بالنسبة لي, الازمات المهنية دائمة الحدوث
وفي الحقيقة غالباً ايام الاحد مساءاً
حالما تبدا الشمس في المغيب
وتبدا الفجوة بين آمالي الشخصية وواقع حياتي
بالاتساع بشكل كبير
حتى انه عادة ما ينتهي بي المطاف بالبكاء على الوسادة
اذكر لكم هذه الامور
اذكر لكم هذه الامور لانها باعتقادي ليست مجرد مشكلة شخصية
قد تعتقدوا انني مخطئ بهذا
ولكن باعتقادي فاننا نعيش عصرا
دائما ما يتخلل حياتنا فيه ازمات مهنية
لحظات حيث يلامس ما كنا نظن اننا نعرفه
عن حياتنا،عن مهننا
نوعا من الحقيقة يشعرنا بالخطر
قد يكون تحقيق معيشة جيدة الان اسهل مما كان عليه في السابق
و الآن ربما من الاصعب مما كان عليه في السابق
ان تبقى هادئا وان تتحرر من القلق المهني
اريد الان ،ان جاز لي
ان القي نظرة
على بعض اسباب شعورنا بالقلق ازاء مهننا
و كوننا ضحايا لهذه الازمات المهنية احيانا
بينما نبكي بهدوء على وسائدنا
قد يكون احد اسباب معاناتنا احيانا
هو اننا محاطين بالمتكبرين
الان، احمل لكم بعض الاخبار السيئة بطريقة ما
تحديدا لمن حضروا لمدينة اوكسفورد من الخارج
هنالك مشكلة حقيقية مع الغطرسة
فاحيانا يتخيل الاشخاص من خارج المملكة المتحدة
ان الغطرسة ظاهرة تميزها
بسبب الالقاب و المنازل الفخمة هناك
الخبر السيء هو ان هذا ليس صحيحا
فالغطرسة ظاهرة عالمية
نحن منظمة عالمية وهذه ظاهرة عالمية
انها موجودة، ما هو المتكبر؟
المتكبر هو الشخص الذي ياخذ جزئية صغيرا منك
و يستخدمها لتكوين صورة كاملة عنك
هذه هي الغطرسة
اما النوع الاكثر شيوعا من الغطرسة هذه الايام
فهو غطرسة العمل
يمكنك ملامسة هذا النوع من الغظرسة خلال دقائق في احدى الحفلات
عندما يتم سؤالك السؤال الشهير
سؤال بدايات القرن الحادي و العشرين " ما هو عملك؟"
و بناء على الطريقة التي تجيب فيها عن هذا السؤال
اما ان يسر الناس لرؤيتك بشكل لا يصدق
او ينظروا الى ساعاتهم و يختلقوا اعذارهم
(ضحك)
الان، نقيض المتكبر هو امك
(ضحك)
ليس بالضرورة امك ،او امي انا بالواقع
و لكن اذا جاز التعبير " الام المثالية"
فهي شخص لا تهمه انجازاتك
و لكن لسوء الحظ فمعظم الناس ليسوا امهاتنا
معظم الناس يقيمون روابط قوية بين كمية الوقت او حتى الاعجاب و
الحب , الحب غير الرومانسي
مع انه قد يكون جزءا
و لكن اعني الحب بشكل عام و الاحترام
انهم على استعداد لموافقتنا وهذا الامر محددا بدقة
من خلال موقعنا في التسلسل الهرمي الاجتماعي
و هذا يشكل جزءا كبيرا من السبب وراء اهتمامنا الشديد بمهننا
وحقيقةً، وراء زيادة اهتمامنا بالسلع المادية
عادة ما يتم اخبارنا باننا نعيش زمنا ماديا كما تعلمون
و باننا جميعا اناس طماعون
لا اظن اننا حقا ماديين
و لكننا نعيش في مجتمع
قام ببساطة بربط اقتناء السلع المادية
بجوائز معنوية معينة
ما نريده حقا ليس هو السلع المادية انما هو الجوائز المعنوية المرتبطة بها
و هذه طريقة جديدة ننظر فيها للكماليات
لذا ففي المرة القادمة التي ترى فيها شخصا يقود سيارة من نوع " فيراري"
لا تقل في نفسك "ان هذا الشخص طماع"..
