة، يظهر البحث نقيض ذلك تماما، 00:10:12.459 --> 00:10:15.609 إذ يؤدي نقد الذات إلى هدم الدافعية لدينا. 00:10:15.709 --> 00:10:16.860 وإليكم السبب: 00:10:18.020 --> 00:10:24.560 عندما ننقد أنفسنا، نقوم بتحفيز جهاز مواجهة الأخطار في أجسامنا. 00:10:24.720 --> 00:10:25.829 أي دماغ الزواحف، 00:10:25.989 --> 00:10:31.039 تطور لدينا هذا الدماغ ليتولى المواجهة إذا ظهر ما يهدد سلامتنا الجسدية، 00:10:31.048 --> 00:10:33.248 فنقوم بإفراز الأدرينالين والكورتيزول، 00:10:33.298 --> 00:10:35.948 ونستعد برد فعل ما، إما الهجوم أو الهروب. 00:10:35.978 --> 00:10:39.418 نشأ هذا النظام لمواجهة الخطرالجسماني، 00:10:39.418 --> 00:10:41.839 إلا أنه في الوقت الحالي 00:10:41.839 --> 00:10:44.179 لم يعد الخطر يهدد أجسامنا في العادة، 00:10:44.179 --> 00:10:46.609 بل أصبح يهدد تصورنا عن ذواتنا. 00:10:46.609 --> 00:10:49.820 لذلك، عندما يرد في ذهننا فكرة عن ذواتنا، 00:10:49.920 --> 00:10:52.420 فكرة قد لا نحبها، فكرة أن هناك نقص، 00:10:52.420 --> 00:10:54.610 نشعر بالتهديد، فنهاجم المشكلة، 00:10:54.610 --> 00:10:56.750 أي أننا نهاجم أنفسنا. 00:10:56.880 --> 00:10:59.739 ومع توجيه اللوم للذات، يصبح الضرر مضاعفًا، 00:11:00.299 --> 00:11:02.679 حيث أننا نلعب دور المهاجم والضحية. 00:11:02.679 --> 00:11:06.339 لذلك يؤدي لوم الذات إلى إفراز الكثير من الكورتيزول. 00:11:06.359 --> 00:11:08.389 فإن كنت دائم اللوم لذاتك، 00:11:08.389 --> 00:11:10.640 سيرتفع معدل التوتر لديك دائمًا، 00:11:10.640 --> 00:11:13.980 وفي النهاية، سينغلق الجسد حتى يحمي نفسه. 00:11:14.180 --> 00:11:15.980 ويصبح لسان حاله "أنا مكتئب"، 00:11:15.980 --> 00:11:18.050 وذلك كي يتمكن من التعامل مع كل ذلك التوتر. 00:11:18.140 --> 00:11:19.629 وتعلمون أن الاكتئاب 00:11:19.629 --> 00:11:23.340 ليس بأفضل بيئة لتحفيز الدافعية. 00:11:23.350 --> 00:11:24.080 حسنا؟ 00:11:24.430 --> 00:11:27.689 لحسن الحظ، ليس لدينا دماغ الزواحف فحسب، 00:11:27.689 --> 00:11:31.279 بل لدينا دماغ الثدييات أيضا. 00:11:33.569 --> 00:11:36.280 هناك طريقة أخرى لنشعر من خلالها بالأمان، 00:11:36.421 --> 00:11:39.940 وهي من خلال تحفيز نظام رعاية الثدييات. 00:11:39.980 --> 00:11:43.370 ما يميز الثدييات هو أنها تولد غير ناضجة، 00:11:43.370 --> 00:11:50.180 فتحتم أن يتطور لديهم نظام بحيث يفضل فيه الصغار البقاء بجانب الأم 00:11:50.280 --> 00:11:51.920 والبقاء في أمان. 00:11:51.920 --> 00:11:55.510 يعني ذلك أن أجسامنا معدة لتستجيب للدفء، 00:11:55.670 --> 00:11:59.489 واللمسات الحنونة، والأصوات الرقيقة. 