1 00:00:00,000 --> 00:00:02,508 تشتهر المياه الساحلية الساحرة في كولومبيا البريطانية 2 00:00:02,508 --> 00:00:05,625 بكونها ملاذًا لتنوع هائل من الكائنات البحرية المدهشة، 3 00:00:05,625 --> 00:00:08,394 من ضمنها الحيتان الحدباء , أسود البحر ستيلر , 4 00:00:08,394 --> 00:00:11,458 الحيتان القاتلة, خنازير البحر و فقمات المرافئ. 5 00:00:11,458 --> 00:00:17,655 وتعد هذه السواحل أيضًا موطنًا لأحد أشهر الثدييات المائية المعروفة والمحبوبة: 6 00:00:17,655 --> 00:00:18,796 ثعلب الماء. 7 00:00:18,796 --> 00:00:20,310 بشواربه الطويلة 8 00:00:20,310 --> 00:00:22,150 وفرو وجهه الخشن، 9 00:00:22,150 --> 00:00:24,838 استحق هذا الحيوان المحبوب. 10 00:00:24,838 --> 00:00:26,980 لقب "شيخ البحر" بجدارة. 11 00:00:26,980 --> 00:00:28,330 رغم مظهره الظريف 12 00:00:28,330 --> 00:00:29,566 وسلوكه المرح، 13 00:00:29,566 --> 00:00:33,580 قد مرثعلب الماء بفترة تاريخية صعبة في أمريكا الشمالية، 14 00:00:33,580 --> 00:00:36,820 حيث كاد أن ينقرض. 15 00:00:36,820 --> 00:00:38,218 أنا "جون إي. ماريوت"، 16 00:00:38,218 --> 00:00:39,303 وفي هذه الحلقة، 17 00:00:39,303 --> 00:00:43,393 سنكشف لكم عن واحدة من أعظم تجارب البيئية ناجحة في كندا: 18 00:00:43,566 --> 00:00:47,041 العودة المذهلة لثعالب الماء المنقرضة سابقًا 19 00:00:47,041 --> 00:00:48,698 الى سواحل كولومبيا البريطانية. 20 00:00:49,045 --> 00:01:02,095 (موسيقى) 21 00:01:02,333 --> 00:01:05,958 يتميز ثعلب الماء بأنه أصغر أفراد عائلة الثدييات البحرية، 22 00:01:05,958 --> 00:01:09,405 وفي الوقت نفسه، هو الأكبر في عائلة العرسيات. 23 00:01:09,475 --> 00:01:12,766 يعيش حول الجزر المحمية والشعاب المرجانية والأخوار والخلجان، 24 00:01:12,766 --> 00:01:14,960 ويتغذى على مختلف أنواع المأكولات البحرية 25 00:01:14,990 --> 00:01:18,858 كالبطلينوس والمحار والسرطانات وقنافذ البحر. 26 00:01:19,008 --> 00:01:22,325 من المعتاد أن تطفو ثعالب الماء في الماء على ظهرها 27 00:01:22,325 --> 00:01:25,885 مستخدمًا بطنها كطاولة 28 00:01:25,905 --> 00:01:28,820 وهو من الكائنات النادرة 29 00:01:28,820 --> 00:01:30,675 التي تستخدم الأدوات مثل البشر، 30 00:01:30,675 --> 00:01:32,605 إذ يستعمل الصخور وغيرها 31 00:01:32,605 --> 00:01:36,703 لكسر قشرة طعامه الصلب للوصول إلى ما بداخله من لذائذ. 32 00:01:37,093 --> 00:01:39,033 تحتاج ثعالب الماء إلى الكثير من الطعام 33 00:01:39,058 --> 00:01:42,178 لتبقى دافئة في مياه المحيط الهادئ الساحلية الباردة 34 00:01:42,178 --> 00:01:46,535 وقد يأكل ما يصل إلى 30٪ من وزن جسمه كل يوم 35 00:01:46,802 --> 00:01:48,252 بخلاف الثدييات البحرية الأخرى, 36 00:01:48,252 --> 00:01:51,112 لا تمتلك ثعالب الماء الكثير من الدهون في جسمها لعزل نفسها، 37 00:01:51,142 --> 00:01:54,372 ولهذا السبب تمتلك واحدة من أكثرالفراء سمكاً في المملكة الحيوانية، 38 00:01:54,452 --> 00:01:56,212 وتتكون من نوعين من الشعر: 39 00:01:56,272 --> 00:01:58,392 وبر خشن طويل ومتناثر، 40 00:01:58,421 --> 00:02:02,621 فرو سفلي ناعم كالريش، كثيف ودافئ للغاية. 