انما قل "انه شخص ضعيف يحتاج الى الحب"
بعبارة اخرى -- (ضحك)
تعاطف معه بدلا من احتقاره
و هنالك اسباب اخرى --
(ضحك)
هنالك اسباب اخرى وراء
كون شعورنا بالهدوء حاليا اكثر صعوبة من ذي قبل
احد هذه الاسباب، وهوسبب متناقض كونه مرتبطا بشيء قريب الى النفس الى حد ما
انه الامل الذي نحمله جميعنا تجاه مهننا
فلم تكن التوقعات
لما يمكن للانسان تحقيقه في حياته مرتفعة الى هذا الحد يوما
يتم اخبارنا، من مصادر كثيرة، بأن اي شخص لديه القدرة على تحقيق اي شيء
لقد انتهينا من نظام الطبقات الاجتماعية
اننا حاليا بنظام يمكن فيه لاي شخص
الارتفاع للمنزلة التي يرغبها
و هذه فكرة جميلة .
و بالاضافة الى ذلك هنالك نوع من المساواة.فنحن جميعا متساوون بشكل اساسي.
فليس هنالك نوعا محددا
بدقة من التسلسلات الهرمية
و هنالك مشكلة حقيقية كبيرة مع ذلك
و هذه المشكلة هي الحسد.
الحسد، ان ذكر الحسد امر محظور ,
و لكن ان كان هنالك شعور واحد مسيطر على المجتمع الحديث، فهو الحسد
و هو مرتبط بروح المساواة . دعوني اشرح لكم
اعتقد بانه سيكون امرا غير اعتيادي لاي احد هنا ،او اي احد من المشاهدين،
ان يغار من ملكة انجلترا.
بالرغم من انها اغنى منكم جميعا.
ومن انها تمتلك منزلا كبيرا جدا.
سبب عدم حسدنا لها هو كونها غريبة الاطوار.
انها ببساطة غريبة جدا.
ولا يمكننا التواصل معها . فهي تتحدث بطريقة مضحكة.
و هي قادمة من مكان غريب .
اذا فنحن لا نستطيع التواصل معها,و عندما لا نكون قادرين على التواصل مع شخص ما.فاننا لا نحسده.
كلما كان الناس اقرب من بعضهم في العمر والمنشأ
و في عملية تحديد الهوية،كانوا معرضين لخطر الحسد بشكل اكبر.
لهذا السبب لا يجب على اي منكم حضور حفل اعادة لم شمل في المدرسة .
لانه ليس هناك مرجعية اقوى من ..
الناس الذين كنا معهم في المدرسة
و لكن مشكلة المجتمع الحديث ، بشكل عام ،انه يحول العالم باسره
الى مدرسة.الجميع يرتدي فيها الجينز,الجميع متشابهين.
الا انهم ليسوا كذلك .
اذا هنالك روح من المساواة ,يخالطها تفاوت عميق .
مما يسبب -- يمكن ان يسبب حالة من الاجهاد .
و على الارجح فان عدم احتمالية ان تصبح هذه الايام بنفس ...
غنى و شهرة بيل جايتس ,
مشابهة لعدم احتمالية انضمامك ..
لصفوف الارستقراطية الفرنسية في القرن السابع عشر .
و لكن الفكرة هي ان الامر لا يبدو كذلك .
تحاول المجلات و وسائل الاعلام ان تجعل الامر يبدو كذلك
اذا كانت لديك الطاقة، و بعض الافكار النيرة المتعلقة بالتكنولوجيا
وكراج سيارات في منزلك ، فانت ايضا قادرا على البدء بشيء مهم
(ضحك)
و نتيجة لهذه المشكلة يشعر الناس كانهم في مكتبة لبيع الكتب.
عندم تذهب لمكتبة بيع كتب كبيرة و تنظر الى قسم التطوير الذاتي
كما افعل انا احيانا،
اذا قمت بتحليل كتب المساعدة الذاتية التي يتم انتاجها في العالم اليوم
نلاحظ ان هنالك نوعان اساسيان .
يقول لك النوع الاول "يمكنك تحقيق ما تريد ! يمكنك النجاح ! ليس هنالك مستحيل ! "
و يخبرك النوع الآخر عن كيفية التكيف
مع ما نسميه ادباً " قلة ثقة بالنفس "
و نسميه وقاحة "شعورنا بالسوء تجاه انفسنا ."
هناك علاقة حقيقية ...