00:11:59.889 --> 00:12:02.390 لذلك عندما نتعاطف مع ذواتنا، 00:12:02.390 --> 00:12:07.130 فإننا، وفقا للأبحاث، نخفض مستوى الكورتيزول 00:12:07.130 --> 00:12:09.740 ونفرز الأوكسيتوسين والمهدئات الطبيعية، 00:12:09.740 --> 00:12:11.600 وهي هرمونات الشعور بالسعادة. 00:12:11.600 --> 00:12:13.900 عندما نشعر بالأمان والراحة، 00:12:13.900 --> 00:12:18.520 نكون في أفضل حالة ذهنية تهيئنا لبذل قصارى جهدنا. 00:12:18.589 --> 00:12:21.269 ومن السهل جدا إدراك ذلك المعنى، 00:12:21.269 --> 00:12:24.659 إذا ما نظرنا لأفضل طريقة لتحفيز أطفالنا. 00:12:24.879 --> 00:12:29.789 نفترض أن هناك أب عاد ولده من المدرسة الثانوية، NOTE Paragraph 00:12:29.889 --> 00:12:31.989 راسبا في الرياضيات. 00:12:32.049 --> 00:12:34.959 أمام الأب طريقتان لتحفيز ولده. 00:12:35.039 --> 00:12:37.969 الأولى هي اللجوء للنقد اللاذع، 00:12:38.109 --> 00:12:41.069 يأتي الولد لأبيه ويريه درجة الرياضيات 00:12:41.069 --> 00:12:45.430 فيقول الأب، " لقد أخزيتني، يالك من فاشل، 00:12:45.590 --> 00:12:47.800 لن يكون لك شأن أبدا" 00:12:48.050 --> 00:12:50.450 هل يشعرك ذلك بالذل والمهانة؟ 00:12:50.510 --> 00:12:56.303 وبالرغم من ذلك، ألم نعتد على استخدام تلك اللهجة بعينها لمخاطبة أنفسنا؟ 00:12:56.502 --> 00:13:00.495 وما الذي سيحدث لذلك الابن؟ هل سيبذل جهدا أكبر؟ 00:13:00.609 --> 00:13:05.489 نعم سيفعل لبعض الوقت، لكن في النهاية سيفقد إيمانه بنفسه، 00:13:05.589 --> 00:13:09.809 سيصبح مكتئبا، وسيصبح خائفًا من الفشل، 00:13:09.809 --> 00:13:12.269 وعلى الأرجح سيكف عن المحاولة في الرياضيات، 00:13:12.269 --> 00:13:15.660 لأن عواقب الفشل مرة أخرى ستكون وخيمة جدا. 00:13:16.390 --> 00:13:19.826 لكن، ماذا لو أن الأب استخدم أسلوب التعاطف؟ 00:13:19.936 --> 00:13:23.032 يأتي الولد لأبيه ويريه درجة الرياضيات، 00:13:23.032 --> 00:13:26.669 فيقول الأب "أوه، لابد أنك تتألم. أنا آسف." 00:13:26.739 --> 00:13:30.160 "عانقني، لا زلت أحبك،"، "يحدث ذلك للجميع" 00:13:30.280 --> 00:13:36.050 "أعلم انك تريد تحسين علاماتك في الرياضيات" لأنك تود أن تلتحق بالجامعة ." 00:13:36.160 --> 00:13:37.941 هذه هي الرسائل التي يوصلها التعاطف: 00:13:37.941 --> 00:13:40.830 "كيف أساعدك؟"، "كيف أدعمك؟" 00:13:40.940 --> 00:13:47.590 وكلما كان الأب داعما، ومحبا، ومتعاطفا، زاد الاستعداد النفسي عند الابن 00:13:47.590 --> 00:13:50.120 لكي يقدم أفضل ما عنده. 00:13:50.940 --> 00:13:55.600 لحسن الحظ، تؤيد الأبحاث بقوة كل ما ذكرت. 00:13:57.490 --> 00:14:01.370 شهدت السنوات الماضية خاصة زيادة كبيرة 00:14:01.370 --> 00:14:04.979 بعدد الدراسات التي تناولت التعاطف الذاتي. 00:14:05.059 --> 00:14:08.610 وأجمعت هذه الأبحاث على نتيجة واحدة، 00:14:08.610 --> 00:14:12.380 هي أن التعاطف الذاتي يرتبط ارتباطا وثيقا بالصحة العقلية. 