41 00:02:02,982 --> 00:02:06,282 للأسف، هذه الفراء الجميلة والفاخرة 42 00:02:06,282 --> 00:02:11,895 هي السبب في اختفاء ثعالب الماء من كولومبيا البريطانية وكندا تمامًا. 43 00:02:12,731 --> 00:02:15,511 فقبل أن تبدأ تجارة الفراء في أوائل القرن التاسع عشر، 44 00:02:15,697 --> 00:02:21,677 كانت أعداد ثعالب الماء في العالم تتراوح بين 150 ألف و300 ألف فرد 45 00:02:21,750 --> 00:02:25,270 ولكن بحلول أوائل القرن التاسع عشر، بعد مرور ما يزيد عن قرن من الزمن بقليل، 46 00:02:25,327 --> 00:02:30,507 انهارعددها تماماً نتيجة إلاقبال الشره على فرائها 47 00:02:30,575 --> 00:02:33,212 ولم يتبق منها سوى أقل من 2000 فرد. 48 00:02:33,306 --> 00:02:36,986 وفي نهاية المطاف، اختفت ثعالب الماء من ساحل كولومبيا البريطانية تمامًا 49 00:02:37,091 --> 00:02:41,511 آخر ثعلب بحر تم إطلاق النار عليه وقتله قبالة جزيرة "فانكوفر" في عام 1929 50 00:02:42,186 --> 00:02:44,266 بدأ مشوار الطويل لاستعادة ثعالب الماء 51 00:02:44,271 --> 00:02:48,190 بفضل الجهود المشتركة للحكومات الفيدرالية، الولائية، والإقليمية 52 00:02:48,190 --> 00:02:50,350 في كل من كندا والولايات المتحدة. 53 00:02:50,674 --> 00:02:53,354 فبين عامي 1969 و1972، 54 00:02:53,354 --> 00:02:55,758 تم الإفراج عن 89 من ثعالب الماء القادمة من ألاسكا 55 00:02:55,758 --> 00:02:59,864 في خليج ”تشيكسيت“ قبالة الساحل الغربي لجزيرة ”فانكوفر“. 56 00:02:59,961 --> 00:03:02,941 والمدهش في الأمر أن هذه المجموعة ازدهرت مباشرة 57 00:03:02,987 --> 00:03:05,937 فور إعادة توطينها في تلك بيئة ساحلية خلابة، 58 00:03:06,061 --> 00:03:07,591 وبحلول عام 1996، 59 00:03:07,682 --> 00:03:11,842 تضاعف عددها أكثر من أربع مرات لتصل إلى أكثر من 1500 فرد. 60 00:03:11,932 --> 00:03:15,732 وقد أدى هذا النجاح المبدئي المذهل للعملية إلى قيام الحكومة الفيدرالية 61 00:03:15,919 --> 00:03:20,989 بتغيير وضع ثعالب الماء من "مهددة بالانقراض" إلى " معرضة لخطر". 62 00:03:21,248 --> 00:03:25,668 وبحلول عام 2004، زاد عدد ثعالب الماء بشكل كبير، 63 00:03:25,743 --> 00:03:27,933 حيث تم العثور على ثعالب الماء في أقصى الجنوب 64 00:03:27,935 --> 00:03:30,074 حتى جزيرة ”فارغاس“ في ”كلايوكوت ساوند“، 65 00:03:30,264 --> 00:03:34,324 وفي أقصى الشمال حتى الطرف الشمالي لجزيرة ”فانكوفر“ في ”كيب سكوت“، 66 00:03:34,371 --> 00:03:37,861 وفي أقصى الشرق حتى جزيرة ”هوب“ في مضيق ”كوين شارلوت“. 67 00:03:38,584 --> 00:03:42,404 أما اليوم، فقد انتشرت ثعالب الماء إلى أبعد من ذلك في كولومبيا البريطانية 68 00:03:42,404 --> 00:03:46,874 وتم تخفيض تصنيفها من " معرضة لخطر" إلى "محل اهتمام خاص". 69 00:03:47,240 --> 00:03:50,130 يُعد تكاثرها وتوسعها المتواصل على الساحل الغربي الكندي 70 00:03:50,303 --> 00:03:54,973 من أنجح عمليات إعادة إحياء الثدييات في التاريخ الكندي! 