علاقة حقيقية بين مجتمع يخبر الناس ان بامكانهم فعل اي شيء ..
ووجود ظاهرة قلة الثقة بالنفس فيه
اذاً فهذه طريقة اخرى يمكن ان ينتج عن الامر الايجابي
ردة فعل سيئة
هنالك سبب آخر لشعورنا بالقلق احيانا ,
ازاء مهننا و موقعنا في العالم اليوم، اكثر من السابق.
و هو ايضا مرتبط بشيء جيد.
و هذا الشيء الجيد يسمى الجدارة.
الان،الجميع،جميع السياسين على اليسار و اليمين,
متفقون على ان الجدارة امر رائع،
و علينا جميعا السعي لجعل مجتمعاتنا جديرة بحق .
بعبارة اخرى،ما هو المجتمع الجدير ؟
المجتمع الجدير هو مجتمع فيه
من يمتلك الموهبة و الطاقة و المهارة،
يصل الى القمة .لا يجب ان يعيقك شيء .
انها فكرة جميلة . المشكلة هي
انه اذا كنت تؤمن حقا بمجتمع
يصل فيه الى القمة من يستحق الوصول الى القمة
فسوف تصدق ايضا ،ضمنيا،و بطريقة اكثر سوءا بكثير ،
بمجتمع فيه من يستحق النزول الى القاع
ينزل ايضا الى القاع و يبقى هناك.
بعبارة اخرى,فان موقعك في الحياة لا ياتي بمحض الصدفة
و انما هو مستحق و مُكتسب.
مما يجعل الفشل يبدو اكثر تحطيما.
تعرفون ،في العصور الوسطى،في انجلترا،
اذا قابلت شخصا فقيرا ,
فان هذا الشخص سيوصف بانه "غير محظوظ"
حرفيا ،شخص لم ينعم عليه بالثروة , غير محظوظ.
هذه الايام ,تحديدا في الولايات المتحدة,
اذا قابلت احدا من قاع المجتمع ،
من الممكن ان يوصف،بلؤم بانه "فاشل"
هناك فرق حقيقي بين الشخص غير المحظوظ (المسكين) و الفاشل
و هذا يبين 400 سنة من التطور في المجتمع،
و ايماننا بمن هو مسؤول عن حياتنا.
لم تعد الالهة المسؤولة بعد الان انما نحن.نحن المسيطرين.
هذا امر مبهج بالنسبة لمن تسري اموره بشكل جيد،
و امر محطم لمن لا تسري اموره بشكل جيد.
انها تؤدي الى،في اسوء الحالات،حسب تحليل علماء الاجتماع..
امثال ايميل دوركايم،تؤدي الى ارتفاع نسب الانتحار .
هنالك حالات انتحار اكثر في الدول المتقدمة
اكثر من اي دولة اخرى في العالم.
و جزء من السبب وراء ذلك هو ان الناس
ياخذون الامور التي تحدث معهم بشكل شخصي للغاية.
هم يملكون نجاحهم و يملكون فشلهم ايضا.
هل هناك طريقة للارتياح من اي من هذه الضغوطات
التي قمت بعرضها منذ قليل؟
باعتقادي نعم هناك.اريد فقط الانتقال الى بعض منها .
فلناخذ الجدارة مثلا.
فكرة ان الجميع يستحقون الوصول الى ما هم عليه تلك.
اعتقد انها فكرة مجنونة ,مجنونة كليا ً.
سوف اقوم بدعم اي سياسي يميني او يساري،
لديه فكرة جيدة نسبيا تخص مبدا الجدارة .
انا من مناصري مبدأ الجدارة .
و لكن باعتقادي ، من الجنون الايمان بانه بامكاننا ...
صنع مجتمع جدير بالأصالة . ان هذا حلم مستحيل .
فكرة ان نصنع مجتمعا..
فيه يصنف الجميع حرفيا ،
الجيد في القمة ، و السيء في الحضيض ،
و يتم عمل ذلك كما يجب بالضبط،ان هذا مستحيل.
ببساطة هناك الكثير من العوامل العشوائية.
الحوادث،حوادث الولادة،
حوادث وقوع الاشياء على رؤوس الناس ، الامراض , الخ.
لن نتمكن ابدا من تصنيفها .
و لن نتمكن ابدا من تصنيف الناس كما يجب .
لفت انتباهي مقولة لطيفة للقديس اوغستين في " مدينة الالهة"
حيث يقول " ان الحكم على الناس من خلال مناصبهم خطيئة."