00:14:12.380 --> 00:14:18.332 ويرتبط بشدة بالتقليلل من الاكتئاب، والقلق والتوتر والنزعة لتحقيق الكمال. 00:14:18.529 --> 00:14:24.609 وكذلك يرتبط بشدة بالمشاعر الإيجابية، كالسعادة والشعور بالرضا في الحياة. 00:14:24.709 --> 00:14:31.518 ويرتبط برفع الدافعية، وتحمل مسؤلية النفس والميل لخيارات أسلوب الحياة الصحي، 00:14:31.609 --> 00:14:39.319 كما يرتبط بزيادة الشعور بالصلة مع الآخرين، وتحسين العلاقات بين الفرد والآخرين. 00:14:39.490 --> 00:14:41.770 أجرينا أيضا بعض الأبحاث لمقارنة 00:14:41.770 --> 00:14:44.160 تقدير الذات والتعاطف الذاتي بشكل مباشر. 00:14:44.160 --> 00:14:49.260 ووجدنا أن التعاطف مع الذات له نفس فوائد تقدير الذات، 00:14:49.310 --> 00:14:51.530 لكن بدون أوجه القصور الموجودة فيه. 00:14:51.530 --> 00:14:56.050 فهو بذلك يرتبط بصحة عقلية سليمة، لكنه لا يرتبط بالنرجسية، 00:14:56.090 --> 00:15:01.066 أو بالمقارنات الاجتماعية المستمرة، أو العدوانية الرامية إلى الدفاع عن الإيجو. 00:15:01.112 --> 00:15:06.230 كما يرسخ الشعور بقيمة الذات، أكثر مما يفعل تقير الذات، 00:15:06.300 --> 00:15:09.990 لأنه لايفارقك، خاصة وقت الفشل بالذات. 00:15:10.110 --> 00:15:12.930 وفي الحظة التي يخذلك فيها تقدير الذات، 00:15:12.930 --> 00:15:16.770 يأتي التعاطف الذلتي ويعطيك إحساسا بالقيمة، 00:15:16.770 --> 00:15:20.399 ليس بسبب بلوغك مستوى ما، أو لرضاك عن نفسك، 00:15:20.439 --> 00:15:24.270 ولكن لأنك إنسان تستحق الحب في تلك اللحظة. 00:15:24.720 --> 00:15:29.479 وقد جربت هذا الأمر في حياتي الشخصية. 00:15:30.109 --> 00:15:36.309 كان أكبر تحد واجهته في حياتي حتى الآن، هو عندما تم تشخيص ابني "روان" بمرض التوحد. 00:15:36.349 --> 00:15:43.110 ولحسن الحظ، وقت تم تشخيصه بالمرض كان في جعبتي الكثير من التعاطف مع الذات. 00:15:43.179 --> 00:15:47.810 وعندما علمت بالتشخيص للوهلة الأولى، شعرت بحزن جارف. 00:15:47.870 --> 00:15:50.230 حتى أني شعرت بشيء من الخجل. 00:15:50.230 --> 00:15:54.129 كان شعورا صعبا، والاعتراف به كان صعبا، 00:15:54.129 --> 00:15:59.279 كيف لي ألا أحزن على الطفل الذي أحبه اكثر من أي شخص آخر؟ 00:15:59.370 --> 00:16:08.909 بينما كنت أشعر كذلك، علمت أن ما أحتاجه في تلك اللحظة هو أن أتقبل صعوبة ذلك الأمر. 00:16:08.999 --> 00:16:13.460 وكلما تقبلت حزني، تمكنت من تخطيه بسرعة، 00:16:13.520 --> 00:16:19.240 وازدادت قدرتي على الانتباه إلى ولدي وعلى تقبله وحبه كما هو. 00:16:19.409 --> 00:16:23.639 وساعدني مرارا وتكرار في لحظات الانفعال. 00:16:23.819 --> 00:16:30.529 وكما تعلمون، فإن أحد مشكلات الأطفال المصابين بالتوحد خاصة الصغار، 00:16:30.570 --> 00:16:32.938 هو الدخول في نوبات غضب شديدة. 