71 00:03:55,916 --> 00:03:58,706 لكن لا تنتهي قصة النجاح المذهلة هذه عند هذا الحد: 72 00:03:58,817 --> 00:04:01,377 تُعتبرالثعالب الماء، من "الأنواع الرئيسية" 73 00:04:01,461 --> 00:04:04,191 بمعنى ان لها تأثير جلي حتى بأعدادها القليلة. 74 00:04:04,251 --> 00:04:06,511 إذ تساهم في تشكيل بيئات بحرية متوازنة. 75 00:04:06,921 --> 00:04:09,601 تاريخيًا، مع اختفاء ثعالب الماء، 76 00:04:09,811 --> 00:04:14,561 سرعان ما اكتسحت الصخور والشعاب المرجانية بأعداد كثيفة من قنافذ البحر، 77 00:04:14,561 --> 00:04:17,918 مما أدى إلى تدميرغابات عشب البحر، 78 00:04:17,918 --> 00:04:20,618 التي تعتبر بالغة الأهمية لصحة محيطنا. 79 00:04:20,758 --> 00:04:24,352 مما تسبب في القضاء على ما يسمى بـ"الغابات الاستوائية" المحيطية 80 00:04:24,456 --> 00:04:30,016 لدورغابات عشب البحرالفعال في توفير الغذاء والمأوى والأكسجين، 81 00:04:30,140 --> 00:04:33,560 وكذلك كونها بيئة حضانة للعديد من الكائنات البحرية. 82 00:04:34,683 --> 00:04:38,533 ومع إعادة توطين ثعالب الماء وعودتها لمواطنها الأصلية، 83 00:04:38,543 --> 00:04:43,093 واستئناف دورها الهام في الحياة البيئية الساحلية لكولومبيا البريطانية. 84 00:04:43,404 --> 00:04:45,854 شهدنا نتائج بيئية مبهرة: 85 00:04:45,957 --> 00:04:49,697 تم ضبط أعداد قنافذ البحر الخارجة عن السيطرة، 86 00:04:49,859 --> 00:04:52,480 وازدهرت غابات الأعشاب البحرية من جديد، 87 00:04:52,898 --> 00:04:55,888 مما أعاد تشكيل الساحل بصورة مذهلة. 88 00:04:57,273 --> 00:04:59,463 ورغم هذا النجاح إعادة توطينها، 89 00:04:59,491 --> 00:05:02,011 تظل ثعالب الماء تواجه تحديات عديدة، 90 00:05:02,265 --> 00:05:06,363 أبرزها التهديدات البيئية كالتلوث النفطي 91 00:05:06,553 --> 00:05:09,113 تُعد التسربات النفطية كارثة بالنسبة ثعالب الماء، 92 00:05:09,295 --> 00:05:15,087 إذ تفقد فراءها قدرتها على الطفو والعزل، مما يؤدي إلى موتها بسبب التعرض للبرد. 93 00:05:15,281 --> 00:05:17,466 ثعالب الماء التي تنجو في البداية، 94 00:05:17,541 --> 00:05:21,741 تنتهي بها الحال إلى استنشاق وابتلاع النفط أثناء تنظيف فرائها الملوث بالزيت، 95 00:05:21,818 --> 00:05:23,567 مما يسبب المزيد من الوفيات. 96 00:05:23,726 --> 00:05:26,427 ليس من المستغرب أن يستغرق تعافي أعداد ثعالب الماء 97 00:05:26,427 --> 00:05:30,563 ما يقرب من ثلاثة عقود بعد كارثة تسرب "إكسون فالديز" 98 00:05:30,604 --> 00:05:32,204 قبالة سواحل "ألاسكا". 99 00:05:32,973 --> 00:05:34,464 لهذه الأسباب، 100 00:05:34,464 --> 00:05:37,710 من الضروري أن نستمر في حماية مواطن ثعالب الماء 101 00:05:37,710 --> 00:05:40,471 ومواصلة الرصد والتقليل من مخاطر التسربات النفطية 102 00:05:40,471 --> 00:05:42,413 على طول ساحل كولومبيا البريطانية. 103 00:05:43,070 --> 00:05:46,503 شكرًا لمتابعتكم، نحن نقدر دعمكم حقًا! 104 00:05:46,588 --> 00:05:49,478 يُرجى إعلامنا برأيكم في الحلقة بالتعليقات أدناه، 105 00:05:49,585 --> 00:05:52,945 ولا تنسوا الاشتراك و الضغط على جرس الإشعارات 106 00:05:53,048 --> 00:05:54,668 لكي لا تفوتوا حلقتنا القادمة. 107 00:05:54,760 --> 00:05:56,990 شكرًا للجميع، إلى اللقاء قريبًا!