هذا يعني في الانجليزية الحديثة ،
انها خطيئة .. ان تقوم بتكوين اي صورة عن من يجب ان تتحدث معهم
معتمدا على بطاقات العمل خاصتهم .
ليس المنصب هو ما يجب ان ياخذ بعين الاعتبار.
و بحسب القديس اوغنستين،
فالله هو الوحيد الذي يمكنه وضع كل شخص في المكانة التي يستحقها.
و انه سوف يقوم بعمل ذلك يوم الحساب
مع الملائكة و نفخ الصور، و ستفتح السماء.
فكرة مجنونة،ان كنت شخصا علمانيا مثلي انا.
و لكن بالرغم من ذلك فهنالك شيء ثمين جدا في هذه الفكرة .
بعبارة اخرى . اكبح جماحك عند الحكم على الناس .
ليس بالضرورة ان تكون على علم بالقيمة الحقيقة لشخص ما.
فهذا جزء مجهول منهم .
و لا يجب علينا ان نتصرف كأنه معلوم
هناك مصدر اخر للراحة والعزاء لهذا كله.
عندما نفكر بالفشل بالحياة ، عندما نفكر بالفشل،
احد اسباب خوفنا من الفشل هو
ليس فقط خسارة في الارباح او خسارة في المرتبة.
ما نخشاه هو حكم الاخرين و سخريتهم.و هذا موجود حقا.
العضو الأول المسؤول عن السخرية
هذه الايام ,هو الصحف
و اذا قمت بفتح الصحيفة في اي من ايام الاسبوع ،
تجد انها مليئة بالاشخاص الذين افسدوا حياتهم .
اقاموا علاقات حميمية مع الشخص الخطأ .تناولوا المادة الخطأ.
اصدروا التشريع الخاطىء.بغض النظر عن ماهيته.
فيصبحون بذلك مناسبين للسخرية.
بعبارة اخرى،قد فشلوا.و يتم وصفهم على انهم "فاشلين"
الان،هل هناك بديلا لهذا الامر؟
اعتقد ان التقاليد الغربية تعرض بديلا رائعا.
و هو المأساة.
فن المأساوية، كما تم تطويره في المسارح اليونانية القديمة،
في القرن الخامس قبل الميلاد،كان في الاساس شكلا من اشكال الفن
تم تكريسه للبحث في سبب فشل الناس.
و ايضا لمنحهم درجة من التعاطف.
ليس بالضرورة ان تمنحهم اياها الحياة العادية
اذكر اني كنت افكر بهذا الامر منذ بضعة سنين .
و ذهبت لالقاء نظرة على صحيفة "The Sunday Sport" "رياضة الاحد"
و هي صحيفة شعبية لا انصحكم بالبدء بقراءتها ،
اذا لم تكونوا تعرفونها مسبقاً.
و ذهبت للتحدث معهم
بخصوص احدى تراجيديات الفن الغربي الرائعة
و أردت أن أرى كيف سيقومون باستخدام العناصر الاساسية
لبعض القصص، اذا اتتهم كمادة اخبارية
على مكتب الاخبار مساء يوم سبت.
فاخبرتهم عن عطيل.لم يكونوا قد سمعوا عنها مسبقا الا انهم انبهروا بها
(ضحك)
ثم طلبت منهم ان يكتبوا العنوان الرئيسي لقصة عطيل
فاقترحوا العنوان " مهاجر مجنون بالحب يقتل ابنة عضو مجلس الشيوخ"
لعنوان رئيسي لهذه القصة اذا نشرت في الصحف
اعطيتهم احداث قصة مدام بوفاري
و مرة اخرى ،كتاب سحروا باكتشافه.
و كتبوا "زانية مدمنة على التسوق تجترع الزرنيخ بعد تعرضها لعملية احتيال مادي"
(ضحك)
ما يعجبني من بين كل ذلك هو
ان هؤلاء الرجال يملكون نوعا من العبقرية الخاصة بهم.
العنوان الرئيسي الذي فضلته كان لقصة سوفوكليس "اوديب الملك"
"كان الجنس مع امي مسببٌ للعمى"
(ضحك)
(تصفيق)
على اية حال ،اذا اردتم،على احدى طرفي السلم التعاطفي،
هناك الصحف الشعبية.