00:16:33.188 --> 00:16:36.314 تخيلوا أنكم في الطائرة، متجهين لإنجلترا 00:16:36.314 --> 00:16:37.748 هذه قصة حقيقية، 00:16:37.748 --> 00:16:40.448 كان عمر "روان" أربعة أعوام 00:16:40.448 --> 00:16:45.229 لا أدري ما الذي ضايقه، لكنه دخل في نوبة غضب شديدة، 00:16:45.339 --> 00:16:47.569 من الضرب والصراخ. 00:16:47.569 --> 00:16:53.699 وكل من في الطائرة ينظر إلينا شذرا. 00:16:53.719 --> 00:16:55.669 عمره أربع سنوات ويبدو طبيعيا، 00:16:55.669 --> 00:16:59.620 وما تبادر لأذهانهم هو: "ما خطب ذلك الطفل؟" "لم يتصرف بهذا الشكل؟" 00:16:59.666 --> 00:17:01.926 " ما خطب أمه؟" "و لم لا تسيطر عليه؟" 00:17:01.926 --> 00:17:04.349 حسنا، الكثير من الخوف. ماذا أفعل؟ 00:17:04.369 --> 00:17:08.139 للأسف لا يمكنني القفز من النافذة، لذلك... 00:17:08.369 --> 00:17:15.068 حسنا، سأخذه للمرحاض وأحاول تهدئته هناك، ربما ستتوارى صرخاته. 00:17:15.160 --> 00:17:18.760 فأخذت ذلك الصغير الذي يصرخ إلى المرحاض، 00:17:18.760 --> 00:17:22.789 وكان المرحاض لسوء حظي... مشغولا. 00:17:22.819 --> 00:17:23.679 (ضحك) 00:17:23.749 --> 00:17:27.699 تخيلوا وجودكم في المساحة الضيقة أما باب المرحاض، 00:17:27.809 --> 00:17:30.329 والطفل في نوبة الغضب تلك، 00:17:30.459 --> 00:17:35.010 علمت عندها أن ملاذي الوحيد هو التعاطف الذاتي. 00:17:35.070 --> 00:17:41.430 فوضعت يداي على قلبي، وحاولت تهدئته، لكنني كنت أركز أساسا على نفسي. 00:17:41.430 --> 00:17:46.250 "إنه صعب يا عزيزي، آسفة لأنك تشعر بهذا، لكنني هنا لمساعدتك." 00:17:46.479 --> 00:17:48.989 أتعلمون ماذا حدث؟ ساعدني على تجاوز الموقف. 00:17:49.689 --> 00:17:58.689 عندما سمحت لنفسي بأن أترفق بها، استطعت مواصلة الترفق ب"روان" 00:17:59.029 --> 00:18:03.610 يعتقد البعض أحيانا أن التعاطف الذاتي هو حب للذات أو أنانية. 00:18:03.610 --> 00:18:05.378 لكنه ليس كذلك. 00:18:05.378 --> 00:18:10.218 لأنه كلما فتحنا قلوبنا أمام ذواتنا، توفر لدينا ما يمكن أن نقدمه للآخرين. 00:18:10.998 --> 00:18:17.820 لذلك أدعوكم لأن تكونوا أكثر تعاطفا مع ذواتكم. 00:18:17.820 --> 00:18:20.868 وبالأخص النساء، تعرفن كيف تتعاطفن. 00:18:20.868 --> 00:18:25.758 تعرفن كيف يكون المرء صديقا جيدا. وما يقال لتهدئة أحدهم وقتما يحتاجون لذلك. 00:18:25.760 --> 00:18:28.430 فقط تذكروا أن تكونوا أفضل صديق لأانفسكم. 00:18:28.470 --> 00:18:33.928 الأمر أسهل مما تظنون، وقد يغير حياتكم. 00:18:34.028 --> 00:18:36.640 ولهذا فإنني أرى أن التعاطف مع الذات 00:18:36.640 --> 00:18:39.020 فكرة تسستحق أن ننشرها. 00:18:39.020 --> 00:18:39.760 أشكركم. 00:18:39.760 --> 00:18:40.619 (تصفيق)