متى كانت آخر مرة كتبت فيها ملاحظة بخط يدك؟ ربما منذ فترة. [الطريقة التي نعمل بها] التقنية غيّرت طريقة تواصلنا. نستخدم البريد الإلكتروني، وليس الخطابات، ونكتب الرسائل، بدلاً عن الاتصالات. ونطلب خدمة التوصيل، بدلاً عن طبخ العشاء المنزلي. كل ذلك بحجة الكفاءة. لكن ثمّة نقطة: التقنية سهّلت التواصل. لكنها لم تسهّل أكثر التواصل البشري مع الآخرين. اكتشفتُ أن سِرّ التواصل في عالم التقنية فائق السرعة الذي نعيش فيه، هو القيام ببعض الأشياء الصغيرة بطريقة تقليدية. اكتب رسالة خطية. كتبتُ آلاف الملحوظات الخطية. شاكراً للبعض على نصيحة، وشاكراً لآخرين على مقابلة. هذا يضع جهداً إضافياً للدلالة على اهتمامك وأنك مستعد لتقديم ما هو أكثر من ذلك. وكنصيحة في كتابة رسالة شكر ما، أن توضح للشخص الذي تكتبها له مدى التأثير الذي تركه في حياتك. تحدث عن شيء معين. مثل: "شكراً للنصيحة التي أسديتها لي. بسبب هذه النصيحة أصبحت أعمل كذا." الناس يسعون لصناعة الفرق. ولذا فإذا استطعت أن تظهر لشخص ما أنه صاحب أثر في حياتك التي تعيشها، والحياة التي تطمح إليها، قد يكون لذلك تأثير كبير. التقط الهاتف واتصل. وظفنا آلاف الموظفين. واتصلت شخصياً بكل فرد منهم للترحيب بهم في عائلة شركتنا "كومباس". بمقدوري توضيح رؤيتي لما أريد أن تكون عليه الشركة. حيث -كما تعلم- يبذل الناس قصارى جهدهم لإشعار الناس أنه مرحب بهم ولإعطائهم الشعور بالانتماء. وأحياناً أتصل بهم في آخر يوم عملهم. عندما يغادرون، أحياناً يصبحون أكثر شفافية أكثر مما سبق حيث كانوا لا يزالون جزءاً من الشركة. وهي فرصة عظيمة للحصول على انطباع من الصعب الحصول عليه في حالات أخرى. اطرح أسئلة مثيرة للاهتمام وذات مغزى عندما تهمّ بالخروج من المكتب. عندما أكون مسافراً داخل البلد، أتعشى كل ليلة مع موظفي الشركة. وأحب أن أطرح أسئلة مثل: "ما هو حافزك الخفي؟ ما هو الشيء الذي حدث هذا الأسبوع وعنى لك الكثير؟" وعندما تتنقل حول الطاولة، ويبدأ الناس بالحديث الودي فيتقبلون المشاركة، وهذا يصنع منحنى مختلفاً. عندما يعودون للمكتب، يقابلون بعضهم البعض وهم يعرفون بعضهم بشكل أعمق. أجب على الأسئلة بصدق. أنت تعلم ماهية الشعور عندما تدخل المصعد ويقول أحدهم: "كيف كانت إجازتك الأسبوعية؟" قد تكون أفضل إجازة على الإطلاق، قد تكون التقيت بحب حياتك، لكنك تقول: "جيدة، كيف كانت إجازتك؟" إذا أردت التواصل مع الناس، يجب عليك أن تكون منفتحاً. لست دائماً بارعاً في ذلك، وأتصور أن معظم الناس ليسوا كذلك. ولكن هذا هو السبب الذي يجعلك تتميز بكونك منفتحاً، لأن معظم الناس ليسوا كذلك. قم بتشغيل الفيديو. أوصي دائماً بالمكالمة المرئية أكثر من المكالمة الصوتية. لأنك تستطيع رؤية الشخصية الحقيقية شاخصة أمامك. عندما تكون على الفيديو، أنت مجبر أن تكون حاضراً. إنها تقريباً آلية إجبارية لتكون في اللحظة. لا أحد ينجح لوحده. كلما أخذت وقتاً أكثر لتطوير علاقات حقيقية وأصلية، كلما تمكنت من تحقيق أحلامك. لأنك ستكون قادراً على تحمل مخاطر جسيمة وأنت تعلم أن ثمّة شبكة من الناس يسعدونك ويدعمون جهودك.