و على الطرف الاخر من السلم هناك الماساوية و فن التراجيديا.
و افترض انني اناقش حول ضرورة ان نتعلم القليل
عن ما يحدث في الفن الماساوي.
من الجنون نعت هامليت بانه خاسر .
انه ليس خاسرا ، رغم انه قد خسر فعلا.
و اظن ان هذه هي رسالة المأساة الينا،
و هذا ايضا سبب كونها مهمة جدا جدا، كما أعتقد.
الشيء الاخر المتعلق بالمجتمع الحديث،
وسبب تسبيبه لهذا القلق،
هو اننا لا نملك في مركزه شيء غير انساني.
نحن المجتمع الاول الذي يعيش عالما
حيث لا نعبد شيئا سوى انفسنا
نفكر بانفسنا بشكل كبير.وهذا ما يجب علينا فعله .
وضعنا اناس على القمر ،قمنا بكافة انواع الاشياء الاستثنائية.
لهذا نميل لعبادة انفسنا.
ابطالنا هم من ابطال البشر .
هذا وضع جديد جداً.
كان لاغلبية المجتمعات الاخرى،تحديدا في مركزها،
عبادة شيء فائق . كإله،
روح،قوة طبيعة،الكون
بغض النظر عن ماهيته ،انه شيء اخر تتم عبادته
نحن قد فقدنا عادة القيام بذلك نسبيا.
و هذا باعتقادي سبب كوننا منجذبين للطبيعة بشكل خاص
ليس من اجل صحتنا ، بالرغم من انه غالبا ما يعرض الامر كذلك.
و لكن لانها تشكل مهربا من انفسنا .
مهربا من تنافسنا .
و من دراماتنا.
و هذا هو سبب استمتاعنا بالنظر الى الانهار الجليدية و المحيطات،
و تاملنا للارض من خارج حدودها من الفضاء
نحب ان نبقى على اتصال بشيء غير انساني .
و هذا الامر مهم جدا بالنسبة الينا.
اظن ان ما كنت اتحدث عنه فعلا هو النجاح و الفشل .
هنك امر مدهش يتعلق بالفشل
هو اننا نظن اننا نعرف معنى النجاح.
اذا قلت لكم انه هناك شخص خلف الشاشة
وهو ناجحٌ جدا جدا .. فإن عدة افكار سوف تخطر على بالكم على الفور
سوف تجزمون ان هذا الشخص على الاغلب يملك الكثير من المال
وقد نجح في مجال ما من المجالات
أما عن نظريتي الخاصة بالنجاح .. وأنا احد الاشخاص
المهتمين جدا بموضوع النجاح .. واريد ان اكون ناجحاً
وانا افكر دوما بالسؤال " كيف اكون ناجحاً اكثر ؟ "
ولكن وانا أكبر في العمر .. اصبحت مهتماً أكثر
بالمعنى الحقيقي لكلمة " نجاح "
وهذه فكرة عما اظنه عن النجاح
أولا لا يمكنك ان تكون ناجحا في كل شيء
صحيح اننا سمعنا الكثير عن النجاح المتوازن في العمل والحياة
ولكن هذا غير صحيح .. اذ لا يمكنك النجاح تماما في المجالين
لذا اي مفهوم عن النجاح
يجب ان يتضمن خسارة شيء آخر في المقابل
أي يتضمن مفهوم النجاح عنصر خسارة ضمنه
واعتقد ان اي حياة " ذكية " سوف تتقبل
كما اقول وجود عنصر من عناصرها لايمكن وصفه بالناجح
والشيء الآخر عن الحياة الناجحة
هو انه في معظم الاحيان .. مفهومنا عن
ماذا تعني الحياة الناجحة هو ليس مفهومنا الخاص بنا
فقد قمنا بتبنيه من قبل الآخرين
بصورة عامة .. إن كنت رجلاً .. فسوف تتبنى مفهوم والدك للنجاح
وان كنت أُنثى سوف تتبنين مفهوم والدتك للنجاح
والطب النفسي ينشر هذا المفهوم يمنة ويسرة منذ 80 عام
ولم يستمع احدٌ بما فيه الكفاية حتى اليوم .. ولكني أؤمن بهذا جداً
بالاضافة إلى اننا نتبنى أيضاً ذلك المفهوم
من كل شيء .. من التلفاز إلى الاعلانات
الى المنتجات المسوقة .. إلخ
وهذه الوسائل مقنعة بشدة
فهي تحدد مالذي نريده .. وكيف نريد أن نرى أنفسنا
فعندما يُقال لنا ان العمل في المصارف هو مهنة محترمة جدا
فجميعنا سوف ينساق الى الرغبة بالعمل في المصارف
وعندما لا يغدو العمل فيها محترما .. فنحن نفقد الاهتمام به
فنحن جميعا منفتحون جدا على الاقتراحات
والذي أريد أن أُحاجج فيه .. هو ليس ان نتخلى عن
مفاهيمنا عن النجاح
انما علينا ان نتاكد ان مفاهيمنا عن النجاح هي مفاهيمنا الشخصية
حيث علينا ان نفكر بافكارنا نحن
ونتاكد تماما اننا نحن الذين نريدها ونحن الذين صنعناها
أي اننا نحن صناعُ طموحاتنا ..
لانه من السيء ان لا تحصل على ما تريد
ولكن الاسوء من هذا ان تكون لديك فكرة
عما تريد .. وفي نهاية تلك الرحلة خلف تلك الفكرة
تجد نفسك قد لاحقت الفكرة الخاطئة .. لانها لم تكن فعلا ما تريد
وسوف انهي الفكرة هنا
ولكن أريد أن اشدد
بكل المعاني على النجاح
وعلى تقبل غرابة بعض افكارنا عنه
واشدد على وجوب التحقق من مفاهيمنا عن النجاح
واشدد على ضرورة التأكد من ان مفاهيمنا عن النجاح هي مفاهيمنا الخاصة وليست المكتسبة
شكراً جزيلا لكم
(تصفيق)
كريس أندرسون : كان هذا رائعاً ..ولكن كيف يمكن التوفيق
بين فكرة كون المرء
-- انه من السيء النظر الى احد على انه " خاسر "
وبين فكرة ان الكثير من الاشخاص حولك .. يريدون ان يتفوقوا عليك .
والمجتمع يشجع على ذلك
وربما يتوجب وجود بعض الخاسرين وبعض الرابحين
ألين دي بوتون: نعم .. اعتقد انها مجرد عشوائية
اقصد عملية الربح والخسارة .. التي ركزت عليها
لان مفاهيم اليوم اصبحت تركز
على مبدأ العدالة في كل شيء
السياسيون دوما يتحدثون عن العدالة
وانا الان مقتنع تماما بمفهوم العادلة .. ولكن اعتقد ان تحقيقها بصورة تامة امرٌ مستحيل
لذا يتوجب علينا فعل كل ما يمكن فعله
ويتجوب علينا التدافع لتحقيقها
وفي نهاية اليوم علينا دوما ان نتذكر
ان كل الاشخاص الذين قابلناهم .. وما حدث لهم في حياتهم بأكمله
كان للصدفة عامل كبير في حدوثه
وهذا تحديدا الذي اريد ان انهي كلمتي به
لانه بخلاف هذا الاعتقاد سيكون الامر كارثي - مفهوم الصدف في النجاح وليس العوامل الشخصية -
كريس أندرسون : أعني هل تؤمن أنه يمكن التوفيق
بين فلسفتك الودية والعادلة عن العمل
مع مفاهيم الاقتصاد الناجح
ام انك لا تؤمن بذلك
لانه لا يهم ان كنا نركز كثيرا على تلك المفاهيم او لا . فهي واقعية
ألين دي بوتون: ان الكابوس الليلي
الذي يخيف الناس اليوم .. هو الطريقة المثلى لحثهم على القيام باكبر قدر ممكن من الاعمال
وهذا بصورة ما هو ما يميز بيئتنا القاسية اليوم
فالكثير من الناس سوف تخرج لتحديك
أحيانا الفرد يريد ان يفكر .. من يا ترى سيكون الوالد المثالي ..
ان الوالد المثالي هو الوالد الشديد ولكنه الرحيم في نفس الوقت
وهذا امرٌ يصعب الحصول عليه
نحن نحتاج أباء , كما كانوا في الماضي , أباء يمكن الاقتداء بهم
أباء يتجنبون المبالغة في
في الاستبداد والانضباط من جهة
والمبالغة في التراخي وعدم فرض القواعد من جهة أُخرى
كريس أندرسون :ألين دي بوتون
ألين دي بوتون : شكرا جزيلا لكم
(تصفيق)